والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

كيفيّة رفع وعي الطفل البيئيّ

من الصعب ألّا نشعر بالقلق عندما نسمع عن تغيّر المناخ وحرائق الغابات والجفاف وذوبان الأنهار الجليديّة، وغير ذلك من الاضطرابات الطبيعيّة التي قد تؤثِّر كثيرًا في صحّة الحياة البشريّة. لكن، كيف يمكنك التحدّث عن الاضطرابات البيئيّة مع طفلك من دون إثارة قلقه؟   هناك بعض الطرق التي تساعد على رفع وعي الطفل البيئيّ بطريقة تربويّة تجعل منه إنسانًا أقرب لبيئته، يعي واجباته تجاهها في المستقبل. هل يهتمّ الطفل بالبيئة؟  في استطلاع أُجرِي حديثًا على 1000 من آباء وأمّهات أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى ثماني سنوات، خلصت نتائجه إلى تصريح 25% من الأهل بأنّ أطفالهم قلقون على مستقبل الكوكب. بالإضافة إلى ذلك، ذكر 35% من الأهل أنّ أطفالهم يطرحون الكثير من الأسئلة حول البيئة والتلوّث. لذلك، نجد أنّ للطفل قابليّة عالية جدًّا للاهتمام بالبيئة التي تحتويه.  كيف يمكن رفع وعي الطفل البيئيّ؟ على الرغم من أنّ القرارات الدوليّة تضع حدًّا لمشكلات المناخ، كالاحتباس الحراريّ وغيره، ولكن من الجيّد أن يعرف الطفل أهمّيّة دوره مهما كان صغيرًا. لذلك، يمكنك رفع وعي طفلك البيئيّ بالطرق الآتية: ركِّز على الإيجابيّات بدلاً من التحدّث مع طفلك عن القضايا البيئيّة، أظهر له الأدوار التي يمكنه تأديتها، والتي من شأنها الإسهام في حماية الطبيعة، كأن يرمي النفايات في السلال المخصّصة لها، كسلة النفايات الخاصّة بالبلاستيك أو المعادن أو الورق.  عزِّز انسجامه مع الطبيعة  يتيح اتّصال طفلك المتكرِّر بالطبيعة تعلّم حبّها، وبالتالي تنامي رغبته في حمايتها، لأنّ طفلك فضوليّ بطبيعته تجاه الأشجار والحشرات والنباتات والطيور، كما أنّه يحبّ قضاء الوقت في الخارج. لذلك، يمكن استغلال الوقت الذي تقضيه مع طفلك في أحضان الطبيعة، لتقوية انسجامه مع عناصرها وتأكيد الدروس التي تعلّمها في المدرسة عن البيئة على أرض الواقع، كمعرفة عمر الشجرة وأسباب تساقط أوراقها، وأنواع منازل الحيوانات الصغيرة، واكتشاف المساحات الخضراء الشاسعة بخفاياها المذهلة. يمكنك كذلك ممارسة العديد من الأنشطة التي تثير فضول طفلك البيئيّ، مثل جمع الأوراق ولصقها في دفتر يحمل اسم كلّ نبات أو شجرة، أو مراقبة الحشرات الصغيرة التي تعيش على الأرض بالعدسة المكبِّرة. وعليه، يخلق انسجام طفلك مع الطبيعة شعورًا بالمسؤوليّة تجاهها.  اسأل طفلك عن رأيه  غالبًا ما يزداد تفاعل الأطفال عند الأخذ بآرائهم وإشعارهم بقيمتها. لذلك، يمكنك أن تبني معه حوارًا يقودك إلى سؤاله عن رأيه وأفكاره. علّمه، مثلًا، كيف يؤدّي الهدر إلى مشكلات كبيرة في العالم، بدلًا من إخباره بفوائد تقليل هدر المياه، واعرض عليه صورًا عن الجفاف البيئيّ حول العالم، واسأله كيف يمكنه إحداث فرق؟ قد تفاجئك إجابات طفلك المضحكة والنابعة عن براءته، ولكنّك على الأقل لفتَّ نظره إلى مشكلات حقيقيّة بطريقة غير مباشرة، سيزيد وعيه تجاهها كلّما كبر.  علّمه أسس الاستدامة  ساعد طفلك على فهم مدى هشاشة العالم بتعريفه بمفهوم الاستدامة. وهنا، يمكنك التحدّث عن أشياء، مثل مزارع الرياح ومزارع الطاقة الشمسيّة التي تستغلّ طاقة الأرض المتجدّدة من دون الإضرار بالكوكب وسكّانه، ومقارنتها بمصدر طاقة غير متجدِّد، مثل الوقود الأحفوريّ. عندما تخرج للتسوّق، مثلًا، لشراء البقالة وغيرها من الضروريّات، اسمح لطفلك بمساعدتك في تحديد العلامات التجاريّة العضويّة والصديقة للبيئة. اشرح لطفلك الأسباب والنتائج   تذكّر أنّ طفلك متعطّش للمعرفة، وهذا هو الوقت المثاليّ لرفع وعيه البيئيّ وإشباع فضوله واغتنام الفرصة، لتشرح له أهمّيّة الموارد الطبيعيّة المتجدّدة، مثل الرياح أو الشمس أو الماء أو الغابات، والفرق بينها والموارد غير المتجدّدة، مثل الفحم أو النفط، وكيفيّة الاستفادة منها والترشيد في استهلاكها. اشرح لطفلك مصدر المياه الرئيس الذي يأتي من الصنبور، وكيفيّة صناعة الورق، والعديد من الأمور التي يتساءل طفلك حولها كلّ يوم، من أجل مساعدته على تكوين ضميره البيئيّ. استغلّ أوقات المرح  لا يوجد ما هو أفضل من أوقات المرح لرفع وعي الطفل البيئيّ بتطبيق كلّ ما يجب تعلّمه عن البيئة. على سبيل المثال، يمكن شرح النظافة للأطفال بطريقة أكثر متعة، حيث يتعلّم طفلك مفهوم تدوير النفايات وأهمّيّته بشكل أفضل، عندما تشجّعه على رميها في أماكنها المخصّصة ومنحه الوقت لتخمين السلّة المناسبة لكلّ نوع منها. كن مثالًا يُحتذى به  يعلم الجميع أنّ الأطفال، ولا سيّما الصغار منهم، يتعلّمون بالتكرار. لذلك، يصبح رفع وعي الطفل البيئيّ أكثر سهولة وتلقائيّة عندما يكبر في بيئة منزليّة تشجّع هذا النوع من المسؤوليّة. فيبدأ استيعاب طفلك السلوكيّات البيئيّة الصحّيّة من احترام ذويه للبيئة، باستخدامهم أكياس القماش عند التسوّق من السوبر ماركت، واستهلاك المنتجات المحلّيّة والموسميّة، وإغلاق صنبور المياه عند عدم استخدامه، وإغلاق الإضاءة في الغرفة الفارغة، وما إلى ذلك.    * * * الأطفال مستقبلنا، وبالتالي علينا رفع وعيهم البيئيّ، لأنّ ذلك من مفاتيح صحّة كوكبنا، ودعم هدفنا المتمثِّل في تربية أطفال يحبّون الأرض التي تحتويهم.     المراجع https://bester.energy/en/how-to-create-environmental-awareness-in-our-children/   https://ourgoodbrands.com/tips-motivate-kids-develop-environmental-awareness/   https://naitreetgrandir.com/en/feature/raising-children-environmental-awareness/#:~:text=Instead%2C%20encourage%20them%20to%20do,%2C%20driving%20less%2C%20and%20more.    

ما بدائل الهاتف للأطفال؟

يواجه الأهل مشكلة إدمان أطفالهم على استخدام الهاتف المحمول، نتيجة سهولة الوصول إلى التكنولوجيا. وبرغم أنّ البعض يرى أنّ قضاء الأطفال وقتًا على الهاتف، لممارسة الألعاب، أو مشاهدة الفيديوهات، أو الدردشة مع الأصدقاء، أمرًا غير ضارٍّ، إلّا أنّ الإفراط فيه يحمل مخاطر كبيرةً، تشمل التأثير السلبيّ في النموّ البدنيّ، وضعف المهارات الاجتماعيّة، وتراجع الصحّة العقليّة، إضافةً إلى مشكلاتٍ مثل تشوّش الرؤية، وآلام الرقبة، وضعف التركيز.  سنناقش في هذا المقال بدائل الهاتف المحمول للأطفال، والتي ستساعد طفلك على بناء علاقةٍ متوازنةٍ مع التكنولوجيا، وتعويض وقت الموبايل بأنشطةٍ ممتعةٍ، ومفيدةٍ للصحّة البدنيّة والعقليّة، بجانب الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة حول استخدام الأطفال للهاتف.    بدائل الموبايل للأطفال  - ممارسة الرياضة: تعدّ الرياضة بديلًا رائعًا لانتزاع الموبايل من يدي طفلك، إذ تشعره بالسعادة والتحدّي، وتساعده في بناء علاقاتٍ مع أقرانه، لا سيّما الألعاب الجماعيّة، مثل كرة القدم، وكرة السلّة، والسباحة.  - الرسم والأنشطة اليدويّة: تساعد الفنون طفلك على إطلاق العنان لإبداعه بعيدًا عن الهاتف. يمكنك أن تمنح طفلك ساعاتٍ من المتعة باستخدام أقلام الرصاص، وبعض الألوان والأوراق، مع تعزيز حماسه باقتراح موضوعٍ للرسم، وتخصيص مكافأةٍ له عند إتمامه العمل بشكلٍ مميّز.   - قراءة الكتب: تعدّ القراءة طريقةً رائعةً لإثارة خيال الطفل وإبعاده عن الهاتف. ببساطةٍ قُم باختيار كتبٍ مناسبةٍ لعمر طفلك، وساعده في تخصيص وقتٍ يوميٍّ للقراءة، وكُن بجانبه وتناقش معه، وشجّعه على الاشتراك في مكتبةٍ، أو أنشطةٍ خاصّةٍ بمناقشة الكتب في المدرسة أو خارجها. إذا كان طفلك ما يزال صغيرًا على القراءة بمفرده، سيكون عليك أن تخصّص وقتًا لتقرأ له، أو أن تختار الكتب المصوّرة التي ستجذب انتباهه لمحاولة فهمها.  - الكتابة: إذا كان طفلك في المرحلة الابتدائيّة، فإنّ تشجعيه على الكتابة سيحفّز قدراته العقليّة، ويساعده على تشكيل مشاعره تجاه العالم. كما سيدعم تركيزه ومهاراته في التعبير عن نفسه. شجّع طفلك على الكتابة يوميًّا، سواء عن يومه، أو أيّ أفكارٍ تخطر في باله، ولو لفترةٍ قصيرة. ومع تقدّم عمر طفلك، ستلاحظ تطوّر مهاراته الكتابيّة بشكلٍ أعمق وأكثر نضجًا.   - التطوّع: يمكن استغلال وقت فراغ طفلك في تشجيعه على التطوّع في نشاطٍ خيريٍّ، حيث يتعلّم مشاعر التعاطف في سنواته الأولى، مهما كان العمل التطوّعيّ بسيطًا، مثل تنظيف شوارع الحيّ.  - المساعدة في أعمال المنزل: بجانب أهمّيّة مساعدة الطفل لوالديه في أعمال المنزل في تعزيز شعوره بالمسؤوليّة، فهي فعّالةٌ أيضًا في إشغاله عن الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ يعبث بالموبايل. إذا أراد الطفل تناول كعكةٍ، يجب أن تطلب منه الأمّ أن يساعدها في إعدادها.  - ممارسة ألعابٍ منزليّة: تتعدّد اختيارات الألعاب التي تمكن ممارستها في المنزل، مثل الألعاب اللوحيّة المختلفة، أو تقليد أصوات الحيوانات، أو تمثيل المواقف.  -تعليم الطفل بالتقليد: يمكن أن يتعمّد الأب والأمّ أن يظهرا للطفل أنّهما لا يستخدمان الموبايل طوال اليوم، أو أنّهما يخصّصان وقت الليل لإطفائه، ما يشجّع الطفل على تقليدهما في هذا السلوك.    أسئلةٌ شائعةٌ حول استخدام الأطفال للموبايل  كم ساعةً يمكن للأطفال استخدام الهاتف في اليوم؟  تعرض لنا الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال قواعد استخدام الهاتف بناءً على العمر، وهي إرشاداتٌ عامّةٌ، يستطيع الآباء والأمّهات تحديد الأفضل من بينها لاحتياجات أطفالهم وأسلوب حياتهم. وهي كالتالي:  - الأطفال في عمر سنتين أو أقلّ: يوصى بتجنّب استخدام الهاتف تمامًا، باستثناء مكالمات الفيديو للتواصل مع العائلة.  - الأطفال بين 2 و5 سنوات: يمكن لهم استخدام الهاتف لمدّة ساعةٍ واحدةٍ يوميًّا، مع التركيز على أن يكون المحتوى الذي يشاهدونه على الهاتف تعليميًّا وليس ترفيهيًّا، وأن يشارك أولياء الأمور المشاهدة، لضمان فهم أطفالهم المحتوى المعروض.  - الأطفال من 6 سنوات فأكثر: يمكنهم استخدام الهاتف لمدّةٍ تتراوح بين ساعةٍ إلى ساعتين يوميًّا، بما يشمل الألعاب، مع ضرورة تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الأخرى، مثل القراءة والرياضة، لتوفير التوازن. يُستثنى من هذا الوقت المهام الدراسيّة التي تنجز باستخدام الأجهزة اللوحيّة، مثل التابلت. الهدف النهائيّ بناءُ روتينٍ متوازنٍ، يضمن أنّ وقت استخدام الطفل لشاشة الهاتف لا يؤثّر في نومه، أو نشاطه البدنيّ، أو تفاعله الاجتماعيّ.     ما العمر المناسب للهاتف؟  لا يوجد عمرٌ مناسبٌ لجميع الأطفال لبدء استخدام الهاتف، ولكن يوصي الكثير من الخبراء بالانتظار حتّى وصول الطفل إلى عمرٍ ما بين 12 إلى 14 سنةً، ليحصل على هاتفه الشخصيّ، استنادًا إلى مستوى وعي الطفل واحتياجاته. العنصر الأهمّ هو الحاجة الحقيقيّة إلى الهاتف. إذا كانت الأسرة ترغب في الاطمئنان على الطفل بشكلٍ متكرّرٍ، يمكنه استخدام هاتفٍ عاديٍّ، يقوم بوظيفة الاتّصال الأساسيّة، بدلًا من هاتفٍ ذكيٍّ يتحوّل إلى وسيلةٍ تسبّب الإدمان للطفل.     هل يسبّب الجوال عصبيّة الأطفال؟  أظهرت العديد من الدراسات أنّ الإفراط في استخدام الموبايل، خصوصًا لتصفّح وسائل التواصل الاجتماعيّ، وممارسة الألعاب الإلكترونيّة، يمكن أن يؤدّي إلى زيادة مستويات القلق والتوتّر لدى الأطفال. يعود هذا إلى أسبابٍ مختلفةٍ، منها:  - المقارنة الاجتماعيّة: غالبًا ما تؤدّي وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى المقارنات، ما يجعل الأطفال يشعرون أنّهم بحاجةٍ إلى مواكبة أقرانهم أو المؤثّرين، في الألعاب، والملابس، والأنشطة، وغيرها، الأمر الذي قد يسبّب لهم التوتّر، وتدنّي احترام الذات.  - اضطرابات النوم: قد يعاني الأطفال الذين يستخدمون الهواتف حتّى وقتٍ متأخّرٍ من الليل، دورات نومٍ متقطّعةٍ، ما قد يسبّب زيادةً في ردود أفعالهم العنيفة.  - التعرّض إلى المعلومات الزائدة: قد يشعر الأطفال بحالةٍ من التحفيز المستمرّ، بسبب التعرّض إلى الكثير من المعلومات والرسائل والإشعارات، ما يجعلهم يعانون الإرهاق وضعف التحصيل الدراسيّ.    يمكن أن يساعد الحدّ من استخدام الهاتف، ومراقبة التطبيقات أو المحتوى الذي يتفاعل معه الأطفال، في تقليل هذه العوامل المسبّبة للتوتر.    كيف أخلّص ابني من إدمان الهاتف؟  يمكنك القيام بالعديد من الأمور لمساعدة طفلك في كسر إدمانه على استخدام الهاتف. على سبيل المثال:  -تخصيص وقتٍ خالٍ من الهاتف: كما ذكرنا آنفًا، فالأطفال يقلّدون آباءهم وأمّهاتهم، لذا، إذا كنت تريد لطفلك أن يقلّل استخدام الهاتف، فيمكن تخصيص ساعةٍ يوميًّا تقوم فيها الأسرة بأكملها بإيقاف تشغيل هواتفها، وممارسة نشاطٍ ممتعٍ معًا، ما يريح الطفل من الهاتف، ويقوّي الروابط العائليّة في الوقت نفسه.  -تحويل الأمر إلى تحدٍّ: يمكن تحويل وقت الابتعاد عن الهاتف إلى تحدٍّ مع تقديم حافز. بمعنى أن تطلب من طفلك عدم استخدام الهاتف لمدّةٍ أطول - مثل يومٍ كاملٍ - وتقديم مكافأةٍ له عند الالتزام.  -تصميم منطقةٍ خاليةٍ من الهاتف في المنزل: ساعد طفلك في تخصيص منطقةٍ خاليةٍ من الأجهزة الإلكترونيّة في غرفته، أو أيّ جزءٍ آخر من المنزل، لا يسمح فيه باستخدام أيّ جهازٍ إلكترونيّ. يمكن أن تحتوي المنطقة على أيّ عنصرٍ يعزّز الاسترخاء والإبداع، ما يجعل الابتعاد عن الهاتف ممتعًا ومنعشًا.  -خطّط لقضاء عطلة نهاية أسبوعٍ في الهواء الطلق: احرص على تخطيط يومٍ عائليٍّ في الهواء الطلق، للانفصال التامّ عن الموبايل، مثل الذهاب في نزهةٍ في مكانٍ طبيعيٍّ، إذ يساعد الهواء النقيّ والنشاط البدنيّ على الاسترخاء، وعدم إحساس الطفل بالحاجة إلى الهاتف.    ***  يمكن القول إنّ أفضل بدائل الهواتف المحمولة للأطفال هي الأجهزة التي توفّر تجارب تعليميّةً ممتعةً، وتحدّ من التعرّض إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مثل الأجهزة اللوحيّة المزوّدة بتطبيقاتٍ تعليميّةٍ وأجهزة قراءةٍ إلكترونيّةٍ، تعزّز من الإقبال على القراءة.  في نهاية المطاف، يتمثّل الهدف في إعطاء الأطفال الأدوات التي تمكّنهم من الاستكشاف والتعلّم والنموّ، وتعزّز استخدامًا متوازنًا للتكنولوجيا، يحقّق لهم الفائدة بعيدًا عن المخاوف المرتبطة بالهواتف الذكية. سواء كان طفلك يبني روبوتًا، أو يقرأ كتابًا إلكترونيًّا، أو يحلّ الألغاز باستخدام وحدات ألعابٍ تعليميّةٍ، فإنّ هذه البدائل يمكن أن تخلق بيئةً رقميّةً آمنةً وغنيةً لتطوير العقول الشابّة.    المراجع   https://www.hindustantimes.com/lifestyle/relationships/5-interesting-activities-to-help-your-child-get-over-smartphone-addiction-101689149537410.html  https://www.natgeokids.com/uk/parents/screen-time-for-kids/  https://findmykids.org/blog/en/what-to-give-your-child-instead-of-a-smartphone  https://infokids.com.au/12-alternative-activities-to-keep-child-busy-other-than-watching-tv/ 

