الرئيسية

في هذا العدد

العدد (18) خريف 2024

خريفنا الرابع... ونزداد شبابًا العدد الثامن العشر من منهجيّات هو خريفنا الرابع، الذي بدأت به دورة وجود مجلّة تربويّة عربيّة، حدّدت منذ البداية أفقها: نحو تعليم عربيّ معاصر. ولأنّنا نؤمن أنّ مستقبلنا سيصنعه أبناؤنا، على رغم غبار الدمار والقتل الذي يلفّنا، كان ملفّ عددنا بعنوان "التعليم التحرّري: بدائل واستراتيجيّات". عن التعليم التحرّريّ: لماذا نعلّم أطفالنا؟ في حين ننشغل بأحسن الطرق لشرح كذا، وأهمّ الاستراتيجيّات لضمان فهم المتعلّمين هذه المعادلة، يغيب عن بالنا سؤال الغاية، خصوصًا أنّ إتقان الموادّ الدراسيّة والمعادلات المعقّدة ليس بالضرورة أمرًا لطيفًا، فمن بنى أسلحة الدمار الشامل كانوا من العباقرة! من هنا، ينطلق التعليم التحرّريّ من الربط بين الإنسان وظروفه، وقدرته على فهم المحيط، وتدريبه على إيجاد الإجابات والحلول بناء على ما هو موجود. إنّه ربط عمليّة التعليم بالغاية من جعل الإنسان متعلّمًا، أي عارفًا بعلمه، وعارفًا أنّ المعرفة أداه تغيير يطال المجتمع. وبغير ذلك يصير التعليم وسيلة تُشيّئ الروح الجميلة الحرّة الكامنة في صدور الصغار، ليكبروا غير مهتمّين إلّا بخلاصهم الذاتيّ، ولا تعنيهم إلّا المنافسة لوصول الـ"أنا" بغير احتساب الكلفة على المحيط الذي حضنها. هل نعلّم أطفالنا ليصيروا براغي في أنظمة لم ينشئوها؟ أو لنعدّهم للتصدير بحيث نُحرم ممّا عندهم من طاقات وقدرات فاعلة؟ 

ملفّ العدد القادم

دعوة للكتابة في الأعداد القادمة

للمساهمة والكتابة في أعداد المجلّة القادمة، نستقبل مقالاتكم حول المواضيع التربويّة المختلفة عبر البريد الإلكترونيّ:  [email protected] تعالج مواضيع المقالات العامّة التربويّة في المجلّة قضايا التعليم والإدارة المدرسيّة وتطوير المعلّمين. وقد يكون موضوع المقال منطلقًا من تفكُّر ذاتيّ؛ تأمُّل في تجربة ما أو مراجعة لها أو مُشاركة لتجارب وأفكار مُختلفة، أو قد يكون نتاجًا لورشة أو ندوة أو مؤتمر، وربّما يكون مراجعة لكتاب أو مقالة استطاع الكاتب أن يختبر مقتضياتها في الصفّ، وأن يُدخل عليه ما يتناسب ووضع الصفّ والمدرسة بشكل عامّ، وأن يلمس بيده وروحه ما أدّت إليه في مسار المتعلّمين. المعارف، على أهمّيّتها، موجودة وباتت متاحة بلغات مختلفة، لكن تجربتكم الشخصيّة في تحويل المعرفة إلى ممارسة يوميّة أو استراتيجيّة ناجحة تلائم الواقع، هي الشعلة التي نرغب في نقلها إلى المُمارسين التربويّين في الحقل التعليميّ. للاطلاع على سياسات النشر في المجلّة سياسات منهجيات | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)، وفريق منهجيّات سيكون داعمًا وموجودًا للتواصلِ والمتابعة والمجاورة.  

أخبار تربويّة

لبنان: تمديد تعليق الدراسة وفتح المدارس لاستقبال النازحين

أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة عباس الحلبيّ، أمس الثلاثاء، تمديد تعليق الدراسة في البلاد حتى نهاية الأسبوع الجاري، وفتح المدارس الرسميّة لاستقبال النازحين وتقديم المساعدة لهم. جاء ذلك في بيان صدر عن وزارة التربية والتعليم، قال فيه: "نظرًا لاستمرار الظروف التي اقتضت إقفال مؤسّسات تربويّة ومهنيّة وجامعيّة في مناطق محدّدة، وتعليق الدروس في مناطق أخرى، يمدّد إقفال المدارس والثانويّات والمعاهد والمدارس المهنيّة الرسميّة والخاصّة، حتى نهاية هذا الأسبوع في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبيّة، ويمدد كذلك وقف الدروس في محافظات بيروت وجبل لبنان والشمال وعكّار". كما أصدر الوزير تعميمًا "بفتح مباني المدارس والثانويّات الرسميّة لاستقبال النازحين ووضعها تحت تصرّف لجنة الطوارئ المركزيّة بالتنسيق مع خليّة الأزمة في الوزارة، والتعاون مع الجهات المكلّفة رسميًّا بتوزيع النازحين وتقديم الدعم والمساعدة لهم"، وفق البيان. وفي سياق متصل، أصدر وزير الصحّة اللبنانيّ فراس الأبيض، قرارًا بـ"إغلاق جميع حضانات الأطفال في كلّ أنحاء البلاد حتى نهاية الأسبوع الجاري". ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ منذ صباح الإثنين، عدوانًا هو "الأعنف والأوسع" على لبنان، أسفر عن 558 شهيدًا بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، و1835 جريحًا، وفق أحدث بيانات وزارة الصحّة اللبنانيّة. ومع موجة التصعيد هذه، نزح آلاف اللبنانيّين من منازلهم الواقعة في المنطقة الجنوبيّة من الغارات الإسرائيليّة العنيفة.

قطر الخيريّة تؤهّل 8 مدارس في اليمن

أعلنت قطر الخيريّة، في بيان، أمس الاثنين، الانتهاء من تأهيل 8 مدارس متوقّفة عن العمل في قرى نائية بمحافظتي حجة وإب باليمن، إضافة إلى تقديم حوافز لمئات المعلّمين والمعلّمات، وتوزيع الحقائب المدرسيّة على آلاف الطلّاب مع بدء العام الدراسيّ. المشروع، الذي بدأ العام الماضي واكتمل هذا العام، يأتي في وقت تشهد فيه الأوضاع التعليميّة في اليمن تدهورًا كبيرًا بسبب الحرب المستمرّة منذ أكثر من تسع سنوات. ووفقًا لتقارير منظّمات إنسانيّة دوليّة، تأثّرت العمليّة التعليميّة تأثّرًا سلبيًّا نتيجة تدهور المرافق المدرسيّة، ونقص الاحتياجات الأساسيّة، وانقطاع رواتب المعلّمين، ما أدّى إلى تفاقم ظاهرة التسرّب المدرسيّ بين الطلّاب. ويهدف المشروع، بحسب البيان، إلى تعزيز فرص التعليم والعودة إلى المدارس، من خلال تحسين البيئة التعليميّة ودعم المعلّمين والطلّاب في المحافظتين. وقد شملت عمليّات التأهيل بناء فصول جديدة، وترميم الفصول القائمة، وتجديد دورات المياه، بالإضافة إلى توفير كراسي مدرسية حديثة، ما سيساهم في توفير بيئة تعليميّة أفضل للطلّاب. وأوضحت قطر الخيريّة أنّ المشروع قدّم حوافز ماليّة لأكثر من 300 معلّم ومعلّمة، لتحسين أوضاعهم المعيشيّة في ظلّ انقطاع الرواتب، بالإضافة إلى توزيع حوالي 4,100 حقيبة مدرسيّة تحتوي على الأدوات الضروريّة لدعم الطلّاب وتشجيعهم على العودة إلى الدراسة والاستعداد للعام الدراسيّ الجديد.

العراق يُطلق حملة واسعة لإعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة

أطلقت الحكومة العراقيّة حملة واسعة هي الأولى من نوعها تستهدف الأطفال المتسرّبين من الدراسة ودمجهم ضمن المدارس الحكوميّة، وذلك قبيل أسبوع واحد من بدء العام الدراسيّ الجديد، الذي يتوقّع أن يلتحق به أكثر من 11 مليون طالب من كلا الجنسين في المراحل الابتدائيّة والمتوسّطة والإعداديّة. ونقلت صحيفة الصباح الرسميّة العراقيّة، الأسبوع الماضي، عن مستشار الحكومة لشؤون التربية والتعليم، عدنان السراج، إعلانه انطلاق مبادرة "العودة للتعليم" التي تستهدف أكثر من 151 ألف متسرّب في عموم البلاد. وتستمرّ الحملة لمدّة 45 يومًا وتشمل جميع مدن العراق ومحافظاته، أكّد بشأنها وزير التربية العراقيّ إبراهيم الجبوري، أنّها "أهم خطوات الاستدامة"، في إشارة إلى البرنامج الحكوميّ لرئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ. وقال السراج إنّ مبادرة "العودة إلى التعليم"، تهدف إلى "معالجة ظاهرة التسرُّب من المدارس وإعداد برامج تربويّة خاصّة بذلك قبيل بدء العام الدراسيّ الجديد. مضيفًا أنّ المبادرة تستمرّ لمدّة 45 يومًا، بتنسيق مع منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف) التي أسهمت بإعداد الخطط الكاملة وتدريب ألف و688 موظّفًا من الملاك التربويّ لتنفيذ المبادرة، مع تشكيل نحو 180 لجنة فرعيّة في عموم البلاد. ولفت السراج إلى أن المبادرة تستهدف أكثر من 151 ألفًا و920 متسرّبًا من مختلف الأعمار في جميع محافظات البلاد، حيث يُسعى من خلال المبادرة لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة. وستكون، وفقًا للسراج، مديريات التربية في بغداد والمحافظات هي المسؤولة عن تنفيذ الحملة بالتعاون مع "يونيسف" ومساندة الجهات ذات العلاقة، كذلك ستُطلَق حملة إعلاميّة لتثقيف أهالي الطلبة المتسرّبين وتوعيتهم على مخاطر تسرُّب أولادهم من المدارس والعمل على ضرورة التحاقهم من جديد. وستخصّص الحكومة العراقيّة برامج إعلاميّة واسعة للتوعية على ضرورة الحملة، بالتعاون مع "يونيسف" وتشمل إنتاج البرامج التوعويّة القصيرة الهادفة إلى حثِّ الأهالي من أجل إعادة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة، حيث هناك سلسلة حلقات ضمن 26 مقطعًا ومشهدًا ترشد من خلال مضامينها المتسرّبين إلى طريق العلم والمعرفة ضمن المبادرة.  

في كلّ عدد تختار منهجيّات قضيّة أو مفهومًا تربويًّا تخصّص له ملفًّا يشارك فيه خبراء وأكاديميّون ومعلّمون في مقالات وتجارب وتحليلات، تتناول الموضوع من جوانبه المختلفة. يشكّل الملفّ رافدًا مهمًّا للمعلّمين والباحثين والمهتمّين.

افتتاحيّة الملفّ: تحرير العقل في مواجهة إبادة العصر
بداية، نذكّر العالم بأنّ يوم صدور هذا العدد هو اليوم ال363 من الإبادة في غزّة... سنة كاملة من حملة قتل شعواء، أضحت فيها المدارس ملاجئ، وم... تابع القراءة
معنى التعليم التحرّريّ في سياق غزّة اليوم
يبدو الأمر عصيًّا على التخيّل، حين تنفض عن نفسك رماد القصف، وتمسح عرقك في أحد صباحات آب أو تمّوز، عائدًا من طابورِ الماء، تابع القراءة

مقالات عن تجارب وتأمّلات وتقنيّات تعلّميّة – تعليميّة، غير مرتبطة بموضوع أو قضيّة محدّدة، ومفتوحة للمُشاركة دائمًا.

النهضة التعليميّة اليابانيّة الجديدة: تحوّل نموذجيّ في تعليم العلوم الإنسانيّة
في مبادرة جريئة وبعيدة النظر إلى تنمية التفكير النقديّ وتشكيل مواطنين متكاملين، شرعت اليابان في رحلة تحويليّة في مجال تعليم العلوم الإنسا... تابع القراءة
أثر التنمّر في البيئة الدامجة: كيف نحمي طلّابنا؟
البيئة المدرسيّة مهمّة للتطوّر العقليّ والمفاهيميّ والعاطفيّ والاجتماعيّ عند الأطفال والشباب. لذلك، علينا أن نؤمِّن بيئة مدرسيّة آمنة ودا... تابع القراءة

الندوة القادمة

ندوة منهجيّات الشهريًّة مساحة نقاش مفتوح يتناول موضوعًا يتجدّدُ، يشارك في الندوة مختصّون تربويّون ومعلّمون خبراء في موضوع الندوة.

