الرئيسية

في هذا العدد

العدد (20) ربيع 2025

الأهل والمدرسة: علاقة تكامليّة لم تكتمل بعد، طرحت منهجيّات موضوع الشراكة بين الأهل والمدرسة لخطورته، والتي يشكّل الاعتقاد السائد بأنّ "العلاقة الطبيعيّة" بين الأهل والمدرسة، تكمن في سؤال الأهل عن أبنائهم وتحصيلهم وسلوكهم، وحضور بعض الاجتماعات مع المعلّمين.  في هذا الاعتقاد تنمو إشكاليّتان مقلقتان الأولى تتجسّد في تخلّي الأهل عن حقّهم في مشاركة تخطيط تعلّم أبنائهم، وترك الأمر لإدارات المدارس. وهنا نقع في إشكاليّات نوع المدرسة، وتوجّهها، ومنهجها المُعتمد، وقدراتها، وغير ذلك ممّا يبني شخصيّة المتعلّمين وربّما يتحكّم في مستقبلهم وسلوكهم اللاحق. أمّا الثانية، فتكون في انفصال المدرسة عن محيطها، واختيارها منفردة ما يصل إلى أيديها من توجّهات ومناهج ومقاربات قد لا تكون بالضرورة مرتبطة بالمحيط الاجتماعيّ، ما ينمّي شعور الاغتراب في نفوس المتعلّمين، والذين يطّلعون على عالم مختلف عن بيئاتهم المتنوّعة. أضف إلى ما يشكّل ذلك من هدر لطاقات وتجارب اجتماعيّة يمكن للأهل أن ينقلوها إلى مجموع المتعلّمين، وذلك بورشات عمل ومحاضرات وأنشطة، تربط المتعلّمين بحيواتهم الحقيقيّة لا المتخيّلة، ولا سيّما مع واقع عيش المتعلّمين حيوات افتراضيّة في هواتفهم.

ملفّ العدد القادم

دعوة إلى الكتابة في ملفّ العدد 21: مصادر التعلّم المدرسيّ.. أما زال الكتاب المدرسيّ أساسًا؟

قضيّة الكتاب المدرسيّ وكونه مصدر التعلّم الأساسيّ والوحيد، قضيّة قديمة، ربّما من عمر إيجاد مفهوم الكتاب المدرسيّ؛ فمن ناحية، شكّل إيمان المعلّمين بالكتاب المدرسيّ عائقًا حقيقيًّا في وجه تطوير التعليم ونقلّه إلى التعلّم، على أساس أنّ الكتاب المدرسيّ ناقل المعرفة الضروريّة، ومعيار التعليم. ومن ناحية أخرى، خرج العديد من المعلّمين عن سطوة الكتاب المدرسيّ، باعتباره نصًّا جامدًا غير متفاعل مع تطوّرات العلوم والمعارف والاستراتيجيّات، والأهمّ متغيّرات الحياة. هذه القضيّة ما زالت مثار جدل اليوم، ولا سيّما أن المصادر البديلة التي كان المعلّمون يلجؤون إليها قد تطوّرت ورُدِفت بالتطوّرات التكنولوجيّة والذكاء الاصطناعيّ والوسائط البصريّة – السمعيّة. من هنا، يعود السؤال: هل الكتاب المدرسيّ أداة كاملة للتعليم، أم جزءًا من أدوات ومصادر؟ وهل استمراره ما زال ضروريًّا؟ ولماذا، بغضّ النظر عن إجابة سؤال الضرورة؟ تطرح منهجيّات في ملفّ عددها الحادي والعشرين موضوع استمرار أهمّيّة الكتاب المدرسيّ في العمليّة التعليميّة - التعلّميّة، مراعية فيه الظروف المختلفة لأوضاع المدارس؛ بين مدارس خاصّة ورسميّة، ومدارس للطبقات الغنيّة والطبقات الأقلّ حظًّا، ومدارس المدن والأرياف، ومدارس محلّيّة ودوليّة... وانطلاقًا من تجارب التربويّات والتربويّين العمليّة، نسعى لرصد التجارب في تعليم الطلّاب بالاعتماد على مصادر التعليم "الراهنة": هل ما زال الكتاب المدرسيّ أساسًا في عمليّة التعليم – التعلّم؟ تمكن المشاركة في هذا الملفّ بواحد أو أكثر من المحاور الآتية: - الاستغناء عن الكتاب المدرسيّ طوعًا: سرد تجارب تعليميّة استغنت عن الكتاب المدرسيّ باختيارها، وتفصيل ما البدائل المستخدمة والتي لا تنحصر بالبدائل التكنولوجيّة، بل تمتدّ إلى مصادر أخرى كالأفلام والمجلّات والزيارات الميدانيّة والمشاريع المتداخلة... ورصد النتائج التي أسفرت عنها هذه التجارب. - الاستغناء عن الكتاب المدرسيّ قسرًا: مع صعوبة استحصال المتعلّمين على الكتاب المدرسيّ لأسباب متعدّدة، ما البدائل التي لجأ المعلّمون إليها؟ وما كانت النتائج التي وصلوا إليها؟ وما تقييم التجربة؟ - هل ما زال الكتاب المدرسيّ ضرورةً؟ التفكير في موضوع كتاب محدود مهما كان حجمه، في مقابل مصادر تعلّم لا متناهية يمكن الوصول إليها؛ وموضوع ديمقراطيّة التعليم التي يمكن أن يحدّها كتاب، في مقابل اتّساع الأفق المفتوح في المصادر المختلفة؛ هل يمكن لكتاب ثابت أن يراعي التطوّرات والمتغيّرات التي تعصف بنا يومًا إثر يوم؟ وفي المقابل، ما الذي يضمن حصول المتعلّمين على حدّ ثابت من التعلّم في حال فتحنا المصادر لاختيارات المعلّمين، أو أن تكون المصادر البديلة في الجمود ذاته للكتب المدرسيّة؟ - هل ما زال الكتاب ضروريًّا مع تطوّرات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ؟ هل يساعد الكتاب في التفكير النقديّ؟ وكيف؟ هل الكتاب المدرسي قادر على مواكبة التطوّر والمعاصرة في عالم متغيّر بشكل يوميّ؟ - كيف ترتبط المرحلة العمريّة للمتعلّمين في خيارات المعلّمين بتدعيم الكتاب المدرسيّ بمصادر أخرى، أو الاستغناء عنه؟ سرد تجارب عمليّة مع خطواتها ونتائجها المختلفة.   سنستقبل مشاركاتكم في واحد من هذه المحاور، أو ربّما غيرها ممّا غاب عنّا في الموضوع، حتّى تاريخ 20 أيّار/ مايو 2025. يُمكنكم إرسال مُشاركاتكم عبر البريد الإلكترونيّ: [email protected]

أخبار تربويّة

أوامر إسرائيليّة بإغلاق 6 مدارس تابعة للأونروا في القدس الشرقيّة

قال المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، فيليب لازاريني إنّ مسؤولين إسرائيليّين من بلديّة القدس، برفقة قوات الأمن الإسرائيليّة، اقتحموا ست مدارس تابعة للوكالة في القدس الشرقيّة، وقاموا بتسليم أوامر بإغلاق هذه المدارس خلال 30 يومًا. وفي منشور على منصّة إكس، قال لازاريني إنّ مدارس الأونروا في القدس الشرقيّة المحتلة تعد منشآت تعليميّة تقدّم التعليم لأطفال لاجئي فلسطين. وأضاف أنّ حوالي 800 طالب وطالبة سيتأثرون بشكل مباشر بهذه الأوامر، ومن المرجّح ألّا يتمكنوا من إكمال عامهم الدراسيّ. وأضاف لازاريني أنّ مدارس الأونروا محميّة بموجب امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، ويعد الدخول غير المصرح به وإصدار أوامر الإغلاق انتهاكًا لهذه الحماية، ويمثلان نقضًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدوليّ. وأشار المسؤول الأمميّ إلى أنّ أوامر الإغلاق غير القانونيّة هذه تأتي في أعقاب تشريعات من الكنيست الإسرائيليّ تهدف إلى تقويض عمل الأونروا. وأكّد التزام الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالبقاء وتقديم التعليم والخدمات الأساسيّة الأخرى للاجئي فلسطين في الضفة الغربيّة، بما في ذلك القدس الشرقيّة، وفقًا لتفويض الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة.   المصدر (الأمم المتحدة).

مصر: انطلاق المؤتمر الثاني للتعليم التكنولوجيّ بمشاركة دوليّة

انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليّات المؤتمر الدوليّ الثاني للتعليم التكنولوجيّ (SCTE2025)، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلميّ في مصر، وتحت إشراف الدكتور أحمد الجيوشي، أمين المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجيّ، والذي ينظّمه المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجيّ، خلال الفترة من 8 إلى 10 نيسان/ أبريل الجاري بأحد فنادق القاهرة، تحت شعار "تعليم اليوم من أجل وظائف الغد". بمشاركة دوليّة واسعة من خبراء التعليم التكنولوجيّ من مختلف دول العالم. يشارك في المؤتمر نحو 2200 مشارك من ممثلي الوزارات، والهيئات التعليميّة، والصناعيّة، والجامعات التكنولوجيّة، إلى جانب نخبة من الأكاديميّين والخبراء ورواد الصناعة والتكنولوجيا، بهدف تعزيز الشراكات بين المؤسّسات التعليميّة والقطاعات المختلفة، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعيّة في منظومة التعليم التكنولوجيّ في مصر. ويتضمّن المؤتمر عرض ومناقشة 35 بحثًا علميًّا اختيرت من بين 150 بحثًا تقدّم بها أكاديميّون وباحثون وطلّاب، كما يُعرض خلال المؤتمر 200 مشروع طلابيّ ابتكاريّ، تم اختيار 75 مشروعًا منها للعرض أمام لجان التحكيم والمستثمرين والجهات الداعمة. ويناقش المؤتمر عددًا من المحاور، تشمل: تكامل التعليم التكنولوجيّ مع الخطط الوطنيّة للتنمية، وتفعيل دور الصناعة في توفير بيئة تدريب مناسبة، إلى جانب دور التعليم التكنولوجيّ في تحفيز الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز التحول الرقميّ والذكاء الاصطناعيّ في المنظومة التعليميّة، وحوكمة نظام التعليم التكنولوجيّ، وتقييم مخرجات التعليم وفقًا لمتطلبات سوق العمل على المستويات المحليّة والإقليميّة والدوليّة، فضلًا عن تطوير أساليب التقييم وضمان الجودة، وتعزيز التعاون الدوليّ والشراكات مع المؤسّسات الصناعيّة لتطوير التعليم التكنولوجيّ. المصدر (اليوم السابع).

إصدارات ترشيد التربويّة تُطلق الجزء الثاني من مشروع "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"

أطلقت إصدارات ترشيد التربويّة الجزء الثاني من كتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، والذي حمل عنوان "عبور الخِطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة "، من تأليف: د. وائل كشك. يتكامل هذا المشروع بأجزائه الأربعة ليقدّم منهجيّة تعليميّة شاملة تعزّز التفكير النقديّ، والتحليل البصريّ أو التاريخيّ، أو السرديّ. ومن خلال الربط بين هذه الأجزاء، يقدّم رؤية متكاملة تتيح للطلّاب والمعلّمين تطبيق المعارف والمهارات بطرائق متعدّدة ومتنوّعة، ممّا يثري العمليّة التعليميّة ويجعلها أكثر فاعليّة وتفاعلًا مع تحدّيات العصر الحديث. الجزء الثاني: عبور الخِطابات البصريّة من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة يُعدّ هذا الجزء من الكتاب مرجعًا شاملًا في مجال استخدام الخطاب البصريّ في التعليم، وهو يتضمّن مزيجًا من المفاهيم النظريّة والتطبيقات العمليّة التي تعزّز قدرة المعلّمين على تقديم محتوًى تعليميّ متنوّع وغنيّ، وفيه قسمان، هما: الأسس والمفاهيم يشتمل هذا القسم على فصل يتضمّن إطارًا مفاهيميًّا يُبنى عليه باقي المحتوى. ويُستهل هذا الفصل بالمداخل التكامليّة في التعليم؛ إذ يستعرض تاريخ تطوّر الترابط بين المعارف عبر العصور وصولًا إلى العصر الحديث. وتُستكشف فيه توجّهات فلسفيّة تدعم منهجيّة الربط بين الموادّ الدراسيّة، مع التركيز على كيفيّة تحقيق التكامل بين التخصّصات المختلفة لتعزيز الفهم الشامل لدى الطلّاب. ثمّ ينتقل الفصل إلى دراسة مفهوم الخطاب عمومًا مركّزًا على السيميائيّة وعناصر الخطاب الأساسيّة، ومن ثمّ ينظر في مفاهيم تأسيسيّة تختصّ بالخطاب البصريّ وأسس تحليله. وفي إثر ذلك، يجري تسليط الضوء على مهارات القرن الحادي والعشرين؛ إذ تُستعرض المهارات الضروريّة التي يحتاج إليها الطلّاب لمواجهة تحدّيات العصر الرقميّ. ويُختتم الفصل بمقترحات للمعلّمين تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من محتوى الكتاب. عبور الخِطاب البصريّ: مقاربات تعليميّة، أنشطة ومشاريع يتناول خمسة أنواع من الخطابات البصريّة موزّعة على خمسة فصول. وفي الفصل الثاني الذي يهتمّ بالخطاب الفنّيّ، يجري تحليل الأعمال الفنّيّة لفنّانين مشهورين لتوضيح كيفيّة الدمج بين الفنون وموادّ دراسيّة أخرى مثل التاريخ والأدب. وفي الفصل الثالث، يجري التركيز على تحليل الصور الفوتوغرافيّة وفهم الرموز والدلالات البصريّة، مع دمج أمثلة تطبيقيّة لتعزيز التفكير النقديّ. أمّا الفصل الرابع، فهو يركّز على الخطاب الكاريكاتوريّ ودوره بوصفه أداةً للتعبير والنقد الاجتماعيّ، ويقدّم استراتيجيّات لتوظيف الرسوم الكاريكاتوريّة في التعليم. وأمّا الفصل الخامس، فهو يستكشف الخطاب الذهنيّ، والتصوّرات الذهنيّة، من خلال أنشطة إبداعيّة تعتمد على النصوص الأدبيّة، في حين يركّز الفصل السادس على الخطاب السينمائيّ وكيفيّة استخدام الأفلام أدواتٍ تعليميّةً لتعزيز الفهم النقديّ والثقافيّ لدى الطلّاب. يوفّر هذا الجزء للمعلّمين إطارًا عمليًّا شاملًا يساهم في إحداث تجربة تعليميّة غنيّة ومتكاملة، ويتيح فرصًا لتحفيز التفكير النقديّ والإبداعيّ لدى الطلّاب، من خلال أنشطة متنوّعة ومشاريع مقترحة تَعبر حدود التخصّصات المدرسيّة التقليدية، وتستكشف الروابط بينها؛ ما يساعد المعلّمين على بناء فهمٍ شاملٍ ومعمّقٍ للمواضيع التي يدرسونها، ويساعد طلّابهم على تطبيق هذا الفهم في مواقف حياتيّة مختلفة. نظرة عامّة على أجزاء كِتاب "عبور التخصّصات والخِطابات" الأربعة يُمكن النظر إلى كلّ جزء من الأجزاء الأربعة بوصفهِ كِتابًا مُستقلًّا بذاتهِ، على الرغم من الترابط والتعالق بين الأجزاء كلّها. وفي هذا السياق نُقدّم لمحةً توضيحيّة عن العلاقة التراتبيّة بين الأجزاء، وعنوان كلّ منها: الجزء الأوّل: "عبور مسارات التفكير النقديّ: منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ" يُعدّ بمنزلة قاعدة أساسيّة، وفيه تتوفّر الأدوات والمفاهيم الأساسيّة التي يستخدمها الطلّاب والمعلّمون لتحليل المعلومات وتقييمها تقييمًا نقديًّا ومنطقيًّا. وهذه المهارات ضروريّة لفهم محتويات الجزء الثاني والثالث والرابع وتطبيق هذه الأجزاء. الجزء الثاني: "عبور الخطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة" يستفيد مباشرة من المهارات النقديّة المكتسبة في الجزء الأوّل؛ إذ يطبّقها في تفسير الخطابات البصريّة المختلفة وفي تحليلها، وهذا يعزّز قدرةَ الطلّاب على فهم الرموز والدلالات في الأعمال الفنّيّة والصور والأعمال الكاريكاتوريّة والأفلام. الجزء الثالث: "عبور الخطابات التاريخيّة والسرديّة إلى البيئات التعليميّة" يتناول تطبيق التفكير النقديّ على النصوص التاريخيّة والسرديّة، ممّا يتيح للطلّاب تفسير الأحداث والقصص وتحليلها بعمق. وتسهم المهارات، التي جرى تطويرها في الجزء الأوّل، في فهم السياقات التاريخيّة والمعاني الأدبيّة. الجزء الرابع: "التعليم المتكامل: النهج التكامليّ على جسور التخصّصات"  يستخدم المفاهيم والنظريّات التي جرى استكشافها في الأجزاء الثلاثة الأولى لتطوير مشاريع تعليميّة تكامليّة. ويدمج النهج التكامليّ والتطبيقات التعليميّة بين المعارف النقديّة والبصريّة والتاريخيّة والسرديّة، وكلّ ذلك يعزّز تجربة التعلّم الشاملة.   ويعدُّ الجزء الثاني من هذا المشروع عاشر إصدارات ترشيد التربويّة، بعد الإصدارات التالية: "عقليّة التساؤل" 2022، و"حلول مبتكرة لمشكلات سلوك الطلّاب في المدرسة" 2022، و"نحو معلّم فاعل في التعليم الوجاهيّ والإلكترونيّ" 2022، و"الممارسات المهنيّة للمدرّسين: بين النظريّة والتطبيق" 2023، و"ما الذي يحدث داخل المدرسة؟" 2023، و"التعليم الدامج للطلّاب ذوي الإعاقتين: البصريّة والسمعيّة" 2023، و"تطوير برامج التربية العمليّة لمعلّمي ما قبل الخدمة في ضوء المدخل التأمّليّ السرديّ" 2023، و"التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرفٍ صفّيّة مفكّرة"، 2024. و"عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، 2024. و"إصدارات ترشيد التربويّة" برنامج يهدف إلى نشر كتب متخصّصة في الحقل التربويّ العربيّ، وهو أحد برامج "ترشيد" التي أنشئت من قِبل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات. تبادر "ترشيد" إلى تعزيز بيئات تعلّم مُستدامة من خلال مجموعة مشاريع تستجيب إلى حاجات المُجتمع التعلّميّ القطريّ بشكلٍ خاصّ، والعربيّ بشكلٍ عامّ، كما إلى احتياجات المعلّم العربيّ، عبر حوارٍ مُستمرّ معه، ومعرفة دقيقة وعميقة باحتياجاته، لزيادة فعاليّة خدمات المشاريع وضمان استدامتها.