كيف تعرف أنّ طفلك يعاني اضطراب الشخصيّة الحدّيّة؟

من الطبيعيّ أن يحرص الوالدان على حماية أطفالهما، والبحث دائمًا عن علامات الضيق، أو التغيّرات السلوكيّة التي قد تشير إلى صراعاتٍ عاطفيّةٍ عميقةٍ؛ فكيف إذا تعلّق الأمر بأحد أكثر حالات الصحّة العقليّة تحدّيًا، وهو اضطراب الشخصيّة الحدّيّة (BPD). غالبًا ما يرتبط اضطراب الشخصيّة الحدّيّة بتقلّباتٍ مزاجيّةٍ شديدةٍ، واستجاباتٍ عاطفيّةٍ قويّةٍ، وعلاقاتٍ مضطربةٍ، وقد يكون من الصعب تشخيصه، خصوصًا عند الأطفال والمراهقين. في هذه المقالة، سنستكشف أعراض اضطراب الشخصيّة الحدّيّة، وآثاره النفسيّة في الأطفال، وخيارات العلاج المتاحة، لمساعدتهم على التأقلم في نهاية المطاف.    ما اضطراب الشخصيّة الحدّيّة؟  اضطراب الشخصيّة الحدّيّة حالةٌ صحّيّةٌ عقليّةٌ حادّةٌ، تجعل الفرد يعاني مشاكل في التحكّم في عواطفه وانفعالاته تجاه نفسه والآخرين. تخلق هذه الحالة في كثيرٍ من الأحيان صعوبةً في الحفاظ على علاقاتٍ متوازنةٍ طويلة الأمد، مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمحيطين.  غالبًا ما يخشى الأشخاص المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة الهجران، ويعانون تقلّباتٍ مزاجيّةً تجعلهم يتصرّفون باندفاعٍ، ما يتسبّب في حدوث صراعاتٍ متتاليةٍ في علاقاتهم. كما يفتقر المصابون بهذا الاضطراب إلى الشعور الواضح بالهويّة، ويغيّرون توجّهاتهم وآراءهم بشكلٍ متكرّرٍ، سواء في تفكيرهم أو في سلوكيّاتهم.  يُظهر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة نشاطًا متزايدًا في الجهاز الحوفيّ، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن استجاباتنا السلوكيّة والعاطفيّة، لا سيّما تلك المتعلّقة بالسلوكيّات التي نحتاج إليها للبقاء، مثل التغذية والتكاثر، والاستجابة للقتال أو الهروب، أو ما يسمّى بعمليّة الكرّ والفرّ.  على الرغم من أنّ اضطراب الشخصيّة الحدّيّة حالةٌ خطيرةٌ، تستمرّ مدى الحياة، إلّا أنّ السنوات الأخيرة شهدت تطوّرًا كبيرًا في خيارات علاجه، فبات يمكن للأطفال والمراهقين بحصولهم على الدعم المناسب، تعلّم إدارة أعراضه بشكلٍ فعّال.    أعراض اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال والمراهقين  من الصعب فهم علامات اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال والمراهقين إلى حدٍّ ما، إذ من السهل الخلط بينها وبين السلوكيّات النموذجيّة للمراهقين. ومع ذلك، فإنّ أعراضه عادةً ما تكون أكثر شدّةً وديمومةً، وتؤثّر في كلّ جانبٍ تقريبًا من جوانب حياة الطفل. في الآتي بعض الأعراض الرئيسة التي يجب الانتباه إليها:  تقلّبات مزاجيّة شديدة  غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة تقلّباتٍ مزاجيّةً سريعةً وشديدة. فقد ينتقلون من الشعور بالسعادة إلى الاكتئاب الشديد في غضون ساعاتٍ، والذي غالبًا ما يترافق مع الغضب. قد لا تتناسب هذه التقلّبات المزاجيّة مع الموقف، وتكون أكثر حدّةً ممّا قد يصدر عن الطفل النموذجيّ أو السليم.  الخوف من الهجر  يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة خوفًا شديدًا من الهجر. وقد يصبحون متملّكين، أو معتمدين بشكلٍ مفرطٍ على أحبّائهم، وغالبًا ما يعتقدون أنّ أحبّاءهم سيتركونهم. قد يؤدّي هذا الخوف إلى سلوكيّاتٍ يائسةٍ، مثل المكالمات المتكرّرة، أو الرسائل النصّيّة، للتحقّق من مكان وجود شخصٍ ما، أو توجيه اتّهاماتٍ غير عقلانيّةٍ بالخيانة أو الرفض.  العلاقات غير المستقرّة  غالبًا ما يكون لدى الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة علاقاتٌ كثيرةٌ، لكن غير مستقرّة. تجدهم تارةً يمجّدون شخصًا ما، وتارةً أخرى يشعرون تجاهه بالكراهية الشديدة أو خيبة الأمل. يمكن أن يؤدّي هذا التفكير الذي يمكن تشبيهه "بالأبيض والأسود"، أو "الكلّ أو لا شيء"، إلى صراعاتٍ مع أفراد الأسرة والأصدقاء وزملاء المدرسة، ما يسبّب الشعور بالوحدة والعزلة.  السلوكيّات الاندفاعيّة  الاندفاعيّة هي السمة المميّزة لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة. قد يتورّط الأطفال أو المراهقون في سلوكيّاتٍ محفوفةٍ بالمخاطر، مثل إيذاء النفس، أو الإفراط في تناول الطعام، أو تعاطي المخدّرات، أو القيادة المتهوّرة، في محاولةٍ للتخفيف من المشاعر الشديدة، أو التعامل مع مشاعر انخفاض احترام الذات.  صورة ذاتيّة غير مستقرّة  قد يعاني الطفل المصاب باضطراب الشخصيّة الحدّيّة صورةً ذاتيّةً مشوّهةً أو غير واضحةٍ، وغالبًا ما يعاني مشاعر فقدان قيمته الشخصيّة، أو الشعور بالذنب أو الخجل غير المبرّرين. قد يواجهون أيضًا صعوبةً في فهم أنفسهم وقيمهم، ما يؤدّي إلى تغييراتٍ متكرّرةٍ في الأهداف والاهتمامات والتطلّعات.  اضطراب العواطف  يعدّ اضطراب التنظيم العاطفيّ أحد الأعراض الواضحة لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة، إذ يعاني الطفل المصاب بهذا الاضطراب مشاعر ذات شدّةٍ غير اعتياديّةٍ، حتّى أنّ الأحداث البسيطة يمكن أن تؤدّي إلى حزنٍ شديدٍ، أو غضبٍ، أو خجل. لا تقتصر هذه المشاعر على كونها أكثر حدّةً، بل غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلًا لتهدأ.  سلوك إيذاء النفس والأفكار الانتحاريّة  يعتبر سلوك إيذاء النفس، بما في ذلك القطع أو الحرق أو الخدش، شائعًا بين المراهقين المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة. غالبًا ما تكون هذه الأفعال محاولاتٍ للتعامل مع مشاعر مثل الألم، أو الفراغ، أو الشعور بالذنب، ويتطلّب هذا الجانب من الاضطراب مراقبةً دقيقةً ودعمًا متخصّصًا.    التأثيرات النفسيّة لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة في الأطفال  لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة أبعادٌ مختلفةٌ، وقد يكون ذا تأثيرٍ عميقٍ في نفسيّة الطفل. فالعيش مع هذا الاضطراب يعني تجربة مشاعر مكثّفةٍ وفوضويّةٍ خارجةٍ عن السيطرة، غالبًا ما تجعل الطفل يشعر أنّه "أصعب ممّا يستطيع الآخرون التعامل معه". قد يؤدّي هذا إلى مشاعر مزعجةٍ بسبب الوحدة والرفض، فيشعر الطفل أنّه غير مفهومٍ أو غير محبوبٍ، ما يزيد من مخاوف الهجران لديه، ويضخّم مشاعره السلبيّة عمومًا.  في حين أنّ الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة يعانون نقص احترام الذات، والذي يؤدّي بدوره إلى عدم الاستقرار في علاقاتهم وصورتهم الذاتيّة، فإنّ هذه المشاعر المضطربة تخلق حلقةً مفرغةً ومؤلمةً، لذلك نجدهم يتصرّفون بشكلٍ غير طبيعيٍّ أو متهوّرٍ، بسبب شعورهم بعدم الحبّ أو عدم الجدارة، والغربة حتّى أثناء وجودهم وسط أحبّائهم.    تشخيص اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال  يعدّ تشخيص اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال والمراهقين معقّدًا بعض الشيء، إذ يتشارك العديد من الأعراض مع اضطراباتٍ أخرى، مثل الاكتئاب، والاضطراب ثنائيّ القطب، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). الحقيقة أنّ المتخصّصين في الصحّة العقليّة حذرون جدًّا بشأن تشخيص اضطراب الشخصيّة الحدّيّة قبل سنّ الرشد، لأنّ سمات شخصيّة الطفل أو المراهق لا تزال في طور النموّ. ومع ذلك، عندما تكون الأعراض شديدةً ومستمرّةً، ومتداخلةً مع الحياة اليوميّة، يكون من المفيد التعمّق في التشخيص مع المختصّ.    كيف تساعد في علاج اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند طفلك  من أصعب المواقف التي قد تمرّ فيها كونك أحد الوالدين، مشاهدة ابنك يتخبّط بين مشاعر شديدةٍ وسلوكيّاتٍ اندفاعيّةٍ لا يجد منها مفرًّا. قد تشعر بالعجز، أو الإحباط، أو حتّى الخوف، لكن ضع في حسبانك دائمًا أنّ اضطراب الشخصيّة الحدّيّة ليس انعكاسًا لشخصيّة طفلك، بل هو حالةٌ مرضيّةٌ سيتمكّن من التغلّب عليها بمساعدتك وتفهّمك لحالته. إليك بعض الطرق للمساعدة:  استيعاب حقيقة مشاعره  ليس مطلوبًا منك أن تفهم المشاعر التي يمرّ فيها طفلك تمامًا، لكن سيكفيه أن "تتفهّمها"، وتعرف أنّه لا يملك خيار التحكّم بها، فهذا سيولّد لديه الشعور بالأمان. لذلك تجنّب عباراتٍ مثل "أنت تبالغ"، أو "اهدأ فقط". بدلًا من ذلك، حاول أن تقول: "أتفهّم أنّ ما تشعر به صعبٌ عليك".  تشجيع الروتين  يساعد وجود جدولٍ يوميٍّ لنشاطات وأوقات الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة، في التنبّؤ بأحداث يومهم القادمة، ما يمدّهم بمزيدٍ من الإحساس بالأمان. يمنح الروتين اليوميّ شعورًا بالاستقرار والثبات، وهما أكثر شعورين يفتقد إليهما المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة.  ممارسة الصبر والرحمة  التعافي من اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عمليّةٌ تدريجيّةٌ، قد يرتكب طفلك أخطاءً ويواجه صعوباتٍ على طول الطريق. لذلك من المهمّ أن تظهر الصبر والتعاطف، وتطمئنه أنّه ليس وحيدًا، وأنّه محبوبٌ بغضّ النظر عن سلوكيّاته والتحدّيات التي يواجهها، وأنّك تحبّه حبًّا غير مشروط.    ***  اضطراب الشخصيّة الحدّيّة حالةٌ معقّدةٌ وصعبةٌ، لكن مع دعم الأهل المناسب، يمكن للأطفال والمراهقين تعلّم إدارة أعراض هذه الحالة، وبناء حياةٍ مُرضية. إذا كنت تشكّ في أنّ طفلك قد يكون مصابًا باضطراب الشخصيّة الحدّيّة، فإنّ طلب المساعدة المهنيّة من مختصٍّ خطوةٌ أولى مهمّة. تذكّر أنّ العلاج يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، ومع الوقت والصبر والتعاطف، تمكنك مساعدة طفلك في الانتقال إلى مسارٍ أكثر استقرارًا وقبولًا للذات.    المراجع   https://www.healthline.com/health/understanding-personality-disorders-in-children#treatment\  https://goodhealthpsych.com/blog/recognizing-the-early-signs-of-bpd-in-children-what-parents-should-know/  https://helpingminds.org.au/supporting-child-with-borderline-personality-disorder/   

تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ: أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ

يكتسب الأطفال الذين يحظون بتعزيز الشخصيّة والتطوير الذاتيّ العديد من العادات المميّزة التي تُعزِّز الثقة بالنفس، سواء أكان ذلك على المدى القصير في مرحلة الطفولة والمدرسة، أم على المدى البعيد في مرحلة الجامعة أو دخول سوق العمل.    أهمّيّة تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال  يؤدّي تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ دورًا حاسمًا في تشكيل نجاحهم ورفاهيّتهم في المستقبل، حيث يكتسب الأطفال مجموعة من المهارات والسمات، بما في ذلك الثقة بالنفس، وقدرات التواصل، والذكاء العاطفيّ، والمرونة، وصفات القيادة.    فوائد تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ - تحسين الثقة بالنفس والتعبير عن الذات.  - تعزيز مهارات الاتّصال والمهارات الشخصيّة.  - حلّ المشكلات بطريقة أفضل. - زيادة المرونة والقدرة على التكيّف.  - تعزيز القدرات القياديّة ومهارات العمل الجماعيّ.  - الصحّة النفسيّة.  - ​​تنمية التعاطف والشعور بالمحيطين.​​​    علامات تدنّي الثقة بالنفس عند الأطفال​  في ما يلي بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى انخفاض ثقة الأطفال بأنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار استشارة المختصّين للحصول على تشخيص دقيق للطفل:​​  ​​​1. الحديث السلبيّ عن الذات​​  غالبًا ما تشيع بعض العبارات عند الأطفال ذوي الثقة المنخفضة بأنفسهم، مثل: "أنا غبيّ"، أو "لا يمكنني فعل أيّ شيء بالطريقة الصحيحة"، أو "لا أحد يحبّني".​​  ​​​2. تجنّب التحدّيات​​  قد يتجنّب الطفل الذي يعاني ثقة متدنّية بذاته، تجربة أشياء جديدة أو مواجهة التحدّيات، خوفًا من الفشل والإحراج.​​  ​​​3. الهرب بسهولة​​  عندما يواجهون صعوبات، يسارعون إلى الاستسلام والابتعاد، بدلًا من الاستمرار في مواجهة التحدّي.​​ ​​​4. الحساسيّة للنقد​​  يأخذ الأطفال الذين يعانون ثقة متدنّية بالذات، النقد البنّاء على محمل شخصيّ للغاية، ويجدون صعوبة في قبول التعليقات.​​  ​​​5. الانسحاب الاجتماعيّ قد ينسحبون من المواقف الاجتماعيّة ويجدون صعوبة في تكوين صداقات.​​  ​​​6. عدم وجود مبادرة​​  قد يكون التردّد في أخذ زمام المبادرة أو التطوّع من علامات تدنّي الثقة بالنفس، ويفضّل هؤلاء الأطفال البقاء في الخلفيّة.​​  ​​​7. الكمال​​  قد يضعون معايير عالية لأنفسهم، وينزعجون من الأخطاء الصغيرة.​​  ​​​8. إلقاء اللوم على الآخرين​​  عندما يفشل الأطفال ذوو الثقة المتدنّية بالنفس، يميلون إلى إلقاء اللوم على العوامل الخارجيّة، بدلًا من تحمّل المسؤوليّة.​​  ​​​9. انخفاض الأداء​​  قد ينخفض أداؤهم الأكاديميّ أو اللامنهجيّ مع تضاؤل ثقتهم بأنفسهم.   أفضل طرق تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتحفيزهم الشخصيّ لتعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ، يمكن للوالدين استخدام العديد من الاستراتيجيّات الفعّالة، حيث تركِّز هذه الاستراتيجيّات على تهيئة بيئة داعمة، وتشجيع الطفل على الاستقلال، والاحتفاء بالإنجازات. في ما يلي بعض أفضل الطرق لتحقيق ذلك:  1. تشجيع الطفل على اكتشاف الذات  يمكن تعليم الطفل كيفيّة اكتشاف ذاته بمشاركته الأحداث والأخطاء الشخصيّة، لجعله يشعر بالثقة وعدم اهتزازها عند تصرّفه تصرّفًا خاطئًا. وتساعدهم هذه العادة على فهم أنّ كلّ شخص يرتكب الأخطاء. كما يبني هذا التصرّف علاقة أبويّة قويّة.    2. الحفاظ على علاقة متوازنة وصحّيّة  الحفاظ على توازن العلاقة مع الطفل بين الجدّ والمُزاح، لتجنّب إرهاق الطفل والحفاظ على مستوى ثقة صحّيّ بينه ووالديه. قد يؤدِّي دفع الأطفال بقوّة نحو أمرٍ ما إلى انخفاض ثقتهم بأنفسهم.    3. التحدّث عن اهتمامات الطفل  تحدّث إلى طفلك عن اهتماماته الحقيقيّة قبل تسجيله في الأنشطة. هذا يسمح له بالسيطرة على جدوله الزمنيّ، والقيام بما يحلو له حقًا؛ ممّا يعزِّز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ.    4. الانتباه إلى مكان التواصل مع الطفل  يمكن أن يؤدّي توبيخ الأطفال في الأماكن العامّة إلى شعورهم بالعار. بدلًا من ذلك، يُنصح الوالدون بمعالجة القضايا مع أطفالهم معالجة شخصيّة، وفي مكان خاصّ.   5. تعويد الطفل على أخذ زمام المبادرة  دع طفلك يأخذ زمام المبادرة في القرارات والمهمّات الصغيرة، حيث يعزِّز ذلك الاستقلاليّة والثقة بالنفس منذ سنّ مبكرة.    6. تفهّم الأخطاء والتعلّم منها  من أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ تفهّم الأخطاء وجعل الأطفال يتعلّمون منها. يساعدهم ذلك على تطوير إيجاد الحلول والثقة بقدراتهم.    7. الاحتفاء بالجهود والنجاح  الاعتراف بجهود الطفل ونجاحاته والاحتفاء بها يغرس الثقة بالنفس واحترام الذات العالي، ويمنح الطفل الحافز لمتابعة الأهداف.    8. التعامل مع الأخطاء على أنّها فرص للنموّ  اعتبار الأخطاء فرصًا للنموّ والتعلّم يساعد الأطفال على النموّ والتطوّر، ويجعلهم يثقون أكثر بقدراتهم.   9. توفير الفرص للقيادة والمسؤوليّة  يُنصح الوالدان بمنح الأطفال فرصًا لتولّي الأدوار والمسؤوليّات القياديّة، حيث يساعدهم ذلك على تطوير مهارات صنع القرار وحلّ المشكلات والتواصل؛ ممّا يعزِّز ثقتهم بأنفسهم.    10. دعم احترام الذات والتفاؤل  يساعد الوالدان الأطفال على تطوير صورة ذاتيّة إيجابيّة عن أنفسهم، بالتركيز على نقاط قوّتهم وإنجازاتهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على الإيمان بقدراتهم والاحتفال بنجاحاتهم.    11. تشجيع الاستقلال والاعتماد على الذات  منح الأطفال فرصة اتّخاذ القرارات وتحمّل مسؤوليّة أفعالهم يعزِّز الشعور بالتمكين والاستقلاليّة.    * * * أخيرًا، يجب على الوالدين الانتباه إلى أنماط مستمرّة من السلوكات المذكورة أعلاه، حيث يظهِر جميع الأطفال بعض هذه العلامات من حين إلى آخر. وقد يشير العرض المتّسق طويل الأمد إلى مشكلة أعمق تتعلّق بالثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ، والتي تجب معالجتها باستشارة المختصّين.    المراجع  https://sydneyinstitute.edu.au/importance-of-personal-development-in-students-life/  https://www.podareducation.org/blog-5-tips-for-parents-to-boost-their-kids-self-confidence  https://beyou.edu.au/fact-sheets/social-and-emotional-learning/building-confidence-in-children  https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/Pages/Signs-of-Low-Self-Esteem.aspx  https://www.greatschools.org/gk/articles/low-self-esteem-in-children/ 

مشكلات الأطفال السلوكيّة: الأسباب وطرق العلاج

قد يُظهر جميع الأطفال سلوكيّاتٍ يمكن وصفها بالشقاوة أو التمرّد أو الاندفاع من وقتٍ إلى آخر، وهو أمرٌ طبيعيٌّ تمامًا. لكن عندما يزداد معدّل هذه السلوكيّات، أو عندما تتحوّل إلى نمطٍ ثابتٍ، فإنّ هذا يعني الدخول في مرحلة مشكلات الأطفال السلوكيّة. يعدّ اضطراب التحدّي المعارض (ODD)، واضطراب السلوك (CD)، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، من أكثر اضطرابات السلوك المشاغب شيوعًا. تشترك هذه الاضطرابات في بعض الأعراض، لذلك قد يكون التشخيص صعبًا، ويستغرق وقتًا طويلًا. كما قد يعاني الطفل اضطرابَين في الوقت نفسه. ويعدّ تحديد هذه المشكلات ومعالجتها في وقتٍ مبكّرٍ من أهمّ عوامل رفاهيّة الطفل على المدى الطويل، وتحسين نوعيّة حياة الأسرة.  في هذا المقال سنستعرض أسباب مشكلات الأطفال السلوكيّة، وأنواعها، وطرق علاجها.    أسباب مشكلات الأطفال السلوكيّة  غالبًا ما تحدث مشكلات الأطفال السلوكيّة نتيجة تفاعلٍ معقّدٍ بين عوامل بيولوجيّةٍ، ونفسيّةٍ، وبيئيّة. لذا يجب تحديد الأسباب الكامنة بدقّةٍ، لتوصيف طرق العلاج الناجحة. من هذه الأسباب:    العوامل البيولوجيّة  تعود العديد من المشكلات السلوكيّة إلى الوراثة وكيمياء الدماغ وبنيته، إذ قد يولد بعض الأطفال بسماتٍ وراثيّةٍ معيّنةٍ، أو حالاتٍ عصبيّةٍ، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو اضطراب طيف التوحّد، والتي تؤثّر في قدرتهم على التعامل مع المعلومات وإدارة مشاعرهم. كما يمكن أن تسهم اختلالات التوازن الكيميائيّ، مثل انخفاض مستويات السيروتونين، في اضطرابات المزاج التي قد تظهر في صورة مشكلاتٍ سلوكيّة.    البيئة الأسريّة  تؤثّر البيئة الأسريّة بشكلٍ كبيرٍ في سلوك الأطفال، فيمكن أن يؤدّي اضطراب العلاقة بين الوالدين، أو البيئة المنزليّة غير المستقرّة بشكلٍ عامٍّ، إلى شعور الطفل بالخوف والارتباك، والذي قد يتجلّى في شكل سلوكيّاتٍ ضارّة.    الصدمة أو خسارة شخص عزيز  يحمل الأطفال حساسيّةً شديدةً للأحداث المؤلمة، ويمكن أن يترك موت أحد الأحبّاء، أو انفصال الوالدين، أو التعرّض للتنمّر أو الإساءة، ندوبًا عاطفيّةً عميقةً لديهم. في الغالب تؤدّي الصدمة إلى تغييراتٍ سلوكيّةٍ، بسبب عدم قدرة الأطفال على التعامل بشكلٍ سليمٍ مع هذه التجارب. كما قد يعبّرون في بعض الحالات عن افتقارهم إلى المفردات العاطفيّة للتعبير عن مشاعرهم، في شكل سلوكيّاتٍ غير مستحبّة.    التأثيرات الاجتماعيّة وضغوط الأقران  يميل الأطفال إلى تقليد سلوكيّات أصدقائهم وزملائهم في المدرسة، وتصدر عنهم سلوكيّاتٌ سلبيّةٌ للتأقلم، أو الشعور بالقبول بين أقرانهم الذين يتصرّفون بهذه الطريقة. كما يمكن أن يسهم رفض الأقران، أو التعرّض إلى التنمّر، في حدوث مشكلات الأطفال السلوكيّة، إذ قد يلجؤون إلى التصرّف بعدوانيّةٍ، أو إلى العزلة، أو إلى القيام بأفعالٍ لجذب اهتمام الآخرين.     التحدّيات الأكاديميّة والتعليميّة  يمكن أن تؤدّي معاناة الطفل صعوباتٍ في التعلّم إلى الإحباط، ونقص احترام الذات. فعندما تتحوّل المدرسة إلى مصدرٍ للمشاعر السلبيّة لدى الأطفال، قد يجعلهم هذا يتصرّفون بوقاحةٍ، أو يحاولون التقوقع للتعامل مع مشاعر الفشل. أي إنّ المشكلات السلوكيّة قد تكون وسيلةً لإخفاء صعوبات التعلّم، والتي قد لا يفهمها الطفل تمامًا، أو لا يعرف كيف يعبّر عنها.     أنواع المشاكل السلوكيّة  تتضمّن مشكلات الأطفال السلوكيّة الشائعة ما يلي:  - اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: تنتج عن هذا الاضطراب صعوبةٌ في التركيز لدى الأطفال. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنّه اضطرابٌ يرتبط بسلوك الأطفال بشكلٍ مباشرٍ، فيكونون أكثر اندفاعًا من أقرانهم، وقد يتجاهلون ما يقوله الوالدان، أو يثورون أو يصابون بنوبة غضبٍ، أو يقومون بعكس ما يُطلب إليهم. لذا فإنّ أمورًا بسيطةً، مثل إنجاز الفروض المنزليّة، والذهاب إلى الفراش، وارتداء الملابس، وتناول الطعام، قد تكون محلّ شجارٍ.  - اضطراب التحدّي المعارض: من أكثر الاضطرابات انتشارًا لدى الأطفال تحت عمر 12 سنةً. يتضمّن هذا الاضطراب بعض السلوكيّات الدالّة عليه، مثل سرعة الانفعال، وتكرّر نوبات الغضب، والجدال الدائم مع البالغين، وخصوصًا البالغين الأكثر قربًا منهم، مثل الوالدين، ورفض الالتزام بأيّ قواعد، فيبدو الطفل كما لو أنّه يحاول عمدًا إزعاج الآخرين، أو استفزازهم.  - اضطراب السلوك: يعانيه الكثير من الأطفال، ويعدّ أكثر حدّةً من اضطراب التحدّي المعارض، وتتضمّن مؤشّراته الرفض المتكرّر لطاعة الوالدين والشخصيّات ذات السلطة، والسلوك العدوانيّ، والكذب، والسرقة، والميل إلى التدخين، وتعاطي المخدّرات في عمرٍ مبكّر.  -اضطرابات القلق: قد نخلط بين أعراض القلق والخجل لدى الأطفال، لكنّ المصابين منهم باضطراب القلق يتصرّفون بشكلٍ غير طبيعيٍّ، عندما يكونون في مواقف تثير قلقهم. فقد يثورون، أو يصابون بنوبة غضبٍ، في محاولةٍ للهروب من هذه المواقف، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسديّ على الآخرين.  -اضطراب طيف التوحّد: غالبًا ما يعتمد الأطفال المصابون بالتوحّد على روتينٍ ثابتٍ يشعرهم بالراحة، وأيّ تغييرٍ غير متوقّعٍ يمكن أن يثيرهم، فهم يفتقرون إلى مهارات اللغة والتواصل للتعبير عن حاجاتهم. من الضروريّ أن نتذكّر أنّ بعض مشكلات الأطفال السلوكيّة، يمكن أن تنجم عن أسبابٍ طبّيّةٍ لم يتمّ التعرّف إليها، والتي قد تشمل الارتجاع المريئيّ، والإمساك، والحساسيّة، والتهابات الأذن، وحتّى الكسور. يتصرّف الأطفال عمومًا بشكلٍ سلبيٍّ عندما لا يشعرون أنّهم على ما يرام، وقد ينفجر الأطفال المصابون بالتوحّد لأنّهم يعانون الألم، ولا يعرفون كيف يعبّرون عنه أو يوقفونه.  يعدّ فهم الفئة التي تنتمي إليها المشكلة السلوكيّة أمرًا بالغ الأهمّيّة، لاختيار طريقة العلاج الصحيحة.     طرق علاج مشكلات الأطفال السلوكيّة  بالرغم من أنّ المشكلات السلوكيّة تبدو صعبةً، ومن العسير معالجتها، إلّا أنّ هناك العديد من طرق العلاج الفعّالة للتعامل معها، علمًا أنّه قد يكون علاجًا متعدّد الأوجه، ويتضمّن مزج أكثر من طريقةٍ من الطرق التالية:   التدخّلات غير الدوائيّة  - العلاج السلوكيّ المعرفيّ: أسلوبٌ مثبت الفعاليّة في علاج الأطفال الذين يعانون القلق، والاكتئاب، والمشكلات السلوكيّة المرتبطة بالمزاج، يركّز على تحديد أنماط التفكير السلبيّة التي تنتج سلوكيّاتٍ غير مرغوبةٍ، وتغييرها. كما أنّه يزوّد الأطفال بآليّات تأقلمٍ للتعامل بشكلٍ أفضل مع المواقف التي تثير لديهم ردّ فعلٍ سلبيّ.  - العلاج باللعب: يمكن أن يكون وسيلةً فعّالةً للتعبير عن المشاعر لدى الأطفال الأصغر سنًّا. فمن خلال اللعب، يتمّ توجيه الأطفال للتعامل مع مشاعرهم الداخليّة، وتعلّم معالجة تجاربهم المختلفة داخل بيئةٍ داعمة.  - العلاج السلوكيّ: أسلوبٌ مفيدٌ لعلاج اضطراباتٍ مثل فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب التحدّي المعارض، فهو يتضمّن إعداد روتينٍ منظّمٍ، وتوقّعاتٍ واضحةً، ومكافآتٍ لتدعيم السلوك الإيجابيّ. كما يساعد العلاج السلوكيّ في تطوير الانضباط الذاتيّ لدى الأطفال، وتعلّم الاستجابات المناسبة للمواقف المختلفة.  - العلاج الأسريّ: يركّز هذا العلاج على تحسين التواصل وحلّ المشكلات داخل الأسرة، أي إنّه يتعلّق بفهم أفراد الأسرة للتحدّيات التي يواجهها الطفل، وتعلّمهم طرقًا فعّالةً للاستجابة إليها، الأمر الذي يخلق بيئةً أكثر دعمًا، ويقلّل من احتماليّة الشجارات وسوء الفهم.    الأدوية  في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مكمّلةً للعلاج، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام مثبّطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائيّة، لعلاج اضطرابات المزاج. ولكن يجب التعامل بحذرٍ مع الأدوية، والحرص على استخدامها تحت إشراف طبيبٍ مختصّ. جديرٌ بالذكر أنّ الأدوية غالبًا ما تكون أكثر فعاليّةً عند دمجها مع أشكالٍ أخرى من العلاج.    تدريب الوالدين ودعمهما  للأهل دورٌ كبيرٌ في تصحيح سلوك أطفالهم السلبيّ، فهناك برامج متخصّصةٌ وقيّمةٌ للغاية، تركّز على الانضباط والتواصل وبناء العلاقات، مثل برنامج الأبوّة الإيجابيّة (Triple P)، والعلاج بالتفاعل بين الوالدين والطفل (PCIT)، وهي أساليب منظّمةٌ، تمكّن الأب والأمّ من استخدام تقنيّاتٍ فعّالةٍ للتعامل مع السلوكيّات غير المرغوبة، وتعزيز السلوكيّات الإيجابيّة.     تعديلات نمط الحياة  يمكن أن تُحدث بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة فرقًا ملحوظًا في سلوك الطفل، مثل تحسين الاستقرار العقليّ، وتقليل الانفعال ونوبات الغضب، ومنها اتّباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ، وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة، والحصول على قدرٍ كافٍ من النوم. كما يمكن أن يساعد تقليل تعرّض الطفل للشاشات الإلكترونيّة، وتعزيز الأنشطة الخارجيّة، في حرق الطاقة الزائدة، وإدارة التوتّر بشكلٍ أفضل.     بناء المهارات الاجتماعيّة  يعدّ التدريب على المهارات الاجتماعيّة فعّالًا في مساعدة الأطفال الذين يعانون صعوباتٍ في إقامة علاقاتٍ مع الأقران، إذ يعلّمهم مهارات التواصل الفعّال والتعاطف. يجب أن تنقل هذه المهارات إلى الأطفال ضمن أنشطةٍ جماعيّةٍ، في بيئةٍ منظّمةٍ، ما قد يخفّف من بعض المشكلات السلوكيّة، الناشئة عن ضعف الثقة بالنفس، أو ضغوط الأقران.    ***  يمكن القول إنّ المشاكل السلوكيّة لدى الأطفال قد تكون معقّدةً ومتعدّدة الأوجه، وتتطلّب نهجًا شاملًا للعلاج. لذا فإنّ فهم الأسباب الجذريّة، وتنفيذ العلاجات المستهدفة، والحفاظ على بيئةٍ أسريّةٍ داعمةٍ ومُحبّةٍ، والتواجد في بيئةٍ مدرسيّةٍ إيجابيّةٍ، سيمكّن الأهل من مساعدة أطفالهم في إدارة سلوكيّاتهم، والازدهار في حياتهم الشخصيّة والاجتماعيّة.  بالصبر والتعاطف والموارد المناسبة، يمكن للأطفال الذين يعانون مشاكل سلوكيّةٍ، أن يتعلّموا التغلّب على تحدّياتهم، وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.    المراجع   https://www.webmd.com/parenting/types-of-behavioral-problems-in-children  https://childmind.org/article/common-causes-of-behavior-problems-in-kids/  https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/behavioural-disorders-in-children   