ندوة: الذكاء الاصطناعيّ

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر أيلول/ سبتمبر 2024، بعنوان "الذكاء الاصطناعيّ". وركّزت على محاور مختلفة، هي:  المعلّم والذكاء الاصطناعيّ: تجارب في استخدام البرامج والمنصّات المختلفة. المتعلّم والاستفادة من الذكاء الاصطناعيّ: تجارب واستخدامات متعدّدة. أخلاقيّات استعمال الذكاء الاصطناعيّ، ودور التعليم بترسيخها.   استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هُمّ: أ. رانيا حمّودة، مديرة قسم تكنولوجيا التعليم في مدرسة الأهليّة والمطران، الأردن؛ أ. خالد المصري، معلّم مادّة العلوم، لبنان؛ د. نضال قرعان، منسّق برنامج الدبلوم في مدرسة الفريندز، فلسطين؛ د. فرزدق ناهض، مؤلّف مناهج الحاسوب في وزارة التربية، العراق. أدارت الندوة أ. دلال حمّودة، مديرة المرحلة الثانويّة في الأكاديميّة العربيّة الدوليّة، قطر، والتي عرّفت بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثرية والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعت جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها. ووجّهت أ. دلال رسالة أنّ قلوبنا جميعًا مع أهلنا وشعوبنا العربيّة، والتي تعاني ظروفًا عصيبة، وأشارت إلى أنّنا نبدأ من نقطة الأمل، ونلتقي في هذه الندوة، للحديث عن مُستقبل تعليم أطفالنا، ليخرج منهم قادة وروّاد يغيّرون واقع البلاد بصوتهم وفعلهم. ملاحظة: في نهاية التقرير تجدون مجموعة مصادر لأدوات الذكاء الاصطناعيّ للمعلّمين.   المحور الأوّل: المعلّم والذكاء الاصطناعيّ: تجارب في استخدام البرامج والمنصّات المختلفة افتتحت أ. رانيا هذا المحور بمشاركتها تجربة في مدرسة الأهليّة والمطران، حيث البحث عن أدوات تكنولوجيّة جديدة مهمّة مستمرّة في المدرسة، ذلك من أجل دعم المعلّم. وقبل سنتين، تعرّفت إلى أدوات الذكاء الاصطناعيّ التوليديّة، مثل ChatGPT، وأصابتني حالة ذهول عندما اطّلعت عليها، إذ كان من الواضح أنّها ستكون أدوات استثنائيّة، تنقل عالم التعليم إلى مكانٍ آخر. من هُنا، فكّرت بضرورة تقديم هذه الأدوات للمعلّمين، وبدأنا بتدريبات مع المعلّمين حول هذه الأدوات، وكيفيّة توظيفها في الحصص التعليميّة، وما هي إيجابيّاتها وسلبيّاتها، وكيف سيساعدون الطلبة على فهمها واستخدامها بطريقةٍ مُناسبة. وأشارت أ. رانيا إلى أنّ هذه الأدوات موجودة، وهي ليست موجة عابرة، بل تتطوّر يومًا بعد يوم، وبالتالي، هي جزء من الواقع، ومن واجبنا تِجاه طلبتنا تقبُّل هذا الواقع، وفهم هذه الأدوات وعلاقتها المركّبة مع الواقع، خصوصًا أنّ وصول الطلبة إليها مفتوح ومتاح. من هُنا، علينا التوقّف عن مقاومة هذه الأدوات، بل فهمها واستخدامها وتوظيفها. وتحدّثت عن دور الإدارة في خضمّ هذه العمليّة، لأنّ دورها محوريّ في دعم المعلّمين لفهم هذه الأدوات واستخدامها. وعرّجت على دور المعلّم في استكشاف هذه الأدوات وعدم انتظار الدورات التدريبيّة، خصوصًا أنّ نوعيّة الدورات تختلف بسرعة استجابةً لتطوّر هذه الأدوات. وذكرت أنّه من المهمّ حوار المعلّمين، من مدارس مختلفة، من أجل التفكير في سياسات لضبط إطار استخدام هذه الأدوات، وتوجيه الطلبة إلى استخدامها. هذه السياسات تُطوّر بالشراكة مع مجتمع المدرسة، ويُشارك الجميع، بما في ذلك الطلبة، في وضعها ونقاشها. وشاركت أ. رانيا أنّه من المهمّ فهم الظرف الملائم لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ وتوظيفه، وعدم استخدامها بشكلٍ اعتباطيّ، فهذا يضيّع المعنى ويشتّت القصد.   شاركت أ. دلال تجربة حول ضرورة نظر المعلّم إلى هذه الأدوات كشريكٍ في التفكير، وأيضًا في طريقة التخطيط، حيث سنجد أنّ الموضوع سهل، ولكنّ هذا يقوم على مجموعة مهارات على المعلّم أن يطوّرها باستمرار، على غرار مهارة طرح السؤال، أو استخدام الذكاء الاصطناعيّ من أجل بعض الترجمات البسيطة. وأشارت إلى أهمّيّة إضافة عناصر التسلية في خضمّ التدريبات على هذه الأدوات، ذهابًا إلى تطوير مهاراتنا، وصقل مهارات جديدة، مثل التفكير الناقد، والتفكير الإبداعيّ. أشار د. قرعان إلى أنّ التجربة شبيهة إلى حدٍّ كبير بين مدرسة الفريندز والأهليّة والمطران، ولكنّه أشار إلى تحدٍّ ظهر عند مراجعة سياسة "النزاهة الأكاديميّة"، والتي عكست رفضًا قطعيًّا لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ في أيّ شكل من الأشكال. ومع مرور الوقت، كانت هناك تجارب فرديّة من معلّمين وطلبة، أبرزت ضرورة توظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ في عمليّة التعليم. هُنا، بدأنا حوارات بين المعلّمين من أجل استخدام هذه الأداة للمُساعدة في التعليم القائم على المفاهيم، وعصف الذهن مع هذه الأدوات من أجل تعليم تكامليّ بين الموادّ. مثال آخر هو طرح الأسئلة، والتي يقوم عليها تطبيق ChatGPT، فيجيب، وبالتالي يقوم المعلّم بتأمّل هذه الإجابة ومراجعتها. مثال آخر، يُمكننا توظيف هذه الأدوات للمساعدة في بناء أوراق عمل، تدعم التمايز بين الطلبة. وركّز د. قرعان على نقطة أنّ هذه الأدوات أقحمت نفسها وسيلةً في عمليّة التعليم، وما زلنا، بسبب قلّة المراجع عن الموضوع، نصوغ ونعدّل بالسياسة، وما اتّفقنا عليه؛ مثلًا، أن يوثّق أيّ نصّ مُستخدم من ChatGPT. وأضاف نقطة هي ضرورة وضوح التعليمات من قِبل المعلّمين، حول متى يكون استعمال هذه الأدوات فعّالًا، وتحديدًا داخل الوحدات التعليميّة، فهي أداة لا شكّ تخدم المعلّم والطالب.   المحور الثاني: المتعلّم والاستفادة من الذكاء الاصطناعيّ: تجارب واستخدامات متعدّدة قدّم د. ناهض وجهةَ نظر حول تأثير أدوات الذكاء الاصطناعيّ على محوري العمليّة التعليميّة: المعلّم والطالب. وأشار إلى وجود تأخّر في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، من كونه سيصبح في القريب، أداةً أساسيّة ومهارة ضروريّة. وتحدّث عن أهمّيّة التفريق بين حاجة توظيف الذكاء الاصطناعيّ في المراحل الأساسيّة عن المراحل الثانويّة؛ إذ في المراحل الأساسيّة، يحتاج الطلبة إلى تثبيت مهارات أساسيّة، كالكتابة والخطّ إلخ... بينما في المراحل الثانويّة، يُمكن أن يبدأ الطلبة العمل على إنتاج البحوث، لتأسيس بُنية أساسيّة ينطلقون منها إلى العمليّة البحثيّة. وأشار د. ناهض إلى ضرورة الانتباه والنقد لنتائج النصوص التوليديّة من محرّكات الذكاء الاصطناعيّ، ومراجعتها وتحريرها وتعديلها، لتُتناسب والغرض البحثيّ منها، لا الاكتفاء بالاعتماد عليها استسهالًا وكسلًا. وعرّج على ضرورة مراعاة دعم الطلّاب في وضع بُنى البحوث بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعيّ، ومراعاة الفروق الفرديّة، وخصوصًا الطلبة من ذوي الهمم، فمن المُمكن أن تشكّل هذه الأدوات ساندًا ومُساعدًا لتحقيق تعليمٍ نشطٍ دامج. وفي الموادّ العلميّة، كالكيمياء والفيزياء، من المُمكن أن تفتح منصّات الذكاء الاصطناعيّ أمام الطلبة، مُختبرات لاختبار تجارب عمليّة مُعيّنة، ومراقبة وملاحظة النتائج. هُنا داخلت أ. دلال حول أهمّيّة هذه الأدوات والمنصّات في إمكانيّة الوصول إلى جميع الطلبة، مهما كانت احتياجاتهم، ومنها القلم الإلكترونيّ الذي يقرأ للطالب، ومنها بعض المنصّات التي تُساعد الطلبة الذين يواجهون تحدّيات معيّنة، وهي استخدامات ضروريّة بهذا المعنى لتسهيل عمليّة التعليم، سواء داخل المدارس أم خارجها. وانضمّ أ. المصري متأخّرًا نتيجة مشاكل تقنيّة، فطرحَ سؤالًا افتتاحيًّا هو: ما خطّتي في الغرفة الصفّيّة؟ وما الأدوات التي أستخدمها لتحويل المنهاج التعليميّ التقليديّ إلى تعليم حديث يتضمّن تقنيّات حديثة، تقوم على مبادرة المعلّم من أجل تعريض الطلبة لتجارب بغرض اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين. وأشار أ. المصري إلى أنّ مشوار توظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ طويل، وعليه أن يكون تمهيديًّا. على سبيل المثال، قمنا بتوظيف المختبرات الافتراضيّة في التعليم، وفحصنا عبر أسئلة ونماذج استفادة الطلبة من هذه الأداة، وكانت استفادة إيجابيّة. وتحدّث عن فكرة مشروع المختبرات الافتراضيّة بدلًا من النصّ، كون المشروع يدفع الطلبة إلى تقمّص عالم ما مثلًا، وتشجيعهم بمجموعة أسئلة للمُضيّ بتجربة تعلّميّة مُمتعة، تنمّي مهارات التفكير الإبداعيّ لديه، بطريقةٍ تدريجيّة. وأضاف أ. المصري نقطة مُهمّة هُنا، هي أنّ الذكاء الاصطناعيّ موجود، وبالتالي حتّى إن كانت هنالك مدرسة ما لا تريد توظيفه، عليها تمكين الطلبة من مهارات القرن الحادي والعشرين، لضمان تمكين الطالب من مهارات تجعله قادرًا على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، انطلاقًا من فكرة أنّ التقييم اليوم هو ما كسب الطالب من مهارات في المدرسة، يُمكنهُ استخدامها وتوظيفها في الحياة. وقدّم أ. المصري مداخلةً حول أخلاقيّة التعليم، فهو مهمّة سامية، علينا أن نقاوم كي تكون مُتاحة للجميع، وبهذا نكون نقاوم ظواهر مختلفة، مثل التسرّب المدرسيّ. كما أكمل حديثه حول اليوم العاديّ في الصفّ المدرسيّ، وكيفيّة الاستفادة من مواقف عادةً ما تُسبّب أجواء مشحونة بين الطلبة والمعلّم، وتوظيف هذه المواقف، من أجل فهم ظواهر علميّة، أو تركيبات كيميائيّة، ربطًا بين العلوم من أجل تمكين الطالب من مهارات مختلفة.   المحور الثالث: أخلاقيّات استعمال الذكاء الاصطناعيّ ودور التعليم في ترسيخها تحدّثت أ. رانيا حول الاستسهال الذي يجده بعض الطلبة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، بل وهناك محاولات غشّ كذلك. وهناك طلبة آخرون يوظّفون هذه الأدوات بطريقة منهجيّة تعزّز تعلّمهم. في النهاية، المشكلة ليست مُشكلة أداة، هي مشكلة سلوك، كون الغشّ كان موجودًا قبل الأداة. بالتالي، علينا التفكير كمعلّمين ومعلّمات بكيفيّة توظيف هذه الأدوات، وتغيير عمليّة التقييم، ونشر ثقافة مهارات التفكير والبحث. إذًا هي حاجة إلى نشر ثقافة البحث والسؤال والتحقّق في الغرفة الصفّيّة، لأنّ الأدوات ستتوالد باستمرار، وفي نظرةٍ إلى الماضي القريب، ننظر إلى الحاسوب والإنترنت والآلة الحاسبة، كأدوات تخوّف منها النّاس، بينما أنقذت الطلبة في ظروف معيّنة، مثل جائحة كورونا. داخل هُنا د. قرعان حول أهمّيّة تمكين المعلّم من هذه الأدوات، ليكون مواكِبًا للطالب في مسيرة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ. وأكّد على نقطة هي ضرورة استخدام عمليّة التوثيق الأكاديميّ لأيّ نصّ أو فكرة يولّدها الطالب من ChatGPT على سبيل المثال. وتحدّث على غياب السياسات، كسبب للغشّ غير المقصود من قِبل الطلبة، كونه غير واعٍ لحدود استخدامها وتوظيفها. ودعا إلى الانفتاح على هذه الأدوات وغيرها، لأنّها تتطوّر بطريقةٍ مُستمرّة.   هل استخدام هذه الأدوات مُمكنٌ مع الطلبة في السنوات الابتدائيّة؟ عقّب د. ناهض أنّ هذا مُمكن، ولكن ضمن حدود ومعايير. وأشار إلى أنّه لا يُمكن استثناء أيّ أحد من هذا الواقع، ولكنّ المعايير عليها أن تُصاغ بناءً على إمكانيّات المتعلّمين، وشروط المرحلة العمريّة المُناسبة. في هذا السياق، التعامل مع المراحل الابتدائيّة وعلاقتها بهذه الأدوات عليه أن يكون حذرًا، لنضمن الابتعاد عن الأخطار التي تؤثّر في صحّتهم أوّلًا، والحاجة إلى تعزيز مهارات الكتابة والقراءة ثانيًّا، ذلك كونها مهارات أساسيّة للتفكير من حيث البدء. أو اللجوء إلى التعليم الذي يمزج بين التعليم وهذه الأدوات، في حين يكون المعلّم مُيسّرًا لهذه العمليّة مع الطلبة. وأضافت هُنا أ. دلال أنّه من الضروريّ أن يمتلك مهارات أساسيّة، أساسًا لاستخدام هذه الأدوات. وفي حال كان الطالب غير مُتمكّن من مهارات معيّنة، على سبيل المثال التفكير الناقد والتحليل، سيُقاد إلى تصديق "هلوسات" هذه الأدوات، وبالتالي، سيقدّم عملًا غير مفيد، ولا يقوده إلى تحسين مهاراته المُختلفة. بينما إن استخدمها الطالب المُتمكّن من مهارات أساسيّة، سيكون هو المحور وهو المُتحكّم بالأداة، والذي يقودها نحو خدمة مسيرة تعلّمه.   