والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

كيف أربي طفلي الوحيد؟ أفضل طرق التعامل مع الطفل الوحيد في الأسرة

قبل وقت ليس ببعيد، كان يُنظر إلى الطفل الوحيد في الأسرة، ممّن ليس لديه إخوة أو أخوات، على أنّه طفل منعزل ومدلّل يفتقر إلى الكفاءة الاجتماعيّة. بل وكان من النادر للغاية أن نجد أسرة ليس لديها سوى طفل واحد. لكن، وفي السنوات الأخيرة، بدأت هذه الظاهرة تنتشر، وازداد عدد الأطفال الوحيدين، بل وأصبحت لهم مكانتهم في المجتمع.  بحسب مركز بيو للبحوث "Pew Research Center"، ثمّة 22% من الأطفال في عصرنا الحاليّ وحيدون من دون إخوة أو أخوات، مقارنة بـ11% في سنة 1967، وما زالت النسبة في ارتفاع في ظلّ ما يشهده العالم اليوم من تغيّرات باتت تؤثّر في بنية الأسر والمجتمعات.    ما الذي يشعر به الطفل الوحيد؟  في الواقع، قد يواجه الطفل الوحيد في الأسرة عددًا من المشكلات النفسيّة والاجتماعيّة التي تتضمّن ضعف المهارات الشخصيّة، وصعوبة الاندماج مع الأصدقاء والأقران، فضلاً عن احتمال الإصابة بالاكتئاب أو القلق المزمن. وهو ما يدعونا إلى التساؤل عن كيفيّة التعامل مع الطفل الوحيد بأسلوب تربويّ سليم يضمن نموّه نموًّا صحيحًا، جسديًا ونفسيًا وعاطفيًا.     أفضل طرق التعامل مع الطفل الوحيد في الأسرة  في الوقت الذي قد يكون فيه الطفل الوحيد في الأسرة أمرًا إيجابيًّا له العديد من المنافع، إلّا أنّه مرفق بتحدّيات وصعوبات من نوع خاصّ، تختلف عمّا تواجهه العائلات الكبيرة متعدّدة الأبناء من مشكلات. الأمر الذي يستدعي اتّباع استراتيجيّات تربويّة من نوع آخر، للتعامل مع الطفل الوحيد.  إليك في ما يلي بعضًا من هذه النصائح:  تعليم الطفل المهارات الاجتماعيّة  قد يحتاج طفلك الوحيد إلى فرص أكثر للتمرّن على المهارات الاجتماعيّة، مقارنة بطفل آخر تربّى وسط عائلة كبيرة تضمّ العديد من الإخوة. وحتّى تتمكّنّ من تعزيز مهارات طفلك الاجتماعيّة، يمكنك الاستعانة بأيّ من الطرق الآتية:  شجّع طفلك على التفاعل مع الآخرين  يلجأ الطفل الوحيد في الأسرة أحيانًا إلى اختراع أصدقاء خياليّين له، أو قد تلاحظ أنّه طوّر علاقة وطيدة مع ألعابه مثلاً. تلك هي طريقته للتعامل مع شعوره بالوحدة. ومهما منحته من وقتٍ واهتمام، يبقى بحاجة إلى شخص في مثل عمره، يمكنه أن يتواصل معه، ويشاركه مشاعره.  هذا الأمر ليس سلبيًّا بحدّ ذاته، ومن الطبيعيّ أن يكون للطفل أصدقاء وهميّون يعيش معهم مغامراته الخاصّة في عالم الخيال الخاصّ به. ولكن، يبقى من الضروريّ تعزيز علاقاته الاجتماعيّة الواقعيّة والحقيقيّة. لذلك، لا بدّ من تنظيم نشاطات اجتماعيّة أكثر مع طفلك الوحيد، ومنذ عمر السنة والنصف، بحسب الدكتور ج. لين تانر، الأستاذ المساعد في طبّ الأطفال في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.  يمكنك ترتيب مواعيد اللعب مع الأقران في منزلك، حيث يتعلّم طفلك مهارات المشاركة والانتباه من البالغين، أو في منازل الأطفال الآخرين، حيث يتعلّم اتّباع ارشادات الأقران والإنصات إليهم.  كُن قدوة يُحتذى بها  لا يحظى الطفل الوحيد في الأسرة بفرصة عيش جوّ التنافس بين الأشقّاء، والذي يعدّ ذا أهمّيّة كبرى في مساعدة الأطفال على الانسجام مع أقرانهم والمجتمع. وهكذا، قد يواجه الطفل الوحيد صعوبة في فهم المعنى وراء انتظار الدور، أو خسارة لعبة، أو الانضمام إلى المجموعة. لذا، يمكن للوالدين مساعدة طفلهما الوحيد على تطوير مهاراته الاجتماعيّة من خلال:  - أن يكونا قدوةً للطفل، ويظهرا صفات المشاركة والتضحية من أجل الآخرين والاهتمام بمشاعرهم.  - مكافأة الطفل ومدحه عندما يُبدي اهتمامه بالآخرين، وتنبيهه عندما يظهر مشاعر الأنانيّة واللامبالاة تجاه الآخر. - منح الطفل فرصًا لتعلّم المهارات وعيش التجارب التي قد يتعلّمها أو يعيشها لو كان لديه إخوة، مثل تدريبه على انتظار دوره في اللعب مع بقية أطفال العائلة، أو تقبّل الخسارة في لعبة مع أبناء عمّه… عزّز حسّ الفكاهة لدى طفلك  بحسب الدكتور كيفن ليمان، مؤلّف كتاب "The Birth Order Book: Why You Are the Way You"، غالبًا ما يكون الطفل الوحيد في الأسرة ذا تفكير منطقيّ ومنهجيّ للغاية؛ ممّا يجعله جدّيًا ويحرمه من رؤية جانب الفكاهة في العديد من الأمور من حوله. بالطبع، هذا ليس تعميمًا، وحتّى بين الأطفال الوحيدين، نجد أنّ السمات الشخصيّة تختلف بين طفل وآخر.  وفي الوقت الذي يستحيل فيه تعليم أحدٍ حسّ الفكاهة، أو كيف يكون خفيف الدمّ، يمكنك القيام ببعض الأمور التي تجعل طفلك أقلّ جدّيّة؛ كأن تكون أنت نفسك أقلّ جدّية معه في بعض المواقف التي لا تستدعي حزمًا منك. ابتسم له واضحك معه كثيرًا، وتجنّب الصرامة والجدّيّة المبالغ فيها في غير وقتها.    تعزيز الاستقلاليّة  قد تعتقد أنّ طفلك الوحيد سينمو بشكل طبيعيّ ليكون مستقلًّا بذاته، ولكن في بعض الحالات قد يحدث العكس تمامًا، نتيجة اهتمام الوالدين الزائد والمبالغ فيه. إليك بعض الاستراتيجيّات التربويّة التي تعزّز استقلاليّة طفلك الوحيد الصحّيّة: شارك طفلك المسؤوليّة يمكن أن تؤدّي تربية طفل وحيد في الأسرة إلى تعزيز علاقة وثيقة جدًّا بينه ووالديه، ليصبح الطفل معتمدًا كليًّا على والديه، للحصول على الدعم المعنويّ، والمساعدة في الواجبات المنزليّة والمدرسيّة، وحتّى في اللعب والترفيه. وهنا، تأتي أهمّيّة إعطاء طفلك بعض المسؤوليّات لتعزيز استقلاليّته. يمكنك مثلاً أن توكل إليه بعض المهمّات المنزليّة البسيطة، وتمنحه الوقت ليلعب ويتسلّى بمفرده من دون الحاجة إلى وجودك معه. قاوم رغبتك في التدخّل في المواقف التي لا تحتاج إلى تدخّلك  يميل الأطفال الوحيدون إلى أن يكونوا مهووسين بالكمال، ومجدّدًا، هذا ليس تعميمًا، ولكن هذه الصفة شائعة الانتشار بين الأطفال الوحيدين. لذا، إن كنت تعيد فعل كلّ ما يفعله طفلك، كأن تعيد ترتيب سريره بعدما يرتّبه هو، أو أن تمسح الغبار مرّة أخرى بعد أن قام هو بمسحه، فعليك توّخي الحذر، لأنّك بهذه الطريقة تعزّز لديه صفات الهوس بالكمال، وجميعنا نعرف ما قد يؤدّي إليه هذا مستقبلاً، وما قد يسبّبه لطفلك من أذى عندما يكبر.  ضع حدودًا واضحة  قد يشعر الأطفال الوحيدون الذين يقضون الكثير من الوقت مع البالغين أنّهم جزء من الكبار؛ ممّا يدفعهم إلى الاعتقاد بأنّ لديهم الحقّ في اتّخاذ قرارات متساوية والتمتّع بسلطة مماثلة للكبار. وفي الوقت الذي يمنح فيه العديد من الآباء طفلهم الوحيد فرصة للتعبير عن رأيه في بعض الأمور والقضايا العائليّة، يبقى هناك العديد من القرارات التي يجب أن يتّخذها الوالدان وحدهما، من دون أيّ تدخّل من الطفل، بل ويجب أن يضعا حدودًا واضحة حول هذه القضايا أيضًا.  بالإضافة إلى ذلك، يؤكّد الكثير من الباحثين على ضرورة أن يحظى البالغون بوقت خاصّ لهم من دون أطفال، حيث يؤدّي ذلك دورًا مهمًّا في تعزيز العلاقة الزوجيّة والحفاظ على استمراريّتها.    تحديد توقّعات الطفل الوحيد  تذكّر دائمًا، لا توجد طريقة صحيحة أو خطأ في تربية طفل ضمن عائلة، فما قد يكون صحيحًا ومناسبًا في عائلة ما، قد لا يناسب عائلتك. المهمّ هنا هو أن تعي كيفيّة تأثير الديناميكيّات الأسريّة المختلفة في نموّ طفلك وتطوّره، لأنّ هذا الوعي هو ما يساعد على توجيه طفلك الوحيد نحو الطريق الأفضل له مستقبلاً.  وهنا، يمكنك تحديد التوقعّات لطفلك بما يلي:  كن واقعيًّا قد يتمتّع الطفل الوحيد في الأسرة بتفوّق لغويّ ويحقّق إنجازات عالية في سنّ مبكرة؛ ممّا يجعل من الصعب أحيانًا معرفة ما إذا كان سلوكه متناسبًا مع عمره. بل، ويجعل من الصعب عليك، أمًّا أو أبًا، أن تحدّد متى يتعيّن عليك أن تكون حازمًا مع طفلك.  ومع بلوغ طفلك الوحيد سنّ السابعة أو الثامنة، تشعر وكأنّه رجل صغير أو سيّدة صغيرة، بل إنّ طفلك نفسه يشعر بذلك أيضًا، وقد يصف أقرانه بأنّهم غير ناضجين. لكن، عليك هنا أن تكون حذرًا وواقعيًّا… في النهاية، طفلك لا يزال طفلاً، وعليك أن تعزّز هذا الشعور لديه بدلاً من موافقته في أنّ الأطفال الآخرين غير ناضجين.  تذكّر أنّ أمام ابنك أو ابنتك فرصة واحدة فقط لعيش مرحلة الطفولة، فاحرص على أن تكون مرحلة مميّزة له.  لا تبحث عن الكمال في طفلك  بالنسبة إلى بعض الأطفال الوحيدين، يبدو أنّ المثالية جزء من طبيعتهم. فغالبًا ما يسعى الطفل الوحيد في الأسرة إلى إرضاء والديه، وبما أنّه يتعامل في الغالب مع البالغين، فقد يتبنّى معايير الكبار، كما يقول الدكتور كارل إي. بيكهاردت، مؤلّف كتاب "Keys to Parenting an Only Child". قد يدفع ذلك طفلك البالغ من العمر 10 سنوات، والذي يحبّ العزف على البيانو، إلى وضع ضغط غير مبرّر على نفسه لتعلّم جميع أعمال بيتهوفن قبل موعد النوم!  ويأتي دورك هنا في أن تكون واعيًا بذلك، وأن تشرح له أنّه ليس عليه أن يكون مثاليًّا أو أفضل عازفٍ في العالم، أو الأنجح والأمهر والأكثر تفوّقًا... لا تبحث عن الكمال في طفلك، واحذر من أن تجعله وسيلة لتحقيق أحلامك وآمالك التي لم تتمكّن من تحقيقها في طفولتك.  علّم طفلك أنّه من الرائع أن يضع أهدافًا لنفسه. لكن، أخبره أنّ الحياة لا تتمحور حول العمل والدراسة والجدّ، وأنّك لن يقلّ فخرك به إن لم يكن الأذكى والأفضل من الجميع في كلّ شيء.    تدليل الطفل الوحيد  صحيح أنّ الطفل الوحيد غالبًا ما يُنظر إليه على أنّه مدلّل جدًّا، مقارنة بالأطفال الذي يعيشون مع العديد من الأطفال. لكنّ هذا لا يعني بالضرورة أن التدليل أمرٌ سيّئ!   كونه الطفل الوحيد في الأسرة، فهو، بلا شكّ، يستحقّ الحصول على اهتمام وعناية كبيرين، وتدليل أيضًا. لكن، احرص على اتّباع النصائح الآتية لتدلّل طفلك بطريقة صحّيّة:  لا تبالغ في الهدايا  عندما يعتاد الطفل الوحيد على تلقّي الكثير من الهدايا في جميع الأوقات، فقد تترسّخ في ذهنه فكرة: "أنا أحصل على كلّ ما أريد". وهو ما قد يؤثّر سلبًا في سلوكاته ويجعل منه طفلاً مغرورًا وأنانيًّا.   لذا، تجنّب إغراق طفلك بالهدايا في كلّ الأوقات، ولا تجعل الهدايا وسيلتك في التعبير عن حبّك طفلك. علّمه أنّ ما يهمّ حقًا هو الوقت الذي تقضيه معه، وليس الهدايا المادّيّة التي تقدّمها له. وهذا ينطبق بالطبع على كلّ أفراد العائلة الممتدّة من أجداد وأعمام وأخوال… لا تعوّد طفلك على خدمته  عند تنشئة طفل وحيد، يصبح من السهل الانغماس في عادة تلبية احتياجاته كافّة على الفور. بعكس ما هي الحال في العائلات الكبيرة، حيث يتعلّم الأطفال انتظار دورهم لتتمّ تلبية احتياجاتهم.   لا بدّ لطفلك الوحيد من أن يتعلّم انتظار الدور، إذ هو ما يُكسبه نوعًا من التواضع والصبر، حتّى لا يكون شخصًا متكبّرًا عندما يكبر، ومؤمنًا بأنّ جميع احتياجاته يجب أن تُلبّى على الفور بمجرّد أن يعبّر عنها. ضع حدودًا وقوانين واضحة في منزلك لطفلك، وعوّده على الانتظار والصبر قبل أن يحصل على مطالبه.  لا تسعَ إلى تحقيق سعادة طفلك الدائمة قد تبدو هذه النصيحة غريبة وغير منطقيّة، فما الذي يريده أيّ أب أو أم غير أن يكون طفلهما سعيدًا؟! لكن، جعل طفلك مسرورًا في كلّ لحظة وكلّ حين من يومه لا يجعله بالضرورة طفلاً سعيدًا!  إن سعيت إلى إرضاء طفلك دائمًا، فأنت بذلك تربّي شخصًا بالغًا يؤمن بأنّ كلّ شيء في حياته يجب أن يسير على طريقته، ولك أن تتخيّل ما قد يسبّبه له هذا التفكير من مشكلات وعقبات ومصاعب في حياته. في نهاية المطاف، لا تسير الحياة دائمًا كما نريد لها… ولا بدّ أن نتعلّم تقبّل التغييرات، والمرونة في التعامل مع أحداث الحياة المختلفة.  امنح طفلك حياة آمنة ومستقرّة، واجعله سعيدًا بحبّك ورعايتك، ولكن ليس عليك أن تضمن كونه راضيًا ومسرورًا في كلّ دقيقة من حياته.    * * * يمكننا القول، ختامًا، إنّ الاهتمام الكامل الذي يمنحه الوالدان طفلهما الوحيد سلاح ذو حدّين، قد يكون نعمة له وسببًا في تطوّره ونجاحه، وربّما يتحوّل إلى نقمة تودي به إلى الهلاك مستقبلاً.   تبقى التربية، برغم كلّ شيء، مهمّة صعبة على الوالدين، لكنّ المهمّ منح طفلك حبًّا لا مشروطًا، والموازنة بين الحزم واللين، لضمان تنشئة طفل سويّ ومتوازن.   وفي النهاية، تبقى تربية طفل وحيد في الأسرة أمرًا مميّزًا للغاية، حيث يعتبر العديد من الوالدين أنّ علاقتهم مع طفلهم الوحيد أشبه بصداقة رائعة تدوم مدى الحياة.   المراجع https://www.parents.com/baby/development/sibling-issues/raising-an-only-child/  https://www.healthline.com/health/parenting/raising-an-only-child  https://www.choosingtherapy.com/only-child-syndrome/   