مراحل الطفولة وخصائصها: كيف أفهم احتياجات طفلي؟

تتّسم مرحلة الطفولة بتغيّراتٍ سريعةٍ في الجسم والعاطفة والإدراك. لذا، يمكن أن يساعد فهم خصائصها المحدّدة الأهل والمعلّمين ومقدّمي الرعاية، في تقديم الدعم والتوجيه المناسبين للطفل. يشكّل فهم مراحل النموّ والتطوّر المتغيّرة لدى طفلك أمرًا مركزيًّا في تربيته. فمع تقدّم الرضّع والأطفال عبر سلسلةٍ من مراحل النموّ، قد يواجهون تحدّياتٍ جسديّةً، أو عاطفيّةً شائعة. تستكشف هذه المقالة المراحل الأوّليّة من الطفولة - الرضاعة، والطفولة المبكّرة، والطفولة المتوسّطة، والمراهقة - مع تسليط الضوء على خصائصها الرئيسة، ومعالمها.    مراحل الطفولة وخصائصها  الطفولة (من الولادة إلى عمر السنتين)  هي المرحلة من الولادة إلى عمر السنتين تقريبًا. خلال هذه الفترة، يمرّ الأطفال بنموٍّ وتطوّرٍ جسديٍّ سريعٍ، يشكّل الأساس لتعلّمهم وسلوكهم في المستقبل.   خصائص مرحلة الطفولة  التطوّر البدنيّ: يتفاعل الأطفال حديثو الولادة خلال أشهرهم الأولى بشكلٍ فطريٍّ مع المحفّزات الخارجيّة، فيمكنهم تحريك رؤوسهم من جانبٍ إلى آخر، ورؤية الأشياء القريبة، والتعرّف إلى روائح معيّنة. يتضمّن هذا أيضًا البكاء أو الابتسام للتعبير عن احتياجاتهم. سيحرّك المولود رأسه أيضًا نحو يدك، كلّما قمت بمداعبة خدوده. كما ستشهد ابتساماتٍ جميلةً على وجهه بوصوله عمر 3 أشهر. قد يكون أيضًا على استعدادٍ للإمساك بأصابعك عندما تضعها على يديه. ينمو الأطفال بسرعةٍ، ويكتسبون السيطرة على أجسادهم، وينتقلون من ردود الفعل الأساسيّة، مثل الإمساك بالأشياء والضحك، إلى حركاتٍ أكثر تناسقًا، مثل الجلوس، والزحف، والمشي في نهاية المطاف.    التطوّر المعرفيّ: تتميّز هذه المرحلة بتطوّر الدماغ السريع، فيبدأ الأطفال خلالها في التعرّف إلى العالم بحواسّهم وأفعالهم، ويفهمون وجود الأشياء حولهم، وأنّها تستمرّ في الوجود حتّى عندما تكون خارج نطاق رؤيتهم. كما يبدؤون في التعرّف إلى الأنماط والوجوه.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: يعدّ الارتباط بمقدّمي الرعاية أمرًا بالغ الأهمّيّة في هذه المرحلة، إذ يبدأ الأطفال في التعبير عن مشاعر مثل الفرح، والخوف، والإحباط. تؤثّر جودة الارتباط مع مقدّمي الرعاية بشكلٍ كبيرٍ في شعورهم بالأمان والثقة بالعالم.    التطوّر اللغويّ: على الرغم من عدم إتقان الأطفال للغة بعد، إلّا أنّهم يتواصلون بالبكاء والهمهمة والمناغاة. في نهاية هذه المرحلة، يبدأ العديد من الأطفال في نطق كلماتهم الأولى، ما يمهّد الطريق لمزيدٍ من التواصل الأكثر تركيبًا.    الطفولة المبكّرة (من 2 إلى 6 سنوات)  تمتدّ مرحلة الطفولة المبكّرة من سنتين إلى ستّ سنواتٍ، وغالبًا ما يشار إليها بسنوات ما قبل المدرسة. تتميّز هذه المرحلة بتطوّر الاستقلاليّة والفضول، وتطوّر المهارات الأساسيّة في اللغة والتفاعل الاجتماعيّ.  خصائص مرحلة الطفولة المبكّرة  التطوّر البدنيّ: يستمرّ الأطفال في هذه المرحلة في النموّ، بمعدّلٍ أبطأ، ولكن أكثر ثباتًا، فيكتسبون سيطرةً أكبر على المهارات الحركيّة الإجماليّة، مثل الجري والقفز، والمهارات الحركيّة الدقيقة، مثل الرسم والقصّ بالمقصّ. كما تنمو أسنانهم المؤقّتة بشكلٍ كاملٍ، فيصبحون قادرين على تناول الطعام، ويزداد نموّ عظامهم، فيتغيّرون من أطفالٍ رُضّع، إلى أطفالٍ صغار.    التطوّر المعرفيّ: غالبًا ما توصف مرحلة الطفولة المبكّرة بأنّها "المرحلة ما قبل العمليّاتيّة"، حسب نظريّة بياجيه للتطوّر المعرفيّ. لاحظ بياجيه أنّ الأطفال يفتقرون إلى القدرة على التفكير التجريديّ، ولا يستطيعون التلاعب بالمعلومات. ومع ذلك يعتبر ازدهار الخيال والانخراط في اللعب الرمزيّ من سمات هذه المرحلة، إذ يسهمان في تنمية الإبداع والقدرة على حلّ المشكلات. وعلى الرغم من التطوّر المعرفيّ الملموس للطفل في هذه المرحلة، إلّا أنّه لا يزال غير قادرٍ على أداء المهامّ والعمليّات المعقّدة.    بمعنًى آخر، هذه هي المرحلة التي تبدأ فيها الأسئلة المفتوحة التي لا تنتهي، مثل: "لماذا؟"، و"من أين يأتي؟"، و"كيف ذلك؟". إنّها المرحلة التي ينمو فيها فضول الطفل بشكلٍ كبيرٍ، فيرغب في فهم كلّ شيء من حوله.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: تبدأ المهارات الاجتماعيّة ومهارات تنظيم الذات في التطوّر، فيبدأ الأطفال في فهم مجموعةٍ أوسع من المشاعر، والتعبير عنها. كما يتعلّمون التفاعل مع الأقران، وهو أمرٌ حيويٌّ للتعلّم الاجتماعيّ. يبدأ الأطفال أيضًا في فهم التعاطف، وتعلّم أساسيّات المشاركة والتعاون. لكنّ الخبر غير السارّ أنّ هذه المرحلة هي بداية ظهور صفاتٍ لدى الطفل، مثل العناد والعصيان، وفترة ظهور الفروقات الفرديّة بين الإناث والذكور. فنجد أنّ الإناث أصبحن عنيداتٍ، بينما يصبح الذكور أكثر تخريبًا. كما أنّ صفتَيّ العصبيّة والغضب تظهران أيضًا في هذه المرحلة.    تطوّر اللغة: تتوسّع المفردات بسرعةٍ خلال هذه الفترة، ويبدأ الأطفال في تكوين جملٍ كاملة. كما يطوّرون مهارات القواعد الأساسيّة، على الرغم من أنّ كلامهم غالبًا ما يتضمّن أخطاءً جذّابةً، وتعميم القواعد بشكلٍ مفرطٍ، مثل التذكير دائمًا، أو التأنيث دائمًا.    الطفولة المتوسّطة (من 6 إلى 12 سنة)  تغطّي الطفولة المتوسّطة الأعمار من 6 إلى 12 سنةً، وتتوافق مع سنوات الدراسة الابتدائيّة. تتميّز هذه المرحلة بنموٍّ كبيرٍ في القدرات المعرفيّة، وزيادة الاستقلاليّة، وتأسيس حياةٍ اجتماعيّةٍ أكثر تنظيمًا.  خصائص مرحلة الطفولة المتوسّطة  التطوّر البدنيّ: يستمرّ النموّ في الطول والوزن، ولكنّه يكون أبطأ ممّا كان عليه في المراحل السابقة. تصبح النسب الجسديّة للطفل مشابهةً لخصائص الكبار، فمثلًا تصبح الأطراف طويلةً، ويزداد النموّ في العضلات، ما يسمح للأطفال بالمشاركة في أنشطةٍ بدنيّةٍ ورياضيّةٍ أكثر تعقيدًا.    التطوّر المعرفيّ: يحدّد بياجيه هذه المرحلة بأنّها "مرحلة العمليّات الملموسة"، والتي يتطوّر فيها التفكير المنطقيّ. يمكن للأطفال إجراء عمليّاتٍ على أشياء ملموسةٍ، وفهم مفاهيم أكثر تعقيدًا، مثل أنّ الكمّيّة تظلّ ثابتةً، حتّى وإن تغيّر شكلها. كما تنمو لدى الطفل الرغبة في اكتشاف الأسرار المُتعلّقة ببيئته، ويصبح أكثر إدراكًا للعالم الخارجيّ، كما يبدأ في تطوير القدرة على التفكير في جوانب متعدّدةٍ في وقتٍ واحد.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: تظهر في هذه المرحلة مقدرة الطفل على ضبط انفعالاته، فيتعلّم كيفيّة التخلّي عن الحاجات التي قد تؤدّي إلى غضب والديه أو غيرهم. تبدأ القيم والمبادئ بالتشكّل، فيهتمّ بالتقييم الأخلاقيّ، والضمير، وغيرها من الأمور. تصبح الصداقات أكثر أهمّيّةً، ويبدأ الأطفال في تقدير آراء أقرانهم وقبولهم، ويصبحون أكثر مهارةً في فهم مشاعر الآخرين، وتعلّم القواعد الاجتماعيّة المعقّدة. كما يصبح مفهوم الذات وتقديرها أمر مهمّ في هذه المرحلة، ويتأثّر إلى حدٍّ كبيرٍ بالنجاحات أو الإخفاقات الأكاديميّة والاجتماعيّة.    التطوّر اللغويّ: يستمرّ الأطفال في مرحلة الطفولة المتوسّطة في تحسين مهاراتهم اللغويّة، فيطوّرون فهمًا أفضل للقواعد، ويوسّعون مفرداتهم بشكلٍ كبيرٍ، ويتعلّمون فهم لغةٍ أكثر تعقيدًا وتجريدًا، إلى جانب استخدامها.    المراهقة (من 12 إلى 18 سنة)  المراهقة هي المرحلة الانتقاليّة من الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وتمتدّ من سنّ الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة. تتميّز هذه الفترة بالنموّ البدنيّ السريع، والشدّة العاطفيّة، والبحث عن الهويّة.  خصائص مرحلة المراهقة  التطوّر البدنيّ: تتميّز المراهقة بالبلوغ، وهي فترة من النموّ البدنيّ السريع، والتغيّرات الهرمونيّة التي تؤدّي إلى النضج الجنسيّ. تحدث طفرات النموّ، وتصبح الخصائص الجنسيّة الثانويّة، مثل نموّ الثدي لدى الفتيات، وشعر الوجه لدى الأولاد، أكثر وضوحًا.    التطوّر المعرفيّ: يدخل المراهقون "المرحلة العمليّاتيّة الرسميّة" لبياجيه، إذ تصبح مهارات التفكير المجرّد والاستدلال أكثر تعقيدًا. كما يطوّرون القدرة على التفكير في المواقف الافتراضيّة، والتخطيط للمستقبل، والنظر في الآثار الأخلاقيّة.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: يعدّ تكوين الهويّة مهمّةً أساسيّةً في مرحلة المراهقة، بحسب إريك إريكسون. في مراحل التطوّر النفسيّ الاجتماعيّ، غالبًا ما يستكشف المراهقون أدوارًا ومعتقداتٍ وعلاقاتٍ مختلفةً، تسهم في تشكيل هويّتهم الشخصيّة، فيواجهون في هذه المرحلة صراعًا بين الهويّة والارتباك، فيسأل المراهق نفسه: من أنا؟ وما دوري؟ وكيف أتوافق مع الآخرين؟ وأين أذهب في هذه الحياة؟ كما تصبح العلاقات بين الأقران مؤثّرةً للغاية، أكثر من الأسرة في بعض الأحيان، وقد تؤدّي الرغبة في الاستقلال إلى صراعاتٍ مع الوالدين، أو الشخصيّات ذات السلطة.    تطوّر اللغة: تستمرّ مهارات اللغة في التطوّر، فيصبح المراهقون ماهرين في استخدام الجمل المعقّدة، وفهم الفروق الدقيقة في المعنى، وتطوير أنماط التواصل الخاصّة بهم، والتي غالبًا ما تتأثّر بمجموعات الأقران والثقافة الشعبيّة.    ***  تتميّز كلّ مرحلةٍ من مراحل الطفولة بخصائصها الفريدة، من حيث التطوّرات الجسديّة، والإدراكيّة، والعاطفيّة، والاجتماعيّة. يساعد فهم هذه المراحل مقدّمي الرعاية والمعلّمين والأهل، في توفير الدعم والبيئة المناسبة للنموّ الصحّيّ للأطفال. يسمح التعرّف إلى خصائص المراحل بتقدير تعقيدات النموّ، وأهمّيّة رعاية كلّ مرحلةٍ في رحلة الطفل من الطفولة إلى المراهقة، لمساعدته في بناء أساسٍ متينٍ لمستقبله.    المراجع https://www.studysmarter.co.uk/explanations/psychology/developmental-psychology/childhood-development/  https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9_%D9%88%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5%D9%87%D8%A7  https://www.alukah.net/culture/0/44786/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9..-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5/ https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D9%87_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%8A  https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B1%D9%8A%D9%83_%D8%A5%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%B3%D9%88%D9%86 

