منهجيات
من أجل مجلة تربوية عربية إلكترونية تفاعلية
تبدأ اﻟﻘﺼﺺ دوﻣًﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﺼﻒ، ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﻣﻦ ﺑﻘﻌﺔ ﻫﻨﺎ وﻣﻜﺎن ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﺳﺘﺪﻋﺘﻨﺎ ﻫﻮاﺟﺴﻨﺎ أو اﺳﺘﺪﻋﻴﻨﺎﻫﺎ، لا فرق، ﺣﻴﺚ ﻫﻲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻘﻞ اﻟﻔﻜﺮ وﺗﻄﻮره، وﺗﻠﻮن اﻟﺬاﻛﺮة ﺑﻤﺨﺮﺟﺎت اﻟﺤﻴﺎة. لقد ﺗﺤﻮل هذا اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء إﻟﻰ ﺣﻮارات ﺿﻴﻘﺔ ﺛﻢ اﺗﺴﻌﺖ؛ ﺣﻮارات ذات ﺑﻌﺪ إﻧﺴﺎﻧﻲ وﻓﻜﺮي ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ وأدواته اﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻴﺔ. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺤﻮاري اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ إﻻ ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻮق إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات وﻣﻌﺮﻓﺔ الآخر واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﻋﺎﺑﺮة ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺎت واﻷزﻣﺎن. ﺣﻴﺚ اﻟﻔﻜﺮة ﻫﻲ ﺳﻴﺪة اﻟﻤﻮﻗﻒ واﻟﺘﺄﻣﻞ بالضرورة ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ وﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ إﻻ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎت اﻟﻔﻌﻞ.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪأت ﻗﺼﺔ "ﻣﻨﻬﺠﻴﺎت"، فقبل أن ﺗﻜﻮن اسمًا ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة؛ ﻓﻜﺮة ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻟﻔﻜﺮ واﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻨﺎ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺮﺑﻮي اﻟﻤﺪرﺳﻲ، ﻣﺤﻤﻞ ﺑﺸﺬرات ﻣﻦ اﻷﻣﻞ واﻟﺤﺐ واﻟﺜﻘﺔ. إﻧﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺮوﻧﻬﺎ اﻷن ﺑﺄم اﻟﻌﻴﻦ، ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻀﺎد ﺗﺮاﻓﻖ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻫﻢ ﻳﻄﻮرون وﻋﻴﻬﻢ اﻟﻨﻘﺪي ﺗﺠﺎه اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ وﺗﺠﺎه اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻜﺮي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ اﻟﺬي ﻫﻮ اﻧﻌﻜﺎس ﻟﻪ أﻳﻀﺎ. ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﻜﺮة ﻃﻤﻮﺣﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺣﺘﻤﺎ ﻫﻮ أن ﻳﻘﻮم اﻟﻤﻌﻠﻢ وأن ﺗﻘﻮم اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻲ.
اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺪأت ﻫﻨﺎك وهي ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻫﻨﺎ، ﻷن اﻟﺤﻮار ﻳﻨﻔﺘﺢ اﻵن مشرعًا يديه اﻻﺛﻨﺘﻴﻦ.
طبيعة المنصة
"منهجيات" مجلة تربوية إلكترونية دورية ذات طبيعة تفاعلية، حيوية، متجددة، مواكِبة.
الرؤيا
"منهجيات" هي مبادرة تقوم على إتاحة منصة تربوية تتفاعل فيها الأفكار والمعارف والممارسات والتجارب والمبادرات التربوية الخلاقة، وتسهم في الارتقاء بالتعليم في العالم العربي من خلال حوار نقدي يشجع على التساؤل والخيال والتجريب والابتكار والإبداع.
الرسالة
تعمل "منهجيات" على استقطاب المساهمات التربوية النوعية في مجال التعليم المدرسي وانشغالاته من الطفولة المبكرة إلى الصف الثاني عشر، وهي موجهة لكل العاملين في القطاع التربوي في السياق المجتمعي. تعمل المجلة على نشر المساهمات العربية والعالمية المثرية والملهمة دوريّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعددة، وتتابع المستجدات في الحقل، وتشجع الحوار الذي يثري التجربة التربوية في العالم العربي، ويجعل منها مصدرًا إنسانيّا ومعرفيّا قيّمًا للأفراد والمؤسسات.