الصدمة النفسيّة عند الطفل: أعراضها وطرق تجنّبها

من الطبيعي أن تُذكر مصطلحات مثل التعلّم والمرح والاستكشاف، للتعبير عن "مرحلة الطفولة"، لكنّ الأمر قد يبدو مختلفًا بعض الشيء بالنسبة إلى العديد من الأطفال، إذ يمكن أن تشوب بعض التجارب المبكّرة أحداث صادمة، تترك ندوبًا نفسيّة دائمة، تشكّل ما يُعرف بصدمات الطفولة. تؤثّر صدمة الطفولة، الناتجة عن الإساءة، أو الإهمال، أو التنمّر، أو الخسارة، أو التعرّض للعنف، في صحّة الطفل العقليّة وسلوكه وعلاقاته، وغالبًا ما تنتقل هذه التأثيرات إلى مرحلة البلوغ.   يعدّ فهم مقدّمي الرعاية والمعلّمين ومجتمع الطفل للصدمة النفسيّة لدى الأطفال أمرًا مهمًّا، لمعرفة كيفيّة التخفيف من آثارها، وتعزيز العقول الشابّة المرنة والصحّيّة.  في هذه المقالة، سنستكشف أعراض الصدمة النفسيّة لدى الأطفال، والعوامل التي تجعلهم عرضة لها، والاستراتيجيّات الفعّالة للمساعدة في تجنّبها، أو التقليل من أثرها.      ما الصدمة النفسيّة عند الأطفال  الصدمة النفسيّة استجابة عاطفيّة لحدث أو تجربة تفوق قدرة الشخص على التأقلم أو الاستيعاب. يُشار إلى الصدمة في مرحلة الطفولة على أنّها حدث يمرّ به الطفل يثير لديه مشاعر الخوف، وعادةً ما يكون حدثًا عنيفًا أو خطيرًا، وتُسمّى أيضًا تجارب الطفولة السلبيّة، أو ACEs. لسوء الحظّ، تعدّ الصدمة النفسيّة أمرًا شائعًا جدًّا، إذ تشير التقديرات إلى أنّ نحو 46٪ من الأطفال يعانون الصدمة في مرحلة ما من حياتهم.  وعلى الرغم من أنّ الأطفال يتمتّعون بالمرونة والقدرة على التكيّف، إلّا أنّهم ليسوا مصنوعين من الحجر. فكثيرًا ما نسمع البعض يقول عن حادثة ما جملًا مثل: "كانوا صغارًا جدًّا عندما حدث ذلك، ولن يتذكّروه عندما يكبرون"، إلّا أنّ هذا الأمر غير صحيح تمامًا.   تقول المعالجة النفسيّة يولاندا رينتيريا، الاختصاصيّة في الصدمات النفسيّة: "مع نموّ أدمغة الأطفال، يتعلّمون مدى أمان العالم أو عدم أمانه، من تجاربهم. وسيتوجّب على الطفل تطوير طريقة لحماية نفسه من الأشياء التي يعتبرها غير آمنة؛ وبالتالي فالطرق التي يحمي بها الطفل نفسه تشكّل شخصيّته البالغة".  لهذا السبب، من المهمّ أن ندرك متى قد يحتاج الطفل إلى مساعدة مهنيّة للتعامل مع صدمته، إذ يمكن للتدخّل المبكّر أيضًا أن يمنع التأثيرات المستمرّة للصدمة في مرحلة البلوغ.    يمكن أن تنبع الصدمة عند الأطفال من مصادر مختلفة، مثل:  - الإساءة (الجسديّة أو العاطفيّة أو الجنسيّة).  - الإهمال أو الهجر.  - العنف المنزليّ.  - الكوارث الطبيعيّة.  - الحروب والنزوح.   - الانفصال عن مقدّمي الرعاية، بسبب الوفاة أو الطلاق أو الرعاية البديلة.  - التنمّر المزمن أو الرفض الاجتماعيّ.  - مشاهدة العنف أو التعرّض إلى العنف المجتمعيّ.  - الصدمة الطبّيّة، مثل العمليّات الجراحيّة الكبيرة، أو المرض الذي يهدّد الحياة.  لكن، لماذا الأطفال أكثر عرضة إلى الصدمة؟ يعود ذلك إلى أنّ أدمغتهم، وأنظمة تنظيم العواطف لديهم، لا تزال في طور النموّ، فالتعرّض إلى تجارب مؤلمة في هذه المرحلة الحسّاسة سيعطّل هذا التطوّر، ما يؤثّر في كيفيّة معالجتهم للعواطف، وتكوين العلاقات، وإدراك العالم من حولهم.    أعراض الصدمة النفسيّة عند الأطفال  في حين أنّ كلّ طفل قد يستجيب للصدمة بشكل مختلف، فهناك أعراض مشتركة تجب مراقبتها عبر الفئات العمريّة المختلفة. قد لا يكون لدى الأطفال دائمًا لغة للتعبير عن ضائقتهم، لذلك يجب على الأهل والبالغين من حولهم الانتباه إلى التغيّرات السلوكيّة والعاطفيّة.  1. الأعراض العاطفيّة  - القلق والخوف: غالبًا ما يُظهر الأطفال المصابون بالصدمة قلقًا متزايدًا، أو مخاوف غير عقلانيّة. قد يصبحون حذرين بشكل مفرط، أو يظهرون قلقًا شديدًا بشأن الانفصال.  - الاكتئاب والحزن: قد يُظهر الأطفال علامات الحزن المطوّل، أو اليأس، أو حتّى الشعور بالذنب، ويلومون أنفسهم على الحدث المؤلم.  - الغضب والانفعال: يمكن أن تؤثّر الصدمة في الأطفال، وتجعلهم أكثر عرضة إلى نوبات الغضب أو السلوك العدوانيّ، أثناء صراعهم مع المشاعر القويّة.  - الخدر العاطفيّ: قد ينفصل بعض الأطفال، وينسحبون بعيدًا عن أحبّائهم، ويفقدون الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها ذات يوم.  2. الأعراض السلوكيّة  - اضطرابات النوم: غالبًا ما تعطّل الصدمة النوم، ما يؤدّي إلى الكوابيس أو الرعب الليليّ أو الأرق. قد يتجنّب الأطفال الذهاب إلى الفراش، أو يعانون الذعر عند الاستيقاظ.  - التراجع السلوكيّ: قد يعود الأطفال الأصغر سنًّا الذين تعرّضوا للصدمة إلى سلوكيّات معيّنة كانوا قد تجاوزوها، مثل التبوّل اللاإراديّ، أو مصّ الإبهام، أو التحدّث بلغة الأطفال.  - اليقظة المفرطة: قد يكون الأطفال الذين تعرّضوا إلى الصدمة "متوتّرين" باستمرار، ويفحصون بيئتهم، ويدقّقون في أصغر التفاصيل بحثًا عن تهديدات محتملة، وهو سلوك قد يجعل من الصعب عليهم الاسترخاء.  - التجنّب أو الانعزال: قد يتجنّب الأطفال الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي تذكّرهم بالحدث الصادم، أو قد ينغلقون عند إثارة مواضيع معيّنة.  3. الأعراض المعرفيّة  - صعوبة التركيز: قد يصل تأثير الصدمة عند الأطفال إلى مواجهة صعوبة في التركيز في المدرسة، أو أثناء المهام التي تتطلّب اهتمامًا وتركيزًا مستمرَّين.  - مشاكل الذاكرة: قد يعاني بعض الأطفال صعوبة تذكّر أجزاء معيّنة من الحدث الصادم، أو قد يعانون مشاكل أوسع في الذاكرة، نتيجة التوتّر المزمن.  - الصورة السلبيّة عن الذات: قد يطوّر الأطفال المصابون بالصدمة صورة ذاتيّة سيّئة، ويرون أنفسهم "سيّئين" أو "عديمي القيمة"، ما قد يؤدّي إلى انخفاض احترام الذات والانسحاب الاجتماعيّ.    التأثير طويل الأمد للصدمة غير المعالجة  إذا لم يتمّ تحديد الصدمة لدى الأطفال ومعالجتها مبكّرًا، قد تستمرّ آثارها حتّى مرحلة البلوغ. ترتبط الصدمة غير المعالجة بمجموعة من القضايا، من بينها:  - اضطرابات الصحّة العقليّة: الحالات مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الشخصيّة، أكثر شيوعًا بين الأفراد الذين لديهم تاريخ من صدمات الطفولة غير المعالجة.   - تعاطي المخدّرات: يلجأ العديد من البالغين الذين يعانون صدمة في مرحلة الطفولة إلى الكحول، أو المخدّرات، أو السلوكيّات الإدمانيّة، الأخرى، وسيلة للتكيّف.  - صعوبة في العلاقات: يمكن أن تعيق مشكلات الثقة والتعلّق والانفصال العاطفيّ، قدرة الفرد المصاب بالصدمة على تكوين علاقات صحّيّة.  - مشاكل الصحّة الجسديّة: تُظهر الأبحاث أنّ التوتّر، أو الاضطراب الذي تسبّبه صدمات الطفولة، يضع الجسم في حالة مستمرّة من الإجهاد، والذي يؤدّي بدوره إلى ظهور مشاكل صحّيّة، مثل أمراض القلب والسمنة واضطرابات المناعة الذاتيّة، في وقت لاحق من الحياة.    طرق تجنّب الصدمات النفسيّة عند الأطفال أو التخفيف من أثرها  في حين أنّنا لا نستطيع دائمًا منع الصدمات، لكن يمكننا اتّباع طرق لتقليل تأثيرها، ومساعدة الأطفال على تخطّي آثارها. في ما يلي أهمّ الطرق التي تساعد في تخفيف الصدمات النفسيّة عند الأطفال:  تعزيز التواصل المفتوح  شجّع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، وأخبرهم أنّه من المهمّ التحدّث عن التجارب الصعبة. يساعد خلق بيئة تشجّع على التواصل المفتوح الأطفال على الشعور أنّهم مفهومون، وهناك من يدعمهم ويشعر بهم. لذلك، بدلًا من دفعهم إلى التحدّث والإصرار عليهم، قم بتشجيعهم بلطف على التحدّث عندما يكونون مستعدّين لمشاركة ما يجول في دواخلهم، والأهمّ هو الاستماع من دون حكم، لأنّ ذلك سيزيد الوضع سوءًا.    تعليم مهارات التأقلم  قم بتزويد الأطفال باستراتيجيّات التأقلم المناسبة لأعمارهم، لمساعدتهم على إدارة التوتّر والقلق. يمكن لتقنيّات مثل التنفّس العميق وتمارين التأمّل، أن تمكّن الأطفال من تنظيم عواطفهم. على سبيل المثال، تعليم الطفل أن يأخذ أنفاسًا بطيئة وعميقة عندما يشعر بالإرهاق، يمكن أن يمنحه أداة لتهدئة نفسه، ومساعدته على تطوير المرونة في مواجهة التوتّر.  اطلب المساعدة المهنيّة في وقت مبكّر  إذا لاحظت علامات الصدمة لدى طفلك، فكّر في استشارة أخصائيّ الصحّة العقليّة المتخصّص في علاج الأطفال. أثبتت العلاجات، مثل العلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT)، والعلاج السلوكيّ المعرفيّ المرتكز على الصدمات (TF-CBT)، فعّاليّتها في مساعدة الأطفال على معالجة الأحداث المؤلمة. يمكن للتدخّل المبكّر أن يقلّل بشكل كبير من التأثير طويل الأمد للصدمة، ما يسمح للأطفال بالشفاء والمضيّ قدمًا في حياتهم بشكل طبيعيّ.  تشجيع اللعب والتعبير الإبداعيّ  غالبًا ما يعالج الأطفال المشاعر المعقّدة من خلال اللعب والفنّ ورواية القصص. شجّع الأنشطة التي تسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعيّ، إذ يمكن أن تكون هذه الطريقة خطّة علاجيّة في حدّ ذاتها. يوفّر الرسم، أو تمثيل القصص بالألعاب، أو حتّى كتابة اليوميّات (للأطفال الأكبر سنًّا)، منفذًا آمنًا لمشاعرهم، ويساعد في فهم ما يمرّون به.  كن قدوة في التنظيم العاطفيّ الصحّيّ  يتعلّم الأطفال بمراقبة البالغين، لذلك من المهمّ أن تكون قدوة في التنظيم العاطفيّ الصحّيّ. عندما يتعامل البالغون مع التوتّر والغضب والحزن بشكل بنّاء وإيجابيّ، سيتعلّم الأطفال أنّه من الممكن التعامل مع المشاعر الصعبة من دون فقدان السيطرة. أظهر لهم أنّه من الجيّد طلب الدعم، والتحدّث عن المشاعر، وأخذ الوقت الكافي لتهدئة النفس عند الشعور بالإرهاق.  التواجد في بيئة داعمة  أحد أكبر العوامل الوقائيّة ضدّ الصدمات، وجودُ شبكة دعم قويّة. يمكن للعلاقات الإيجابيّة مع الآباء والمعلّمين والموجّهين وأفراد الأسرة الآخرين، أن تحمي الأطفال من أسوأ آثار قد تخلّفها الصدمة. حاول دائمًا أن تبذل جهدًا لبناء هذه الروابط والحفاظ عليها، إذ غالبًا ما يكون الأطفال الذين يشعرون بالدعم مجهّزين بشكل أفضل للتعافي من التجارب السلبيّة.    ***  يسمح فهم أعراض الصدمة النفسيّة لدى الأطفال للأهل بالاستجابة بالتعاطف والصبر والتفهّم، بدلًا من ترك تلك الجروح الصامتة تتفاقم. يجب ألّا تحدّد الصدمة، أيًّا كان نوعها، مستقبل الطفل، لأنّه يمكن للأطفال الشفاء والنموّ، وأن يصبحوا أقوى من ذي قبل، إذا توفّرت لديهم الظروف والبيئة الداعمة التي تساعدهم على تحويل تجاربهم السيّئة إلى سلاح ثمين، يواجهون به تحدّيات الحياة.   المراجع https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-9889  https://www.verywellmind.com/what-are-the-effects-of-childhood-trauma-4147640  https://www.nctsn.org/what-is-child-trauma/about-child-trauma#:~:text=Traumatic%20reactions%20can%20include%20a,acquired%20skills%2C%20attention%20and%20academic  https://www.webteb.com/articles/%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A