في كلّ عدد تختار منهجيّات قضيّة أو مفهومًا تربويًّا تخصّص له ملفًّا يشارك فيه خبراء وأكاديميّون ومعلّمون في مقالات وتجارب وتحليلات، تتناول الموضوع من جوانبه المختلفة. يشكّل الملفّ رافدًا مهمًّا للمعلّمين والباحثين والمهتمّين.

الشراكة الأسريّة والمدرسيّة: كيف تُحدث فرقًا جوهريًّا في حياة ذوي الاحتياجات الخاصّة؟
تعدّ الأسرة اللبنة الأولى في بناء شخصيّة الطفل وتوجيه مساره التعليميّ والتربويّ، فهي ليست مجرّد مصدر للحبّ والرعاية، بل تشكّل أيضًا الأسا... تابع القراءة
المدرسة والمجتمع: اهتمامات مجالس الأهل بين المدينة والأرياف
من الضروريّ بالنسبة إلى مدارس الأرياف تعويض نقص الموارد، وتوفير فرص للطلّاب للتعرّف إلى العالم الخارجيّ، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، وتعزيز... تابع القراءة

مقالات عن تجارب وتأمّلات وتقنيّات تعلّميّة – تعليميّة، غير مرتبطة بموضوع أو قضيّة محدّدة، ومفتوحة للمُشاركة دائمًا.

إشرافنا التربويّ وثقافة الاستيراد
يتشرّب إشرافنا التربويّ الفلسفة التربويّة الغربيّة ويقتات من علومها ونظريّاتها، لذا تجد معظم أطره – سواء تلك التي تشتغل ضمن فرق تربويّة م... تابع القراءة
المهارات الحياتيّة: جسر نحو مستقبل مشرق
يمكن ربط الطبخ بالعمل الجماعيّ والتعاون بين التلاميذ، إذ يتعلّم الأطفال كيفيّة توزيع المهامّ، والعمل فريقًّا ضمن مسابقة أطيب طبق مثلًا. ك... تابع القراءة

الندوة القادمة

ندوة منهجيّات الشهريًّة مساحة نقاش مفتوح يتناول موضوعًا يتجدّدُ، يشارك في الندوة مختصّون تربويّون ومعلّمون خبراء في موضوع الندوة.