بعض أسئلة الجمهور - الإشكاليّة المطروحة لدى المعلّمين تكمن في المحتوى التعليميّ ونقص المحتوى الرقميّ ضمنها، أو وجود محتوى رقميّ أُعدّ بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعيّ، كيف من المُمكن أن يعرف المعلّم المحتوى المُناسب للاستخدام؟ قالت أ. رانيا إنّه ليس هناك من طريقةٍ واضحةٍ لذلك، بل يعتمد الأمر على خبرة المعلّمين ومعرفته بالأدوات الموجودة، وبالتالي، ستكون هذه مهمّة صعبة على معلّم غير متمكّن، وسهلة على معلّم متمكّن يُمكنه ربطها بوحدة أو موضوع معيّن. من هُنا، ومن كون العالم متغيّر بشكلٍ سريع، على المعلّم أن يكون مواكبًا لكلّ هذه التغيّرات والتحديثات التي تطرأ.   - كيف يُمكن للمعلّم بناء محتوى باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، لتسهيل حصول الطلبة على المعلومات، من دون الخروج عن المنهاج؟ أجاب أ. المصري، مُجدّدًا أنّه من الضروريّ تحديد الهدف في البداية، هذا الهدف سيُسهّل تحديد الأداة المُناسبة. وتدريجيًّا، قد تُتاح هذه الأدوات مجّانًا، ولكنّ المهم، أن أعرف أيّ جانب سأنمّي للطالب، كتابيًّا أو صوريًّا أو صوتيًّا، ولكنّني أقترح تطبيق "CoPilot" لأنّه مهمّ ومفيد جدًّا. وأمّا د. ناهض، فأشار إلى أنّه على المحتوى مراعاة الفئات العُمريّة، وهُنا علينا تعزيز هذا المحتوى أحيانًا بألعاب إلكترونيّة تُساعد على جذب انتباه الطلبة، ودمجهم في عمليّة التعليم، وتعزيز المحتوى بأدوات الذكاء الاصطناعيّ، من أجل أن يكون الطالب مرتاحًا. ومن المهمّ مراعاة مسألة الملل؛ جلوس الطلّاب لساعات أمام التطبيقات، وخلق أدوات تعزّز اندماج الطلّاب مع المحتوى واستخدامها.   - هل بأدوات الذكاء الاصطناعيّ يُمكننا الاستغناء عن المعلّم؟ أم إنّها طريقة لتطوير التعليم، وكيف يُمكن تطوير التعليم من أجل التركيز على التعلّم مدى الحياة. أجابت أ. دلال أنّ الهدف ليس الاستغناء عن المعلّم، بل على العكس، تمكين المعلّم من أجل التركيز على الإبداع البشريّ. فمهما تطوّر الذكاء الاصطناعيّ سيبقى يستلهم من المعرفة الموجودة، والتي راكمها الإنسان. بالتالي، الهدف هو البدء من النقطة التي يقف عندها الذكاء الاصطناعيّ من أجل تنمية التفكير خارج الحدود الموجودة حاليًّا.   - هل بالضرورة أن يكون المعلّم محترفًا لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ؟ داخلت أ. رانيا بأنّه ليس بالضرورة أن يكون المعلّم محترفًا لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ. المطلوب من المعلّم فهم هذه الأدوات، وفهم آليّة تشغيلها، ومن أين تولّد المعلومات، والتي ليسَ بالضرورة أن تكون صحيحة، وأن تكون محايدة، بالتالي لفهم من أين سيبدأ بالعمل مع الطلبة.   - هل نُركّز على تعليم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، أم تعليم الذكاء الاصطناعيّ؟ تحدّث أ. المصري عن أهمّيّة فهم التغيير، ومواكبته من أجل البقاء على اطّلاع على ما يحدث. وأضافت أ. رانيا أنّه من المهمّ استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، ولكنّ لا شكّ أنّه من الأهمّ تعليم الطلبة كيفيّة ابتكار أدوات الذكاء الاصطناعيّ وآليّاته، وتكوين تطبيقات مختلفة. علينا التركيز إذًا، على الجهتين، التعليم من خلال هذه الأدوات، والتعليم عن هذه الأدوات.   - هنالك بعض الدول، مثل السويد، ارتأت أن تعود إلى الأدوات التقليديّة للتعليم، فهل هذا معناه أنّ السلبيّات أكثر من توظيف الأدوات الحديثة؟ تحدّث د. قرعان أنّه مع دمج الأدوات، وعدم الاستغناء عن واحدة لصالح الأُخرى، وأشار إلى ضرورة الانتباه إلى أنّه حتّى التحوّل في الأدوات، عليه ألّا أن يكون دفعة واحدة. وأضافت أ. دلال أنّه من أهداف عمليّة التعليم، تخريج جيل قادر على مواكبة العصر، وأن يرتقي بنفسه وبمجتمعه من خلال استخدام الأدوات التكنولوجيّة الموجودة، بالتالي، علينا إيجاد مرحلة التوازن الضروريّة للاستفادة من جميع الأدوات، وتوظيفها في مسيرة تعلّمهم.   في الخِتام، ما توصياتكم بالنسبة إلى العمل مع الذكاء الاصطناعيّ؟ تحدّثت أ. رانيا أنّ الذكاء الاصطناعيّ هو آليّ يقوم ببعض المهام بطريقة فعّالة ومفيدة، وعلى المعلّم أن يركّز على الجانب الإنسانيّ العاطفيّ للتعلّم، وهذا ما لن يستطيع الذكاء الاصطناعيّ الوصول إلى تقديمه. ودعت إلى استغلال وجود الذكاء الاصطناعيّ لتطوير قدراتنا البشريّة التي لن تستطيع الآلة القيام بها. وداخل د. قرعان أنّ التكنولوجيا لن تكون بديلًا عن المعلّم إطلاقًا. ولذا، على المعلّم التعامل معها بانفتاح وتقبّل، فهي فُرصة لبناء حوارات مع الطلّاب والاستمتاع بتيسير الحصص الصفّيّة، ومواكبة ما هو جديد. وأمّا د. ناهض، فتحدّث عن توصية للمعلّمين: من الضروريّ البحث عن أدوات ذكاء اصطناعيّ تقوم بتحليل لبيانات أداء المتعلّمين وتفضيلاتهم، كونها ستعزّز خطط المعلّمين بإنشاء دروس وتقويمات تُراعي وتُحاكي نقاط القوّة والضعف الفريدة لدى كلّ طالب. ومن الضروريّ، أن يكون لكلّ بلد استراتيجيّة وطنيّة للتعامل مع الذكاء الاصطناعيّ، وعلينا ألّا ننسى تعزيز المهارات التربويّة قبل التعليميّة، وهي ستؤدّي دورًا أساسًا في هذا السياق. واختتمت أ. دلال بشكرها للمتحدّثات والمتحدّثين والجمهور، وخصوصًا أ. المصري الذي ينضمّ في سياق عصيب. وذكرت أنّها كانت ندوة أثرتها مداخلات الجمهور، وقدّمت توصيتها بأهمّيّة تمكين المعلّم، ورفع الوعي من أجل إعداد متعلّم واعٍ بما هو الذكاء الاصطناعيّ، بكلّ مركّباته، وعناصره، وآليّة عمله، وطرق الاستفادة منه، وسياسات التعامل معه أداةً ستساعدنا على استخدامهِ بالشكل الأمثل.     فيما يلي: مجموعة مصادر لأدوات الذكاء الاصطناعيّ للمعلّمين حضّرتها الأستاذة رانيا حمّودة، وشاركتها مع حضور الندوة:   Language Tools 1. Grammarly: Grammarly – A tool for checking grammar, punctuation, and clarity to enhance writing quality. يعمل بشكل جيد في تصحيح القواعد اللغوية والكتابة 2. Quillbot: Quillbot – Offers grammar correction, paraphrasing, and summarizing tools to streamline writing tasks. أداة لإعادة الصياغة والتلخيص 3. Google Translate: Google Translate – A free service for translating text between numerous languages. للترجمة وتحليل النصوص   Math Tools 1. Photomath: Photomath – Use your camera to solve math problems step-by-step with explanations. يتيح للطلاب حل المسائل الرياضية عن طريق تصويرها بالكاميرا 2. Microsoft Math Solver: Microsoft Math Solver – Provides solutions for a variety of mathematical problems, including algebra and calculus. يوفر حلولاً تفصيلية للمعادلات الرياضية 3. Wolfram Alpha: Wolfram Alpha – A powerful computational engine for solving equations and providing detailed explanations. أداة قوية لحل المعادلات وتقديم تفسيرات رياضية   Science Tools  1. Labster: Labster – Simulated lab experiments for chemistry, biology, and physics. يتيح 2. PhET Interactive Simulations: PhET – Interactive science simulations for physics, chemistry, and more. محاكاة تفاعلية للعلوم، الفيزياء، الكيمياء، والرياضيات 3. Google Science Journal: Google Science Journal – Helps in collecting and analyzing scientific data. يساعد في تسجيل وتحليل البيانات العلمية   History Tools 1. Timetoast: Timetoast – Create interactive timelines to visualize historical events. لإنشاء جداول زمنية تفاعلية للأحداث التاريخية 2. Historypin: Historypin – Allows users to explore and share historical images and stories about locations. يتيح للطلاب مشاركة واستكشاف تاريخ الأماكن عبر الصور 3. MindMeister: MindMeister – A tool for creating mind maps to analyze historical events. يساعد في إنشاء خرائط ذهنية للأحداث التاريخية وتحليلها   Art Tools 1. DeepArt: DeepArt – Uses AI to transform photos into artwork by mimicking famous art styles. يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل الصور إلى أعمال فنية باستخدام أنماط معينة 2. Canva: Canva – A design platform for creating artwork, posters, and presentations. لإنشاء تصاميم رسومية وأعمال فنية 3. Autodesk Sketchbook: Autodesk Sketchbook – A digital drawing tool for artists. تطبيق للرسم الرقمي يدعم الابتكار الفني     Physical Education Tools 1. HomeCourt: HomeCourt – AI-powered app to analyze sports performance, particularly in basketball. يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب في الرياضة مثل كرة السلة 2. Fitbod: Fitbod – Generates personalized workout plans based on your fitness data. يعطي توصيات بتمارين مخصصة لكل فرد بناءً على بياناته الشخصية     Lesson Planning & Presentations 1. Curipod: Curipod – A tool to create interactive lessons for engaging students. أداة لإنشاء دروس تفاعلية تهدف إلى إشراك الطلاب 2. Canva: Canva – A great for designing presentations and educational resources. أداة رائعة لتصميم العروض التقديمية والموارد التعليمية 3. ChatGPT: OpenAI ChatGPT – Assists with content generation, lesson planning, and brainstorming ideas. يساعد في إنشاء المحتوى، تخطيط الدروس، والعصف الذهني للأفكار 4. Copilot: Microsoft Copilot – Integrated within Microsoft 365, Copilot helps with tasks in Word, Excel, and PowerPoint. مدمج ضمن Microsoft 365، حيث يساعد Copilot في المهام المتعلقة بـ Word و Excel و PowerPoint و انشاء محتوى 5. Perplexity: Perplexity – AI-powered tool for answering questions and research.  أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة وإجراء الأبحاث 6. MagicSchool: MagicSchool – AI tools designed specifically for educators to assist with teaching tasks. أدوات ذكاء اصطناعي مصممة خصيصًا لمساعدة المعلمين في مهام التدريس. 7. Mizou: Mizou: Create AI Chatbot based on your instructions, resources, and rubrics, while protecting student data.  أداة لإنشاء روبوتات دردشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بناءً على تعليماتك، مواردك، ومعاييرك، مع الحفاظ على حماية بيانات الطلاب.     Resources & Research 1. https://www.researchgate.net/publication/373108877_The_Future_of_AI_in_Education_13_Things_We_Can_Do_to_Minimize_the_Damage 2. https://www.aiforeducation.io/ 3. https://learn.microsoft.com/en-us/training/educator-center/topics/ai-for-education 4. https://grow.google/intl/mena/courses-and-tools/?category=career&topic=ai 5. https://www.coursera.org/specializations/generative-ai-for-educators-teachers  