ما العمر المناسب لترك الطفل بمفرده في الغرفة؟

يمثّل تحديد السنّ المناسب ليبدأ الطفل النوم بمفرده في غرفة مستقلّة تحدّيًا كبيرًا للآباء، إذ تعتمد قدرة الأطفال على قضاء الوقت بمفردهم على مجموعة من العوامل، منها مستوى نضجهم، ومدى أمان البيئة في الغرفة التي يبقون فيها. وفي حين أنّ بعض الاستقلال يشكّل جزءًا صحّيًّا من نموّ الطفولة، إلّا أنّ ترك الطفل من دون إشراف في وقت مبكّر جدًّا، قد تكون له عواقب وخيمة على سلامته.  سيناقش هذا المقال الاعتبارات اللازمة لاتّخاذ القرار بشأن متى يكون من الآمن ترك الطفل بمفرده في غرفته، والعواقب المحتملة للوقت المبكّر من دون إشراف.    ماذا يعني أن يكون الطفل" وحيدًا في غرفة"؟  أوّلًا، من المهمّ تحديد ما نعنيه بـ "وحيد في غرفة". هذا لا يعني بالضرورة ترك الطفل في المنزل بمفرده، بل ترك الطفل بمفرده في غرفة داخل المنزل من دون مراقبة، بينما يكون أحد الوالدين قريبًا. قد يعني هذا ترك طفل صغير يلعب بمفرده في غرفة نومه، بينما أنت في المطبخ، أو تركه ينام على سريره بمفرده في غرفة نومه.  يعتمد العمر الذي يصبح فيه هذا مناسبًا، على عوامل متعدّدة، مثل عمر الطفل، والنضج العاطفيّ، وتدابير السلامة المعمول بها.    إرشادات العمر المناسب لترك الطفل بمفرده في الغرفة  في حين لا يوجد عمر متّفق عليه عالميًّا لترك الطفل من دون إشراف، إلّا أنّ علماء النفس التنمويّ وخبراء طبّ الأطفال يقدّمون بعض الإرشادات العامّة، بناءً على الفئة العمريّة وقدرات الطفل.  الرضّع والأطفال الصغار (0-3 سنوات)  النصيحة: لا ينبغي ترك الرضّع والأطفال الصغار بمفردهم في الغرفة أبدًا، حتّى لفترات قصيرة، إلّا إذا توافرت بيئة آمنة خالية قدر المستطاع من الأشياء التي تشكّل خطرًا عليهم، مثل الأواني الزجاجيّة، أو أيّ أداة حادّة الزوايا، فالأطفال في هذه المرحلة يفتقرون إلى القدرة على الحفاظ على أنفسهم سالمين. كما يجب توفير أسرّة مؤمّنة بحيث لا يسقط منها الطفل، إلى جانب مراعاة أن تكون الغرفة قريبة من مسمع الوالدين، أو استخدام جهاز مراقبة الطفل الصوتيّ، ليتمكّن الوالدان من سماع طفلهم عند بكائه أو ندائه لهم.   السبب: في هذه المرحلة، يعتمد الأطفال كلّيًّا على الوالدين، أو على من يرعاهم، لتلبية احتياجاتهم الأساسيّة. لذلك قد يؤذون أنفسهم عن طريق الخطأ، أو يختنقون بأشياء صغيرة، أو قد يعانون حالة ضيق عند تركهم بمفردهم.   الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة (3-5 سنوات) النصيحة: يجوز ترك الطفل في سنّ ما قبل المدرسة بمفرده في غرفة خلال النهار لفترات وجيزة، ولكن فقط في بيئة آمنة ومحميّة، مع تفقّده بشكل متكرّر خلال هذه الفترة. كما من المناسب أيضًا البدء بتشجيع الأطفال في هذا السنّ على النوم بمفردهم في غرفتهم الخاصّة، في حال كان ما يزال الطفل ينام مع أبويه في الغرفة نفسها.   السبب: يبدأ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة في تطوير شعور الاستقلال، ولكنّهم ما زالوا يفتقرون إلى الحكمة في التعرّف إلى المخاطر المحتملة أو تجنّبها. قد يحاولون تسلّق الأثاث، أو الوصول إلى أشياء غير آمنة، أو الخروج من الغرفة. من جهة أخرى، سيساعدهم النوم في مساحتهم الخاصّة في تعزيز الثقة والاستقلال.     الأطفال في سنّ المدرسة (6-10 سنوات)  النصيحة: في هذه المرحلة، يمكن ترك الأطفال بمفردهم في غرفة لفترات أطول، بشرط أن تكون البيئة آمنة، وأن تكون قد علّمتهم قواعد السلامة.  السبب: الأطفال في سنّ المدرسة أكثر قدرة على فهم الحدود واتّباع التعليمات. ومع ذلك، لا يزالون بحاجة إلى الإشراف على الأنشطة التي تنطوي على مخاطر محتملة، مثل الطهو أو استخدام الأجهزة الكهربائيّة.    الأطفال في سنّ ما قبل المراهقة والمراهقون (11 سنة فأكثر)  النصيحة: يمكن للأطفال الأكبر سنًّا عادةً التعامل بشكل جيّد مع تركهم بمفردهم في غرفة لفترات طويلة، ولا سيّما إذا أظهروا المسؤوليّة. ومع ذلك، فإنّه لا يزال من الضروريّ مراعاة المدّة والظروف.  الأسباب: عادةً ما يتمتّع الأطفال في سنّ ما قبل المراهقة والمراهقون بالقدرة المعرفيّة على إدارة أنفسهم بأمان. ومع ذلك، فإنّ العزلة المفرطة في غرفهم يمكن أن تؤدّي إلى مخاوف اجتماعيّة أو عاطفيّة تجب مراقبتها.    عوامل تجب مراعاتها لترك الطفل بمفرده  بعيدًا عن العمر، هناك عدّة عوامل تحدّد متى يكون من المناسب ترك الطفل بمفرده في الغرفة، وتشمل:  - مستوى النضج: قد يكون بعض الأطفال أكثر مسؤوليّة وحذرًا من غيرهم من العمر نفسه. على الأهل تقييم قدرة أطفالهم على اتّباع التعليمات، والتعامل مع المواقف غير المتوقّعة.  - سلامة البيئة: يجب التأكّد من خلوّ الغرفة من مخاطر الاختناق، أو الأشياء الحادّة، أو الموادّ الخطرة (مثل موادّ التنظيف أو الأدوية)، قبل ترك الأطفال الصغار فيها بمفردهم.   - طول المدّة: قد يكون ترك الأطفال الصغار فترات قصيرة من الوقت بمفردهم مناسبًا، بينما يمكن للأطفال الأكبر سنًّا التعامل مع فترات أطول.  - الوصول إلى المساعدة: على الأهل التأكّد من أنّ الأطفال يعرفون كيفيّة الوصول إليهم، أو إلى شخص بالغ موثوق به آخر في حالات الطوارئ.  - الحالة العاطفيّة للطفل: قد يعاني بعض الأطفال قلق الانفصال أو الخوف عند تركهم بمفردهم، ما قد يؤثّر في سلامتهم العاطفيّة.    عواقب ترك الطفل بمفرده في وقت مبكّر جدًّا  ترك الطفل بمفرده في غرفة يتطلّب مراعاة عوامل التطوّر الفرديّ، إذ يمكن أن ترافقه فوائد تربويّة إذا تمّ ذلك بشكل تدريجيّ ومناسب، ولكنّه قد يسبّب عواقب سلبيّة أيضًا، إذا جاء في وقت غير مناسب، أو لم يرافقه إعداد كافٍ. في ما يأتي بعض العواقب السلبيّة التي قد تنتج عن ترك الطفل بمفرده في وقت لم يكن الطفل جاهزًا فيه:  المخاطر الجسديّة  - الأطفال الصغار فضوليّون بطبيعتهم، وقد يستكشفون بيئتهم بطرق غير آمنة، مثل تسلّق الأثاث، أو ابتلاع الأشياء الصغيرة، أو اللعب بالمنافذ الكهربائيّة.  - وفقًا لمجلّة جراحة الأطفال، فإنّ الإصابات العرضيّة أحدُ الأسباب الرئيسة لزيارات الطوارئ بين الأطفال دون سنّ الخامسة. غالبًا ما تحدث هذه الإصابات عندما يكون الأطفال غير خاضعين للإشراف، وهذا يؤكّد على أهمّيّة التخطيط المسبق لتأمين سلامة الطفل في بيئة آمنة، خالية من مخاطر الإصابات المباشرة المحتملة.    التأثيرات العاطفيّة والنفسيّة  - ترك الطفل بمفرده لفترات قصيرة ومناسبة لعمره قد يساعده على تطوير الشعور بالاستقلاليّة والثقة بالنفس. ومع ذلك، فإنّ الفترات الطويلة، أو الغياب الكامل للتفاعل مع الوالدين، قد يؤدّي إلى شعور الطفل بالخوف أو القلق.  - وجدت دراسة أجريت سنة 2019، ونشرت في مجلّة Developmental Science، أنّ توفير دعم عاطفيّ أثناء مراحل ترك الطفل بمفرده بشكل تدريجيّ، يساعده على بناء روابط آمنة مع والديه، ويقلّل من فرص ظهور مشكلات سلوكيّة في المستقبل. كما أنّه يعلّم الطفل الاعتماد على نفسه لتهدئة مشاعره، ويساعده في بناء مرونة عاطفيّة.    التأثير في المهارات الاجتماعيّة  بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًّا، خصوصًا الأطفال ما قبل سنّ المراهقة والمراهقون، فإنّ منحهم وقتًا بمفردهم ضمن الحدود المناسبة يساعدهم على تنمية استقلاليّتهم وتنظيم وقتهم. ومع ذلك، تنبغي مراقبة الوقت الذي يقضونه في العزلة، لمنع الاعتماد الزائد على التكنولوجيا أو الشعور بالوحدة.    العمر المناسب لنوم الطفل في غرفة منفصلة  يختلف العمر المناسب للطفل للنوم في غرفة منفصلة حسب المعايير الثقافيّة، وتفضيلات الأسرة، واستعداد الطفل التنمويّ. ومع ذلك، يشير العديد من الخبراء إلى أنّ معظم الأطفال يكونون مستعدّين للانتقال إلى غرفهم الخاصّة بين سنّ 2 و4 سنوات، إذ يبدؤون في هذا الوقت بتطوير شعور الاستقلاليّة. فبعد سنّ العام الواحد، تقلّ الحاجة إلى مشاركة الغرفة، ويبدأ نوم الطفل وطعامه بالانتظام شيئًا فشيئًا، لذلك يمكن للوالدين مساعدة الأطفال تدريجيًّا على الانتقال إلى مساحتهم الخاصّة في هذا العمر. حتّى يكون انتقال الطفل إلى غرفته ناجحًا، من المهمّ إنشاء روتين ثابت لوقت النوم، يتضمّن أنشطة تهدف إلى تهدئة الطفل؛ مثل قراءة قصّة، أو احتضانه ومعانقته، لمساعدته على الشعور بالأمان قبل النوم. ولزيادة طمأنينة الطفل، تمكن زيادة بعض العناصر، مثل وضع لعبته المفضّلة بجانبه، أو توفير إضاءة ليليّة.  أمّا إذا كان الطفل يعبّر عن الخوف أو القلق بشأن النوم بمفرده، فقد يكون من المفيد تأخير الانتقال، أو استخدام خطوات تدريجيّة، مثل بقاء أحد الوالدين في الغرفة حتّى يطمئنّ الطفل وينام.    ***  لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع بشأن العمر المناسب لترك الطفل بمفرده في الغرفة. يعدّ العمر والنضج وسلامة البيئة عوامل حاسمة في تحديد الوقت المناسب. ففي حين يشكّل الاستقلال جزءًا مهمًّا من نموّ الطفل، فإنّ تركه من دون إشراف في وقت مبكّر جدًّا، قد يؤدّي إلى مخاطر تتعلّق بالسلامة والتحدّيات العاطفيّة والمخاوف السلوكيّة.    المراجع https://www.mumsnet.com/talk/_chat/4138765-What-age-could-you-leave-your-child-unsupervised-in-a-different-room-for-15-minutes  https://www.parents.com/baby/development/intellectual/the-value-of-solo-play/#:~:text=At%206%20months%2C%20a%20child,should%20last%20around%2030%20minutes.  https://huckleberrycare.com/blog/when-and-how-to-transition-your-baby-to-their-own-room 

هل يمكن تعليم الطفل أكثر من لغة؟

نظرًا إلى ارتباط اللغة بشكل كبير بعوامل النجاح المهنيّ والأكاديميّ، أصبح الآباء أكثر تشديدًا على تعليم الطفل لغات متعدّدة منذ سنّ مبكّرة. ومع ذلك، تدعم العديد من الأبحاث فكرة أنّ الأطفال لا يستطيعون تعلّم أكثر من لغة فحسب، بل يجب عليهم ذلك. في الواقع، إنّ فوائد التنشئة ثنائيّة اللغة أو متعدّدة اللغات، تتجاوز مجرّد الكفاءة اللغويّة، فهي تشكّل القدرات المعرفيّة للطفل، وفهمه الثقافيّ، وفرصه المستقبليّة.    قدرة دماغ الطفل على تعلّم أكثر من لغة  لفهم سبب قدرة الأطفال على تعلّم لغات متعدّدة، من المهمّ أوّلًا تحليل آليّة عمل دماغهم. من الولادة حتّى سنّ السابعة تقريبًا، يكون دماغ الطفل في أكثر حالاته مرونة، ما يعني أنّه يتمتّع بقدرة عالية على استيعاب المعلومات الجديدة، والتكيّف معها واستخدامها. غالبًا ما يُشار إلى هذه الفترة باسم "المرحلة الحرجة" في ما يتعلّق بتعلّم اللغة، ففيها يعمل الدماغ بشكل استثنائيّ للتمييز بين الأصوات، والهياكل، وقواعد اللغات المختلفة، ويقوم بتخزينها.  يمكن تشبيه هذه القدرة الفطريّة بالإسفنجة، فهي تسمح للأطفال بتشرّب لغات متعدّدة بأقلّ جهد. على سبيل المثال، يمكن للأطفال في البداية التمييز بين الأصوات اللغويّة لجميع لغات العالم، وبحلول شهرهم العاشر، تبدأ هذه القدرة في التراجع، فتنحصر في الأصوات المحدّدة للغات التي يتعرّضون إليها بانتظام. إذا سمع الطفل أكثر من لغة، سيطوّر دماغه مسارات لكلتا اللغتَين، ما يضمن قدرته على التنقّل بين القواعد والأصوات المميّزة لكلّ لغة بسهولة.     مفاهيم خاطئة حول تعلّم لغات متعدّدة  على الرغم من الأدلّة العلميّة، لا تزال هناك خرافات تحيط بتعلّم لغات متعدّدة. من بين المفاهيم الخاطئة الشائعة، أنّ تعلّم لغات متعدّدة من شأنه أن يربك دماغ الطفل، ما يؤدّي إلى تأخّره في الكلام أو التطوّر المعرفيّ. في الواقع، على الرغم من أنّ الأطفال ثنائيّي اللغة قد يخلطون بين اللغات أحيانًا (ظاهرة تعرف بالتبديل بين اللغات)، إلّا أنّ هذا ليس علامة على تشوّش الدماغ، بل هو طريقة طبيعيّة ومتطوّرة للتعامل مع معرفتهم اللغويّة. مع مرور الوقت، يتعلّمون فصل اللغات حسب السياق والمتحدّث، ما يظهر مرونة معرفيّة عالية.  من المفاهيم الخاطئة الأخرى أنّ الأطفال يحتاجون إلى إتقان لغة واحدة قبل تعلّم لغة أخرى، لكنّ هذا الافتراض لا أساس له من الصحّة. أظهرت الدراسات أنّ الأطفال ثنائيّي اللغة يحقّقون الإنجازات ذاتها التي يحقّقها أقرانهم أحاديّو اللغة، وغالبًا بالوتيرة نفسها أيضًا. وفي بعض الحالات، يتفوّقون حتّى على أقرانهم في المهامّ التي تتطلّب حلّ المشكلات، والقيام بمهامّ متعدّدة، بسبب الفوائد المعرفيّة التي تأتي مع إدارة أنظمة لغويّة متعدّدة.    الفائدة الثقافيّة والاجتماعيّة لتعليم الطفل أكثر من لغة  إلى جانب الفوائد المعرفيّة والأكاديميّة التي سيحصل عليها الطفل، فإنّه سيرى أيضًا كيف أنّ تعلّم أكثر من لغة والتحدّث بها، سيوفّر له مزايا ثقافيّة واجتماعيّة عميقة. يعود ذلك إلى ارتباط اللغة ارتباطًا وثيقًا بالثقافة، فباللغة يكتسب الطفل القدرة على الوصول إلى تقاليد وتاريخ وطرق تفكير متنوّعة، تعود إلى أصل اللغة التي يتحدّث بها. وغالبًا ما يطوّر الأطفال ثنائيّو اللغة شعورًا أكبر بالتعاطف والوعي الثقافيّ، لأنّهم يتعرّضون إلى آراء ووجهات نظر عالميّة مختلفة، ما يجعلهم أكثر تفهّمًا للاختلاف.  كما أنّ القدرة على التواصل بلغات متعدّدة توسّع الفرص الاجتماعيّة، فيمكن للطفل ثنائيّ اللغة تكوين علاقات مع مجموعة أوسع من الناس، وتعزيز العلاقات عبر المجموعات والنوادي الثقافيّة واللغويّة.    أفضل الممارسات لتربية طفل متعدّد اللغات  يتطلّب تعليم الطفل أكثر من لغة اتّساقًا وصبرًا وفهمًا لأفضل الممارسات. في الآتي بعض الاستراتيجيّات الفعّالة:  شخص واحد، لغة واحدة (OPOL)  في هذه الطريقة، يتحدّث كلّ والد لغة مختلفة مع الطفل. على سبيل المثال، قد يتحدّث أحد الوالدين الإنجليزيّة، بينما يتحدّث الآخر بالإسبانيّة. يساعد هذا النهج الطفل على ربط كلّ لغة بشخص معيّن، ما يقلّل التشوّش المحتمل.  اللغة الأمّ مقابل اللغة المتبنّاة   يجب التمييز بين اللغة الأمّ واللغة المتبنّاة، إذ يحدث خلط بين المفهومَين في الممارسة الفعليّة. فاللغة الأمّ هي اللغة التي ينشأ عليها الطفل، وتُعدّ الخيار الطبيعيّ للأسرة، باعتبارها اللغة السائدة في المجتمع، ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالانتماء الدينيّ والقيميّ والثقافيّ للبلد. أمّا اللغة المتبنّاة، فهي اللغة التي يكتسبها الطفل في سياقات مختلفة، مثل استخدام الأسرة في المنزل لغة أخرى غير اللغة الأمّ، أو تعليمه في الحضانة والمدرسة بلغة أجنبيّة، أو اختلاطه بأطفال أجانب في بيئات متعدّدة، مثل الأندية والمجتمعات المختلطة.  في بعض الأسر العربيّة، قد تحلّ اللغة المتبنّاة محلّ اللغة الأمّ، خصوصًا إذا كانت الإنجليزيّة أو غيرها لغة التواصل الرئيسة في المنزل، أو في المؤسّسة التعليميّة التي يرتادها الأطفال. في هذه الحالة، لا يقتصر تأثير اللغة المتبنّاة على الجانب اللغويّ فقط، بل يمتدّ ليحمل معه هويّة ثقافيّة وقيمًا، تختلف عن تلك التي تتبنّاها مجتمعات الأطفال الأصليّة. ومن اللافت أنّ بعض الأسر العربيّة التي تعيش في دول غربيّة، تحرص على التحدّث مع أطفالها باللغة العربيّة في المنزل، على رغم أنّ لغة المجتمع مختلفة، فتتمكّن بذلك من تحقيق التوازن بين إتقان الطفل لغة المجتمع، وبين الحفاظ على ارتباطه بجذوره الثقافيّة. وفي المقابل، هناك أسر عربيّة اندمجت تمامًا في ثقافة المجتمع الذي تعيش فيه، وتخلّت عن اللغة العربيّة، فأصبحت اللغة الأجنبيّة، مثل الإنجليزيّة، هي اللغة الأمّ بالنسبة إلى أطفالها.  لكلّ أسرة حريّة اختيار ما يناسب طفلها، لكن من الضروريّ إدراك أنّ الأولويّة المطلقة يجب أن تكون لتعليم الطفل لغة بلده الأمّ، باعتبارها الأساس الذي تُبنى عليه هويّته وشخصيّته وارتباطه الثقافيّ والمجتمعيّ، فهي الركيزة التي يجب أن تتمحور حولها تنشئته، سواء تعلّمها وحدها، أم إلى جانب لغات أخرى. بذلك، سيكبر الطفل وهو يمتلك قدرة على التفاعل مع البيئات متعدّدة الثقافات، وكفاءة في التواصل بمختلف اللغات المتبنّاة، لكن تحت مظلّة هويّته العربيّة وإتقانه الكامل للغته الأمّ.  الاستمراريّة  الممارسة المستمرّة للغتَين أمر ضروريّ. قد يكون طفلك خجولًا بشأن استخدام كلتا اللغتَين أو إحداهما، لذا، كلّ ما عليك فعله هو دعمه وتشجيعه، بابتكار مواقف يحتاج فيها إلى استخدام اللغتَين يوميًّا.  تنويع أساليب ممارسة اللغة  من المرجّح أن يتفاعل الأطفال مع اللغات أكثر عندما يشعرون أنّها ممتعة. لذا، يمكن أن يؤدّي غناء الأغاني، أو مشاهدة الرسوم المتحرّكة، أو ممارسة الألعاب ثنائيّة اللغة، إلى جعل تعلّم اللغة تجربة جميلة ومحبّبة.  هبة تدوم لطفلك مدى الحياة   نعلم أنّ الأمر ليس بهذه السهولة، وأنّه يتطلّب وقتًا وجهدًا لتعليم الطفل أكثر من لغة. لكن عليك أن تنظر إلى الأمر على أنّه هبة تدوم مع طفلك مدى الحياة. ثنائيّة اللغة، أو التعدّد اللغويّ يثري عقل طفلك، ويوسّع آفاقه، ويزوّده بالأدوات اللازمة للتنقّل في عالم متنوّع، بشكل أكثر مرونة وسهولة. لا تقلق، ستتفاجأ بقدرة طفلك الكبيرة على الالتزام والاستمراريّة، لا سيّما إذا تعلّق الأمر بتعلّم لغة جديدة.  ومع زيادة أهمّيّة وسائل التواصل الاجتماعيّ والمجتمع الرقميّ المتطوّر، أصبح التواصل المفتاح للمكانة الاجتماعيّة والمهنيّة. لذا، فإنّ توفير القدرة على التحدّث بأكثر من لغة للطفل، يعدّ استثمارًا في مستقبله.    المراجع https://www.asha.org/public/speech/development/learning-more-than-one-language/#:~:text=Children%20can%20learn%20to%20use,one%20language%20better%20than%20others.  https://www.communicationcommunity.com/can-i-teach-my-child-two-languages-yes/   