ندوة: الشراكة مع الأهل.. استكشاف مفاهيم، وتجارب وتحدّيات وفرص

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر شباط/ فبراير 2025 بالتعاون مع شبكة تمام المهنيّة، بعنوان "الشراكة مع الأهل: استكشاف مفاهيم، وتجارب وتحدّيات وفرص". وركّزت على محاور مختلفة، هي: 1. مفهوم الشراكة مع الأهل. 2. تجارب ميدانيّة. 3. التحدّيات والفرص لبناء الشراكة مع الأهل. استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هم: أ. رضا العيّاش، مديرة المدرسة الأهليّة، لبنان؛ أ. شيخة الجفيليّة، مديرة مدرسة حيل العوامر، عُمان؛ د. نورة محمّد، اختصاصيّة نفسيّة في مدرسة الظعاين الابتدائيّة الإعداديّة للبنات، مصر/ قطر؛ د. بدر العتيبي، مدير ثانويّة ابن النفيس- السعوديّة. أدارت الندوة أ. ريان قاطرجي، منسّقة ومصمّمة برامج وباحثة في شبكة تمام المهنيّة - لبنان/ الإمارات. استهلّت أ. قاطرجي الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثريّة والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعت جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأوّل: مفهوم الشراكة مع الأهل قدّمت أ. ريان للمحور بأنّ الشراكة مع الأهل مفهومًا لم يعطَ حقّه قديمًا في مجال الأبحاث والدراسات، ولكن اليوم، ازداد الاهتمام به من قِبل التربوييّن والمختصّين، ومن هُنا، طرحت أ. ريان سؤالًا تأطيريًّا للمحور، هو: ما هو مفهومكم للشراكة الناجحة مع الأهل؟ استهلّت أ. رضا العيّاش حديثها بمشاركة تجربة المدرسة الأهليّة في لبنان، والتي تقوم أساساتها على الشراكة مع الأهل. واعتبرت أنّ مفهوم الشراكة الناجحة يجب أنّ يُبنى على إطار محدّد ذي أسس معيّنة، ومترجم عمليًّا على الأرض. وهو مفهوم يختلف من مدرسة إلى أخرى، إذ يتنوع بين مدارس يقتصر فيه المفهوم على سلوكيّات الطالب وتحصيله العلميّ، أي إنّ الطالب محورُ هذه الشراكة فقط. ومدارس تشارك الأهل في الأنشطة المدرسيّة مثل الفعّاليّات والمناسبات، وصولًا إلى مفهوم الشراكة التي تنفّذه مدارس مثل المدرسة الأهليّة، وهي الشراكة في صنع القرار. وتابعت بأنّ التواصل عنصر أساسيّ في الشراكة الناجحة، ويجب أنّ تكون طرقه متّفقًا عليها بين المدرسة والأهل. وهُنا على المجتمع المدرسيّ الانتباه إلى جاهزيته لهذا التواصل بطريقة مهنيّة، حيث يمكن أنّ تشارك الكوادر التعليميّة بتدريبات تطوّر لديهم مهارة التواصل مع الأهل، من أجل تحقيقه بأفضل طريقة ممكنة. من جانب آخر، على الأهل أن يكوّنوا فهمًا واضحًا للشراكة مع المدرسة، ليكونوا جاهزين.   ما أهمّيّة الشراكة مع الأهل بالنسبة إلى المدرسة؟  أجاب د. بدر العتيبي عن السؤال منطلقًا من أهمّيّة التفاعل الإيجابيّ بين الأهل والمدرسة، ودور استخدام مواقع التواصل في الأغراض التعليميّة، وتقليل المشتّتات التي تواجه الطالب في القرن الحاليّ، ولا سيّما تلك المشتّتات المرتبطة بهذه المواقع. ليصبح دورها تعليميًّا عوضًا عن التسليّة فقط. وأضاف د. العتيبي، أنّ التعاون البنّاء بين الأسرة والمدرسة يواجه التحديّات التي تحدث مع الطالب من بداياتها، إذ يحدث مشاركةً في تعديل السلوك، فكلّما كان هذا التعاون فعّالًا ومندمجًا وفي مراحل مبكرة من المشكلات النفسيّة والسلوكيّة للطالب، كان التعامل مع هذه المشكلات أسهل وأكثر إيجابيّة.   ما أشكال الشراكة الناجحة مع الأهل؟ أشارت أ. شيخة الجفيليّة انطلاقًا من تجربتها، إلى أنّ التقنيّات الحديثة سهّلت كثيرًا الشراكة مع الأهل، إلى جانب فتح المدارس أبوابها لأوليّاء الأمور. كما أشارت إلى وجود لجنة للأمّهات في مدرستها، مع اختيار رئيسة لها. تسهم هذه الرئيسة بوضع الخطّة المدرسيّة لتمثّل صوت الأهالي فيها. وتعقد الاجتماعات الحضوريّة مع الأهالي في بداية الفصل الدراسيّ ونهايته، للتشاور في العمليّة التعليميّة. إلى جانب عقد اللقاءات بشكل فرديّ مع أولياء الأمور خلال العام الدراسيّ. وأكدت أ. الجفيليّة أنّه، في مدرسة حيل العوامر التي تديرها، كان دور الأهل غير محصور بشراكتهم مع المدرسة في تحسين جودة التعلّم، بل امتدّ ليطال دورهم في القضاء على بعض الظواهر السلبيّة في المجتمع، مثل التنمّر. ذلك إضافة إلى أدوار أخرى للأهل، في الفعّاليّات الخاصّة بالمدرسة، مثل يوم المعلّم، والمناسبات الدينيّة، وتكريم الطلّبة المتفوّقين. ولفتت أ. الجفيلية إلى أنّ المدرسة أيضًا كانت عنصرًا مشاركًا في فعّاليّات مجتمعيّة مختلفة، مثل فعّاليّات في الجامعة ووزارة الصحّة، وفعّاليّات أخرى فنيّة وتقنيّة بالتعاون مع مؤسّسات مختلفة. كلّها كانت فعّاليّات تتناول قضايا لها دور مباشر في التأثير في الطالب والمجتمع بشكل عامّ. فكانت العلاقة تبادليّة، والمنفعة مشتركة بين المدرسة ومحيطها.   الشراكة مع الأهل مسؤوليّة مَن في مدرستكم؟ تحدّثت د. نورة محمّد عن تجربتها في مدرسة الظعاين، وعن أهمّيّة وجود لجان في المدارس تختصّ بالشراكة المجتمعيّة، مؤكّدة على أنّ الشراكة مع الأهل مسؤوليّة مشتركة بين جميع أطراف العمليّة التعليميّة من إدارة ومعلّمين. كما ذكر د. محمّد توزيع استبيانات للأهالي في بداية العام الدراسيّ لأخذ آرائهم حول المشاركة في الأنشطة، وما لديهم من أفكار في تطوير المدرسة، ومن هُنا يتمّ تحديد الأهالي الراغبين في المشاركة في مجلس الأمّهات.   المحور الثاني: تجارب ميدانيّة كيف يمكن أن تستفيد المدارس من دعم الجهّات الرسميّة لتفعيل شراكتها مع الأهل؟ هل يمكنك اختيار مبادرة تعكس هذا التعاون في السياق المحليّ؟ قالت أ. الجفيلية إنّ أيّ نظام إداريّ واعٍ سيعمل على تحسين العلاقة بين المجتمع والمدرسة، وهذه العلاقة يجب أنّ تعمل على تحقيق ما تصبو إليه المؤسّسة التعليميّة. وانطلقت من تجربتها في سلطنة عُمان، إذ تركّز المؤسّسات التعليميّة على تقديم تعليم عالي الجودة، وتخريج طالب متميّز مغروسة فيه الأخلاق والثقافة العاليّة، ليكون عضوًا فعّالًا ومنتجًا في المجتمع. شاركت أ. الجفيلية تجربتها في سلطنة عُمان، مع وجود نظام البوّابة التعليميّة الإلكترونيّة، وفي هذه البوابة، كلّ ما يخصّ المدارس في مختلف المراحل الدراسيّة. ومن ضمن لجان هذه المدارس في البوّابة، لجنة "مجالس أوليّاء الأمور". ويتمّ تقييم دور هذه المجالس من خلال تنفيذها للشراكة الناجحة مع أوليّاء الأمور والمجتمع. وتنبثق منها مجموعة من اللجان: - اللجنة الماليّة. - لجنة التعليم. - اللجنة الاجتماعيّة. - لجنة الأنشطة. ولفتت أ. الجفيلية إلى أنّ الجهّات الرسميّة في عُمان حاضرة وداعمة لمجالس أوليّاء الأمور في العديد من الأنشطة، ويتمّ تكريم مجالس أوليّاء الأمور الداعمة والمؤثّرة في المدرسة، على مستوى سلطنة عُمان، وعلى مستوى المديريّات. كما ذكرت أ. الجفيليّة تجربة "الاختبار المريح"، وهو أحد مشاريع لجنة التعليم في اللجان المدرسيّة. إنّ فكرة الاختبار المريح تقوم على إبعاد القلق عن الطالب أثناء دخوله الامتحان، حيث خصّصت المدرسة أماكن لتواجد الأمهات لدعم بناتهنّ قبل الامتحان، وتشجيع الطالبات على تقديم أفضل ما عندهنّ. كما توفّر الأمهات وجبات صحّيّة للطالبات في كلّ امتحان، لإعانتهنّ على التركيز والحفاظ على صحّتهنّ العقليّة والجسديّة. من المبادرات أيضًا مبادرة " الحيل تتدبّر"، حيث تقوم إحدى الأمهات بتلاوة آية قرآنيّة في الطابور الصباحيّ، ويرددها كافّة من في الطابور المدرسيّ بمن فيه من معلّمين وطلّاب. ونتدبّر هذه الآية التي نختار موضوعها إمّا عن العلم أو المعرفة، أو غرس القيم الاجتماعيّة الطيّبة، أو غيرها من الموضوعات التي تمسّ الطالبات بشكل مباشر. كما تحدّثت أ. الجفيليّة عن التعاون مع الأمّهات صاحبات المهارات والرياديّات في تدريب الطالبات على ريادة الأعمال، مثل تقديمهنّ ورشًا للتطريز في المدرسة، علّمت فيها الأمهات مهارة التطريز اليدويّ، وأصبح هذا التطريز مصدر دخل لبعض الطالبات.   هل تمكن مشاركة مبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقة بين الأهل والمدرسة؟ ذكر د. العتيبي مبادرة "جسور" وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز قيمة الأسرة ومكانتها في المجتمع المدرسيّ، وتأكيد رعايتها للأفراد في بيئة تحترم دورهم وتلبّي احتياجاتهم عبر شراكات مجتمعيّة نوعيّة، ضمن برامج محفزّة تخدم الأغراض التعليميّة وترفع الوعيّ المجتمعيّ. ووضّح د. العتيبي، خطّة سير هذه المبادرة، حيث بدأت بتوزيع استبيانات على أوليّاء الأمور تبحث في رغبة الأهالي بالمشاركة في مسارات المبادرة المختلفة، والخدمات التي يمكنهم تقديمها خلال هذه المسارات للمدرسة. لتجهيز قاعدة بيانات ضخمة لهؤلاء الأهالي والعودة إليها عند تنفيذ البرامج. من الأمثلة على المسارات التي نفّذتها المدرسة بالتعاون مع الأهالي، المسار المجتمعيّ الذي انبثقت منه البرامج العلميّة والعمليّة التي تدعم المنهج وتجهّز الطلبة للمرحلة الجامعيّة، إذ تمّ في أحد هذه البرامج استقطاب ولي أمر طالب، وهو مُدرّس أكاديميّ في إحدى الجامعات، وقدّم محاضرة علميّة بعنوان "الطاقة والبيئة". ومن هذه البرامج أيضًا تقديم أحد الأساتذة الجامعيّين محاضرة بعنوان "البيئة الجامعيّة ومهارات النجاح". كما نُفذّت المبادرة المسار التوعويّ، والتي أسهمت في رفع الوعي الفكريّ لدى الطلبة، ويقدّمها أولياء الأمور أيضًا. إضافة إلى المسار التطويريّ الذي يعمل على تطوير الطلّبة بالشراكة مع الأهل في جوانب عدّة، ومنها الجانب التجاريّ وجانب ريادة الأعمال. وعلى صعيد المسار الصحّيّ، قدّم أولياء الأمور في القطاع الطبيّ محاضرات في المدرسة تتعلّق بالتغذيّة وسلامة الأسنان والصحّة. ولفت د. العتيبي إلى تنفيذ المسار التشاركيّ مع أولياء الأمور، حيث يشاركون بهجة التخرّج والاحتفال في نهاية العام الدراسيّ. ومن البرامج التشاركية أيضًا، برنامج ربط الأجداد بالأحفاد، حيث يحضر الأجداد إلى المدرسة لمشاركة خبراتهم وتجاربهم مع الطلّاب.   من جهتها شاركت د. محمّد تجربة مدرستها في مبادرة "أسرتي مجتمعيّ"، وترتكز رؤية المبادرة على ترسيخ القيم الأخلاقيّة في الأسرة لبناء مجتمع مدرسيّ رياديّ. وتقوم رسالة المبادرة على تعزيز الشراكة الواعية بين الأسرة والمدرسة، في تنشئة الطالبات على الأخلاق الحسنة والقيم الفاضلة وعادات وتقاليد المجتمع القطريّ. وبحسب د. محمّد تكمن أهمّيّة المبادرة في تعزيز الشراكة الواعيّة بين الأسرة والمدرسة في تنشئة الطالبات، وتحقيق الشراكة المجتمعيّة في دعم عمليتَي التعليم والتعلّم. وتأكيد رعاية الأسرة لأفرادها في بيئة تحترم كلّ فرد منها وتلبّي احتياجاته. وتحدّثت د. محمّد عن تنفيذ جوانب متعدّدة لخطّة المبادرة، حيث كان للخطّة جوانب سلوكيّة وصحّيّة وبيئيّة. وكانت لكلّ جانب أنشطة معيّنة على مدار العام، ينفذ هذه الأنشطة أطراف من المدرسة أو أوليّاء الأمور أو مؤسّسات مجتمعيّة خارج المدرسة، وذلك من خلال ورش عمل وأنشطة متنوّعة. وأشارت د. محمّد إلى نشاط بعنوان "فنجان قهوة"، تُدعى فيه الأمّهات إلى المدرسة، وتُعقَد جلسات معهنّ لتوعيتهنّ بوجود اختصاصيين، في ما يتعلّق بالطريقة الأمثل لتعاملهنّ مع أبنائهنّ وبناتهنّ، وتعزيز أدوارهنّ الإيجابيّة في الأسرة بما يدعم الطلّاب والطالبات. كما عرّجت د. محمّد على مجموعة من الأنشطة التي نفّذتها المدرسة ضمن هذه المبادرة، ومنها: - ورشة عمل تفاعليّة للأمّهات قدّمتها اختصاصيّات، حول سبب غياب الطالبات. - في اليوم البيئيّ نشاط أنا أزرع مع أمّي، حيث تقوم الأمّ وابنتها بزراعة نبتة في المدرسة. - في اليوم الرياضيّ تمّ استدعاء الأمّهات للمشيّ مع بناتهنّ حول المدرسة. - تكريم الطالبات المتوفقات والموهوبات بحضور أولياء الأمور.   المحور الثالث: تحدّيات وفرص لبناء الشراكة مع الأهل تأثير الاختلافات الثقافيّة والاجتماعيّة بين بيئة الأهل والمدرسة، في بناء شراكة بين الطرفين أشارت أ. العيّاش إلى أنّ المدرسة الأهليّة، منذ بداية تأسيسها بشراكات بين الأهل والمعلّمين، تحمل رسالة التنوّع. وهي مدرسة علمانيّة تجمع بين كلّ فئات المجتمع. كما قالت إنّها تمثّل صورة مصغّرة عن لبنان، كما نأمل أنّ تكون الحياة في لبنان ذي التنوّع الثقافيّ الكبير. نحاول تنفيذ هذه الآمال بشكل مصغّر في مدرستنا بأسلوب مبنيّ على الاحترام. وتحدثت أ. العيّاش عن مثال نُفّذ في المدرسة، حيث جًهّزت إقامة سكن للطلّاب، جمعت الإدارة فيه طلّابًا من طوائف وأماكن مختلفة، ليكون هذا التنوّع فرصة للتعلّم، إذ لا تقتصر العمليّة التعليميّة على الكتاب أو الأستاذ، أيضًا الطلّاب يتعلّمون من بعضهم. كما يُحتفَل بالمناسبات الاجتماعيّة والدينيّة في هذه البيئة الخصّبة بالتنوّع، من دون أنّ تكون هذه الأنشطة موجهّة لفئة معيّنة، بل يتمّ إشراك الطلّاب كلّهم بهذا الاحتفال. وقالت أ. العيّاش إنّ المدرسة الأهليّة لا تهدف للربح، وإنّ الأقساط التي يدفعها الأهل تذهب إلى تحسين العمليّة التعليميّة وتطويرها، وهذا بحدّ ذاته مشاركة فاعلة لهم في المدرسة. كما يذهب قسم من القسط المدرسيّ إلى تسديد بقيّة أقساط الطلّاب الذين لا يمتلكون القدرة على دفع القسط كاملًّا، ما يضمن التكافل بين الأهالي من مختلف طبقاتهم الاجتماعيّة.   التحديّات التي تواجه بناء الشراكة بين الأهل والمدرسة مع وجود اختلاف الثقافات؟ أكدّت أ. العيّاش على حتميّة وجود تحديّات تواجه بناء الشراكة بين الأهل والمدرسة، في ظلّ التنوّع الثقافيّ. فعند انتقال الطالب من مدرسة تختلف في سياساتها عن مدرستنا، يكون هناك اختلاف في توقّعات الأهل من المدرسة، وتوقّعات المدرسة من الأهل. وهذا الاختلاف في التوقّعات يبدّده التواصل الفعّال من أجل تحديد شكل العلاقة بين الأهل والمدرسة. وذلك من خلال تخصيص اجتماعات - على سبيل المثال - لأهالي الطلبة المنتسبين حديثًا للمدرسة، أو تخصيص لقاءات فرديّة أو تواصل إلكتروني، أو عبر الهاتف، وعلى المدرسة أنّ تفهّم طريقة التواصل التي يفضّلها الأهالي. وقالت أ. العيّاش إنّ هذا التواصل مع الأهالي ليس هدفه الحديث عن أداء الطالب الدراسيّ وحسب، بل أيضًا يهدف إلى أن تتعرّف المدرسة إلى ثقافة الأهل، وخبراتهم وتطلّعاتهم من المدرسة، لبناء فرص للشراكة معهم. من جهتها، قالت أ. الجفيلية إنّ الإدارة متى ما اقتنعت بأهمّيّة شراكة الأهل مع المدرسة، فإنّها تؤثر في المعلّمين وفي الأهل أيضًا، وهذا يحتاج إلى الصبر والتأنّي، لأنّ أوليّاء الأمور من بيئات مختلفة ودول مختلفة، لكنّ الشراكة في هذه الأيام لم تعد صعبة كالسابق، مع وجود وسائل التواصل الكثيرة والمتنوّعة التي بنت جسورًا بين الأهل والطالب. ومتى ما وجد وليّ الأمر أنّ المدرسة تسعى لبناء هذه الجسور، نجد اقترابًا من الأهل منها.   كيف يمكن لاختلاف التوقّعات وفهم الأدوار بين الأهل والمدرسة أنّ يؤدّي إلى تحديّات في بناء الشراكة بينهم؟ أكدّ د. العتيبي في بداية إجابته عن هذا السؤال، أنّ التعليم خدمة تقدّمها المدرسة، ويتلقّاها الطالب والأهل، وكلّ وليّ أمر يتوقّع هذه الخدمة بطريقة مختلفة، ووظيفة المدرسة فهم هذه التوقّعات، والبحث في خلفيّات الأهالي الثقافيّة المختلفة، من أجل الوصول إلى خدمة تتلاءم معهم. وتابع د. العتيبيّ بأنّ التحدّي الثاني هو أنّ أيّ مؤسّسة تعليميّة، دورها الأساسيّ تخريج طالب يمتلك المهارة والمعرفة والسلوك الإيجابيّ، وهذا الدور يجب أنّ توضحه المدرسة للأهل، حتّى لا تكون هناك فجوة بين الدور الذي تقدّمه المدرسة، وتوقّعات ولي الأمر منها.  وأكمل بأنّ على المدرسة أنّ تمتلك خطّة تبدأ بالمدرسة وتنتهي بالأسرة، توضّحها لأولياء الأمور، وتبيّن فيها كيف يكون دور الأهل فاعلًا في تطوير عمليّة التعليم.   ما الفرص التي يمكن استثمارها لتطوير الشراكة بين المدرسة والأهل؟ قالت د. محمّد إنّ من أهمّ الفرص استغلال الأيّام والمناسبات الوطنيّة والعالميّة، من أجل التعرّف بشكل أكبر إلى الأهل، مثل يوم الثقافات، حيث تحضر الأم برفقة ابنتها، مع ارتداء الزيّ الشعبيّ لكلّ دولة، وتشارك الطعام التقليديّ لبلدها.   ما الخطوات المستقبليّة التي يمكن اتّخاذها لتفعيل الشراكة مع الأهل؟ أكدّت أ. العيّاش على ضرورة إكمال الخطوات التي بدأت بها المدرسة لتفعيل الشراكة مع الأهل، وتوسيعها بشكل أكبر وذلك باستغلال كلّ الفرص لبناء الثقة بين المدرسة والأهل، وإشراكهم في اتّخاذ القرارات التي تنفّذها المدرسة، مثل نوعيّة المناهج المعتمدة، لأنّ أوليّاء الأمر هم من سيحافظون على استمراريّة جودة التعليم في المستقبل. الأمر الذي يحتاج إلى عمل دائم وجهد وتخطيط لبناء هذا التواصل الفعّال بما يفهم احتياجات الطالب والأهل. في خِتام الندوة، قدّمت أ. قاطرجي تلخيصًا للندوة التي سلّطت الضوء على شراكة المدرسة مع الأهل، بجوانبها المُختلفة. وشكرَت المُشاركات والمُشاركين على مداخلاتهم المهمّة، والجمهور على تفاعله واستفساره. وأشارت إلى أنّ المبادرة التي ينفّذها مركز تمام حاليًّا، تهدف إلى خلق تناغم بين ثقافة المدرسة وثقافة البيت وتحقيق احترام وتكامل بين أدوار المدرسة والعائلة، وإيجاد سُبل للتعاون والتشارك بينهما، وصولًا إلى رؤية الشراكة الناجحة والحقيقيّة بين المدرسة والأهل.

