ندوة: الذكاء الاصطناعيّ
ندوة: الذكاء الاصطناعيّ

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر أيلول/ سبتمبر 2024، بعنوان "الذكاء الاصطناعيّ". وركّزت على محاور مختلفة، هي:

  1.  المعلّم والذكاء الاصطناعيّ: تجارب في استخدام البرامج والمنصّات المختلفة.
  2. المتعلّم والاستفادة من الذكاء الاصطناعيّ: تجارب واستخدامات متعدّدة.
  3. أخلاقيّات استعمال الذكاء الاصطناعيّ، ودور التعليم بترسيخها.

 

استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هُمّ: أ. رانيا حمّودة، مديرة قسم تكنولوجيا التعليم في مدرسة الأهليّة والمطران، الأردن؛ أ. خالد المصري، معلّم مادّة العلوم، لبنان؛ د. نضال قرعان، منسّق برنامج الدبلوم في مدرسة الفريندز، فلسطين؛ د. فرزدق ناهض، مؤلّف مناهج الحاسوب في وزارة التربية، العراق.

أدارت الندوة أ. دلال حمّودة، مديرة المرحلة الثانويّة في الأكاديميّة العربيّة الدوليّة، قطر، والتي عرّفت بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثرية والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعت جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.

ووجّهت أ. دلال رسالة أنّ قلوبنا جميعًا مع أهلنا وشعوبنا العربيّة، والتي تعاني ظروفًا عصيبة، وأشارت إلى أنّنا نبدأ من نقطة الأمل، ونلتقي في هذه الندوة، للحديث عن مُستقبل تعليم أطفالنا، ليخرج منهم قادة وروّاد يغيّرون واقع البلاد بصوتهم وفعلهم.

ملاحظة: في نهاية التقرير تجدون مجموعة مصادر لأدوات الذكاء الاصطناعيّ للمعلّمين.

 

المحور الأوّل: المعلّم والذكاء الاصطناعيّ: تجارب في استخدام البرامج والمنصّات المختلفة

افتتحت أ. رانيا هذا المحور بمشاركتها تجربة في مدرسة الأهليّة والمطران، حيث البحث عن أدوات تكنولوجيّة جديدة مهمّة مستمرّة في المدرسة، ذلك من أجل دعم المعلّم. وقبل سنتين، تعرّفت إلى أدوات الذكاء الاصطناعيّ التوليديّة، مثل ChatGPT، وأصابتني حالة ذهول عندما اطّلعت عليها، إذ كان من الواضح أنّها ستكون أدوات استثنائيّة، تنقل عالم التعليم إلى مكانٍ آخر. من هُنا، فكّرت بضرورة تقديم هذه الأدوات للمعلّمين، وبدأنا بتدريبات مع المعلّمين حول هذه الأدوات، وكيفيّة توظيفها في الحصص التعليميّة، وما هي إيجابيّاتها وسلبيّاتها، وكيف سيساعدون الطلبة على فهمها واستخدامها بطريقةٍ مُناسبة.

وأشارت أ. رانيا إلى أنّ هذه الأدوات موجودة، وهي ليست موجة عابرة، بل تتطوّر يومًا بعد يوم، وبالتالي، هي جزء من الواقع، ومن واجبنا تِجاه طلبتنا تقبُّل هذا الواقع، وفهم هذه الأدوات وعلاقتها المركّبة مع الواقع، خصوصًا أنّ وصول الطلبة إليها مفتوح ومتاح. من هُنا، علينا التوقّف عن مقاومة هذه الأدوات، بل فهمها واستخدامها وتوظيفها. وتحدّثت عن دور الإدارة في خضمّ هذه العمليّة، لأنّ دورها محوريّ في دعم المعلّمين لفهم هذه الأدوات واستخدامها. وعرّجت على دور المعلّم في استكشاف هذه الأدوات وعدم انتظار الدورات التدريبيّة، خصوصًا أنّ نوعيّة الدورات تختلف بسرعة استجابةً لتطوّر هذه الأدوات. وذكرت أنّه من المهمّ حوار المعلّمين، من مدارس مختلفة، من أجل التفكير في سياسات لضبط إطار استخدام هذه الأدوات، وتوجيه الطلبة إلى استخدامها. هذه السياسات تُطوّر بالشراكة مع مجتمع المدرسة، ويُشارك الجميع، بما في ذلك الطلبة، في وضعها ونقاشها. وشاركت أ. رانيا أنّه من المهمّ فهم الظرف الملائم لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ وتوظيفه، وعدم استخدامها بشكلٍ اعتباطيّ، فهذا يضيّع المعنى ويشتّت القصد.