تأسيس الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة

مرحلة ما قبل المدرسة فترةٌ يخوض فيها الطفل سلسلةً من التحوّلات والتغيّرات. يشهد الأهل نموّ أطفالهم السريع بين سنّ الثالثة والخامسة، على مستوى تطوّرهم المعرفيّ والاجتماعيّ والعاطفيّ والجسديّ. تهيّئ هذه المرحلة الحرجة الأطفال للمدرسة ومتطلّباتها الأكاديميّة، وتضع الأساس لتعلّمهم وعلاقاتهم وتقديرهم لذواتهم.   سنناقش في هذا المقال أهمّيّة مرحلة ما قبل المدرسة، واستراتيجيّات تعزيز نموّ الطفل، وحاجاته المختلفة.     تعريف مرحلة ما قبل المدرسة  تشير مرحلة ما قبل المدرسة إلى فترة النموّ في حياة الطفل التي تحدث بين سنّ 3 إلى 5 سنوات تقريبًا، قبل دخولهم المدرسة الرسميّة (وتُسمّى عادةً روضة الأطفال). غالبًا ما يُنظر إلى هذه المرحلة على أنّها الجسر الذي يربط بين مرحلة الطفولة المبكّرة، وبيئة التعلّم المنظّمة في المدرسة الابتدائيّة، وتعدّ مرحلةً حسّاسةً في حياة الطفل، إذ تؤثّر بشكلٍ مباشرٍ في نموّه، وصحّته العقليّة والجسديّة. لذا تعدّ مراقبة نموّ الطفل خلالها من أهمّ أساسيّات طبّ الأطفال، للتأكّد من نموّه بشكلٍ طبيعيٍّ، وضمان سلامته من أيّ مشاكل صحيّةٍ أو نفسيّةٍ جدّيّةٍ، كونها المرحلة التي يكتسب فيها الطفل العديد من عاداته وسلوكيّاته التي ستستمرّ معه طوال حياته.     أهمّيّة مرحلة ما قبل المدرسة  تمثّل سنوات ما قبل المدرسة فرصةً حاسمةً لتشكيل نموّ الطفل، فخلال هذه الفترة، يخضع دماغه لنموٍّ كبيرٍ، ويستقبل التعلّم والتأثيرات البيئيّة من حوله. وفقًا لمركز الطفل النامي في جامعة هارفارد، يتشكّل أكثر من مليون اتّصال عصبيٍّ جديدٍ في دماغ الطفل كلّ ثانيةٍ، خلال السنوات الأولى من حياته. هذه الاتّصالات هي اللبنات الأساسيّة للتطوّر المعرفيّ والعاطفيّ، ما يجعل جودة التجارب خلال هذه المرحلة مهمّةً بشكلٍ خاصّ.  يعدّ التعليم قبل المدرسيّ عاملًا أساسيًّا في تعزيز الاستعداد للمدرسة، إذ يسهم في تطوير المهارات الأساسيّة، مثل اللغة وحلّ المشكلات والتفاعل الاجتماعيّ. والأهمّ من ذلك، أنّ هذه السنوات تضع الأساس لقدرة الطفل على مواجهة العالم بثقةٍ، وبناء علاقاتٍ عميقةٍ وصادقة.    مجالات تطوّر الطفل خلال سنوات ما قبل المدرسة  كما أشرنا، تُعدّ مرحلة ما قبل المدرسة فترةً حاسمةً في نموّ الطفل وتطوّره في مختلف المجالات، والتي يسهم فهمها في تمكين الوالدين والمعلّمين من تصميم أنشطةٍ ملائمةٍ، تعزّز التطوّر الشامل للطفل.    التطوّر المعرفيّ  يتضمّن التطوّر المعرفيّ خلال سنوات ما قبل المدرسة تعلّم التفكير والمنطق وحلّ المشكلات. في هذه المرحلة، يصبح الأطفال أكثر فضولًا بشأن العالم، ويطرحون أسئلةً لا نهائيّةً تبدأ بـ "لماذا؟"، لأنّهم يحاولون فهم محيطهم، وتحليل ما يرونه ويسمعونه. تعدّ الأنشطة، مثل الألغاز ورواية القصص والألعاب التي تشجّع الإبداع والتفكير النقديّ، أمرًا بالغ الأهمّيّة لتحفيز النموّ المعرفيّ.  يعدّ تطوّر اللغة جانبًا رئيسًا آخر من جوانب التطوّر المعرفيّ في مرحلة ما قبل المدرسة، يوسّع الأطفال خلالها مفرداتهم بسرعةٍ، ويتعلّمون تكوين الجمل، ويبدؤون في فهم قواعد الاتّصال. من بين الطرق الفعّالة لتنمية مهارات اللغة، القراءة للأطفال، وإشراكهم في المحادثات، وتقديم كلماتٍ جديدةٍ إليهم، بالأغاني والشعر.     التطوّر الاجتماعيّ والعاطفيّ  غالبًا ما تكون مرحلة ما قبل المدرسة التجربة الأولى للطفل في بيئةٍ اجتماعيّةٍ منظّمةٍ، إذ يساعده التفاعل مع الأقران والمعلّمين، في تطوير مهاراتٍ اجتماعيّةٍ مهمّةٍ، مثل المشاركة واللعب ضمن مجموعاتٍ وحلّ النزاعات. تشكّل هذه التجارب المبكّرة قدرة الطفل على بناء العلاقات، والحفاظ عليها طوال حياته.  عاطفيًّا، يتعلّم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة كيفيّة تحديد مشاعرهم وإدارتها، ومع تعرّضهم إلى مجموعةٍ أوسع من الأطفال في عمرهم، سيفهمون معنى الاختلاف، ويبدؤون في تطوير التعاطف، وفهم كيفيّة تأثير أفعالهم في الآخرين. يمكن لمقدّمي الرعاية تعزيز التطوّر العاطفيّ بتعليم الأطفال تسمية مشاعرهم، وتقديم الدعم عند شعورهم بالانزعاج، ونمذجة طرقٍ صحّيّةٍ للتعبير عن المشاعر.    التطوّر البدنيّ  يشمل النموّ البدنيّ خلال سنوات ما قبل المدرسة جميع المهارات الحركيّة الكبرى، مثل الجري والقفز والتسلّق، وجميع المهارات الحركيّة الدقيقة، مثل الرسم والقصّ واللعب بالأشياء الصغيرة. يساعد تشجيع الأطفال في المشاركة في اللعب النشط، سواء في الداخل أو الخارج، في تحسين تنسيقهم وتوازنهم وقوّتهم. كما يمكن للأنشطة البسيطة، مثل البناء باستخدام المكعّبات أو ربط الخرز، أن تعزّز المهارات الحركيّة الدقيقة، والتي تعدّ ضروريّةً لمهامّ مثل الكتابة والعناية الذاتيّة.    حاجات طفل ما قبل المدرسة  يتطلّب تأسيس طفلٍ في مرحلة ما قبل المدرسة توفير بيئةٍ تشجّع على الاستكشاف والاستقلال والنموّ. في الآتي بعض الاستراتيجيّات التي تلبّي احتياجات أطفال هذه المرحلة، والتي يمكن للأهل والمعلّمين استخدامها لتعزيز تطوّرهم خلال هذه الفترة المهمّة:    التعلّم القائم على اللعب  غالبًا ما يوصف اللعب أنّه "عمل" الطفولة"، ولأنّه النشاط الرئيس الذي يتقن الأطفال فعله، يمكن للأهل تطويره ليصبح ذا معنًى.  يسمح التعلّم القائم على اللعب للأطفال باستكشاف مفاهيم جديدةٍ، وتطوير مهارات حلّ المشكلات، وممارسة التفاعلات الاجتماعيّة بطريقةٍ طبيعيّةٍ وممتعة. سواء باللعب التخيّلي، أو بناء المكعّبات، أو استكشاف الطبيعة، تسهم هذه الأنشطة في تعزيز فهم الأطفال للعالم من حولهم.   وجدت دراسةٌ أجريت سنة 2018، ونشرت في Frontiers in Psychology، أنّ الأطفال الذين شاركوا في اللعب الموجّه أظهروا تحسّنًا أكبر في المهارات المعرفيّة والأكاديميّة، مقارنةً بأولئك الذين شاركوا فقط في الأنشطة المنظّمة التي يقودها المعلّم. وأكّدت الدراسة على أهمّيّة الجمع بين اللعب الحرّ والتوجيه المتعمّد، والذي يسهم في تعظيم نتائج التعلّم.    بناء الروتين   تعزّز الجداول الزمنيّة المتوقّعة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة شعورهم بالأمان، لأنّهم يعرفون ما يتوقّعونه كلّ يوم. يمكن أن يقلّل إنشاء روتينٍ ثابتٍ للوجبات، والقيلولة، ووقت اللعب، والتعلّم، من القلق. كما يمكنه أن يشجّع التعاون. على سبيل المثال، يمكن أن يدعم روتين وقت النوم الثابت، والذي يتضمّن قراءة قصّةٍ، كلًّا من الترابط العاطفيّ وتطوّر اللغة.    تعزيز الاستقلاليّة  تعتبر سنوات ما قبل المدرسة وقتًا يبدأ فيه الأطفال في تأكيد استقلاليّتهم. يبني تشجيع مهارات المساعدة الذاتيّة، مثل ارتدائهم ملابسهم بأنفسهم، أو التنظيف بعد وقت اللعب، أو سكب مشروباتهم بأنفسهم، الثقة والشعور بالإنجاز. من المهمّ التحلّي بالصبر، والسماح للأطفال بتجربة الأشياء بأنفسهم، حتّى لو ارتكبوا الأخطاء، مع تحفيزهم بالتعزيز الإيجابيّ الذي سيشجّعهم على الاستمرار في ممارسة مهاراتٍ جديدة.    دعم التعبير العاطفيّ  تعدّ مساعدة الأطفال في فهم مشاعرهم والتعبير عنها جزءًا أساسيًّا من نموّهم، إذ يمكن للوالدين أن يكونا نموذجًا للذكاء العاطفيّ، بالتحدّث عن مشاعرهم الخاصّة، وإثبات صحّة مشاعر الطفل. على سبيل المثال، إذا كان الطفل محبطًا لأنّ إحدى ألعابه لا تعمل، يمكن أن يقول له أحد والديه: "أرى أنّك تشعر بالانزعاج. لا بأس أن تشعر بهذه الطريقة. دعنا نفكّر في كيفيّة إصلاح الأمر معًا".    ***  تتميّز مرحلة ما قبل المدرسة بأمرَين أساسيَّين، هما النموّ والتعلّم. بلا شكٍّ سيؤتي استثمار الوالدين في أطفالهما خلال هذه الفترة ثماره طوال حياة الطفل.     المراجع https://www.frontiersin.org/research-topics/24841/advancing-research-on-inclusion-and-engagement-in-early-childhood-education-and-care-ecec-with-a-special-focus-on-children-at-risk-and-children-with-disabilities/magazine    https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9_%D9%85%D8%A7_%D9%82%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9    https://www.earlyadvantagedcc.com/early-advantage-parent-resources/five-ways-to-prepare-your-child-for-preschool/ 

ما أضرار الطلاق على الأبناء؟ وكيف تمكن معالجتها؟

على رغم الأضرار التي تنتج عن الطلاق، إلّا أنّه يكون الخيار المنطقيّ الوحيد، في كثيرٍ من الأحيان، لإنهاء علاقةٍ زوجيّةٍ منهارة. إنّه قرارٌ يتردّد العديد من الأزواج في اتّخاذه، نظرًا إلى تأثيره السلبيّ في الأبناء. سواء جاء الطلاق ليضع حدًّا لرحلةٍ طويلةٍ من الخلافات والنزاعات، أو جاء بشكلٍ مفاجئٍ، ففي كلتا الحالتين يشكّل خسارةً كبيرةً للأبناء، خصوصًا مع الضغوط الناتجة عن التغيّرات المصاحبة له، مثل تغيير مكان السكن، والمدرسة أحيانًا، والصعوبات المادّيّة التي قد تؤدّي إلى تدنّي مستوى المعيشة. من الطبيعيّ أن تحمّل هذه التغيّرات الأبناء ضغوطًا شديدة.  تختلف ردود أفعال الأبناء على الطلاق بحسب مراحلهم العمريّة، فيعاني الأطفال في عمر ما قبل المدرسة اضطرابات النوم، واضطرابات التعلّق، وقلق الانفصال عن أحد الأبوين، أو قد ينتكسون نحو سلوكيّاتٍ طفوليّةٍ لم تكن ظاهرةً من قبل، مثل التبوّل اللاإراديّ أثناء النوم.    من المؤسف أنّ تداعيات الطلاق لا تقف عند هذا الحدّ، إذ قد يسيطر الشعور بالذنب ولوم النفس على الكثير منهم، وقد يتوهّم الأطفال الأصغر سنًّا أنّهم السبب في الطلاق، نتيجة خطأ ارتكبوه، أو سلوكٍ سيّئٍ صدر عنهم. بينما يميل الأكبر سنًّا إلى التعبير عن مشاعرهم بصورة نوبات غضبٍ، موجّهين اللوم إلى أحد الوالدين أو كليهما.   يمكن لفهم الأضرار المحتملة للطلاق على الأبناء، واستكشاف سبل التخفيف منها، أن يساعد الأهل في التعامل مع هذا التحوّل الصعب، بطريقةٍ تخفّف من تأثيره السلبيّ في أطفالهم.     أضرار الطلاق على الأبناء  التأثير على الأداء الأكاديميّ  تجربة الطلاق صعبةٌ على جميع أفراد الأسرة، خصوصًا الأطفال، فمحاولات فهم الديناميكيّات المتغيّرة داخل الأسرة تجعلهم مشتّتين ومرتبكين، ما يؤثّر في تركيزهم اليوميّ، وفي أدائهم الأكاديميّ.   أظهرت الدراسات أنّ أطفال الوالدين المطلّقين قد يعانون انخفاضًا في تحصيلهم الأكاديميّ، وفي اهتمامهم بالأنشطة اللامنهجيّةّ، بنسبةٍ أكبر من غيرهم. كما قد يواجهون صعوبةً في السيطرة على سلوكهم في المدرسة.  إضافةً إلى ذلك، تصحب الطلاق بعض التغييرات الديناميكيّة، مثل تغيير مكان السكن، وربّما تغيير المدرسة التي يرتادها الأبناء، ما يؤثّر بشكلٍ كبيرٍ في مستواهم الأكاديميّ، فقد يجدون صعوبةً في التأقلم مع المكان والمدرسة الجديدين، فيشعرون بعدم الرغبة في التعلّم، ويقاومون الذهاب إلى المدرسة.    الاضطراب العاطفّي والقلق  قد يؤدّي الطلاق إلى ظهور بعض المشاعر والاستجابات العاطفيّة الجديدة لدى الأطفال، لم يختبروها من قبل، مثل مشاعر الخسارة والغضب والحزن والقلق وغيرها الكثير، نتيجةً لهذا التغيير. فالطلاق حدثٌ كبيرٌ بالنسبة إلى الأطفال، سيتولّد عنه شعورٌ بالإرهاق النفسيّ والحساسيّة العاطفيّة، وقد لا يفهم الأطفال الصغار سبب حدوث الطلاق، ما قد يكثّف شعورهم بعدم الأمان.  يحتاج الأطفال إلى شخصٍ يكون منفذًا لعواطفهم، يتحدّثون إليه، ويتفهّم مشاعرهم وأفكارهم. سيساعدهم هذا في تخطّي الفترة الأولى بأقلّ الأضرار النفسيّة.    الاضطراب السلوكيّ  تعدّ الاضطرابات السلوكيّة لدى الأطفال من أبرز أضرار الطلاق على الأبناء، مثل الميل إلى العدوانيّة، أو العناد المفرط، أو الانسحاب التامّ، أو صعوبات النوم، أو التغيّرات في النظام الغذائي. كما يلجأ بعض المراهقين إلى التعبير عن حالة الإحباط لديهم بالتمرّد، أو بالمشاركة في الأنشطة المحفوفة بالمخاطر، أو تعاطي المخدرات.  في بعض الحالات، لا يعرف الأطفال كيف يستجيبون للإرهاق النفسيّ الناجم عن طلاق والديهم، فيصبحون سريعي الغضب والانفعال، وقد يوجّهون غضبهم تجاه والديهم، وأنفسهم، وأصدقائهم، وغيرهم من المقرّبين. عادةً ما يتبدّد هذا الغضب لدى العديد منهم بعد عدّة أسابيع، لكن إذا استمرّ، فمن المهمّ أن نتوقّع أن يكون هذا أحد الآثار الدائمة، والذي قد يؤثّر في شكل حياة الأبناء المستقبليّة.     عدم الاهتمام بالنشاطات الاجتماعيّة  تشير الأبحاث إلى أنّ الطلاق قد يؤثّر اجتماعيًّا في الأطفال، إذ يواجه الذين تمرّ عائلاتهم بالطلاق من بينهم صعوبةً في التواصل مع الآخرين، ويميلون إلى قلّة المشاركة في التجمّعات والنشاطات الاجتماعيّة. في بعض الأحيان يشعر الأطفال بعدم الأمان، ويتساءلون عمّا إذا كانت عائلتهم الوحيدة التي وقع فيه طلاق، ويفضّلون الجلوس في المنزل على اللعب مع أصدقائهم والتفاعل معهم.  أظهرت الدراسات النفسيّة التي أجراها مكتب الإحصاء الاجتماعيّ في الولايات المتّحدة، على عددٍ من الأزواج، أنّ الأطفال الذين عاشوا تجربة طلاق والديهم، يكونون أكثر عرضةً للطلاق من غيرهم في المستقبل. يُرجّح السبب بانعدام إحساسهم بالثقة والأمان في الشركاء، وافتقارهم إلى بعض المهارات الاجتماعيّة المكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة، واستبدالها بمشاعر أكثر سلبيّة. تكون النتيجة فقدانهم القدرة على حلّ الخلافات الزوجيّة من دون اللجوء إلى الطلاق، فينتهي بهم المطاف بالسير على خطا والديهم، وهو ما يُعرف نفسيًّا بنظريّة "النمذجة الأبويّة".      المشاكل الصحّيّة  من الوارد أن تترتّب عن عمليّة الطلاق أثارٌ على صحّة الأطفال الجسديّة، وليس النفسيّة فحسب. فيظهر الأطفال الذين مرّوا بتجربة طلاق والديهم قابليّةً أكبر للإصابة بالأمراض، نتيجة العديد من العوامل، منها صعوبة النوم. كما قد تظهر عليهم علامات الاكتئاب، ما قد يؤدّي إلى تفاقم مشاعر فقدان الرفاهيّة، وتدهور حالتهم الصحّيّة، إلى درجةٍ قد تستدعي تدخّل مختصّين للحدّ من تفاقم المشكلة.    كيف أحمي أطفالي من آثار الطلاق  بالرغم من كلّ الأضرار التي يلحقها الطلاق بالأبناء، إلّا أنّ هناك ما يمكن للوالدين فعله للحدّ من تأثيره في أطفالهم، ودعمهم للتكيّف مع التغيّرات بطريقةٍ صحّيّة.  الحفاظ على التواصل المفتوح  تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، والاستماع إليهم من دون إصدار أحكامٍ، يعدّ خطوةً مهمّة. تجب طمأنتهم أنّ مشاعرهم مفهومةٌ وطبيعيّةٌ، وأنّه لا بأس في الشعور بالحزن أو الغضب أو الارتباك. يسهم التواصل المفتوح في تعزيز شعور الأطفال بأنّهم مسموعون ومفهومون، ما يقلّل من حزنهم، ويخفّف من إحساسهم بالعزلة.     توفير الاستقرار والروتين  يسهم إنشاء روتينٍ ثابتٍ داخل كلا البيتَين في تعزيز شعور الأطفال بالأمان، والقدرة على التنبّؤ. كما أنّ التشابه في أوقات النوم، وأوقات الوجبات، والأنشطة اليوميّة الأخرى، يمكن أن يساعد الأطفال في التكيّف بسهولةٍ أكبر مع التغييرات.    تقليل الصراع  من المهمّ حماية الأطفال من صراعات الوالدين، وتجنّب وضعهم وسط النزاعات، إذ تقلّل تربية الأطفال بشكلٍ ودّيٍّ، في بيئةٍ يحترم أفرادها بعضهم البعض، من التوتّر والقلق الذي يشعر به الأطفال. من الضروريّ أن يضع الوالدان خلافاتهما جانبًا، ويعملا معًا فريقًا واحدًا، لإعطاء الأولويّة لأطفالهما ورفاهيّتهم، وأن يحرصا على أن ينشأ الأبناء معهما في بيئةٍ صحّيّةٍ، رغم الانفصال.    الطمأنينة بشأن سلامتهم وحبّهم  يحتاج الأطفال إلى معرفة أنّ الطلاق ليس خطأهم، وأنّ كلا الوالدين ما يزالان يحبّانهم من دون قيدٍ أو شرط. يمكن أن يساعد التأكيد على ذلك في الحدّ من مخاوف الهجران، وطمأنة الأطفال بشأن مكانهم في حياة كلا الوالدين، وبأنّ الانفصال لا يعني أنّ عليهم اختيار أحدهما على الآخر.     تشجيع الدعم المهنيّ  يمكن أن تكون الاستشارة مفيدةً للأطفال الذين يكافحون في التعامل مع آثار الطلاق. يمكن للمعالج المختصّ أن يوفّر مساحةً آمنةً لهم، لاستكشاف مشاعرهم، وتطوير استراتيجيّات التأقلم على الوضع الجديد.    الحرص على إظهار العلاقات الصحّيّة   يتعلّم الأطفال بالملاحظة، لذا فالتواصل الصحّيّ، وإظهار الاحترام والتقدير للطرف الآخر، يمكن أن يساعد الأطفال في تكوين وجهة نظرٍ أكثر توازنًا حول العلاقات، ويحميهم من التورّط في علاقاتٍ لا يتحمّلون تبعاتها مستقبلًا.    أشركهم في العمليّة  عندما يكون ذلك مناسبًا، أشرك الأطفال في المناقشات حول التغييرات التي ستؤثّر في حياتهم، مثل ترتيبات المعيشة، أو الجداول الزمنيّة. امنحهم فرصة الاختيار بين بعض الأمور غير المصيريّة، فهذا قد يمنحهم شعورًا بالسيطرة، ويسهم في تقليل مشاعر القلق، ويجعل الانتقال أكثر سلاسة.    ***  الطلاق تجربةٌ صعبةٌ، قد تخلّف آثارًا دائمةً على الأطفال، ولكنّ اتّباع نهجٍ واعٍ يدعم الوالدين في تسهيل عمليّة الانتقال، وتخفيف حدّة الآثار السلبيّة. بالحفاظ على الاستقرار والدعم والتواصل المفتوح، سيتمكّن الأبناء من الخروج من هذه المرحلة بمرونةٍ وأمانٍ، في ظلّ حبّ كلا الوالدين.     المراجع https://www.child-encyclopedia.com/divorce-and-separation/according-experts/how-parents-can-help-children-cope-separationdivorce  https://www.familymeans.org/effects-of-divorce-on-children.html#:~:text=Feelings%20of%20Guilt&text=Guilt%20increases%20pressure%2C%20can%20lead,reduce%20these%20feelings%20of%20guilt.  https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84 