ندوة: تقييم أداء المعلّم.. المعايير والأهداف والممارسات

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر كانون الثاني/ يناير 2025، بعنوان "تقييم أداء المعلّم: المعايير والأهداف والممارسات". وركّزت على محاور مختلفة، هي: 1. ما الهدف من تقييم أداء المعلّم؟ 2. وجهات نظر وممارسات في التقييم 3. كي يكون هذا التقييم ناجحًا... استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هم: أ. ياسمين حسن نائبة مدير للتعليم الخاص، ومدرّبة التخطيط الإستراتيجيّ، مصر؛ أ. منى مجذوب، قائدة ومستشارة تربويّة في منظّمة البكالوريا الدوليّة، لبنان/ قطر؛ أ.رينيه مزاهرة مشرفة أكاديميّة في المدرسة المعمدانيّة/ المرحلة الابتدائيّة، الأردن؛ أ. إياد رفيدي، مدير المدرسة الإنجيليّة الأسقفيّة العربيّة، فلسطين. أدار الندوة أ.يسري الأمير رئيس تحرير مجلّة منهجيات ومستشار تربويّ في تعليم اللغة العربيّة. استهلّ أ.الأمير الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثرية والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعا جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأوّل: ما الهدف من تقييم أداء المعلّم؟ قدّم أ. يسري الأمير تقييم أداء المعلّم، في بداية الحوار على أنه أداة لتحسين الأداء وفسحة لتطوير، إلا أنّ تنفيذ التقييم على الأرض يصطدم أحيانًا كثيرة بعقبات تزيحه عن هدفه الأسمى وتحوله أداة ضغط وتهديد للمعلّم، ومن هذا السياق طرح أ. الأمير سؤاله الأوّل:   هل يجب الخوض في تقييم أداء المعلّم؟ ما الهدف من تقييم أداء المعلّم؟ أكدّت أ. رينيه مزاهرة على أهمّيّة عمليّة تقييم أداء المعلّم باعتبارها عمليّة تنمويّة جادّة، تركّز على تطوير أداء المعلّم الأكاديميّ، وبها يمكن ضبط جودة مخرجات المدرسة بشكل كامل. والهدف من تقييم أداء المعلّم هو البحث في امتلاكه الأدوات اللازمة للقيام بعمليّة التعليم على أكمل وجه، ودراسة عمليّة التطوير المهنيّ اللازم له، لأنّ جودة أداء المعلّم، تنعكس بطبيعة الحال على المتعلّمين. ولفتت أ. منى مجذوب إلى أنّ التقييم ممارسة يوميّة نستخدمها جميعًا، وهي أداة لتحسين كلّ مناحي الحياة. وهذا ينطبق على مكان العمل في المجتمع المدرسيّ، فلا شكّ في عدم قدرتنا على الاستغناء عن تقييم أداء المعلّم لأنّ التقييم هو الوسيلة لتطوير العمليّة التعليميّة وتحسينها. وذكرت أ. مجذوب أنّه عند تأسيس صرح تربويّ، نقوم بإعداد الرؤية والرسالة والمبادئ الأساسيّة لهذا الصرح. والركيزة الأساسيّة التي تترجم كلّ تلك المبادئ إلى ممارسات تعلّمية في الصفوف الدراسيّة هي المعلّم، وهو صاحب القدرة على ضمان تعلّم الطلّاب وتحسينهم أكاديميًّا. وارتكزت أ. مجذوب في كلامها على دراسة للباحث النيوزلنديّ جون هيتي، يعتبرها الكثير من الخبراء من أهمّ الدراسات في مجال التعليم في القرن الحاليّ. جمع هيتي في دراسته بيانات حول العوامل التي تؤثّر في تحصيل الطلّاب. ومن النتائج الرئيسة للدراسة أن ّالمعلّمين بكلّ ممارساتهم، هم الأكثر تأثيرًا، وليس حجم المدرسة أو الظروف الاقتصاديّة أو دعم الأهل. فإذا كان هدفنا رفع مستوى التلميذ العلميّ والأكاديميّ، علينا بشكل أساسيّ تحسين مستوى أداء المعلّم، وذلك باستعمال التقييم، لأنّه يحدّد مدى قدرة المعلّم على توظيف خبراته، والتعليم بشكل فعّال، وخلق بيئة صفيّة داعمة ومحفّزة، وبناء علاقات إيجابيّة مع الطلّاب والزملاء والأهل، ما يعزّز الثقة عند المعلّم وينعكس إيجابيًّا على تحصيل الطلّاب.   هل الهدف من التقييم واحد مع كلّ معلّم، أم يختلف بحسب الخبرة، وفترة وجود المعلّم في المؤسّسة؟ أكدّ أ. إياد رفيدي أنّ معايير تقييم المعلّم القديم والمعلّم الجديد هي ذاتها، لكنّ التوقّعات تكون أعلى من المعلّم القديم؛ على سبيل المثال في مجال الإدارة الصفّيّة، المعلّم صاحب خبرة العشر سنوات قدرته على إدارة الصفّ أكبر بكثير من المعلّم المستجدّ. كذلك الحال في معرفة المعلّم بموضوع تخصّصه، فهي تتطوّر أثناء تدرسيه، إضافة إلى تطوّر نظرته إلى الأهل والبيئة المدرسيّة على مرّ السنين. وأشار أ. رفيدي إلى أنّه عند تقييم المعلّم صاحب الخبرة يتمّ طرح تساؤلات حول تطويره الذاتيّ، هل يحسّن من أدائه ويبحث عن مصادر تحسّن من نوعيّة العمليّة التربويّة؟ وهل يستخدم التكنولوجيا الحديثة؟ وغيرها من الأسئلة المرتبطة بسنين عمله الطويلة والتطوّر المهنيّ الذي يجب أن يرافقها.   ما معايير تقييم المعلّمين؟ هل للمعلّم دور في وضع هذه المعايير؟ عرفّت أ. ياسمين حسن تقيم أداء المعلّم بأنّه مجموعة من المؤشّرات والمعايير التي تهدف إلى تقييم الكفاءة المهنيّة للمعلّم وأدائه، سواء داخل الغرفة الصفّيّة أو خارجها. وهذه المعايير مجموعة من المحاور، هي: - المهارات التدريسيّة للمعلّم: سواء من خلال التخطيط للدرس أو التصميم للأنشطة التعليميّة، بالإضافة إلى تنفيذه بعض الاستراتيجيّات المناسبة للمحتوى العلميّ الذي يقدّمه، ولإمكانيّات المتعلّمين. - الكفاءة الأكاديميّة: وتعني مدى معرفته بالمادة الدراسيّة التي تُدرّس داخل الصفّ، بالإضافة إلى تحديثه للمعلومات والمناهج التي تتماشى مع التطوّرات العلميّة من حوله. - قدرته على التواصل والتفاعل مع الطلّاب وأولياء الأمور: ليتمكّن من بناء علاقات إيجابيّة معهم واستخدام مهارات الاستماع والإقناع لإدارة النقاشات الصفّيّة. - إدارة الصفّ: أنّ تكون لدى المعلّم القدرة الكافية على ضبط النظام داخل الصفّ، وخلق بيئة تعليميّة تشجّع على التعلّم الفعّال.  - التنمية المهنيّة: وتتحقّق بمشاركة المعلّم في الدورات التدريبيّة وورش العمل التي تحسّن من أدائه، بالإضافة إلى اطّلاعه المستمرّ على أفضل الممارسات التربويّة التي يمكن تطبيقها داخل الصفّ. - تقييم الطلّاب: باستخدام المعلّم أدوات تقييم متنوّعة، يتمكّن من خلالها من قياس مدى تعلّم الطلّاب مستعملًا أساليبه التدريسيّة، وبتقديمه التغذيّة الراجعة البنّاءة لتحسين تحصيلهم الأكاديميّ. - القيم الأخلاقيّة والتربويّة: عن طريق التزام المعلّم بأخلاقيّات المهنة، واحترام التنوّع الثقافيّ والاجتماعيّ، وتعزيز قيم التعاون والمسؤوليّة بين الطلّاب. - إمكانيّة استخدام أساليب الإبداع والابتكار: وذلك باستخدام التقنيّات الحديثة، والتطوير على أساليب التدريس، بالإضافة إلى تقديمه أفكارًا ومبادرات تسهم في تحسين العمليّة التعليميّة. هذه المعايير متوفّرة في المراجع التربويّة، والنظريّات والأدبيّات، ويمكن الاطّلاع عليها. لكنّ الأهمّ من ذلك، تطبيقها بصورة واقعيّة ومدروسة. في بعض الأحيان، يمكن أنّ يُعرّض التطبيق غير المدروس المعلّم إلى بعض التحدّيات، مثل: - أن يكون التقييم غير شامل لكلّ المعايير، مثل الاعتماد فقط على النتائج الأكاديميّة للطلّاب، وتجاهل المهارات الشخصيّة للمعلّم. - التحيّز الشخصيّ، والاعتماد على العلاقات الشخصيّة في التقييم. - تعرّض المعلّم إلى ضغط العمل نتيجة للتقييم المكثفّ والمتكرر، ما يشعره بالإحباط والقلق، الأمر الذي يؤدّي إلى تراجع أدائه. - استخدام أدوات تقييم تقليديّة، ما يفقد عمليّة التقييم الناحية الموضوعيّة والحياديّة. ولفتت أ. مزاهرة إلى وجوب أن يكون للمعلّم دور في وضع معايير التقييم، من خلال خطّة استراتيجيّة داخل المدرسة، تشاركها الإدارة مع المعلّمين منذ بداية السنة الدراسيّة، على أنّ يكون التقييم جزءًا من هذه الخطّة. وشاركت أ. مزاهرة تجربتها في المدرسة المعمدانيّة، حيث يشارك قسم الموارد البشريّة في المدرسة معايير التقييم كافّةً مع المعلّمين منذ بداية السنة الدراسيّة، لتكون لديه القدرة على مراجعة هذه المعايير. وإذا كان له رأي في تعديلها أو تغييرها، يُدرَس هذا الرأي. وأكّدت أنّ معايير تقييم أداء المعلّم مستمرّة ومتغيّرة؛ فمع دخول التكنولوجيا، ظهر تطوّر مستمرّ في التعليم، ما يقودنا إلى إضافة بعض المعايير الجديدة أو تغيير القديم منها. لفتت أ. مزاهرة إلى أنّ مشاركة المعلّم هذه المعايير منذ بداية السنة الدراسيّة، تجعله يسأل نفسه التساؤلات التي يطرحها هذا التقييم؛ فبالإضافة إلى المعايير التي ذكرَتها أ. ياسمين، نركّز على مراعاة المعلّم للحاجات الفرديّة للطلّاب، فنحن لا نعمل فقط على تنمية المهارات التعليميّة، بل أيضًا المهارات الحياتيّة عند المتعلّمين. وأشارت أ. مزاهرة إلى ضرورة توفير المداس تدريبات للمعلّمين لرفع كفاءتهم المهنيّة، وذلك بزيارات صفّيّة من قبل الإدارة ورؤساء الأقسام يسجّلون فيها احتياجات المعلّمين لتنمية مهاراتهم المهنيّة. إضافة إلى ذلك، يمكن للمعلّم الشغوف الحصول على تدريبات من منصّات متنوّعة تُعنى بالشأن التربويّ.  وأكدّ أ. رفيدي ضرورة اطّلاع المعلّم على معايير تقييمه في المدرسة، وأن يكون متّفقًا معها؛ إذ قد تغفل بعض الإدارات عن معايير هامّة في عمليّة التقييم، والتي يبذل فيها المعلّم مجهودًا كبيرًا، وعن مشاركته المعايير قبل بدء عمليّة التقييم، والتي قد تتيح له الفرصة للتعبير عن وجهة نظره.   ما أثر التقييم الخارجيّ وممارساته، والذي تقوم به هيئات التعليم الرسميّة من خارج المدرسة؟ أجابت أ. مجذوب أنّ التقييم الخارجيّ الذي تنظّمه هيئات التعليم الرسميّة، عنصر أساسيّ لتحسين جودة التعليم، لأنّه جزء من استراتيجيّة وطنيّة لضمان تكافؤ الفرص، ولضمان التعلّم الفعّال للجميع. وليس هدف التقييم الخارجيّ تربويًّا فقط، بل تكون له أهداف مجتمعيّة ووطنيّة بعيدة المدى. التقييم الخارجيّ يضمن حصول الطلّاب في جميع المدارس، وبكافة اختلافاتها، على تعليم بمستوى متقدّم يحقّق تكافؤ الفرص والمساواة للجميع. هنُا أشارت أ. مجذوب إلى ضرورة التقييم الخارجيّ من الهيئات الرسميّة، لأنّه يساعد على وضع خطط تطويريّة بالاستناد على البيانات التي يتمّ الحصول عليها بهذا التقييم، لتحسين النظام التعليميّ في الدولة بشكل عامّ. وقد أشار العديد من الدراسات في منظّمة التعاون والتنمية الدوليّة والبنك الدوليّ، إلى أنّ التقييمات الخارجيّة تساعد على تحديد نقاط القوّة لدى المدارس، والمجالات التي تحتاج إلى تطوير، ما يدفع الإدارات إلى اعتماد ممارسات أفضل، بسبب تعزيز الشفافيّة والمساءلة. لكن يجب بناء التقييم الخارجيّ على معايير واضحة، مع أخذ سياقات المدارس المختلفة وأوضاعها بعين الاعتبار، وألّا يكون التقييم بهدف المساءلة فقط، بل من أجل إصلاح الأنظمة وتطويرها. وتحدّثت أ. مجذوب عن شقّ آخر من التقييم الخارجيّ، وهو التقييم من جهات دوليّة، التي تعطي الاعتماد للمدارس. وقدّمت منظّمة البكالوريا الدوليّة مثالًا على هذه المؤسّسات، حيث تقوم هذه المنظّمات كلّ خمس سنوات بزيارة المدارس المعتمدة من قِبلها، من أجل مساعدة المدرسة على تقييم نفسها ذاتيًّا، والاحتفال بنقاط القوّة التي تحقّقت، ومساعدتها في وضع خطط وبرامج تطويريّة للسنوات الخمس القادمة. وأكدّ أ. الأمير على أنّ التقييم، حتّى لو كان خارجيًّا، يجب أن تكون له معايير واضحة، وأن يكون أسلوب المشرف أو المقيّم قريبًا من المعلّم ومحترمًا له، وألّا تكون هناك رهبة للتقييم، أو أن يتمّ في حصّة واحدة فقط، لأنّ ذلك لن يكون موضوعيًّا.    المحور الثاني: وجهات نظر وممارسات في التقييم من يقوم بعمليّة تقييم أداء المعلّم؟ تحدّث أ. رفيدي في إجابته عن قيام الجهة صاحبة السلطة في أغلب الأوقات بعمليّة التقييم، إمّا الإدارة مباشرةً، أو من خلال أشخاص منتدبين عنها، أو سلطة أعلى من المدرسة مثل مديريّات التربية التي تشرف على سير المناهج المدرسيّة. وأكّد أ. رفيدي أنّ التقييم يجب ألّا ينحصر في أصحاب السُلطة، فنحن بحاجة إلى أخذ وجهة نظر الطلّاب والأهل والزملاء فيه. ونوّهت أ. مزاهرة إلى أنّ هناك أطراف كثيرة تمارس تقييم أداء المعلّم، بدايةً من تقييم المعلّم لنفسه، بتأمّل ممارساته داخل الغرفة الصفّيّة من أجل الاستثمار في نقاط قوّته، والعمل على تحسين نقاط الضعف لديه، باللجوء إلى التدريبات والمصادر المتنوّعة. كما ذكرت أبرز الأطراف الجوهريّة في عمليّة التقييم، وهم إدارة المدرسة ورؤساء الأقسام من خلال الزيارات الصفّيّة خلال الفصل الدراسيّ، على ألّا يكون هدف الزيارات المراقبة، بل المساعدة في تطوير أداء المعلّمين. وبالاستناد إلى تجربة أ. مزاهرة، تقوم الإدارة باجتماعات متكرّرة مع رؤساء الأقسام، للخروج بتوصيات تُنقل إلى قسم التطوير المهنيّ المختصّ بتوفير تدريبات للمعلّمين. ولم تغفل أ. مزاهرة عن أهمّيّة شهادات الأهل والطلّاب في عمليّة التقييم، لكنّهم ليسوا الطرف الجوهريّ فيها.   ما دور كلّ من الإدارة أو المنتدَب/ المنتدبين منها، والأهل والمتعلّمين، والمعلّمين أنفسهم؟ أشارت أ. حسن إلى مجموعة من الأدوار التي يقوم بها المقيّمون في هذه العمليّة، بحسب كلّ طرف للتقييم، بالآتي: - الإدارة: يقوم دور الإدارة على الإشراف العام، حيث تبدأ بوضع معايير التقييم، وتحاول تطبيقه بصورة عادلة ومنهجيّة. إضافة إلى التنسيق والتوجيه، حيث تعيّن مندوبين مُدربين على معايير التقييم التي حدّدتها. ومن خلالهم نتحصّل على تغذية راجعة بملاحظات بنّاءة على أداء المعلّم، وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين، بالإضافة إلى دعم التنمية المهنيّة للمعلّم عن طريق بناء خطط لتدريب المعلّمين. - الأهل والمتعلّم: أدوارهم متقاربة، ولا سيّما أنّ أولياء الأمور يتأثّرون بوجهات نظر أولادهم، وتحصيلهم الدراسيّ. ويمكن للطالب التعبير عن وجهة نظره في المعلّم من خلال استبيانات تسمح بالاطّلاع على أساليب التدريس التي ينفّذها المعلّم، كما تظهر مدى تفاعل الطلّاب داخل الصفّ، ما يعكس جودة أداء المعلّم. وجدير بالذكر أنّ تقييم الطلّاب للمعلّمين قد يكون غير موضوعيّ بسبب تأثرهم بالعواطف أحيانًا، أو بمواقف شخصيّة تعرضوا إليها مع المعلّم.  - تقييم المعلّم لنفسه: يمكن للمعلّم أن يحلّل أداءه الذاتيّ، وتحسين نقاط الضعف والاستثمار في نقاط القوّة خلال فترة معيّنة، ووضع خطط للحصول على التدريبات التي يحتاج إليها، فهو على دراية باحتياجاته كمعلّم. ويمكن أنّ يحسّن من أدائه بالتغذيّة الراجعة التي يحصل عليها، سواء من الطلّاب أو الإدارة أو أولياء الأمور. إضافة إلى تقديمه اقتراحات للتحسين.   هل التقييم مرحلة واحدة أم خطوات؟ هل كلّ هذه الخطوات أساسيّة؟ أكدت أ. منى مجذوب ضرورة بناء خطوات متتالية هدفها توفير صورة شاملة ودقيقة عن أداء المعلّم، ليكون التقييم عادلًا. وكلّ خطوة لها دور في نجاح عمليّة التقييم، وهذه الخطوات: 1. التخطيط للتقييم: وهو عمليّة تشاركيّة مستمرّة، لأنّ لكلّ معلّم طريقته الخاصّة وخبرته وتحدّياته التي يواجهها. ويجب العمل مع المعلّم منذ بداية السنة لوضع الخطّة والمعايير، لتحديد أهدافه الشخصيّة والمهنيّة التي يرغب بتحقيقها، بما يتناسب مع قدراته ومستواه المهنيّ. 2. إرشاد المعلّم: قبل البدء بالزيارات الصفّيّة، تُنظّم اجتماعات فرديّة مع كلّ معلّم، للتأكّد من فهم المعلّم معايير التقييم، وقبل كلّ زيارة صفيّة يُعلَم بالهدف منها والمعايير التي سيتمّ تقييمها في هذه الزيارة. 3. الزيارات الصفّيّة: ليس بالضرورة أنّ يكون المقيّم في الزيارة مدير المدرسة، بل ممكن أن يكون مشرف القسم أو زميلًا. 4. الاستفسار التقديريّ والتفسيريّ: نطرح على المعلّم أسئلة حول نقاط القوّة في حصّته، ويهدف هذا الاستفسار إلى تحديد مجال نموّه، حتّى لا تكون هناك أوامر مفروضة على المعلّم بطريقة فوقيّة. وعلى المقيّم أيضًا جمع بيانات تفصيليّة، حتّى تكون ملاحظاته مبنيّة على مؤشّرات علميّة تظهر في إدارة المعلّم للصفّ، وتفاعل الطلبة وتحصيلهم العلميّ.    كيف نجعل عمليّة التقييم هذه أبسط وأسهل وأكثر فاعليّة؟ أكدّ أ. رفيدي ضرورة التركيز على نقاط القوّة لدى المعلّمين، لأنّ الإنسان بشكل عامّ من حقّه الحصول على تقدير لإنجازاته واجتهاده، سواء من الإدارة أو الطلّاب. لذلك التشجيع ركيزة أساسيّة في عمليّة التقييم من أجل الاستفادة منه أداةً للتحسين. كما أشار أ. رفيدي إلى اختيار المسمّيات بشكل لطيف وإنسانيّ، كأن لا نقول نقاط ضعف، بل نقاط تحتاج إلى تحسين.   المحور الثالث: كي يكون هذا التقييم ناجحًا... ما آثار عمليّة تقييم سيّئة في المعلّمين وأدائهم؟ نوهت أ. مزاهرة بضرورة ألّا يكون هناك أثر سلبيّ لعمليّة التقييم في المعلّم؛ إذ يجب على المدرسة ممثّلة بالإدارة ورؤساء الأقسام والمعلّمين، العمل بروح فريق واحدة، هدفه تحسين جودة التعليم المقدّمة إلى الطالب. وحتّى لا يكون هناك تأثير سلبيّ في المعلّم أثناء تقييم أدائه، يجب أن يكون هناك تشجيع للمعلّم الذي لديه نقاط قوّة. والمعلّم الذي لديه بعض النقاط التي بحاجة إلى التحسين، يجب أنّ يكون معه مرشد يساعده ويدعمه مهنيًّا. وأكدّت أ. مجذوب على أنّ التقييم السيّئ للمعلّمين يعطّل جميع أهداف التقييم، لأنّه لا يساعد في تطوّر المعلّم، والذي يعتبر العنصر الأكثر تأثيرًا في التحصيل العلميّ للطلّاب، بل على العكس، يقلّل من عزيمة المعلّم ويزيد من توتّره وإحباطه، ويشعره بالخوف من الرقابة. وعندما يظلّ المعلّم في موقف الدفاع عن نفسه، سيرفض التغذية الراجعة، ويتجنّب التفاعل مع الزملاء والإدارة، ما يؤدّي إلى خسارة الكثير من المبادرات التطويريّة، وتحسين أسلوب التعلّم. ونوّهت أ. حسن إلى أنّ التقييم السيّئ للمعلّم يجعله متجنّبًا المخاطرة أو التجديد في التدريس، فيلتزم بالأساليب التقليديّة حتّى يتجنّب الانتقادات. ويؤدّي أيضًا إلى ضعف علاقة المعلّم مع الإدارة والزملاء والطلّاب، ما يولّد صراعات داخل بيئة العمل، وصولًا إلى الهجرة المهنيّة، حيث يترك المعلّم عمله بسبب عدم القدرة على الاستمرار في بيئة يُمارس فيها التقييم السيّئ باستمرار.   ما مخاوف المعلّمين من عمليّة تقييم أدائهم؟ ذكرت أ. ياسمين وجود عدد من المخاوف التي يشعر بها المعلّمون من عمليّة التقييم، وهي: - الخوف من التحيّز: قد يعتمد التقييم على الانطباع الشخصيّ، أو المصالح الشخصيّة. - القلق من العواقب السلبيّة للتقييم: قد يتحوّل التقييم إلى وسيلة عقابيّة، أو وسيلة إرهاب تتسبّب في تقليل الراتب، أو نقله من مكان إلى آخر، أو فقدان ترقيّة. - الضغط النفسيّ بسبب التقييم المستمرّ أو المفاجئ. - الشعور بعدم التقدير. أكّدت أ. مزاهرة على ضرورة تطبيق سياسة الباب المفتوح بين المعلّم والإدارة منذ بداية العام الدراسيّ، يشارك فيها المعلّم مخاوفه والمشاكل التي تواجهه داخل الغرفة الصفيّة، أو أي شيء يؤثر في مسار العمليّة التعليميّة، من أجل التوصّل إلى حلول، والحصول على تقييم عادل في ختام السنة الدراسيّة   كيف نضمن موضوعيّة التقييم؟ شدّدت أ. مجذوب على ضرورة تبنّي المؤسّسات منهجيّات خاصّة للتقييم، وهناك العديد من المنهجيّات العالميّة المدروسة في هذا الخصوص. وعلى المدرسة اختيار المنهجيّة التي تناسب ظروفها والسياقات التي تعمل فيها. إنّ الالتزام بهذه المنهجيّات يضمن الموضوعيّة والعدالة في التقييم. ولضمان الموضوعيّة أيضًا، يمكن توزيع استبيانات على الطلّاب أو الأهل.  كما تجدر الإشارة إلى ضرورة وجود أكثر من شخص في عمليّة التقييم الواحدة، فكل شخص مرتبط بالمجتمع المدرسيّ، له صوت في تحسين عمليّة التعليم. واتّفق أ. رفيدي مع أ. مجذوب على ضرورة عدم الاعتماد على الإدارة في عمليّة التقييم، لأنّ المدير وحده لا يكفي، وبطبيعة الحال هو يأخذ التغذية الراجعة من الطلّاب والزملاء. ولضمان موضوعيّة التقييم، يجب أن تكون اللجنة المنتدبة من الإدارة لجنةً مؤهّلة لأداء هذه المهمّة.   في حال إشراك الأهل والمتعلّمين، كيف نضمن التزامهم بمعايير محدّدة؟ نوهت أ. حسن بضرورة التزام الأهل بمعايير محدّدة لعمليّة التقييم، لتحقيق الموضوعيّة والعدالة فيه، وذلك مرورًا بعدد من الخطوات، وهي: 1. التوعية بالمعايير والأهداف الخاصّة بعمليّة التقييم للأهل والمتعلّمين، من خلال توفير المدرسة جلسات تعريفيّة توضح ذلك، لمحاولة ضبط عمليّة الانحياز، أو أنّ يكون التقييم غير موضوعيّ. 2. أن تُصمّم أدوات واضحة وموجّهة، مثل استخدام الاستبيانات المدروسة. 3. توفير أمثلة عمليّة لنماذج استُخدِمت عمليّة التقييم فيها، مع شرح كيفيّة تطبيقها، ما يمكّن الأهل والمتعلّمين من فهم كيفيّة تقييمهم الأداء بناءً على المعايير المحدّدة للتقييم. 4. تشجيعهم على استخدام عبارات موضوعيّة ومحدّدة، وتجنّب استخدام العبارات العامّة والتحيّز. 5. استخدام نظام رقابيّ، من خلال استخدام آليّات مراجعة داخليّة لمقارنة الملاحظات التي جُمعت من الأهل والمتعلّمين، مع أداء المعلّم في المدرسة. 6. التشجيع على الحوار المستمرّ. اعتبرت أ. مزاهرة أنّ الأهل ليسوا طرفًا رئيسًا في تقييم أداء المعلّم، إذ تعطي شهاداتهم مجرّد تلميحات عن أدائه. أمّا الأطراف الرئيسة فهي الإدارة ورؤساء الأقسام والمعلّم نفسه. بينما أكّد أ. رفيدي على أنّ دور الأهل في عمليّة التقييم يتلّخص في توفيرهم التغذية الراجعة عن شعور الطالب، وتأثير المعلّم فيه.   كيف نقيّم عمل هيئة تقييم أداء المعلّمين؟ تحدثت أ. مجذوب عن أهمّيّة قياس تأثير هذا التقييم في التطوير والتحصيل الأكاديميّ للمتعلّم. من هنا، تمكن معرفة إذا ما كان تقييم هذه الهيئة ناجحًا أم لا. وقياس هذا التأثير يعدّ المؤشّر لالتزام هيئة التقييم بالمعايير والخطوات المحدّدة مسبقًا، وفق منهجيّة متّفق عليها.  وأضافت أ. مجذوب أنّ رضا المعلّمين والطلاب وأولياء الأمور، أداة ناجحة لتقييم هيئة التقييم، ويمكن قياس ذلك باستبيانات دوريّة مدروسة وموضوعيّة، ويمكن تقييم نتائجها. وذكرت أ. مزاهرة أنّه يمكن تقييم أداء هيئة المقيّمين بملاحظة تغيير في أساليب التدريس عند المعلّم، وبحصوله على الدورات والتدريبات، وبتطوّر أدائه المهنيّ، وملاحظة تطوّر في سلوكه داخل الغرفة الصفّيّة. كما تجب ملاحظة التشاركيّة بين الأطراف، وتواجد المقيّم لدعم المعلّم بشكل دائم، واستماعه لملاحظاته واحتياجاته. كما أكدّ أ.رفيدي أنّ المهمّ في عمليّة التقييم هو النتيجة الجيّدة على المعلّم والطلّاب، بغضّ النظر عن التزام المقيّمين بخطوات التقييم بحذافيرها. ونوّهت أ. حسن بضرورة وجود لجنة تقييم هيئة التقييم، لتراجع أعمالها بشكل دوريّ، واستخدام أنظمة إلكترونيّة تحلّل هذه التقييمات لضمان الدقّة وتقليل التحيّز.   أسئلة الجمهور من يحدّد إذا كانت عمليّة التقييم سيّئة؟ أشار أ.الأمير إلى أنّ عمليّة التقييم تكون سيّئة عندما يكون التقييم غير قائم على مناهج علميّة، واطّلاع مستمرّ على أداء المعلّم، أو قائمًا على انطباعات وعلاقات شخصيّة. هل يمكن تقييم أداء المعلّم بشكل موضوعيّ في صفوف متهالكة وظروف غير مناسبة للعمليّة التعليميّة؟ أجابت أ. مجذوب أنّ تقييم المعلّم ليس هدفه النقد، بل الهدف الأوّل هو مساعدته، فالتقييم هُنا لمساعدته في البيئة التي يواجهه فيها الكثير من التحديّات، وتوجيه الدعم له. ما مدى تأثير الراتب المتنبّي في أداء المعلّم؟ أكدّ أ. رفيدي على ضرورة التقييم، بالذات في المدارس المتهالكة ذات الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة الصعبة، من أجل تحسين العمليّة التعليميّة في هذه البيئات. أمّا بالنسبة إلى الدخل، فيجب أنّ تكون رسالة التعليم واحدة بغضّ النظر عن الدخل. إذا كان أداء المعلّم هو المحدّد لتقييمه، لماذا يختلف التقييم باختلاف المشرِف؟ أرجعت أ. حسن اختلاف التقييم باختلاف المشرف، إلى شكل العلاقة بينه وبين المعلّم، وستؤثّر أيّ خلافات بينهما على التقييم، فالطبيعة البشريّة لا تُطبّق التقييم بشكل موضوعيّ دائمًا. ونصحت أيّ معلّم بأن يقدّم العمل المطلوب منه، وأن يبدعه إذا تمكّن من ذلك، بغضّ النظر عن التقييم. كيف نستفيد من أداء المعلّم الذي وصل إلى درجة الاحتراق الوظيفيّ؟ أكدّت أ. مزاهرة على أنّ وجود فريق متعاون يستمع إلى المعلّم، ويتناقش معه في مشاكله وظروفه داخل الغرفة الصفّيّة، يمنعه من الوصول إلى الاحتراق الوظيفيّ. هل المناهج التعليميّة تؤثر في أداء المعلّمين، وبالتالي في تقييمهم؟ أشارت أ. حسن إلى التأثير السلبي لتغيير المناهج باستمرار، خصوصًا مع عدم وجود الدورات التدريبيّة الكافية أو الخطط الممنهجة، ليتأقلم المعلّم مع هذه المناهج الجديدة، ما يجعل المعلّم أمام مشكلة في تطبيق المنهاج الجديد في المدّة الدراسيّة المحددة.   في خِتام الندوة، قدّم أ. الأمير تلخيصًا للندوة التي سلّطت الضوء على تقييم أداء المعلّم، بجوانبها المُختلفة. وشكرَ المُشاركات والمُشاركين على مداخلاتهم المهمّة، والجمهور على تفاعله واستفساره. ودعا إلى أن تشكّل الندوة أساسًا لاتّخاذ خطوات فعليّة وعمليّة لتحسين عمليّة تقييم أداء المعلّم.  