السياق العام
في عالم حاد التغير شديد التسارع، يعبر العالم العربي القرنَ الحادي والعشرين بكثير من الاضطراب؛ حروب وثورات، بناء ودمار، نهوض ونكوص. في عالم هذا واقعه، ما زال سؤال الحرية هو الهاجس الأكبر، وما زالت المبادرات الإبداعية فيه وفي مختلف مناحيه الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتربوية حبيسة مواقعها الجغرافية الضيقة، ولم تتحول بعد إلى مبادرات لها قوة التأثير الواسع والتغيير الشامل، ولا يتأتى لها أن تغدو مبادرات ملهمة، حيث لا منهجيات ولا آليات كافية تمنحها القوة؛ كي تكون في موقع الحوار الذي يشكل رافعة للانتقال بمجتمعاتنا العربية إلى واقع أفضل وأرحب، تتوفر فيه للإنسان العربي الحرية وسبل العيش الكريم، ومساحة للإبداع والتقدم في كل مناحي الحياة.
الدافع
يلعب التعليم، افتراضا، دورًا جوهريّا في نهضة الأمم، بيد أنه، وبمستويات متفاوتة، لم يلعب هذا الدور في حياتنا العربية، ولم يحظ بأولوية، لذا، فإنه يبدو انعكاسًا للبنى الاجتماعية القائمة، رغم ما لدينا من إمكانات ومبادرات وتجارب يمكن لها أن تشكل دافعًا حقيقيّا للانتقال بالتعليم إلى مستويات جديدة، والمساهمة في بناء مجتمعات عربية حرة ومبدعة. وإن كنا ندرك أن التغيير الحقيقي لا يتحقق إلا عبر تضافر الجهود في كل مناحي الحياة ومجالاتها.
ولأن التعليم المدرسي أحد أبرز فضاءات التعلم في العصر الحديث، فإن هذه المنصة ستركز على التعليم المدرسي في الطفولة المبكرة مرروا بالمرحلة الأساسية وانتهاء بالمرحلة الثانوية، بمختلف أشكالها وأنماطها وتنويعاتها. وقد تباينت الآراء بخصوصها تباينا جذريّا؛ فهناك من اعتبرها مؤسسة لتدجين المتعلمين ضمن النظام السياسي القائم، وهناك من أسبغ عليها صفة القداسة، وقد تراوحت سائر الآراء بخصوص دورها وفاعليته في ما بين هذين الرأيين. ولكنّ المؤكد أنّ المدرسة، كمؤسسة مجتمعية، أصبحت واقعًا راسخا مثلها مثل المؤسسة المجتمعية التقليدية، وكوّنت منظومتها في السياق الاجتماعي التاريخي، ولم يعد سؤال وجودها من عدمه هو السؤال الراهن، بل بات سؤال طبيعتها ووظيفتها ومنهجياتها هو الأساس.
ولعل الظرف التاريخي الراهن على امتداد العالم العربي، يتطلب، أكثر من أي وقت مضى، توجيه طاقاته وإمكاناته من أجل مجتمعات حرة ومبدعة، تتيح الفرص والموارد والإمكانات، ورغم توافرها، فإنّها مبعثرة لا تنتظم في سياقاتها لتحولها إلى قوة معرفية دافعة، ولعل مبادرة المنصة هذه، تهيّئ مساحة للتعبير عن هذه الطاقات والإمكانات، وتخلق فضاء حواريّا ملهمًا يسهم في ترك أثر ذي مغزى في ضوء التحولات المرجوّة.
هوية المجلة
اللغة العربية هي لغة المجلة باعتبارها وسيلة للتواصل، وفي الوقت نفسه، تسهم في نسج الهوية العربية المعاصرة، وتتطلع إلى تقديم محتوى تربوي فكري أصيل وحداثي، مواكب للعصر وتحولاته المعرفية وأدواته التقنية، متّسم بالتجاوز والابتكار والإبداع، متفاعل مع الثقافات الإنسانية، قائم على تضافر الممارسة والفكرة، بالتركيز على التفكير النقدي، والتعبير الحر، والبحث والابتكار والأصالة والجدية والشغف.