طرق وأساليب تسهم في تعزيز شعور الطفل بالأمان

من المهمّ للغاية الأخذ بعين الاعتبار جميع المشاعر والأحاسيس التي يختبرها الأطفال خلال فترة نموّهم. قد تتساءل أحيانًا، كيف يمكنهم التعامل مع بعض القضايا والصعوبات في عمرٍ صغير، ولكن ما يجب أن تعلمه هو أنّ قدراتهم ومهاراتهم المعرفيّة في تطوّر مستمرّ. ويبقى الشعور بالأمان عند الطفل أحد أهمّ المشاعر التي تؤثّر في نموّه وتطوّر قدراته. يشكّل أمان الطفل العاطفيّ أساس رفاهيّته وسلامته في الأوساط الاجتماعيّة والتعليميّة. ويمكن تغذية هذا الشعور وتعزيزه بالرعاية والاهتمام والتفهّم، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى التي سنطرحها بالتفصيل في هذا المقال.   لكن، لنتعرّف، بداية، بصورة أفضل، إلى أهمّيّة الشعور بالأمان عند الطفل، وأسباب غيابه عند بعض الأطفال.    أهمّيّة شعور الطفل بالأمان ممّا لا شكّ فيه أنّ تنشئة طفل في بيئة آمنة وخالية من التوترّات والمشكلات يُسهم كثيرًا في تشكيل شخصيّته بطريقة إيجابيّة. فشعور الطفل بالأمان يؤدّي إلى:  تحفيز قدراته المعرفيّة  عندما يشعر الطفل بالأمان، يصبح أكثر استقلالًا واعتمادًا على نفسه، بل وأكثر إقبالاً على استكشاف العالم من حوله؛ ما يعني عيش تجارب جديدة أكثر، واكتساب معارف أكثر، وبالتالي نجاحًا أكبر.  تقوية علاقاته بالآخرين  يعزّز الشعور بالأمان عند الطفل بناء علاقات صحّيّة تستمرّ لفترات أطول مع من حولهم. عندما يشعر الطفل بالأمان، لن يسعى إلى البحث عنه لدى الآخرين، وبالتالي سيبني علاقاته بهم على أسس صحّيّة، بدلاً من بنائها على أساس الحاجة والنقص العاطفيّ. إكساب الطفل مرونة عاطفيّة عندما يمتلك الطفل مرونة عاطفيّة، يكون أقدر على مواجهة التحدّيات والعقبات التي تعترضه في حياته. فالأطفال الذين يشعرون بالأمان غالبًا ما يمتلكون مرونة عاطفيّة أعلى، ونجدهم أقدر على تطوير مهارات تساعدهم على إدارة مشاعرهم والتعامل بحكمة مع المواقف المختلفة التي يمرّون بها.  أسباب عدم شعور الطفل بالأمان  تتعدّد الأسباب التي تؤدّي إلى فقدان الطفل الشعور بالأمان، فمنها ما هو داخليّ على مستوى الأسرة، وقد يتوسّع ليكون عائليًّا (على مستوى الأسرة الممتدّة)، أو مجتمعيًّا، أو حتّى أكبر من ذلك (كفقدان الأمان في الإقليم الذي يعيش فيه الطفل).   في ما يلي أهمّ أسباب عدم شعور الطفل بالأمان:  - الاضطرابات الأسريّة، مثل المشكلات الزوجيّة، وإساءة معاملة أحد الزوجين للآخر، والعنف الأسريّ... - انفصال الوالدين، وما يترتّب على ذلك من توترّات وانهيار المنظومة الأسريّة.   - إصابة الطفل أو أحد الوالدين بإعاقة جسديّة أو عقليّة، أو حتّى مرض مزمن، وما ينجم عنه من توتّرات وضغوطات نفسيّة ومادّيّة على العائلة.  - أساليب التربية غير السليمة، كالدلال الزائد، والتمييز بين الإخوة، والتذبذب في التعامل مع الطفل، فنجد الأب مثلاً صارمًا جدًّا في بعض المواقف، ومتساهلًا للغاية في المواقف نفسها في أوقات أخرى.  - التعرّض للصدمات النفسيّة كالحوادث، أو وفاة أحد الوالدين أو الإخوة، أو التعرّض للاختطاف أو الاغتصاب مثلاً، وغياب الدعم النفسي الكافي للتعافي من هذه الصدمات.   - الفقر وتدنّي مستوى العائلة المادّيّ؛ ممّا قد يجبر الطفل على تحمّل مسؤوليّات أكبر من عمره، ويضع على عاتقه توتّرًا أعظم من أن يتحمّله.  - الكوارث الإنسانيّة والطبيعيّة والحروب، وهي من أشدّ الظروف التي قد تُفقد الأطفال شعورهم بالأمان، بل وتمحو الأمان تمامًا حتّى عند الكبار.    أعراض نقص الشعور الطفل بالأمان يتجلّى شعور الطفل بانعدام الأمان بصور عديدة، ولكن يمكننا اختصار أكثر الأعراض شيوعًا في ما يلي:  - كثرة الشكوى والشعور الدائم بالألم، ولا سيّما آلام المعدة.  - اضطرابات النوم وعدم القدرة على الخلود للنوم سريعًا.  - الإصابة بنوبات الفزع الليليّ، وتكرّر الكوابيس والأحلام السيّئة.  - نوبات غير مفسَّرة من البكاء المفاجئ.  - التعلّق الزائد وغير المبرّر بأحد الوالدين، والانعزال عن الآخرين.  - سلوكات غير اعتياديّة، كالتبوّل اللاإراديّ، وقضم الأظافر، ومصّ الأصابع… - سرعة الانفعال، والعناد الشديد والتصرّفات العدوانيّة.  - التعبير باستمرار عن الخوف والقلق.    طرق وأساليب لتعزيز شعور الطفل بالأمان إذًا، كيف نحقّق أمان أطفالنا النفسيّ؟ سؤال يطرحه كلّ أب وأمّ في ظلّ ما يشهده العالم اليوم من اضطرابات وتوترّات وانعدام الأمان عامّة. وفي الوقت الذي قد يبدو فيه هذا الأمر صعبًا، هناك بعض الطرق والأساليب التي تسهم في تعزيز شعور الأطفال بالأمان، نذكر منها ما يلي:  المحافظة على روتين ثابت في حياة الطفل  يشعر الطفل بالأمان عندما تكون البيئة المحيطة به مستقرّة ومنظّمة، وعندما يكون على علمٍ بما سيحدث في المرحلة التالية. وهكذا، فالحفاظ على روتين ثابت من أهمّ ما يمكنك القيام به عندما يكون طفلك خائفًا أو متوتّرًا.   احرص على الحفاظ على مواعيد نوم وأكل ثابتة، وكذلك الحدود والقواعد والتعليمات. فهذا التكرار والثبات سيشعره بوجود نظام واضح، ويمكّنه من توقّع الأحداث خلال يومه؛ ممّا يمنحه شعورًا بالأمان.  مراقبة مدى مشاهدة الأطفال مشاهد العنف في وسائل الإعلام  أظهر أحد الابحاث أنّه، وببلوغ الطفل سنّ الـ18، يكون الطفل الأمريكيّ قد شاهد حوالي 16 ألف جريمة قتل تمثيليّة (في المسلسلات والأفلام)، وما يزيد عن 200 ألف عمل عنف في وسائل الإعلام!  لا يمكن للأطفال في مراحل مبكرة التمييز بين الحقيقة والخيال، ومشاهدة أعمال العنف على التلفاز أو منصّات التواصل الاجتماعيّ قد يشعرهم بأنّ عالمهم مكان مخيف، وأنّ هذه الأمور قد تحصل لهم في أيّة لحظة.   وفي وقتنا الراهن الذي يزداد فيه العنف حتّى على أرض الواقع، يبقى من المهمّ تقليل تعرّض الأطفال لمثل هذه المشاهد في نشرات الأخبار، أو منصّات التواصل الاجتماعيّ، والسعي قدر الإمكان إلى خلق جوّ آمن في بيئتهم المحيطة لإشعارهم بالاطمئنان.  تذكير الطفل دائمًا بأنّ هنالك من يحميه ويعتني به  إن كان طفلك يشعر بالخوف والتوتّر دائمًا، فالتمرين الآتي يساعدك على تخفيف الشعور بفقدان الأمان. أحضر لوحة كرتون كبيرة نسبيًّا، وضع صورة طفلك في المنتصف، ثمّ ابدأ معه بجمع صور وأسماء كلّ الأشخاص الذين يقدّمون له الحبّ والرعاية والحماية، ابتداءً من أقرب الناس إليه: الأبوين، ثمّ الإخوة والجدّين، وحتّى حيوانه الأليف أو لعبته المفضّلة!  يمكنك بعدها أن توسّع الدائرة لتشمل المعلّمين في المدرسة، ورجال الشرطة، والدفاع المدنيّ، ورجال الإنقاذ… هذا التصوّر البصريّ للمجتمع المحيط بالطفل، والذي يقدّم إليه العون والرعاية، يعزّز في داخله فكرة أنّه ليس وحيدًا، وأنّ مِن حوله مستويات من الحماية لن تسمح بأن يصاب بأيّ أذى. الأمر الذي يُشعره بمزيد من الأمان والاطمئنان.  الإشارة إلى نقاط قوّة الطفل والتركيز عليها  عندما يتصرّف طفلك بطريقة ذكيّة، أو يختار سلوكًا آمنا، كأن يرتدي خوذته قبل ركوب الدرّاجة، أو يمسك يدك قبل قطع الشارع، بيّن له ذلك، وامدح تصرّفه. دعه يعرف أنّه قادر على اتّخاذ قرارات صحيحة وآمنة، فذلك يجعله أقوى وأكثر ثقة بقدرته على التصرّف تصرّفًا سليمًا.  تعزيز الشعور بالأمان العاطفيّ هذا الأمر في غاية الأهمّيّة، ولا سيّما عندما يكون خوف الطفل نابعًا من سوء حالة العائلة الاقتصاديّة، كأن تكون العائلة فقيرة أو تواجه تحدّيات وظروفًا ماليّة عصيبة.   من هنا، لا بدّ للوالدين من تعزيز شعور الطفل بالأمان العاطفيّ، والسعي إلى توفير بيئة مليئة بالحبّ والحنان؛ ممّا يساعده على الشعور بالطمأنينة والراحة حتّى في ظلّ الظروف الصعبة.   إظهار المرونة والقوّة   عندما يعمل الوالدان على أن يكونا قدوة يحتذى بها في ظلّ الظروف الصعبة، ويُظهرا مرونة في التعامل مع التحدّيات التي تواجههما، يعلِّم ذلك الطفل الثبات، ويُكسبه مزيدًا من الشجاعة والثقة بالنفس، ويقلّل من شعوره بالخوف والتوتّر. ليس هذا وحسب، فالتحدّث بصراحة مع الطفل حول الأوضاع المادّيّة أو الصعوبات، وبأسلوب مبسّط يفهمه ويوازن بين الواقعيّة والأمل والتفاؤل، يسهم في تخفيف الخوف والتوتّر، لأنّ الطفل هنا يكون على دراية بالواقع من حوله، وعلى علم بالخطوات اللاحقة التي سيتّخذها الوالدان للتغلّب على هذا الظرف.  الوعي بالحاجة إلى مساعدة ذوي الاختصاص  أخيرًا، إن كان طفلك يشعر بالخوف دائمًا، وعجزت كلّ الطرق السابقة عن تهدئته، أو إن كانت مشاعر الخوف تؤثّر في نومه وأدائه المدرسيّ، فربما حان الوقت لطلب المساعدة من ذوي الاختصاص. يمكن للمعالجين النفسيّين ومراكز الإرشاد أن تقدّم لك استراتيجيّات وأساليب فعّالة ومدروسة للتغلّب على توتّر طفلك وتقليل شعوره بالخوف.  * * * شعور الطفل بالأمان أحد أهمّ الاحتياجات التي لا بدّ من إشباعها، حتّى يتمكّن طفلك من النموّ نموًّا سليمًا، ولا تقلّ أهمّيّة الأمان العاطفيّ عن أيّ احتياجات فسيولوجيّة أخرى كالطعام والشراب.  لذا، احرص على جعل هذا الأمر أولويّة لك، لضمان تنشئة طفل سويّ عقليًّا وعاطفيًّا.     المراجع https://kidstable.com/en/importance-children-emotional-security/  https://www.amankids.com/post/15413/  https://ccy.jfcs.org/5-ways-can-help-kids-feel-safe-unsafe-world/  https://thriveworks.com/blog/frightened-child-feel-safe-again/#:~:text=You%20can%20help%20children%20with,can%20to%20keep%20them%20safe.   