مساحة تعبيريّة مفتوحة للمعلّمين والمختصّين، تتمحور حول عرض أفكار ووجهات نظر نقديّة وأحلام شخصيّة انطلاقًا من تجربة تعليميّة، ولا تتوقّف عند ذلك.

العلاقة بين المدرسة ومحيطها في ظلّ التكنولوجيا :كيف نعيد تصميم المسار التعليميّ لتحقيق غاية التعلّم؟
قبل أنّ تبدأ بقراءة تدوينتي هذا، أودّ منك التعرّف إلى هذين المصطلحين، وسنتفق ضمنيًّا على معناهما قبل قراءة هذه التدوينة. وهما: المصدر الأ... تابع القراءة
الكاتا التربويّة: فنّ المرونة وتشكيل العقول في عصر الذكاء الاصطناعيّ
في أيام الطفولة، كان أخي الأصغر دائمًا متعلّقًا برياضة الجودو. وكنّا نقضي ساعات طويلة في الحديث عن مبادئها وقوانينها. كان يحمل حقيبته الص... تابع القراءة

حوار مباشر مع معلّمات ومعلّمين، يتمّ بالإجابة عن مجموعة أسئلة عن الحياة في المدارس، وتجارب مختلفة وتحدّيات يوميّة. كلّ المعلّمين مدعوّون إلى المشاركة في الدردشة لنقل آرائهم ومقارباتهم الخاصّة.