ندوة: الإبادة التعليميّة

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر تمّوز/ يوليو 2024، بعنوان "الإبادة التعليميّة". وركّزت على محاور مختلفة، هي: 1. الإبادة التعليميّة في فلسطين. 2. غزّة والتعليم في مواجهة الإبادة. 3. هل سنعودُ بعد الحرب إلى ما قبلها؟ استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هُمّ: أ. ميسون أبو موسى، معلّمة العلوم الحياتيّة من غزّة؛ أ. أحمد عاشور، مدير مكتب مؤسّسة تامر في قطاع غزّة؛ د. ريام كفري- أبو لبن، مستشارة تربويّة في مؤسّسة النيزك وواحة الإبداع المقدسيّة؛ أ. رفعت صبّاح، رئيس الحملة العالميّة للتعليم، ومؤسّس ومدير عامّ مركز إبداع المعلّم؛ أ. مالك الريماوي، باحث ومُستشار تربويّ في مؤسّسة القطّان ومركز التعليم المُستمرّ- جامعة بيرزيت. أدارت الندوة د. جمانة الوائلي، باحثة ما بعد الدكتوراه، وعضو الهيئة الاستشاريّة لمجلّة منهجيّات، والتي عرّفت بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثرية والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعددة، وتتابع المستجدات في الحقل، وتشجع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربي، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعت جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها. كما قدّمت للندوة بقولها "إنّنا الآن أمام سؤال جوهريّ عن جدوى مناقشة التعليم في ظلّ إبادة وحشيّة لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلًا، لكنّنا في منهجيّات نؤمنُ بأنّ التعليم فعل حياة ومقاومة وصمود، وأنّ الإبادة التعليميّة والمعرفيّة ما هي إلّا جزء لا يتجزّأ من مُمارسات الاستعمار الاستيطانيّ الوحشيّة، والتي يستميت فيها للقضاء على كلّ ما هو فلسطينيّ، بل ولمحو فلسطين من الذاكرة والحاضر والمُستقبل. ومن هُنا، أصبحَ لزامًا أن نناقش أوجه الإبادة التعليميّة التي عايشها المعلّمون والمتعلّمون في فلسطين منذ بداية الاستعمار الاستيطانيّ في فلسطين، وتتجسّد الآن ومنذ 10 أشهر في أكثر أشكال الوحشيّة في قطاع غزّة.   ما المقصود بمصطلح الإبادة التعليميّة؟ وكيف حاولت سلطات الاحتلال تنفيذ هذا التوجّه في عموم فلسطين، وفي غزّة تحديدًا؟ استهلّ أ. صبّاح الإجابة بأنّ مصطلح الإبادة موجود تاريخيًّا في فلسطين، وهو يمثّل كلّ الإجراءات والمُمارسات المُمنهجة التي سعى الاحتلال من خلالها لتدمير النظام التعليميّ وتقويضه مادّيًّا ومعنويًّا، وجعل قابليّة التعليم مستحيلة. وأشار إلى أنّ التاريخ الفلسطينيّ مليء بمحاولات للقضاء حتّى على قابليّته للتعافي من هذه المُمارسات. وأشار إلى أنّ مصطلح الإبادة التعليميّة (Educide)، هو الاستهداف المقصود والمباشر لتقويض النظام التعليميّ بكلّ جوانبه وعناصره، سواء كان الاستهداف للمعلّم أم للمناهج أم للبُنية التحتيّة، وركّز على ضرورة الانتباه إلى التفكير والمنهجة المقصودة لتقويض النظام التعليميّ. وهُنا أشارت الوائلي إلى مداخلة سريعة من الجمهور، تذكر أنّ ما حصل في غزّة أيضًا هو تشويه للتعليم. وعلّقت الوائلي أنّ هذا التشويه هو بحدّ ذاته جزء من تعريف الإبادة التعليميّة.   أمّا أ. عاشور، فتطرّق إلى أهمّيّة اللقاء نظرًا إلى تقاطعه مع اللحظة التاريخيّة التي تمرّ فيها القضيّة الفلسطينيّة، والتي ستؤسّس لتفكير ومنطق وواقع جديد على مستويات مختلفة، وستترك صراعًا بما يتعلّق بالمستقبل الذي لا نملكه كما نريد كفلسطينيّين. وتحدّث أنّ ما يحدث في غزّة اليوم إبادة شاملة كاملة، والتعليم جزء من هذه الإبادة. والحقيقة أنّنا كنّا ندعو دائمًا لأن يكون التعليم جزءًا من كلّ، وجزءًا من الواقع ومن الحياة، وأن يكون مرتبطًا بالتاريخ وجغرافيّة المنطقة، ومن هُنا، علينا أن ننظر إلى الأمر بشكلٍ أشمل. وبرأيي، إنّ ما يحدث في غزّة إبادة للتاريخ، حيث دُمّرت الأماكن التاريخيّة الأثريّة كافّة في قطاع غزّة، 3000 سنة على الأقل من التاريخ دُمّر، إلى جانب تاريخنا الشخصيّ، وكلّ ما نملك من ذكريات مرتبطة بالمكان. فجأة اليوم، أصبحنا بلا بيوت وبلا شوارع وبلا حارات، ولا نستطيع الانتقال من مكان إلى مكان عبر الطريق نفسه، وكلّ من عاد من الأصدقاء من أهل خانيونس بعد انسحاب جيش الاحتلال منها، كلّهم من دون استثناء، بكوا ذكرياتهم، وبكوا حياتهم، وبكوا هذه المدينة التي وُجدوا فيها، وفيها كلّ ذكرياتهم وحياتهم. وأضاف أ. عاشور أنّه من الصعب الحديث عن التعليم، من دون الحديث عن سياقه، فالسياق أيضًا يُباد في غزّة، ككلّ شيء، ونعلم أنّ هذا ليسَ نهجًا جديدًا، إنّما الطريقة جديدة، ومن الضرورة الانتباه إلى أنّ ما يحدث في غزّة كارثة إنسانيّة، وله دلالات تاريخيّة ومقاربات قامت بها مؤسّسات عالميّة كبيرة، وقارنته بالحرب العالميّة الثانية، إذ أطلقت الأمم المتّحدة في حينه ميثاق حقوق إنسان جديدًا، فماذا سيكون شكل هذا الميثاق بعد الإبادة في غزّة؟   وأطّر أ. الريماوي الإبادة التعليميّة بكونها جزءًا من الإبادة التي تحدث بوجه عامّ، وهي إفراز وتعبير عن طبيعة الاستعمار الصهيونيّ الكولونياليّ. وهذه العمليّة جزء من طبيعته لنفي الشعب الآخر، وهو لا يستهدف التعليم كتعليم، إنّما جزءًا من المكان والتاريخ والجغرافيا والطبيعة، والنقطة الثانية أنّ هذا ليسَ جديدًا على الاحتلال الإسرائيليّ؛ الجديد هو ارتفاع الدرجة وظهورها بهذا الشكل. وتحدّث عن أهمّيّة النظر إلى التعليم ضمن هذا السياق، جزءًا من مشروع الوجود الفلسطينيّ، حيث فكّر في مرحلة ما، أنّ التعليم عليه أن يكون ردًّا على الإبادة، ومع التأمّل في المفهوم، نجد أنّنا نعطي الإبادة هُنا نصًّا أساسيًّا في الحكاية، بينما النصّ الأساسيّ هو وجود الشعب الفلسطينيّ، وكشعب يدافع عن هذا الوجود، وبالتالي، تأتي الإبادة كنفي للوجود، وضرب للتعليم كجزء أساسيّ من هذا المشروع، وأشار إلى أنّ مشروع الإبادة في ذروة وضوحه، ومشروع المواجهة في ذروة وضوحه، إذ تمّ، منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر، إعلان الحرب على غزّة، وبشكلٍ خاصّ على التعليم حرفيًّا، وكان الاستهداف واضحًا مع توضيح الأسباب، والتي عندما نقرؤها نعرف جيّدًا أين تقع معركة التعليم الآن.    ما الضغوط التي يواجهها التربويّ الفلسطينيّ في ظلّ هذه الإبادة؟ أشارت د. كفري أنّه من الصعب تسميتها بضغوط، فهي أكثر من ذلك: هي نهج حياة يواجهه التربويّ الفلسطينيّ بشكلٍ دائم ومزمن ومتكرّر لفترة طويلة. بالدرجة الأولى، وعلى المستوى الواسع، نحنُ شعب يواجه الاحتلال والهجمة على المنهاج والمعلّم، وهو الذي، فجأة، بعيون الغرب أصبح من يُنتج جيلًا "إرهابيًّا"، وبات الغرب يُنتج مفاهيمه الاستعماريّة ويصدّرها في حقّ المعلّم الفلسطينيّ. التربويّ الفلسطينيّ جزء لا يتجزّأ من المجتمع الفلسطينيّ، وهو أخ وأب ومناضل وأسير وجريح، وهو يحمل هذا الجزء من إنسانيّته إلى الجانب التربويّ. ونستطيع القول إنّ آخر عشرين سنة كانت بمثابة مشكلة كبيرة أمام المعلّم الفلسطينيّ: ما شكل التعليم في فلسطين؟ خصوصًا في ظلّ عدم توافر الحدّ الأدنى من أساسيّات اليوم في التعليم، كراتب جيّد، وعدد الطلبة في الصفّ، وفُرص التطوير المهنيّ، وهي هموم أيّ تربويّ يعيش ظروفًا طبيعيّة، وتُشكّل عبئًا مضاعفًا على الفلسطينيّ بجانب ظروف الحياة ونهجها العصيب الذي يواجهه بشكلٍ يوميّ، منها وصوله إلى مكان عمله بسبب الحواجز، وتقييد حرّيّة الحركة. وأضافت د. كفري أنّ هذا السياق يؤدّي إلى إحساس أنّنا، كتربويّين، دائمًا تحت المجهر، فهناك مسؤوليّة تنشئة الجيل القادم، ومسؤوليّة في هذا المفصل التاريخيّ، متوازية مع إحساس أنّنا فِعلًا وحدنا من دون سند أو مساعدة.   وأضاف أ. صبّاح أنّ كلّ هذا التشويه للعمليّة التعليميّة جزء من الإبادة. فعلى سبيل المثال، بدأت الإبادة التعليميّة في القدس عندما أُغلق مكتب التربية هُناك، ومع تغيير النصوص في المناهج الفلسطينيّة المُقرّرة، وهو كان بمثابة إطار ممنهج لتدمير النظام التعليميّ في فلسطين. أمّا بالنسبة إلى الضغوطات أمام التربويّ، فتبدأ من الأمان الشخصيّ، ومن الانتقال من مدينة إلى مدينة، والاعتقالات المستمرّة على الحواجز، وفي غزّة النزوح المستمرّ من مكان إلى مكان، وهو عكس الاستقرار، لذا فإنّ الأزمات النفسيّة الاجتماعيّة المتلاحقة تجعل الحياة أصعب وأكثر تعقيدًا، وشدّة الأحداث المتلاحقة تجعل التربويّ خاضعًا لضغوطات لنفسيّة لا تترك جانبًا من حياته إلّا وتؤثّر فيه تأثيرًا سلبيًّا، وهُنا، من الضروري الانتباه إلى صحّة التربويّين النفسيّة، في خضمّ رعب وتحدّيات كبيرة جدًّا، قد لا يملكون معرفةً وأدوات للتعامل معها، إلى جانب الفوضى التي ترافق حالة الحرب.   ما الهدف من مناقشة الإبادة التعليميّة في ظلّ إبادة جمعيّة؟ تحدّثت أ. أبو موسى حول أن التعليم في فلسطين بشكلٍ عامّ، يواجه ضربات متلاحقة، وفي غزّة تحديدًا، إذ لم يُترك شيء إلّا وأُبيد، وخصوصًا التعليم؛ فغير قصف المدارس، استهدفوا المعلّمين والمعلّمات، واغتالوهم، واعتقلوهم، ونكّلوا بهم. وتُشير الإحصاءات إلى أنّ 80% من مدارس غزّة نُسفت، وبقي 20% منها تُستخدم مراكز إيواء، وحُطّمت مصادر التعلّم في المدارس بطريقةٍ مُمنهجة ووحشيّة. وأشارت إلى أنّ التعليم في فلسطين مركّبًا أساسًا للهويّة الفلسطينيّة والوجود الفلسطينيّ، وبالتالي فإنّ استهداف الاحتلال لبُنى التعليم يُقرأ ضمن هذا المؤدّى. وشاركتنا أ. أبو موسى هذا السؤال الذي يتكرّر منذ فترة، هل تموت المدارس في غزّة كما يموت الناس؟ وطبعًا من الضروريّ نقاش الإبادة التعليميّة، لرصد المبادرات التي تمثّل صمود الشعب الفلسطينيّ، وأيضًا فهم التغيّرات الصعبة فِعلًا التي تجري مع طلبتنا، ومساعدتهم على حلّها، وشاركت أنّها خلال مبادرة تعليميّة تقوم بها، تلاحظ زيادة نسبة الإعاقة عند الطلبة، فالتعليم فِعل حياة، وفِعل صمود كذلك، وعلينا أن نستمرّ، والتاريخ الفلسطينيّ مليء بتجارب صعبة، إلّا أنّها جميعها شهدت عدم توقّف التعليم.   داخل أ. عاشور أنّ السؤال يقع في إطار أنّ الإنسان أغلى ما نملك، وهو ما يجب أن نُعلّمه لأطفالنا ونعزّزه عندهم. وفي الوقت نفسه، بعد وجود الإنسان، تأتي أهمّيّة وجوده بكرامة. ومن المهم أنّ أيّ فكرة نتحدّث عنها اليوم، عليها أن توظّف بفعل نقوم به لوقف الإبادة الشاملة. ومن المهم فهم أن ما يُقام بهِ جزء من كلّ وعليه أن يستمرّ، لا دور ينتهي، خصوصًا في ظلّ عشرة أشهر من إبادة شاملة بعدنا فيها عن حياتنا بكلّ تفاصيلها. وتحدّث أ. عاشور أنّ من نتائج الإبادة ضرورة إعادة صياغة مفاهيم كثيرة وإعادة التفكير فيها، كمفهوم الصمود مثلًا، وهو جميل كـ"كليشيه"، وقد وظّف المجتمع الفلسطينيّ هذا المصطلح لحماية نفسه. أمّا عن نزوحات كثيرة من مكان إلى آخر، أسبوعًا بعد أسبوع، هل لم تؤثّر في رغبتنا في الحياة؟ ولم تخلق لدينا أفكارًا تُعيد النظر في كلّ شيء؟ وأشار أ. عاشور إلى اقتباس من كارل ماركس هو: "الفقر لا يصنع ثورة، وإنّما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة"، ومن المهمّ أن يكون لدينا وعي في هذه اللحظة التي نعيشها، من دون قوالب جاهزة. بل من المهم التفكير بمفاهيم جديدة، فأنا أعيش اليوم في خيمة، وأرى كيف تظهر القيم التي كنّا ننظر ونعمل جاهدين لتعزيزها في المجتمع الفلسطينيّ، كمفهوم اللُّحمة المُجتمعيّة والنسيج المجتمعيّ الفلسطينيّ القويّ، فأهل غزّة فتحوا بيوتهم وخيمهم لبعضهم، وأنا عشتُ هذا الترابط، واكتشفتُ بأنّ شعبنا يسبقنا بأميال، ولولا قدرة الشعب الفلسطينيّ على التماسك لفنى. وشارك أ. عاشور أنّ المبادرات التعلّميّة التي تحدث في غزّة تعزّز التعلّم لا التعليم، وهي مبادرات تُعزّز التعلّم عبر الحياة، والتعلّم خارج المدرسة، بُنيت أفكارنا ومعتقداتنا سابقًا على التعلّم المُجتمعيّ وكنّا نتخيّله، بينما نحنُ اليوم نعايشه بكلّ تفاصيله، ونرى كيف يحدث. وعلى الرغم من الإبادة، سأستخدم جُملة من زميلي أ. الريماوي وهي "المستقبل يُبنى على الفُرص"، ونحنُ من المهم أن نلحظ أن الفرص الموجودة، منها إعادة بناء شكل المدرسة في ظلّ تهدّم كلّ شيء، خصوصًا في ظلّ محاولات مُختلفة لإعادة تشكيل كلّ شيء. أعتقد أنّ علينا التفكير جيّدًا بالتعليم الذي نريده، لا الذي يحدث منذ سنوات.   ما الأنساق التربويّة التي تغيّرت في توجّهات المعلّمين في ظلّ مُمارسة التعليم في ظروف كارثيّة؟ وداخل أ. الريماوي أنّ مشروع الإبادة بحاجة إلى قراءة عميقة: دُمّرت البيوت ودُفع الناس إلى المدرسة كمكان، بالتالي المدرسة لم تحو الناس فقط، إنّما أيضًا مشاعر الخوف والقلق والفقدان. وهُنا الإبادة أبعدت الطلبة عن التعلّم والتعليم بشكله في المدرسة، ووضعتهم في المدرسة، وخلقت بينهم وبين هذه المدرسة فجوةً هائلةً. والحقيقة أنّ هذه الفجوة موجودة في الضفّة الغربيّة كذلك، وتُعزّز من قِبل الاحتلال عبر مُحاصرة المعلّم، وتهديده بلقمة عيشه وحركته. وأشار إلى أنّ التعليم كفعل يُصبح هُنا ضمن إطار المقاومة، إذ انطلق المعلّمون بمبادرات لحفظ الوجود الفلسطينيّ، وتُمكن قراءة بعض المحاولات التي تستعيد شكل المدرسة في الخيمة، مثلًا، على أنّها مقاومة ورفض للواقع المُعاش. واليوم تقوم مؤسّسات وأفراد بوعي كامل، بالعمل مع الأطفال لتقديم الدعم النفسيّ والاجتماعيّ، ولكنّها في الوقت نفسه، تعمل من أجل الحِفاظ على الوجود والنسيج بأبعاده الاجتماعيّة والمعرفيّة والثقافيّة. بدأت أ. أبو موسى حديثها بالإشارة إلى أنّ عُمر الطالب في غزّة يُقاس بعدد الحروب التي عايشها، إلّا أنّ هذه الحرب كثّفت الألم، والمعلّم الفلسطينيّ وجد نفسه أمام دور كبير عليه أن يقوم به. وشاركتنا مبادرتها الإلكترونيّة مع طالباتها في المدرسة، مع أنّ الإنترنت كان ضعيفًا جدًّا، ولكن كان الهدف البقاء على تواصل على الأقلّ معهنّ. ومن ثمّ سنحت الفُرصة للقائهنّ، ولكنّني انتبهت إلى دوري الذي تغيّر في خضمّ الحرب؛ فدوري صار أن أهوّن عليهنّ، وأهتمّ بصحّتهنّ النفسيّة والجسديّة. ووجدتُ أنّ الطلّاب يفتقدون التعليم، ووجدتُ عندهم حماسًا أعلى من حماس العودة إلى المدارس، وصدق هذا الافتقاد يجعلهم يقبلون على المبادرات التعليميّة، والإنصات جيّدًا، خصوصًا في ظلّ مجموعة متنوّعة من الطلبة، فلا أستخدم المنهاج مثلًا، بل أُعرّج على معارف مختلفة هُم مهتمّون بها.   وتحدّث أ. عاشور على اختلاف الأنساق التربويّة، لأنّ التعليم بات تعليمًا مرتبطًا بالحياة. مثلًا، يستخدم الأطفال الرياضيّات كثيرًا، لديهم مسؤوليّة كبيرة وعليهم القيام بحسابات دقيقة أحيانًا، وأيضًا الأشكال الهندسيّة وكيف علينا التفكير فيها من أجل أن تتّسع. فمن مكانٍ مؤلم، والألم يولّد الإبداع، أصبحت معارف أطفالنا أكثر ارتباطًا بالحياة، ونأمل أنّ هذا الطفل هو من سيحمل التغيير الحقيقيّ. وأعتقد أنّنا يجب ألّا نفكّر بالشكل التقليديّ للمدرسة كفعل مقاومة وبالتالي نُعزّزه. ومع احترامي لكلّ شيء موجود، لكنّنا أمام فُرصة حقيقيّة للتغيير من أجل تعلّم حقيقيّ؛ فمثلًا، ليسَ من داعٍ للطابور الصباحيّ، فقد كان الطالب في طابور ماء لأيّام، بينما علينا، ومن البداية، أن نتحدّث مع أطفالنا حول أنّ الخيمة ليست هي الظرف الطبيعيّ للحياة والتعليم، وبالتالي علينا رفض هذا الواقع. وشارك أ. عاشور سؤالًا يحملُه "كيف بقيت الخيمة رمزًا واقعيًّا مُرافقًا للشعب الفلسطينيّ؟" وأشار إلى أنّنا تساهلنا مع وجود هذه الخيمة في المنطقة العربيّة، وكانت خطًأ كبيرًا المُهادنة مع هذا الواقع، بينما كان الأجدى أن يكون درسًا عربيًّا أنّ هذا مؤقّت وعليه ألّا يستمرّ، وأنّ الصورة التي تُنقل يجب ألّا تتحوّل مصدرًا للتمويل. ومن هُنا، إنّ الأنساق يُعاد تشكيلها وتركيبها، ولكنّنا علينا التفكير بالمضمون والمحتوى أكثر من الشّكل، خصوصًا أنّها فُرصة لإعادة التفكير بكلّ الأشياء.   ما المطلوب لدعم هذا "الصمود" من الفلسطينيّ؟ ومن غير الفلسطينيّ؟ لنرفض سرديّة الخيمة، ولئلّا نعتاد المشهد. تحدّثت د. كفري أنّ المطلوب من الفلسطينيّين دائمًا أن يضعوا إنسانيّتهم أمام هذا العالم، ذلك أنّ مفهوم الصمود عند الفلسطينيّ هو فِعل، ولكن عندما ينتقل إلى العالم الخارجيّ، يصبح الفلسطينيّ بطلًا خارقًا فيُجرّد من مشاعره. ومن هُنا، على أطفالنا، وأتّفق مع أحمد بهذه النقطة، أن يرفضوا الخيمة، وليسَ العاديّ أن يخاف التربويّ من نشر أفكاره، لأنّ هذا هو دور التربويّ. لذا، وبالدرجة الأولى، على الفلسطينيّ أن يُعزّز صموده بإنسانيّته، وبتذكير نفسه أنّ ما يمرّ فيه أكبر من قدرة الإنسان الطبيعيّ، وهو ليسَ طبيعيًّا. ومطلوب من الفلسطينيّ مزيد من الشجاعة لرفض ما يُمليه الغرب، وإعادة التفكير بهويّة المعلّم، وما الذي يحتاج إليه أطفالنا، في ظلّ السياق المُحدّد. أمّا المطلوب من غير الفلسطينيّين، فمن الواضح أنّ الأمر بات أكبر من مناهج لا تعجب الرجل الأبيض في الغرب، إنّما موضوع وجود، وهي نقطة تحوّل لا رجعة عنها في التاريخ، ولا يمكن من العالم أن يُعيدنا إليها بنقاشات سطحيّة حول المناهج، وتمويل مشاريع، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقًا.   استخدم أ. صبّاح جُملة استخدمها الاحتلال الإسرائيليّ هي أنّ "المشكلة مع الفلسطينيّين أنّهم ينتصرون في كلّ مرّة". ونعرف اليوم أنّ الحالة في غزّة لا يُمكن للعقل استيعابها، ولكنّ التعاطف والتضامن في هذه الظروف مهمّ، لكلّ وفقًا لإمكانيّاته وقدراته، وهناك كمّ هائل من الناس الحاضرين للتقديم، وكان لا بدّ من فعل في سياق ما جرى ويجري. ولذا، من الضروريّ الانتباه إلى أنّ المؤسّسات التربويّة بدأت العمل في 20 تشرين الأوّل/ أكتوبر في مراكز الإيواء، والتدخّلات التي حدثت كانت مهمّة في الظروف العصيبة جدًّا التي كانت تحدث وما زالت، وفهمت هذه المبادرات احتياجات الناس، خصوصًا في ظلّ آخر دراسات لها علاقة بالقلق والتوتّر والخوف والضغط النفسيّ، وعلاقتها المُباشرة مع التعليم. وأودّ الإشارة إلى أنّ غزّة كشفت الهياكل الاستعماريّة بشكلٍ واضح، ومن كافّة النواحي، وبالتالي نحنُ نواجه استعمارًا قويًّا، لذا، فإنّ الصمود مهمّ جدًّا، والرسائل الإيجابيّة التي تخرج من غزّة مهمّة جدًّا، نقوى بها، ولا يوجد أمامنا غير خيار واحد أمامنا هو المواجهة. وتحدّث أ. صبّاح عن الإبادة الثقافيّة التي تحدث أيضًا في الضفّة الغربيّة، فيصبح التعليم أداةً لمقاومة الاستعمار، وأداةً للتحرّر وللوعي ولعدم كيّ الوعي، ولمقاومة الإحباط والاكتئاب أيضًا.   الحرب ستتوقّف، فماذا نتوقّع على مستويّين: كيف نُعيد عجلة التعليم في قطاع غزّة؟ وماذا يجب أن نُعلّم؟ داخل أ. الريماوي أنّ جولة الحرب ستستمرّ، فهي معركة شعب وإنسانيّة، فجزء من هذه الحرب هو لخلق واقع أفضل. وتحدّث عن ضرورة أن نُعلّم الأطفال رفض الحرب وآلية ذلك. إذًا، نحنُ بحاجة إلى عمليّة تعلّم دائمة، منبثقة من حاجة الوجود الفلسطينيّ كمجتمع حرّ، وهُنا ينتقل التعليم من أداة تحرّر إلى مشروع تحرّر، ولا يُمكن تحقيق مشروع وطني من دون عمليّة تعلّم في داخله. وشارك أنّ مبادرات المعلّمات والمعلّمين في غزّة والضفّة تُقدّم نماذج تؤكّد على أنّ الإرادة موجودة لاستكمال المشروع الوطنيّ التحرّريّ، ومن هُنا علينا أن نُعرّف التعليم الذي نريده، وعلى أي أرضيّة نريد بناءه؛ إنسانيّة أم تحرّريّة؟ وعلينا أن نُعيد تعريف الإنسان الذي سيبنيه، مُستفيدين من الإرث الفلسطينيّ والعربيّ التربويّ، وتطوير أفضل النماذج والتجارب والمُمارسات. أوضح أنّ هذا الأمر لا يعفي العالم من مسؤوليّته في إعمار غزّة والتعليم، وحتّى لا تُمسك المؤسّسات زمام الأمور، دعا أ. الريماوي المجتمع الفلسطينيّ إلى تشكيل قوى ومواقع وأدوات تحمي التعليم الفلسطينيّ كجزء من حماية الوجود الفلسطينيّ، للدفاع عن التعليم الفلسطينيّ ونوعيّته، من معلّمين وطلّاب وأهالي، فهو في خطر حقيقيّ لن يتوقّف مع توقّف الحرب. وتحدّث حول أهمّيّة الاستثمار في مبادرات التعليم في غزّة، لاستلهام حالة شعبيّة مُجتمعيّة للدفاع عن التعليم، "محميّات مُجتمعيّة لحماية التعليم الفلسطينيّ"، في كلّ محافظة وكلّ قرية، للانتباه إلى الدور المهمّ في حماية التعليم.   شاركت أ. أبو موسى فكرة أنّ المعلّم سيستعيد دوره بعد الحرب، دوره المهمّ في نشر الوعي حول التعليم، والتأكيد على حقوق الطفل في التعليم والعلاج والحياة الكريمة. ولكنّني أودّ الإشارة إلى أنّ المعلّم إنسان أيضًا، فهو بحاجة إلى تدريبات ودعم نفسيّ انفعاليّ، لتزويدهم بأدوات حول كيفيّة مواجهة الضغوط والتحدّيات. ومن المفترض أن نبدأ بالتعليم غير الرسميّ، أن يرتجل المعلّم وفاقًا للبيئة والسياق الذي يتواجد فيه، ولاحقًا نعودُ إلى التعليم الرسميّ، فتكون الصورة قد تمّ التفكير فيها، إضافةً إلى المناهج والتعليم ككلّ، وعلينا أن ننتبه في حينه للفاقد التعليميّ، وذلك باختيار موضوعات تعلّميّة مرتبطة من أجل تعزيز تعلّم الطالب، وهذا لن يتحقّق من دون تكامل المُجتمع التعليميّ، بدءًا بالعائلة.   كيف سنسعى كتربويّين للدفع باتّجاه إنهاء هذه الإبادة الوحشيّة والتأكيد على مركزيّة هذا الهدف؟ شارك أ. عاشور فكرة أنّ التربويّين جزء من كلّ، وعلى سبيل المثال، دور منهجيّات دور مهمّ، وهذه الندوة التي يجب استثمارها من أجل أن تكون خطوة لإنهاء الإبادة، وهذه فكرة أودّ التأكيد عليها، أنّ كلّ خطوة عليها أن تُراكم من أجل إنهاء الإبادة وإنهاء الاحتلال. وللوصول إلى هذه الفكرة، من المهمّ أن نُنشئ جيلًا نقديًّا بالتعاون مع معلّمه يُفكّك واقعه ويُعيد فهمه وإنتاجه، وهذا دور محوريّ ارتباطًا بأحد أهداف الحرب المتمثّل بإعادة إنتاج الوعي، باتّجاه أجندات يسعى لها الاحتلال منذ سنوات. وسلّط أ. عاشور الضوء على أنّنا يجب أن نكون جزءًا من نقاش واقعنا ومصيرنا، خصوصًا في ظلّ تنوّع خطابات مُختلفة بعضها غير مرتبط بالواقع. وأشار إلى أنّ المبادرات التي نتغنّى بها اليوم، أصبحت توجّه ويتمّ تبنّيها من قِبل مؤسّسات أجنبيّة، وأرى من المهم أن نُشارك كفلسطينيّين في كلّ تفاصيل التعليم في المجتمع الفلسطينيّ، وهذا قلق أشاركه مع زملائي ومع المبادرين للانتباه إلى أن يكون السؤال وطنيّ فلسطينيّ دائمًا، كأفراد ومؤسّسات وكجهات رسميّة، كما شارك قلق أنّ الفجوة بيننا كفلسطينيّين تزداد، وأن تصبح الخطط غير قابلة للتطبيق في زمن علينا أن نتساءل فيه عن الأدوات والمفاهيم. وتحدّث أ. عاشور عن دراسة أجرتها منظّمة "إنقاذ الأطفال" سنة 2022، نتائجها أنّ كلّ 4 من 5 أطفال في قطاع غزّة يشعرون بالإحباط والحزن وانعدام الأمل، وطفل من كلّ 5 أطفال يفكّر بالانتحار. وإن كانت هذه الحقائق كلّها غير كفيلة بصحوة وصياغة لوعي جديد، ومبني من أسفل، فلن يكون القادم أجمل بكثير من ماضي غزّة المُحاصر منذ 17 سنة.   وداخلت د. كفري أنّ الفجوة تزداد في ظلّ غياب رؤية واضحة إلى الأطفال في غزّة، وأودّ أن أقدّم مثالًا حول امتحان الثانويّة العامّة، والذي عُقد في الضفّة الغربيّة، وعُقد للفلسطينيّين خارج البلاد، بينما لم يُقدّم ويُطرح كيفيّة علينا مُساعدة طلبتنا في غزّة، خصوصًا في وقت يحتاج فيه الطالب إلى أمل، في حال استطاع أن يخرج من غزّة، بأن يجد جامعة تقبل به. والحقيقة أنا أخاف من المبادرات التي لا تُمفهم الواقع، ولا يُفكّر فيها بشكلٍ كافٍ، وعلينا أن نتذكّر أنّنا شعب واحد، وأنّ هذه الفجوة، بغضّ النظر عن ظروفها، موجودة، وعلينا جسرها اليوم.   شارك أ. صبّاح أنّ شمال الضفّة الغربيّة اليوم يعيش ظروفًا صعبة، وكلّ مبادرة وكلّ فِعل مهمّان جدًّا للناس، لأنّهما يكسران حاجز الخوف. المُبادرات التعليميّة في هذا السياق تكسر الخوف، وتيسّر التعامل مع التحدّيات المُختلفة، في ظلّ رغبة الطلّاب الهائلة في استكمال تعليمهم. أمّا ما بعد الحرب، فالوزارات تُجهّز اليوم خيمًا وغُرفًا للتعليم، بينما علينا الانتباه إلى أنّنا بحاجة إلى منهجيّة جديدة في التدريس. وأشارَ إلى أنّ الناس في الضفّة الغربيّة أوضاعها صعبة جدًّا، وبحاجة إلى أمل، وفِعل صمود يُخرج الناس إلى العمل والفعل.   كلمة أخيرة شاركت أ. أبو موسى أنّ مُبادرتي تقوم على الأمل، وأستمدّ قوّتي من طالباتي اللواتي يأتين بأمل التعلّم. وأنا متفائلة، وأتطلّع إلى نهاية الحرب وعودة التعليم. وأشار أ. عاشور أنّه على الرغم من كلّ شيء، ومن المحاولة اليوميّة للنجاة، إلّا أنّ العمل مع النّاس دائمًا يُعيد شحننا بطاقةٍ إيجابيّة نحتاج إليها للمُضيّ قُدمًا. وتحدّثت د. كفري عن أهمّيّة أن نملك الجُرأة والشجاعة لنسأل أسئلة صعبة، ولبناء حواريّات شفّافة وصادقة، تقوم على رفض الواقع والماضي، والنظر إلى المستقبل كنقطة تحوّل لكلّ القضايا. أمّا أ. الريماوي فقال "التعليم ضدّ الإبادة يعني تعليمًا لأجل الحياة من أجل الحفاظ على الوعي الوطنيّ بالطموح والأمل". وأضاف أنّ بعد الحرب ستكون هناك معركة على التعليم، كما على الوجود، وعلينا أن نمنع أن يتحوّل ما حدث إلى هزيمة في الوعي وفي التعليم، وهذا يحتاج إلى وعي جمعيّ ومشاركة مجتمعيّة في إعادة بناء التعليم والحياة والوعي. وأمّا أ. صبّاح فختم حديثه باقتباس من أحد المُشاركين هو "إن لم نشعر بالمدرسة فهذا مُمكن، ولكن علينا أن نُدركها ولو على جدار خيمة". واختتمت د. الوائلي ندوة الأمل والوعي ومقاومة الإبادة التعليميّة، ونوّهت إلى أنّ سلسلة ندوات "علّمتنا غزّة" ستتوّج بملفّ حول التعليم التحرّريّ، ودعت المُشاركين والجمهور إلى المُشاركة في عدد منهجيّات القادم.