 

شاركت أ. دلال تجربة حول ضرورة نظر المعلّم إلى هذه الأدوات كشريكٍ في التفكير، وأيضًا في طريقة التخطيط، حيث سنجد أنّ الموضوع سهل، ولكنّ هذا يقوم على مجموعة مهارات على المعلّم أن يطوّرها باستمرار، على غرار مهارة طرح السؤال، أو استخدام الذكاء الاصطناعيّ من أجل بعض الترجمات البسيطة. وأشارت إلى أهمّيّة إضافة عناصر التسلية في خضمّ التدريبات على هذه الأدوات، ذهابًا إلى تطوير مهاراتنا، وصقل مهارات جديدة، مثل التفكير الناقد، والتفكير الإبداعيّ.

أشار د. قرعان إلى أنّ التجربة شبيهة إلى حدٍّ كبير بين مدرسة الفريندز والأهليّة والمطران، ولكنّه أشار إلى تحدٍّ ظهر عند مراجعة سياسة "النزاهة الأكاديميّة"، والتي عكست رفضًا قطعيًّا لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ في أيّ شكل من الأشكال. ومع مرور الوقت، كانت هناك تجارب فرديّة من معلّمين وطلبة، أبرزت ضرورة توظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ في عمليّة التعليم. هُنا، بدأنا حوارات بين المعلّمين من أجل استخدام هذه الأداة للمُساعدة في التعليم القائم على المفاهيم، وعصف الذهن مع هذه الأدوات من أجل تعليم تكامليّ بين الموادّ. مثال آخر هو طرح الأسئلة، والتي يقوم عليها تطبيق ChatGPT، فيجيب، وبالتالي يقوم المعلّم بتأمّل هذه الإجابة ومراجعتها. مثال آخر، يُمكننا توظيف هذه الأدوات للمساعدة في بناء أوراق عمل، تدعم التمايز بين الطلبة. وركّز د. قرعان على نقطة أنّ هذه الأدوات أقحمت نفسها وسيلةً في عمليّة التعليم، وما زلنا، بسبب قلّة المراجع عن الموضوع، نصوغ ونعدّل بالسياسة، وما اتّفقنا عليه؛ مثلًا، أن يوثّق أيّ نصّ مُستخدم من ChatGPT. وأضاف نقطة هي ضرورة وضوح التعليمات من قِبل المعلّمين، حول متى يكون استعمال هذه الأدوات فعّالًا، وتحديدًا داخل الوحدات التعليميّة، فهي أداة لا شكّ تخدم المعلّم والطالب.

 

المحور الثاني: المتعلّم والاستفادة من الذكاء الاصطناعيّ: تجارب واستخدامات متعدّدة