وصال رجا مرعي- أستاذة باحثة ومدرّبة تربويّة- لبنان

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ الاستراتيجيّة الأكثر فعّاليّة كانت التعلّم التعاونيّ، إذ أقوم بتقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة، يعملون معًا على حلّ المشكلات أو تقديم المشاريع. تجاوب الطلّاب بشكل إيجابيّ مع هذه الاستراتيجيّة، وشعروا أنّهم جزء من عمليّة التعلّم، ويسهمون في تطوير أفكار بعضهم البعض.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ يكمن التوازن في استخدام التكنولوجيا أداة مساعدة لدعم التعلّم، مع الحفاظ على التفاعل الشخصيّ عن طريق النقاشات الجماعيّة، والتوجيه الفرديّ، والأنشطة التي تتطلّب التواصل المباشر. يجب أن تبقى التكنولوجيا وسيلة لتعزيز الفهم، ولكن يجب ألّا تحلّ محلّ العلاقة الإنسانيّة.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ اكتشفت في البداية أنّني كنت أركّز كثيرًا على الجانب الأكاديميّ، من دون إيلاء الاهتمام الكافي للجانب العاطفيّ والاجتماعيّ للطلّاب. قرّرت مع الوقت تعديل ذلك بالاستماع إلى الطلّاب، وتوفير بيئة أكثر دعمًا للتعلّم النفسيّ والاجتماعيّ.   افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ بعض الموضوعات التي أراها ضروريّة هي: - التعلّم التفاعليّ وتطبيقاته. - استخدام التكنولوجيا في التعليم بشكل فعّال. - إدارة الصفوف بطريقة مرنة. - التعامل مع التحدّيات النفسيّة للطلّاب.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين في العالم العربيّ ضروريّ جدًا، لا سيّما في ظلّ التحدّيات التي يواجهها التعليم. أقترح إنشاء منصّة رقميّة للمعلّمين العرب لتبادل الخبرات والأفكار، وعقد ورش عمل مشتركة على الإنترنت.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ أسعى دائمًا لبناء علاقة شراكة حقيقيّة مع أولياء الأمور بالتواصل المستمرّ، سواء عبر الاجتماعات أو الرسائل الإلكترونيّة. أحرص على إطلاعهم على تقدّم أبنائهم، وأدعوهم إلى المشاركة في الأنشطة الصفّيّة.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ أهمّ ما أقوم به تخصيص وقت للراحة والاستجمام بعيدًا عن العمل. أمارس الرياضة بانتظام، وأتبع تقنيّات التأمّل للتخفيف من التوتّر. كما أحرص على التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ أقوم بتحديد أولويّات العمل باستخدام قائمة مهام، فأخصّص وقتًا لكلّ مهمّة، وأتجنّب الانشغال بالأمور الثانويّة. كما أستفيد من التطبيقات التقنيّة للتذكير بمواعيد المهامّ.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. ساعدتني مهنة التعليم في تطوير مهارات التواصل واحتياجات الأفراد، ولكنّ أثرها السلبيّ يتمثّل في الضغوط المستمرّة التي تترتّب عن متابعة التحدّيات التي تواجه الطلّاب، وأثر ذلك في توازني النفسيّ.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ حصلت معي حادثة طريفة عندما كنت أشرح الصفات المقارنة في أحد دروس الإنجليزيّة. استخدمت مثالًا بسيطًا: "John is taller than Tom" (جون أطول من توم). فسألني أحد الطلّاب: "لكن ماذا لو كان جون أقصر من توم؟". أجبته مبتسمة: "إذا كان جون أقصر من توم، إذًا سنقول: John is shorter than Tom". ثمّ قال الطالب بنبرة جادّة جدًّا: "ولكن، أستاذة، لو كان جون أقصر بكثير من توم، هل سنقول John is the shortest of all؟" (جون هو الأقصر على الإطلاق؟). فقلت له: "نعم، ولكن هذه حالة خاصّة"، ثمّ أضفت مازحة: "إلّا إذا كان جون الأقصر في العالم كلّه، عندها سنحتاج إلى جائزة!". انفجر الجميع بالضحك، وأصبح هذا المثال مصدرًا للمرح طوال الفصل.  

مروى أحمد السكافي- مشرفة لغة عربيّة- الأردن

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ أرى أنّ لكلّ مهارة من مهارات اللغة العربيّة استراتيجيّات خاصّة فعّالة، يتجاوب الطلبة معها. ومن أكثر الاستراتيجيّات فعّاليّة من الميدان، استراتيجيّة التخيّل "ماذا لو...؟" فهي مناسبة لجميع المهارات والدروس، وتطلق العنان للطالب للإبداع والابتكار حول موضوع الدرس وإسقاطه على أرض الواقع.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ تعتبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ وسيلة وليست غاية. والمعلّم البارع هو من يسهم بتوظيفها بشكل يضفي التفاعل والحماس الشخصيّ في الصفّ، لا ليلغي دور الطالب في التعليم.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في بداية عملي معلّمةً، كنت أعتقد أنّ التدريس المباشر هو الطريقة الأكثر فعّاليّة لدى الطلبة. ومع زيادة سنوات خبرتي، اكتشفت أنّ هذا الاعتقاد خطأ، وأنّه من الإبداع والابتكار في التعليم إدخال استراتيجيّات التدريس في غرفتي الصفيّة، خصوصًا أنّي بدأت التدريس سنة 2015. وشاركت في دورات للتعلّم النشطـ. وشيئًا فشيئًا، تطوّرت وأصبحت مدرّبة للاستراتيجيّات وطرق تطبيقها.   افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ من خلال وجودي في العمل التربويّ الميدانيّ الإشرافيّ، أرى أنّه من الضروريّ تزويد المعلّمين بورشٍ حول: الذكاء الوجدانيّ؛ استراتيجيّات التعلّم النشط الممنهج؛ الأخطاء اللغويّة؛ أدوات الذكاء الاصطناعيّ المجانيّة التي توفّر الوقت والجهد على المعلّم، وغيرها.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، أراه في غاية الأهمّيّة لتبادل الخبرات والثقافات التعليميّة. وفي ما يتعلّق بالتعامل والتكيّف مع الأزمات وطرق التعامل معها، أقترح وجود منصّة عربيّة تجمع معلّمي الوطن العربيّ وتطرح قضايا حسّاسة للنقاش.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ دائمًا ما يكون هناك جسر للتواصل بين أوليّاء الأمور وبين المعلّمين والمشرفين للمتابعة، ومنها: تطبيق المدرسة؛ لقاءات أولياء الأمور الدوريّ؛ اجتماع أولياء الأمور؛ مجلس الأمّهات، وغيرها. ومن الطرق كذلك طرح مسابقات مدرسيّة لأولياء الأمور بمشاركة أبنائهم، مثل مسابقات الوسائل التعليميّة؛ الإلقاء؛ حفظ سورة معيّنة، وغيرها. فهي تعين على تشجيع الأبناء ومتابعتهم ومشاركتهم.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ ممارسة الرياضة وقراءة القرآن والمحافظة على الإذكاء، والتفاؤل دومًا والصبر، وعدم متابعة الأخبار غير السارّة، بل النظر إلى الإيجابيّات التي تولدّها الظروف الصعبة؛ فالتفكير الإيجابيّ مهمّ للصحّة النفسيّة. ومن خلال التعامل الإيجابيّ والوديّ مع الطلبة، تبقى الصحّة النفسيّة جيّدة.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ مهما حاول المعلّم تنظيم وقته، سيكون الأمر صعبًا، وذلك لأنّ التعليم هو المهنة التي تُنقل أعباؤها إلى البيت. ولكن، يمكننا البدء بالأهمّ فالأقلّ أهمّيّة. وعادة ما أدوّن ما أريد القيام به في بداية الأسبوع، وأقوم بتوزيع المهامّ وترك مجال للأمور الطارئة. هذا يساعد في تنظيم الوقت وتخفيف الأعباء.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. في مهنة التعليم كلّ الإيجابيّات. يكفي أنّها باب للخير والأجر، لا يُغلق إذا أحسن العبد نيّته لله. وبسبب صعوبة المهنة، هي سلاح ذو حدّين على النحو الآتي: إيجابيًّا: تنظيم الوقت؛ الصبر؛ التأثير في حياة الآخرين؛ الانضباط الذاتيّ لكون المعلّم قدوة لغيره. سلبيًّا: العمل لساعات في البيت ما يؤثّر في علاقاتي الاجتماعيّة، لأنّ الإشراف يحتاج إلى جهد ومتابعة.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ إذا كان المعلّم مستمتعًا ممتعًا بالتعليم، يرى في كلّ حصّة موقفًا طريفًا يحدث معه. ومن أطرف المواقف نسياني الدائم للأقلام التي أكتب بها، خصوصًا أنّ أغلب صفوفي توجد فيها الأجهزة الذكيّة، فلست بحاجة إلى الأقلام دائمًا.

فراس شوّاخ- معلّم لغة عربيّة لمرحلتَي المتوسّطة والدبلومة- سوريا/ الإمارات العربيّة المتّحدة

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ إحدى الاستراتيجيّات الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، استراتيجيّة "فراير" التي تهدف إلى تعزيز الفهم من خلال توظيف خريطة المفاهيم بشكل منظّم. خطوات تطبيق الاستراتيجيّة 1.  اختيار مفهوم نحويّ أو أدبيّ من الدرس (مثل: الجملة الاسميّة، الاستعارة، أو الشخصيّة الروائيّة). 2.  توزيع ورقة عمل مصمّمة بأسلوب نموذج "فراير" تحتوي على أربعة أقسام: - تعريف المفهوم (بصياغة الطالب).  - خصائص المفهوم (سماته المميّزة).  - أمثلة (أمثلة صحيحة عن المفهوم). - لا أمثلة (أمثلة خطأ لا تنطبق على المفهوم). 3.  شرح النموذج مع تقديم مثال توضيحيّ للطلبة. 4.  تقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة لتعبئة النموذج باستخدام المفهوم المحدّد، أو العمل عليه فرديًّا.  5.  مناقشة النماذج المكتملة، وتبادل الأفكار بين الطلبة لزيادة الفهم وتعميقه.  تجاوب الطلبة - التفاعل مع النموذج كان ملحوظًا، حيث أبدى الطلبة اهتمامًا باستخدام نموذج "فراير" أداةً تنظيميّة للفهم. -  لاحظت زيادة في دافعيّة الطلبة لتطبيق المفهوم في سياقات مختلفة، ولا سيّما أثناء مناقشات الصفّ. -  عزّزت هذه الاستراتيجيّة الفهم العميق للمفاهيم النحوية والأدبيّة.  -  ساهمت في تحسين مهارات التفكير النقديّ لدى الطلبة من خلال تصنيف الأفكار وتحليلها.  - وفّرت فرصة لتعبير الطلّاب عن أفكارهم بوضوح، ما أدّى إلى تعزيز مشاركتهم في العمليّة التعليميّة.   كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ - تصميم الأنشطة بحيث تشمل استخدام التكنولوجيا (مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ) جنبًا إلى جنب مع العمل الجماعيّ والنقاشات الشخصيّة. - تحقيق تعلّم عميق وشامل يجمع بين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على الروح الإنسانيّة.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في بداية مسيرتي المهنيّة، كنت أظن أنّ التحكّم الكامل في الحصّة الدراسيّة وإدارة كلّ تفاصيلها بنفسي، هو الطريقة الأكثر فعّاليّة لضمان تحقيق الأهداف التعليميّة. كنت أمارس أسلوبًا يتسم بالإلقاء المباشر مع إعطاء مساحة محدودة لمشاركة الطلّاب وتفاعلهم مع المادّة. ثمّ اكتشفت أنّني أقوم بدور الشرطيّ المراقب، فعدّلت وخصّصت وقتًا في كلّ حصّة لتلقّي استفسارات الطلّاب ومناقشة آرائهم. كما اطّلعت على تجارب زملاء متمرّسين، واستفدت من نصائحهم.   افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ من الموضوعات المهمّة التي يجب اكتسابها هي إدارة الضغوط النفسيّة، وطرق الحفاظ على التوازن النفسيّ للمعلّم في بيئة العمل.   هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين والمعلّمات في العالم العربيّ يعدّ ضرورة مُلحّة، خصوصًا في ظلّ الأزمات التي يواجهها التعليم. وأقترح إنشاء منصّة إلكترونية تعليميّة تجمع المعلّمين والمعلّمات في العالم العربيّ لتمكينهم من التواصل، تبادل الخبرات، والتعاون في مشاريع تعليميّة.   كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ أبدأ بالتواصل الإيجابيّ مع أوليّاء الأمور من بداية العام الدراسيّ، برسائل ترحيب أو لقاءات تعريفيّة، وبالنشرات الأسبوعيّة والشهريّة التي أرسلها إليهم.   كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ تبنّي نمط حياة صحّيّ: - النوم الكافي: الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم لتعزيز الصحّة العقليّة والجسديّة. - التغذية المتوازنة: أتناول أطعمة غنيّة بالعناصر الغذائيّة التي تعزّز الصحّة النفسيّة، مثل الأطعمة الغنيّة بالأوميغا والفواكه والخضروات. - ممارسة تقنيّات الاسترخاء: مثل التنفّس العميق، التأمّل، أو اليوغا لتخفيف التوتّر. - ممارسة رياضة المشي يوميًّا لتحسين المزاج.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ - أضع برنامجًا وتقويمًا أسير عليه، فأضع فيه الأَولى فالأَولى: أبدأ يومي بتحديد المهامّ الأكثر أهمّيّة وإلحاحًا، وأركّز على إنجازها أوّلاً. يساعدني ذلك على استخدام الوقت بكفاءة وتجنّب الشعور بالإرهاق. - تقسيم المهامّ الكبيرة إلى أجزاء صغيرة: أقسّم المشاريع الكبيرة أو المهامّ المعقّدة إلى أجزاء أصغر، مع تخصيص وقت محدّد لكلّ جزء. هذا النهج يجعل العمل أقلّ رهبة، وأكثر قابليّة للإدارة.   اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. إيجابيًّا: مهنة الأنبياء والرسل معلّمي البشريّة الخيرَ؛ فمهنة التعليم تمنحني شعورًا عميقًا بالإنجاز والتأثير الإيجابيّ في الآخرين. ورؤية تطوّر الطلّاب ونموّهم الأكاديميّ والشخصيّ، تعدّ تجربة مُرضية لي للغاية. سلبيًّا: لم أجد في هذه المهنة أثرًا سلبيًّا سوى الضغط الناتج عن كثرة المسؤوليّات والالتزامات، مثل التخطيط للدروس، وتصحيح الواجبات، والتعامل مع متطلّبات أولياء الأمور والإدارة. يؤدّي الضغط إلى استنزاف الوقت والطاقة.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ عندما كنت أدرّس طلّاب الصفّ السادس قصّة كليلة ودمنة، وقف طالب وسألني: هل يستطيع الثعلب التحدّث بلغة إنكليزيّة؟! فضحكنا جميعًا. ثمّ تدخّلت وشرحت لهم بأنّ الكاتب يستطيع نسج شخصيّاته وإلباسها ما يريد، فيجعلها تتحدّث بأيّ لغة يريد، وبأنّ شخصيّات الحيوانات في قصّة كليلة ودمنة ترمز إلى الإنسان، فاجعلها تتحدّث بأيّ لغة تريد. تلك الحادثة كانت درسًا لي في كيفيّة تحويل المواقف غير المتوقّعة إلى فرص تعليميّة ممتعة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين المهتمّين بتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد، حيث تتناول المقالات معظم القضايا المرتبطة بالتربيّة والسلوك والمواقف المختلفة.