مساحة تعبيريّة مفتوحة للمعلّمين والمختصّين، تتمحور حول عرض أفكار ووجهات نظر نقديّة وأحلام شخصيّة انطلاقًا من تجربة تعليميّة، ولا تتوقّف عند ذلك.

"المدرسة بيتك الثاني" درس عشته فرحًا ووجعًا
لم يكن وقع خبر هدم مدرستي العزيزة أهون على قلبي من خبر هدم بيتنا، والذي تعلّقت به روحي قبل جسدي. الحسرة نفسها جعلتني أيقن وقتها معنى جملة... تابع القراءة
الشتاء بين ذكريات الدفء وخوف الخيام: كيف تغيّرت حياة الغزّيّين؟
كان الشتاء في غزّة موسمًا يحمل معه الدفء والحنين. أصوات المطر تتساقط على النوافذ، تبعث شعورًا بالراحة والسكينة في قلوب الغزّيّين، حيث يجت... تابع القراءة

حوار مباشر مع معلّمات ومعلّمين، يتمّ بالإجابة عن مجموعة أسئلة عن الحياة في المدارس، وتجارب مختلفة وتحدّيات يوميّة. كلّ المعلّمين مدعوّون إلى المشاركة في الدردشة لنقل آرائهم ومقارباتهم الخاصّة.

محمّد لخضر حرز الله- أستاذ التعليم الثانويّ وأستاذ مشارك بالجامعة- الجزائر

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ في الحقيقة، التعليم عمليّة حيويّة وتفاعليّة تتطلّب من الأستاذ أن يكون متمكّنًا من العديد من المداخل والاستراتيجيّات التعليميّة، وأن ينوّع توظيفها خلال المواقف التعليميّة المختلفة. من بين هذه الاستراتيجيّات، نجد "التعليم البنائيّ" الذي يرتكز إلى بناء المهارات الحياتيّة ودمج المعارف مع التجارب الميدانيّة، عبر إسقاطها على واقع الحياة، ما يمكّن المتعلّم من حلّ المشكلات والتفكير بإيجابيّة، فضلًا عن امتلاكه القدرة على التحليل والتركيب والاستنباط. ومن المقاربات التعليميّة الهادفة، نجد "العصف الذهنيّ" الذي يتيح للمتعلّمين مساحة للتفكير حول محور معيّن أو مشكلة ما، من خلال استثارات ذهنيّة تحفّزهم على استحضار الأفكار والمعارف السابقة. ومن الطرق المفيدة في هذا السياق، العمل في شكل مجموعات، وهو أسلوب إيجابيّ وملهم للعديد من المتعلّمين، مع ضرورة ضبطه تنظيميًّا من قبل الأستاذ.   كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ تعتبر التكنولوجيا رافدًا أساسيًّا في العمليّة التعليميّة، لكنّها لا يمكن أن تحلّ محلّ الدور التعليميّ والتربويّ والنفسيّ للأستاذ. تُسهم التكنولوجيا في توضيح العديد من المفاهيم التجريديّة، خصوصًا في مجالات العلوم الطبيعيّة والتكنولوجيا والكهرباء والهندسة المدنيّة. كما تُساعد في خلق الدافعيّة نحو التعلّم وتجاوز السآمة والروتين القاتلين في العمليّة التعليميّة. ومع ذلك، تظلّ المهارات التعليميّة للأستاذ المحور الرئيس في إدارة العمليّة التعليميّة.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ من بين الأخطاء التي اكتشفتها، كان الإطناب في الشرح واستخدام لغة أدبيّة معقّدة، ما أدّى إلى التوسّع في شرح المفاهيم وعدم التحكّم في الحيّز الزمنيّ للحصّة. هذا الأمر كان يسبّب إرهاقًا للمتعلّم، ويُغرقهُ بكمٍّ معرفيّ كبير. بعد فترة، أدركت أنّ السبيل الأفضل للتعليم هو الدّقة والاختصار، وتبسيط المفاهيم من خلال التحضير الجيّد والمسبق للدرس. يتعيّن أيضًا تنويع الأمثلة القريبة من ذهن المتعلّم، وإشراكه في بناء الدرس، مع انتقاء الأسئلة التي تستهدف الحصول على إجابات دقيقة، مع الإيجاز في الإملاء، تحت شعار: "نكتب قليلًا ونفهم كثيرًا".   افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ من الموضوعات التي أعتبرها في غاية الأهمّيّة والأولويّة، تطوير مهارات المعلّمين في مجال البيداغوجيا بمختلف اختصاصاتها. فلا يمكن أن يصبح الشخص معلّمًا بمجرّد الحصول على التكوين الجامعيّ، مهما بلغت رُقيّ الدرجات العلميّة. إذ إنّ التكوين البيداغوجيّ المتخصّص هو الوحيد القادر على صقل المهارات التعليميّة، وإرساء الكفاءات المطلوبة في الأستاذ. ومن الاختصاصات الضروريّة في هذا المجال: تعليميّة الموادّ؛ علم النفس البيداغوجيّ؛ علم النفس المعرفيّ؛ التقويم والتقييم؛ الاتّصال التعليميّ؛ طرائق التدريس.   هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، لا بدّ من ذلك لتوسيع الاستشارات، وتكوين قاعدة بيانات واسعة ومتنوّعة من الخبرات والمهارات والتجارب من بيئات ثقافيّة واجتماعيّة متباينة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ملتقيات حضوريّة وعبر الإنترنت، وتنظيم زيارات ميدانيّة، وإيجاد فضاءات للتلاقي والحوار والاستفادة البينيّة. مثال على ذلك هو التجربة الرائدة لمجلّة "منهجيات"، التي توفّر فضاء خصبًا للكتابة واستعراض التجارب الشخصيّة، وطرح مقاربات متنوّعة حول مناهج التعليم وتحدّياته المعاصرة. كما يجب تنظيم لقاءات دوريّة بين أساتذة ومعلّمين من مختلف أنحاء البلدان العربيّة، لمعالجة إشكالات ومحاور تصبّ في صميم القضايا التربويّة، والتباحث حول الآفاق المنظورة.   كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ من خلال التواصل الدائم مع المؤسّسة التعليميّة، متابعة أبنائهم في علاقاتهم مع أساتذتهم وزملائهم ومع الإدارة. مع ضرورة التشارك والتعاون والتجاوب البنّاء والإيجابيّ مع المؤسّسة، في ما يخصّ متابعة تعلّم أبنائهم وسلوكهم داخل المؤسّسة، والتعاطي بشكل جدّيّ وإيجابيّ مع توجيهات الأساتذة والإدارة وملاحظاتهم، حتّى ولو كانت سلبيّة.   كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ من خلال تنويع النشاطات عبر ممارسة الرياضة والسفر والمداومة على القراءة والكتابة وتطوير المهارات.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ إتمام كل عمل في أجله وتجنب مراكمة الأعمال، لأنّ هذا يؤدّي إلى الارتجال والإخلال بجودة العمل، مع ضرورة التخطيط الجيّد للوقت وللمهام وتحديد الأولويات بدقّة، مع الحرص الدائم على تطوير المهارات الذاتيّة وتعلّم أساليب جديدة في إنجاز الأعمال، واستغلال التكنولوجيا الحديثة في تنمية الأداء الوظيفيّ والتعليميّ.   اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. الأثر الإيجابيّ: حبّ مساعدة الآخرين، والصبر على التربية والتعليم، والقدرة على فهم السلوك البشريّ، لا سيّما في شقّه التعليميّ والتربويّ. أما الأثر السلبي: فهو الإرهاق الذهنيّ، والأتعاب الصحّيّة الناجمة مع إدامة التفكير والتحضير والتركيز، وتحمّل الاختلافات البشريّة في السلوك والأخلاق والاستعدادات الذهنيّة والفوارق الفرديّة.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ كثيرة هي الحوادث الطريفة، ولعلّ أبرزها ما أجده في نهاية ورقة الامتحان من عبارات الاستجداء من طرف بعض التلاميذ الذين لم يتمكّنوا من الحصول على المعدل الكافي للانتقال، أو بعض الإجابات المستغربة خلال تصحيح امتحان شهادة البكالوريا، خصوصًا في مادّتَي التاريخ والجغرافيا.  

د. مروان حسن- معلّم مادّتَي الدراسات الاجتماعيّة والتاريخ- مصر

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ في واقع الأمر، اختياري للاستراتيجيّة ليس مبنيًّا على مدى فعّاليّتها فحسب، بل هناك عوامل تفرضها عليّ، مثل: كثافة عدد الطلّاب، وضيق وقت الحصّة الدراسيّة، فضلًا عن ضخامة المحتوى، وكثرة العطلات الرسميّة التي تعوق تنفيذ خطّة المنهاج. لذا، رأيت من الأفضل تقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة (أربع مجموعات، كلّ منها تضمّ 20 طالبًا)، للعمل على مهام محدّدة، بدلًا من محاولة التفاعل مع 80 طالبًا في الوقت ذاته. بعد ذلك، كنت أعطي كلّ مجموعة مهمَّة معيّنة للعمل عليها خلال الحصّة، مع تقديم التوجيه والإرشاد اللّازميْن لضمان فهم الطلّاب للمهمَّة وتنفيذها. كانت استجابة الطلّاب لهذه الاستراتيجيّة إيجابيّة بشكلٍ عامّ. لم تعد كثافة عدد الطلّاب في الصفّ عائقًا بعد تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة، وتمكّنت من توجيههم ودعمهم بشكل أفضل. كما أنّ الطلّاب استفادوا من التعلّم التعاونيّ والعمل الجماعيّ، ما زاد من حماسهم ومشاركتهم في الحصّة.   كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ في رأيي، تُعدّ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ أدوات تعليميّة مساعدة لتعزيز تجربة التعلّم للطلّاب. وهي تتيح فرصًا تفاعليّة وتعليميّة محسّنة. لذا، يجب التنويع بينها وبين الوسائل التقليديّة، لكي يحافظ المعلّمون على التفاعل الشخصيّ مع الطلّاب، وعلى الجوانب الإنسانيّة في التعليم، من خلال إجراء النقاشات، وتوجيه الطلّاب، وتقديم الدعم العاطفيّ والاجتماعيّ.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ الاستماع إلى نصائح المعلّمين الزّملاء الأقدم وتنفيذها من دون مراجعتها قد يكون غير مُجدٍ. اكتشفت أنّ بعض الزملاء قد يكونون غير مستعدّين لمشاركة تجاربهم الخاصّة، ويميلون إلى الحفاظ على معلوماتهم وخبراتهم ميزةً تنافسيّة. لذا، كان من الضروريّ القيام بالتحليل النقديّ لكلّ نصيحة، واتّخاذ القرارات المناسبة بناءً على ذلك. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاعتماد على تجربتي الشخصيّة والتصرّف وفق قيمي ومبادئي، مع الاهتمام بتنميتي المهنيّة الذاتيّة.   افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ الأمر يعتمد على احتياجات المعلّمين وبيئة عملي، إذ نحتاج إلى تعلّم فنون التواصل الفعّال مع الطلّاب، وكيفيّة التعامل مع التحدّيات السلوكيّة. كما أنّ أساليب العمل الجماعيّ والتعاون بين المعلّمين، لتبادل الخبرات والممارسات الناجحة، تُعتبر ضروريّة. وهذا ما نفتقده حقًّا.   هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ أرى أنّه الوقت المناسب لتفعيل التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين، ولا سيّما في ظلّ التحدّيات التي يمرّ فيها التعليم في فلسطين والسودان. يمكن أن يساعد هذا النوع من التبادل في تطوير أساليب التدريس، وإيجاد حلول للمشكلات التعليميّة التي تواجه المعلّمين والطلّاب في البلدين، كما يعزّز المرونة والقدرة على التكيُّف مع التغييرات الحاصلة. أقترح تنظيم ورش ومحاضرات تدريبيّة مشتركة، بالإضافة إلى إنشاء منصّات تواصل اجتماعيّ خاصّة بالمعلّمات والمعلّمين لمشاركة الخبرات والأفكار. كما يمكن تنظيم فعّاليّات ومناسبات اجتماعيّة تجمعهم وتعزّز التواصل بينهم.   كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ يُعتبر التواصل الفعّال المنتظم بين المعلّمين وأولياء الأمور ضروريًّا، من خلال دعوتهم إلى المشاركة وحضور الاجتماعات والفعّاليّات المدرسيّة. يساعدهم ذلك على التعرّف إلى البيئة التعليميّة التي يتعرّض إليها أطفالهم. ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أنّ العديد من أولياء الأمور لا يولون اهتمامًا كافيًا لهذه الأمور، فالبعض قد ينشغلون بسبب ضغوط الحياة، بينما يعتقد كثيرون أنّ التعليم مسؤوليّة المعلّم والمدرسة فقط، كما هو الحال في الاعتقاد بأنّ العلاج مهمّة الطبيب وحده.   كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ أحاول الاهتمام بنفسي خلال عطلة نهاية العام، حيث يكون هذا الوقت خاصًّا للاسترخاء واستعادة الطاقة. أخصّص وقتًا لممارسة أنشطة تساعدني على الاسترخاء، مثل القراءة، وممارسة الرياضة، وقضاء وقت ممتع مع عائلتي. هذا الانفصال الإيجابيّ عن بيئة العمل يساعدني على استعادة التوازن والتفكير بإيجابيّة.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ أقوم بتحديد أولويّاتي الأساسيّة والمهامّ الضروريّة التي يجب إنجازها، وأنشئ جدولًا زمنيًّا يوميًّا يساعدني على تحديد الأوقات المخصّصة لكلّ نشاط، مثل الإعداد للدروس، والاجتماعات، والمراجعة. أخيرًا، أحاول تقسيم الوقت بين العمل والاستراحة والنشاطات الشخصيّة التي تساعدني على الاسترخاء.   اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. الأمر الإيجابيّ هو الفرصة التي أتاحها لي التعليم للتأثير الإيجابيّ على حياة طلّابي. من خلال تقديم المعرفة والإرشاد والدعم، أساعدهم على تحقيق أهدافهم، وتطوير إمكانيّاتهم. والحقيقة، يُسعدني تواصل طلّابي معي حتّى اليوم، على الرغم من ارتيادهم الكلّيّات وانتهاء المرحلة المدرسيّة، فهم ما يزالون يودّون التواصل معي. ومن جانب آخر، تمكن كتابة دواوين عن السلبيّات، لكنّني أكتفي بالإشارة إلى الضغط النفسيّ الناجم عن الأعباء الوظيفيّة، سواء أكانت تدريسيّة أو إداريّة.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ أتذكّر موقفًا طريفًا يميل إلى الكوميديا السوداء خلال امتحان الصفّ الأوّل الثانويّ، حيث توقّفت خدمة الإنترنت أثناء استخدام الطلاب للأجهزة اللوحيّة "التابلت" لأداء الاختبار. حاولنا طباعة الامتحان على ورق كبديلٍ تقليديّ، لكن في الوقت نفسه انقطعت الكهرباء فجأة، ولم نتمكّن من طباعة أي شيء، وبالتالي لم نستطع إجراء الامتحان.  

