ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
أرى أنّ لكلّ مهارة من مهارات اللغة العربيّة استراتيجيّات خاصّة فعّالة، يتجاوب الطلبة معها. ومن أكثر الاستراتيجيّات فعّاليّة من الميدان، استراتيجيّة التخيّل "ماذا لو...؟" فهي مناسبة لجميع المهارات والدروس، وتطلق العنان للطالب للإبداع والابتكار حول موضوع الدرس وإسقاطه على أرض الواقع.
كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
تعتبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ وسيلة وليست غاية. والمعلّم البارع هو من يسهم بتوظيفها بشكل يضفي التفاعل والحماس الشخصيّ في الصفّ، لا ليلغي دور الطالب في التعليم.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
في بداية عملي معلّمةً، كنت أعتقد أنّ التدريس المباشر هو الطريقة الأكثر فعّاليّة لدى الطلبة. ومع زيادة سنوات خبرتي، اكتشفت أنّ هذا الاعتقاد خطأ، وأنّه من الإبداع والابتكار في التعليم إدخال استراتيجيّات التدريس في غرفتي الصفيّة، خصوصًا أنّي بدأت التدريس سنة 2015. وشاركت في دورات للتعلّم النشطـ. وشيئًا فشيئًا، تطوّرت وأصبحت مدرّبة للاستراتيجيّات وطرق تطبيقها.
افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
من خلال وجودي في العمل التربويّ الميدانيّ الإشرافيّ، أرى أنّه من الضروريّ تزويد المعلّمين بورشٍ حول: الذكاء الوجدانيّ؛ استراتيجيّات التعلّم النشط الممنهج؛ الأخطاء اللغويّة؛ أدوات الذكاء الاصطناعيّ المجانيّة التي توفّر الوقت والجهد على المعلّم، وغيرها.
هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
نعم، أراه في غاية الأهمّيّة لتبادل الخبرات والثقافات التعليميّة. وفي ما يتعلّق بالتعامل والتكيّف مع الأزمات وطرق التعامل معها، أقترح وجود منصّة عربيّة تجمع معلّمي الوطن العربيّ وتطرح قضايا حسّاسة للنقاش.
كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
دائمًا ما يكون هناك جسر للتواصل بين أوليّاء الأمور وبين المعلّمين والمشرفين للمتابعة، ومنها: تطبيق المدرسة؛ لقاءات أولياء الأمور الدوريّ؛ اجتماع أولياء الأمور؛ مجلس الأمّهات، وغيرها. ومن الطرق كذلك طرح مسابقات مدرسيّة لأولياء الأمور بمشاركة أبنائهم، مثل مسابقات الوسائل التعليميّة؛ الإلقاء؛ حفظ سورة معيّنة، وغيرها. فهي تعين على تشجيع الأبناء ومتابعتهم ومشاركتهم.
كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
ممارسة الرياضة وقراءة القرآن والمحافظة على الإذكاء، والتفاؤل دومًا والصبر، وعدم متابعة الأخبار غير السارّة، بل النظر إلى الإيجابيّات التي تولدّها الظروف الصعبة؛ فالتفكير الإيجابيّ مهمّ للصحّة النفسيّة. ومن خلال التعامل الإيجابيّ والوديّ مع الطلبة، تبقى الصحّة النفسيّة جيّدة.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
مهما حاول المعلّم تنظيم وقته، سيكون الأمر صعبًا، وذلك لأنّ التعليم هو المهنة التي تُنقل أعباؤها إلى البيت. ولكن، يمكننا البدء بالأهمّ فالأقلّ أهمّيّة. وعادة ما أدوّن ما أريد القيام به في بداية الأسبوع، وأقوم بتوزيع المهامّ وترك مجال للأمور الطارئة. هذا يساعد في تنظيم الوقت وتخفيف الأعباء.
اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
في مهنة التعليم كلّ الإيجابيّات. يكفي أنّها باب للخير والأجر، لا يُغلق إذا أحسن العبد نيّته لله. وبسبب صعوبة المهنة، هي سلاح ذو حدّين على النحو الآتي:
إيجابيًّا: تنظيم الوقت؛ الصبر؛ التأثير في حياة الآخرين؛ الانضباط الذاتيّ لكون المعلّم قدوة لغيره.
سلبيًّا: العمل لساعات في البيت ما يؤثّر في علاقاتي الاجتماعيّة، لأنّ الإشراف يحتاج إلى جهد ومتابعة.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
إذا كان المعلّم مستمتعًا ممتعًا بالتعليم، يرى في كلّ حصّة موقفًا طريفًا يحدث معه. ومن أطرف المواقف نسياني الدائم للأقلام التي أكتب بها، خصوصًا أنّ أغلب صفوفي توجد فيها الأجهزة الذكيّة، فلست بحاجة إلى الأقلام دائمًا.