فراس شوّاخ- معلّم لغة عربيّة لمرحلتَي المتوسّطة والدبلومة- سوريا/ الإمارات العربيّة المتّحدة
فراس شوّاخ- معلّم لغة عربيّة لمرحلتَي المتوسّطة والدبلومة- سوريا/ الإمارات العربيّة المتّحدة
2025/03/20

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟

إحدى الاستراتيجيّات الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، استراتيجيّة "فراير" التي تهدف إلى تعزيز الفهم من خلال توظيف خريطة المفاهيم بشكل منظّم.

خطوات تطبيق الاستراتيجيّة

1.  اختيار مفهوم نحويّ أو أدبيّ من الدرس (مثل: الجملة الاسميّة، الاستعارة، أو الشخصيّة الروائيّة).

2.  توزيع ورقة عمل مصمّمة بأسلوب نموذج "فراير" تحتوي على أربعة أقسام:

  • - تعريف المفهوم (بصياغة الطالب). 
  • - خصائص المفهوم (سماته المميّزة). 
  • - أمثلة (أمثلة صحيحة عن المفهوم).
  • - لا أمثلة (أمثلة خطأ لا تنطبق على المفهوم).

3.  شرح النموذج مع تقديم مثال توضيحيّ للطلبة.

4.  تقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة لتعبئة النموذج باستخدام المفهوم المحدّد، أو العمل عليه فرديًّا. 

5.  مناقشة النماذج المكتملة، وتبادل الأفكار بين الطلبة لزيادة الفهم وتعميقه. 

تجاوب الطلبة

  • - التفاعل مع النموذج كان ملحوظًا، حيث أبدى الطلبة اهتمامًا باستخدام نموذج "فراير" أداةً تنظيميّة للفهم.
  • -  لاحظت زيادة في دافعيّة الطلبة لتطبيق المفهوم في سياقات مختلفة، ولا سيّما أثناء مناقشات الصفّ.
  • -  عزّزت هذه الاستراتيجيّة الفهم العميق للمفاهيم النحوية والأدبيّة. 
  • -  ساهمت في تحسين مهارات التفكير النقديّ لدى الطلبة من خلال تصنيف الأفكار وتحليلها. 
  • - وفّرت فرصة لتعبير الطلّاب عن أفكارهم بوضوح، ما أدّى إلى تعزيز مشاركتهم في العمليّة التعليميّة.

 

كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟

  • - تصميم الأنشطة بحيث تشمل استخدام التكنولوجيا (مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ) جنبًا إلى جنب مع العمل الجماعيّ والنقاشات الشخصيّة.
  • - تحقيق تعلّم عميق وشامل يجمع بين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على الروح الإنسانيّة.

 

في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟

في بداية مسيرتي المهنيّة، كنت أظن أنّ التحكّم الكامل في الحصّة الدراسيّة وإدارة كلّ تفاصيلها بنفسي، هو الطريقة الأكثر فعّاليّة لضمان تحقيق الأهداف التعليميّة.

كنت أمارس أسلوبًا يتسم بالإلقاء المباشر مع إعطاء مساحة محدودة لمشاركة الطلّاب وتفاعلهم مع المادّة. ثمّ اكتشفت أنّني أقوم بدور الشرطيّ المراقب، فعدّلت وخصّصت وقتًا في كلّ حصّة لتلقّي استفسارات الطلّاب ومناقشة آرائهم. كما اطّلعت على تجارب زملاء متمرّسين، واستفدت من نصائحهم.

 

افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟

من الموضوعات المهمّة التي يجب اكتسابها هي إدارة الضغوط النفسيّة، وطرق الحفاظ على التوازن النفسيّ للمعلّم في بيئة العمل.

 

هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟

نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين والمعلّمات في العالم العربيّ يعدّ ضرورة مُلحّة، خصوصًا في ظلّ الأزمات التي يواجهها التعليم. وأقترح إنشاء منصّة إلكترونية تعليميّة تجمع المعلّمين والمعلّمات في العالم العربيّ لتمكينهم من التواصل، تبادل الخبرات، والتعاون في مشاريع تعليميّة.

 

كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟

أبدأ بالتواصل الإيجابيّ مع أوليّاء الأمور من بداية العام الدراسيّ، برسائل ترحيب أو لقاءات تعريفيّة، وبالنشرات الأسبوعيّة والشهريّة التي أرسلها إليهم.

 

كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟

تبنّي نمط حياة صحّيّ:

  • - النوم الكافي: الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم لتعزيز الصحّة العقليّة والجسديّة.
  • - التغذية المتوازنة: أتناول أطعمة غنيّة بالعناصر الغذائيّة التي تعزّز الصحّة النفسيّة، مثل الأطعمة الغنيّة بالأوميغا والفواكه والخضروات.
  • - ممارسة تقنيّات الاسترخاء: مثل التنفّس العميق، التأمّل، أو اليوغا لتخفيف التوتّر.
  • - ممارسة رياضة المشي يوميًّا لتحسين المزاج.

 

ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟

  • - أضع برنامجًا وتقويمًا أسير عليه، فأضع فيه الأَولى فالأَولى: أبدأ يومي بتحديد المهامّ الأكثر أهمّيّة وإلحاحًا، وأركّز على إنجازها أوّلاً. يساعدني ذلك على استخدام الوقت بكفاءة وتجنّب الشعور بالإرهاق.
  • - تقسيم المهامّ الكبيرة إلى أجزاء صغيرة: أقسّم المشاريع الكبيرة أو المهامّ المعقّدة إلى أجزاء أصغر، مع تخصيص وقت محدّد لكلّ جزء. هذا النهج يجعل العمل أقلّ رهبة، وأكثر قابليّة للإدارة.

 

اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.

إيجابيًّا: مهنة الأنبياء والرسل معلّمي البشريّة الخيرَ؛ فمهنة التعليم تمنحني شعورًا عميقًا بالإنجاز والتأثير الإيجابيّ في الآخرين. ورؤية تطوّر الطلّاب ونموّهم الأكاديميّ والشخصيّ، تعدّ تجربة مُرضية لي للغاية.

سلبيًّا: لم أجد في هذه المهنة أثرًا سلبيًّا سوى الضغط الناتج عن كثرة المسؤوليّات والالتزامات، مثل التخطيط للدروس، وتصحيح الواجبات، والتعامل مع متطلّبات أولياء الأمور والإدارة. يؤدّي الضغط إلى استنزاف الوقت والطاقة.

 

ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟

عندما كنت أدرّس طلّاب الصفّ السادس قصّة كليلة ودمنة، وقف طالب وسألني: هل يستطيع الثعلب التحدّث بلغة إنكليزيّة؟!

فضحكنا جميعًا. ثمّ تدخّلت وشرحت لهم بأنّ الكاتب يستطيع نسج شخصيّاته وإلباسها ما يريد، فيجعلها تتحدّث بأيّ لغة يريد، وبأنّ شخصيّات الحيوانات في قصّة كليلة ودمنة ترمز إلى الإنسان، فاجعلها تتحدّث بأيّ لغة تريد.

تلك الحادثة كانت درسًا لي في كيفيّة تحويل المواقف غير المتوقّعة إلى فرص تعليميّة ممتعة.