قدّم د. ناهض وجهةَ نظر حول تأثير أدوات الذكاء الاصطناعيّ على محوري العمليّة التعليميّة: المعلّم والطالب. وأشار إلى وجود تأخّر في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، من كونه سيصبح في القريب، أداةً أساسيّة ومهارة ضروريّة. وتحدّث عن أهمّيّة التفريق بين حاجة توظيف الذكاء الاصطناعيّ في المراحل الأساسيّة عن المراحل الثانويّة؛ إذ في المراحل الأساسيّة، يحتاج الطلبة إلى تثبيت مهارات أساسيّة، كالكتابة والخطّ إلخ... بينما في المراحل الثانويّة، يُمكن أن يبدأ الطلبة العمل على إنتاج البحوث، لتأسيس بُنية أساسيّة ينطلقون منها إلى العمليّة البحثيّة. وأشار د. ناهض إلى ضرورة الانتباه والنقد لنتائج النصوص التوليديّة من محرّكات الذكاء الاصطناعيّ، ومراجعتها وتحريرها وتعديلها، لتُتناسب والغرض البحثيّ منها، لا الاكتفاء بالاعتماد عليها استسهالًا وكسلًا. وعرّج على ضرورة مراعاة دعم الطلّاب في وضع بُنى البحوث بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعيّ، ومراعاة الفروق الفرديّة، وخصوصًا الطلبة من ذوي الهمم، فمن المُمكن أن تشكّل هذه الأدوات ساندًا ومُساعدًا لتحقيق تعليمٍ نشطٍ دامج. وفي الموادّ العلميّة، كالكيمياء والفيزياء، من المُمكن أن تفتح منصّات الذكاء الاصطناعيّ أمام الطلبة، مُختبرات لاختبار تجارب عمليّة مُعيّنة، ومراقبة وملاحظة النتائج.

هُنا داخلت أ. دلال حول أهمّيّة هذه الأدوات والمنصّات في إمكانيّة الوصول إلى جميع الطلبة، مهما كانت احتياجاتهم، ومنها القلم الإلكترونيّ الذي يقرأ للطالب، ومنها بعض المنصّات التي تُساعد الطلبة الذين يواجهون تحدّيات معيّنة، وهي استخدامات ضروريّة بهذا المعنى لتسهيل عمليّة التعليم، سواء داخل المدارس أم خارجها.

وانضمّ أ. المصري متأخّرًا نتيجة مشاكل تقنيّة، فطرحَ سؤالًا افتتاحيًّا هو: ما خطّتي في الغرفة الصفّيّة؟ وما الأدوات التي أستخدمها لتحويل المنهاج التعليميّ التقليديّ إلى تعليم حديث يتضمّن تقنيّات حديثة، تقوم على مبادرة المعلّم من أجل تعريض الطلبة لتجارب بغرض اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين. وأشار أ. المصري إلى أنّ مشوار توظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ طويل، وعليه أن يكون تمهيديًّا. على سبيل المثال، قمنا بتوظيف المختبرات الافتراضيّة في التعليم، وفحصنا عبر أسئلة ونماذج استفادة الطلبة من هذه الأداة، وكانت استفادة إيجابيّة. وتحدّث عن فكرة مشروع المختبرات الافتراضيّة بدلًا من النصّ، كون المشروع يدفع الطلبة إلى تقمّص عالم ما مثلًا، وتشجيعهم بمجموعة أسئلة للمُضيّ بتجربة تعلّميّة مُمتعة، تنمّي مهارات التفكير الإبداعيّ لديه، بطريقةٍ تدريجيّة. وأضاف أ. المصري نقطة مُهمّة هُنا، هي أنّ الذكاء الاصطناعيّ موجود، وبالتالي حتّى إن كانت هنالك مدرسة ما لا تريد توظيفه، عليها تمكين الطلبة من مهارات القرن الحادي والعشرين، لضمان تمكين الطالب من مهارات تجعله قادرًا على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، انطلاقًا من فكرة أنّ التقييم اليوم هو ما كسب الطالب من مهارات في المدرسة، يُمكنهُ استخدامها وتوظيفها في الحياة.

وقدّم أ. المصري مداخلةً حول أخلاقيّة التعليم، فهو مهمّة سامية، علينا أن نقاوم كي تكون مُتاحة للجميع، وبهذا نكون نقاوم ظواهر مختلفة، مثل التسرّب المدرسيّ. كما أكمل حديثه حول اليوم العاديّ في الصفّ المدرسيّ، وكيفيّة الاستفادة من مواقف عادةً ما تُسبّب أجواء مشحونة بين الطلبة والمعلّم، وتوظيف هذه المواقف، من أجل فهم ظواهر علميّة، أو تركيبات كيميائيّة، ربطًا بين العلوم من أجل تمكين الطالب من مهارات مختلفة.