كيف تكافئ طفلك من دون أن يصبح مدلّّلًا

هل يمكن أن تتحوّل المكافأة إلى عقاب؟ تعدّ مكافأة الأطفال على السلوك الحسن، أو الإنجازات أو الجهود المبذولة، نهجًا شائعًا في التربيّة. وعندما تُطبّق بأسلوب صحيح، يمكن أن تصبح أداة فعّالة لتحفيز الأطفال، وتعزيز احترامهم لذواتهم، وترسيخ عادات إيجابيّة في حياتهم.  لكن، إذا أُسيء استخدامها، أو تمّ الإفراط في تقديمها، فقد تفقد المكافآت فعّاليّتها، وتؤدّي إلى نتائج عكسيّة غير متوقّعة، مثل تعزيز شعور مبالغ فيه بالاستحقاق، أو زعزعة الحافز الداخليّ لدى الطفل.  إذن، كيف يمكن للآباء مكافأة أطفالهم بالشكل الأمثل؟ ما السلوكيّات أو الإنجازات التي تستحقّ المكافأة، وأيّها لا يستحقّ؟ يناقش هذا المقال الغايات من المكافآت، وأنواعها المناسبة، إضافة إلى المواقف التي تكون فيها مكافأة الطفل خيارًا ملائمًا.    الغرض من مكافأة الأطفال  في الأساس، تعتبر المكافأة شكلًا من أشكال التقدير، ويمكنها أن تحقّق النتائج الآتية:  - تعزيز السلوك الإيجابيّ: تساعد المكافآت الأطفال على فهم الأفعال المرغوبة، والتي تستحقّ التكرار، مثل المساعدة في الأعمال المنزليّة، أو إظهار اللطف مع الآخرين، أو الدراسة باجتهاد وتركيز.  - تحفيز بذل الجهد: يمكن للمكافآت تشجيع الأطفال على المثابرة في المهام التي يجدونها صعبة، أو غير محبّبة.  - بناء الثقة: يظهر الاعتراف بالإنجازات، حتّى الصغيرة منها، للأطفال أنّ جهودهم موضع تقدير، وهذا يعزّز احترامهم لذاتهم.  ومع ذلك، من المهمّ إيجاد التوازن. فالاعتماد بشكل كبير على المكافآت - وخصوصًا المكافآت المادّيّة - يمكن أن يؤدّي إلى حصر تركيز الأطفال على الحوافز الخارجيّة، بدلًا من تعلّم تقدير السلوك أو الإنجاز نفسه.    ما المواقف التي تستحقّ المكافأة؟  لا تحتاج كلّ الأفعال أو السلوكيّات إلى المكافأة. والمفتاح هو المكافأة الموزونة بشكل مدروس وهادف، مع التركيز على السلوكيّات أو الإنجازات التي تتوافق مع قيمك، وأهدافك طويلة الأجل لطفلك.  الجهد والعمل الجادّ  تعلّم مكافأةُ الجهد، وليس النتائج فقط، الأطفالَ أنّ المثابرة والتفاني من الصفات القيّمة. على سبيل المثال، إذا درس طفلك بجدّ من أجل الاختبار، ولكنّه لم يحصل على أعلى الدرجات، فلا يزال بإمكانك الثناء على تصميمه ومكافأته. يعزّز هذا النهج عقليّة النموّ، إذ يتعلّم الأطفال التعامل مع التحدّيات، ورؤية الفشل باعتباره خطوة نحو التحسّن.  التصرّف بلطف وتعاطف  عندما يُظهر الطفل التعاطف، أو يساعد أحد أشقّائه، أو يبذل قصارى جهده لجعل شخص ما يشعر بتحسّن، فإنّ إدراك هذا السلوك يعزّز أهمّيّة أن يكون لطيفًا ومتعاطفًا مع الناس من حوله. على سبيل المثال، قد تكون المكافأة عبارة عن اعتراف لفظيّ مثل: "أنا فخور جدًّا بالطريقة التي ساعدت بها صديقك عندما كان مستاءً".  تحقيق مراحل مهمّة  إن المراحل المهمّة، مثل التدريب على استخدام المرحاض، أو تعلّم ربط الحذاء، أو إتقان مهارة جديدة، أو الوصول إلى مستوى متقدّم في إحدى المسابقات، جميعها تستحقّ التقدير. فغالبًا ما تتطلّب هذه الإنجازات الصبر والجهد والممارسة، ومكافأتها تساعد الأطفال في الشعور بالفخر بإنجازاتهم، وتدفعهم نحو المزيد.  الاستمراريّة في تحمّل المسؤوليّة  إذا كان طفلك يكمل مهامه المنزليّة باستمرار، أو واجباته المدرسيّة فور رجوعه من المدرسة وتناول وجبة الغداء، أو ينجز أيًّا من مسؤوليّاته الأخرى من دون تذكير، فمن الجدير الاعتراف بأنّه مسؤول وجدير بالثقة. هذا يعزّز لديه فكرة أنّ الاستمراريّة والشعور بالمسؤوليّة الذاتيّة أمران قيّمان.  التغلّب على التحدّيات  إذا خرج طفلك من منطقة الراحة الخاصّة به، أو تغلّب على خوف - مثل التمثيل في مسرحيّة مدرسيّة، أو تعلّم ركوب الدراجة - فهو يستحقّ التقدير. تظهر له مكافأة هذه اللحظات أنّ الشجاعة والجهد موضع تقدير، حتّى عندما تبدو المهمّة صعبة.    ما المواقف التي لا تنبغي مكافأة الطفل عليها  في حين أنّ المكافآت قد تكون محفّزة، إلّا أنّ هناك مواقف معيّنة يجب تجنّب مكافأتها:  المهامّ اليوميّة  يجب على الآباء تجنّب مكافأة الأطفال على السلوكيّات التي تعتبر مهامًّا أساسيّة، مثل تنظيف أسنانهم، أو ارتداء ملابسهم، أو اتّباع قواعد المنزل، فهي جزء من الحياة اليوميّة، ولا تتطلّب حوافز خارجيّة، بل تتطلّب التزامًا. يمكن أن تخلق مكافأة هذه السلوكيّات شعورًا بالاستحقاق، فيتوقّع الأطفال الثناء أو المكافآت، لمجرّد القيام بما هو ضروريّ، ولن يقوموا به إن لم تعد تكافئهم على ذلك.  الرشوة للقيام بعمل ما  إنّ استخدام المكافآت كوسيلة "لرشوة" الأطفال، لتشجيعهم على التصرّف بشكل أفضل - مثل أن تُقدّم لهم الحلوى لوقف نوبة الغضب، أو وعدهم بلعبة إذا قاموا بتنظيف غرفتهم - يمكن أن يأتي بنتائج عكسيّة. فهذا يعلّم الأطفال التفاوض للحصول على المكافآت، أو التصرّف بشكل جيّد فقط عندما يحصلون على شيء في المقابل. بهذه الطريقة، سيفتقرون إلى روح العطاء مع الوقت، بل سيتوقّعون دائمًا شيئًا مقابل أيّ عمل خير، أو خدمة يقدّمونها إلى الآخرين.   الإشباع الفوريّ لكلّ عمل صالح  لا يحتاج الأطفال إلى مكافأة في كلّ مرّة يتصرّفون فيها بشكل جيّد. على سبيل المثال، إذا شاركوا لعبهم مع الأطفال الآخرين، أو ساعدوا أحد الإخوة، فإنّ عبارة "شكرًا" تكفي غالبًا. إنّ مكافأة كلّ فعل صغير، يمكن أن تقلّل من أهمّيّة المكافآت، وتجعل الأطفال ينتظرون المدح من الآخرين باستمرار.  التحصيل الأكاديميّ الجيّد من دون جهد  على الرغم أنّه من المهمّ الاعتراف بالإنجازات الأكاديميّة، إلّا أنّ مكافأة الدرجات وحدها يمكن أن ترسل رسالة خطأ. على سبيل المثال، إذا حصل الطفل على "A" بأقلّ جهد، فإنّ مكافأته قد تعلّمه التركيز على النتائج، بدلًا من التركيز على الجهد في الدراسة، وعلى عمليّة التعلّم بحدّ ذاتها. فالأهمّ هو التركيز على الجهد الذي بذله الطفل ليحقّق نتيجة ما، حتّى لو لم تكن النتيجة مرضية بشكل كافٍ.      أنواع المكافآت التي يمكن للوالدين استخدامها  لا يلزم أن تكون كلّ المكافآت مادّيّة، أو باهظة الثمن. في الواقع، غالبًا ما يكون للمكافآت غير المادّيّة تأثير أعمق في قلوب الأطفال. في ما يأتي بعض أنواع المكافآت:  الثناء اللفظيّ  يمكن أن تكون عبارة "أنا فخور بك"، أو "لقد قمت بعمل رائع"، من أكثر المكافآت أهمّيّة للطفل. يجب أن يكون الثناء محدّدًا للسلوك أو الجهد الذي تعترف به. على سبيل المثال:  بدلًا من قول "عمل جيّد"، حاول أن تقول: "لقد عملت بجدّ لحلّ هذا اللغز! أنا معجب حقًّا بصبرك وتركيزك".  قضاء وقت ممتع مع طفلك  قضاء وقت إضافيّ مع طفلك باعتباره مكافأة، يعزّز الروابط العاطفيّة بينكما، ويؤكّد له أنّ جهوده محلّ تقدير وإعجاب. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول له: "بما أنّك قمت بعمل رائع في تنظيف غرفتك، دعنا نذهب معًا إلى الحديقة بعد الظهر".  الامتيازات  قد يكون تقديم الامتيازات، مثل وقت إضافيّ للعب، أو اختيار فيلم عائليّ، أو البقاء مستيقظًا لفترة أطول، مكافأة مفيدة للأطفال. هذه المكافآت فعّالة بشكل خاصّ، لأنّها تشعرهم بالتميّز والتحفيز من دون أن تكون مادّيّة.  المكافآت المادّيّة (شرط أن تكون باعتدال)  في بعض الأحيان، يمكن استخدام المكافآت المادّيّة، مثل الألعاب للأطفال الأصغر سنًّا، والذين يستجيبون جيّدًا للحوافز البصريّة أو المادّيّة. على سبيل المثال، يمكن لمجموعة ملصقات تحفيز الطفل على إكمال المهامّ، مع منح مكافأة أكبر بعد الوصول إلى هدف معين.  الاحتفالات والتقدير  قد يكون لتقدير إنجازات الطفل أمام أفراد الأسرة أو الأصدقاء أثر رائع. على سبيل المثال، يمكن لقول "نحن فخورون جدًّا بالطريقة التي تدرّب بها [اسم الطفل] على السباحة كلّ يوم هذا الأسبوع"، أمام أفراد الأسرة، أن يعزّز ثقته بنفسه وشعوره بالإنجاز.    *** هل المكافآت نهج للانضباط وتحفيز السلوك الجيّد، أم أنّها تنتج أطفالًا مدلّلين، يرتفع لديهم الشعور بالاستحقاق الذي في غير مكانه؟ جواب هذا السؤال تحدّده الطريقة والتوقيت اللذَين تقدّم فيهما المكافأة لطفلك.     المراجع https://www.aljazeera.net/women/2022/8/27/15-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A3%D8%A9-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84#:~:text=%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A3%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%20%D9%87%D9%88%20%D9%86%D9%87%D8%AC,%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A.    https://www.360moms.net/ar/articles/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-3-4-%D8%B3%D9%86%D8%A9/983-%D9%A1%D9%A0-%D8%A3%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A2%D8%AA-%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%83-%D9%84%D9%86-%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%81%D9%83-%D8%B4%D9%8A%D8%A6%D8%A7    https://www.parents.com/toddlers-preschoolers/discipline/the-right-way-to-set-up-a-reward-system-for-kids/ 

النموّ اللغويّ عند الأطفال: تسلسل زمنيّ وأهمّ النصائح

يعدّ النموّ اللغويّ عند الطفل أمرًا أساسيًّا لمساعدته على التفاعل مع مجتمعه، فهو ما يساعده على التعلّم والاختلاط مع أفراد المجتمع. ومن هنا، تأتي أهمّيّة التعرّف إلى مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال لتحديد المشكلات وتصحيحها مبكّرًا قبل فوات الأوان. فما المقصود بالنموّ اللغويّ عن الطفل؟ وما أهمّيّته؟ وما المراحل التي يمرّ فيها الطفل لينمو لغويًّا؟ لنكتشف ذلك معًا.   ما النموّ اللغويّ عند الطفل؟  النموّ اللغويّ هو العمليّة التي يتمكّن الطفل بها من اكتساب القدرة على معالجة الكلام والتواصل مع الآخرين. خلال هذه العمليّة، قد يبدأ الطفل تدريجيًّا بفهم الأنماط اللغويّة البسيطة، وتوسيع مخزونه من المفردات قبل أن يصل إلى مرحلة الطلاقة اللغويّة. وعلى الرغم من أنّ مراحل النموّ اللغويّ عالميّة وموحّدة، إلاّ أنّ نسبة التقدّم فيها تختلف من طفل إلى آخر، وهنالك العديد من العوامل المؤثِّرة في النموّ اللغويّ عند الأطفال، مثل وجود الحافز أو عدمه، والبيئة المحيطة، وجنس الطفل وتطوّره الجسديّ.    أهمّيّة النموّ اللغويّ عند الطفل  يحتاج الآباء والمعلّمون، ومقدّمو رعاية الأطفال واختصاصيّو علاج النطق واللغة أيضًا، إلى فهم مراحل النموّ اللغويّ الذي يساعدهم على تعزيز نموّ الطفل الصحّيّ، ويمكّنُهم من وضع أهداف تعلُّميّة للأطفال، والتدخّل لتصحيح أيّ خلل قد يحدث في حال لم يحقّق الطفل المعايير المناسبة لعمره.   ليس هذا وحسب، إذ تتمثّل أهمّيّة النموّ اللغويّ عند الأطفال في ما يلي:  - مساعدة الطفل على التفاعل مع مجتمعه.  - تحسين تطوّر الطفل المعرفيّ.  - تعزيز قدرة الطفل على التعبير عن نفسه.  - تطوير مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال.  - رفع مستوى تقدير الطفل ذاته.    ما مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال؟  يختلف أصحاب العلم والاختصاص في تسمية مراحل النموّ اللغويّ، فبعضهم يطلق عليه اسم جدول النموّ اللغويّ عند الأطفال، وآخرون يعرّفونه بمراحل التطوّر اللغويّ عند الأطفال، لكنّهم يتّفقون في تقسيم عمليّة النموّ اللغويّ إلى ستّ مراحل أساسيّة، يمكن تلخيصها في ما يلي:    المرحلة ما قبل اللغويّة Pre-linguistic stage  هي المرحلة الأولى في عمليّة التطوّر اللغويّ عند الأطفال، وتستمرّ عادة منذ ولادة الطفل حتّى عمر 6 أشهر. خلال هذه الفترة، لا يكون الطفل قد تمكّن بعد من تطوير أيّ مهارات لغويّة. لذا، نجد طريقة التواصل الوحيدة عنده بالأصوات، كالبكاء وإصدار أصوات عند الفرح والشبع، وغيرها من الأصوات الناجمة عن تطوّر أوتار الطفل الصوتيّة.  مرحلة المناغاة Babbling stage  تحدث هذه المرحلة في الفترة ما بين 6 أشهر و9 أشهر من عمر الطفل، والتي يبدأ خلالها بتدريب أوتاره الصوتيّة وإصدار مقاطع صوتيّة لا تشكّل كلمات بعد. وفي هذه المرحلة، تنمو أعضاء الفم والأسنان لدى الطفل لتجهّز الطفل للكلام الأكثر تقدّمًا.  مرحلة الكلمة الواحدة Holophrastic stage  تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل النموّ اللغويّ عند الطفل بين سنّ الـ 9 و18 شهرًا. وهنا تكون مهارات الطفل قد تطوّرت بما فيه الكفاية ليتمكّن من قول كلمات مفردة ومنفصلة تصف الأشياء، أو تعبّر عن احتياجاته الأساسيّة. على سبيل المثال، قد يقول الطفل كلمات مثل "دادا" أو "ماما" لجذب انتباه والديه.  مرحلة الكلمتين Two-word stage  خلال هذه المرحلة، يكون الطفل قادرًا على تشكيل جمل تتكوّن من كلمتين، حيث يقوم بتجميع كلمات تعلّمها خلال المرحلة السابقة (مرحلة الكلمة الواحدة)، ليقول جملة ذات معنى واضح تعبّر عن احتياجاته ومشاعره. من الأمثلة على الجمل ذات الكلمتين:  - "أريد أكل" أثناء الجلوس إلى طاولة الغداء.  - "كلب صغير" لوصف كلب أو حيوان أليف.  - "شكرًا ماما" للتعبير عن الشكر والامتنان.  من الجدير بالذكر أنّ هذه المرحلة تبدأ في عمر السنة والنصف، وتستمرّ حتّى عمر السنتين عند معظم الأطفال.  مرحلة الجملة Telegraphic stage  تبدأ هذه المرحلة في عمر السنتين وتستمرّ حتّى عمر سنتين ونصف. وهنا يصبح الطفل قادرًا، ليس فقط على تشكيل جمل أطول، وإنّما على تشكيل جمل معقّدة نوعًا ما. على سبيل المثال، قد يقول: "قطّة على الطاولة واقفة". ونلاحظ هنا أنّ الطفل يشكّل جملاً غير صحيحة تمامًا من ناحية القواعد اللغويّة، ولكنّها تؤدّي المعنى. فنحن نفهم بالمثال السابق أنّ هناك قطّة تقف على الطاولة.   خلال هذه المرحلة يصبح الطفل قادرًا على فهم إرشادات بسيطة ورئيسة، أو أوامر تتألّف من قسمين، مثلًا: "اذهب إلى الطاولة وأحضِر كتبك".  مرحلة الكلمات المتعدّدة Multi-word stage  بعد عمر السنتين والنصف، يدخل الأطفال مرحلة الكلمات المتعدّدة. وهنا، يصبحون أقدر على بناء جمل معقدّة تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وإيصالها إلى الآخرين. خلال هذه المرحلة يبدؤون بتطبيق القواعد اللغويّة الصحيحة من دون فهمها. فمثلاً، يبدؤون باستخدام كلمة "قطط" بدلاً من قط أو قطّة عند التعبير عن أكثر من قطّ، وهكذا.    نصائح لتحسين النموّ اللغويّ عند الأطفال  يحرص الآباء بطبيعة الحال على تطوير قدرات أطفالهم اللغويّة. وكما سبق أن ذكرنا، تؤثّر عوامل البيئة المحيطة أو التحفيز الخارجيّ في تطوير مهارات الطفل اللغويّة.   وبعد أن تعرّفنا إلى مراحل النموّ اللغويّ عند الطفل، نعرض بعض النصائح التي تساعد الآباء والمربّين على تحسين تطوّر أطفالهم اللغويّ:  قراءة القصص والكتب قراءةً جهريّة تساعد قراءة الكتب والقصص في مرحلة الطفولة المبكرة الأطفالَ على تعلّم كلمات جديدة، وتركيبات مختلفة للجمل، ممّا يحسّن مهاراتهم ويسرّع عمليّة اكتسابهم اللغة. احرص على تخصيص وقت لقراءة القصص مع طفلك قراءة جهريّة، وحاول قدر الإمكان استخدام تعابير ونبرات مختلفة لزيادة استفادته، وتطوير قدراته اللغويّة.   يمكنك أيضًا أن تطلب إلى طفلك تكرار بعض الكلمات التي تقرؤها له، لاختبار مدى استفادته من جلسات القراءة.  تحدّث إلى طفلك باستمرار  يسهم التواصل المستمرّ مع الأطفال في تطوير مهاراتهم اللغويّة. فإن لم يتمكّن الطفل من الردّ مباشرة أو فهم كلّ ما يُقال له، فتكرار العبارات والمفردات في سياقات متنوّعة يساعده على التعرّف إلى الكلمات ومعانيها وربطها بسياقات ومواقف محدّدة. وهكذا، عندما يسمع الطفل على سبيل المثال جملة "هل تريد الماء؟" بشكل متكرّر، يتمكّن بعد بعض الوقت من استيعابها واستخدامها استخدامًا صحيحًا. شجّع طفلك وحفّزه باستمرار  يؤدّي التحفيز والتشجيع دورًا مهمًّا في تحسين قدرات الطفل اللغويّة، حيث يعزّز ثقته بنفسه، ويجعله أكثر قابليّة للتعلّم، بل ويسرّع عمليّة التعلّم لديه.  عندما يرتكب طفلك خطأً في اللغة، صحِّح الخطأ بأسلوب تشجيعيّ، وكرّر على مسامعه طريقة اللفظ الصحيحة أو طريقة التعبير عن فكرته، ثمّ كافئه بعبارات تشجيعيّة عندما يصحّح الخطأ.  قلّل الوقت الذي يقضيه طفلك خلف الشاشات  نعم، البقاء أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة الذكيّة قد يؤثّر سلبًا في تطوّر الأطفال لغويًّا، حتّى وإن كان ما يشاهدونه تعليميًّا، أو متخصّصًا في تعليم اللغة، ذلك أنّ مثل هذه الأجهزة تفتقر إلى التفاعل، وهي مجرّد ملقّنة للطفل ولا تتيح له التفاعل معها.   من الأفضل، إذًا، مراقبة الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الأجهزة الذكيّة، والحرص على تقديم تجربة تفاعليّة له عند مشاهدة فيديوهات تعليميّة.   مثال ذلك، شاهد الفيديو التعليميّ معه، وتحدّث إليه أثناء المشاهدة، وناقش معه ما يشاهده من محتوى. فحتّى وإن لم يفهم حديثك تمامًا، يساعده ذلك على التعرّف إلى الكلمات وربطها بسياقاتها الصحيحة، كما سبق أن أوضحنا.  امنح طفلك السيطرة على الحديث  أثناء التحدّث إلى طفلك، امنحه الحرّيّة وزمام القيادة لإدارة الحديث. دعه يعبّر عن مشاعره وأفكاره وناقشه فيها بدلاً من أن تطرح عليه الأسئلة، وتقترح الموضوعات في البداية. كن مستمعًا إليه، وسِر معه في الحوار حتّى يتمكّن من تشكيل أفكاره وجمله بمفرده.  * * * وهكذا، نجد أنّ فهم مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال أمرٌ حاسم لضمان تطوّرهم السليم في التواصل والتعلّم. فبفهم هذه المراحل المختلفة ومعرفتها، نتمكّن، كوننا آباءً ومدرّسين ومتخصّصين، من تقديم الدعم اللازم لأطفالنا في كلّ مرحلة، وتحديد أيّ مشكلات يواجهونها، وحلّها مبكّرًا قبل أن تتفاقم وتؤثّر في نموّ الطفل السليم.    المراجع https://www.indeed.com/career-advice/career-development/stages-of-language-development  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7236655/  https://www.tappytoesnursery.com/stages-of-language-development/  https://raisingchildren.net.au/babies/development/language-development/language-development-0-8   

