والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

النموّ اللغويّ عند الأطفال: تسلسل زمنيّ وأهمّ النصائح

يعدّ النموّ اللغويّ عند الطفل أمرًا أساسيًّا لمساعدته على التفاعل مع مجتمعه، فهو ما يساعده على التعلّم والاختلاط مع أفراد المجتمع. ومن هنا، تأتي أهمّيّة التعرّف إلى مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال لتحديد المشكلات وتصحيحها مبكّرًا قبل فوات الأوان. فما المقصود بالنموّ اللغويّ عن الطفل؟ وما أهمّيّته؟ وما المراحل التي يمرّ فيها الطفل لينمو لغويًّا؟ لنكتشف ذلك معًا.   ما النموّ اللغويّ عند الطفل؟  النموّ اللغويّ هو العمليّة التي يتمكّن الطفل بها من اكتساب القدرة على معالجة الكلام والتواصل مع الآخرين. خلال هذه العمليّة، قد يبدأ الطفل تدريجيًّا بفهم الأنماط اللغويّة البسيطة، وتوسيع مخزونه من المفردات قبل أن يصل إلى مرحلة الطلاقة اللغويّة. وعلى الرغم من أنّ مراحل النموّ اللغويّ عالميّة وموحّدة، إلاّ أنّ نسبة التقدّم فيها تختلف من طفل إلى آخر، وهنالك العديد من العوامل المؤثِّرة في النموّ اللغويّ عند الأطفال، مثل وجود الحافز أو عدمه، والبيئة المحيطة، وجنس الطفل وتطوّره الجسديّ.    أهمّيّة النموّ اللغويّ عند الطفل  يحتاج الآباء والمعلّمون، ومقدّمو رعاية الأطفال واختصاصيّو علاج النطق واللغة أيضًا، إلى فهم مراحل النموّ اللغويّ الذي يساعدهم على تعزيز نموّ الطفل الصحّيّ، ويمكّنُهم من وضع أهداف تعلُّميّة للأطفال، والتدخّل لتصحيح أيّ خلل قد يحدث في حال لم يحقّق الطفل المعايير المناسبة لعمره.   ليس هذا وحسب، إذ تتمثّل أهمّيّة النموّ اللغويّ عند الأطفال في ما يلي:  - مساعدة الطفل على التفاعل مع مجتمعه.  - تحسين تطوّر الطفل المعرفيّ.  - تعزيز قدرة الطفل على التعبير عن نفسه.  - تطوير مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال.  - رفع مستوى تقدير الطفل ذاته.    ما مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال؟  يختلف أصحاب العلم والاختصاص في تسمية مراحل النموّ اللغويّ، فبعضهم يطلق عليه اسم جدول النموّ اللغويّ عند الأطفال، وآخرون يعرّفونه بمراحل التطوّر اللغويّ عند الأطفال، لكنّهم يتّفقون في تقسيم عمليّة النموّ اللغويّ إلى ستّ مراحل أساسيّة، يمكن تلخيصها في ما يلي:    المرحلة ما قبل اللغويّة Pre-linguistic stage  هي المرحلة الأولى في عمليّة التطوّر اللغويّ عند الأطفال، وتستمرّ عادة منذ ولادة الطفل حتّى عمر 6 أشهر. خلال هذه الفترة، لا يكون الطفل قد تمكّن بعد من تطوير أيّ مهارات لغويّة. لذا، نجد طريقة التواصل الوحيدة عنده بالأصوات، كالبكاء وإصدار أصوات عند الفرح والشبع، وغيرها من الأصوات الناجمة عن تطوّر أوتار الطفل الصوتيّة.  مرحلة المناغاة Babbling stage  تحدث هذه المرحلة في الفترة ما بين 6 أشهر و9 أشهر من عمر الطفل، والتي يبدأ خلالها بتدريب أوتاره الصوتيّة وإصدار مقاطع صوتيّة لا تشكّل كلمات بعد. وفي هذه المرحلة، تنمو أعضاء الفم والأسنان لدى الطفل لتجهّز الطفل للكلام الأكثر تقدّمًا.  مرحلة الكلمة الواحدة Holophrastic stage  تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل النموّ اللغويّ عند الطفل بين سنّ الـ 9 و18 شهرًا. وهنا تكون مهارات الطفل قد تطوّرت بما فيه الكفاية ليتمكّن من قول كلمات مفردة ومنفصلة تصف الأشياء، أو تعبّر عن احتياجاته الأساسيّة. على سبيل المثال، قد يقول الطفل كلمات مثل "دادا" أو "ماما" لجذب انتباه والديه.  مرحلة الكلمتين Two-word stage  خلال هذه المرحلة، يكون الطفل قادرًا على تشكيل جمل تتكوّن من كلمتين، حيث يقوم بتجميع كلمات تعلّمها خلال المرحلة السابقة (مرحلة الكلمة الواحدة)، ليقول جملة ذات معنى واضح تعبّر عن احتياجاته ومشاعره. من الأمثلة على الجمل ذات الكلمتين:  - "أريد أكل" أثناء الجلوس إلى طاولة الغداء.  - "كلب صغير" لوصف كلب أو حيوان أليف.  - "شكرًا ماما" للتعبير عن الشكر والامتنان.  من الجدير بالذكر أنّ هذه المرحلة تبدأ في عمر السنة والنصف، وتستمرّ حتّى عمر السنتين عند معظم الأطفال.  مرحلة الجملة Telegraphic stage  تبدأ هذه المرحلة في عمر السنتين وتستمرّ حتّى عمر سنتين ونصف. وهنا يصبح الطفل قادرًا، ليس فقط على تشكيل جمل أطول، وإنّما على تشكيل جمل معقّدة نوعًا ما. على سبيل المثال، قد يقول: "قطّة على الطاولة واقفة". ونلاحظ هنا أنّ الطفل يشكّل جملاً غير صحيحة تمامًا من ناحية القواعد اللغويّة، ولكنّها تؤدّي المعنى. فنحن نفهم بالمثال السابق أنّ هناك قطّة تقف على الطاولة.   خلال هذه المرحلة يصبح الطفل قادرًا على فهم إرشادات بسيطة ورئيسة، أو أوامر تتألّف من قسمين، مثلًا: "اذهب إلى الطاولة وأحضِر كتبك".  مرحلة الكلمات المتعدّدة Multi-word stage  بعد عمر السنتين والنصف، يدخل الأطفال مرحلة الكلمات المتعدّدة. وهنا، يصبحون أقدر على بناء جمل معقدّة تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وإيصالها إلى الآخرين. خلال هذه المرحلة يبدؤون بتطبيق القواعد اللغويّة الصحيحة من دون فهمها. فمثلاً، يبدؤون باستخدام كلمة "قطط" بدلاً من قط أو قطّة عند التعبير عن أكثر من قطّ، وهكذا.    نصائح لتحسين النموّ اللغويّ عند الأطفال  يحرص الآباء بطبيعة الحال على تطوير قدرات أطفالهم اللغويّة. وكما سبق أن ذكرنا، تؤثّر عوامل البيئة المحيطة أو التحفيز الخارجيّ في تطوير مهارات الطفل اللغويّة.   وبعد أن تعرّفنا إلى مراحل النموّ اللغويّ عند الطفل، نعرض بعض النصائح التي تساعد الآباء والمربّين على تحسين تطوّر أطفالهم اللغويّ:  قراءة القصص والكتب قراءةً جهريّة تساعد قراءة الكتب والقصص في مرحلة الطفولة المبكرة الأطفالَ على تعلّم كلمات جديدة، وتركيبات مختلفة للجمل، ممّا يحسّن مهاراتهم ويسرّع عمليّة اكتسابهم اللغة. احرص على تخصيص وقت لقراءة القصص مع طفلك قراءة جهريّة، وحاول قدر الإمكان استخدام تعابير ونبرات مختلفة لزيادة استفادته، وتطوير قدراته اللغويّة.   يمكنك أيضًا أن تطلب إلى طفلك تكرار بعض الكلمات التي تقرؤها له، لاختبار مدى استفادته من جلسات القراءة.  تحدّث إلى طفلك باستمرار  يسهم التواصل المستمرّ مع الأطفال في تطوير مهاراتهم اللغويّة. فإن لم يتمكّن الطفل من الردّ مباشرة أو فهم كلّ ما يُقال له، فتكرار العبارات والمفردات في سياقات متنوّعة يساعده على التعرّف إلى الكلمات ومعانيها وربطها بسياقات ومواقف محدّدة. وهكذا، عندما يسمع الطفل على سبيل المثال جملة "هل تريد الماء؟" بشكل متكرّر، يتمكّن بعد بعض الوقت من استيعابها واستخدامها استخدامًا صحيحًا. شجّع طفلك وحفّزه باستمرار  يؤدّي التحفيز والتشجيع دورًا مهمًّا في تحسين قدرات الطفل اللغويّة، حيث يعزّز ثقته بنفسه، ويجعله أكثر قابليّة للتعلّم، بل ويسرّع عمليّة التعلّم لديه.  عندما يرتكب طفلك خطأً في اللغة، صحِّح الخطأ بأسلوب تشجيعيّ، وكرّر على مسامعه طريقة اللفظ الصحيحة أو طريقة التعبير عن فكرته، ثمّ كافئه بعبارات تشجيعيّة عندما يصحّح الخطأ.  قلّل الوقت الذي يقضيه طفلك خلف الشاشات  نعم، البقاء أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة الذكيّة قد يؤثّر سلبًا في تطوّر الأطفال لغويًّا، حتّى وإن كان ما يشاهدونه تعليميًّا، أو متخصّصًا في تعليم اللغة، ذلك أنّ مثل هذه الأجهزة تفتقر إلى التفاعل، وهي مجرّد ملقّنة للطفل ولا تتيح له التفاعل معها.   من الأفضل، إذًا، مراقبة الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الأجهزة الذكيّة، والحرص على تقديم تجربة تفاعليّة له عند مشاهدة فيديوهات تعليميّة.   مثال ذلك، شاهد الفيديو التعليميّ معه، وتحدّث إليه أثناء المشاهدة، وناقش معه ما يشاهده من محتوى. فحتّى وإن لم يفهم حديثك تمامًا، يساعده ذلك على التعرّف إلى الكلمات وربطها بسياقاتها الصحيحة، كما سبق أن أوضحنا.  امنح طفلك السيطرة على الحديث  أثناء التحدّث إلى طفلك، امنحه الحرّيّة وزمام القيادة لإدارة الحديث. دعه يعبّر عن مشاعره وأفكاره وناقشه فيها بدلاً من أن تطرح عليه الأسئلة، وتقترح الموضوعات في البداية. كن مستمعًا إليه، وسِر معه في الحوار حتّى يتمكّن من تشكيل أفكاره وجمله بمفرده.  * * * وهكذا، نجد أنّ فهم مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال أمرٌ حاسم لضمان تطوّرهم السليم في التواصل والتعلّم. فبفهم هذه المراحل المختلفة ومعرفتها، نتمكّن، كوننا آباءً ومدرّسين ومتخصّصين، من تقديم الدعم اللازم لأطفالنا في كلّ مرحلة، وتحديد أيّ مشكلات يواجهونها، وحلّها مبكّرًا قبل أن تتفاقم وتؤثّر في نموّ الطفل السليم.    المراجع https://www.indeed.com/career-advice/career-development/stages-of-language-development  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7236655/  https://www.tappytoesnursery.com/stages-of-language-development/  https://raisingchildren.net.au/babies/development/language-development/language-development-0-8   