 

المحور الثالث: أخلاقيّات استعمال الذكاء الاصطناعيّ ودور التعليم في ترسيخها

تحدّثت أ. رانيا حول الاستسهال الذي يجده بعض الطلبة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، بل وهناك محاولات غشّ كذلك. وهناك طلبة آخرون يوظّفون هذه الأدوات بطريقة منهجيّة تعزّز تعلّمهم. في النهاية، المشكلة ليست مُشكلة أداة، هي مشكلة سلوك، كون الغشّ كان موجودًا قبل الأداة. بالتالي، علينا التفكير كمعلّمين ومعلّمات بكيفيّة توظيف هذه الأدوات، وتغيير عمليّة التقييم، ونشر ثقافة مهارات التفكير والبحث. إذًا هي حاجة إلى نشر ثقافة البحث والسؤال والتحقّق في الغرفة الصفّيّة، لأنّ الأدوات ستتوالد باستمرار، وفي نظرةٍ إلى الماضي القريب، ننظر إلى الحاسوب والإنترنت والآلة الحاسبة، كأدوات تخوّف منها النّاس، بينما أنقذت الطلبة في ظروف معيّنة، مثل جائحة كورونا.

داخل هُنا د. قرعان حول أهمّيّة تمكين المعلّم من هذه الأدوات، ليكون مواكِبًا للطالب في مسيرة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ. وأكّد على نقطة هي ضرورة استخدام عمليّة التوثيق الأكاديميّ لأيّ نصّ أو فكرة يولّدها الطالب من ChatGPT على سبيل المثال. وتحدّث على غياب السياسات، كسبب للغشّ غير المقصود من قِبل الطلبة، كونه غير واعٍ لحدود استخدامها وتوظيفها. ودعا إلى الانفتاح على هذه الأدوات وغيرها، لأنّها تتطوّر بطريقةٍ مُستمرّة.

 

هل استخدام هذه الأدوات مُمكنٌ مع الطلبة في السنوات الابتدائيّة؟

عقّب د. ناهض أنّ هذا مُمكن، ولكن ضمن حدود ومعايير. وأشار إلى أنّه لا يُمكن استثناء أيّ أحد من هذا الواقع، ولكنّ المعايير عليها أن تُصاغ بناءً على إمكانيّات المتعلّمين، وشروط المرحلة العمريّة المُناسبة. في هذا السياق، التعامل مع المراحل الابتدائيّة وعلاقتها بهذه الأدوات عليه أن يكون حذرًا، لنضمن الابتعاد عن الأخطار التي تؤثّر في صحّتهم أوّلًا، والحاجة إلى تعزيز مهارات الكتابة والقراءة ثانيًّا، ذلك كونها مهارات أساسيّة للتفكير من حيث البدء. أو اللجوء إلى التعليم الذي يمزج بين التعليم وهذه الأدوات، في حين يكون المعلّم مُيسّرًا لهذه العمليّة مع الطلبة.

وأضافت هُنا أ. دلال أنّه من الضروريّ أن يمتلك مهارات أساسيّة، أساسًا لاستخدام هذه الأدوات. وفي حال كان الطالب غير مُتمكّن من مهارات معيّنة، على سبيل المثال التفكير الناقد والتحليل، سيُقاد إلى تصديق "هلوسات" هذه الأدوات، وبالتالي، سيقدّم عملًا غير مفيد، ولا يقوده إلى تحسين مهاراته المُختلفة. بينما إن استخدمها الطالب المُتمكّن من مهارات أساسيّة، سيكون هو المحور وهو المُتحكّم بالأداة، والذي يقودها نحو خدمة مسيرة تعلّمه.

