والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال

النوم في ساعة محدّدة، وإنجاز فرض مدرسيّ، واللحاق بحافلة المدرسة صباحًا، والوصول مبكِرًا إلى درس الموسيقى... أمور تكشف إذا كان طفلك يعي قيمة الوقت الحقيقيّة أم لا. في معظم الأحيان، ولا سيّما في مراحل حياة الطفل المبكِرة، لا يكتمل الوعي الكافي في ذهن الطفل حول أهمّيّة الوقت واستغلاله جيّدًا، ولكنّ ذلك لا يعني العجز عن توجيه الطفل نحو إدراك قيمة الوقت وتنظيمه وفق ما يصبّ في مصلحته.     لماذا تعلِّم طفلَك أهمّيّة تنظيم الوقت؟  القدرة على تنظيم الوقت مهارة عظيمة عليك تعليمها طفلك منذ سنّ مبكِرة، لخمسة أسباب رئيسة:   توتّر أقل:  إساءة تقدير المدّة المطلوبة لإنجاز مهمّة ما، قد تكون أمرًا مجهِدًا لك وطفلك. لذلك، تعليم طفلك التمييز بين الدقيقة والساعة يجعله يدرك أهمّيّة قضاء ساعة كاملة من العمل الدؤوب، لإنجاز الفروض المدرسيّة قبل الخروج واللهو مع أصدقائه، من دون القلق بشأن عدم إنجاز الفروض.  تفاهم أفضل: عندما يتعلّم طفلك أهمّيّة إدارة الوقت، يصبح من السهل عليه أن يتفهّم وجهة نظرك. عندما تشدِّد على أهمّيّة استيقاظه باكرًا، وتناول وجبته الصباحيّة في وقتها، وإنجاز الفروض المدرسيّة، يدرك الطفل حينها أنّ لتنظيم الوقت آثارًا إيجابيّة لم يكن ليدركها لولا تطبيقها. لذلك، لا يهدف تعليم طفلك تنظيم الوقت إلى زيادة إنتاجيّته فحسب، بل إلى تخفيف الضغط الناجم عن الخلاف بينكما.   درجات أعلى:  مع دخول طفلك الصفّ الثالث، تصبح لديه عدّة مواد جديدة، لكلّ منها معلّم خاص. بالإضافة إلى واجبات منزليّة جديدة وتحدّيات أكبر، يصعب على طفلك تجاوزها ما لم يطبّق مهارات تنظيم الوقت. لكن، مع تنظيمه مواعيد دراسته يصبح الحصول على درجات أعلى أمرًا هيّنًا، وليس تحديًّا كبيرًا، كما كنت تعتقد.  وقت إضافيّ للمرح: عندما يكون طفلك قادرًا على إنجاز مهمّاته في الوقت المحدّد، سيترك له ذلك مزيدًا من الوقت لجدولة الأشياء الممتعة. ضع في بالك أنّ الساعات المخصَّصة للمرح تحفّز طفلك على إنجاز مهمّاته في الوقت المحدّد. لذلك، استغلّ هذا الجانب بحكمة عند تعليمه أنّ وقت الدراسة مُقدَّم على الأشياء كلّها.   حياة منظَّمة: تعليم طفلك تنظيم وقته منذ الصغر يسهّل عليك التعامل معه عندما يكبر، لأنّك تزرع الأساس عندما يكون في أتمّ الاستعداد لاكتساب المهارات، وتحصد معه ثمار هذه المهارات عندما يكبر وتكبر معه التحدّيات.   كيف تعلِّم طفلك مهارات تنظيم الوقت؟   تختلف استراتيجيّات تعليم طفلك مهارات تنظيم الوقت مع اختلاف عمره. إليك أبرز هذه الطرق وفق اختلاف عمر طفلك:   نصائح لإدارة الوقت في مرحلة ما قبل المدرسة يكون مفهوم الوقت بسيطًا ومحصورًا بين المسموح فعله الآن وما يجب تأجيله إلى وقت لاحق، لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات. لكن، رغم ذلك، تستطيع مساعدتهم على معرفة كيفيّة التخطيط لما سيحدث، باتّباعك الأمور الآتية: التحدّث عن الفصول المتغيِّرة  تعدّ الفصول وسيلة أساسيّة وبسيطة لتعريف طفلك إلى طبيعة الوقت الدوريّة، لأنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة يراقبون بتمعّن كلّ ما يحدث حولهم. لمَ لا تستفيد من تغيّرات الطبيعة التي تحدث أمامهم لمساعدتهم على التمييز بينها، وفهم علاقتها الوثيقة بالوقت؟ فتحوّل الأوراق الخضراء إلى اللون الأصفر في فصل الخريف، وتساقط الأوراق في فصل الشتاء وعودتها من جديد في فصل الربيع، تشكّل مظاهر ملموسة لمرور الوقت، يمكن لصغيرك فهمها. كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟   تساعد مراقبة طفلك الأنماط الطبيعيّة في حياته اليوميّة على الفهم الحدسيّ لمفهوم الوقت وكيفيّة تنظيمه. لذلك، يمكنك تعزيز هذه الدروس، مثلًا، بطلبك إلى طفلك تصنيف الصور العائليّة حسب المواسم التي التقطت فيها، أو سؤاله عن الفصل الحاليّ عند أخذه في نزهة.   إنشاء جدول مهمّات باستخدام الصور  نستخدم نحن، البالغين، التقويمات لنتذكّر ما يجب فعله ومتى، أمّا طفلك فيميل إلى العناصر المرئيّة أكثر. لذلك، صمّم جدول مهمّات بسيطة له، بحيث ترمز لكلّ مهمّة بصورة أو رمز يدلّ عليها، ورتّب تلك المهمّات زمنيًّا من دون كتابة الساعة بالتحديد، لأنّ طفلك الصغير في هذا العمر المبكِر لم تتكوّن لديه صورة واضحة ومكتملة عن الساعة والوقت، ولكنّه يستطيع، بالتأكيد، التمييز بين الدلالات الزمنيّة، مثل "الآن" و"اليوم" و"بعد قليل".  كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟   قد تفاجئك هذه المعلومة، ولكنّ الأطفال في مراحل طفولتهم المبكرة يحبّون الروتين والتكرار كثيرًا. لذلك، يمنح استغلالك حبّه الروتين في تحديد مهمّاته اليوميّة البسيطة ومساعدته على إنجازها شعورًا مريحًا بالنظام والقدرة على تنبّؤ ما يجب فعله لاحقًا. الأمر الذي يخلق لديه القدرة على تطبيق هذه القواعد، حتّى عندما يكبر.  التدرّب على الانتظار  درّب طفلك على الشعور بمفهوم التأجيل وتأخير حدث معيّن، كأن يعبِّر لك عن رغبته بالحصول على لعبة، لتؤدّي دورك بتحديد اليوم الذي ستشتري فيه اللعبة له.  كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟  يزيد الانتظار من وعيه بالأيّام والأوقات، وإشعاره بمعنى الانتظار، وفهم الرابط بين الأحداث والأوقات. الأمر الذي يهيّئه لأوقات يضطر فيها إلى انتظار حصوله على ما هو أكبر من اللعبة.    نصائح لإدارة الوقت في مرحلة المدرسة في هذه المرحلة الانتقاليّة، يصبح طفلك أكثر استعدادًا لتعزيز مهارة تنظيم الوقت، إذ يبدأ بتعلّم قراءة التقويمات والساعات. إليك أهمّ الطرق التي يمكنك اتّباعها لتعزيز مهارة تنظيم الوقت لديه في هذه المرحلة:    تنظيم المكان قبل تنظيم الوقت   لا يمكن لطفلك أن يكون منظَّمًا عندما يتعلّق الأمر بالوقت، وفوضويًّا عندما يتعلّق الأمر بالمكان. حثَّه على أهمّيّة ترتيب المكان قبل أيّ شيء، ثمّ وضع جدول المهمّات اليوميّة الخاصّة به.  استخدم مؤقِّتًا لمساعدة طفلك في صفّه الأوّل على فهم مقدار الوقت المتبقّي لإكمال مهمّة ما، يمكنك ضبط المؤقِّت من أجله مدّة 15 دقيقة مثلًا. لهذه الاستراتيجيّة أهمّيّة كبيرة في مساعدة طفلك على فهم أهمّيّة الوقت.  