أهمّ استراتيجيّات تعزيز مرونة الطفل وقوّة تحمّله

تعدّ قوّة البدن ومرونته عنصرًا حيويًّا ورئيسًا في تربية الطفل، والتي غالبًا ما نتجاهلها. تشير المرونة إلى نطاق حركة المفصل أو مجموعة المفاصل، والذي تمكن زيادته أو تقليله بالتمدّد، ممّا يمنح العديد من الفوائد، بما في ذلك زيادة نطاق الحركة، وتقليل خطر الإصابة، وتحسين الأداء الرياضيّ. أمّا قوّة التحمّل فتشير إلى قدرة طفلك على ممارسة أنشطة بدنيّة لفترة زمنيّة أطول. لذلك، من الضروريّ التأكّد من أنّ طفلك يطوِّر مهاراتٍ بدنيّة في سنّ مبكِرة.    أهمّ استراتيجيّات تعزيز مرونة الطفل وقوّة تحمّله هناك العديد من الاستراتيجيّات الممنهجة لتعزيز مرونة الطفل وقوّة تحمّله، نذكر لك أهمّها:    النشاط البدنيّ المنتظم  ينبغي دمج النشاط البدنيّ المنتظم في روتين طفلك اليوميّ، لتعزيز مستوى مرونته وقدرته على التحمّل، سواء أكان ذلك الرياضات المنظّمة، أم اللعب في الهواء الطلق، أم الأنشطة الترفيهيّة، أم أيّ فرصة أخرى تفتح المجال أمام طفلك للممارسة الحركيّة. كما ينبغي إعطاء الأولويّة للأنشطة التي ترفع من مرونته وقوّته الجسديّة، مثل السباحة أو اليوغا أو ركوب الدراجات. فلا يرفع تخصيصُ وقت لطفلك للعب نشاطَه الحركيّ فحسب، بل يسمح له بالاستكشاف والتفاعل مع محيطه أيضًا، ممّا يعزِّز حبّ النشاط البدنيّ منذ سنّ مبكِرة.    تعزيز موقف إيجابيّ تجاه ممارسة الرياضة  يعدّ الموقف الإيجابيّ تجاه ممارسة الرياضة أمرًا ضروريًّا للأطفال، لتطوير التزامهم مدى الحياة باللياقة البدنيّة. لذلك، بدلًا من التركيز على أهداف اللياقة البدنيّة فقط، ذكِّر طفلك بمتعة النشاط البدنيّ وفوائده. يمكن للوالدين ومقدّمي الرعاية أن يكونوا قدوة لأطفالهم بمشاركتهم الأنشطة البدنيّة والاستمتاع بها، إذ يعزِّز تشجيع العقليّة الإيجابيّة تجاه ممارسة الرياضة دوافع الطفل الجوهريّة، ويساعده على النظر إلى التمارين كتجربة ممتعة ومجزية، وليس عملًا روتينيًّا فحسب.   دمج تمارين المرونة  تؤدّي تمارين المرونة دورًا حيويًّا في تحسين نطاق الحركة ومنع الإصابات عند الأطفال، حيث تستهدف أنشطة التمدّد مجموعات العضلات الرئيسة التي تحسِّن من حركة طفلك. تساعد تمارين التمدّد الديناميكيّة، قبل ممارسة الأنشطة البدنيّة، على إحماء العضلات وإعدادها للحركة، بينما تعمل تمارين التمدّد الثابتة بعد ذلك على تعزيز المرونة واسترخاء العضلات. ومن المهمّ الإشارة هنا إلى أنّ الأنشطة المرنة المتنوّعة، مثل اليوغا أو فنون الدفاع عن النفس لا تعزِّز المرونة فحسب، بل توفِّر كذلك الاسترخاء الذهنيّ والتركيز، ممّا يسهم في رفاهية طفلك العامّة.    بناء القدرة على التحمّل تدريجيًّا يتطلّب بناء قدرة الأطفال على التحمّل اتّباع نهج تدريجيّ يراعي أعمارهم ومستوى لياقتهم البدنيّة، والبدء بالأنشطة الممتعة، ثمّ زيادة المدّة والشدّة تدريجيًّا بمرور الوقت. يعزِّز تحفيز طفلك على المشاركة في الرياضات والأنشطة الجماعيّة دافعيّته إلى الاستمرار. من هنا، تستطيع، بتحدّي قدراته على التحمّل تدريجيًّا، منحه الفرصة لتطوير قدرته على التحمّل، للحفاظ على نشاطه البدنيّ واتّباع نمط حياة نشط في المستقبل.    تعزيز نظام غذائيّ متوازن  يعدّ توفير نظام غذائيّ متوازن أمرًا ضروريًّا لدعم صحّة الأطفال العامّة وأدائهم البدنيّ. لذلك، فإدراج الأطعمة المغذّية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحّيّة في نظام طفلك الغذائيّ، بالإضافة إلى أنّ تشجيعه على شرب الماء بكمّيّات كافية، يمنحه الترطيب الداخليّ الكافي للحفاظ على مرونته وقدرته على التحمّل. فالحدّ من الوجبات الخفيفة والمشروبات السكّريّة يمنع تراجع طاقة طفلك، ويحافظ على استدامة نشاطه البدنيّ.   الحرص على أخذ طفلك قسطًا وافرًا من الراحة  الراحة والتعافي جزء لا يتجزّأ من أيّ نظام لياقة بدنيّة، فالنوم الكافي أمر بالغ الأهمّيّة لتجديد شباب الأطفال جسديًّا وذهنيًّا، وتسريع تعافي العضلات ونموّها. كما يمنع تخصيصُ وقت لطفلك للاسترخاء الإرهاقَ والإفراط في التدريب، ممّا يسمح لجسمه بالتعافي بممارسة الأنشطة البدنيّة. يغرس تعليم الأطفال الاستماع إلى أجسادهم وأخذ فترات راحة عند الحاجة أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة عاداتِ الوعي الذاتيّ والرعاية الذاتيّة القيّمة.    الاحتفال بإنجازات طفلك وتقدّمه  يساعد الاعتراف بإنجازات طفلك على تعزيز ثقته بنفسه وتحفيزه على إنجاز المزيد، سواء أكان ذلك إتقان مهارة رياضيّة جديدة أم الاستمراريّة في الالتزام بالجدول الرياضيّ المخصّص له، لأنّ التعزيز الإيجابيّ يضفي معنى لجهود طفلك ويشجّعه على الاستمرار في النشاط البدنيّ. تذكّر أنّ تحديد أهداف واقعيّة لطفلك وتتبّع تقدّمه بمرور الوقت يمنحه إحساسًا بالإنجاز ويمكّنه من السعي إلى تحقيق المزيد من التحسّن.   التأكّد من احتياطات السلامة  لا تغفل عن إعطاء الأولويّة لسلامة طفلك أثناء قيامه بالأنشطة البدنيّة، لمنع تعرّضه لأيّ إصابة، حتّى وإن كانت طفيفة. يُعدّ توفير المعدّات المناسبة وتطبيق إرشادات السلامة أمرًا ضروريًّا لمساعدة طفلك على التعلّم المناسب، ممّا يقلّل من خطر إصابته أثناء ممارسة الرياضة. كما يضمن الإشراف على طفلك أثناء تمارينه الجديدة أو الصعبة على ضمان استكشافه، ضمن بيئة آمنة.    * * * يعدّ تعزيز مرونة الأطفال وقدرتهم على التحمّل أمرًا ضروريًّا لصحّتهم ورفاههم عامّة. فيمكنك تمكين طفلك من تحقيق أنماط حياة نشطة وصحّيّة بدمج استراتيجيّات النشاط البدنيّ المنتظِم، وتمارين المرونة، وبناء القدرة على التحمّل التدريجيّ، والتغذية المتوازنة، والراحة، واحتياطات السلامة. كما يمكن لطفلك تطوير المهارات والعادات اللازمة للحفاظ على المرونة الرياضيّة والقدرة على التحمّل طوال حياته، بالتعزيز والتشجيع الإيجابيّ، ممّا يمهّد طريقه لمستقبل أكثر إشراقًا وصحّة.    المراجع https://catherinesdancestudiokc.com/5-ways-to-improve-cardio-endurance-for-children/   https://childdevelopment.com.au/areas-of-concern/gross-motor-skills/strength-and-endurance/  

التعليم المنزليّ للطفل: تعريفه ومزاياه ومدى انتشاره

اكتسب التعليم المنزليّ في السنوات الأخيرة جاذبيّة كبيرة، بديلًا من التعليم التقليديّ. ينطوي التعليم المنزليّ على تحمّل الوالدين مسؤوليّة تعليم أطفالهم في المنزل، بدلًا من إرسالهم إلى المدارس التقليديّة. يسمح هذا النهج بتجربة تعليميّة مصمَّمة لتلبية احتياجات الطفل الفرديّة واهتماماته. دعونا نتعمّق في تعريف التعليم المنزليّ للطفل، ونفحص الأسباب التي قد تدفع الوالدين إلى اختياره.   ما التعليم المنزليّ للطفل؟  التعليم المنزليّ شكل من أشكال التعليم، حيث يكون الوالدان أو الأوصياء مسؤولين مباشرةً عن تعليم أطفالهم في المنزل. فبدلاً من اتّباع منهج موحَّد أنموذجيّ في المدارس التقليديّة، تتمتّع الأسر التي تدرِّس في المنزل بالمرونة اللازمة لتصميم برامجها التعليميّة الخاصّة. يمكن أن يشمل ذلك مجموعة متنوّعة من أساليب التدريس والموارد وبيئات التعلّم. وكلّها مخصَّصة لتناسب احتياجات الطفل وتفضيلاته الفريدة.    لماذا قد يلجأ الأهالي إلى التعليم المنزليّ؟  أصبح العديد من الأهالي يختارون التعليم المنزليّ لما يقدّمه من مزايا؛ أهمّها:   أكثر سلاسة للطالب والمعلّم  يتمحور التدريس الفرديّ حول تكييف طريقة التدريس الخاصّة بالمعلّم، مع أسلوب الطفل المفضّل، ممّا يجعل التعلّم أكثر فعّاليّة وكفاءة. إذا كان الطفل يتعلّم بتشغيل حاسّة البصر، يمكن تضمين الصور الفوتوغرافيّة والرسوم البيانيّة والمخطّطات في العمليّة التعليميّة، لمساعدته على استيعاب المادّة بسهولة. أمّا إذا كان الطفل يتشتّت ويتململ خلال وقت قصير، فيمكن شمل الأنشطة الحركيّة والتفاعليّة خلال فترات الراحة.    الموازنة بين الدراسة والترفيه  نظرًا إلى أنّ طفلك لا يشارك الفصل الدراسيّ مع 20 إلى 30 طفلًا آخر، يصبح بإمكانه دراسة المواد التعليميّة بسرعة. وذلك بسبب مشكلات السلوك والانضباط المستمرّة خلال الفصول الدراسيّة الجماعيّة، حيث تهدر الكثير من الوقت وتحول دون قدرة طفلك على التركيز، ممّا يدفع إلى إكمال الدراسة في المنزل. لذلك، يمنح التعليم المنزليّ طفلك وقتًا إضافيًّا بعد الانتهاء من الدرس، للقيام بالأنشطة اللامنهجيّة والتواصل الاجتماعيّ والمزيد من وقت الراحة، أي الموازنة من ساعات الدراسة والترفيه، وبالتالي تعزيز قدرته على التركيز.    المرونة   يوفِّر التعليم المنزليّ المرونة، بما يسمح للعائلات بتحديد جدول زمنيّ خاصّ بهم، من دون القلق بشأن أوقات الدراسة الخاصّة بطفلهم، حيث يمنح التعليم المنزليّ مرونة في تحديد الأوقات الأنسب لتلقّي الدروس التعليميّة، بما لا يتعارض مع مخطّطاتهم، سواء أكانت ظروفًا مهمّة أم ترفيهيّة كالسفر أم الاحتياجات الطبيّة أم المشاركة في الأنشطة اللامنهجيّة.    تقوية الروابط العائليّة   يوفِّر التعليم المنزليّ فرصة لتقوية الروابط العائليّة، حيث يقضي الأهالي وأطفالهم وقتًا أطول معًا. يعمِّق ذلك العلاقات بينهم، ويسمح للأهل بغرس قيمهم ومعتقداتهم الخاصّة في تعليم أطفالهم.    التكيّف مع الاحتياجات الخاصّة  إذا كان طفلك يحتاج إلى عناية أو مراعاة خاصّة، سواء أكانت إعاقة في التعلّم أم إعاقة جسديّة أم إصابةً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على سبيل المثال، فالتعليم المنزليّ يقدّم المرونة الكاملة لتخصيص العمليّة التعليميّة بما يتوافق مع احتياجات طفلك الفريدة.    توفير بيئة تعليميّة آمنة  يمكن أن يوفِّر التعليم المنزليّ بيئة تعليميّة آمنة، حيث يكون الطفل في مساحة لا يتعرّض فيها إلى أيّ شكل من أشكال التنمّر والمؤثّرات السلبيّة الأخرى التي قد يتعرّض إليها الأطفال في المدارس التقليديّة. وبذلك، ينجح الوالدون في خلق جوّ داعم يُشعِر طفلهم بالارتياح في التعبير عن نفسه واستكشاف اهتماماته.    هل التعليم المنزليّ متاح في الدول العربيّة؟  التعليم المنزليّ متاح في المنطقة العربيّة، على الرغم من أنّ شرعيّته وإمكانيّة الوصول إليه تختلف من بلد إلى آخر، حيث تختلف اللوائح والإجراءات والشروط القانونيّة المعمول بها للتعليم المنزليّ في كلّ دولة. وفي بلدان معيّنة، قد يواجه التعليم المنزليّ عقبات أكبر، بما في ذلك القيود القانونيّة أو الأعراف المجتمعيّة التي تفضِّل التعليم التقليديّ. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التحدّيات، تتواجد بالفعل بعض المجتمعات العربيّة التي تؤمن بالتعليم المنزليّ، حيث يشكِّل الوالدون في كثير من الأحيان شبكات دعم للتغلّب على تعقيدات التعليم المنزليّ. يسير توفّر التعليم المنزليّ في المنطقة العربيّة وقبوله نحو التطوّر، متأثّرًا بعوامل محيطة، مثل المواقف الثقافيّة تجاه التعليم، والسياسات الحكوميّة، والاهتمام المتزايد بأشكال التعلّم البديلة.    كيف أعرف ما إذا كان التعليم المنزليّ مناسبًا لطفلي؟  يتطلّب تحديد ما إذا كان التعليم المنزليّ الخيار الصحيح لطفلك دراسة متأنّية لعوامل مختلفة، بما في ذلك احتياجاتهم الفريدة وديناميكيّات الأسرة والأهداف التعليميّة. ففي حين أنّ التعليم المنزليّ يوفِّر مزايا، مثل المرونة وتقوية الروابط العائليّة وغيرها، فإنّه يطرح كذلك تحدّيات عديدة، مثل محدوديّة فرص التنشئة الاجتماعيّة، والتزام الوالدين، والعقبات المحتملة في الاعتراف بشهادة التعليم المنزليّ لدى الوزارات المحلّيّة وبعض الجامعات العالميّة. ولاتّخاذ هذا القرار، يتعيّن عليك أن تقيّم أسلوب تعلّم طفلك واهتماماته ومتطلّباته التعليميّة، بالإضافة إلى البحث عن قوانين التعليم المنزليّ المحلّيّة، واستكشاف خيارات المناهج الدراسيّة، وطلب المشورة من عائلات التعليم المنزليّ ذات الخبرة، أو المتخصّصين في مجال التعليم. وبإجراء تقييم شامل للإيجابيّات والسلبيّات ومراعاة احتياجات طفلك وظروفه الفرديّة، ستتمكّن من اتّخاذ قرار مستنير يدعم تطوّره الشامل ونجاحه الأكاديميّ.   المراجع https://www.uopeople.edu/blog/pros-and-cons-of-homeschooling/   https://www.calverteducation.com/should-i-homeschool/homeschooling-pros-and-cons   https://www.samitivejhospitals.com/ar/article/detail/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84  