كيف أنجح في تعويد الطفل على النوم بمفرده؟

لعلّ الأبوة والأمومة من أصعب الأدوار في الحياة وأكثرها نُبلًا، فمنذ اللحظة الأولى لولادة الطفل تبدأ التحدّيات، من تجهيز مكان مناسب له، والاهتمام بصحّته، ومراقبته ليلًا ونهارًا، وتلبية احتياجاته. ومع ذلك، لا بدّ أن تتقلّص هذه المسؤوليّات مع نموّ الطفل، عندما يصبح قادرًا على تحمّل بعض المسؤوليّات، ومنها النوم بمفرده. لكنّ بعض الأطفال يتعلّقون بوالديهم ويرفضون الابتعاد عنهم، وأحد أشكال هذا الارتباط هو عدم رغبتهم في النوم وحدهم.  يُعدّ النوم المستقلّ إنجازًا مهمًّا، يعزّز الاعتماد على الذات، ويحسّن جودة النوم. إلّا أنّ الأطفال الصغار غالبًا ما يقاومونه لأسباب مختلفة. لذا، فإنّ فهم هذه الأسباب، وتنفيذ استراتيجيّات مناسبة، يمكن أن يسهّل هذه العمليّة لكلّ من الآباء والأطفال. ستتناول هذه المقالة الصعوبات الشائعة التي يواجهها الأطفال عند النوم بمفردهم، وأسبابها، بالإضافة إلى نصائح عمليّة تساعدهم في الانتقال إلى النوم المستقلّ.    لماذا يرفض الأطفال النوم بمفردهم؟  قبل التطرّق إلى النصائح، من الضروريّ فهم الأسباب التي تجعل بعض الأطفال يواجهون صعوبة في النوم بشكل مستقلّ، ومنها:  1. قلق الانفصال: يشعر بعض الأطفال بقلق الانفصال، خصوصًا عند تركهم بمفردهم في غرفة مظلمة. وعلى الرغم من أنّ قلق الانفصال جزء طبيعيّ من تطوّر الطفل، إلّا أنّه يجعل من الصعب عليه الابتعاد عن والديه، لا سيّما وقت النوم. كما أنّ الأطفال الصغار لا يزالون يتعلّمون كيفيّة تنظيم مشاعرهم، ما يتسبّب في صعوبة شعورهم بالاسترخاء، وبالتالي صعوبة النوم من دون وجود أحد والديهم.  2. الخوف من الظلام أو الكوابيس: يمكن أن يكون الخوف من الظلام، أو الوحوش الخياليّة، أو الكوابيس، سببًا في تردّد الأطفال في النوم بمفردهم، إذ تخلق مخيّلتهم الواسعة سيناريوهات مخيفة، تجعل وقت النوم صعبًا بالنسبة إليهم.  3. الاعتياد على النوم المشترك: إذا كان الطفل قد اعتاد على النوم مع والديه، أو في الغرفة نفسها، أو كان لديه روتين يتضمّن هزّه للنوم، فإنّه يتوقّع استمرار هذا الروتين. لذلك، عندما يحاول الأهل تغيير هذا النمط، فمن الطبيعيّ أن يواجه الطفل صعوبة في التأقلم.  4. التغيّرات المصاحبة للنموّ: في بعض المراحل، مثل التسنين، أو التدريب على استخدام الحمّام، قد تضطرب أنماط نوم الطفل، ما يصعّب عليه التكيّف مع ترتيبات النوم الجديدة.  5. بيئة النوم غير المستقرّة: إذا مرّ الطفل بتغيير كبير، مثل بدء الحضانة، أو ولادة شقيق جديد، أو الانتقال إلى منزل جديد، فقد يزيد ذلك من اضطرابه، ويجعله أكثر تعلّقًا بوالديه أثناء النوم.  6. التعب المفرط: عندما يكون الطفل مرهقًا للغاية، فإنّه قد يواجه صعوبة في النوم بمفرده. كما أنّ التعب الزائد قد يؤدّي إلى زيادة مستويات الكورتيزول (هرمون التوتّر)، ما يعيق الاستغراق في النوم بسهولة، ويؤدّي إلى اضطرابات في النوم.  يساعد فهم هذه الأسباب الآباء في التعامل مع تعويد الطفل على النوم بمفرده بتعاطف وصبر. الآن، دعنا نستكشف بعض النصائح العمليّة، لمساعدة الأطفال في تعلّم النوم بمفردهم.    8 نصائح تساعد على تعويد الطفل على النوم بمفرده  1. تأسيس روتين ثابت لوقت النوم  يساعد الروتين الثابت على تهيئة الطفل نفسيًّا وجسديًّا للنوم. ومن الأنشطة التي يمكن أن يتضمّنها:  - الاستحمام: يساعد على الاسترخاء، وإعداد الجسم للنوم.  - الأنشطة الهادئة: مثل قراءة قصّة، أو غناء تهويدة، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.  - تنظيف الأسنان وارتداء البيجاما: يكمل الروتين، ويشير إلى الانتقال من النهار إلى الليل.    2. إنشاء بيئة صديقة للنوم  تؤدّي بيئة النوم دورًا مهمًّا في مساعدة الطفل على النوم بهدوء. لتحقيق ذلك:  - تأكّد من أنّ الفراش مريح، ومناسب لحجم الطفل واحتياجاته.  - حافظ على درجة حرارة الغرفة معتدلة.  - استخدم إضاءة ليليّة خافتة، لتخفيف الخوف من الظلام، ومساعدة الطفل في الاسترخاء.  - اسمح للطفل بأخذ بطانيّته أو لعبته المفضّلة إلى السرير، للشعور بالأمان.    3. استخدام تقنيّات الانتقال التدريجيّ  بدلًا من فرض النوم المستقلّ فجأة، يمكن استخدام استراتيجيّات تدريجيّة، مثل:  - تشجيع الغفوات المستقلّة: شجّع الطفل على النوم بمفرده أثناء فترة القيلولة، إذ يكون أقلّ إجهادًا، وأكثر استعدادًا لبناء الثقة.  - الجلوس بالقرب: في البداية، يمكن للوالدين الجلوس بجانب الطفل إلى أن ينام، ثمّ الابتعاد تدريجيًّا كلّ ليلة.    4. تشجيع مهارات التهدئة الذاتيّة  تعليم الطفل تقنيّات الاسترخاء، مثل التنفّس العميق أو عناق لعبته المفضّلة، يساعده في تهدئة نفسه. كما أنّ التعزيز الإيجابيّ عند تحقيق أيّ تقدّم، مهما كان بسيطًا، يعزّز ثقته بنفسه، ويشجّعه على الاستمرار في المحاولة.    5. معالجة المخاوف والقلق الليليّ  يمكن التحدّث مع الطفل عن مخاوفه، وطمأنته أنّه في أمان. يمكن استخدام أفكار إبداعيّة، مثل "رذاذ الوحش"، (زجاجة رذاذ فيها ماء) لطمأنته، أو تفحّص الغرفة معه، أو تحويل السرير حيث ينام إلى منطقة ممتعة للتواجد فيها.    6. التحلّي بالصبر والمثابرة  يحتاج الطفل إلى الوقت للتكيّف مع النوم المستقلّ. من المهمّ أن يتحلّى الوالدان بالصبر، وأن يكونا داعمَين له، وعدم إجباره على النوم بمفرده بطريقة مفاجئة.    7.  تجنّب الارتباطات السلبيّة بالنوم  يجب جعل وقت النوم تجربة إيجابيّة، والابتعاد عن استخدامه وسيلة للعقاب، حتّى لا يربط الطفل بين النوم والمشاعر السلبيّة.    8. مراقبة الأنشطة النهاريّة  تؤثّر الأنشطة النهاريّة في جودة نوم الطفل، لذا من المهمّ:  - التأكّد من أنّ الطفل يحصل على قسط كافٍ من النشاط البدنيّ أثناء النهار.  - تجنّب الشاشات قبل ساعة على الأقلّ من النوم، لأنّ الضوء الأزرق يعطّل إنتاج الميلاتونين.  - تجنّب الوجبات الثقيلة، أو الغنيّة بالسكّر، قبل النوم.    ***  قد يبدو تعويد الطفل على النوم بمفرده مهمّة مرهقة، خصوصًا في نهاية اليوم، عندما يكون الأهل متعبين. لكنّ فهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى مقاومة النوم المستقلّ، وإنشاء روتين ثابت، وتوفير بيئة مناسبة للنوم، يمكنها تسهيل هذه العمليّة. تذكّر أنّ كلّ طفل يختلف عن الآخر، وما ينجح مع أحد الأطفال، قد لا ينجح مع آخر. ومع المثابرة والصبر، سيتعلّم طفلك النوم بمفرده، ما يسهم في راحته وراحة جميع أفراد الأسرة.   المراجع https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/%D9%A4-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%85-4282  https://mysleepingbaby.com/how-to-teach-a-toddler-to-sleep-without-mom/  https://www.parents.com/kids/sleep/tips/how-do-i-teach-my-child-to-sleep-alone/  https://trbeyah.com/r/%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%85-%D8%A8%D9%85%D9%81%D8%B1%D8%AF%D9%87 

7 خطوات لتحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة

مع انتهاء العطلة الصيفيّة، تبدأ أجواء العودة إلى الدراسة، إذ يختبر الآباء والأمّهات - تمامًا مثل أطفالهم - مزيجًا من مشاعر السعادة والتوتّر. وسواء كان طفلك يدخل المدرسة لأوّل مرّة، أو ينتقل إلى صفّ أعلى أو مدرسة جديدة، فإنّ هذه التغييرات تتطلّب إعدادًا جيّدًا لمساعدته في التكيّف، وضمان بداية ناجحة للعام الدراسيّ. ومع ذلك، من المهمّ ألّا يشعر الطفل بالتوتّر أثناء هذه التحضيرات، فالأمر يحتاج إلى تخطيط بسيط واستراتيجيّات عمليّة، تجعل الانتقال من الإجازة إلى الدراسة سلسًا قدر الإمكان.  في هذا المقال، نستعرض سبع خطوات لتحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة، والتي تناسب جميع الأعمار.    خطوات تحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة  العودة إلى روتين المدرسة غالبًا ما يستمتع الأطفال بروتين مرن خلال الصيف، مثل السهر لأوقات متأخّرة وكثرة اللعب. ومع اقتراب العام الدراسيّ، تصبح العودة إلى نظام يوميّ منتظم أمرًا ضروريًّا. لذلك، من المهمّ ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ قبل أسبوع أو أسبوعين من بداية المدرسة، ما يساعد جسم طفلك في التكيّف تدريجيًّا مع الجدول الجديد. يمكنك تعزيز هذا التغيير بأنشطة مهدّئة، مثل القراءة قبل النوم، وإبعاد الأجهزة الإلكترونيّة قبل ساعة أو ساعتين من موعد النوم. كما يمكنك تشجيع طفلك على الاستيقاظ مبكّرًا وممارسة الروتين المدرسيّ، مثل ارتداء ملابس المدرسة، وتجهيز حقيبته، وإعداد شطائره المفضّلة. بهذه الطريقة، سيتحمّس طفلك تلقائيًّا لبدء العام الدراسيّ، بل وسيكون متشوّقًا للذهاب إلى المدرسة.    تجهيز قائمة المستلزمات المدرسيّة استكمالًا للخطوة السابقة، يُعدّ أحد شراء المستلزمات المدرسيّة أهمّ الأنشطة التي تجعل طفلك متحمّسًا للمدرسة، وإشراكه في هذه العمليّة. قم بإعداد قائمة بالأغراض التي يحتاج إليها طفلك، مثل الدفاتر والأقلام وصندوق الغداء، ودعه يختار بنفسه بعض هذه الأغراض، والألوان والتصميمات التي يفضّلها. هذا الأمر يمنحه إحساسًا بالملكيّة، ويشعره بالاستعداد والثقة، ويزيد من تشوّقه إلى المدرسة.    التواصل المفتوح مع الطفل:  يمكن أن يساعد الحوار حول التوقّعات والأهداف في العام الدراسيّ القادم على تخفيف قلق طفلك. إذا كان في المراحل الدراسيّة المبكّرة، يمكنك أن تصف له شكل اليوم المدرسيّ الاعتياديّ، وتحدّثه عن الأصدقاء الجدد الذين سيلتقي بهم، والمعلّمين الذين سيهتمّون به، وأوقات اللعب خلال الفسحة. أمّا إذا كان طفلك أكبر سنًّا، فتحدّث معه عن الأهداف الأكاديميّة، والأنشطة اللامنهجيّة، والمسؤوليّات الجديدة التي سترافق ارتقاءه إلى صفوف أعلى، مثل المشاركة في المسابقات أو الأنشطة الرياضيّة.  شجّع طفلك على التعبير عن مشاعره تجاه العودة إلى المدرسة، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة، واعمل على معالجة أيّ مخاوف لديه، وطمئنه أنّ الشعور بالتوتّر قبل التجارب الجديدة أمر طبيعيّ تمامًا.    اصحب طفلك في زيارة إلى المدرسة بالعودة إلى بداية المقال، فالتوتّر الناتج عن التغييرات التي يواجهها الطفل في صفّ جديد أو مدرسة جديدة، سيكون أقلّ وطأة إذا قام بزيارة المدرسة قبل بداية الدراسة، إذ تقيم العديد من المدارس فعّاليّات تعريفيّة للأطفال وأولياء الأمور، قبل أيّام من بدء العام الدراسيّ. هذه فرصة للتجوّل في المدرسة، ورؤية الصفوف، وربّما لقاء المعلّمين، وهي تساعد طفلك في تخطّي الرهبة، والتآلف مع المكان. إذا لم تكن مدرسة طفلك تنظّم مثل هذه الفعّاليّات، يمكنك ترتيب زيارة سريعة بشكل فرديّ لطفلك، ما سيكون له أثر كبير في تهدئته، وتجهيزه لما هو مقبل عليه.    تشجيع العادات الصحّيّة يعد التمتّع بصحّة بدنيّة وعقليّة جيّدة، أمرًا لا غنى عنه للنجاح الدراسيّ. لذا، يجب أن تحرص على بناء عادات صحّيّة لدى طفلك، وأن تدعم رفاهيّته بشكل عامّ، ومنها:  - النوم الكافي: تأكّد من حصول طفلك على قدر النوم المناسب لعمره. الأطفال في عمر المدرسة يحتاجون إلى ما بين 9 إلى 12 ساعة من النوم يوميًّا، وكلّما كان عمر الطفل أصغر، احتاج إلى ساعات نوم أطول.  - التغذية المناسبة: قدّم لطفلك وجبات متوازنة، تحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين، لتوفير الطاقة والتركيز اللازمَين للتعلّم.  - النشاط البدنيّ: شجّع طفلك على ممارسة النشاط البدنيّ، سواء كان اللعب في الهواء الطلق، أو ممارسة الرياضة في النادي، أو المشي مع العائلة. النشاط البدنيّ يعزّز التركيز، ويقلّل من التوتّر، ويحسّن الحالة المزاجيّة.  إلى جانب ما سبق، علّم طفلك طرقًا لمواجهة المواقف المقلقة في المدرسة، مثل التنفّس العميق، أو التعامل بحكمة مع الأطفال المتنمّرين.    ممارسة الروتين الصباحيّ يمكن أن يكون اليوم الأوّل من المدرسة صعبًا، خصوصًا إذا لم يعتَد طفلك على الروتين اليوميّ. لذلك، يُفضّل التدرّب على هذا الروتين خلال العطلة الصيفيّة؛ بدءًا بالاستيقاظ في الوقت المناسب، وتنظيف الأسنان، ثمّ تناول وجبة الإفطار، وممارسة الأنشطة التي تُحاكي يومه الدراسيّ العاديّ. بالنسبة إلى الأطفال الأصغر سنًّا، يمكنك تدريبهم على المشي إلى مكان حافلة المدرسة، أو أيّ نشاط مشابه لروتينهم اليوميّ.    الحماس مُعدٍ غالبًا ما يتلقّى الأطفال إشارات من آبائهم وأمّهاتهم، تترك فيهم أثرًا كبيرًا.  لذا، فإنّ إحساسهم بحماسك للعام الدراسيّ الجديد، يمكن أن يؤثّر بشكل كبير في موقفهم من المدرسة. تحدّث إلى طفلك عن الجوانب الممتعة للمدرسة، مثل تكوين صداقات جديدة، وتعلّم موضوعات مثيرة للاهتمام، والحصول على التقدير عند التفوّق.  يمكنك أيضًا إخبار طفلك بقصص حول تجاربك المدرسيّة، ليشعر أنّك مررت بكلّ ما يمرّ فيه، وأنّك تفهمه، حتّى لو كان يحاول التهرّب من المدرسة أو يكرهها، فإنّ هذا سيساعده على رؤيتها مكانًا ممتعًا.     خطوة إضافيّة خطّط شيئًا مميّزًا لطفلك في يومه الأوّل من المدرسة، ليكون يومًا لا ينساه، فيربط المدرسة بأمور جذّابة. يمكنك أن تُعدّ وجبة خاصّة يحبّها للإفطار، أو أن تقدّم له هديّة لا علاقة لها بالمدرسة، أو أن تلتقط له صورة بملابس المدرسة وتعلّقها في البيت. هذه اللحظات الصغيرة يمكنها أن تحوّل اليوم الأوّل من المدرسة إلى نقطة انطلاق لطيفة، تجعل طفلك أكثر حماسًا.      ***  ينطوي تحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة على جوانب أعمق من مجرّد شراء المستلزمات، فهو يتعلّق بدعمهم، وجعلهم يشعرون بالثقة والاستعداد لخوض تجارب جديدة. يمكنك من خلال خطوات بسيطة، أن تتعامل مع مخاوف طفلك، وتمهّد له الطريق ليبدأ عامًا دراسيًّا ناجحًا. تذكّر أنّ لطفلك شخصيّته الفريدة، وقد تختلف احتياجاته عن احتياجات أقرانه. لذا، تحلَّ بالصبر والمرونة، واهتمّ بمشاعره وهو يتعرّف إلى العالم من خلال المدرسة، وساعده في التطلّع إلى العام الدراسيّ الجديد بسعادة.   المراجع https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/school/Pages/back-to-school-tips.aspx  https://payit.ae/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%88%D9%86%D8%A9/%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-10-%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AD-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B6%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85/  https://www.peacefulparenthappykids.com/read/Preparing-kids-child-New-School-Year   