 

بعض أسئلة الجمهور

- الإشكاليّة المطروحة لدى المعلّمين تكمن في المحتوى التعليميّ ونقص المحتوى الرقميّ ضمنها، أو وجود محتوى رقميّ أُعدّ بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعيّ، كيف من المُمكن أن يعرف المعلّم المحتوى المُناسب للاستخدام؟

قالت أ. رانيا إنّه ليس هناك من طريقةٍ واضحةٍ لذلك، بل يعتمد الأمر على خبرة المعلّمين ومعرفته بالأدوات الموجودة، وبالتالي، ستكون هذه مهمّة صعبة على معلّم غير متمكّن، وسهلة على معلّم متمكّن يُمكنه ربطها بوحدة أو موضوع معيّن. من هُنا، ومن كون العالم متغيّر بشكلٍ سريع، على المعلّم أن يكون مواكبًا لكلّ هذه التغيّرات والتحديثات التي تطرأ.

 

- كيف يُمكن للمعلّم بناء محتوى باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، لتسهيل حصول الطلبة على المعلومات، من دون الخروج عن المنهاج؟

أجاب أ. المصري، مُجدّدًا أنّه من الضروريّ تحديد الهدف في البداية، هذا الهدف سيُسهّل تحديد الأداة المُناسبة. وتدريجيًّا، قد تُتاح هذه الأدوات مجّانًا، ولكنّ المهم، أن أعرف أيّ جانب سأنمّي للطالب، كتابيًّا أو صوريًّا أو صوتيًّا، ولكنّني أقترح تطبيق "CoPilot" لأنّه مهمّ ومفيد جدًّا.

وأمّا د. ناهض، فأشار إلى أنّه على المحتوى مراعاة الفئات العُمريّة، وهُنا علينا تعزيز هذا المحتوى أحيانًا بألعاب إلكترونيّة تُساعد على جذب انتباه الطلبة، ودمجهم في عمليّة التعليم، وتعزيز المحتوى بأدوات الذكاء الاصطناعيّ، من أجل أن يكون الطالب مرتاحًا. ومن المهمّ مراعاة مسألة الملل؛ جلوس الطلّاب لساعات أمام التطبيقات، وخلق أدوات تعزّز اندماج الطلّاب مع المحتوى واستخدامها.

 

- هل بأدوات الذكاء الاصطناعيّ يُمكننا الاستغناء عن المعلّم؟ أم إنّها طريقة لتطوير التعليم، وكيف يُمكن تطوير التعليم من أجل التركيز على التعلّم مدى الحياة.

أجابت أ. دلال أنّ الهدف ليس الاستغناء عن المعلّم، بل على العكس، تمكين المعلّم من أجل التركيز على الإبداع البشريّ. فمهما تطوّر الذكاء الاصطناعيّ سيبقى يستلهم من المعرفة الموجودة، والتي راكمها الإنسان. بالتالي، الهدف هو البدء من النقطة التي يقف عندها الذكاء الاصطناعيّ من أجل تنمية التفكير خارج الحدود الموجودة حاليًّا.

 

- هل بالضرورة أن يكون المعلّم محترفًا لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ؟

داخلت أ. رانيا بأنّه ليس بالضرورة أن يكون المعلّم محترفًا لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعيّ. المطلوب من المعلّم فهم هذه الأدوات، وفهم آليّة تشغيلها، ومن أين تولّد المعلومات، والتي ليسَ بالضرورة أن تكون صحيحة، وأن تكون محايدة، بالتالي لفهم من أين سيبدأ بالعمل مع الطلبة.

 

- هل نُركّز على تعليم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ، أم تعليم الذكاء الاصطناعيّ؟

تحدّث أ. المصري عن أهمّيّة فهم التغيير، ومواكبته من أجل البقاء على اطّلاع على ما يحدث.

وأضافت أ. رانيا أنّه من المهمّ استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، ولكنّ لا شكّ أنّه من الأهمّ تعليم الطلبة كيفيّة ابتكار أدوات الذكاء الاصطناعيّ وآليّاته، وتكوين تطبيقات مختلفة. علينا التركيز إذًا، على الجهتين، التعليم من خلال هذه الأدوات، والتعليم عن هذه الأدوات.

 

- هنالك بعض الدول، مثل السويد، ارتأت أن تعود إلى الأدوات التقليديّة للتعليم، فهل هذا معناه أنّ السلبيّات أكثر من توظيف الأدوات الحديثة؟

تحدّث د. قرعان أنّه مع دمج الأدوات، وعدم الاستغناء عن واحدة لصالح الأُخرى، وأشار إلى ضرورة الانتباه إلى أنّه حتّى التحوّل في الأدوات، عليه ألّا أن يكون دفعة واحدة.