أطلعه على العواقب   في هذه المرحلة، يجب على طفلك أن يتحمّل مسؤوليّة إنجاز مهمّاته الخاصّة، وأن يشعر بالعواقب عند عدم إتمامها، كعدم تحصيله درجة جيّدة في الاختبار، بسبب عدم دراسته بما يكفي. يقال أيضًا إنّ لطفلك فرصة أفضل لاستيعاب هذه القاعدة، إذا تركت له مسؤوليّة شرح خطئه للمعلّم، حتّى يدرك واجباته بشكل أفضل، ويتعلّم تأديتها في الوقت المحدّد.   العمل على تقدير الوقت  عليك مساعدة طفلك على وضع جدول زمنيّ واقعيّ، مع محاولة تقدير المدّة التي يستغرقها في إنجاز المهمّات المطلوبة، حيث يساعد هذا التمرين على تعزيز احترامه الوقت واستغلاله بأكبر كفاءة ممكنة.  التخطيط للمهمّات طويلة الأجل  يمكن لطفلك تقسيم الخطوات المطلوبة لإنجاز مشروع ما، حتّى يسهل عليه إنجازه في الوقت المطلوب، من دون الشعور بالتعب أو الملل.  تحديد الأولويّات  من الضروريّ أن يتعلّم الأطفال الفرق بين ما يجب القيام به وما يريدونه، فضلًا عن تحديد الأولويّات ومراقبة الذات. على طفلك أن يدرك أيضًا أنّ تقسيم الخطوات مفتاح إنجاز المهمّات الكبيرة، وأنّ استغلال الوقت جيّدًا ما يساعد على تحقيق ذلك.     * * * نعيش اليوم في عصر مليء بالتحدّيات، لأنّ التكنولوجيا تأخذ كثيرًا من وقتنا ووقت أطفالنا، حيث ننشغل عن بناء عقائد تربويّة صحيحة فيهم، وينشغلون بألعاب تكنولوجيّة ذات تأثير إيجابيّ معدوم تمامًا. لذلك، لا تتردّد أبدًا في الدردشة مع طفلك عن أهدافه وشغفه، أيًّا كان عمره، وتوجيه نظره دومًا إلى دور تنظيم الوقت في تحقيق مبتغاه.     أقرأ أيضًا المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.verywellfamily.com/how-to-teach-your-kids-time-management-skills-4126588   https://www.progeny.nyc/blogs/news/5-reasons-to-teach-your-kids-time-management-skills   https://www.scholastic.com/parents/family-life/parent-child/teach-kids-to-manage-time.html    

ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟

كثيرًا ما يعاني الآباء من رفض أبنائهم الدراسة أو المدرسة، وذلك طبيعيّ في بعض الأحيان؛ إلّا أنّه يدلّ على بعض الصعوبات التي يتعرّض لها الطفل في المدرسة أو في حياته الشخصيّة، أو يشير إلى بعض الاضطرابات التي يعانيها، مثل تعرّضه للتنّمر، أو اضطراب الصمت الانتقائيّ. لذلك، لا بدّ من التعامل مع هذا الرفض تعاملًا صحيحًا، لتجاوز المشكلة وضمان نجاح الأبناء في دراستهم.     كيفيّة التعامل مع الأبناء الذين لا يحبّون الدراسة   في كثير من الأحيان، يُظهِر الأطفال سلوكيّات دالّة على عدم محبّتهم الدراسة، وهناك العديد من الخطوات التي يستطيع الآباء اتّخاذها للتعامل مع الطفل في هذه الحالة. من أهمّها:   - مراعاة الاهتمام: عادةً ما تدفع البيئة المدرسيّة الصارمة إلى عدم محبّة الأبناء الدراسة. يمكن تجاوز هذه المشكلة بمراعاة اهتمامات الطفل، والتركيز على الموضوعات التي يحبّها، حتّى يتولّد لديه الدافع إلى الدراسة.   - تحفيز الفضول: الأطفال فضولّيون بطبيعتهم، ويمكن للآباء الاستفادة من ذلك لتحفيزهم على تعلمّ الأشياء الجديدة التي ينبغي عليهم تعلّمها أثناء الدراسة.   - مراعاة الصعوبات في المدرسة: يواجه بعض الأطفال صعوبات في متابعة الدراسة. لذا، تجب على الآباء مراعاة ذلك، واتّباع نهج التعلّم خارج المدرسة حتّى يتمكّن الأطفال من تجاوز الصعوبات، وإظهار ذكائهم وإبداعهم.   - التعلّم المشترك: من المفيد أن يؤدّي الآباء بعض النشاطات التعليميّة مع أطفالهم، لتعزيز قدراتهم الدراسيّة وزيادة محبّتهم للتعلّم، مثل مشاهدة الأفلام الوثائقيّة معهم حول الموضوعات التي تثير فضولهم واهتماماتهم.   - اتّباع نهج إيجابيّ: من الضروري اتّباع نهج إيجابيّ يرتكز على التشجيع على القدرات الدراسيّة التي يتمتّع بها الطفل والإشادة بها، بهدف تطوير ثقة الطفل وقدراته التي تمكّنه من الوصول إلى مجالات الدراسة الأخرى.   - طلب المساعدة المتخصّصة: يحتاج الطفل أحيانًا إلى زيارة أحد المختصّين لمعرفة الأسباب والمشكلات التي تؤدّي إلى عدم محبّته الدراسة؛ مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ثمّ التعامل معها تعاملًا صحيحًا.     لماذا لا يحبّ الأبناء الدراسة في بعض الأحيان؟   لا يعود عدم محبّة الأبناء الدراسة إلى سبب واحد، إذ هناك عدّة أسباب تؤدّي إلى شعور الأبناء بذلك، ومنها:   - التعرّض إلى بعض المشكلات: يمرّ الأطفال أحيانًا بوقت عصيب يؤدّي إلى الحدّ من قدراتهم على الدراسة، وعدم محبّتهم الذهاب إلى المدرسة. في هذه الحالة، ينبغي على الأبوين الاستفسار عن وجود أيّة صعوبات يتعرّض إليها الطفل في المدرسة.   - الإرهاق من المدرسة: قد يعاني الأطفال صعوبات تسبّب الإرهاق عند ذهابهم إلى المدرسة والجلوس في الفصول الدراسيّة. إذا أظهر الابن ذلك، يمكن للأبوين إرشاده إلى النوم وقتًا كافيًا.  - صعوبة التعامل مع المواقف الاجتماعيّة: يصعب على بعض الأطفال التعامل مع المواقف الاجتماعيّة التي يواجهونها في المدرسة، وربّما يتعرّض بعضهم إلى التنمّر بسبب ذلك. الأمر الذي يؤول إلى رفضهم الذهاب إلى المدرسة.   - الشعور بالفشل: لا يحبّ الأطفال الدراسة في المدرسة أحيانًا بسبب شعورهم بالفشل، لعدم قدرتهم على تلبية جميع التوقّعات التي لديهم أثناء الدراسة. لا بدّ هنا من معرفة التحدّيات الدراسيّة التي يواجهها الطفل في هذه الحالة، وإيجاد الحلول الملائمة لها.   - مشكلات إدارة الوقت: يعاني بعض الأطفال من صعوبة تحمّل المسؤوليّة، أو صعوبات في إدارة الوقت ومتابعة الواجبات المدرسيّة. الأمر الذي يؤدّي إلى التخلّف عن حلّ الواجبات، ويُمكن أن يظهر الطفل، عندئذ، بعض العبارات التي تبيّن عدم رغبته بالذهاب إلى المدرسة.    العلامات الدالّة على تعرّض الأبناء إلى صعوبات الدراسة   تدلّ بعض العلامات على تعرّض الأبناء إلى صعوبات تؤثّر في محبّتهم الدراسة في المدرسة، وينبغي على الآباء مراعاة هذه العلامات للتعامل معها تعاملًا مناسبًا من دون تأخير. من هذه العلامات التحذيريّة:  - رفض مناقشة أمور المدرسة: يدلّ رفض الطفل مناقشة أمور المدرسة مع أبويه فجأة على وجود بعض الصعوبات التي يعانيها. ومن الأهمّيّة بمكان احترام خصوصيّته في هذه الحالة مع ضرورة عدم تجاهل هذه العلامة التحذيريّة.   - تغيّر الموقف من المدرسة: يشير تبدّل انطباع الطفل الإيجابيّ عن المدرسة إلى انطباع سلبيّ إلى وجود مشكلة في العلاقات، أو مواجهة بعض صعوبات الدراسة، أو الشعور بالملل بسبب عدم الفهم الجيّد في المدرسة.   - استغراق الكثير من الوقت في حلّ الواجبات: يدلّ استغراق الأطفال وقتًا طويلًا في حلّ واجباتهم الدراسيّة على وجود مشكلة، مع ضرورة مراعاة الفروقات الفرديّة بين مهارات الأبناء وقدراتهم الدراسيّة. تنبغي كذلك مراعاة سياسات الواجبات المدرسيّة لدى المعلّمين المختلفين.   - تقارير المعلّم السيّئة: إذا تحدّث المعلّم مع الأبوين عن التقارير السيّئة لابنهما في المدرسة، فلا بدّ من أخذ هذا التنبيه على محمل الجدّ، والبدء باتّخاذ الخطوات التي من شأنها حلّ المشكلات التي يتعرّض إليها الطفل، لاستعادة أدائه الدراسيّ.     الاضطرابات المسبّبة رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة   قد تكون بعض الاضطرابات والمشكلات النفسيّة سببًا في عدم رغبة الأبناء بالذهاب إلى المدرسة، وتتضمّن القائمة الآتية عددًا من الاضطرابات التي يمكن أن تؤدّي إلى ذلك:   - اضطراب قلق الانفصال: يخاف بعض الأطفال المصابين باضطراب الانفصال من خسارتهم أحد الأبوين، أو الانفصال عنهما عند الذهاب إلى المدرسة. الأمر الذي يدفعهم إلى رفض الذهاب إليها.   - اضطراب الصمت الانتقائيّ: يعاني بعض الأبناء من اضطراب الصمت الانتقائيّ، وهو اضطراب يستطيع المصاب به التحدّث تحدّثًا طبيعيًّا في المنزل؛ إلّا أنّه يصمت في المدرسة. ويخاف عندها من الذهاب إليها حتّى لا يُجبره أحدٌ على الحديث.   - اضطراب الهلع: يخاف الأبناء المصابون باضطراب الهلع من التعرّض إلى مواقف الذعر الشديد في الأماكن التي لا يستطيعون الهروب منها مثل المدرسة، ولذلك لا يحبّون الذهاب إليها.   - الرهاب الاجتماعيّ: يخاف المصابون بالرهاب الاجتماعيّ من التعرّض إلى الانتقاد، أو الوقوع في مواقف محرجة أمام المعلّمين أو الطلبة. وذلك في ما يتعلّق بالمواقف الاجتماعيّة أو الأداء على حدّ سواء. ينتج عن ذلك عدم محبّتهم الدراسة في المدرسة.     إرشادات للتعامل مع رفض الأبناء المدرسة   إليكم بعض الإرشادات التي يستطيع الآباء الاعتماد عليها للتعامل مع رفض أبنائهم الدراسة في المدرسة:   - التدخّل بسرعة: يجب على الآباء التدخّل بسرعة وعدم التأخّر في اتّخاذ الإجراءات المناسبة، لحلّ المشكلات والصعوبات التي يعانيها الأبناء، والتي تؤدّي إلى رفضهم المدرسة إذا استمرّ ظهورها لأكثر من يوم أو يومين.   - تحديد سبب المشكلة: من المهمّ معرفة سبب المشكلة التي تؤدّي إلى رفض الذهاب إلى المدرسة، وذلك من خلال طرح الأسئلة على الطفل حول ما إذا كان يتعرّض إلى التنمّر، أو أيّة مواقف أخرى تزعجه في الفصل الدراسيّ.  - التعاون مع المدرسة: لا بدّ من التعاون مع المدرسة والتواصل معها، وتقديم جميع المعلومات التي تمكنها مساعدة المختصّين فيها على التعامل مع الأبناء.   - الحزم في قرار الذهاب إلى المدرسة: رغم ضرورة التعامل بلطف لحلّ مشكلة الأبناء الرافضين المدرسة؛ إلّا أنّه يتوجّب على الأبوين اتّخاذ موقف حازم بما يتعلّق بالذهاب إلى المدرسة، وعدم السماح للطفل بالبقاء في المنزل.   - جعل بيئة المنزل غير فاعلة: يستطيع الآباء جعل المنزل مكانًا شبيهًا بالمدرسة قدر الإمكان، حتّى يشعر الأطفال بالملل عند البقاء في المنزل، فتزداد رغبتهم بالذهاب إلى المدرسة.     * * * اقرأ أيضًا أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://study.com/blog/what-to-do-when-your-child-doesn-t-like-learning.html   - https://www.understood.org/en/articles/what-to-say-when-kids-with-learning-and-thinking-differences-dont-want-to-go-to-school   - https://www.boystown.org/Pages/when-kids-dont-want-to-go-to-school.aspx   - https://www.health.harvard.edu/blog/school-refusal-when-a-child-wont-go-to-school-2018091814756   - https://childmind.org/article/when-kids-refuse-to-go-to-school/   - https://www.verywellfamily.com/warning-signs-your-child-is-struggling-in-school-2601436  

صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه

نعلم أن لا حدود لحبّك طفلك، من تلبيتك جميع حاجاته الأساسيّة والكماليّة، إلى الموافقة على معظم متطلّباته غير الضروريّة أو المنطقيّة. ولكن، ستعرف أنّك، ومن دون أن تتوقّع، قد تكون أنشأت طفلًا مدلّلًا لا يقبل كلمة "لا". وكلّما كبر هذا الطفل يقترب سلوكه من الأنانيّة، حتّى يتطلّب التعامل معه جهدًا كبيرًا. ولأنّ عواطفك قد تغلبك في التعامل مع طفلك المدلّل، نودّ لفت انتباهك إلى بعض الطرق العقلانيّة في التعامل مع هذا النوع من السلوكيّات.   كيف يفكِّر الطفل المدلّل؟ تختلف سيكولوجيّة الطفل المدلّل عن غيره من الأطفال، فهو يشعر بأحقّيّته في الحصول على كلّ ما يريد من حوله، حتّى لو طلب شيئًا من ممتلكات غيره. يتطوّر هذا الشعور بالاستحقاق لديه، كلّما أذعن الأهل لطلباته واستجابوا لاحتجاجه المستمرّ، بهدف إسكاته على سبيل المثال. ومن الجدير بالذكر هنا، أنّ هذا الأسلوب هو بمثابة مخدّر موضعيّ، سريعًا ما يزول أثره، ليعاود طفلك التصرّف كما اعتاد، متوقعًّا ردّة الفعل ذاتها من أبويه.   صفات الطفل المدلّل ليس من السهل دائمًا التمييز بين الطفل المدلّل والطفل الذي يتصرّف بطبيعته الطفوليّة. لذلك، تعدّ هذه الخطوة أساسًا في بناء خطّة تعامل تربويّة جديدة مع طفلك، تستند إلى صفاته النفسيّة المكتسَبة وطريقة تعاملك معه. ومن أهمّ الصفات التي يتّصف بها الطفل المدلّل:   1. يرفض اتّباع القواعد  من الطبيعيّ، أحيانًا، أن يخالف طفلك القواعد التي تمليها عليه، إلّا أنّ الطفل المدلّل لا يمكن للقواعد التي ترسمها أن تنطبق عليه. يكمن السبب وراء هذا التصرّف في أنّه "أمِن العقاب"، إذ عندما يعتاد الطفل تساهلك معه، يستطيع مخالفة تعليماتك ببساطة.     2. تصيبه نوبات غضب   تعدّ نوبات الغضب من أكثر ردّات الفعل انتشارًا بين الأطفال، بين عامهم الثالث والثاني عشر. لكنّ نوبات الغضب المتكرّرة لأبسط الأسباب، تدلّ على حاجة الأهل إلى أن يكونا أكثر حزمًا معه.     3. أنانيّ في معظم الوقت   تعدّ الأنانيّة من الصفات التي يكتسبها الطفل، فعندما تمنح طفلك الأولويّة في جميع الأوقات، وفي كلّ الظروف، يتطوّر لديه الشعور بالاستحقاق حتّى تصعب السيطرة عليه. من هنا، تتناقص عواطفه تجاه غيره، ليبني المملكة التي يحكمها وحده.     4. لا يعبّر عن امتنانه للمعروف   يرى الطفل المدلّل أنّ جميع ما يقدَّم إليه واجب، وليس معروفًا يُشكر عليه صاحبه. تقول Virginia Williamson، أخصائيّة الزواج والأسرة، والمؤسِّس المشارك في مجموعة Collaborative Counselling Group: "إذا لم يتمكّن طفلك من التعبير عن الامتنان، فهذه علامة على شعوره باستحقاق ما فُعِل من أجله، والأشياء التي تُمنَح له".    