7 خطوات للتعامل مع تدخّل الأهل في تربية الطفل

هل يبدو لك الموقف الآتي مألوفًا؟ كنت قد قرّرت أن تتّبع مع طفلك قاعدة "لا حلوى قبل العشاء". وفي إحدى السهرات العائليّة، جاء طفلك يركض تجاهك ضاحكًا، وملطّخًا ببقع الشوكولاتة على كامل وجهه، بعد أن أطعمته جدّته شريحة من كعكة الشوكولاتة. فقمت بتذكير جدّته بالقاعدة بلطف، لكنّها تردّ عليك ضاحكة: "يا بنيّ، لن تؤذيه شريحة واحدة! كنت أقدّم لك الحلوى قبل العشاء، وانظر كيف أصبحت!".  قد يكون هذا النوع من المواقف مزعجًا بالنسبة إليك، لكنّه مضحك أيضًا، لأنّك عندما تفكر في الطريقة التي يرى بها الأجداد الأمور، فإنّ انتهاك القواعد وتدليل الأحفاد هو جزء من "امتيازات الأجداد".    تربية الأبناء رحلة شخصيّة مليئة بالتحدّيات، ومختلفة في تجاربها من والد إلى آخر. لذلك، يطوّر كلّ والد أسلوبه الخاصّ في تربية أبنائه، والذي يتشكّل وفقًا لقيمه وثقافته ومعتقداته. لكن، وفي العديد من العائلات، قد يشعر الأقارب ذوو النوايا الحسنة، مثل الأجداد، والعمّات، والأعمام، وحتّى الأشقّاء، بأنّه يحقّ لهم التدخّل في كيفيّة تربية طفلك. سواء كانت مساهمتهم تأتي على شكل نصيحة، أو انتقاد مستمرّ، أو حتّى مشاركة مباشرة في قراراتك المتعلّقة بتربية الأبناء، فإنّ تدخّل الأسرة يمكن أن يكون محبطًا ومرهقًا.  وعلى الرغم من ذلك، فإنّ تدخّل الأسرة في جوهره ينبع غالبًا من حبّهم ورغبتهم في رعاية الطفل. فقد يعتقد الأقارب حقًّا أنّهم يساعدون بتقديم آرائهم. ومع ذلك، يمكن لتدخّلهم في بعض الأحيان أن يقوّض سلطتك، أو يخلق صراعًا، أو يؤدّي إلى ارتباك الطفل. وهذا لا يعني أنّ تدخّل الأهل في تربية الطفل، لا يمكن أن يحمل إيجابيّات وفوائد محتملة تنعكس عليه.    إيجابيّات مشاركة الأسرة في تربية الطفل  على الرغم من أنّ التدخّل قد يكون محبطًا، فمن المهمّ الاعتراف بالفوائد المحتملة لمشاركة الأسرة في تربية الأبناء.  توفير الدعم يمكن لأفراد الأسرة تقديم الدعم العمليّ والعاطفيّ للآباء، وهو ما يخفّف من عبء المسؤوليّة الكبيرة الملقاة على عاتقهم. على سبيل المثال، قد يوفّر الأجداد رعاية للأحفاد، ما يوفّر بعض الوقت للآباء للراحة أو العمل. كما يمكن للعائلة الممتدّة أيضًا تقديم الحكمة من تجاربهم في تربية الأبناء، والتي يمكن أن تكون قيّمة في التعامل مع التحدّيات.  تعزيز الروابط الأسريّة عندما يكبر الأطفال محاطين بأسرة ممتدّة، يطوّرون شعورًا قويًّا بالانتماء والارتباط، لتصبح العائلة إحدى أولويّاتهم. وهذا يخلق شبكة دعم تثري نموّهم العاطفيّ، وتساعد في غرس القيم الأسريّة.  التعرّض إلى وجهات نظر مختلفة غالبًا ما يأتي أفراد الأسرة من أجيال وخلفيّات ثقافيّة مختلفة، ما يعني أنّهم قد يقدّمون وجهات نظر ربّما لم تفكر فيها من قبل، ما يساعدك في التعامل مع المواقف الصعبة.    سلبيّات تدّخّل الأهل في تربية الطفل  على الرغم من الفوائد، إلّا أنّ التدخّل العائليّ قد يتجاوز الحدود، ويخلق تحدّيات للآباء، منها:  زعزعة سلطة الوالدين تتمثّل إحدى أكثر المشاكل شيوعًا في التدخّل العائليّ، في تناقض الأقارب، أو التشكيك في قراراتك التربويّة أمام طفلك. على سبيل المثال، إذا وضعت قاعدة بشأن وقت الشاشة، ورفضها أحد الأجداد أو سمح بوقت شاشة أطول، فإنّ هذا يرسل إشارات مختلطة إلى الطفل، ويقلّل من سلطتك.  النقد غير المرغوب فيه يمكن أن يؤدّي الانتقاد المستمرّ من أفراد الأسرة حول أسلوبك في التربية، إلى الشعور بالعجز والشكّ الذاتيّ. ويمكن أن تؤدّي التعليقات مثل "أنت صارم للغاية"، أو "أنت تدلّل الطفل"، إلى خلق توتّر غير ضروريّ وإيذاء للمشاعر، ما سيجعلك تعاني عدم وضوح الأساليب التي ستتّبعها في تربية طفلك.  الصراع والتوتّر يمكن أن يؤدّي تدخّل الأقارب إلى إجهاد العلاقات الأسريّة، والتسبّب في صراع بين الوالدين والأسرة الممتدّة. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدّي الخلافات حول أساليب التربية إلى الشجار والاستياء المستمرَّين.  إرباك الطفل عندما يتدخّل أفراد الأسرة بطريقة مناقضة لأسلوب الآباء، قد يجعل ذلك الطفل يشعر بالارتباك بشأن القواعد والتوقّعات، وقد يؤثّر هذا الافتقار إلى الاتّساق في سلوكهم، ويخلق صراعات على السلطة.    أفضل الطرق للتعامل مع تدخّل العائلة في تربية الطفل  يتطلّب التعامل مع التدخّل العائليّ إيجاد توازن دقيق بين تأكيد دورك والدًا أو والدةً، والحفاظ على علاقات أسريّة صحّيّة. في ما يأتي بعض الاستراتيجيّات لإدارة الموقف بشكل فعّال:  التواصل بشأن فلسفتك في التربية  تتمثّل إحدى الخطوات الأولى في التعامل مع التدخّل العائليّ، في توضيح منهجك في التربية للأقارب بوضوح. شارك أهدافك وقيمك باعتبارك المسؤول المباشر عن الطفل، حتّى يفهموا السبب وراء قراراتك. على سبيل المثال، إذا كنت تعطي الأولويّة للانضباط المبنيّ على النقاش، اشرح سبب تجنّبك للإجراءات العقابيّة، وكيف يتماشى ذلك مع فلسفتك في التربية.  وضع الحدود  الحدود ضروريّة لإدارة التدخّل، لذلك أخبر أفراد الأسرة بلطف، ولكن بحزم، ما هو مقبول وما هو غير مقبول. على سبيل المثال، إذا كان أحد الأجداد يعطي طفلك طعامًا غير صحّيّ ضدّ رغبتك، يمكنك القول: "لقد قرّرنا الحدّ من الحلويّات لـ (اسم الطفل)، وسنقدّر دعمك في الالتزام بهذه القاعدة".  حافظ على هدوئك واحترامك  من الطبيعيّ أن تشعر بالدفاعيّة عندما ينتقد أقاربك أسلوبك في تربية الأبناء، لكن الردّ بغضب قد يؤدّي إلى تصعيد الموقف، وتوتّر العلاقات الأسريّة. لذلك، حاول أن تحافظ على هدوئك واحترامك. وافقهم في وجهة نظرهم بقول شيء مثل: "أتفّهم أنّ هذه الطريقة التي كانت تتمّ بها الأمور عندما كنتم تربّون أطفالكم، ولكنّ هذا ما يناسب عائلتنا بشكل أفضل".  اختر معاركك  لا تستحقّ كلّ حالة من حالات التدخّل العائلي المواجهة. حدّد الأمور التي تستحقّ مناقشتها ومعالجتها، والقضايا التي يمكن التخلّي عنها. على سبيل المثال، إذا قدّم أحد الأقارب لطفلك هديّة صغيرة لم تكن لتختارها، فقد لا يكون الأمر يستحقّ بذل الطاقة للجدال. احتفظ بمناقشاتك لأمور أكثر أهمّيّة، مثل السلامة، أو قيم الأبوّة الأساسيّة.  أشرك شريكك  إذا كنت أنت وشريكك تربّيان معًا، فمن المهمّ تقديم أسلوب موحّد عند التعامل مع تدخّل الأسرة. ناقشا القضايا على انفراد، وقرّرا نهجًا مشتركًا للتعامل مع الأقارب، فقد يضمن هذا التناسق بينكما، ويمنع الأقارب من استغلال أحد الوالدين ضدّ الآخر.  استخدم الفكاهة واللطف  في بعض الحالات، يمكن للفكاهة أن تخفّف من حدّة التوتّر، وتجعل المحادثة أكثر سهولة. على سبيل المثال، إذا علّق أحد الأقارب على روتين وقت نوم طفلك، يمكنك أن تقول بابتسامة: "أعتقد أنّ الأمور تحت السيطرة الآن، شكرًا لك على كلّ حال!".  الحدّ من التواصل عند الضرورة  في الحالات القصوى، عندما يرفض أفراد الأسرة احترام حدودك، قد يكون من الضروريّ الحدّ من التواصل معهم. على الرغم من أنّ هذا قرار صعب أحيانًا، فإنّ إعطاء الأولويّة لرفاهيّة طفلك وراحة بالك، أمر بالغ الأهمّيّة.    ***  تدخّل الأسرة في تربية الأبناء قضيّة معقّدة، تتطلّب الصبر والتواصل ووضع الحدود. وعلى رغم أنّ الأقارب يتصرّفون غالبًا بدافع الحبّ والاهتمام بالطفل، إلّا أنّ تدخّلهم قد يهزّ سلطتك، أو يخلق صراعًا في بعض الأحيان. لذلك، حاول اتّباع الأساليب المذكورة، لتحقيق التربية السليمة التي ترغب بها لطفلك.   المراجع https://the12imams.net/2453/  https://www.brainbalancecenters.com/blog/best-ways-to-respond-to-family-who-interfere-with-your-parenting  https://www.supermama.me/posts/6-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%83   