وأضافت أ. دلال أنّه من أهداف عمليّة التعليم، تخريج جيل قادر على مواكبة العصر، وأن يرتقي بنفسه وبمجتمعه من خلال استخدام الأدوات التكنولوجيّة الموجودة، بالتالي، علينا إيجاد مرحلة التوازن الضروريّة للاستفادة من جميع الأدوات، وتوظيفها في مسيرة تعلّمهم.

 

في الخِتام، ما توصياتكم بالنسبة إلى العمل مع الذكاء الاصطناعيّ؟

تحدّثت أ. رانيا أنّ الذكاء الاصطناعيّ هو آليّ يقوم ببعض المهام بطريقة فعّالة ومفيدة، وعلى المعلّم أن يركّز على الجانب الإنسانيّ العاطفيّ للتعلّم، وهذا ما لن يستطيع الذكاء الاصطناعيّ الوصول إلى تقديمه. ودعت إلى استغلال وجود الذكاء الاصطناعيّ لتطوير قدراتنا البشريّة التي لن تستطيع الآلة القيام بها.

وداخل د. قرعان أنّ التكنولوجيا لن تكون بديلًا عن المعلّم إطلاقًا. ولذا، على المعلّم التعامل معها بانفتاح وتقبّل، فهي فُرصة لبناء حوارات مع الطلّاب والاستمتاع بتيسير الحصص الصفّيّة، ومواكبة ما هو جديد.

وأمّا د. ناهض، فتحدّث عن توصية للمعلّمين: من الضروريّ البحث عن أدوات ذكاء اصطناعيّ تقوم بتحليل لبيانات أداء المتعلّمين وتفضيلاتهم، كونها ستعزّز خطط المعلّمين بإنشاء دروس وتقويمات تُراعي وتُحاكي نقاط القوّة والضعف الفريدة لدى كلّ طالب. ومن الضروريّ، أن يكون لكلّ بلد استراتيجيّة وطنيّة للتعامل مع الذكاء الاصطناعيّ، وعلينا ألّا ننسى تعزيز المهارات التربويّة قبل التعليميّة، وهي ستؤدّي دورًا أساسًا في هذا السياق.

واختتمت أ. دلال بشكرها للمتحدّثات والمتحدّثين والجمهور، وخصوصًا أ. المصري الذي ينضمّ في سياق عصيب. وذكرت أنّها كانت ندوة أثرتها مداخلات الجمهور، وقدّمت توصيتها بأهمّيّة تمكين المعلّم، ورفع الوعي من أجل إعداد متعلّم واعٍ بما هو الذكاء الاصطناعيّ، بكلّ مركّباته، وعناصره، وآليّة عمله، وطرق الاستفادة منه، وسياسات التعامل معه أداةً ستساعدنا على استخدامهِ بالشكل الأمثل.  

 

فيما يلي: مجموعة مصادر لأدوات الذكاء الاصطناعيّ للمعلّمين حضّرتها الأستاذة رانيا حمّودة، وشاركتها مع حضور الندوة:

 

  • Language Tools

1. Grammarly: Grammarly – A tool for checking grammar, punctuation, and clarity to enhance writing quality. يعمل بشكل جيد في تصحيح القواعد اللغوية والكتابة

2. Quillbot: Quillbot – Offers grammar correction, paraphrasing, and summarizing tools to streamline writing tasks. أداة لإعادة الصياغة والتلخيص

3. Google Translate: Google Translate – A free service for translating text between numerous languages. للترجمة وتحليل النصوص

 

  • Math Tools

1. Photomath: Photomath – Use your camera to solve math problems step-by-step with explanations. يتيح للطلاب حل المسائل الرياضية عن طريق تصويرها بالكاميرا

2. Microsoft Math Solver: Microsoft Math Solver – Provides solutions for a variety of mathematical problems, including algebra and calculus. يوفر حلولاً تفصيلية للمعادلات الرياضية

