أطلقت إصدارات ترشيد التربويّة الجزء الثاني من كتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، والذي حمل عنوان "عبور الخِطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة "، من تأليف: د. وائل كشك.
يتكامل هذا المشروع بأجزائه الأربعة ليقدّم منهجيّة تعليميّة شاملة تعزّز التفكير النقديّ، والتحليل البصريّ أو التاريخيّ، أو السرديّ. ومن خلال الربط بين هذه الأجزاء، يقدّم رؤية متكاملة تتيح للطلّاب والمعلّمين تطبيق المعارف والمهارات بطرائق متعدّدة ومتنوّعة، ممّا يثري العمليّة التعليميّة ويجعلها أكثر فاعليّة وتفاعلًا مع تحدّيات العصر الحديث.
الجزء الثاني: عبور الخِطابات البصريّة من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة
يُعدّ هذا الجزء من الكتاب مرجعًا شاملًا في مجال استخدام الخطاب البصريّ في التعليم، وهو يتضمّن مزيجًا من المفاهيم النظريّة والتطبيقات العمليّة التي تعزّز قدرة المعلّمين على تقديم محتوًى تعليميّ متنوّع وغنيّ، وفيه قسمان، هما:
الأسس والمفاهيم
يشتمل هذا القسم على فصل يتضمّن إطارًا مفاهيميًّا يُبنى عليه باقي المحتوى. ويُستهل هذا الفصل بالمداخل التكامليّة في التعليم؛ إذ يستعرض تاريخ تطوّر الترابط بين المعارف عبر العصور وصولًا إلى العصر الحديث. وتُستكشف فيه توجّهات فلسفيّة تدعم منهجيّة الربط بين الموادّ الدراسيّة، مع التركيز على كيفيّة تحقيق التكامل بين التخصّصات المختلفة لتعزيز الفهم الشامل لدى الطلّاب. ثمّ ينتقل الفصل إلى دراسة مفهوم الخطاب عمومًا مركّزًا على السيميائيّة وعناصر الخطاب الأساسيّة، ومن ثمّ ينظر في مفاهيم تأسيسيّة تختصّ بالخطاب البصريّ وأسس تحليله. وفي إثر ذلك، يجري تسليط الضوء على مهارات القرن الحادي والعشرين؛ إذ تُستعرض المهارات الضروريّة التي يحتاج إليها الطلّاب لمواجهة تحدّيات العصر الرقميّ. ويُختتم الفصل بمقترحات للمعلّمين تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من محتوى الكتاب.
عبور الخِطاب البصريّ: مقاربات تعليميّة، أنشطة ومشاريع
يتناول خمسة أنواع من الخطابات البصريّة موزّعة على خمسة فصول. وفي الفصل الثاني الذي يهتمّ بالخطاب الفنّيّ، يجري تحليل الأعمال الفنّيّة لفنّانين مشهورين لتوضيح كيفيّة الدمج بين الفنون وموادّ دراسيّة أخرى مثل التاريخ والأدب. وفي الفصل الثالث، يجري التركيز على تحليل الصور الفوتوغرافيّة وفهم الرموز والدلالات البصريّة، مع دمج أمثلة تطبيقيّة لتعزيز التفكير النقديّ. أمّا الفصل الرابع، فهو يركّز على الخطاب الكاريكاتوريّ ودوره بوصفه أداةً للتعبير والنقد الاجتماعيّ، ويقدّم استراتيجيّات لتوظيف الرسوم الكاريكاتوريّة في التعليم. وأمّا الفصل الخامس، فهو يستكشف الخطاب الذهنيّ، والتصوّرات الذهنيّة، من خلال أنشطة إبداعيّة تعتمد على النصوص الأدبيّة، في حين يركّز الفصل السادس على الخطاب السينمائيّ وكيفيّة استخدام الأفلام أدواتٍ تعليميّةً لتعزيز الفهم النقديّ والثقافيّ لدى الطلّاب.
يوفّر هذا الجزء للمعلّمين إطارًا عمليًّا شاملًا يساهم في إحداث تجربة تعليميّة غنيّة ومتكاملة، ويتيح فرصًا لتحفيز التفكير النقديّ والإبداعيّ لدى الطلّاب، من خلال أنشطة متنوّعة ومشاريع مقترحة تَعبر حدود التخصّصات المدرسيّة التقليدية، وتستكشف الروابط بينها؛ ما يساعد المعلّمين على بناء فهمٍ شاملٍ ومعمّقٍ للمواضيع التي يدرسونها، ويساعد طلّابهم على تطبيق هذا الفهم في مواقف حياتيّة مختلفة.