تحضير الطفل الأكبر للمولود الجديد

الترحيب بمولود جديد وقت يبعث على الفرح في قلوب أفراد العائلة، لكن لو تأمّلت جيّدًا، ستلاحظ ابتسامة متوجّسة، يطغى عليها القلق والتوتّر من وصول الضيف الجديد، ترتسم على وجه الطفل الأكبر. وصول شقيق أصغر قد يعني غالبًا أنّ طفلك الأوّل سيضطرّ إلى التكيّف مع مشاركة اهتمام الوالدَين، والمساحة، والعاطفة. ومع أنّ هذا التغيير يمكن أن يكون ممتعًا، إلّا أّنه قد يكون مربكًا، أو حتّى مرهقًا لطفلك الأكبر، إذا لم يتمّ التعامل معه بعناية.   يعدّ إعداد طفلك لشقيق جديد، أحد أهمّ الخطوات في تعزيز علاقة الأخوّة الإيجابيّة، وضمان بيئة منزليّة متناغمة. في هذا المقال، سنستكشف استراتيجيّات لمساعدة طفلك على التكيّف مع وجود طفل جديد في العائلة، وأبرز التحدّيات الشائعة التي قد يواجهها.   لماذا إعداد طفلك للمولود الجديد أمر مهمّ  الصورة التي يكوّنها طفلك الأكبر عن وصول شقيق جديد، يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد في علاقته بالطفل وشعوره تجاهه. تشير دراسة نشرت في مجلّة علم النفس العائليّ (2014)، إلى أنّ كيفيّة تعامل الوالدَين في تقديم شقيق جديد للطفل الأكبر، تؤثّر بشكل كبير في سلوك الأطفال، وتكيّفهم العاطفيّ مع التغيير الجديد. وأشارت الدراسة إلى أنّه عندما يشعر الأطفال الأكبر سنًّا بالاندماج في العمليّة، ويتلقّون الدعم المستمرّ، فإنّهم يكونون أكثر قدرة على تطوير رابطة محبّة مع شقيقهم الجديد، وإظهار مشاكل سلوكيّة أقلّ.  ومع ذلك، إن لم تقم بتحضير طفلك بالطريقة المناسبة، فقد يشعر بالإهمال أو الغيرة، وهي مشاعر يمكن أن تتجلّى في نوبات الغضب، أو التعلّق الزائد بالوالدَين، أو أحدهما، أو السلوكيّات الرجعيّة، مثل التبوّل اللاإراديّ أو مصّ الإبهام. لذلك، فإنّ اتّخاذ خطوات استباقيّة لإشراك طفلك، وجعله يشعر بالأمان، يمكن أن يقلّل من هذه التحدّيات، ويساعد في خلق علاقة إيجابيّة بين الأشقّاء.    طرق تحضير الطفل الأكبر للمولود الجديد  ابدأ في التحضير مبكّرًا  يُعدّ إشراك طفلك الأكبر سنًّا في العمليّة في أقرب وقت ممكن، من أفضل الطرق لمساعدته في التكيّف.  قم بإخباره عن أخيه/ أخته بأسلوب يتناسب مع عمره؛ فإذا كان طفلك في عمر من 1 إلى 3 سنوات، يمكنك أن تجعل الشرح بسيطًا وقريبًا من قلبه. مثل أن تقول: "ينمو الطفل في بطن أمك، وقريبًا سيكون لديك أخت أو أخ صغير للّعب معه!".   أمّا الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة (من 3 إلى 5 سنوات)، فقد يكون لديهم المزيد من الأسئلة حول الطفل، مثل أين سينام، أو كيف سيلعب. استخدم الكتب أو مقاطع الفيديو المناسبة لأعمارهم، لمساعدتهم في فهم معنى وجود شقيق. وبالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًّا (من 6 سنوات فما فوق)، فيمكنهم استيعاب المفاهيم المباشرة والصريحة، وقد يعبّرون حتّى عن مخاوفهم، مثل كيف سيؤثّر وجود الطفل في روتينهم اليوميّ أو اهتمامك بهم. لذلك من المهمّ أن تكون منفتحًا للإجابة عن أسئلتهم بصدق.  ساعد طفلك في فهم كيف ستكون الحياة مع الطفل الجديد. اشرح له أنّ الأطفال يبكون وينامون كثيرًا، ويحتاجون إلى الكثير من الرعاية. أخبره أنّه على الرغم من أنّ الطفل قد لا يكون قادرًا على اللعب على الفور، إلّا أنّه سيكبر، وسيصبح أقرب إليه، وسيستمتع بقضاء الوقت معه.    أشرك طفلك في عمليّة التحضير  يساعد إشراك طفلك في الاستعدادات للطفل الجديد في شعوره أنّه جزء مهمّ من هذا التغيير.  - دعه يساعد في اختيار الأغراض الجديدة للطفل: اصطحب طفلك للتسوّق، ودعه يختار لعبة صغيرة أو ملابس لشقيقه الجديد. هذا سيجعله يشعر بالاندماج، ويعطيه شيئًا يتطلّع إلى حصوله.  - أخبره عن دوره: أكّد على أنّه سيكون أخًا أو أختًا أكبر، وامنحه شعورًا بالمسؤوليّة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "ستكون مساعدًا رائعًا لنا في العناية به، وسيحبّ الطفل وجودك حوله".  - جهّزا مساحة الطفل معًا: أشرك طفلك الأكبر في تجهيز غرفة الأطفال، أو تنظيم أغراض الطفل الجديد. على سبيل المثال، اطلب منه المساعدة في وضع ملابس الطفل في الأدراج، أو اختيار مكان وضع الألعاب.    تحدّث معه عن مشاعره  من الطبيعيّ أن يشعر طفلك بمزيج من المشاعر حول وصول شقيقه. فقد يشعر بالحماس في لحظة، والقلق أو الغيرة في لحظة أخرى.  - أكّد له صحّة مشاعره: أعلم طفلك أنّه من الطبيعيّ أن يشعر ببعض الانزعاج بشأن التغييرات القادمة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "من الطبيعيّ أن تشعر بالقلق قليلًا بشأن مشاركة الأمّ والأب مع طفل جديد. لكنّ هذا لن يغيّر مقدار حبّنا لك". سيشعره هذا بأنّ هناك من يستمع إليه ويطمئنه.  - تحدّث معه عن الغيرة: الغيرة هي الشعور الشائع بين الأطفال الأكبر سنًّا عند وصول طفل جديد. لذلك يجب أن تطمئن طفلك الأكبر سنًّا أنّ حبّك له لم يتغيّر، وأوضح له أنّ قلبك ينمو ليحبّ كلا الطفلين بشكلٍ متساوٍ. كما ننصحك بتوضيح أنّ الاهتمام بالطفل الجديد قد يكون أكثر بعض الشيء، لكنّ هذا فقط لأنّه طفل صغير، ويحتاج إلى رعاية مكثّفة، وهذا لا يعني أنّك لم تعُد تهتمّ به، وأنّه هو أيضًا جزء من هذه العمليّة.     حافظ على الروتين والاهتمام الخاصّ  تتمثّل إحدى أكثر الطرق فعّاليّة لتسهيل تأقلم طفلك الأكبر سنًّا، في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من التناسق في روتينه اليوميّ. فالتغييرات الكبيرة، مثل ظهور شقيق جديد، يمكن أن تكون أقلّ إرهاقًا، عندما تظلّ أجزاء أخرى من حياته على ما كانت عليه، مثل روتينه الخاص.  - التزم بالروتين: حافظ على ثبات وقت نومه ووجباته وأنشطته، حتّى بعد ولادة الطفل.  - حدّد وقتًا خاصًّا معه: خصّص وقتًا لقضائه حصريًّا مع طفلك الأكبر سنًّا، حتّى لو كان ١٥ دقيقة فقط في اليوم، سواء لقراءة كتاب معًا، أو لعب لعبته المفضّلة، فإنّ هذا الوقت يساعد في تعزيز علاقتك به.    الاستعداد للإقامة في المستشفى  إذا كانت الأمّ ستذهب إلى المستشفى لتوليد الطفل، فعلى الوالدَين اتّخاذ الترتيبات اللازمة لتقليل اضطرابات الطفل الأكبر.  - وضّح ما سيحدث: أخبر طفلك بمن سيعتني به أثناء وجود أمّه في المستشفى، وطمئنه بأنّها ستعود قريبًا.  - خطّط لاستقبال خاصّ: عندما يلتقي طفلك الأكبر بالطفل الجديد لأوّل مرّة، اجعل الظروف مناسبة لتكون هذه التجربة إيجابيّة. فيمكن أن يكون التفكير في تقديم هديّة صغيرة من الطفل الجديد إلى طفلك الأكبر بادرة لطيفة.    تعزيز علاقة إيجابيّة بين الإخوة  بعد ولادة الطفل، شجّع الأنشطة التي من شأنها أن تكوّن رابطة لطيفة بين أطفالك.  - امدح مساعدة الطفل الأكبر: اعترف بمساهمات طفلك الأكبر، مثل إحضار الحفّاضات، أو الغناء للطفل، أو مساعدتك في تغيير ملابسه. يمكن أن يعزّز هذا التأكيد على أهمّيّة مساعدته، وثقته بنفسه، كما أنّه يقوّي رابطته بالطفل.  - شجّع التفاعل مع الطفل الجديد: اسمح لطفلك الأكبر بحمل الطفل، أو لمسه، أو التحدّث إليه، تحت إشراف أحد البالغين. سيساعد هذا التفاعل في بناء رابطة عاطفيّة جميلة بين هذَين الطفلَين الصغيرَين.  - تجنّب المقارنات: احرص على عدم مقارنة أطفالك ببعضهم البعض، لأنّ هذا يمكن أن يولّد المنافسة والتوتّر بين الطفلَين. بدلًا من ذلك، احتفل معهما بصفاتهما وأفعالهما الجيّدة والفريدة.    ***  لا شعور يضاهي جمال استقبال مولود جديد، فهو حدث مهمّ ليس فقط للوالدَين، بل للأخ الأكبر أيضًا. وعلى الرغم من أنّ هذا التغيير قد يكون مصدر قلق للطفل الأكبر سنًّا، إلّا أنّ اتّباع الأساليب الصحيحة، وإشراكه في التحضير لاستقبال أخيه أو أخته الجديدة، يساعد الوالدَين في الحفاظ على مشاعر إيجابيّة وحماس للمرحلة المقبلة. تذكّر دائمًا أنّ مشاعر الحبّ والقبول لدى طفلك الأكبر تجاه المولود الجديد، تبدأ غالبًا من شعوره بالشمول والتقدير خلال هذا الفصل الجديد والمثير في رحلة عائلتك.   المراجع https://arabicpost.net/%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA/2021/12/02/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF/  https://childmind.org/article/preparing-child-new-sibling/  https://www.peacefulparenthappykids.com/read/prepare-your-child-for-new-baby  https://baby.webteb.com/articles/%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%88%D9%85-%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF_18992   

كيف أعرف أنّ أطفالي ضمن بيئة تعلّم فعّالة؟

نشأنا جميعًا على الاعتقاد بأنّ المدرسة هي المكان الرئيس للتعلّم، والقوّة الدافعة إلى بناء بيئة مثاليّة داعمة للطلّاب، والتي تعدّ عاملًا حاسمًا في تحفيز قدرات المتعلّمين أو تثبيطها. من هنا، تولي المؤسّسات التعليميّة اهتمامًا كبيرًا بتوفير بيئة تعليميّة إيجابيّة، تهدف إلى دعم الطلّاب لتحقيق أفضل النتائج، وتعزيز قدرتهم على اكتساب أكبر قدر من المعرفة.   في هذا المقال سنعرّف بيئة التعلّم الفعّالة، مع توضيح أبرز أنواعها، وأهمّيّتها، وكيف تؤثّر في الناتج التعليميّ.    بيئة التعلّم الفعّالة يشمل مصطلح بيئة التعلّم عمومًا المكان الذي يضمّ المتعلّمين، وثقافة المدرسة وروحها وخصائصها الأساسيّة، والثقافات المتعدّدة التي تؤثّر في الطلّاب خلال عمليّة التعلّم، بما في ذلك كيفيّة تفاعل الطلّاب مع بعضهم البعض، والأدوات والتقنيّات المستخدمة في التدريس، والضغوط والتوقّعات التي قد تُفرض على الطلّاب من محيطهم، بالإضافة إلى تفاعل الطلّاب مع معلّميهم في بيئة التعلّم، والطرق التي يستخدمها المعلّمون بهدف تسهيل عمليّة التعلّم.  يشير هذا التعريف إلى أنّ الطلاب يتعلّمون بطرق متنوّعة وفي سياقات مختلفة، ومع التركيز على توفير تربة خصبة للتعلّم، تتّجه الجهود نحو بناء بيئة تعلّم متكاملة العناصر، تهدف إلى تعزيز قدرة الطلّاب على التعلّم، ما يترك أثرًا إيجابيًّا كبيرًا، ويجعل عمليّة التدريس تجربة ممتعة ومثمرة.  يسعى طلّاب اليوم إلى بيئة تعلّم أكثر حيويّة، تتجاوز الصورة التقليديّة للصفوف الدراسيّة المزدحمة بالمقاعد والمكاتب والسبّورات. إنّهم يفضّلون بيئة تعليميّة مصمّمة خصّيصًا لتحفيز التفكير وتعزيز الإبداع، تدعم قدراتهم على التعلّم باعتماد استراتيجيّات تدريس مبتكرة ومتجدّدة. يريد الطلّاب أن يكونوا جزءًا من بيئة تعليميّة ملهمة، تُشعرهم بالإنجاز، وتتيح لهم التكيّف، والتفاعل بفعّاليّة مع زملائهم ومعلّميهم. باختصار، يطمح الطلّاب إلى أن يكونوا لاعبين نشطين وشركاء حقيقيّين في العمليّة التعليميّة، وليس مجرّد متلقّين سلبيّين للمعرفة.  بذلك، تعرّف بيئة التعلّم الفعّالة بأنّها البيئة التي يشعر فيها الطلّاب بالمشاركة والمسؤوليّة عن تعلّمهم، مع الشعور بالراحة الكافية للمشاركة الكاملة في الأنشطة الجماعيّة والفرديّة، والشعور بالدافعيّة إلى الوصول إلى نتائج تعليميّة واعدة.    مكوّنات بيئة التعلّم الفعّالة هناك العديد من المكوّنات والمواصفات التي تشير إلى إيجابيّة بيئة التعلّم وفعّاليّتها، أهمّها:  مكوّنات بيئة التعلّم الفيزيائيّة - الموقع: يشمل ذلك الفصول الدراسيّة التقليديّة، والمختبرات، والمكتبات، والمساحات الخارجيّة، أو أيّ مساحة مادّيّة يحدث فيها التعلّم.  - البنية الأساسيّة: إعداد الغرفة، بما في ذلك مساحات الجلوس، والإضاءة، والتهوية، وكفاءة الوصول إلى التكنولوجيا (أجهزة الكمبيوتر والسبّورة الذكيّة) والموارد الأخرى.  - الموادّ: الكتب المدرسيّة والأدوات واللوازم، وأيّ موادّ تعليميّة تسهّل التعلّم.    مكوّنات بيئة التعلّم الاجتماعيّة - التواصل: طبيعة التفاعل بين الطلّاب والمعلّمين، وتشمل أسلوب التواصل، وفرص التعاون بين الطلّاب أنفسهم وبين الطلّاب والمعلّمين، بالإضافة إلى أنظمة دعم الطلّاب.  - المجتمع: الشعور بالانتماء إلى مجتمع، ووجود أهداف مشتركة تجمع أفراده، والاحترام المتبادل الذي يمكن أن يحفّز المتعلّمين، ويشركهم في العمليّة التعليميّة.  - التوقّعات السلوكيّة: القوانين وقواعد السلوك التي تحدّد السلوكيّات المقبولة، وتخلق مساحة تعليميّة آمنة وتحترم أفرادها.    مكوّنات البيئة العاطفيّة - السلامة النفسيّة: خلق جوّ يشعر فيه المتعلّمون بالراحة في التعبير عن أنفسهم، من دون خوف من السخرية أو العقاب.  - الدافع والمشاركة: استخدام استراتيجيّات مخصّصة لإبقاء المتعلّمين مهتمّين، مثل تحديد أهداف واضحة، وتقديم الملاحظات، وتوفير محتوى هادف وذي صلة، يلقى اهتمامًا من الطلّاب.  - أنظمة الدعم: إمكانيّة الحصول على الاستشارة أو الإرشاد أو دعم الأقران، لمعالجة الاحتياجات العاطفيّة والأكاديميّة.    مكوّنات البيئة التعليميّة - مشاركة الأفكار: تشجيع الطلّاب على طرح الأسئلة الفضوليّة، أو النابعة عن رغبتهم بالتعلّم، فمنح الطلّاب حرّيّة التعبير يؤدّي إلى تعزيز حماسهم للتعلّم، ويفتح المجال أمام طموح لا حدود له.  - الإجابة عن الأسئلة: تقدير المعلّم للأسئلة التي توفّر فرصًا لاستكشاف الموضوعات بمزيد من التعمّق، بتشجيع الطلّاب الذين يطرحون الأسئلة بشكل إيجابيّ.  - نماذج التعلّم: يستخدم المعلّم نماذج تعلّم مختلفة، مثل: التعلّم القائم على الاستفسار والتجربة، والتعلّم المباشر، والتعلّم من نظير إلى نظير ومن مدرسة إلى مدرسة، والتعلّم الإلكترونيّ، والفصول الدراسيّة المقلوبة.  - نظام التقييمات: يقدّم المعلّم للطلّاب تقييمات مستمرّة وحقيقيّة وشفّافة، للمساعدة في تطويرهم الشخصيّ، وإعدادهم للفرص المستقبليّة.    مكوّنات البيئة التكنولوجيّة - التكامل الرقميّ: استخدام التكنولوجيا لتعزيز التعلّم، بما في ذلك المحاكاة التفاعليّة، أو البرامج التعليميّة، أو تجارب الواقع المعزّز.  - الأدوات الرقميّة: أدوات مؤتمرات الفيديو، ومنتديات المناقشة، والكتب الإلكترونيّة، والمحاكاة والمحتوى التفاعليّ الذي يدعم التعلّم عبر الإنترنت.  - إمكانيّة الوصول والمساواة: ضمان حصول جميع المتعلّمين على الأدوات اللازمة والوصول إلى الإنترنت، لضمان مشاركة جميع الطلّاب في تجربة التعلّم، بمن فيهم ذوو الإعاقة.    كيف يمكنني إنشاء بيئة تعليميّة إيجابيّة؟  هناك العديد من الأمور التي يمكن للأهل والمعلّمين القيام بها، لإنشاء بيئات تعليميّة فعّالة لأطفالهم وطلّابهم. في الآتي بعض النصائح المفيدة:  في المنزل يمكن للأهل إعداد مساحة تعليميّة مخصّصة لأطفالهم، حيث يمكنهم التحضير للدروس، أو حتّى حضور الفصول الدراسيّة عن بُعد، مع توفير جميع اللوازم الضروريّة، والمقاعد المريحة، والاتّصال القويّ بالإنترنت.    على المعلّمين مشاركة خطط الدروس القادمة مع الأهل، بتزويدهم بموادّ الفصل الدراسيّ ومهام القراءة والموارد الأخرى. في حال كان الطالب يواجه صعوبة ما، يمكن للأهل والمعلّمين التعاون في طرق دعمه، سواء باستخدام أساليب التدريس الحديثة، أو الدروس الخصوصيّة الفرديّة، أو الاستشارة.  يمكن للأهل، بالتعاون مع المعلّمين، أن يجعلوا وقت الدراسة أو قضاء الواجبات المنزليّة أكثر متعة، بتشغيل الموسيقى، أو استخدام الألعاب والمسابقات والتدريبات المحدّدة بوقت، أو روائح تحفّز الذاكرة، أو غيرها من أساليب التعلّم الفريدة.    في الفصل الدراسيّ يمكن للمعلّمين التفكير في تصميم الفصل الدراسيّ بطريقة مختلفة، تدعم تعلّم الطلّاب بفعّاليّة. مثلًا: التفكير بطريقة لوضع المقاعد بحيث تمكن للجميع رؤية ما يحدث في مقدّمة الغرفة، أو وضعها في أنصاف دوائر بدلًا من الصفوف المتتالية، لخلق المزيد من التفاعل بين الطالب وأقرانه.  كما يمكن أن يشجّع المعلّمون الطلّاب على المشاركة في إنشاء بيئة التعلّم التي يرغبون فيها، مثل صنع أعمال فنّيّة تزيّن الفصل أو المدرسة، أو المشاركة في جلسات نقاش حول مواضيع يهتمّون بها، وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم وطرح الأسئلة. من المرجّح أن يشعر الطلّاب بعد هذه الخطوات بمزيد من الارتباط ببيئتهم، طالما أنّ لهم يدًا في تشكيلها.    ***  يساعد إنشاء بيئات تعليميّة إيجابيّة وجذّابة للطلّاب في تعزيز قدرتهم على تلقّي المعلومات والاحتفاظ بها، ويزيد من فرص تحقيق الدعم العاطفيّ والتعليميّ الذي يحتاجون إليه للنجاح في المدرسة وخارجها.   المراجع https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9076804/  https://msaaq.com/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/  https://e3arabi.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7/  https://www.wgu.edu/blog/3-types-learning-environments2111.html