تطلعات
تتطلع "المجلة" إلى المساهمة في الارتقاء بالتعليم في العالم العربي، من خلال مشاركة التربويين في تطوير أنفسهم ومكانتهم ودورهم في سياق تطوير تربوي شامل، باعتبارها مساحةً للنمو الذاتي والتطور المهني وموردًا للمواد والأدوات والمعارف والتجارب، ومنصّةً للتفاعل المعرفي باعتبارها فضاء لـ :
- التلاقي الإنساني المتعدد الثقافات والخلفيات والمجالات
- التحاور بين وجهات نظر ومقاربات معرفية مختلفة المنطلقات والتطلعات
- تبادل الممارسات والتجارب والأفكار والخبرات والنماذج للمبادرات النوعية
- الاستلهام المبدع لكل ما يمكن له أن يؤسس لتجربة تربوية جديدة
الغايات
- خلق مساحة لحوار تربوي ثقافي اجتماعي على مستوى العالم العربي.
- تقديم التجارب التربوية الريادية والمبادرات النوعية العالمية.
- عرض المنجز التربوي الإنساني من خلال الترجمات وتلخيص المؤتمرات والأيام الدراسية.
- تطوير تجربة التربويين في التعبير عن مبادراتهم كالكتابة والصورة والفيلم والصوت وما إليها.
- مواكبة المستجدات في الحقل التربوي.
- الربط بين المكون الحضاري التاريخي العربي والمعاصر وترابطاته الكونية، وتسليط الضوء عليها.
- بناء شبكة علاقات تسمح بالشروع في مبادرات جماعية من قبل مجموعات مختلفة.
- تطوير الحوار بين الواقع المختلف للتعليم ومناهج التدريس وأساليبه ومخرجاته في الدول العربية.
المجال
- التربية والتعليم المدرسي في مختلف مراحله وحقوله ومجالاته.
- التربية والتعليم في السياق الجامعي الرافد للسياق المدرسي، وبخاصة كليات التربية وكليات إعداد المعلمين.
- الحقول المعرفية بعلائقيتها بالتعليم المعرفي، المهاراتي، القيمي، والتقني في تناغمها وترابطها.
التوجهات
- التربية فعل ثقافي اجتماعي تاريخي اقتصادي بامتياز.
- المدرسة مؤسسة مجتمعية/ اجتماعية ينبغي رؤية التفاعل فيما بينها وبين مجتمعها.
- العلوم، الفنون، والتكنولوجيا، هي مكونات تكاملية في التعليم المدرسي.
- الحوار النقدي والاستقصاء المعرفي أساسان جوهريّان في التعلم.
- المواكبة المعرفية والتطبيقية للمنتج المعرفي التربوي العالمي وممارساته الواقعية.
- الإتاحة لأصوات مختلفة ومتعددة تسمح بتوسيع أثرها ومداها.
- البحث والتأمل في الممارسة، أساسان في قراءتها ونقدها وارتقائها.
- النشر فيها، وبخاصة الكتابة، يتطلب منهجيات ذات منحى رؤيوي مترابط ومتسلسل، يفضي إلى استخلاصات، ولا يقتضي بالضرورة منهجيات البحث العلمي الأكاديمية الصارمة، والمجلة تشجع المواد ذات الطبيعة العلمية، التأملية، التحليلية، الاستقصائية، القصصية، وأيّا من أشكال التعبير والصيغ الأخرى.
الجمهور
تتوجه إلى كل المشاركين في العملية التربوية المدرسية، سواء كانوا من داخل المنظومة التربوية؛ كالمعلمين، الطلاب، المديرين، المشرفين، الموجهين، راسمي السياسات ومنفذيها، أم من خارجها؛ كأساتذة كليات التربية، المنابر الإعلامية عامّة، والتربوية خاصّة، الأهالي، الكتّاب، الفنانين، العلماء، وغيرهم.
الأدوات والوسائط
النصوص، الصور، الصوت، الفيديو، ثلاثيات الأبعاد، وغيرها، هي أشكال الخطاب وأدواته التي نتغياها. وبتوظيف الوسائط التقنية الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة، بما فيها وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، يمكن للمنصة أن تكون تلك المساحة التي تستوعب هذه الوسائط المختلفة من ناحية، كما أنه يمكن لها أن تكون حيزًا لتجاور الوسائط المختلفة التي ينتج عبرها التربويون خطابهم التربوي، حيث إنّ المستقبل يشير بصورة جلية إلى أنّ كلّا منّا قادرٌ على أن يكون منتجًا وناشرًا وموزعًا للمعرفة، وهنا تلعب التربية الإعلامية دورًا جوهريّا في الحوار.