تحفيز فضول الأطفال

لدى الناس، باختلاف أعمارهم، الرغبة الفطريّة في استكشاف محيطهم وفهم العالم فهمًا أفضل. أمّا الطفل، فرغبة الاستكشاف هي ما تدفع به إلى التعلّم والنمو. لذلك، على الآباء تعزيز هذه الميول الطبيعيّة، كونها أساس التعلّم والإبداع والابتكار في حياة الطفل.   أهمّيّة تنمية فضول الأطفال يبني الأطفال معرفتهم باتّباع فضولهم، وتجربة أشياء جديدة، واكتشاف إجابات عن أسئلتهم. إليك أهمّيّة تحفيز الطفل على اتّباع فضوله في الاكتشاف:     التطوّر المعرفيّ  عندما ينخرط الأطفال في الاستكشاف، يستخدمون حواسهم جميعها في إدراك المفاهيم إدراكًا أفضل، بتشكيل الفرضيّات تشكيلًا تلقائيًّا. كما تحفِّز هذه العمليّة نموّ الدماغ، وتعزِّز مهارات الطفل المعرفيّة، مثل الذاكرة والانتباه والتفكير المنطقيّ.    الإبداع والابتكار   يخلق الاكتشاف أوجه نظر مختلفة، ممّا يسمح للأطفال بإيجاد حلول متعدّدة للمشكلة، والتفكير خارج الصندوق. ويعدّ هذا الإبداع مهارة قيّمة وضروريّة للابتكار في مختلف المجالات، من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون والعلوم الإنسانيّة.   المرونة والقدرة على التكيّف يكتسب الطفل مهارات التكيّف والمرونة عندما يتعرّض لتحدّيات جديدة مستمرّة، حيث تسهم البيئة التحفيزيّة في مساندة الطفل في مواجهة هذه التحدّيات والتغلّب عليها.    شغف التعلّم يطوِّر تشجيع الطفل على الفضول والاستكشاف شغف التعلّم بأساليب مبتكرة، تتعدّى تلقّي المعلومات في الحصص الدراسيّة التقليديّة، ليصبح بعدها مدفوعًا بفضوله للبحث عن المعرفة ومتابعة التعلّم.    طرق تحفيز فضول الأطفال ليس علينا أن نعلّم استراتيجيّة الفضول التي يتّبعها أطفالنا، بقدر ما يجب علينا تنمية تلك الفضول وحسب. في ما يلي بعض الطرق لتشجيع طفلك على أن يكون فضوليًّا:   قضاء الوقت في الهواء الطلق   تُعدّ الطبيعة الخضراء كنزًا ثمينًا من المعلومات، وكتابًا مفتوحًا من المعرفة. لذلك، حاول أن تجد متّسعًا من الوقت كلّ فترة لتتوجَّه مع طفلك إلى أيّ متنزّه قريب، لاكتشاف المشاهد الطبيعيّة عن قرب، ومراقبة الكائنات الحيّة، والبحث عن كلّ ما هو مخفيّ.   التجربة والخطأ  اسمح لطفلك بتجربة أشياء جديدة والفشل فيها، فالفشل يترافق مع النجاح بتعليم الطفل كيف يدرك أخطاءه ويتجنّب تكرارها. على سبيل المثال، قد يحاول طفلك القفز من فوق الأريكة معتقدًا أنّ بإمكانه الطيران تمامًا كما تفعل شخصيّاته الكرتونية المفضّلة، ولكنّه قد يفشل مدرِكًا أنّ العالم الواقعيّ لا يشبه ما يراه في التلفاز، وبدعمك سيدرك مفهوم الجاذبيّة الأرضيّة وتأثيرها في الأشياء والأجسام. يساعد ذلك الأطفال على التفكير في العواقب المحتملة، وتطوير مهارات أفضل في حلّ المشكلات.    الانتباه لاهتمامات الطفل تتطوّر لدى طفلك اهتمامات وعواطف فريدة، كونها جزءًا طبيعيًّا من مراحل نموّه. فقد يصبح، مثلًا، مفتونًا بالطريقة التي تنمو بها النباتات، أو بالشكل المنتظم لأسراب الطيور في السماء، فكلّ طفل فريد من نوعه. شجّع طفلك دائمًا على متابعة اهتماماته وهواياته، واقضِ معه وقتًا للتعرّف إلى اهتماماته الجديدة ومشاركته أنشطة تغذّي اهتمامه. إذا كان طفلك يحبّ الديناصورات، اصحبه إلى المتحف لرؤية عظام الديناصورات، أمّا إذا كان يميل إلى الرسم، فخصِّص له مساحة فنّيّة يمارس فيها هوايته.   استكشاف أماكن جديدة  قد ينبهر طفلك بالأماكن الجديدة التي يراها لأوّل مرّة مهما كانت بسيطة، مثل الخروج إلى حديقة قريبة أو محلّ تجاري أو غير ذلك. تستطيع أن تزيد من فضول طفلك في اكتشاف العالم، باصطحابه إلى أماكن جديدة. فاستكشاف أماكن جديدة وتجربة ما تتضمّن من أحداث مثيرة تخلق عنده الاستفسارات، وتعزِّز فضوله الذي يسهم في تنمية تفكيره بطريقة استثنائيّة.    تشجيعه على حبّ القراءة  تنمي قراءة الكتب فضول الأطفال، حيث تعرِّفهم إلى حقائق خارج عالمهم، وتساعدهم على تخيّل حقائق جديدة. اصطحب طفلك إلى أيّ مكتبة لمساعدته في اختيار الكتب التي تتعلّق باهتماماته، وشجِّعه على التوسّع في مواضيع جديدة. تشير إحدى الدراسات أيضًا إلى أنّ الأطفال يفضّلون الكتب التي تحتوي على المزيد من المعلومات السببيّة. لذا، ابحث عن كتب مناسبة لعمر طفلك تشرح أصل الأشياء.    منحه إجابات وافية   يكتسب الأطفال الكثير، بالتفكير بالأسئلة حول ما يدور حولهم، كوسيلة لحلّ المشكلات. لذلك، عندما يطرح طفلك عليك سؤالًا، قدِّم إجابة وافية تشبع فضوله وتشجِّعه على التفكير النقديّ، مهما كان سؤاله بسيطًا، كأن يسأل، مثلًا، عن الفرق بين الخبز المحمّص والخبز العاديّ.   اللجوء إلى التكنولوجيا  يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قويّة، تعزِّز فضول طفلك عند استخدامها استخدامًا ممنهجًا، حيث تتيح بعض التطبيقات التعليميّة، أو المواقع الإلكترونيّة، أو الأدوات التفاعليّة أمام الأطفال فرصة استكشاف مفاهيم جديدة، أو إجراء تجارب افتراضيّة تفتح أبواب المعرفة أمامهم.   * * * يُشكِّل التعليم في مرحلة الطفولة المبكِرة أساسًا مهمًّا لحياة الطفل، حيث يمكن أن يؤثِّر تطوير الفضول في سنّ مبكرة في حبّ طفلك التعلّم والاهتمام بالعالم من حوله. عندما يُشجَّع الأطفال على استكشاف اهتماماتهم، والمجازفة، ورؤية العالم بطرق جديدة، يمكنهم أن يصبحوا بالغين، يفكِّرون تفكيرًا ناقدًا ويطوّرون حلولًا إبداعيّة. المراجع https://haymarketca.com/how-to-nurture-your-childrens-curiosity/    

عشرة أنشطة تعليميّة يمكنك مشاركتها مع طفلك في البيت

في مشهد التعليم دائم التطوّر، أصبح دور الوالدين في تشكيل رحلة تعلّم أطفالهما أهمّ من أيّ وقت مضى. فخارج الفصل الدراسيّ، يعدّ المنزل أرضًا غنيّة لتعزيز الفضول وإشعال المعرفة. وباعتبارك أحد الوالدين، لديك القدرة على تحويل الأنشطة اليوميّة إلى مغامرات تعليميّة، ممّا يجعل التعلّم جزءًا لا يتجزّأ من حياة طفلك. في هذا المقال، نكتشف عشرة أنشطة تعليميّة جذّابة يمكنك دمجها في روتين منزلك اليوميّ، وتحويل لحظات الترفيه إلى فرص للنموّ والاكتشاف. من عوالم الأدب إلى عجائب العلوم، لا تحفِّز هذه الأنشطة العقول الشابّة فحسب، بل تعزِّز العلاقة بينك وطفلك أيضًا. ومن هنا، دعنا نبدأ رحلة الاستكشاف والتعلّم داخل جدران منزلك المريحة.   أفضل أنشطة تعليميّة يمكنك مشاركتها مع طفلك في البيت صُمِّمت بعض الأنشطة التعليميّة المتنوّعة التي يمكن مشاركتها مع طفلك في المنزل، ليس لإشباع خياله وحسب، بل لتعزيز حبّه التعلّم خارج حدود الفصل الدراسيّ التقليديّ أيضًا. إليك أفضل الأنشطة التعليميّة التي يمكنك مشاركتها مع طفلك في البيت:     تخصيص وقت للقراءة شجِّع طفلك على حبّ الكتب، وعلى قراءتها. اختر الكتب المناسبة لعمره وتناوب على القراءة معه بصوت عالٍ، وتناقش معه حول القصّة والشخصيّات، واستمع إلى توقّعاته حول نهاية القصّة. فذلك يعزِّز تفكيره الناقد، فضلًا عن تعزيزه مهاراته اللغويّة.   التمرّن على الكتابة  مهارة الكتابة مهارة أبديّة تدوم مع طفلك طوال حياته، إذا طوّرها بكفاءة في مراحلها المختلفة. لذلك، يمكنك اتّباع بعض التقنيّات المبتكرة لتعليمه مهارة الكتابة. فإذا كان طفلك مبتدئًا مثلًا، يُعدّ تمرين ربط النقاط لتشكيل الأحرف الهجائيّة تمرينًا فعّالًا، لا يُسهِّل على الطفل كتابة الحرف وحسب، بل يساعده على حفظ أشكال الحروف على اختلافها أيضًا. وعلى سبيل التغيير، أضف بعض المتعة لتعلّم الأحرف، بعيدًا عن الأقلام والورق، بعقد نشاط كتابة الأحرف باستخدام معجون اللعب أو كريم الحلاقة. ولا تنسَ مساعدته على تعلّم الأصوات والنطق الصحيح لكلّ حرف.    تجربة علميّة ممتعة في المنزل  هناك العديد من الأنشطة العلميّة البسيطة التي لا تتطلّب الكثير من الجهد، ولكنّها مليئة بكنوز من المعرفة الممتعة التي سوف تذهلك أنت وطفلك في مرحلة ما قبل المدرسة. كما يمكن لطفلك استخدام هذه التجارب للقيام بمشاريع علميّة سهلة وممتعة عند دخوله المدرسة.  اقرأ: تجارب علميّة للأطفال: كيف تثري معرفة طفلك الفضوليّ؟    زراعة حديقة  تتجاوز معاني البستنة مجرّد وضع بذرة في التربة ومشاهدتها وهي تنمو، لتشمل دروسًا حول العلوم والتغذية والصبر. فلا يمكنك إدراك حجم المعرفة التي تمنحها البستنة لطفلك. لذلك، استغلّ هذا النشاط الممتع وخصِّص دفتر ملاحظات لنوع النباتات التي زرعها، مع مراحل تطوّر النبات والعناية الخاصّة بكلّ منها. قد يتعلّم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة عن تنمية النباتات بالبستنة، كونها طريقة بسيطة لتثقيفهم حول التغذية وتحفيزهم على استهلاك الخضار أو النباتات التي أنتجوها.     استكشاف الثقافات في جميع أنحاء العالم  ضع الكتاب جانبًا وعلّم طفلك الثقافات المختلفة بطريقة تجعل فهمها أمرًا ممتعًا، وذلك بالتوسّع لفهم عادات الآخرين وأساليب حياتهم، وبتطبيق أنشطة تحفّز خيال طفلك. على سبيل المثال، من الأنشطة الممتعة لتعليم طفلك عن الثقافات المختلفة في العالم اختيار ثقافة ما، وإنشاء لوحة فنّيّة تتضمّن الصور والأغاني والرسومات، وغيرها من العناصر المرتبطة بتلك الثقافة.    الأنشطة الفنّيّة والإبداعيّة   أطلق العنان لإبداع طفلك بالمشاريع الفنّيّة. وفِّر له مجموعة متنوّعة من اللوازم الفنّيّة وشجّعه على التعبير عن نفسه بالرسم أو الصناعة اليدويّة، أو غيرها من الفنون التي يميل إليها. فذلك لا يعزِّز مهاراته في التحكّم بيديه فحسب، بل يسمح له بالتعبير عن ذاته تعبيرًا أفضل وأكثر إبداعًا أيضًا.    استكشاف الطبيعة  خذ طفلك من وقتٍ إلى آخر في رحلة قصيرة حول المنزل، أو أبعد قليلًا، للتعرّف عن قرب إلى الطبيعة التي تحيط به، من نباتات وطيور وحشرات وكائنات حيّة أخرى، وتحدّث إليه وأثري معرفته حول الظواهر الطبيعيّة، مثل مراحل تكوّن العسل ونموّ النباتات وتحوّل الشرنقة إلى فراشة زاهية الألوان وغيرها. اجمعا أوراق الشجر أو الحجارة الصغيرة من كلّ رحلة، حتّى تنطبع الرحلة في ذاكرته. تعزِّز هذه التجربة العمليّة تقديره للبيئة، وتحثّه على اتّباع الممارسات التي من شأنها الحفاظ على بيئته.  اقرأ أيضًا: كيفيّة رفع الوعي البيئيّ لدى الطفل؟    تعلُّم اللغات الأجنبيّة يُعدّ تعلّم اللغات من أكثر المهارات متعة للكبار والصغار، إلّا أنّ تعلّمها عند الصغار أسهل وأسرع بكثير، فقد أثبتت الدراسات أنّ الطفل من عمر سنة إلى أربع سنوات يستطيع أن يطوِّر أكثر من لغة بطلاقة تامّة. عرِّف طفلك إلى اللغات المختلفة وسهّل فهمه لها باستخدام تطبيقات تعلّم اللغات المختلفة، أو شجّعه على مشاهدة الرسوم المتحرّكة، أو الأفلام التي تُعرَض بلغات مختلفة. فتعلّم اللغات الأجنبيّة لا يعزِّز فهمه اللغويّ وحسب، بل يوسِّع وعيه الثقافيّ أيضًا.     التاريخ وفق سرد القصص اسرد التاريخ لطفلك بطريقة ممتعة تزرع فيه شغف تخيّل صور حضارات لم يعشها على أرض الواقع، بسرد الأحداث أو الشخصيّات التاريخيّة له بطريقة جذّابة، واستخدام الوسائل البصريّة، مثل الصور ومقاطع الفيديو لجعل القصص أكثر حيويّة ولا تُنسى، ممّا يثير الاهتمام بالماضي.  اقرأ أيضًا: الدروس التاريخيّة للأطفال: كيف تبسّطها لطفلك؟    التطبيقات والمواقع التعليميّة  التكنولوجيا كنز تعليميّ عظيم إذا ما استُخدِمت في مصلحة الطفل ومعرفته، حيث يمكنك الإفادة من التطبيقات والمنصّات الإلكترونيّة لجعل التعلّم مهمّة ممتعة لطفلك. وهناك العديد من التطبيقات والمواقع التعليميّة التي تلبّي مختلف الموضوعات التعليميّة والفئات العمريّة للأطفال.   * * * وعليه، لا تؤدّي مشاركتك طفلك في الأنشطة التعليميّة في المنزل إلى تقوية الرابطة بينك وبينه فحسب، بل تضع أساس حبّ التعلّم مدى الحياة أيضًا. فيمكنك إنشاء بيئة محفِّزة وداعمة تغذِّي تطوّر طفلك الفكريّ والعاطفيّ والإبداعيّ، بدمج هذه الأنشطة المتنوِّعة. تذكَّر أنّ المفتاح يكمن في تحويل كلّ لحظة إلى فرصة للنموّ والاستكشاف.    المراجع https://blog.brookespublishing.com/24-at-home-learning-activities-to-share-with-parents-of-young-children/   https://www.21kschool.com/in/blog/10-fun-educational-activities-to-do-at-home/    