أهمّ مهارات التواصل الاجتماعيّ للأطفال

يعدّ التواصل المؤثّر أساس التفاعل البشريّ. بالنسبة إلى الأطفال، يعدّ تطوير مهارات الاتّصال القويّة أمرًا بالغ الأهمّيّة بشكلٍ خاصٍّ، لأنّه يؤثّر في قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، وبناء العلاقات، والتنقّل في العالم من حولهم. لا تقتصر مهارات الاتّصال الجيّدة على التحدّث بوضوحٍ، بل تشمل الاستماع، وفهم الإشارات غير اللفظيّة، والاستجابة الفعّالة للآخرين.   هل تعلم مثلًا أنّ الأنشطة والألعاب المحفّزة التي تنشّط الدماغ، يمكن أن تنمّي مهارات الاتّصال لدى الأطفال؟ يمكن أن تشجّع المشاركة في الألعاب التفاعليّة صغارك على التعبير عن أنفسهم بسهولة. علاوةً على ذلك، عندما يجد الأطفال هذه الأنشطة ممتعةً وجذّابةً، فمن المرجّح أن يشاركوا فيها، ويطوّروا مهارات التنشئة الاجتماعيّة لديهم. كما يؤثّر الكبار في أسلوب التواصل والمعايير الاجتماعيّة التي يتّبعها الطفل، إذ تتشكّل قواعد الآداب لديه تبعًا لأبويه، وما يعلّمانه إيّاه.    أهمّيّة مهارات التواصل في حياة الأطفال  يجد العديد من الأطفال صعوبةً في صياغة أفكارهم في جملٍ متكاملةٍ ذات معنًى، ويفشلون في التواصل بشكلٍ صحيحٍ، لأنّهم يخافون دائمًا من الحكم عليهم. على الرغم من حرص الآباء على تثقيف أطفالهم حول مجموعةٍ متنوّعةٍ من المواضيع، إلّا أنّهم في مرحلةٍ ما من الطريق، ينسون تعليم الأطفال صغار السنّ مهارات التواصل الضروريّة.  ستكون حياة طفلك أكثر صعوبةً إذا كان يفتقر إلى مهارات التواصل؛ ولهذا السبب قد يكون معظم الأطفال الذين يطوّرون مهارات التواصل أكثر اجتماعيّةً، ويتمكّنون من تكوين علاقاتٍ مفيدة.    تنبع أهمّيّة مهارات التواصل لدى الأطفال في كونها تساعدهم في:   - بناء العلاقات: يعدّ التواصل مفتاحًا لتكوين العلاقات والحفاظ عليها. بالنسبة إلى الأطفال، يساعدهم التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم ومشاعرهم في التواصل مع أفراد الأسرة، وتكوين صداقاتٍ، والتعاون مع الأقران. كما يعزّز التعاطف ما يسمح لهم بفهم وجهات نظر الآخرين واحترامها.  - النجاح الأكاديميّ: تعدّ مهارات التواصل ضروريّةً للتعلّم في الفصل الدراسيّ. يحتاج الأطفال إلى تطوير القدرة على الاستماع، واتّباع التعليمات، وطرح الأسئلة، والمشاركة في المناقشات. يعزّز التواصل الجيّد قدرتهم على استيعاب المفاهيم الجديدة، والسعي للتعبير عن معرفتهم.  - التّطور العاطفيّ: يسمح التواصل للأطفال في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وفهمها، ويمكّنهم من معالجة المشاعر المعقّدة، وبناء الوعي الذاتيّ بالحديث عن تجاربهم. كما يساعدهم التواصل الفعّال على تعلّم كيفيّة إدارة الصراعات، والتعبير عن التعاطف تجاه الآخرين.  - حلّ المشكلات: يعدّ التواصل أداةً بالغة الأهمّيّة في حلّ المشكلات؛ فهو يساعد الأطفال في التعبير عن المشكلات، والتفكير في الحلول، والتفاوض، واتّخاذ القرارات.   - الدفاع عن النفس: تتزايد حاجة الأطفال إلى تعلّم الدفاع عن أنفسهم مع استمرار نموّهم وتطوّرهم، سواء كان ذلك بطلبهم المساعدة، أو تحديد احتياجاتهم، أو التعبير عن آرائهم. تمكّن مهارات الاتّصال القويّة الأطفال من الدفاع عن أنفسهم، وجعل أصواتهم مسموعةً بطريقةٍ إيجابيّة.    أهمّ مهارات التواصل الاجتماعيّ بالنسبة إلى الأطفال  مهارات الاستماع  مهارة الاستماع أساس التواصل الفعّال، ولا يقصد بها فقط الاستماع إلى الكلمات، بل الاستماع بقصد الفهم. يتضمّن الاستماع النشط الانتباه، وتمكين التواصل بالعين، وإظهار الاهتمام بما يقوله الشخص الآخر. تساعد هذه المهارة الأطفال على التعلّم من الآخرين، والتقاط الإشارات الاجتماعيّة، والاستجابة بشكلٍ مناسب.    التعبير عن الأفكار بوضوح  من المهمّ أن يتمكّن الأطفال من التعبير عن أفكارهم بطريقةٍ واضحةٍ ومتكاملة. لا ينطوي هذا فقط على اختيار الكلمات المناسبة، ولكن أيضًا تنظيم الأفكار بشكلٍ منطقيّ. يساعد تشجيع الأطفال على مشاركة آرائهم، أو سرد القصص، أو شرح أسبابهم، في ممارسة هذه المهارة.    التواصل غير اللفظيّ   يشكّل التواصل غير اللفظيّ جزءًا كبيرًا من مهارات التواصل الاجتماعيّ المهمّة للأطفال. يجب أن يتعلّم الأطفال فهم لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، والإيماءات، واستخدامها بشكلٍ فعّال. يساعد التعرّف إلى الإشارات غير اللفظيّة الأطفال على الاستجابة بشكلٍ أكثر تعاطفًا مع الآخرين، وتكييف أسلوب التواصل الخاصّ بهم حسب الحاجة.    التعاطف والفهم  يعدّ تعليم الأطفال مراعاة مشاعر الأخرين ووجهات نظرهم أمرًا بالغ الأهمّيّة للتواصل الفعّال. يتضمّن التعاطف الاستماع بقصد الفهم، وليس فقط بهدف الردّ. تعزّز هذه المهارة التفاعلات العاطفيّة النابعة عن الرحمة والإنسانيّة، وتساعد الأطفال في بناء علاقاتٍ أقوى.    طرح الأسئلة  طرح الأسئلة أداةٌ قويّةٌ للتعلّم والتفاعل مع الآخرين، لذا يعزّز تعليم الأطفال طرح أسئلةٍ مفتوحةٍ، الفضول والفهم العميق للأشياء من حولهم.    الثقة في التحدّث  يحتاج الأطفال إلى الشعور بالراحة والثقة في التحدّث في مواقف مختلفةٍ، سواء أمام مجموعةٍ أو وجهًا لوجه. يساعد تشجيعهم على مشاركة أفكارهم من دون خوفٍ من الحكم عليهم، في بناء احترامهم لذواتهم، ويعزّز براعتهم في التواصل.    إدارة المشاعر أثناء التواصل  غالبًا ما يعاني الأطفال عدم القدرة على إدارة مشاعرهم والتحكّم فيها، خصوصًا عند التواصل تحت الضغط، أو أثناء الصراعات. لذا، من الضروريّ تعليمهم كيفيّة الحفاظ على هدوئهم، والتعبير عن أنفسهم باحترامٍ، والاستماع إلى الآخرين حتّى عندما يكونون منزعجين، فهذه مهارةٌ قيّمةٌ، ستخدمهم جيّدًا طوال حياتهم.    تنمية مهارات التواصل لدى الأطفال  - كن قدوةً في التواصل الفعّال: يتعلّم الأطفال أكثر عن طريق مراقبة البالغين من حولهم. من خلال إظهار الاستماع النشط، والتعبير الواضح، والحوار المحترم، يقدّم البالغون إلى الأطفال نموذجًا ليتّبعوه.  - خلق بيئةٍ آمنةٍ للتعبير: شجّع الأطفال على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بصراحةٍ، من دون خوفٍ من النقد. أخبرهم أنّ مشاعرهم مهمّةٌ وحقيقيّةٌ، وقدّم ردود فعلٍ إيجابيّةً لبناء ثقتهم بأنفسهم.  - المشاركة في محادثاتٍ منتظمة: خصّص وقتًا للمحادثات المنتظمة مع طفلك. اطرح أسئلةً مفتوحةً، وشارك القصص، وناقش يومه. هذا لا يحسّن مهارات التواصل لديه فحسب، بل يقوّي أيضًا علاقتك به.  - القراءة معًا: يمكن أن تعزّز قراءة الكتب ومناقشة القصص مفردات الطفل، وفهمه، وقدرته على التعبير عن أفكاره. كما أنّها توفّر فرصًا لاستكشاف وجهات نظرٍ وعواطف مختلفة.  - سيناريوهات لعب الأدوار: يمكن أن يكون لعب الأدوار وسيلةً فعّالةً لممارسة مهارات الاتّصال، في بيئةٍ ممتعةٍ ومنخفضة الضغط. قُم بإنشاء سيناريوهاتٍ يحتاج فيها الأطفال إلى التعبير عن أنفسهم، أو الاستماع بعنايةٍ، أو حلّ نزاعٍ، أو مشكلةٍ ما.  - تشجيع الأنشطة الجماعيّة: توفّر الأنشطة الجماعيّة، سواء في النوادي، أو في بيئات اللعب الطبيعيّة، فرصةً للأطفال لممارسة التواصل؛ إذ يتعلّمون خلالها التعاون، ومشاركة الأفكار، والتعامل مع الديناميكيّات الاجتماعيّة.    ***  يمكن القول إنّ المهارات الاجتماعيّة التي يكتسبها طفلك في سنواته الأولى، ترسم شخصيّته شيئًا فشيئًا، وتساعده على النجاح في مختلف مجالات الحياة. من الجدير بالذكر أنّ تطوير الأطفال مهارات تواصلٍ قويّةً، تزوّدهم بالأدوات التي يحتاجون إليها في بناء العلاقات، والنجاح الأكاديميّ، والتنقّل بين مواقف الحياة التفاعليّة. كلّما تمّ تعزيز هذه المهارات في وقتٍ مبكّرٍ، أصبح الأطفال أكثر ثقةً وكفاءةً في التواصل، ما يضع أساسًا متينًا لمستقبلهم.   المراجع https://www.invictus.edu.kh/news/10-ways-to-build-your-childs-communication-skills  https://www.oneeducation.org.uk/communication-skills-for-children/  https://hamadacademy.net/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84/  https://www.unicef.org/jordan/ar/%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83-%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84-%D9%81%D8%B9%D9%91%D8%A7%D9%84/%D9%82%D8%B5%D8%B5 