شريهان بكرون- معلّمة لغة إنجليزيّة- فلسطين

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ صادفت في إحدى المرّات طالبة من طالباتي السابقات، وقالت لي: "أتمنّى لو تعلميني مرّة أخرى". فسألتها: "لماذا أنا؟" فقالت: "لأنك كنتِ تعلّمينا بالغناء". أدركت وقتها أنّ هذا التعليم أسهل وأقرب طريقة إلى عقل الطالب لتعلّم الحروف والكلمات الجديدة، خصوصًا في المراحل الابتدائيّة. على سبيل المثال، ربط تعلّم حرف جديد باللغة الإنجليزيّة مع كلمة تبدأ بالحرف وصوته، مثل A for apple (A, A, A)، وربط تعلّم معنى كلمة جديدة بالغناء، مثل Cry, cry, cry يبكي يعني (cry) وهكذا.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ لا شكّ أنّ التكنولوجيا ساعدتني كثيرًا في التعليم، مثل استخدام تسجيلات MP3 ليتمكّن الطالب من سماع الكلمات الجديدة من native speakers، واستخدام الشاشة الذكيّة لعرض الكلمات والدروس، ومجموعات واتساب والصفوف الافتراضية التي ساعدتني كثيرًا في التأكيد على الواجبات المنزليّة، والتواصل مع الأهالي. لكن، مهما علَت يد التكنولوجيا، فإنّها لن تكون بديلًا عني كمعلّم، فهي لن تمنح الطالب التعاطف والتواصل البصريّ والتعلّم بالقدوة، والتعلّم العاطفيّ الاجتماعيّ الذي من خلاله يدرك الطالب ذاته وقيمة الآخرين.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ بفضل متابعة المشرفين التربويّين والتأمّل الذاتيّ والتطوّر المهنيّ، تجاوزت بعض الأخطاء بعد اكتشافها. على سبيل المثال، تعلّمت أن ترجمة الدروس للطالب يجب أن تكون في آخر محاولات الشرح، بعد استخدام طرق تبسيط أخرى، مثل استخدام مرادفات أسهل، أو التضادّ، أو وضع الكلمة في جمل بسيطة لمساعدة الطالب على الفهم من دون استخدام اللغة الأمّ.   افترضي أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ لقد قمت بالفعل بإعداد ورشة للمعلّمين عن التعلّم العاطفيّ الاجتماعيّ، والذي يعني أنّ نجاح الطالب أكاديميًّا لا يضمن نجاحه في الحياة. على المعلّمين ربط تعلّم الطلبة بمهارات أخرى، مثل مساعدة الطالب على فهم ذاته، والتحكّم بها، وإدراك قيمة العلاقات الاجتماعيّة الإيجابيّة، والقدرة على اتّخاذ القرار. وبعد دراسة جدوى تطبيق المهارات الوجدانيّة الاجتماعيّة، اتّضحَت لنا زيادة تحصيل الطالب علميًّا وتحسّنًا إيجابيًّا في سلوكهم. لو كان لي أمنية اليوم، لتمنّيت لو لم تكن الحرب وبقيت بيوتنا ومدارسنا، لكنت اليوم أجهّزُ لورشة أخرى. فالنجاح الذي شعرت به وقتها لا يقدّر بثمن.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ من تجربتي الشخصيّة، انخراطي في مجموعات المعلّمين والنقاش معهم في المجالات العلميّة والتطوّر المهنيّ، كان له دور كبير في حصولي على الوظيفة الحكوميّة؛ فمن يرافق خمسة ناجحين يصبح سادسهم. التعاون بين المعلّمين سهّل علينا نشر منهج "Jolly Phonics"، والذي يتعلّم، من خلاله، الطالب أصوات الحروف، وأسهم كثيرًا في تقليل صعوبات القراءة عند الطلاب. أقترح عمل دعوات ميدانيّة للمعلّمين العرب لتبادل خبرات التعلّم بينهم.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ ساعدتني مجموعات واتساب وأرقام أولياء الأمور كثيرًا في التعاون معهم، من أجل النهوض بمستوى الطالب، من خلال إرسال مواد تأسيسيّة وإثرائيّة، وواجبات منزليّة، وألعاب تعليميّة، ومتابعة مستمرّة للتحسّن الأكاديميّ والسلوكيّ للطالب. فكلّما كانت علاقة المعلّم بأولياء الأمور قويّة، ازداد اهتمام أولياء الأمور بأبنائهم.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ يقولون إنّ السعيد لا يمتلك وقتًا للتفكير في التعاسة، وهذا ما كنت أفعله. بعد دوامي في المدرسة، كنت أقوم بتجهيز أسئلة علميّة وتربويّة تساعد الخرّيجين على اجتياز اختبارات التوظيف، وتحافظ على حصيلتي العلميّة، وأقوم بنشرها في مجموعتنا الخاصّة "English Majors In Gaza". لا شكّ أنّ التطوّع ومساعدة الآخرين يهذّب النفس ويطمئنها، وكان ذلك يعود عليّ بالخير؛ فالعطاء يعود إلى صاحبه دائمًا.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ الوقت المنظّم جيّدًا برهان على العقل المنظّم جيّدًا. لذلك، أحرص على عدم تكدّس الأعباء والواجبات، وأحاول تسليمها حتى قبل الموعد المحدّد تحسّبًا للظروف. ويساعدني في ذلك تقويم المهام وتجزئتها، والتواصل مع المعلّمين لتبادل المنفعة.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. الأثر الإيجابيّ كان ترك أثر جميل في قلوب الطالبات. فحين تناديك إحدى الطالبات من بين الجموع، وتسلم عليك بابتسامة لطيفة، وتخبرك أنّك كنت ذكرى جميلة بالنسبة إليها، فإنّ ذلك ينسيك كلّ مشاقّ المهنة. كما إنّ توسيع دائرة العلاقات والمعارف والخبرات، يعدّ من الآثار الإيجابيّة بالنسبة إليّ. أمّا بالنسبة إلى الجانب السلبي، فهو تقليل مساحات الخصوصيّة، مثل اتّصالات الأهالي في بعض الأوقات المتأخّرة، لكنّني أتفهّم ذلك في حال الضرورة.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ في أحد الأيّام، بينما كنت أستعدّ لمغادرة المدرسة، وكان التعب يغمرني، فوجئت بطالبة تضع (دبدوبًا) في حضني، وتقول لي: "سلّمي على الدبدوب شريهان". سألتها: "ماذا؟" فأجابت: "سمّيته على اسمك". تجاوبت مع عفويتها وسلمت عليه. اليوم، وبعد انتهاء العام الذي لم يبدأ في غزّة بسبب الحرب، وبدء عام دراسيّ جديد لم يبدأ في غزّة، أتمنّى لو أن تلك الطالبة العفويّة تعلم أنّني أفتقدها كثيرًا، وأفتقد الدبدوب، والطلّاب، والمدرسة، والطريق إليها، بل أفتقد حتّى الحائط الذي كنت أتّكئ عليه من التعب. وللحياة بقيّة.  

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين المهتمّين بتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد، حيث تتناول المقالات معظم القضايا المرتبطة بالتربيّة والسلوك والمواقف المختلفة.

أهمّ استراتيجيّات تعزيز مرونة الطفل وقوّة تحمّله

تعدّ قوّة البدن ومرونته عنصرًا حيويًّا ورئيسًا في تربية الطفل، والتي غالبًا ما نتجاهلها. تشير المرونة إلى نطاق حركة المفصل أو مجموعة المفاصل، والذي تمكن زيادته أو تقليله بالتمدّد، ممّا يمنح العديد من الفوائد، بما في ذلك زيادة نطاق الحركة، وتقليل خطر الإصابة، وتحسين الأداء الرياضيّ. أمّا قوّة التحمّل فتشير إلى قدرة طفلك على ممارسة أنشطة بدنيّة لفترة زمنيّة أطول. لذلك، من الضروريّ التأكّد من أنّ طفلك يطوِّر مهاراتٍ بدنيّة في سنّ مبكِرة.    أهمّ استراتيجيّات تعزيز مرونة الطفل وقوّة تحمّله هناك العديد من الاستراتيجيّات الممنهجة لتعزيز مرونة الطفل وقوّة تحمّله، نذكر لك أهمّها:    النشاط البدنيّ المنتظم  ينبغي دمج النشاط البدنيّ المنتظم في روتين طفلك اليوميّ، لتعزيز مستوى مرونته وقدرته على التحمّل، سواء أكان ذلك الرياضات المنظّمة، أم اللعب في الهواء الطلق، أم الأنشطة الترفيهيّة، أم أيّ فرصة أخرى تفتح المجال أمام طفلك للممارسة الحركيّة. كما ينبغي إعطاء الأولويّة للأنشطة التي ترفع من مرونته وقوّته الجسديّة، مثل السباحة أو اليوغا أو ركوب الدراجات. فلا يرفع تخصيصُ وقت لطفلك للعب نشاطَه الحركيّ فحسب، بل يسمح له بالاستكشاف والتفاعل مع محيطه أيضًا، ممّا يعزِّز حبّ النشاط البدنيّ منذ سنّ مبكِرة.    تعزيز موقف إيجابيّ تجاه ممارسة الرياضة  يعدّ الموقف الإيجابيّ تجاه ممارسة الرياضة أمرًا ضروريًّا للأطفال، لتطوير التزامهم مدى الحياة باللياقة البدنيّة. لذلك، بدلًا من التركيز على أهداف اللياقة البدنيّة فقط، ذكِّر طفلك بمتعة النشاط البدنيّ وفوائده. يمكن للوالدين ومقدّمي الرعاية أن يكونوا قدوة لأطفالهم بمشاركتهم الأنشطة البدنيّة والاستمتاع بها، إذ يعزِّز تشجيع العقليّة الإيجابيّة تجاه ممارسة الرياضة دوافع الطفل الجوهريّة، ويساعده على النظر إلى التمارين كتجربة ممتعة ومجزية، وليس عملًا روتينيًّا فحسب.   دمج تمارين المرونة  تؤدّي تمارين المرونة دورًا حيويًّا في تحسين نطاق الحركة ومنع الإصابات عند الأطفال، حيث تستهدف أنشطة التمدّد مجموعات العضلات الرئيسة التي تحسِّن من حركة طفلك. تساعد تمارين التمدّد الديناميكيّة، قبل ممارسة الأنشطة البدنيّة، على إحماء العضلات وإعدادها للحركة، بينما تعمل تمارين التمدّد الثابتة بعد ذلك على تعزيز المرونة واسترخاء العضلات. ومن المهمّ الإشارة هنا إلى أنّ الأنشطة المرنة المتنوّعة، مثل اليوغا أو فنون الدفاع عن النفس لا تعزِّز المرونة فحسب، بل توفِّر كذلك الاسترخاء الذهنيّ والتركيز، ممّا يسهم في رفاهية طفلك العامّة.    بناء القدرة على التحمّل تدريجيًّا يتطلّب بناء قدرة الأطفال على التحمّل اتّباع نهج تدريجيّ يراعي أعمارهم ومستوى لياقتهم البدنيّة، والبدء بالأنشطة الممتعة، ثمّ زيادة المدّة والشدّة تدريجيًّا بمرور الوقت. يعزِّز تحفيز طفلك على المشاركة في الرياضات والأنشطة الجماعيّة دافعيّته إلى الاستمرار. من هنا، تستطيع، بتحدّي قدراته على التحمّل تدريجيًّا، منحه الفرصة لتطوير قدرته على التحمّل، للحفاظ على نشاطه البدنيّ واتّباع نمط حياة نشط في المستقبل.    تعزيز نظام غذائيّ متوازن  يعدّ توفير نظام غذائيّ متوازن أمرًا ضروريًّا لدعم صحّة الأطفال العامّة وأدائهم البدنيّ. لذلك، فإدراج الأطعمة المغذّية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحّيّة في نظام طفلك الغذائيّ، بالإضافة إلى أنّ تشجيعه على شرب الماء بكمّيّات كافية، يمنحه الترطيب الداخليّ الكافي للحفاظ على مرونته وقدرته على التحمّل. فالحدّ من الوجبات الخفيفة والمشروبات السكّريّة يمنع تراجع طاقة طفلك، ويحافظ على استدامة نشاطه البدنيّ.   الحرص على أخذ طفلك قسطًا وافرًا من الراحة  الراحة والتعافي جزء لا يتجزّأ من أيّ نظام لياقة بدنيّة، فالنوم الكافي أمر بالغ الأهمّيّة لتجديد شباب الأطفال جسديًّا وذهنيًّا، وتسريع تعافي العضلات ونموّها. كما يمنع تخصيصُ وقت لطفلك للاسترخاء الإرهاقَ والإفراط في التدريب، ممّا يسمح لجسمه بالتعافي بممارسة الأنشطة البدنيّة. يغرس تعليم الأطفال الاستماع إلى أجسادهم وأخذ فترات راحة عند الحاجة أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة عاداتِ الوعي الذاتيّ والرعاية الذاتيّة القيّمة.    الاحتفال بإنجازات طفلك وتقدّمه  يساعد الاعتراف بإنجازات طفلك على تعزيز ثقته بنفسه وتحفيزه على إنجاز المزيد، سواء أكان ذلك إتقان مهارة رياضيّة جديدة أم الاستمراريّة في الالتزام بالجدول الرياضيّ المخصّص له، لأنّ التعزيز الإيجابيّ يضفي معنى لجهود طفلك ويشجّعه على الاستمرار في النشاط البدنيّ. تذكّر أنّ تحديد أهداف واقعيّة لطفلك وتتبّع تقدّمه بمرور الوقت يمنحه إحساسًا بالإنجاز ويمكّنه من السعي إلى تحقيق المزيد من التحسّن.   التأكّد من احتياطات السلامة  لا تغفل عن إعطاء الأولويّة لسلامة طفلك أثناء قيامه بالأنشطة البدنيّة، لمنع تعرّضه لأيّ إصابة، حتّى وإن كانت طفيفة. يُعدّ توفير المعدّات المناسبة وتطبيق إرشادات السلامة أمرًا ضروريًّا لمساعدة طفلك على التعلّم المناسب، ممّا يقلّل من خطر إصابته أثناء ممارسة الرياضة. كما يضمن الإشراف على طفلك أثناء تمارينه الجديدة أو الصعبة على ضمان استكشافه، ضمن بيئة آمنة.    * * * يعدّ تعزيز مرونة الأطفال وقدرتهم على التحمّل أمرًا ضروريًّا لصحّتهم ورفاههم عامّة. فيمكنك تمكين طفلك من تحقيق أنماط حياة نشطة وصحّيّة بدمج استراتيجيّات النشاط البدنيّ المنتظِم، وتمارين المرونة، وبناء القدرة على التحمّل التدريجيّ، والتغذية المتوازنة، والراحة، واحتياطات السلامة. كما يمكن لطفلك تطوير المهارات والعادات اللازمة للحفاظ على المرونة الرياضيّة والقدرة على التحمّل طوال حياته، بالتعزيز والتشجيع الإيجابيّ، ممّا يمهّد طريقه لمستقبل أكثر إشراقًا وصحّة.    المراجع https://catherinesdancestudiokc.com/5-ways-to-improve-cardio-endurance-for-children/   https://childdevelopment.com.au/areas-of-concern/gross-motor-skills/strength-and-endurance/  