أفضل الطرق لتحسين مهارات التفكير الناقد عند الطفل

يعدّ التفكير الناقد مهارة حيويّة تمكِّن الأفراد من تحليل المعلومات وتفسيرها وتقييمها تقييمًا فعّالًا. وغرس هذه المهارة في الأطفال منذ الصغر يمكّنهم من التعلّم وحلّ المشكلات، حيث يُعدّ تعزيز مهارات التفكير الناقد عند الأطفال جانبًا رئيسًا من تطوّرهم المعرفيّ والعلميّ والاجتماعيّ. في هذا المقال، نستكشف بعض أفضل الطرق لتعزيز مهارات التفكير الناقد عند الطفل.    ما مهارات التفكير الناقد؟  التفكير الناقد مجموعة من المهارات والعادات العقليّة، بما في ذلك القدرة على تحديد المشكلة، وتحديد الافتراضات، وتحليل الأفكار وتقييمها، ثمّ وضع قائمة منهجيّة للأسباب المحتملة المختلفة، أو إنشاء حلول معقولة، أو تقييم صحّتها باستخدام التفكير المنطقيّ. ويتضمّن كذلك القدرة على إنشاء روابط إبداعيّة بين الأفكار من مختلف التخصّصات.    كيف يمكن تحسين مهارات التفكير الناقد عند الطفل؟  يزوِّد التفكير الناقد العقول اليانعة بالقدرة على تحليل المعلومات، وحلّ المشكلات، واتّخاذ قرارات مستنيرة. إليك طرق اتّباع بعض الأساليب لزرع مهارات التفكير الناقد في طفلك:     تشجيع الفضول  الفضول شرارة تشعل التفكير الناقد عند طفلك. لذلك، شجّعه على طرح الأسئلة واستكشاف العالم من حوله، واخلق له بيئة تمكّنه من إشباع فضوله وتوفّر له الفرص للتجارب الحيويّة على أرض الواقع. يمكن للرحلات إلى المتاحف والنزهات الطبيعيّة والتجارب الجديدة أن تحفِّز فضول الطفل الطبيعيّ وتعزِّز حبّ التعلّم.    تعزيز عقليّة النموّ  اغرس خصال التطوّر المعرفيّ في ذهن طفلك، كونها قدرات تُصقَل بالجهد والمثابرة، حيث تعزِّز عقليّة النموّ مرونة طفلك في مواجهة التحدّيات، وتشجِّعه على النظر إلى العثرات بأنّها فرص للنموّ. لذلك، امدح جهود طفلك وركِّز على قيمة العمل الجاد والتفاني في تحقيق النجاح.    المشاركة في النقاشات المفتوحة  شجِّع النقاشات المفتوحة التي تتطلّب أكثر من مجرّد إجابات بسيطة ومحدّدة، لأنّ المشاركة في المحادثات التي تكشف وجهات نظر مختلفة تساعد الأطفال على تطوير القدرة على النظر من زوايا متعدّدة. كما تضع هذه الوسيلة أساس التفكير الناقد، بتعليم الطفل تحليل المواقف من جهات مختلفة.    تقديم أنشطة حلّ المشكلات  اعرض بعض المشكلات المناسبة لعمر طفلك، والتي تشجِّع على التفكير الناقد وإيجاد الحلول، حيث تتحدّى ألعاب الألغاز والمسابقات الذهنيّة والأنشطة التعاونيّة قدرات طفلك المعرفيّة، وتعزِّز تفكيره المنطقيّ. عقِّد له المشكلات تدريجيًّا مع تطوّر مهاراته، ممّا يضمن تقدّمًا تدريجيًّا في قدرات تفكيره الناقد.   قراءة الكتب ومناقشتها  تمثّل القراءة أداة قويّة لتنمية معرفة طفلك. اختر كتابًا يجذب طفلك لقراءته، وأشرِكه في محادثات حول الشخصيّات والحبكة والنهايات البديلة المحتملة، إذ لا يعزِّز ذلك لديه مهارات الفهم فحسب، بل يشجّع قدرته على التفكير التحليليّ والإبداع أيضًا.   تعليم مهارات اتّخاذ القرار  اسمح لطفلك باتّخاذ القرارات ضمن الحدود المناسبة، مثل اختيار الأنشطة أو حلّ المشكلات اليوميّة، حيث يغرس ذلك الشعور بالمسؤوليّة، ويساعد على تطوير مهارات تفكيره الناقد. ناقش أسباب اتّخاذه قرارات معيّنة، وقارن بين إيجابيّاتها وسلبيّاتها لتعزّز قدراته على اتّخاذ القرار.    تشجيع التأمّل الذاتيّ يُعزَّز التأمّل الذاتيّ بتشجيع طفلك، على التفكير في أفكاره وأفعاله. اطرح أسئلة تدفعه إلى التفكير في سبب اختياره قرار معيّن، أو كيفيّة تعامله مع الموقف بطريقة مختلفة. فالتأمّل يعزِّز ما وراء المعرفة، وهو عنصر رئيس في التفكير الناقد.    مساعدة الطفل على تطوير الفرضيّات  يعدّ تخصيص بعض الوقت لتكوين الفرضيّات أثناء اللعب، أو مشاهدة التلفاز والقراءة، وغيرها من الأنشطة التي تؤدّيها برفقة طفلك، بمثابة تمرين لمهارات التفكير الناقد. حاول أن تسأل طفلك: "إذا فعلنا هذا، ما الذي سيحدث في رأيك؟" أو "دعنا نتوقّع ما نعتقد أنّه سيحدث بعد ذلك."    تجنّب التدخّل الفوريّ  نموّ طفلك منوط بالتحدّيات التي يجدها أمامه. لذلك، أمهله بعض الوقت ليحاول أن يتجاوزها بنفسه، وانتظر وراقب قبل أن تتدخّل وتساعد طفلك في حلّ أيّ مشكلة.    دمج التكنولوجيا  في العصر الرقميّ الحاليّ، يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة جيّدة لتحسين مهارات التفكير الناقد عند الطفل. يمكن للتطبيقات التعليميّة التفاعليّة والألغاز والألعاب المصمّمة لتحدّي قدرات حلّ المشكلات إشراك الأطفال في بيئة تعليميّة ديناميكيّة. ومع ذلك، من الضروريّ استخدام التكنولوجيا بعناية والتأكّد من أنّ الأنشطة مناسبة لعمره. وعليه، يمكنك تزويد طفلك بفرص متنوّعة لتطبيق مهارات التفكير الناقد في سياق رقميّ، وإعداده لمواجهة تحدّيات عالم تقوده التكنولوجيا، بدمج التكنولوجيا دمجًا استراتيجيًّا.   * * * تنمية مهارات التفكير الناقد عند الأطفال عمليّة متعدّدة الأوجه، تتضمّن تعزيز الفضول ومواجهة التحدّيات. فيمكن للوالدين والمعلّمين خلق بيئة تحفِّز التطوّر المعرفيّ، وتمكِّن الأطفال ليصبحوا نقّادًا ومفكِّرين تحليليّين، بدمج هذه الاستراتيجيّات في التفاعلات اليوميّة.   المراجع https://www.brighthorizons.com/resources/Article/developing-critical-thinking-skills-in-children      