3. Wolfram Alpha: Wolfram Alpha – A powerful computational engine for solving equations and providing detailed explanations. أداة قوية لحل المعادلات وتقديم تفسيرات رياضية

 

  • Science Tools 

1. Labster: Labster – Simulated lab experiments for chemistry, biology, and physics. يتيح

2. PhET Interactive Simulations: PhET – Interactive science simulations for physics, chemistry, and more. محاكاة تفاعلية للعلوم، الفيزياء، الكيمياء، والرياضيات

3. Google Science Journal: Google Science Journal – Helps in collecting and analyzing scientific data. يساعد في تسجيل وتحليل البيانات العلمية

 

  • History Tools

1. Timetoast: Timetoast – Create interactive timelines to visualize historical events. لإنشاء جداول زمنية تفاعلية للأحداث التاريخية

2. Historypin: Historypin – Allows users to explore and share historical images and stories about locations. يتيح للطلاب مشاركة واستكشاف تاريخ الأماكن عبر الصور

3. MindMeister: MindMeister – A tool for creating mind maps to analyze historical events. يساعد في إنشاء خرائط ذهنية للأحداث التاريخية وتحليلها

 

  • Art Tools

1. DeepArt: DeepArt – Uses AI to transform photos into artwork by mimicking famous art styles. يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل الصور إلى أعمال فنية باستخدام أنماط معينة

2. Canva: Canva – A design platform for creating artwork, posters, and presentations. لإنشاء تصاميم رسومية وأعمال فنية

3. Autodesk Sketchbook: Autodesk Sketchbook – A digital drawing tool for artists. تطبيق للرسم الرقمي يدعم الابتكار الفني

 

 

  • Physical Education Tools

1. HomeCourt: HomeCourt – AI-powered app to analyze sports performance, particularly in basketball. يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب في الرياضة مثل كرة السلة

2. Fitbod: Fitbod – Generates personalized workout plans based on your fitness data. يعطي توصيات بتمارين مخصصة لكل فرد بناءً على بياناته الشخصية

 

 

  • Lesson Planning & Presentations

1. Curipod: Curipod – A tool to create interactive lessons for engaging students. أداة لإنشاء دروس تفاعلية تهدف إلى إشراك الطلاب

2. Canva: Canva – A great for designing presentations and educational resources. أداة رائعة لتصميم العروض التقديمية والموارد التعليمية

3. ChatGPT: OpenAI ChatGPT – Assists with content generation, lesson planning, and brainstorming ideas. يساعد في إنشاء المحتوى، تخطيط الدروس، والعصف الذهني للأفكار

4. Copilot: Microsoft Copilot – Integrated within Microsoft 365, Copilot helps with tasks in Word, Excel, and PowerPoint. مدمج ضمن Microsoft 365، حيث يساعد Copilot في المهام المتعلقة بـ Word و Excel و PowerPoint و انشاء محتوى

5. Perplexity: Perplexity – AI-powered tool for answering questions and research.  أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة وإجراء الأبحاث

6. MagicSchool: MagicSchool – AI tools designed specifically for educators to assist with teaching tasks. أدوات ذكاء اصطناعي مصممة خصيصًا لمساعدة المعلمين في مهام التدريس.

7. Mizou: Mizou: Create AI Chatbot based on your instructions, resources, and rubrics, while protecting student data.  أداة لإنشاء روبوتات دردشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بناءً على تعليماتك، مواردك، ومعاييرك، مع الحفاظ على حماية بيانات الطلاب.

 

 

  • Resources & Research

1. https://www.researchgate.net/publication/373108877_The_Future_of_AI_in_Education_13_Things_We_Can_Do_to_Minimize_the_Damage

2. https://www.aiforeducation.io/

3. https://learn.microsoft.com/en-us/training/educator-center/topics/ai-for-education

4. https://grow.google/intl/mena/courses-and-tools/?category=career&topic=ai

5. https://www.coursera.org/specializations/generative-ai-for-educators-teachers