أسس التربية السليمة: ماذا تعني؟ وكيف يمكن تطبيقها؟

تُعدّ التربية السليمة من أكبر التحدّيات التي يواجهها الآباء والأمّهات، فهي رحلةٌ مليئةٌ بالفرح، والإحباط، والحبّ، والتعلّم، يكمن الغرض الأساسيّ منها في تنشئة أطفالٍ يتمتّعون بالسعادة، والمرونة، والقدرة على التكيف. تمثّل السنوات الأولى في حياة الطفل الفترة الأكثر حيويّةً وتشكيلًا لشخصيّته، يكون محاطًا خلالها بكلّ أنواع المؤثّرات. لهذا، تعدّ تهيئة البيئة المناسبة والاهتمام بالتربية السليمة، سببًا رئيسًا في نجاح الطفل وقدرته على الصمود.   تعتمد نتائج التربية السليمة للطفل منذ الولادة، على قدرة العائلة على إدارة احتياجاته وتوجيهه منذ اللحظة الأولى، إلى أن يصبح قادرًا على القيام بدوره في المجتمع بشكلٍ مستقلّ. كما تقع على عاتق مقدّمي الرعاية الأوّليّة مسؤوليّة تقديم رعايةٍ إيجابيّةٍ للصغار، تسهم في تطوّرهم الجسديّ والنفسيّ السليم.     ما التربية السليمة؟  تتمحور التربية السليمة حول نهجٍ يعزّز الاحترام المتبادل، ويشجّع على بناء بيئةٍ تقدّر الطفل وتحتويه وتستمع إليه. يسهم هذا النهج في تطوير طفولةٍ صحيّةٍ، مبنيّةٍ على التفاهم والتعاطف، ووضع حدودٍ واضحةٍ ومتّسقةٍ في الوقت ذاته، خلافًا للتربية التقليديّة التي تقوم على القواعد الصارمة والعقاب. فالتربية الحديثة السليمة تهدف إلى تعزيز الرفاهيّة العاطفيّة للطفل، ومساعدته في تطوير مهارات الانضباط الذاتيّ، وحلّ المشكلات، والشعور بالمسؤوليّة.     ما أسس التربية السليمة؟  هناك العديد من النصائح التي يمكن للآباء والأمّهات الجدد اتّباعها، من أجل تربيةٍ سليمةٍ لأطفالهم:   - تعزيز احترام الذات لدى الطفل:  يبدأ الطفل في تطوير إحساسه بنفسه كما يراها في عيون والديه. في هذه المرحلة كلّ شيءٍ ذو أهمّيّةٍ بالغةٍ أثناء التعامل مع الطفل: نبرة الصوت، ولغة الجسد، والتصرّفات. لذلك، يجب أن تكون جميع سلوكيّات الوالدَين مدروسةً وإيجابيّةً، فمثلًا عليهما الإشادة بإنجازاته مهما كانت بسيطةً، لأنّ هذا يشعره بالفخر. كما عليهما أن يسمحا له بفعل الأشياء بشكلٍ مستقلٍّ، فيشعر بالقدرة والقوّة. وعليهما أيضًا ألّا يستخدما معه الكلمات المحبِطة، وألّا يقارناه بأطفالٍ آخرين، فهذا يؤذيه بقدر ما يؤذيه الضرب الجسديّ. ومن الضروريّ أيضًا أن يتعاطفا مع طفلهما عندما يخطئ، وأن يعزّزا لديه ثقافة الاعتذار.   - وضع قواعد انضباطٍ وروتين منتظم:   يساعد الانضباط الطفل في اختيار السلوكيّات المقبولة، ويعلّمه ضبط النفس، والنموّ ليصبح بالغًا مسؤولًا. يمكن تعليم الطفل الانضباط، وتأسيس روتينٍ يوميٍّ باستخدام قواعد بسيطةٍ، مثل تأجيل مشاهدته التلفاز إلى حين انتهائه من الواجبات المنزليّة، والتأكيد على غسل يديه قبل الأكل، وتنظيف أسنانه، وترتيب سريره عند الاستيقاظ، وتناول الغداء بمجرّد العودة من المدرسة. ينبغي أن يكون الروتين اليوميّ متوازنًا، وألّا يكون صارمًا، فلا يحقّق النتائج المرجوّة.   - تجنّب العقاب:   يستخدم الكثير من الآباء والأمّهات أنواعًا مختلفةً من العقاب، مثل العقاب البدنيّ (الضرب)، واللفظيّ (الشتائم والصراخ)، والنفسيّ (تجاهل الطفل وإهماله)، من دون أن يدركوا الآثار النفسيّة السلبيّة لمثل هذه الأفعال. يمكن للعقاب أن يتسبّب في تشوّهاتٍ نفسيّةٍ وانحرافاتٍ سلوكيّةٍ لدى الطفل، وأن يجعل منه انتقاميًّا، أو سلبيًّا، أو متمرّدًا.   من الأفضل ربط أفعال الطفل بعواقب مناسبةٍ، فمثلًا إذا كان يحافظ على ألعابه، يمكن للوالدَين السماح له بالاحتفاظ بها، أمّا إذا كسرها، فيمكنهما حرمانه منها. من الضروريّ أيضًا التمييز بين العقاب والمكافأة؛ إذ أظهرت الدراسات أنّ تعويد الطفل على المكافأة، يفقده الحافز على القيام بالأنشطة التي يحصل بسببها على المكافأة، ما يجعل تأثيرها قصير الأمد. في المقابل، عندما يتعلّم الطفل ربط السبب (سلوكه) بالنتيجة (ردّ فعل الوالدَين على سلوكه)، يصبح أكثر قدرةً على فهم السلوكيّات المرغوبة، وأكثر التزامًا بها بشكلٍ تلقائيّ.   - تخصيص وقتٍ للطفل:   يمكن أن يكون سلوك الطفل السيّئ ناتجًا عن عدم حصوله على الاهتمام الكافي. لا يحتاج الاهتمام بالطفل إلى جهد خاصّ، إذ يكفي أن يقضي معه والداه وقتًا بسيطًا، وأن يقوموا معًا بنشاطاتٍ عائليّةٍ، مثل تناول الفطور، أو المشي، أو صنع قالبٍ من الحلوى أو الفوشار، أو الاستماع إليه بعد عودته من المدرسة. هذه الأحداث الصغيرة يمكنها أن تدخل السرور إلى قلب الطفل، وتُشعره بالاهتمام والقيمة.   - تطوير التواصل:   حاجة الطفل إلى التواصل مع والدَيه حاجةٌ أساسيّةٌ ويوميّةٌ، تشجّعه على التعبير عن مشاعره وآرائه بحرّيّة. لا توجد طريقةٌ واحدةٌ صحيحةٌ للقيام بهذا التواصل، فيمكن للوالدَين أن يشركا الطفل في اتّخاذ القرارات، أو في إدارة مصروف البيت ولو ليومٍ واحدٍ، فهذا سيجعله أكثر حماسًا والتزامًا بتنفيذ التعليمات.   - توفير قدوةٍ حسنة:   على جميع الآباء والأمّهات أن يكونوا قدوةً حسنةً لأطفالهم، فالأطفال يراقبون ويتعلّمون من والدَيهم باستمرار. أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يضربون أقرانهم، عادةً ما يقلّدون نموذجًا من البيت، مثل الأب أو الأمّ. لهذا يجب أن يجسّد سلوك الآباء والأمّهات ما يريدون لأطفالهم أن يتعلّموه، وأن يتعاملوا مع أطفالهم بالاحترام، والودّ، والصدق، والتسامح، فأطفالهم سيفعلون مثلهم تمامًا.   - البعد عن المثاليّة ومعرفة احتياجاتك باعتبارك أبًا أو أمًّا:   من الضروريّ أن يدرك الآباء والأمّهات أنّهم ليسوا مثاليّين، وأنّهم لن يتمكّنوا من تلبية جميع احتياجات أطفالهم. كما عليهم ألّا يشعروا بالذنب في حال لم يتمكّنوا من منح أطفالهم كلّ ما يريدون، فالتوازن في العطاء يجعل الأطفال أكثر استعدادًا للحياة، وأقلّ قابليّةً للشعور بالإحباط.   ليتمكّن الآباء والأمّهات من القيام بمتطلّبات الحياة، عليهم أن يهتمّوا برفاهيّتهم الشخصيّة، من دون الشعور بالأنانيّة أو الذنب، فهذا مهمّ للحفاظ على قدرتهم في ممارسة أدوارهم بفعاليّة، وتحقيق التوازن بين أدوارهم العديدة.   ***  لا تعني التربية السليمة أن يكون الطفل مثاليًّا، بل تعني توفير بيئةٍ داعمةٍ ومحفّزةٍ للنموّ السليم، تقوم على الدفء، والدعم، والاحترام، بيئةٍ تربّي أطفالًا واثقين بقدراتهم، ومجهّزين بالمهارات التي يحتاجون إليها لخوض تجربة الحياة.     المراجع معصراني، لاريسّا. (2022). كيف تربّي أطفال؟ إليك أهمّ أساليب التربية الإيجابيّة غير المباشرة للأبناء. الجزيرة نت.  تطمين. ماهي مبادئ التربية السليمة؟   Promoting Early Development: Building a Strong Foundation. Zero To Three.   Numerous KidsHealth. Nine steps to more effective parenting.

أبرز مصادر التعلّم الحديثة وأهمّها

في عالم اليوم سريع التطوّر، تكتسب عمليّة تنويع مصادر التعلّم أهمّيّةً أكبر من أيّ وقتٍ مضى، إذ نجد أنّ نموذج التعليم التقليديّ، المعتمد على الكتب المدرسيّة والفصول الدراسيّة الاعتياديّة، يتمّ تدعيمه - بل واستبداله في بعض الأحيان- بمصادر التعلّم الحديثة الغنيّة، والتي تشكّل بذاتها نموذجًا تعليميًّا مستقلًّا. يمكن أن تستخدم هذه المصادر منفردةً، أو يمكن دمجها داخل الفصل الدراسيّ، فتعمل على تلبية متطلّبات أنماط التعلّم المتنوّعة، ما يجعل التعليم أكثر تخصيصًا وجاذبيةً، وأسهل في الوصول إليه.    أهمّيّة مصادر التعلّم الحديثة  تُعدّ مصادر التعلّم الحديثة مهمّةً لكونها:  - تعزّز المشاركة والتفاعل: يضفي استخدام ألواح الكتابة التفاعليّة والتطبيقات التعليميّة جاذبيّةً على عمليّة التعلّم، ما يشجّع تفاعل الطلّاب ويزيد من تركيزهم.  - تجعل التعلّم شخصيًّا: تُتيح المنصّات الإلكترونيّة إمكانيّة تصميم التعليم ليلبّي احتياجات كلّ طالبٍ، ما يسمح له بالتعلّم بالسرعة والشكل اللذَين يناسبانه.  - تحسّن التعاون: تسهّل الأدوات الحديثة، مثل Google Classroom، وMicrosoft Teams، التعاون بين الطلّاب والمعلّمين، وتعزّز العمل الجماعيّ والتواصل الفعّال.  .تتيح مصادر غنيّةً من المعرفة: توفّر المكتبات الرقميّة والمنصّات الإلكترونيّة، وصولًا فوريًّا إلى مجموعةٍ واسعةٍ من الموادّ التعليميّة العالميّة، ما يوسّع فرص التعلّم أمام الطلّاب.  - تسمح بالحصول على ملاحظاتٍ في الوقت الفعليّ: توفّر أدوات التقييم الآليّة ونظم إدارة التعلّم ملاحظاتٍ فوريّةً، ما يساعد الطلّاب على تتبّع تقدّمهم وتحديد مجالات التطوّر.  - تتّسم بالمرونة وإمكانيّة الوصول: تتيح المصادر الحديثة الوصول إلى الموادّ التعليميّة في أيّ وقتٍ وأيّ مكانٍ، ما يجعل التعلّم أكثر مرونة ويسرًا، خصوصًا للطلّاب ذوي الجداول الزمنيّة المزدحمة، أو الذين يقطنون في مناطق نائية.  - تشجّع الإبداع: تحفّز التطبيقات الرقميّة وأدوات الوسائط المتعدّدة الطلّاب على التعبير الإبداعيّ، ما يسمح لهم بتقديم أفكارهم بطرقٍ مبتكرة.  - تتيح إدارة الفصول الدراسيّة بكفاءة: تمكّن مصادر التعلّم الحديثة المعلّمين من إدارة أنشطة الفصول الدراسيّة بفعاليّة، بدءًا من تتبّع الطلّاب، وصولًا إلى تنظيم المهام.  نستعرض هنا بعضًا من أهمّ مصادر التعلّم الحديثة التي يمكن استخدامها داخل الفصل الدراسيّ وخارجه.    مصادر التعلّم الحديثة داخل الفصل الدراسيّ  هي المصادر التي يستعين بها المعلّمون داخل الفصل الدراسيّ لتعزيز العمليّة التعليميّة، ومنها:  - الكتب المدرسيّة الرقميّة: توفّر محتوًى تفاعليًّا، ومعلوماتٍ حديثةً، وميزة سهولة الوصول، لتلبية احتياجات التعلّم المتنوّعة.  - الواقع الافتراضيّ (VR) والواقع المعزّز (AR): يمثّلان أدواتٍ قويّةً في التعليم الحديث. يمكن للواقع الافتراضيّ نقل الأطفال إلى أماكن وأزمنةٍ مختلفةٍ، ما يمنحهم تجارب غامرةً تتجاوز ما يمكن أن تمنحه الكتب المدرسيّة. على سبيل المثال، تتيح Google Expeditions رحلاتٍ ميدانيّةً افتراضيّةً إلى مواقع تاريخيّةٍ، أو إلى نُظُمٍ بيئيّةٍ تحت الماء، أو حتّى إلى الفضاء الخارجيّ، ما يوفّر تجربةً تعليميّةً غنيّةً وجذّابة. كما تتيح تطبيقات الواقع الافتراضيّ، مثل QuiverVision، للأطفال فرصة إضفاء الحيويّة إلى رسوماتهم، ودمج الفنّ المادّيّ مع العناصر الرقميّة بطرقٍ مبتكرة.  - الأجهزة اللوحيّة وأجهزة الحاسوب المحمولة: توفّر وسائل فعّالةً لإجراء البحوث، وتعزّز التعاون، وتتيح الوصول إلى مجموعةٍ واسعةٍ من الأدوات والموارد الرقميّة.  - برامج التعلّم التكيّفيّ: تضفي طابعًا شخصيًّا على التعلّم، بتقييم احتياجات الطلّاب الفرديّة، وتعديل المحتوى التعليميّ وفقًا لذلك.  - التكنولوجيا المساعدة: تدعم الطلّاب من ذوي الاحتياجات الخاصّة، باستخدام أدواتٍ تحوّل النصّ إلى كلامٍ، والكلام إلى نصٍّ، وتسمح بقراء الشاشة.  - أجهزة العرض الرقميّة: تعرض صورًا من شاشةٍ تقليديّةٍ على شاشةٍ أو حائطٍ، وتستخدم لتقديم العروض داخل الفصل الدراسيّ، لزيادة انتباه الطلّاب وتفاعلهم مع المادّة المعروضة.  - الألعاب التعليميّة: تضيف عنصرَيّ المتعة والتنافسيّة إلى العمليّة التعليميّة، وتزيد من إشراك الطلّاب، ولا سيّما في السنوات الدراسيّة الأولى.  - الموادّ السمعيّة والبصريّة: مثل مقاطع الفيديو والرسوم المتحرّكة، التي تعزّز فهم الطلّاب واستيعابهم للمفاهيم.    مصادر التعلّم الحديثة خارج الفصل الدراسيّ  هي المصادر التي يستطيع الطلّاب استخدامها بأنفسهم، سواء لتدعيم ما تعلّموه داخل الفصل الدراسيّ، أو للتعلّم الذاتيّ، ومنها:  - منصّات التعلّم الإلكترونيّة المختلفة: تقدّم منصّاتٌ مثل Coursera، وAlison، وUsacity، مجموعةً واسعةً من الدورات التعليميّة، تغطّي موضوعاتٍ ومراحل دراسيّةً مختلفة.  - البودكاست: تشمل مقابلاتٍ شخصيّةً ومحاضراتٍ ودروسًا يقدّمها خبراء في مجالاتٍ متنوّعة.  - الكتب الإلكترونيّة والصوتيّة: توفّر خياراتٍ واسعةً للقراءة والاستماع عبر الأجهزة الإلكترونيّة، ما يجعلها مُتاحةً وسهلة الاستخدام للمتعلّمين.    - التطبيقات التعليميّة: استخدامها متاحٌ على الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحيّة وأجهزة الحاسوب. وتوفّر تجارب تعليميّةً مخصّصةً، تشمل تمارين تدريبيّةً ومحتوًى مصمّمًا لتحفيز الطلّاب على التعلّم، أشهرها تطبيق Duolingo، وتتميّز ببراعتها في تعليم موادّ محدّدةٍ، مثل اللغات.    - منصّات الفيديو: تُعدّ مصادر تعليميّةً غير تقليديّةٍ للتعلّم. وبرغم كونها منصّاتٍ ترفيهيّةً في المقام الأوّل، لكنّها غنيّةٌ بالمحتوى التثقيفيّ والتعليميّ المناسب لجميع الأعمار، مثل منصّة YouTube.  - تكنولوجيا الواقع الافتراضيّ (VR): تمتاز بقدرتها على خلق بيئةٍ تفاعليّةٍ ثلاثيّة الأبعاد، توفّر للطلّاب تجربةً غامرةً، تنقلهم خلالها إلى عالمٍ افتراضيٍّ يبدو واقعيًّا. تمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا باستخدام نظّاراتٍ خاصّةٍ مستقلّةٍ، والتي تكون غالية الثمن، أو باستخدام النماذج الأقلّ تكلفةً، والتي تعمل باستخدام الهاتف الذكيّ.   - تكنولوجيا الواقع المعزّز (AV): تختلف عن الواقع الافتراضيّ في كونها تدمج بين العالمَين الافتراضيّ والواقعيّ، لتقديم تجربةٍ تعليميّةٍ فريدةٍ، تُتيح للطلّاب التفاعل مع عناصر رقميّةٍ تُدمج في بيئتهم الواقعيّة.     كيفيّة اختيار مصادر التعلّم الحديثة المناسبة  لتحقيق أقصى استفادةٍ من مصادر التعلّم الحديثة، يجب على أولياء الأمور الانتباه إلى احتياجات أطفالهم وأسلوب تعلّمهم. في ما يأتي إرشاداتٌ رئيسيّةٌ لاختيار المصادر الأكثر ملاءمةً:  1. فهم أسلوب التعلّم لدى طفلك  يتعلّم كلّ طفلٍ بطريقةٍ مختلفةٍ؛ فبعض الأطفال يتعلّمون بصريًّا، ويفضّلون الصور والرسوم البيانيّة ومقاطع الفيديو. والبعض الآخر يتعلّمون سمعيًّا، بالاستماع إلى التفسيرات أو القصص أو المناقشات. وبعض الأطفال يتعلّمون بالانخراط جسديًّا في المهام، مثل البناء أو الإبداع أو التجريب.  هذا تفصيلٌ سريعٌ لأساليب التعلّم لدى الأطفال: - المتعلّمون البصريّون: يفضّلون الصور والرسوم البيانيّة ومقاطع الفيديو، ويستفيدون من التطبيقات والكتب الإلكترونيّة التفاعليّة ذات العناصر البصريّة القويّة.  - المتعلّمون السمعيّون: يستجيبون جيّدًا للكتب الصوتيّة، والبودكاست، ومقاطع الفيديو التعليميّة ذات السرد الواضح.  - المتعلّمون الحركيّون: يتعلّمون من خلال الأنشطة العمليّة، مثل البناء، والألغاز، والألعاب التفاعليّة، ومجموعات STEM.  يعزّز اختيار الموارد التي تتوافق مع أسلوب التعلّم لدى طفلك من مشاركته، وتفاعله، واستيعابه للمعلومات.  2. مراعاة العمر ومرحلة النموّ  اختيار المصادر المناسبة لعمر الطفل أمرٌ بالغ الأهمّيّة؛ فغالبًا ما تكون أدوات التعلّم مصمّمةً لفئاتٍ عمريّةٍ محدّدةٍ، لذلك قد يتسبّب عدم مراعاة هذا الأمر في إحباط الطفل، وفقدانه الاهتمام بالعمليّة التعليميّة.   عند تقييم المصادر التعليميّة، اطرح الأسئلة الآتية:   - هل المحتوى مناسبٌ لعمر الطفل؟   - هل يعكس المحتوى مستوى قدرات الطفل المعرفيّة، ويثير اهتمامه؟   - هل يراعي المحتوى تطوّر الطفل، ويوفّر مسارًا متدرّجًا يساعد في تحسين مهاراته بمرور الوقت؟   3. توافق مصادر التعلّم مع اهتمامات الطفل  يشعر الأطفال بدافعٍ أكبر إلى التعلّم عندما يتعلّق الموضوع باهتماماتهم ويلفت انتباههم. لذلك، ضع اهتمامات طفلك في الاعتبار عند اختيار مصادر التعلّم. إذا كان طفلك يحبّ الديناصورات على سبيل المثال، فقد يستمتع بتطبيقات وأدوات استكشاف علم الحفريّات، مثل مجموعة "حفريّات الديناصورات" من ناشيونال جيوغرافيك. أمّا إذا كان مهتمًّا بالفضاء، فقد يبدع باستخدام مصادر مثل موقع Space Place التابع لوكالة ناسا، والمليء بالأنشطة والمعلومات المتعلّقة بالفضاء.  4. تقييم القيمة التعليميّة وأهداف التعلّم  على الرغم من أهمّيّة الجانب الترفيهيّ في إبقاء الأطفال مهتمّين بالتعلّم، يجب أن تأتي القيمة التعليميّة في المقام الأوّل عند اتّخاذ القرار. قد تكون الألعاب والتطبيقات ممتعةً، لكنّها قد لا تقدّم فرصًا تعليميّةً ذات قيمة. لذلك تأكّد من أنّ المصدر التعليميّ مصمّمٌ تبعًا لأهدافٍ أو مواضيع تعليميّةٍ محدّدةٍ، مثل الرياضيّات، أو العلوم، أو التفكير النقديّ.  5. تقييم التفاعل والمشاركة  يتعلّم الأطفال بشكلٍ أفضل عندما يتفاعلون ويكونون جزءًا من العمليّة التعليميّة، بدلًا من أن يتلقّوا المعلومات بشكلٍ سلبيّ. تنجح المصادر التعليميّة التي تسمح للأطفال بالتفاعل مع المحتوى - سواء من خلال الألعاب أو الاختبارات أو المشاريع العمليّة - في جذب انتباههم لفترةٍ أطول، وتعميق فهمهم.  عند اختيارك أداةً تعليميّةً، ابحث عن الميزات التي تعزّز التفاعل، فالتعلّم التفاعليّ يسهم في بناء مهارات التفكير النقديّ واتّخاذ القرار، واسأل: هل يشجّع التطبيق أو اللعبة حلّ المشكلات والإبداع؟ هل تساعد الأداة طفلك في استكشاف المفاهيم بشكلٍ مستقلّ؟   ***  شهد التعليم تحوّلًا جذريًّا مع ظهور مصادر التعلّم الحديثة، التي تقدّم للأطفال أدواتٍ متنوّعةً تلبّي احتياجاتهم واهتماماتهم المختلفة، وتناسب أنماط التعلّم المتنوّعة، والقدرات المتفاوتة للطلّاب.   توفّر التطبيقات التعليميّة والمنصّات الرقميّة وتجارب الواقع الافتراضيّ، فرصًا تعليميّةً أكثر ديناميكيّةً وشخصيّةً، قادرةً على إلهام العقول الشابّة وإشراكها، ما يعِد بمستقبلٍ واعدٍ للجيل القادم من المتعلّمين.     المراجع أنواع الوسائل التعليميّة الحديثة وأهمّ النصائح لتطبيقها. (2023). موقع واكب.   مجيد، أسماء. (2020). 8 من أهمّ أنواع مصادر التعلّم.. تعرّف أكثر على أهمّ ملامح منظومة التعليم. موقع إدأرابيا.  الحشّاش، مصطفى. (2019). 6 من أهمّ أنواع القتنيّات الحديثة في التعليم. موقع PraxiLabs.   Team Varthana. (2022). How teachers can use the best tools and resources available to create a modern classroom? Varthana.  