ثمان نصائح فعّالة لتحفيز أطفالك على تعلّم اللغة العربيّة

مع إدراك الوالدين والمعلّمين إدراكًا متزايدًا أهمّيّة إتقان اللغات المتعدّدة في مجتمع عالميّ ومترابط، أصبح تحفيز الأطفال على اكتساب لغة معقّدة مثل اللغة العربيّة مهمّة محوريّة. فأصبح تطوير نهج استراتيجيّ وموجَّه نحو التعليم أمرًا ضروريًّا لضمان المشاركة المستدامة والنجاح في اكتساب اللغة العربيّة. وإذا كنت تودّ تعليم العربيّة لطفلك غير المتحدّث بها، أو تحسينها لطفلك المتحدّث بها، فهناك وسائل عديدة تمكّنك من مساعدته على ذلك. في ما يلي ثمان نصائح تفصيليّة ومهنيّة لتحفيز الأطفال على تعلّم اللغة العربيّة.   بمَ تتفرّد اللغة العربيّة؟  للغة العربيّة، من بين لغات العالم، ميزات فريدة، تجعلها نظامًا لغويًّا رائعًا ومتميّزًا. ويمكن أن يوفِّر فهم هذه الخصائص رؤى قيّمة حول تحدّيات تعلّم العربيّة ومكافآته. إليك أبرزها:   المفردات الواسعة   تتمّيز اللغة العربيّة بمفرداتها الواسعة، مع العديد من الكلمات التي تعبِّر عن معاني دقيقة. علاوة على ذلك، هناك أنواع مختلفة من اللغة العربيّة، بما في ذلك اللهجات القديمة والفصحى الحديثة والعديد من اللهجات الإقليميّة، ويخدم كلّ اختلاف أغراضًا محدّدة، بدءًا من التواصل الكتابيّ الرسميّ، وصولًا إلى التفاعلات المنطوقة اليوميّة، ممّا يضيف طبقات من التعقيد إلى اكتساب اللغة.    المرونة والتطوّر  على مرّ التاريخ، أظهرت اللغة العربيّة المرونة والقدرة على التكيّف، فقد تطوّرت مع الحفاظ على ارتباط قويّ بجذورها. وتتجلّى هذه المرونة في استخدامها المستمرّ، لغةً للعلم والأدب، جنبًا إلى جنب مع التواصل اليوميّ ضمن مساحة جغرافيّة وثقافيّة واسعة.    طريقة الكتابة  يُكتَب النصّ العربيّ من اليمين إلى اليسار، وهو خروج نصّيّ عن الشائع في العديد من اللغات التي تُكتب من اليسار إلى اليمين. كما تضيف طبيعة أحرف العربيّة المتّصلة جانبًا بصريًّا فريدًا من نوعه، بالإضافة إلى الخط العربيّ الفنّيّ والخاصّ باللغة، والذي يزيد من جماليّة النص وأناقته.    الضمائر والتمايز بين الجنسين  في اللغة العربيّة صيغة مزدوجة للأسماء والضمائر، ممّا يسمح للمتحدّثين بالتمييز بين المفرد والمثنّى والجمع. بالإضافة إلى ذلك، يؤدّي الجنس (الجندر) دورًا حاسمًا، حيث تُخصَّص الأسماء والضمائر إمّا للمذكّر أو المؤنّث. من هنا، يشكِّل هذا التمايز بين الجنسين سمة نحويّة تتطلّب الاهتمام بالتفاصيل في التواصل.    كيف يمكن تحفيز أطفالك على تعلّم اللغة العربيّة؟  إليك أهمّ الاستراتيجيّات التي يمكنك اتّباعها لتحفيز أطفالك على تعلّم اللغة العربيّة:    تشجيع تفاعل طفلك بين أقرانه  للتعلّم ضمن مجموعات فوائد تعليميّة ومعرفيّة كثيرة لدى الأطفال، ولا سيّما في تعلّم اللغة. يمكنك تشجيع طفلك على التفاعل مع أقرانه الذين يتعلّمون اللغة العربيّة أيضًا، ويمكن أن يكون ذلك في نوادي اللغة أو منتديات الإنترنت، أو بأنشطة لغويّة مع أصدقائهم المقرّبين. الأمر الذي يسهِّل عمليّة تعلّم العربيّة ويجعلها ممتعة أكثر.   دمج الأنشطة الثقافيّة عرِّف طفلك إلى جمال الثقافة العربيّة وتاريخ استخدامها في الفنّ والأدب والعلم والحضارات المختلفة. فلا تؤدّي المشاركة في الأنشطة الثقافيّة إلى تعميق تقديرهم اللغة فحسب، بل تجعل تجربة التعلّم أكثر شموليّة ومتعة أيضًا.    دمج التكنولوجيا  هناك العديد من التطبيقات وبرامج تعلّم اللغة التي تقدِّم تمارين تفاعليّة مع تقييمات متخصّصة. اختر أنسبها وتأكّد من مدى توافقها مع أهداف طفلك لتعلّم العربيّة. بالإضافة إلى ذلك، عزِّز مشاركة طفلك النشطة في التعلّم الحديث، بدلًا من الاستهلاك السلبيّ للتكنولوجيا.    الاستفادة من المواد التعليميّة القائمة على الأبحاث  استثمر في الموارد التعليميّة، بما في ذلك التي تتضمّن بناء المفردات، وتمارين القواعد، والسياق الثقافيّ. واستخدم الكتب المدرسيّة المعروفة، وبرامج تعلّم اللغة، والمنصّات الرقميّة التي تقدّم مناهج شاملة.    وضع أهداف وتنفيذ تقييمات  ضع أهدافًا واضحة وقابلة للتحقيق لإتقان طفلك اللغة العربيّة، وقيّمها بانتظام باستخدام مقاييس موضوعيّة، مثل اختبارات الكفاءة اللغويّة الموحَّدة أو التقييمات الخاصّة بالمهمّات المنزليّة، حيث توفِّر التقييمات المبنية على الأهداف شعورًا بالإنجاز والتوجيه، ممّا يحفِّز طفلك على السعي من أجل التحسين المستمرّ.   إنشاء روتين تعلّم منظَّم  خصِّص وقتًا لدراسة مهارات اللغة العربيّة وفق جدول تعليميّ متّسق ومنظَّم، وتأكّد من مناسبة الروتين عمر الطفل، ومدى انتباهه، والتزاماته الأكاديميّة الأخرى. فالاتّساق الزمنيّ يعزِّز الانضباط في تعلّم اللغة.    خلق بيئة محفِّزة لتعلّم اللغة العربيّة  أحط طفلك باللغة العربيّة قدر الإمكان، كتسمية الأدوات المنزليّة بمعانيها العربيّة المعروفة، أو تشغيل الموسيقى العربيّة، أو مشاهدة البرامج والعروض العربيّة معه، شريطة أن تكون مناسبة لعمره. وبكلام عام، اجعل اللغة العربيّة جزءًا طبيعيًّا ومتكاملًا من حياة طفلك اليوميّة.    تعزيز المطالعة  من المفيد تعزيز المطالعة بالعربيّة عند طفلك، بل مشاركته في هذا النشاط، حيث تقرأ معه القصص، وربّما المقالات، وتناقشه فيها بما يسمح له باكتشاف قرب القصص العربيّة وأفكارها من حياته اليوميّة واهتماماته.    * * * تذَّكر أنّ تعلّم اللغة ليس مجرّد مهارة، بل بوّابة لفهم العالم بمجالاته المتنوّعة. فتحفيز طفلك على تعلّم لغة جديدة، مثل اللغة العربيّة، يتطلّب مزيجًا من الإبداع والتشجيع وسط بيئة تدعم هذا المسعى. فبجعل تجربة التعلّم أكثر صلة باللغة، ودمج الموارد المتاحة، وتشجيع التفاعل بين طفلك وأقرانه، ودمج الأنشطة الثقافيّة، يمكنك إشعال حماس طفلك للغة والثقافة العربيّة.  

وعي الأطفال البيئيّ: كيفيّة زرع الوعي بالبيئة في نفوس الأطفال

يُعدّ زرع الوعي البيئيّ في الأطفال استثمارًا في مستقبلهم ومستقبل كوكب الأرض عامّةً، إذ يمكِّن الوعي بالبيئة والمخاطر التي تُحدّق بها الجيل القادم من اتّخاذ خيارات بيئيّة صحّيّة، واتّخاذ إجراءات عمليّة قد تسهم في حماية العالم الطبيعيّ.   أهمّيّة التثقيف وزرع الوعي البيئيّ في الأطفال  بصفتهم صانعي القرار في المستقبل، يحتاج الأطفال إلى تطوير عقليّة بيئيّة منذ صغرهم، لمواجهة التحدّيات البيئيّة، مثل تغيّر المناخ والتلوّث وندرة الموارد. لذلك، فزرع الوعي البيئيّ في نفوس الأطفال مفتاحُ خلق عالم أكثر استدامة. ويمكن تلخيص أهمّيّة التثقيف وتوعية الأطفال البيئيّة على النحو الآتي:  - يثير الاتّصال المتكرِّر بالطبيعة والتعرّف إلى عجائبها فضول الطفل الطبيعيّ؛ ممّا ينمّي عنده ثقافة التساؤل والبحث.  - يساعد التعليم البيئيّ الأطفال على تنمية الاتّصال والارتباط بالطبيعة منذ الصغر؛ ممّا يقودهم إلى الرغبة في حماية البيئة في وقت لاحق من حياتهم.  - يساعد تعليم الأطفال حول القضايا البيئيّة والممارسات المستدامة في سنّ مبكرة على تشكيل سلوكاتهم وقيمهم على المدى الطويل، إذ يمتصّ الأطفال العادات البيئيّة التي يتعلّمونها ويطبّقونها. لذلك، من الضروريّ للوالدين والمعلّمين تقديم نموذج وخيارات صديقة للبيئة.  - يعزِّز التعليم البيئيّ تفكير الأطفال النقديّ ومهاراتهم في حلّ المشكلات، ويلهمهم ليصبحوا أكثر انخراطًا في مجتمعاتهم. كما أنّ لزرع الوعي البيئيّ في نفوس الأطفال تأثيرات إيجابيّة في أدائهم الأكاديميّ في موضوعات أخرى، مثل الرياضيّات والعلوم.    كيفيّة زيادة وعي الأطفال البيئيّ السبيل إلى جعل الطفل يولي اهتمامًا بالبيئة، جعلُ الوعي البيئي جزءًا طبيعيًّا من حياته اليوميّة، وذلك بالمناقشة المفتوحة والتعلّم العمليّ عن البيئة. ويمكن تطبيق بعض الاستراتيجيّات لزرع وعي الأطفال البيئيّ، منها: - التعليم بالقدوة: الطريقة الأكثر فعّاليّة لتعليم الأطفال عن الوعي البيئيّ هي نموذج السلوكات المستدامة والصديقة للبيئة. على سبيل المثال، يمكن للوالدين إعادة التدوير، وإطفاء الأنوار غير المستخدمة، واستخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام، مع ضرورة أن يشرحوا لهم سبب القيام بهذه السلوكات.  - إضافة المتعة إلى التعليم: يتعلّم الأطفال تعلّمًا أفضل باللعب والأنشطة العمليّة. لذلك، يُنصَح بدمج الألعاب والتجارب والاستكشاف في الهواء الطلق، لتعليم الأطفال عن الطبيعة وإعادة التدوير بطريقة ممتعة.  - شرح الأسباب الكامنة وراء الإجراءات البيئيّة: لا يكفي إخبار الأطفال بإعادة التدوير فحسب، بل يجب على الوالدين والمعلّمين شرح أين تذهب المواد القابلة لإعادة التدوير؟ وكيف يعاد استخدامها؟ ولمَ يعدّ ذلك مهمًّا للكوكب.  - الرحلات الاستكشافيّة: يساعد قضاء الوقت في الطبيعة الأطفال على تطوير الاتّصال بالبيئة، ويمكن للوالدين والمدارس تنظيم نشاطات في أحضان الطبيعة، مثل المشي لمسافات طويلة، أو زرع حديقة، أو مشاهدة النباتات والحيوانات المتواجدة في بيئة الطفل.  - إشراك الأطفال في صنع القرار: يكون ذلك بالسماح لهم بالتفكير بخيارات أكثر استدامة، مثل المنتجات الصديقة للبيئة التي يجب شراؤها. هذا يساعدهم على الشعور بالتمكين والمسؤوليّة في حماية البيئة.  - تعليم أسس الاستدامة: تقديم مفاهيم مثل الموارد المتجدّدة، مقابل الموارد غير المتجدّدة، يساعد على زرع وعي الأطفال البيئيّ وفهمهم قضايا البيئة فهمًا أفضل.  - استخدام الموارد المتاحة على الإنترنت: هناك العديد من مقاطع الفيديو والتطبيقات والألعاب التعليميّة التي يمكن أن تقدِّم دروسًا حول البيئة تقديمًا ممتعًا وتفاعليًّا.    هوايات تنمّي وعي الأطفال البيئيّ يكمن المفتاح في اختيار الهوايات التي تجعل الأطفال يشاركون بنشاط، في الطبيعة والاستدامة. مع بعض الإبداع، يمكن أن تكون الهوايات الصديقة للبيئة ممتعة وتعليميّة وجيّدة للكوكب. - البستنة وزراعة النباتات: تعدّ زراعة حديقة المنزل، أو زراعة نباتات في الشرفة، أو على الشبّاك، طريقة رائعة للأطفال للتعرّف إلى الطبيعة والبيئة. يمكن للأطفال زراعة الخضروات أو الأعشاب أو الزهور، باستخدام ممارسات البستنة المستدامة. يحبّ الأطفال مشاهدة نباتاتهم تنمو، ويشعرون بالإنجاز عند تناول الخضروات التي نضجت على أيديهم.  - مراقبة الطيور الطبيعة: يساعد تشجيع الأطفال على مراقبة الطيور والحشرات والحياة البرّيّة الأخرى في حديقة المنزل، أو في الحدائق العامّة، إن كانت متوفّرة، على تقدير العالم الطبيعيّ. يمكن للوالدين توفير غذاء للطيور ومشاركة الأطفال في إطعامهم.  - فنون إعادة التدوير وحرفها: يمكن للوالدين والمعلّمين مشاركة الأطفال في صنع مشاريع فنّيّة من المواد المعاد تدويرها، مثل الورق والزجاجات البلاستيكيّة وقصاصات القماش. هذا يعلّمهم إعادة استخدام المواد التي قد ينتهي بها الأمر في سلّة المهملات وتوظيفها. - مغامرات في الهواء الطلق: استكشاف الطبيعة بالمشي لمسافات طويلة والتخييم والسباحة والأنشطة الخارجيّة الأخرى المتاحة، حيث يساعد التواجد في الطبيعة الأطفال على زيادة الوعي البيئيّ.  - مشاريع العلوم: تشجيع الأطفال على المشاركة في مشاريع العلوم التي تنظّمها المدرسة؛ ممّا يسمح للأطفال بالإسهام في البحث العلميّ الذي يُشركهم في الوعي البيئيّ.   أنشطة بسيطة لتعليم الأطفال إعادة التدوير  تعليم الأطفال عن إعادة التدوير يغرس فيهم الوعي البيئيّ والعادات المستدامة. كما يوفِّر لهم فرصًا تعليميّة عمليّة ويشجِّعهم على الإبداع. بالإضافة إلى أنّ سلوكات إعادة التدوير تُعزِّز المواطنة الأخلاقيّة. وهذا ضروريّ لتربية جيل قادم من الأفراد المهتمّين بالبيئة.  يمكن للوالدين أو المعلّمين مشاركة الأطفال في العديد من الأنشطة الإبداعيّة والجذّابة، والتي يمكن أن تساعدهم على فهم أهمّيّة إعادة التدوير وتقديرها. وفي ما يلي بعض الطرق لجعل إعادة التدوير ممتعة للأطفال:  - صناديق إعادة التدوير: تلوين أو تزيين صناديق إعادة التدوير بألوان وملصقات ممتعة، لجعلها جذّابة بصريًّا. يمكن أن يشجِّع ذلك الأطفال على استخدام صناديق إعادة التدوير.  - المشاريع الإبداعيّة: إشراك الأطفال في المشاريع الإبداعيّة باستخدام المواد المعاد تدويرها. على سبيل المثال، صناعة سيّارة لعبة من صناديق ورق مقوى وأغطية زجاجات العجلات البلاستيكيّة، أو صنع فسيفساء من نفايات البلاستيك الملوّنة.  - الحرف المعاد تدويرها: تشجيع الأطفال على صنع الحرف اليدويّة باستخدام مواد معاد تدويرها، مثل صناعة حافظة أقلام مكتبيّة من بقايا لفّافات ورق المرحاض.  - فرز الألعاب: مشاركة الأطفال في ألعاب الفرز، لتعليمهم العناصر التي تمكن إعادة تدويرها، والتي لا تمكن إعادة تدويرها. - البدائل الخالية من النفايات: تعليم الأطفال البدائلَ الخالية من النفايات.  - الأنشطة التعليميّة: استخدام الأنشطة التعليميّة، مثل بناء الروبوتات من صناديق الكرتون وحاويات الزبادي، وقراءة كتب حول إعادة التدوير.  - الرحلات الميدانيّة: تنظيم رحلات ميدانيّة إلى الحدائق المحلّيّة، لجمع المواد القابلة لإعادة التدوير. كما يمكن تنظيم رحلات مدرسيّة إلى مراكز إعادة التدوير إن توفّرت، والتعرّف إلى عمليّة إعادة التدوير.    * * * في النهاية، يشكِّل زرع الوعي البيئيّ في نفوس الأطفال خطوة مهمّة على طريق الحفاظ على البيئة ومنعها من التدهور أكثر، بالإضافة إلى إسهام الأطفال أنفسهم في الحفاظ على البيئة، ليكونوا بعد سنوات أفرادًا فاعلين في مجتمعاتهم، ويمكنهم التأثير في محيطهم وقيادته نحو سلوكات صديقة للبيئة.    المراجع https://naturpac.org/news/why-is-environmental-education-so-important-to-children/  https://naitreetgrandir.com/en/feature/raising-children-environmental-awareness/  https://www.ecoideaz.com/expert-corner/how-to-cultivate-environmental-awareness-in-children  https://bester.energy/en/how-to-create-environmental-awareness-in-our-children/  https://smallandwild.com/blogs/small-wild/5-eco-friendly-creative-activities-for-winter-half-term  https://runwildmychild.com/sustainability-activities-for-kids/  https://naturespath.com/blogs/posts/19-activities-kids-learn-recycling  https://www.howlifeunfolds.com/sustainability/how-teach-kids-make-recycling-habit   

مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال: أفضل الطرق والأساليب

تعدّ مهارة حلّ المشكلات ضروريّة لنموّ الأطفال ونجاحهم في حياتهم اللاحقة. وتكمن أهمّيّتها في أنّ الأطفال الذين يطوّرون مهارات قويّة لحلّ المشكلات يكونون أكثر ثقة واستقلاليّة وقدرة على التكيّف مع مختلف البيئات. كما تساعدهم هذه المهارات على إدارة عواطفهم، والتفكير تفكيرًا إبداعيًّا، والاستمرار حتّى إيجاد الحلّ.  وتبدأ مهارات حلّ المشكلات لدى الأطفال بالظهور عادةً في سنوات ما قبل المدرسة، حيث يراقَب الأطفالُ البالغون وهم يتصرّفون في كيفيّة التعامل مع المشكلات وحلّها. لذلك، من المهمّ للآباء ومقدّمي رعاية الأطفال توجيه الأطفال بعمليّة حلّ المشكلات، بدلاً من مجرّد تقديم الحلول والإجابات.    كيف يمكن للوالدين تطوير مهارة حلّ المشكلات لدى أطفالهم؟  من المعلوم أنّ الوالدين وبيئة المنزل هي المرحلة الأولى في تعلّم الأطفال المهارات الحياتيّة وتطويرها، وهذا يشمل مهارة حلّ المشكلات. تعرض النقاط الآتية أهمّ الطرق التي يمكن للوالدين بها تشجيع مهارات حلّ المشكلات لدى أطفالهم:  - مهارات حلّ المشكلات النموذجيّة: يجب على الوالدين توضيح كيفيّة حلّ المشكلات لأطفالهم، بالتفكير بصوت عالٍ، وإظهار عمليّة التفكير ومراحلها مع الأطفال.  - تعليم خطوات حلّ المشكلات: توجيه الأطفال بخطوات حلّ المشكلات، مثل تحديد المشكلة، وحلول العصف الذهنيّ، وتقييم الخيارات، وتجربة الحلول.  - إشراك الأطفال في حلّ مشكلات الأسرة: تشجيع الأطفال على المشاركة في حلّ المشكلات الأسريّة اليوميّة لبناء ثقتهم ومهاراتهم.  - استغلال اللحظات اليوميّة: على الوالدين استخدام المواقف الحياتيّة اليوميّة، مثل الأعمال المنزليّة أو التسوّق، لممارسة مهارات حلّ المشكلات بالشراكة مع الأطفال.  - الانخراط في ألعاب حلّ المشكلات وأنشطتها: العب الألعاب ومارس الأنشطة التي تُحفِّز الأطفال على التفكير النقديّ وإيجاد الحلول.  - تشجيع الاستكشاف والتجريب: على الوالدين محاولة توفير الفرص للأطفال لاستكشاف الحلول وتجربتها، واكتشافها بأنشطة مثل اللعب الحسّيّ والتجارب العلميّة.  - تعزيز اللعب الخياليّ: السماح للأطفال بالمشاركة في اللعب الإبداعيّ المفتوح الذي يعزِّز حلّ المشكلات والتفكير النقديّ. - تشجيع المثابرة والاستقلال: الاحتفال بجهود الأطفال، والسماح لهم بالفشل والتعلّم من الأخطاء، وتركهم يحلّون مشكلاتهم بمفردهم.    بدمج هذه الطرق والاستراتيجيّات، يمكن للوالدين رعاية مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال رعايةً فعّالةً، وإعدادهم لمواجهة التحدّيات القادمة بثقة وقبول.    كيفيّة تقييم مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال  يمكن للوالدين تقييم مهارات أطفالهم في حلّ المشكلات بمراقبة أطفالهم والتفاعل معهم في مختلف الأنشطة والمواقف. هذا التقييم يساعد الأطفال في تنمية مهاراتهم تنميةً فعّالةً، بالإضافة إلى منح الوالدين الفرصة في تقديم دعم موجَّه، لمساعدة الأطفال على تطوير هذه القدرات الأساسيّة.  في ما يلي بعض الاستراتيجيّات لمساعدة الوالدين على تقييم مهارات أطفالهم في حلّ المشكلات:  - ملاحظة سلوكات الطفل في حلّ المشكلات: انتبه إلى كيفيّة تعامل الطفل مع المشكلات وحلّها في المواقف اليوميّة التي يواجهها، سواء أكان ذلك أثناء ممارسته اللعب أم خلال تأديته الواجبات المنزليّة. ويمكن مراقبة الطفل في المواقف الآتية:  - لعبة البناء بالكتل أو الليغو، أو لعبة الألغاز.  - معرفة كيفيّة تجميع لعبة ما.  - حلّ مشكلات الرياضيّات البسيطة.  - كيفيّة تعامل الطفل مع النزاعات مع الأشقاء أو الأصدقاء.    - توفير المشكلات أمام الطفل: على الوالدين العمل على توفير التحدّيات والمهمّات المناسبة لعمر الطفل، والتي تتطلّب من الطفل التفكير النقديّ وإيجاد الحلول إيجادًا مستقلًّا. هذا يساعد الطفل على تطوير مهاراته في حلّ المشكلات وبناء الثقة في قدراته.    - نموذج حلّ المشكلات: أوضح كيفيّة حلّ المشكلات بالتفكير بصوت عالٍ والتعبير عن عمليّة حلّ المشكلات أمام الطفل. هذا يوفِّر للطفل مثالًا واقعيًّا قيّمًا يتّبعه ويتعلّم منه.    - استغلال المواقف اليوميّة: استخدم المواقف اليوميّة، مثل الأعمال المنزليّة، أو التسوّق من البقالة، لممارسة مهارات حلّ المشكلات.    - التفكر في الحلول: شجِّع الطفل على التفكير في تجاربه في حلّ المشكلات بطرح أسئلة، مثل: "ماذا فعلت في كذا؟"، أو "كيف شعرت عندما حصل كذا؟"، أو "ماذا سنفعل لحلّ المشكلة كذا؟". وهذا يساعد الأطفال على تقييم استراتيجيّاتهم الخاصّة لحلّ المشكلات والتعلّم من نجاحاتهم وإخفاقاتهم.    أمثلة واقعيّة حول مهارات حلّ المشكلات لدى الأطفال باستغلال المواقف الحياتيّة اليوميّة التي وردت في الفقرتين السابقتين، يمكن للوالدين تقديم أمثلة واقعيّة لمهارات حلّ المشكلات لدى الأطفال. ومن هذه المواقف التي يمكن استخدامها:  1. الواجبات المنزليّة المشكلة: صعوبة إكمال الواجبات المنزليّة إكمالًا مستقلًّا، وفي الوقت المحدّد.  الخطوات:  - إبداء الاهتمام بالمشكلة: اسأل الطفل عن وجهة نظره حول وضع الواجب المنزليّ واستمع إلى مخاوفه.  - تحديد مخاوف البالغين: شارك مخاوفك بشأن أهمّيّة إكمال الواجبات حول وضعه التعليميّ والأكاديميّ.  - التعاون مع الطفل: عرض الأفكار ووضع الخطط معًا، مثل إنشاء جدول زمنيّ للواجبات المنزليّة، وتقسيم المهمّات إلى خطوات أصغر، وتقديم الدعم والمساعدة بحسب الحاجة.    2. النزاع مع الأشقّاء المشكلة: النزاعات والصراعات بين الأشقاء.  الخطوات:  - إبداء الاهتمام بالمشكلة: تحدّث إلى كلّ طفل على حدة، لفهم مشاعره ووجهة نظره بشأن النزاع.  - تحديد مخاوف البالغين: شارك مخاوفك بشأن تأثير النزاع في البيئة الأسريّة، وأهمّيّة تعزيز علاقات الأخوّة الصحّيّة.  - التعاون مع الأطفال: إشراك الشقيقين في العصف الذهنيّ للحلول الممكنة، مثل وضع القواعد الأساسيّة للتواصل، وتقسيم المهمّات أو الألعاب.    3. مقاومة ما قبل النوم المشكلة: صعوبة النوم في الوقت المحدّد.  الخطوات:  - إبداء الاهتمام بالمشكلة: اسأل الطفل عن مشاعره ومخاوفه المتعلّقة بوقت النوم.  - تحديد مخاوف البالغين: شارك الطفل أهمّيّة النوم الجيّد ليلاً، وتأثيره الإيجابيّ في الصحّة البدنيّة والنفسيّة.  - التعاون مع الأطفال: تحويل نتائج العصف الذهنيّ مع الطفل إلى خطوات عمليّة تقود إلى الحلّ، مثل إنشاء روتين قبل النوم، واستخدام تقنيّات الاسترخاء، وتهيئة بيئة نوم مواتية.    * * * في النهاية، يجب التأكيد على أنّ تعليم مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال يقع على عاتق الوالدين، وذلك بمساعدة أطفالهم على تطوير هذه المهارة وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم. تساعد مهارة حلّ المشكلات على معالجة التحدّيات الصعبة التي قد يواجهونها في المدرسة أو الشارع، بالإضافة إلى قدرتهم على التعامل مع القضايا الأسريّة بطريقة فعّالة.   المراجع https://www.verywellfamily.com/teach-kids-problem-solving-skills-1095015  https://digitalcommons.uri.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=2580&context=theses  https://www.youthranch.org/blog/collaborativeproblemsolvingforfamilyissues  https://biglifejournal.com/blogs/blog/how-teach-problem-solving-strategies-kids-guide  https://www.mindfulmazing.com/problem-solving-activities-for-kids/  https://edgeearlylearning.com.au/problem-solving-activities-for-children/   

تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ: أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ

يكتسب الأطفال الذين يحظون بتعزيز الشخصيّة والتطوير الذاتيّ العديد من العادات المميّزة التي تُعزِّز الثقة بالنفس، سواء أكان ذلك على المدى القصير في مرحلة الطفولة والمدرسة، أم على المدى البعيد في مرحلة الجامعة أو دخول سوق العمل.    أهمّيّة تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال  يؤدّي تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ دورًا حاسمًا في تشكيل نجاحهم ورفاهيّتهم في المستقبل، حيث يكتسب الأطفال مجموعة من المهارات والسمات، بما في ذلك الثقة بالنفس، وقدرات التواصل، والذكاء العاطفيّ، والمرونة، وصفات القيادة.    فوائد تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ - تحسين الثقة بالنفس والتعبير عن الذات.  - تعزيز مهارات الاتّصال والمهارات الشخصيّة.  - حلّ المشكلات بطريقة أفضل. - زيادة المرونة والقدرة على التكيّف.  - تعزيز القدرات القياديّة ومهارات العمل الجماعيّ.  - الصحّة النفسيّة.  - ​​تنمية التعاطف والشعور بالمحيطين.​​​    علامات تدنّي الثقة بالنفس عند الأطفال​  في ما يلي بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى انخفاض ثقة الأطفال بأنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار استشارة المختصّين للحصول على تشخيص دقيق للطفل:​​  ​​​1. الحديث السلبيّ عن الذات​​  غالبًا ما تشيع بعض العبارات عند الأطفال ذوي الثقة المنخفضة بأنفسهم، مثل: "أنا غبيّ"، أو "لا يمكنني فعل أيّ شيء بالطريقة الصحيحة"، أو "لا أحد يحبّني".​​  ​​​2. تجنّب التحدّيات​​  قد يتجنّب الطفل الذي يعاني ثقة متدنّية بذاته، تجربة أشياء جديدة أو مواجهة التحدّيات، خوفًا من الفشل والإحراج.​​  ​​​3. الهرب بسهولة​​  عندما يواجهون صعوبات، يسارعون إلى الاستسلام والابتعاد، بدلًا من الاستمرار في مواجهة التحدّي.​​ ​​​4. الحساسيّة للنقد​​  يأخذ الأطفال الذين يعانون ثقة متدنّية بالذات، النقد البنّاء على محمل شخصيّ للغاية، ويجدون صعوبة في قبول التعليقات.​​  ​​​5. الانسحاب الاجتماعيّ قد ينسحبون من المواقف الاجتماعيّة ويجدون صعوبة في تكوين صداقات.​​  ​​​6. عدم وجود مبادرة​​  قد يكون التردّد في أخذ زمام المبادرة أو التطوّع من علامات تدنّي الثقة بالنفس، ويفضّل هؤلاء الأطفال البقاء في الخلفيّة.​​  ​​​7. الكمال​​  قد يضعون معايير عالية لأنفسهم، وينزعجون من الأخطاء الصغيرة.​​  ​​​8. إلقاء اللوم على الآخرين​​  عندما يفشل الأطفال ذوو الثقة المتدنّية بالنفس، يميلون إلى إلقاء اللوم على العوامل الخارجيّة، بدلًا من تحمّل المسؤوليّة.​​  ​​​9. انخفاض الأداء​​  قد ينخفض أداؤهم الأكاديميّ أو اللامنهجيّ مع تضاؤل ثقتهم بأنفسهم.   أفضل طرق تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتحفيزهم الشخصيّ لتعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ، يمكن للوالدين استخدام العديد من الاستراتيجيّات الفعّالة، حيث تركِّز هذه الاستراتيجيّات على تهيئة بيئة داعمة، وتشجيع الطفل على الاستقلال، والاحتفاء بالإنجازات. في ما يلي بعض أفضل الطرق لتحقيق ذلك:  1. تشجيع الطفل على اكتشاف الذات  يمكن تعليم الطفل كيفيّة اكتشاف ذاته بمشاركته الأحداث والأخطاء الشخصيّة، لجعله يشعر بالثقة وعدم اهتزازها عند تصرّفه تصرّفًا خاطئًا. وتساعدهم هذه العادة على فهم أنّ كلّ شخص يرتكب الأخطاء. كما يبني هذا التصرّف علاقة أبويّة قويّة.    2. الحفاظ على علاقة متوازنة وصحّيّة  الحفاظ على توازن العلاقة مع الطفل بين الجدّ والمُزاح، لتجنّب إرهاق الطفل والحفاظ على مستوى ثقة صحّيّ بينه ووالديه. قد يؤدِّي دفع الأطفال بقوّة نحو أمرٍ ما إلى انخفاض ثقتهم بأنفسهم.    3. التحدّث عن اهتمامات الطفل  تحدّث إلى طفلك عن اهتماماته الحقيقيّة قبل تسجيله في الأنشطة. هذا يسمح له بالسيطرة على جدوله الزمنيّ، والقيام بما يحلو له حقًا؛ ممّا يعزِّز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ.    4. الانتباه إلى مكان التواصل مع الطفل  يمكن أن يؤدّي توبيخ الأطفال في الأماكن العامّة إلى شعورهم بالعار. بدلًا من ذلك، يُنصح الوالدون بمعالجة القضايا مع أطفالهم معالجة شخصيّة، وفي مكان خاصّ.   5. تعويد الطفل على أخذ زمام المبادرة  دع طفلك يأخذ زمام المبادرة في القرارات والمهمّات الصغيرة، حيث يعزِّز ذلك الاستقلاليّة والثقة بالنفس منذ سنّ مبكرة.    6. تفهّم الأخطاء والتعلّم منها  من أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ تفهّم الأخطاء وجعل الأطفال يتعلّمون منها. يساعدهم ذلك على تطوير إيجاد الحلول والثقة بقدراتهم.    7. الاحتفاء بالجهود والنجاح  الاعتراف بجهود الطفل ونجاحاته والاحتفاء بها يغرس الثقة بالنفس واحترام الذات العالي، ويمنح الطفل الحافز لمتابعة الأهداف.    8. التعامل مع الأخطاء على أنّها فرص للنموّ  اعتبار الأخطاء فرصًا للنموّ والتعلّم يساعد الأطفال على النموّ والتطوّر، ويجعلهم يثقون أكثر بقدراتهم.   9. توفير الفرص للقيادة والمسؤوليّة  يُنصح الوالدان بمنح الأطفال فرصًا لتولّي الأدوار والمسؤوليّات القياديّة، حيث يساعدهم ذلك على تطوير مهارات صنع القرار وحلّ المشكلات والتواصل؛ ممّا يعزِّز ثقتهم بأنفسهم.    10. دعم احترام الذات والتفاؤل  يساعد الوالدان الأطفال على تطوير صورة ذاتيّة إيجابيّة عن أنفسهم، بالتركيز على نقاط قوّتهم وإنجازاتهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على الإيمان بقدراتهم والاحتفال بنجاحاتهم.    11. تشجيع الاستقلال والاعتماد على الذات  منح الأطفال فرصة اتّخاذ القرارات وتحمّل مسؤوليّة أفعالهم يعزِّز الشعور بالتمكين والاستقلاليّة.    * * * أخيرًا، يجب على الوالدين الانتباه إلى أنماط مستمرّة من السلوكات المذكورة أعلاه، حيث يظهِر جميع الأطفال بعض هذه العلامات من حين إلى آخر. وقد يشير العرض المتّسق طويل الأمد إلى مشكلة أعمق تتعلّق بالثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ، والتي تجب معالجتها باستشارة المختصّين.    المراجع  https://sydneyinstitute.edu.au/importance-of-personal-development-in-students-life/  https://www.podareducation.org/blog-5-tips-for-parents-to-boost-their-kids-self-confidence  https://beyou.edu.au/fact-sheets/social-and-emotional-learning/building-confidence-in-children  https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/Pages/Signs-of-Low-Self-Esteem.aspx  https://www.greatschools.org/gk/articles/low-self-esteem-in-children/ 

أهمّيّة التواصل العائليّ: كيفيّة الحفاظ على التواصل الصحّيّ بين أفراد العائلة

يؤدّي التواصل العائليّ دورًا حيويًّا في تعزيز العلاقات الصحّيّة والمتناغمة داخل الأسرة. ويساعد التواصل الفعّال في فهم أفراد العائلة مشكلات بعضهم فهمًا أفضل، وحلّ المشكلات معًا، والحفاظ على روابط عائليّة قويّة.   فوائد التواصل العائليّ تكمن أهمّيّة التواصل العائليّ الصحّيّ في بناء علاقة صحّيّة ومتينة بين أفراد العائلة، وتشمل بعض فوائد هذا التواصل: - حلّ المشكلات: يساعد التواصل الجيّد على حلّ الخلافات وسوء الفهم بتوضيح المواقف وإيجاد أرضيّة مشتركة.  - تعميق الروابط: تعزِّز مناقشة الآراء الروابط العائليّة، وذلك بالسماح لكلّ فرد من أفراد العائلة فهمَ وجهات النظر المختلفة وتقديرها. - الدعم القويّ: عندما يكون التواصل جيّدًا، يشعر أفراد العائلة بثقة أكبر في مشاركة المشكلات الشخصيّة؛ ممّا قد يؤدّي إلى حصول الفرد على دعم عائليّ قويّ والوصول إلى حلول مشتركة.  - الثقة بالنفس: يخلق التواصل الصحّيّ داخل العائلة جوًّا من الأمن والأمان؛ ممّا يجعل جميع الأعضاء يشعرون بالتقدير ويزيد ثقتهم بأنفسهم.    أنواع التواصل العائليّ  لا يقتصر التواصل بين أفراد العائلة الواحدة على الكلام والحديث في ما بينهم، إذ يُصنِّف المختصّون التواصل العائليّ إلى ثلاثة أنواع: - الاتّصال اللفظيّ: تبادل الأحاديث بالمحادثات المنطوقة، سواء وجهًا لوجه أم بالمكالمات، إن لم تكن العائلة مجتمعة في المكان نفسه. - الاتّصال الكتابيّ: نقل المعلومات باللغة المكتوبة، مثل الرسائل عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعيّ. - التواصل غير اللفظيّ: التعبير عن الذات بإيماءات اليد، وتعبيرات الوجه، ووضع الجسم، وحركات العين.    نصائح لتحسين التواصل العائليّ  مفتاح التواصل العائليّ الصحّيّ جعلُ التواصل أولويّة، وخلق بيئة من التفاهم المتبادل، وممارسة الاستماع النشط والتعبير الواضح عن المشاعر. ويمكن أن يساعد تنفيذ الاستراتيجيّات الآتية على تعزيز العلاقات العائليّة: الاستماع الجيّد  - التركيز مع الفرد المتحدّث، والمحافظة على التواصل البصريّ لإظهار الاهتمام بالحديث.  - إعادة صياغة ما قاله المتحدّث لإظهار الفهم.  - تجنّب المشتّتات أثناء الحديث مثل الهواتف أو التلفاز.    التعبير عن المشاعر والاحتياجات بوضوح  - استخدام ضمير المتكلّم، مثل "أنا أشعر أنّه كذا.."، عوضًا عن إلقاء اللوم على أفراد العائلة الآخرين.  - تجنّب وضع افتراضات مسبقة حول أفكار أفراد العائلة الآخرين ومشاعرهم.   حلّ النزاعات حلًّا صحيًّا  - السماح لأفراد العائلة بالتناوب على التحدّث من دون مقاطعة.  - التركيز على إيجاد الحلول، بدلًا من لوم الآخرين.    خلق فرص للمحادثة  - زيادة وقت التواجد في المنزل، لتوفير وقت للتواصل مع أفراد العائلة.  - تناول وجبات عائليّة منتظمة يجتمع فيها أفراد العائلة مع بعضهم.  - جدولة وقت معيّن لمناقشة قضايا عائليّة.   استخدام التكنولوجيا لتعزيز التواصل العائليّ - إنشاء مجموعة عائليّة على تطبيقات الدردشة الإلكترونيّة.  - إرسال رسائل مشجِّعة أو تسجيل صوتيّ.    إنشاء تقاليد وطقوس عائليّة  - تطوير الروتين والأنشطة المنتظمة التي تجمع الأسرة معًا.    كيف يمكن للتواصل غير اللفظيّ أن يعزِّز الترابط العائليّ  يمكن للتواصل غير اللفظيّ أن يعزِّز الترابط والتواصل العائليّ بالطرق الآتية:  - الاتّصال العاطفيّ: يمكن للإشارات غير اللفظيّة، مثل التواصل البصريّ، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد أن تنقل المشاعر. وهذا التواصل مهمّ في تعزيز الروابط العاطفيّة وتعميقها بين أفراد العائلة.  - تعزيز العلاقات: يساعد الاهتمام بالتواصل غير اللفظيّ أفراد العائلة على فهم مشاعر بعضهم واحتياجاتهم فهمًا أفضل؛ ممّا يؤدّي إلى علاقات أكثر تعاطفًا، وبالتالي علاقات داعمة وقويّة.  - حلّ النزاعات: يمكن أن يوفِّر التواصل غير اللفظيّ سياقًا وفروقًا دقيقة مهمّة أثناء النقاشات العائليّة؛ ممّا يساعد على حلّ المشكلات حلًّا فعّالًا، بالكشف عن المشاعر الكامنة والأحاسيس غير المعلنة.  - زيادة الترابط: يمكن للتفاعلات غير اللفظيّة البسيطة، مثل العناق ومسك الأيدي واللمسات اللطيفة أن تخلق لحظات من العلاقة الحميميّة، والتي تقوّي الروابط بين أفراد العائلة.  - سدّ فجوات التواصل: بالنسبة إلى أفراد العائلة الذين قد يواجهون صعوبة في التعبير عن أنفسهم لفظيًّا، يمكن أن يكون التواصل غير اللفظيّ طريقة بديلة للتواصل ونقل الأفكار والمشاعر.  - نمذجة السلوك الإيجابيّ: يمكن للوالدين اللذَين يظهران تواصلًا إيجابيًّا غير لفظيّ، مثل الحفاظ على التواصل البصريّ واستخدام لغة الجسد، أن يكونا مثالًا يحتذي به أطفالهما؛ ممّا يعزِّز أنماط التواصل العائليّ الصحّيّة.  بالاهتمام بالتواصل غير اللفظيّ ودمجه بالتفاعلات العائليّة، يمكن للعائلات تعزيز شعور أعمق بالفهم والثقة والتقارب بين أفراد العائلة؛ ممّا يعزِّز في النهاية الجودة العامّة للعلاقات العائليّة.    أمثلة على التواصل الأسريّ الفعّال هنا الكثير من الأمثلة على التواصل الصحّيّ والفعّال بين أفراد العائلة، سواء أكان ذلك بين الوالدين وأبنائهما، أو بين الأخوة والأخوات. ومن الأمثلة على التواصل العائليّ الصحّيّ:  - سامية وابنتها: تسأل سامية ابنتها لماذا لا تريد العودة إلى المدرسة، وتكتشف أنّها خائفة من طفل آخر. وتكمن أهمّيّة هذا التواصل في العمل معًا على إيجاد حلّ المشكلة.  - سليم وأبناؤه: يتحدّث سليم مع أبنائه عن أهمّيّة الحفاظ على روابط عائليّة قوّيّة بينهم؛ ممّا يجعلهم يشعرون بالراحة والاطمئنان لوجود العائلة الداعمة.  - عائشة وأختها الصغرى: تطلب الأخت الصغرى من أختها الجامعيّة مساعدتها في الواجب المنزليّ، ونتيجة هذه المساعدة، تشعر الأخت الصغرى أنّ هناك من يدعمها وتزيد ثقتها بنفسها.  * * * باختصار، التواصل العائليّ ضروريّ لفهم أفراد العائلة بعضهم بعضًا، وحلّ النزاعات، والحفاظ على علاقات قويّة ومتينة. فبممارسة التواصل الجيّد، ووضع استراتيجيّات للتحسين، يمكن للعائلات بناء ثقافة الدعم والثقة بالنفس والأمان.    المراجع https://wellbeingmagazine.com/the-importance-of-family-communication/  https://www.onlinecoursesaustralia.edu.au/online-education-blog/4-reasons-why-family-communication-is-really-important/  https://theserenity.org/the-power-of-communication-building-stronger-family-bonds/  https://plantationrelationshipcounseling.com/power-of-non-verbal-communication/ 