التعليم المنزليّ للطفل: تعريفه ومزاياه ومدى انتشاره

اكتسب التعليم المنزليّ في السنوات الأخيرة جاذبيّة كبيرة، بديلًا من التعليم التقليديّ. ينطوي التعليم المنزليّ على تحمّل الوالدين مسؤوليّة تعليم أطفالهم في المنزل، بدلًا من إرسالهم إلى المدارس التقليديّة. يسمح هذا النهج بتجربة تعليميّة مصمَّمة لتلبية احتياجات الطفل الفرديّة واهتماماته. دعونا نتعمّق في تعريف التعليم المنزليّ للطفل، ونفحص الأسباب التي قد تدفع الوالدين إلى اختياره.   ما التعليم المنزليّ للطفل؟  التعليم المنزليّ شكل من أشكال التعليم، حيث يكون الوالدان أو الأوصياء مسؤولين مباشرةً عن تعليم أطفالهم في المنزل. فبدلاً من اتّباع منهج موحَّد أنموذجيّ في المدارس التقليديّة، تتمتّع الأسر التي تدرِّس في المنزل بالمرونة اللازمة لتصميم برامجها التعليميّة الخاصّة. يمكن أن يشمل ذلك مجموعة متنوّعة من أساليب التدريس والموارد وبيئات التعلّم. وكلّها مخصَّصة لتناسب احتياجات الطفل وتفضيلاته الفريدة.    لماذا قد يلجأ الأهالي إلى التعليم المنزليّ؟  أصبح العديد من الأهالي يختارون التعليم المنزليّ لما يقدّمه من مزايا؛ أهمّها:   أكثر سلاسة للطالب والمعلّم  يتمحور التدريس الفرديّ حول تكييف طريقة التدريس الخاصّة بالمعلّم، مع أسلوب الطفل المفضّل، ممّا يجعل التعلّم أكثر فعّاليّة وكفاءة. إذا كان الطفل يتعلّم بتشغيل حاسّة البصر، يمكن تضمين الصور الفوتوغرافيّة والرسوم البيانيّة والمخطّطات في العمليّة التعليميّة، لمساعدته على استيعاب المادّة بسهولة. أمّا إذا كان الطفل يتشتّت ويتململ خلال وقت قصير، فيمكن شمل الأنشطة الحركيّة والتفاعليّة خلال فترات الراحة.    الموازنة بين الدراسة والترفيه  نظرًا إلى أنّ طفلك لا يشارك الفصل الدراسيّ مع 20 إلى 30 طفلًا آخر، يصبح بإمكانه دراسة المواد التعليميّة بسرعة. وذلك بسبب مشكلات السلوك والانضباط المستمرّة خلال الفصول الدراسيّة الجماعيّة، حيث تهدر الكثير من الوقت وتحول دون قدرة طفلك على التركيز، ممّا يدفع إلى إكمال الدراسة في المنزل. لذلك، يمنح التعليم المنزليّ طفلك وقتًا إضافيًّا بعد الانتهاء من الدرس، للقيام بالأنشطة اللامنهجيّة والتواصل الاجتماعيّ والمزيد من وقت الراحة، أي الموازنة من ساعات الدراسة والترفيه، وبالتالي تعزيز قدرته على التركيز.    المرونة   يوفِّر التعليم المنزليّ المرونة، بما يسمح للعائلات بتحديد جدول زمنيّ خاصّ بهم، من دون القلق بشأن أوقات الدراسة الخاصّة بطفلهم، حيث يمنح التعليم المنزليّ مرونة في تحديد الأوقات الأنسب لتلقّي الدروس التعليميّة، بما لا يتعارض مع مخطّطاتهم، سواء أكانت ظروفًا مهمّة أم ترفيهيّة كالسفر أم الاحتياجات الطبيّة أم المشاركة في الأنشطة اللامنهجيّة.    تقوية الروابط العائليّة   يوفِّر التعليم المنزليّ فرصة لتقوية الروابط العائليّة، حيث يقضي الأهالي وأطفالهم وقتًا أطول معًا. يعمِّق ذلك العلاقات بينهم، ويسمح للأهل بغرس قيمهم ومعتقداتهم الخاصّة في تعليم أطفالهم.    التكيّف مع الاحتياجات الخاصّة  إذا كان طفلك يحتاج إلى عناية أو مراعاة خاصّة، سواء أكانت إعاقة في التعلّم أم إعاقة جسديّة أم إصابةً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على سبيل المثال، فالتعليم المنزليّ يقدّم المرونة الكاملة لتخصيص العمليّة التعليميّة بما يتوافق مع احتياجات طفلك الفريدة.    توفير بيئة تعليميّة آمنة  يمكن أن يوفِّر التعليم المنزليّ بيئة تعليميّة آمنة، حيث يكون الطفل في مساحة لا يتعرّض فيها إلى أيّ شكل من أشكال التنمّر والمؤثّرات السلبيّة الأخرى التي قد يتعرّض إليها الأطفال في المدارس التقليديّة. وبذلك، ينجح الوالدون في خلق جوّ داعم يُشعِر طفلهم بالارتياح في التعبير عن نفسه واستكشاف اهتماماته.    هل التعليم المنزليّ متاح في الدول العربيّة؟  التعليم المنزليّ متاح في المنطقة العربيّة، على الرغم من أنّ شرعيّته وإمكانيّة الوصول إليه تختلف من بلد إلى آخر، حيث تختلف اللوائح والإجراءات والشروط القانونيّة المعمول بها للتعليم المنزليّ في كلّ دولة. وفي بلدان معيّنة، قد يواجه التعليم المنزليّ عقبات أكبر، بما في ذلك القيود القانونيّة أو الأعراف المجتمعيّة التي تفضِّل التعليم التقليديّ. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التحدّيات، تتواجد بالفعل بعض المجتمعات العربيّة التي تؤمن بالتعليم المنزليّ، حيث يشكِّل الوالدون في كثير من الأحيان شبكات دعم للتغلّب على تعقيدات التعليم المنزليّ. يسير توفّر التعليم المنزليّ في المنطقة العربيّة وقبوله نحو التطوّر، متأثّرًا بعوامل محيطة، مثل المواقف الثقافيّة تجاه التعليم، والسياسات الحكوميّة، والاهتمام المتزايد بأشكال التعلّم البديلة.    كيف أعرف ما إذا كان التعليم المنزليّ مناسبًا لطفلي؟  يتطلّب تحديد ما إذا كان التعليم المنزليّ الخيار الصحيح لطفلك دراسة متأنّية لعوامل مختلفة، بما في ذلك احتياجاتهم الفريدة وديناميكيّات الأسرة والأهداف التعليميّة. ففي حين أنّ التعليم المنزليّ يوفِّر مزايا، مثل المرونة وتقوية الروابط العائليّة وغيرها، فإنّه يطرح كذلك تحدّيات عديدة، مثل محدوديّة فرص التنشئة الاجتماعيّة، والتزام الوالدين، والعقبات المحتملة في الاعتراف بشهادة التعليم المنزليّ لدى الوزارات المحلّيّة وبعض الجامعات العالميّة. ولاتّخاذ هذا القرار، يتعيّن عليك أن تقيّم أسلوب تعلّم طفلك واهتماماته ومتطلّباته التعليميّة، بالإضافة إلى البحث عن قوانين التعليم المنزليّ المحلّيّة، واستكشاف خيارات المناهج الدراسيّة، وطلب المشورة من عائلات التعليم المنزليّ ذات الخبرة، أو المتخصّصين في مجال التعليم. وبإجراء تقييم شامل للإيجابيّات والسلبيّات ومراعاة احتياجات طفلك وظروفه الفرديّة، ستتمكّن من اتّخاذ قرار مستنير يدعم تطوّره الشامل ونجاحه الأكاديميّ.   المراجع https://www.uopeople.edu/blog/pros-and-cons-of-homeschooling/   https://www.calverteducation.com/should-i-homeschool/homeschooling-pros-and-cons   https://www.samitivejhospitals.com/ar/article/detail/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84  

تحفيز فضول الأطفال

لدى الناس، باختلاف أعمارهم، الرغبة الفطريّة في استكشاف محيطهم وفهم العالم فهمًا أفضل. أمّا الطفل، فرغبة الاستكشاف هي ما تدفع به إلى التعلّم والنمو. لذلك، على الآباء تعزيز هذه الميول الطبيعيّة، كونها أساس التعلّم والإبداع والابتكار في حياة الطفل.   أهمّيّة تنمية فضول الأطفال يبني الأطفال معرفتهم باتّباع فضولهم، وتجربة أشياء جديدة، واكتشاف إجابات عن أسئلتهم. إليك أهمّيّة تحفيز الطفل على اتّباع فضوله في الاكتشاف:     التطوّر المعرفيّ  عندما ينخرط الأطفال في الاستكشاف، يستخدمون حواسهم جميعها في إدراك المفاهيم إدراكًا أفضل، بتشكيل الفرضيّات تشكيلًا تلقائيًّا. كما تحفِّز هذه العمليّة نموّ الدماغ، وتعزِّز مهارات الطفل المعرفيّة، مثل الذاكرة والانتباه والتفكير المنطقيّ.    الإبداع والابتكار   يخلق الاكتشاف أوجه نظر مختلفة، ممّا يسمح للأطفال بإيجاد حلول متعدّدة للمشكلة، والتفكير خارج الصندوق. ويعدّ هذا الإبداع مهارة قيّمة وضروريّة للابتكار في مختلف المجالات، من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون والعلوم الإنسانيّة.   المرونة والقدرة على التكيّف يكتسب الطفل مهارات التكيّف والمرونة عندما يتعرّض لتحدّيات جديدة مستمرّة، حيث تسهم البيئة التحفيزيّة في مساندة الطفل في مواجهة هذه التحدّيات والتغلّب عليها.    شغف التعلّم يطوِّر تشجيع الطفل على الفضول والاستكشاف شغف التعلّم بأساليب مبتكرة، تتعدّى تلقّي المعلومات في الحصص الدراسيّة التقليديّة، ليصبح بعدها مدفوعًا بفضوله للبحث عن المعرفة ومتابعة التعلّم.    طرق تحفيز فضول الأطفال ليس علينا أن نعلّم استراتيجيّة الفضول التي يتّبعها أطفالنا، بقدر ما يجب علينا تنمية تلك الفضول وحسب. في ما يلي بعض الطرق لتشجيع طفلك على أن يكون فضوليًّا:   قضاء الوقت في الهواء الطلق   تُعدّ الطبيعة الخضراء كنزًا ثمينًا من المعلومات، وكتابًا مفتوحًا من المعرفة. لذلك، حاول أن تجد متّسعًا من الوقت كلّ فترة لتتوجَّه مع طفلك إلى أيّ متنزّه قريب، لاكتشاف المشاهد الطبيعيّة عن قرب، ومراقبة الكائنات الحيّة، والبحث عن كلّ ما هو مخفيّ.   التجربة والخطأ  اسمح لطفلك بتجربة أشياء جديدة والفشل فيها، فالفشل يترافق مع النجاح بتعليم الطفل كيف يدرك أخطاءه ويتجنّب تكرارها. على سبيل المثال، قد يحاول طفلك القفز من فوق الأريكة معتقدًا أنّ بإمكانه الطيران تمامًا كما تفعل شخصيّاته الكرتونية المفضّلة، ولكنّه قد يفشل مدرِكًا أنّ العالم الواقعيّ لا يشبه ما يراه في التلفاز، وبدعمك سيدرك مفهوم الجاذبيّة الأرضيّة وتأثيرها في الأشياء والأجسام. يساعد ذلك الأطفال على التفكير في العواقب المحتملة، وتطوير مهارات أفضل في حلّ المشكلات.    الانتباه لاهتمامات الطفل تتطوّر لدى طفلك اهتمامات وعواطف فريدة، كونها جزءًا طبيعيًّا من مراحل نموّه. فقد يصبح، مثلًا، مفتونًا بالطريقة التي تنمو بها النباتات، أو بالشكل المنتظم لأسراب الطيور في السماء، فكلّ طفل فريد من نوعه. شجّع طفلك دائمًا على متابعة اهتماماته وهواياته، واقضِ معه وقتًا للتعرّف إلى اهتماماته الجديدة ومشاركته أنشطة تغذّي اهتمامه. إذا كان طفلك يحبّ الديناصورات، اصحبه إلى المتحف لرؤية عظام الديناصورات، أمّا إذا كان يميل إلى الرسم، فخصِّص له مساحة فنّيّة يمارس فيها هوايته.   استكشاف أماكن جديدة  قد ينبهر طفلك بالأماكن الجديدة التي يراها لأوّل مرّة مهما كانت بسيطة، مثل الخروج إلى حديقة قريبة أو محلّ تجاري أو غير ذلك. تستطيع أن تزيد من فضول طفلك في اكتشاف العالم، باصطحابه إلى أماكن جديدة. فاستكشاف أماكن جديدة وتجربة ما تتضمّن من أحداث مثيرة تخلق عنده الاستفسارات، وتعزِّز فضوله الذي يسهم في تنمية تفكيره بطريقة استثنائيّة.    تشجيعه على حبّ القراءة  تنمي قراءة الكتب فضول الأطفال، حيث تعرِّفهم إلى حقائق خارج عالمهم، وتساعدهم على تخيّل حقائق جديدة. اصطحب طفلك إلى أيّ مكتبة لمساعدته في اختيار الكتب التي تتعلّق باهتماماته، وشجِّعه على التوسّع في مواضيع جديدة. تشير إحدى الدراسات أيضًا إلى أنّ الأطفال يفضّلون الكتب التي تحتوي على المزيد من المعلومات السببيّة. لذا، ابحث عن كتب مناسبة لعمر طفلك تشرح أصل الأشياء.    منحه إجابات وافية   يكتسب الأطفال الكثير، بالتفكير بالأسئلة حول ما يدور حولهم، كوسيلة لحلّ المشكلات. لذلك، عندما يطرح طفلك عليك سؤالًا، قدِّم إجابة وافية تشبع فضوله وتشجِّعه على التفكير النقديّ، مهما كان سؤاله بسيطًا، كأن يسأل، مثلًا، عن الفرق بين الخبز المحمّص والخبز العاديّ.   اللجوء إلى التكنولوجيا  يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قويّة، تعزِّز فضول طفلك عند استخدامها استخدامًا ممنهجًا، حيث تتيح بعض التطبيقات التعليميّة، أو المواقع الإلكترونيّة، أو الأدوات التفاعليّة أمام الأطفال فرصة استكشاف مفاهيم جديدة، أو إجراء تجارب افتراضيّة تفتح أبواب المعرفة أمامهم.   * * * يُشكِّل التعليم في مرحلة الطفولة المبكِرة أساسًا مهمًّا لحياة الطفل، حيث يمكن أن يؤثِّر تطوير الفضول في سنّ مبكرة في حبّ طفلك التعلّم والاهتمام بالعالم من حوله. عندما يُشجَّع الأطفال على استكشاف اهتماماتهم، والمجازفة، ورؤية العالم بطرق جديدة، يمكنهم أن يصبحوا بالغين، يفكِّرون تفكيرًا ناقدًا ويطوّرون حلولًا إبداعيّة. المراجع https://haymarketca.com/how-to-nurture-your-childrens-curiosity/