كيف أنجح في تعويد الطفل على النوم بمفرده؟

لعلّ الأبوة والأمومة من أصعب الأدوار في الحياة وأكثرها نُبلًا، فمنذ اللحظة الأولى لولادة الطفل تبدأ التحدّيات، من تجهيز مكان مناسب له، والاهتمام بصحّته، ومراقبته ليلًا ونهارًا، وتلبية احتياجاته. ومع ذلك، لا بدّ أن تتقلّص هذه المسؤوليّات مع نموّ الطفل، عندما يصبح قادرًا على تحمّل بعض المسؤوليّات، ومنها النوم بمفرده. لكنّ بعض الأطفال يتعلّقون بوالديهم ويرفضون الابتعاد عنهم، وأحد أشكال هذا الارتباط هو عدم رغبتهم في النوم وحدهم.  يُعدّ النوم المستقلّ إنجازًا مهمًّا، يعزّز الاعتماد على الذات، ويحسّن جودة النوم. إلّا أنّ الأطفال الصغار غالبًا ما يقاومونه لأسباب مختلفة. لذا، فإنّ فهم هذه الأسباب، وتنفيذ استراتيجيّات مناسبة، يمكن أن يسهّل هذه العمليّة لكلّ من الآباء والأطفال. ستتناول هذه المقالة الصعوبات الشائعة التي يواجهها الأطفال عند النوم بمفردهم، وأسبابها، بالإضافة إلى نصائح عمليّة تساعدهم في الانتقال إلى النوم المستقلّ.    لماذا يرفض الأطفال النوم بمفردهم؟  قبل التطرّق إلى النصائح، من الضروريّ فهم الأسباب التي تجعل بعض الأطفال يواجهون صعوبة في النوم بشكل مستقلّ، ومنها:  1. قلق الانفصال: يشعر بعض الأطفال بقلق الانفصال، خصوصًا عند تركهم بمفردهم في غرفة مظلمة. وعلى الرغم من أنّ قلق الانفصال جزء طبيعيّ من تطوّر الطفل، إلّا أنّه يجعل من الصعب عليه الابتعاد عن والديه، لا سيّما وقت النوم. كما أنّ الأطفال الصغار لا يزالون يتعلّمون كيفيّة تنظيم مشاعرهم، ما يتسبّب في صعوبة شعورهم بالاسترخاء، وبالتالي صعوبة النوم من دون وجود أحد والديهم.  2. الخوف من الظلام أو الكوابيس: يمكن أن يكون الخوف من الظلام، أو الوحوش الخياليّة، أو الكوابيس، سببًا في تردّد الأطفال في النوم بمفردهم، إذ تخلق مخيّلتهم الواسعة سيناريوهات مخيفة، تجعل وقت النوم صعبًا بالنسبة إليهم.  3. الاعتياد على النوم المشترك: إذا كان الطفل قد اعتاد على النوم مع والديه، أو في الغرفة نفسها، أو كان لديه روتين يتضمّن هزّه للنوم، فإنّه يتوقّع استمرار هذا الروتين. لذلك، عندما يحاول الأهل تغيير هذا النمط، فمن الطبيعيّ أن يواجه الطفل صعوبة في التأقلم.  4. التغيّرات المصاحبة للنموّ: في بعض المراحل، مثل التسنين، أو التدريب على استخدام الحمّام، قد تضطرب أنماط نوم الطفل، ما يصعّب عليه التكيّف مع ترتيبات النوم الجديدة.  5. بيئة النوم غير المستقرّة: إذا مرّ الطفل بتغيير كبير، مثل بدء الحضانة، أو ولادة شقيق جديد، أو الانتقال إلى منزل جديد، فقد يزيد ذلك من اضطرابه، ويجعله أكثر تعلّقًا بوالديه أثناء النوم.  6. التعب المفرط: عندما يكون الطفل مرهقًا للغاية، فإنّه قد يواجه صعوبة في النوم بمفرده. كما أنّ التعب الزائد قد يؤدّي إلى زيادة مستويات الكورتيزول (هرمون التوتّر)، ما يعيق الاستغراق في النوم بسهولة، ويؤدّي إلى اضطرابات في النوم.  يساعد فهم هذه الأسباب الآباء في التعامل مع تعويد الطفل على النوم بمفرده بتعاطف وصبر. الآن، دعنا نستكشف بعض النصائح العمليّة، لمساعدة الأطفال في تعلّم النوم بمفردهم.    8 نصائح تساعد على تعويد الطفل على النوم بمفرده  1. تأسيس روتين ثابت لوقت النوم  يساعد الروتين الثابت على تهيئة الطفل نفسيًّا وجسديًّا للنوم. ومن الأنشطة التي يمكن أن يتضمّنها:  - الاستحمام: يساعد على الاسترخاء، وإعداد الجسم للنوم.  - الأنشطة الهادئة: مثل قراءة قصّة، أو غناء تهويدة، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.  - تنظيف الأسنان وارتداء البيجاما: يكمل الروتين، ويشير إلى الانتقال من النهار إلى الليل.    2. إنشاء بيئة صديقة للنوم  تؤدّي بيئة النوم دورًا مهمًّا في مساعدة الطفل على النوم بهدوء. لتحقيق ذلك:  - تأكّد من أنّ الفراش مريح، ومناسب لحجم الطفل واحتياجاته.  - حافظ على درجة حرارة الغرفة معتدلة.  - استخدم إضاءة ليليّة خافتة، لتخفيف الخوف من الظلام، ومساعدة الطفل في الاسترخاء.  - اسمح للطفل بأخذ بطانيّته أو لعبته المفضّلة إلى السرير، للشعور بالأمان.    3. استخدام تقنيّات الانتقال التدريجيّ  بدلًا من فرض النوم المستقلّ فجأة، يمكن استخدام استراتيجيّات تدريجيّة، مثل:  - تشجيع الغفوات المستقلّة: شجّع الطفل على النوم بمفرده أثناء فترة القيلولة، إذ يكون أقلّ إجهادًا، وأكثر استعدادًا لبناء الثقة.  - الجلوس بالقرب: في البداية، يمكن للوالدين الجلوس بجانب الطفل إلى أن ينام، ثمّ الابتعاد تدريجيًّا كلّ ليلة.    4. تشجيع مهارات التهدئة الذاتيّة  تعليم الطفل تقنيّات الاسترخاء، مثل التنفّس العميق أو عناق لعبته المفضّلة، يساعده في تهدئة نفسه. كما أنّ التعزيز الإيجابيّ عند تحقيق أيّ تقدّم، مهما كان بسيطًا، يعزّز ثقته بنفسه، ويشجّعه على الاستمرار في المحاولة.    5. معالجة المخاوف والقلق الليليّ  يمكن التحدّث مع الطفل عن مخاوفه، وطمأنته أنّه في أمان. يمكن استخدام أفكار إبداعيّة، مثل "رذاذ الوحش"، (زجاجة رذاذ فيها ماء) لطمأنته، أو تفحّص الغرفة معه، أو تحويل السرير حيث ينام إلى منطقة ممتعة للتواجد فيها.    6. التحلّي بالصبر والمثابرة  يحتاج الطفل إلى الوقت للتكيّف مع النوم المستقلّ. من المهمّ أن يتحلّى الوالدان بالصبر، وأن يكونا داعمَين له، وعدم إجباره على النوم بمفرده بطريقة مفاجئة.    7.  تجنّب الارتباطات السلبيّة بالنوم  يجب جعل وقت النوم تجربة إيجابيّة، والابتعاد عن استخدامه وسيلة للعقاب، حتّى لا يربط الطفل بين النوم والمشاعر السلبيّة.    8. مراقبة الأنشطة النهاريّة  تؤثّر الأنشطة النهاريّة في جودة نوم الطفل، لذا من المهمّ:  - التأكّد من أنّ الطفل يحصل على قسط كافٍ من النشاط البدنيّ أثناء النهار.  - تجنّب الشاشات قبل ساعة على الأقلّ من النوم، لأنّ الضوء الأزرق يعطّل إنتاج الميلاتونين.  - تجنّب الوجبات الثقيلة، أو الغنيّة بالسكّر، قبل النوم.    ***  قد يبدو تعويد الطفل على النوم بمفرده مهمّة مرهقة، خصوصًا في نهاية اليوم، عندما يكون الأهل متعبين. لكنّ فهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى مقاومة النوم المستقلّ، وإنشاء روتين ثابت، وتوفير بيئة مناسبة للنوم، يمكنها تسهيل هذه العمليّة. تذكّر أنّ كلّ طفل يختلف عن الآخر، وما ينجح مع أحد الأطفال، قد لا ينجح مع آخر. ومع المثابرة والصبر، سيتعلّم طفلك النوم بمفرده، ما يسهم في راحته وراحة جميع أفراد الأسرة.   المراجع https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/%D9%A4-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%85-4282  https://mysleepingbaby.com/how-to-teach-a-toddler-to-sleep-without-mom/  https://www.parents.com/kids/sleep/tips/how-do-i-teach-my-child-to-sleep-alone/  https://trbeyah.com/r/%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%85-%D8%A8%D9%85%D9%81%D8%B1%D8%AF%D9%87 

كيف أعرف أنّ أطفالي ضمن بيئة تعلّم فعّالة؟

نشأنا جميعًا على الاعتقاد بأنّ المدرسة هي المكان الرئيس للتعلّم، والقوّة الدافعة إلى بناء بيئة مثاليّة داعمة للطلّاب، والتي تعدّ عاملًا حاسمًا في تحفيز قدرات المتعلّمين أو تثبيطها. من هنا، تولي المؤسّسات التعليميّة اهتمامًا كبيرًا بتوفير بيئة تعليميّة إيجابيّة، تهدف إلى دعم الطلّاب لتحقيق أفضل النتائج، وتعزيز قدرتهم على اكتساب أكبر قدر من المعرفة.   في هذا المقال سنعرّف بيئة التعلّم الفعّالة، مع توضيح أبرز أنواعها، وأهمّيّتها، وكيف تؤثّر في الناتج التعليميّ.    بيئة التعلّم الفعّالة يشمل مصطلح بيئة التعلّم عمومًا المكان الذي يضمّ المتعلّمين، وثقافة المدرسة وروحها وخصائصها الأساسيّة، والثقافات المتعدّدة التي تؤثّر في الطلّاب خلال عمليّة التعلّم، بما في ذلك كيفيّة تفاعل الطلّاب مع بعضهم البعض، والأدوات والتقنيّات المستخدمة في التدريس، والضغوط والتوقّعات التي قد تُفرض على الطلّاب من محيطهم، بالإضافة إلى تفاعل الطلّاب مع معلّميهم في بيئة التعلّم، والطرق التي يستخدمها المعلّمون بهدف تسهيل عمليّة التعلّم.  يشير هذا التعريف إلى أنّ الطلاب يتعلّمون بطرق متنوّعة وفي سياقات مختلفة، ومع التركيز على توفير تربة خصبة للتعلّم، تتّجه الجهود نحو بناء بيئة تعلّم متكاملة العناصر، تهدف إلى تعزيز قدرة الطلّاب على التعلّم، ما يترك أثرًا إيجابيًّا كبيرًا، ويجعل عمليّة التدريس تجربة ممتعة ومثمرة.  يسعى طلّاب اليوم إلى بيئة تعلّم أكثر حيويّة، تتجاوز الصورة التقليديّة للصفوف الدراسيّة المزدحمة بالمقاعد والمكاتب والسبّورات. إنّهم يفضّلون بيئة تعليميّة مصمّمة خصّيصًا لتحفيز التفكير وتعزيز الإبداع، تدعم قدراتهم على التعلّم باعتماد استراتيجيّات تدريس مبتكرة ومتجدّدة. يريد الطلّاب أن يكونوا جزءًا من بيئة تعليميّة ملهمة، تُشعرهم بالإنجاز، وتتيح لهم التكيّف، والتفاعل بفعّاليّة مع زملائهم ومعلّميهم. باختصار، يطمح الطلّاب إلى أن يكونوا لاعبين نشطين وشركاء حقيقيّين في العمليّة التعليميّة، وليس مجرّد متلقّين سلبيّين للمعرفة.  بذلك، تعرّف بيئة التعلّم الفعّالة بأنّها البيئة التي يشعر فيها الطلّاب بالمشاركة والمسؤوليّة عن تعلّمهم، مع الشعور بالراحة الكافية للمشاركة الكاملة في الأنشطة الجماعيّة والفرديّة، والشعور بالدافعيّة إلى الوصول إلى نتائج تعليميّة واعدة.    مكوّنات بيئة التعلّم الفعّالة هناك العديد من المكوّنات والمواصفات التي تشير إلى إيجابيّة بيئة التعلّم وفعّاليّتها، أهمّها:  مكوّنات بيئة التعلّم الفيزيائيّة - الموقع: يشمل ذلك الفصول الدراسيّة التقليديّة، والمختبرات، والمكتبات، والمساحات الخارجيّة، أو أيّ مساحة مادّيّة يحدث فيها التعلّم.  - البنية الأساسيّة: إعداد الغرفة، بما في ذلك مساحات الجلوس، والإضاءة، والتهوية، وكفاءة الوصول إلى التكنولوجيا (أجهزة الكمبيوتر والسبّورة الذكيّة) والموارد الأخرى.  - الموادّ: الكتب المدرسيّة والأدوات واللوازم، وأيّ موادّ تعليميّة تسهّل التعلّم.    مكوّنات بيئة التعلّم الاجتماعيّة - التواصل: طبيعة التفاعل بين الطلّاب والمعلّمين، وتشمل أسلوب التواصل، وفرص التعاون بين الطلّاب أنفسهم وبين الطلّاب والمعلّمين، بالإضافة إلى أنظمة دعم الطلّاب.  - المجتمع: الشعور بالانتماء إلى مجتمع، ووجود أهداف مشتركة تجمع أفراده، والاحترام المتبادل الذي يمكن أن يحفّز المتعلّمين، ويشركهم في العمليّة التعليميّة.  - التوقّعات السلوكيّة: القوانين وقواعد السلوك التي تحدّد السلوكيّات المقبولة، وتخلق مساحة تعليميّة آمنة وتحترم أفرادها.    مكوّنات البيئة العاطفيّة - السلامة النفسيّة: خلق جوّ يشعر فيه المتعلّمون بالراحة في التعبير عن أنفسهم، من دون خوف من السخرية أو العقاب.  - الدافع والمشاركة: استخدام استراتيجيّات مخصّصة لإبقاء المتعلّمين مهتمّين، مثل تحديد أهداف واضحة، وتقديم الملاحظات، وتوفير محتوى هادف وذي صلة، يلقى اهتمامًا من الطلّاب.  - أنظمة الدعم: إمكانيّة الحصول على الاستشارة أو الإرشاد أو دعم الأقران، لمعالجة الاحتياجات العاطفيّة والأكاديميّة.    مكوّنات البيئة التعليميّة - مشاركة الأفكار: تشجيع الطلّاب على طرح الأسئلة الفضوليّة، أو النابعة عن رغبتهم بالتعلّم، فمنح الطلّاب حرّيّة التعبير يؤدّي إلى تعزيز حماسهم للتعلّم، ويفتح المجال أمام طموح لا حدود له.  - الإجابة عن الأسئلة: تقدير المعلّم للأسئلة التي توفّر فرصًا لاستكشاف الموضوعات بمزيد من التعمّق، بتشجيع الطلّاب الذين يطرحون الأسئلة بشكل إيجابيّ.  - نماذج التعلّم: يستخدم المعلّم نماذج تعلّم مختلفة، مثل: التعلّم القائم على الاستفسار والتجربة، والتعلّم المباشر، والتعلّم من نظير إلى نظير ومن مدرسة إلى مدرسة، والتعلّم الإلكترونيّ، والفصول الدراسيّة المقلوبة.  - نظام التقييمات: يقدّم المعلّم للطلّاب تقييمات مستمرّة وحقيقيّة وشفّافة، للمساعدة في تطويرهم الشخصيّ، وإعدادهم للفرص المستقبليّة.    مكوّنات البيئة التكنولوجيّة - التكامل الرقميّ: استخدام التكنولوجيا لتعزيز التعلّم، بما في ذلك المحاكاة التفاعليّة، أو البرامج التعليميّة، أو تجارب الواقع المعزّز.  - الأدوات الرقميّة: أدوات مؤتمرات الفيديو، ومنتديات المناقشة، والكتب الإلكترونيّة، والمحاكاة والمحتوى التفاعليّ الذي يدعم التعلّم عبر الإنترنت.  - إمكانيّة الوصول والمساواة: ضمان حصول جميع المتعلّمين على الأدوات اللازمة والوصول إلى الإنترنت، لضمان مشاركة جميع الطلّاب في تجربة التعلّم، بمن فيهم ذوو الإعاقة.    كيف يمكنني إنشاء بيئة تعليميّة إيجابيّة؟  هناك العديد من الأمور التي يمكن للأهل والمعلّمين القيام بها، لإنشاء بيئات تعليميّة فعّالة لأطفالهم وطلّابهم. في الآتي بعض النصائح المفيدة:  في المنزل يمكن للأهل إعداد مساحة تعليميّة مخصّصة لأطفالهم، حيث يمكنهم التحضير للدروس، أو حتّى حضور الفصول الدراسيّة عن بُعد، مع توفير جميع اللوازم الضروريّة، والمقاعد المريحة، والاتّصال القويّ بالإنترنت.    على المعلّمين مشاركة خطط الدروس القادمة مع الأهل، بتزويدهم بموادّ الفصل الدراسيّ ومهام القراءة والموارد الأخرى. في حال كان الطالب يواجه صعوبة ما، يمكن للأهل والمعلّمين التعاون في طرق دعمه، سواء باستخدام أساليب التدريس الحديثة، أو الدروس الخصوصيّة الفرديّة، أو الاستشارة.  يمكن للأهل، بالتعاون مع المعلّمين، أن يجعلوا وقت الدراسة أو قضاء الواجبات المنزليّة أكثر متعة، بتشغيل الموسيقى، أو استخدام الألعاب والمسابقات والتدريبات المحدّدة بوقت، أو روائح تحفّز الذاكرة، أو غيرها من أساليب التعلّم الفريدة.    في الفصل الدراسيّ يمكن للمعلّمين التفكير في تصميم الفصل الدراسيّ بطريقة مختلفة، تدعم تعلّم الطلّاب بفعّاليّة. مثلًا: التفكير بطريقة لوضع المقاعد بحيث تمكن للجميع رؤية ما يحدث في مقدّمة الغرفة، أو وضعها في أنصاف دوائر بدلًا من الصفوف المتتالية، لخلق المزيد من التفاعل بين الطالب وأقرانه.  كما يمكن أن يشجّع المعلّمون الطلّاب على المشاركة في إنشاء بيئة التعلّم التي يرغبون فيها، مثل صنع أعمال فنّيّة تزيّن الفصل أو المدرسة، أو المشاركة في جلسات نقاش حول مواضيع يهتمّون بها، وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم وطرح الأسئلة. من المرجّح أن يشعر الطلّاب بعد هذه الخطوات بمزيد من الارتباط ببيئتهم، طالما أنّ لهم يدًا في تشكيلها.    ***  يساعد إنشاء بيئات تعليميّة إيجابيّة وجذّابة للطلّاب في تعزيز قدرتهم على تلقّي المعلومات والاحتفاظ بها، ويزيد من فرص تحقيق الدعم العاطفيّ والتعليميّ الذي يحتاجون إليه للنجاح في المدرسة وخارجها.   المراجع https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9076804/  https://msaaq.com/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/  https://e3arabi.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7/  https://www.wgu.edu/blog/3-types-learning-environments2111.html   