الرياضة وسيلةً لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة

تتجاوز فوائد الرياضة الصحّة البدنيّة، إذ تؤدّي دورًا في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، حيث يمكن أن يكون للمشاركة في الرياضة تأثير عميق في صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة. لذلك، يُنصَح الوالدان ومقدّمو رعاية الأطفال بتشجيع الأطفال على الانخراط في الأنشطة الرياضيّة والبدنيّة، وتمكن لهم مساعدة الأطفال على تطوير المهارات الأساسيّة، من أجل الصحّة البدنيّة العامّة والرفاه النفسيّ.    دور الرياضة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة سلّطت الكثير من الأبحاث الأكاديميّة الضوء على الرابط المهمّ بين الرياضة وتحسّن صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة، حيث تؤدّي الرياضة دورًا حاسمًا في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، وتقدِّم الألعاب الرياضيّة مجموعة من الفوائد التي تؤثِّر في صحّة الطفل تأثيرًا إيجابيًّا. في ما يلي بعض النقاط الرئيسة التي توضِّح كيف تساعد الرياضة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة:    تحسين الصحّة العقليّة والرفاه  - النشاط البدنيّ وتعزيز المزاج: تؤدّي ممارسة الرياضة إلى إطلاق الإندورفين. ومن المعروف أنّ الإندروفين من مواد الدماغ الكيميائيّة التي تُحسِّن المزاج؛ ممّا يؤدي إلى زيادة السعادة والاسترخاء.  - تحسين جودة النوم: يمكن أن يؤدّي الانخراط في الألعاب الرياضيّة إلى تحسين جودة نوم الأطفال؛ ممّا يؤدّي إلى أنماط نوم أصحّ، وبالتالي صحّة نفسيّة أكثر إيجابيّة.  - تقليل التوتّر والقلق: يمكن أن تساعد المشاركة في الرياضة الأطفال على إدارة التوتّر والقلق بإطلاق الإندورفين، وهي مواد كيميائيّة طبيعيّة تعزِّز الحالة المزاجيّة.  - تقليل معدّلات الاكتئاب: أظهرت الدراسات أنّ ممارسة الرياضة المعتدلة يمكن أن تقلّل من الاكتئاب، ولا سيّما بين المراهقين، والتي قد توصل إلى ظواهر مقلقة، تصل إلى الانتحار في بعض المجتمعات.  - التنظيم العاطفيّ: يمكن أن تساعد التمارين الرياضيّة الأطفال على تنظيم عواطفهم وإدارة تقلّبات المزاج.  - زيادة احترام الذات والثقة: ترتبط ممارسة الرياضة بتحسين احترام الأطفال والمراهقين ذواتهم والثقة بأنفسهم.  - تفاعل اجتماعيّ أفضل: تعزِّز الرياضات الجماعيّة المهارات الاجتماعيّة، مثل التعاطف والثقة والمسؤوليّة، وهي ضروريّة لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة.  - تحسين التركيز: يساعد النشاط البدنيّ المنتظم الأطفال على البقاء حادّين عقليًّا؛ ممّا يعزِّز المهارات المعرفيّة، مثل التفكير والتعلّم والحكم الجيّد. - الحدّ من تعاطي المخدّرات والسلوكات المحفوفة بالمخاطر: ارتبطت المشاركة الرياضيّة بانخفاض معدّلات تعاطي المخدّرات والسلوكات المحفوفة بالمخاطر بين المراهقين.  - تحسين الأداء الأكاديميّ: يمكن للنشاط البدنيّ، بما في ذلك الرياضة، تحسين الأداء العقليّ في المدرسة والإسهام في ارتفاع الأداء المعرفيّ.  - زيادة الإبداع: يمكن للرياضات غير المنظّمة أو غير التنافسيّة أن تعزِّز الإبداع بين الأطفال.    الرياضات الأفيد لصحّة الأطفال النفسيّة أيّ رياضة أو نشاط بدنيّ يجعل الأطفال يتحرّكون، يمكن أن تكون له آثار إيجابيّة في صحّتهم النفسيّة والعقليّة، حيث تساعد الأنشطة البدنيّة على إطلاق الإندورفين وتقليل هرمونات التوتّر. وبعد التعرّف إلى فوائد الرياضة ودور الألعاب الرياضيّة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، لا بُدّ للوالدين أو مقدّمي رعاية الأطفال اختيار النوع المناسب من الرياضات التي يمكن لأبنائهم ممارستها للحصول على أعلى إفادة منها. ويمكن تلخيص الرياضات الأفيد لصحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة بالآتي:  - الرياضات الجماعيّة: يمكن أن توفِّر المشاركة في الرياضات الجماعيّة، مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة، فوائد كبيرة لصحّة الأطفال النفسيّة. فتساعد الرياضات الجماعيّة في تنمية المهارات الاجتماعيّة، وبناء العلاقات وتعزيز الشعور بالمجتمع والانتماء له.  - الرياضة المنظّمة: ثبت أنّ البرامج الرياضيّة المنظّمة، سواء أكانت في المدرسة أم المجتمع، لها تأثير إيجابيّ في صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة. يمكن لهذه الأنشطة المنظّمة تقليل التوتّر والقلق، وخفض معدّلات الاكتئاب، وتحسين احترام الذات والثقة.  - الرياضات غير التنافسيّة: في حين أنّ الرياضات التنافسيّة يمكن أن تكون مفيدة، تشير الأبحاث إلى أنّ الرياضات والأنشطة البدنيّة غير المنظّمة أو غير التنافسيّة يمكن أن تعزِّز الإبداع والتمتّع بالنشاط البدنيّ بين الأطفال. ومن الأمثلة على الرياضات غير التنافسيّة للأطفال ركوب الدرّاجة الهوائيّة، والسباحة، والمشي لمسافات طويلة في الطبيعة، بالإضافة إلى الرقص. - الرياضات التي تحتاج إلى تطوير المهارات: الرياضة التي تتطلّب جهدًا والتزامًا مستمرّين، مثل الرقص أو الجمباز أو فنون الدفاع عن النفس، يمكن أن تساعد الأطفال على تطوير أخلاقيّات عمل قويّة والقدرة على التعامل مع النقد البنّاء. وهي مهارات حياتيّة قيّمة.    اختيار الرياضات المناسبة لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة يقع على الوالدين عاتق تشجيع الأطفال على المشاركة في مجموعة متنوّعة من الأنشطة الرياضيّة والبدنيّة التي يجدونها ممتعة وجذّابة، وذلك بتوفير فرص متنوّعة للأطفال، ليكونوا نشيطين بدنيًّا، سواءً في أماكن منظّمة أم غير منظّمة. ويمكن للوالدين ومقدّمي رعاية الأطفال تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة باختيار الألعاب الرياضيّة المناسبة. كما يتضمّن اختيار الرياضات المناسبة لاحتياجات صحّة الأطفال النفسيّة، النظر في عدّة عوامل. في ما يلي بعض النقاط الرئيسة لمساعدة الوالدين ومقدّمي رعاية الأطفال على اختيار الرياضة الصحيحة للطفل:    تقييم اهتمامات الطفل وقدراته يجب على الوالدين السماح للطفل باستكشاف رياضات مختلفة وتجربتها للعثور على ما يستمتع به ويتفوّق فيه، إذ يمكن أن يساعده ذلك على تطوير شغفه بالرياضة مدى الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات الطفل. فيجب التأكّد من أنّ الرياضة مناسبة لقدراته الجسديّة وعمره، حيث يسهم ذلك في منع الإصابات أو الحدّ منها، والحفاظ على اهتمامه بالرياضة التي اختارها.    الرياضات الجماعيّة مقابل الرياضات الفرديّة يمكن أن توفِّر الرياضات الجماعيّة، مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة، فوائد اجتماعيّة، منها: تحسين احترام الذات والتفاعل الاجتماعيّ الأفضل والشعور بالانتماء للفريق. بينما توفِّر الرياضات الفرديّة، مثل التنس أو السباحة أو الجمباز، شعورًا بالإنجاز الشخصيّ والثقة بالنفس، ولا سيّما للأطفال الذين يفضّلون الأنشطة الفرديّة.    الرياضة المنظّمة مقابل الرياضة غير المنظّمة  يمكن للبرامج الرياضيّة المنظّمة، مثل الفرق المدرسيّة أو البطولات المجتمعيّة، أن توفِّر بيئة منظّمة للأطفال لتعلّم الانضباط والعمل الجماعيّ وإدارة الوقت. في حين يمكن للرياضات غير المنظّمة، مثل الرقص أو فنون الدفاع عن النفس أو الأنشطة الترفيهيّة، أن تعزِّز الإبداع والاستمتاع بالنشاط البدنيّ، ولا سيّما للأطفال الذين لا يفضّلون الانضباط التامّ، ويذهبون إلى نشاطات رياضيّة أكثر مرونة.    اختيار البيئة الرياضيّة المناسبة يجب على الوالدين التأكّد من أنّ المدرّبين والبيئة المحيطة بالطفل داعمون له في ممارسة النشاط الرياضيّ، مع التركيز على ضرورة تطوير الطفل المهارات، والتركيز على المتعة، بدلاً من المنافسة والنقد.    المراقبة والتحسين يُنصَح الوالدان بتشجيع الطفل على مشاركة تجاربه ومشاعره حول الرياضة التي يمارسها، حيث تسمح المشاركة بمراقبة تقدّم الطفل وتعديل ممارساته إذا لزم الأمر، للحفاظ على اهتمامه بالرياضة، لتعزيز صحّته النفسيّة.    الحصول على الاستشارات إذا كان الطفل يعاني مشكلات في الصحّة العقليّة، أو لديه احتياجات محدّدة، يجب على الوالدين التشاور مع مدرّبين أو مهنيّين متخصّصين قادرين على تقديم إرشادات حول تكييف الرياضة، لتلبية احتياجات الطفل العقليّة والنفسيّة والبدنيّة.    * * * أخيرًا، النصيحة الأهمّ للوالدين، عدم جعل الوقت والمال أعذارًا لعدم بناء روتين رياضيّ لأطفالهم، إذ ليس مطلوبًا من الوالدين قضاء ساعات طويلة من اليوم في ممارسة الرياضة مع الأطفال. كذلك، هم غير ملزمين بتسجيل أطفالهم في صالات الألعاب الرياضيّة الفاخرة. يمكن للوالدين البدء بنشاطات صغيرة داخل المنزل، أو الخروج للمشيّ والركض في المنطقة المحيطة.    المراجع  https://www.webmd.com/mental-health/benefits-of-sports-for-mental-health  https://parentingnow.org/encouraging-your-child-to-play-sports/  https://www.raisingarizonakids.com/2022/09/5-mental-health-benefits-of-youth-sports/  https://childmind.org/article/what-role-do-sports-play-in-the-mental-health-of-children/  https://www.healthychildren.org/English/healthy-living/sports/Pages/mental-health-in-teen-athletes.aspx  https://www.hamiltonhealthsciences.ca/share/exercise-and-mental-health-in-children/  https://www.healthline.com/health-news/exercise-benefits-children-physically-and-mentally