نظرة عامّة على أجزاء كِتاب "عبور التخصّصات والخِطابات" الأربعة
يُمكن النظر إلى كلّ جزء من الأجزاء الأربعة بوصفهِ كِتابًا مُستقلًّا بذاتهِ، على الرغم من الترابط والتعالق بين الأجزاء كلّها. وفي هذا السياق نُقدّم لمحةً توضيحيّة عن العلاقة التراتبيّة بين الأجزاء، وعنوان كلّ منها:
الجزء الأوّل: "عبور مسارات التفكير النقديّ: منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ"
يُعدّ بمنزلة قاعدة أساسيّة، وفيه تتوفّر الأدوات والمفاهيم الأساسيّة التي يستخدمها الطلّاب والمعلّمون لتحليل المعلومات وتقييمها تقييمًا نقديًّا ومنطقيًّا. وهذه المهارات ضروريّة لفهم محتويات الجزء الثاني والثالث والرابع وتطبيق هذه الأجزاء.
الجزء الثاني: "عبور الخطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة"
يستفيد مباشرة من المهارات النقديّة المكتسبة في الجزء الأوّل؛ إذ يطبّقها في تفسير الخطابات البصريّة المختلفة وفي تحليلها، وهذا يعزّز قدرةَ الطلّاب على فهم الرموز والدلالات في الأعمال الفنّيّة والصور والأعمال الكاريكاتوريّة والأفلام.
الجزء الثالث: "عبور الخطابات التاريخيّة والسرديّة إلى البيئات التعليميّة"
يتناول تطبيق التفكير النقديّ على النصوص التاريخيّة والسرديّة، ممّا يتيح للطلّاب تفسير الأحداث والقصص وتحليلها بعمق. وتسهم المهارات، التي جرى تطويرها في الجزء الأوّل، في فهم السياقات التاريخيّة والمعاني الأدبيّة.
الجزء الرابع: "التعليم المتكامل: النهج التكامليّ على جسور التخصّصات"
يستخدم المفاهيم والنظريّات التي جرى استكشافها في الأجزاء الثلاثة الأولى لتطوير مشاريع تعليميّة تكامليّة. ويدمج النهج التكامليّ والتطبيقات التعليميّة بين المعارف النقديّة والبصريّة والتاريخيّة والسرديّة، وكلّ ذلك يعزّز تجربة التعلّم الشاملة.
ويعدُّ الجزء الثاني من هذا المشروع عاشر إصدارات ترشيد التربويّة، بعد الإصدارات التالية: "عقليّة التساؤل" 2022، و"حلول مبتكرة لمشكلات سلوك الطلّاب في المدرسة" 2022، و"نحو معلّم فاعل في التعليم الوجاهيّ والإلكترونيّ" 2022، و"الممارسات المهنيّة للمدرّسين: بين النظريّة والتطبيق" 2023، و"ما الذي يحدث داخل المدرسة؟" 2023، و"التعليم الدامج للطلّاب ذوي الإعاقتين: البصريّة والسمعيّة" 2023، و"تطوير برامج التربية العمليّة لمعلّمي ما قبل الخدمة في ضوء المدخل التأمّليّ السرديّ" 2023، و"التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرفٍ صفّيّة مفكّرة"، 2024. و"عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، 2024.
و"إصدارات ترشيد التربويّة" برنامج يهدف إلى نشر كتب متخصّصة في الحقل التربويّ العربيّ، وهو أحد برامج "ترشيد" التي أنشئت من قِبل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات. تبادر "ترشيد" إلى تعزيز بيئات تعلّم مُستدامة من خلال مجموعة مشاريع تستجيب إلى حاجات المُجتمع التعلّميّ القطريّ بشكلٍ خاصّ، والعربيّ بشكلٍ عامّ، كما إلى احتياجات المعلّم العربيّ، عبر حوارٍ مُستمرّ معه، ومعرفة دقيقة وعميقة باحتياجاته، لزيادة فعاليّة خدمات المشاريع وضمان استدامتها.