الرياضة وسيلةً لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة

تتجاوز فوائد الرياضة الصحّة البدنيّة، إذ تؤدّي دورًا في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، حيث يمكن أن يكون للمشاركة في الرياضة تأثير عميق في صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة. لذلك، يُنصَح الوالدان ومقدّمو رعاية الأطفال بتشجيع الأطفال على الانخراط في الأنشطة الرياضيّة والبدنيّة، وتمكن لهم مساعدة الأطفال على تطوير المهارات الأساسيّة، من أجل الصحّة البدنيّة العامّة والرفاه النفسيّ.    دور الرياضة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة سلّطت الكثير من الأبحاث الأكاديميّة الضوء على الرابط المهمّ بين الرياضة وتحسّن صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة، حيث تؤدّي الرياضة دورًا حاسمًا في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، وتقدِّم الألعاب الرياضيّة مجموعة من الفوائد التي تؤثِّر في صحّة الطفل تأثيرًا إيجابيًّا. في ما يلي بعض النقاط الرئيسة التي توضِّح كيف تساعد الرياضة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة:    تحسين الصحّة العقليّة والرفاه  - النشاط البدنيّ وتعزيز المزاج: تؤدّي ممارسة الرياضة إلى إطلاق الإندورفين. ومن المعروف أنّ الإندروفين من مواد الدماغ الكيميائيّة التي تُحسِّن المزاج؛ ممّا يؤدي إلى زيادة السعادة والاسترخاء.  - تحسين جودة النوم: يمكن أن يؤدّي الانخراط في الألعاب الرياضيّة إلى تحسين جودة نوم الأطفال؛ ممّا يؤدّي إلى أنماط نوم أصحّ، وبالتالي صحّة نفسيّة أكثر إيجابيّة.  - تقليل التوتّر والقلق: يمكن أن تساعد المشاركة في الرياضة الأطفال على إدارة التوتّر والقلق بإطلاق الإندورفين، وهي مواد كيميائيّة طبيعيّة تعزِّز الحالة المزاجيّة.  - تقليل معدّلات الاكتئاب: أظهرت الدراسات أنّ ممارسة الرياضة المعتدلة يمكن أن تقلّل من الاكتئاب، ولا سيّما بين المراهقين، والتي قد توصل إلى ظواهر مقلقة، تصل إلى الانتحار في بعض المجتمعات.  - التنظيم العاطفيّ: يمكن أن تساعد التمارين الرياضيّة الأطفال على تنظيم عواطفهم وإدارة تقلّبات المزاج.  - زيادة احترام الذات والثقة: ترتبط ممارسة الرياضة بتحسين احترام الأطفال والمراهقين ذواتهم والثقة بأنفسهم.  - تفاعل اجتماعيّ أفضل: تعزِّز الرياضات الجماعيّة المهارات الاجتماعيّة، مثل التعاطف والثقة والمسؤوليّة، وهي ضروريّة لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة.  - تحسين التركيز: يساعد النشاط البدنيّ المنتظم الأطفال على البقاء حادّين عقليًّا؛ ممّا يعزِّز المهارات المعرفيّة، مثل التفكير والتعلّم والحكم الجيّد. - الحدّ من تعاطي المخدّرات والسلوكات المحفوفة بالمخاطر: ارتبطت المشاركة الرياضيّة بانخفاض معدّلات تعاطي المخدّرات والسلوكات المحفوفة بالمخاطر بين المراهقين.  - تحسين الأداء الأكاديميّ: يمكن للنشاط البدنيّ، بما في ذلك الرياضة، تحسين الأداء العقليّ في المدرسة والإسهام في ارتفاع الأداء المعرفيّ.  - زيادة الإبداع: يمكن للرياضات غير المنظّمة أو غير التنافسيّة أن تعزِّز الإبداع بين الأطفال.    الرياضات الأفيد لصحّة الأطفال النفسيّة أيّ رياضة أو نشاط بدنيّ يجعل الأطفال يتحرّكون، يمكن أن تكون له آثار إيجابيّة في صحّتهم النفسيّة والعقليّة، حيث تساعد الأنشطة البدنيّة على إطلاق الإندورفين وتقليل هرمونات التوتّر. وبعد التعرّف إلى فوائد الرياضة ودور الألعاب الرياضيّة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، لا بُدّ للوالدين أو مقدّمي رعاية الأطفال اختيار النوع المناسب من الرياضات التي يمكن لأبنائهم ممارستها للحصول على أعلى إفادة منها. ويمكن تلخيص الرياضات الأفيد لصحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة بالآتي:  - الرياضات الجماعيّة: يمكن أن توفِّر المشاركة في الرياضات الجماعيّة، مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة، فوائد كبيرة لصحّة الأطفال النفسيّة. فتساعد الرياضات الجماعيّة في تنمية المهارات الاجتماعيّة، وبناء العلاقات وتعزيز الشعور بالمجتمع والانتماء له.  - الرياضة المنظّمة: ثبت أنّ البرامج الرياضيّة المنظّمة، سواء أكانت في المدرسة أم المجتمع، لها تأثير إيجابيّ في صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة. يمكن لهذه الأنشطة المنظّمة تقليل التوتّر والقلق، وخفض معدّلات الاكتئاب، وتحسين احترام الذات والثقة.  - الرياضات غير التنافسيّة: في حين أنّ الرياضات التنافسيّة يمكن أن تكون مفيدة، تشير الأبحاث إلى أنّ الرياضات والأنشطة البدنيّة غير المنظّمة أو غير التنافسيّة يمكن أن تعزِّز الإبداع والتمتّع بالنشاط البدنيّ بين الأطفال. ومن الأمثلة على الرياضات غير التنافسيّة للأطفال ركوب الدرّاجة الهوائيّة، والسباحة، والمشي لمسافات طويلة في الطبيعة، بالإضافة إلى الرقص. - الرياضات التي تحتاج إلى تطوير المهارات: الرياضة التي تتطلّب جهدًا والتزامًا مستمرّين، مثل الرقص أو الجمباز أو فنون الدفاع عن النفس، يمكن أن تساعد الأطفال على تطوير أخلاقيّات عمل قويّة والقدرة على التعامل مع النقد البنّاء. وهي مهارات حياتيّة قيّمة.    اختيار الرياضات المناسبة لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة يقع على الوالدين عاتق تشجيع الأطفال على المشاركة في مجموعة متنوّعة من الأنشطة الرياضيّة والبدنيّة التي يجدونها ممتعة وجذّابة، وذلك بتوفير فرص متنوّعة للأطفال، ليكونوا نشيطين بدنيًّا، سواءً في أماكن منظّمة أم غير منظّمة. ويمكن للوالدين ومقدّمي رعاية الأطفال تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة باختيار الألعاب الرياضيّة المناسبة. كما يتضمّن اختيار الرياضات المناسبة لاحتياجات صحّة الأطفال النفسيّة، النظر في عدّة عوامل. في ما يلي بعض النقاط الرئيسة لمساعدة الوالدين ومقدّمي رعاية الأطفال على اختيار الرياضة الصحيحة للطفل:    تقييم اهتمامات الطفل وقدراته يجب على الوالدين السماح للطفل باستكشاف رياضات مختلفة وتجربتها للعثور على ما يستمتع به ويتفوّق فيه، إذ يمكن أن يساعده ذلك على تطوير شغفه بالرياضة مدى الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات الطفل. فيجب التأكّد من أنّ الرياضة مناسبة لقدراته الجسديّة وعمره، حيث يسهم ذلك في منع الإصابات أو الحدّ منها، والحفاظ على اهتمامه بالرياضة التي اختارها.    الرياضات الجماعيّة مقابل الرياضات الفرديّة يمكن أن توفِّر الرياضات الجماعيّة، مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة، فوائد اجتماعيّة، منها: تحسين احترام الذات والتفاعل الاجتماعيّ الأفضل والشعور بالانتماء للفريق. بينما توفِّر الرياضات الفرديّة، مثل التنس أو السباحة أو الجمباز، شعورًا بالإنجاز الشخصيّ والثقة بالنفس، ولا سيّما للأطفال الذين يفضّلون الأنشطة الفرديّة.    الرياضة المنظّمة مقابل الرياضة غير المنظّمة  يمكن للبرامج الرياضيّة المنظّمة، مثل الفرق المدرسيّة أو البطولات المجتمعيّة، أن توفِّر بيئة منظّمة للأطفال لتعلّم الانضباط والعمل الجماعيّ وإدارة الوقت. في حين يمكن للرياضات غير المنظّمة، مثل الرقص أو فنون الدفاع عن النفس أو الأنشطة الترفيهيّة، أن تعزِّز الإبداع والاستمتاع بالنشاط البدنيّ، ولا سيّما للأطفال الذين لا يفضّلون الانضباط التامّ، ويذهبون إلى نشاطات رياضيّة أكثر مرونة.    اختيار البيئة الرياضيّة المناسبة يجب على الوالدين التأكّد من أنّ المدرّبين والبيئة المحيطة بالطفل داعمون له في ممارسة النشاط الرياضيّ، مع التركيز على ضرورة تطوير الطفل المهارات، والتركيز على المتعة، بدلاً من المنافسة والنقد.    المراقبة والتحسين يُنصَح الوالدان بتشجيع الطفل على مشاركة تجاربه ومشاعره حول الرياضة التي يمارسها، حيث تسمح المشاركة بمراقبة تقدّم الطفل وتعديل ممارساته إذا لزم الأمر، للحفاظ على اهتمامه بالرياضة، لتعزيز صحّته النفسيّة.    الحصول على الاستشارات إذا كان الطفل يعاني مشكلات في الصحّة العقليّة، أو لديه احتياجات محدّدة، يجب على الوالدين التشاور مع مدرّبين أو مهنيّين متخصّصين قادرين على تقديم إرشادات حول تكييف الرياضة، لتلبية احتياجات الطفل العقليّة والنفسيّة والبدنيّة.    * * * أخيرًا، النصيحة الأهمّ للوالدين، عدم جعل الوقت والمال أعذارًا لعدم بناء روتين رياضيّ لأطفالهم، إذ ليس مطلوبًا من الوالدين قضاء ساعات طويلة من اليوم في ممارسة الرياضة مع الأطفال. كذلك، هم غير ملزمين بتسجيل أطفالهم في صالات الألعاب الرياضيّة الفاخرة. يمكن للوالدين البدء بنشاطات صغيرة داخل المنزل، أو الخروج للمشيّ والركض في المنطقة المحيطة.    المراجع  https://www.webmd.com/mental-health/benefits-of-sports-for-mental-health  https://parentingnow.org/encouraging-your-child-to-play-sports/  https://www.raisingarizonakids.com/2022/09/5-mental-health-benefits-of-youth-sports/  https://childmind.org/article/what-role-do-sports-play-in-the-mental-health-of-children/  https://www.healthychildren.org/English/healthy-living/sports/Pages/mental-health-in-teen-athletes.aspx  https://www.hamiltonhealthsciences.ca/share/exercise-and-mental-health-in-children/  https://www.healthline.com/health-news/exercise-benefits-children-physically-and-mentally