ما أضرار الطلاق على الأبناء؟ وكيف تمكن معالجتها؟

على رغم الأضرار التي تنتج عن الطلاق، إلّا أنّه يكون الخيار المنطقيّ الوحيد، في كثيرٍ من الأحيان، لإنهاء علاقةٍ زوجيّةٍ منهارة. إنّه قرارٌ يتردّد العديد من الأزواج في اتّخاذه، نظرًا إلى تأثيره السلبيّ في الأبناء. سواء جاء الطلاق ليضع حدًّا لرحلةٍ طويلةٍ من الخلافات والنزاعات، أو جاء بشكلٍ مفاجئٍ، ففي كلتا الحالتين يشكّل خسارةً كبيرةً للأبناء، خصوصًا مع الضغوط الناتجة عن التغيّرات المصاحبة له، مثل تغيير مكان السكن، والمدرسة أحيانًا، والصعوبات المادّيّة التي قد تؤدّي إلى تدنّي مستوى المعيشة. من الطبيعيّ أن تحمّل هذه التغيّرات الأبناء ضغوطًا شديدة.  تختلف ردود أفعال الأبناء على الطلاق بحسب مراحلهم العمريّة، فيعاني الأطفال في عمر ما قبل المدرسة اضطرابات النوم، واضطرابات التعلّق، وقلق الانفصال عن أحد الأبوين، أو قد ينتكسون نحو سلوكيّاتٍ طفوليّةٍ لم تكن ظاهرةً من قبل، مثل التبوّل اللاإراديّ أثناء النوم.    من المؤسف أنّ تداعيات الطلاق لا تقف عند هذا الحدّ، إذ قد يسيطر الشعور بالذنب ولوم النفس على الكثير منهم، وقد يتوهّم الأطفال الأصغر سنًّا أنّهم السبب في الطلاق، نتيجة خطأ ارتكبوه، أو سلوكٍ سيّئٍ صدر عنهم. بينما يميل الأكبر سنًّا إلى التعبير عن مشاعرهم بصورة نوبات غضبٍ، موجّهين اللوم إلى أحد الوالدين أو كليهما.   يمكن لفهم الأضرار المحتملة للطلاق على الأبناء، واستكشاف سبل التخفيف منها، أن يساعد الأهل في التعامل مع هذا التحوّل الصعب، بطريقةٍ تخفّف من تأثيره السلبيّ في أطفالهم.     أضرار الطلاق على الأبناء  التأثير على الأداء الأكاديميّ  تجربة الطلاق صعبةٌ على جميع أفراد الأسرة، خصوصًا الأطفال، فمحاولات فهم الديناميكيّات المتغيّرة داخل الأسرة تجعلهم مشتّتين ومرتبكين، ما يؤثّر في تركيزهم اليوميّ، وفي أدائهم الأكاديميّ.   أظهرت الدراسات أنّ أطفال الوالدين المطلّقين قد يعانون انخفاضًا في تحصيلهم الأكاديميّ، وفي اهتمامهم بالأنشطة اللامنهجيّةّ، بنسبةٍ أكبر من غيرهم. كما قد يواجهون صعوبةً في السيطرة على سلوكهم في المدرسة.  إضافةً إلى ذلك، تصحب الطلاق بعض التغييرات الديناميكيّة، مثل تغيير مكان السكن، وربّما تغيير المدرسة التي يرتادها الأبناء، ما يؤثّر بشكلٍ كبيرٍ في مستواهم الأكاديميّ، فقد يجدون صعوبةً في التأقلم مع المكان والمدرسة الجديدين، فيشعرون بعدم الرغبة في التعلّم، ويقاومون الذهاب إلى المدرسة.    الاضطراب العاطفّي والقلق  قد يؤدّي الطلاق إلى ظهور بعض المشاعر والاستجابات العاطفيّة الجديدة لدى الأطفال، لم يختبروها من قبل، مثل مشاعر الخسارة والغضب والحزن والقلق وغيرها الكثير، نتيجةً لهذا التغيير. فالطلاق حدثٌ كبيرٌ بالنسبة إلى الأطفال، سيتولّد عنه شعورٌ بالإرهاق النفسيّ والحساسيّة العاطفيّة، وقد لا يفهم الأطفال الصغار سبب حدوث الطلاق، ما قد يكثّف شعورهم بعدم الأمان.  يحتاج الأطفال إلى شخصٍ يكون منفذًا لعواطفهم، يتحدّثون إليه، ويتفهّم مشاعرهم وأفكارهم. سيساعدهم هذا في تخطّي الفترة الأولى بأقلّ الأضرار النفسيّة.    الاضطراب السلوكيّ  تعدّ الاضطرابات السلوكيّة لدى الأطفال من أبرز أضرار الطلاق على الأبناء، مثل الميل إلى العدوانيّة، أو العناد المفرط، أو الانسحاب التامّ، أو صعوبات النوم، أو التغيّرات في النظام الغذائي. كما يلجأ بعض المراهقين إلى التعبير عن حالة الإحباط لديهم بالتمرّد، أو بالمشاركة في الأنشطة المحفوفة بالمخاطر، أو تعاطي المخدرات.  في بعض الحالات، لا يعرف الأطفال كيف يستجيبون للإرهاق النفسيّ الناجم عن طلاق والديهم، فيصبحون سريعي الغضب والانفعال، وقد يوجّهون غضبهم تجاه والديهم، وأنفسهم، وأصدقائهم، وغيرهم من المقرّبين. عادةً ما يتبدّد هذا الغضب لدى العديد منهم بعد عدّة أسابيع، لكن إذا استمرّ، فمن المهمّ أن نتوقّع أن يكون هذا أحد الآثار الدائمة، والذي قد يؤثّر في شكل حياة الأبناء المستقبليّة.     عدم الاهتمام بالنشاطات الاجتماعيّة  تشير الأبحاث إلى أنّ الطلاق قد يؤثّر اجتماعيًّا في الأطفال، إذ يواجه الذين تمرّ عائلاتهم بالطلاق من بينهم صعوبةً في التواصل مع الآخرين، ويميلون إلى قلّة المشاركة في التجمّعات والنشاطات الاجتماعيّة. في بعض الأحيان يشعر الأطفال بعدم الأمان، ويتساءلون عمّا إذا كانت عائلتهم الوحيدة التي وقع فيه طلاق، ويفضّلون الجلوس في المنزل على اللعب مع أصدقائهم والتفاعل معهم.  أظهرت الدراسات النفسيّة التي أجراها مكتب الإحصاء الاجتماعيّ في الولايات المتّحدة، على عددٍ من الأزواج، أنّ الأطفال الذين عاشوا تجربة طلاق والديهم، يكونون أكثر عرضةً للطلاق من غيرهم في المستقبل. يُرجّح السبب بانعدام إحساسهم بالثقة والأمان في الشركاء، وافتقارهم إلى بعض المهارات الاجتماعيّة المكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة، واستبدالها بمشاعر أكثر سلبيّة. تكون النتيجة فقدانهم القدرة على حلّ الخلافات الزوجيّة من دون اللجوء إلى الطلاق، فينتهي بهم المطاف بالسير على خطا والديهم، وهو ما يُعرف نفسيًّا بنظريّة "النمذجة الأبويّة".      المشاكل الصحّيّة  من الوارد أن تترتّب عن عمليّة الطلاق أثارٌ على صحّة الأطفال الجسديّة، وليس النفسيّة فحسب. فيظهر الأطفال الذين مرّوا بتجربة طلاق والديهم قابليّةً أكبر للإصابة بالأمراض، نتيجة العديد من العوامل، منها صعوبة النوم. كما قد تظهر عليهم علامات الاكتئاب، ما قد يؤدّي إلى تفاقم مشاعر فقدان الرفاهيّة، وتدهور حالتهم الصحّيّة، إلى درجةٍ قد تستدعي تدخّل مختصّين للحدّ من تفاقم المشكلة.    كيف أحمي أطفالي من آثار الطلاق  بالرغم من كلّ الأضرار التي يلحقها الطلاق بالأبناء، إلّا أنّ هناك ما يمكن للوالدين فعله للحدّ من تأثيره في أطفالهم، ودعمهم للتكيّف مع التغيّرات بطريقةٍ صحّيّة.  الحفاظ على التواصل المفتوح  تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، والاستماع إليهم من دون إصدار أحكامٍ، يعدّ خطوةً مهمّة. تجب طمأنتهم أنّ مشاعرهم مفهومةٌ وطبيعيّةٌ، وأنّه لا بأس في الشعور بالحزن أو الغضب أو الارتباك. يسهم التواصل المفتوح في تعزيز شعور الأطفال بأنّهم مسموعون ومفهومون، ما يقلّل من حزنهم، ويخفّف من إحساسهم بالعزلة.     توفير الاستقرار والروتين  يسهم إنشاء روتينٍ ثابتٍ داخل كلا البيتَين في تعزيز شعور الأطفال بالأمان، والقدرة على التنبّؤ. كما أنّ التشابه في أوقات النوم، وأوقات الوجبات، والأنشطة اليوميّة الأخرى، يمكن أن يساعد الأطفال في التكيّف بسهولةٍ أكبر مع التغييرات.    تقليل الصراع  من المهمّ حماية الأطفال من صراعات الوالدين، وتجنّب وضعهم وسط النزاعات، إذ تقلّل تربية الأطفال بشكلٍ ودّيٍّ، في بيئةٍ يحترم أفرادها بعضهم البعض، من التوتّر والقلق الذي يشعر به الأطفال. من الضروريّ أن يضع الوالدان خلافاتهما جانبًا، ويعملا معًا فريقًا واحدًا، لإعطاء الأولويّة لأطفالهما ورفاهيّتهم، وأن يحرصا على أن ينشأ الأبناء معهما في بيئةٍ صحّيّةٍ، رغم الانفصال.    الطمأنينة بشأن سلامتهم وحبّهم  يحتاج الأطفال إلى معرفة أنّ الطلاق ليس خطأهم، وأنّ كلا الوالدين ما يزالان يحبّانهم من دون قيدٍ أو شرط. يمكن أن يساعد التأكيد على ذلك في الحدّ من مخاوف الهجران، وطمأنة الأطفال بشأن مكانهم في حياة كلا الوالدين، وبأنّ الانفصال لا يعني أنّ عليهم اختيار أحدهما على الآخر.     تشجيع الدعم المهنيّ  يمكن أن تكون الاستشارة مفيدةً للأطفال الذين يكافحون في التعامل مع آثار الطلاق. يمكن للمعالج المختصّ أن يوفّر مساحةً آمنةً لهم، لاستكشاف مشاعرهم، وتطوير استراتيجيّات التأقلم على الوضع الجديد.    الحرص على إظهار العلاقات الصحّيّة   يتعلّم الأطفال بالملاحظة، لذا فالتواصل الصحّيّ، وإظهار الاحترام والتقدير للطرف الآخر، يمكن أن يساعد الأطفال في تكوين وجهة نظرٍ أكثر توازنًا حول العلاقات، ويحميهم من التورّط في علاقاتٍ لا يتحمّلون تبعاتها مستقبلًا.    أشركهم في العمليّة  عندما يكون ذلك مناسبًا، أشرك الأطفال في المناقشات حول التغييرات التي ستؤثّر في حياتهم، مثل ترتيبات المعيشة، أو الجداول الزمنيّة. امنحهم فرصة الاختيار بين بعض الأمور غير المصيريّة، فهذا قد يمنحهم شعورًا بالسيطرة، ويسهم في تقليل مشاعر القلق، ويجعل الانتقال أكثر سلاسة.    ***  الطلاق تجربةٌ صعبةٌ، قد تخلّف آثارًا دائمةً على الأطفال، ولكنّ اتّباع نهجٍ واعٍ يدعم الوالدين في تسهيل عمليّة الانتقال، وتخفيف حدّة الآثار السلبيّة. بالحفاظ على الاستقرار والدعم والتواصل المفتوح، سيتمكّن الأبناء من الخروج من هذه المرحلة بمرونةٍ وأمانٍ، في ظلّ حبّ كلا الوالدين.     المراجع https://www.child-encyclopedia.com/divorce-and-separation/according-experts/how-parents-can-help-children-cope-separationdivorce  https://www.familymeans.org/effects-of-divorce-on-children.html#:~:text=Feelings%20of%20Guilt&text=Guilt%20increases%20pressure%2C%20can%20lead,reduce%20these%20feelings%20of%20guilt.  https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84 

Putting It All Together

مجموعة تدريبات رياضيّاتيّة حول العمليّات الحسابيّة المبسّطة. للوصول إلى التدريبات الرجاء الضغط على الرابط هنا.

Solid Shapes All Around Us

مجموعة دروس عن تعلّم الأشكال الهندسيّة واستخدامها في بناء أشكال أخرى. للوصول إلى الدروس الرجاء الضغط على الرابط هنا.