5. لا يحبّ المشاركة  يأخذ الطفل عادةً وقتًا ليؤمن بأنّ "المشاركة محبّة"، وأنّها ليست تخلّيًا أو تضحية شخصيّة. بالإضافة إلى اختباره مبدأ "أنا أملك إذًا أنا موجود"، ولا سيّما في بداية نشأته ومحاولة فهمه القوانين التي تحيط به. لكن، بعد تخطّي الطفل عمرًا معيّنًا، من الطبيعيّ أن يصبح قادرًا على إظهار بعض الكرم مع من يحبّ، غير أنّ امتناعه المتكرّر عن المشاركة، يشير بوضوح إلى طبيعة الطفل المدلّل.      6. لا يظهر تعاطفًا مع الآخرين عدم رغبة طفلك في توظيف مشاعر العطف لديه أحد الأدلّة الجازمة على أنّ طفلك مدلّل. كما أنّ عدم إظهاره تعاطفًا مع ما يدور حوله من أحداث، يشير في معظم الأحيان إلى عدم شعوره بالشفقة، لأنّه لا يجد أيّ شيء جديرًا بشفقته.      7. لا يساوم في متطلّباته ويضعها في المقدّمة متطلّبات الطفل المدلّل هي الأهمّ، من دون تفاوض أو مراعاة، وهذا أحد الأسباب التي تجعل التعامل مع الطفل المدلّل في غاية الصعوبة، ولا سيّما إذا كان رفض ذوي الطفل طلباته منوطًا بانخفاض قدرتهم الماديّة. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يقبل التأخير في تلبية طلباته، ذلك أنّه يرى أبسطها في غاية الأهمّيّة.     8. يربط قيمته بحجم الأشياء التي يحصل عليها   قد ينمو لدى الطفل المدلّل الشعور بالنقص، على الرغم من محاولة الأهل إرضاءه وتلبية رغباته. يُعزى هذا الشعور إلى ارتباطه الشديد بالمادّة وربط قيمته بها. فطفلك المدلّل لا يكفّ عن طلب كلّ ما تقع عيناه عليه، لأنّه يرى قيمته في كلّ الأشياء.     9. لا يشعر بالاكتفاء    رغم مجاراة طفلك في ما يطلب، وتقديم رغباته على جميع الرغبات، والإصغاء إليه في جميع الأوقات، يظلّ إرضاؤه أمرًا يصعب تحقيقه. وهذا تمامًا ما يجعل طفلك مدلّلًا أكثر.    كيف تقوِّم سلوك طفلك المدلّل؟ هنالك المزيد من الصفات الدالّة على أنّك تنشئ طفلًا مدلّلًا، ولكن مهما طالت القائمة، فإنّ ملاحظتك صفة واحدة لدى طفلك كافية لتبدأ خطّتك التربويّة. وإليك أهمّ النصائح التي تسهّل عليك تقويم سلوكيّات طفلك المدلّل:  1. لا تعدّل مزاج طفلك بالهدايا  تعدّ مكافأة طفلك، من وقت إلى آخر، على حسن تصرّفه من الممارسات التربويّة المحبّبة، ولكنّ الهدايا المتكرّرة التي تمنحها طفلك لتهدئته في أوقات غضبه، ترسّخ في عقله أنّ سوء التصرّف يحقّق له رغباته.     2. اعرف متى تمدحه  يفسِّر عقل طفلك اللاوعي المديح غير المبرَّر محاولة لتثبيط شعوره بالسوء تجاه نفسه. الأمر الذي يخلق لديه حالة من الغرور المرتبط بكونه الأفضل دائمًا، ويؤدّي إلى انخفاض الطاقة التنافسيّة في داخله. للمديح قوّة عظمى في تشكيل شخصيّة طفلك وتقويتها، ولكن اعرف تمامًا متى تستخدم هذا السلاح، وكيف تستخدمه.   3. علّمه قيمة المال  عزّز في عقل طفلك أهمّيّة المال وصعوبة الحصول عليه، بغضّ النظر عن مستواك المادّيّ والمعيشيّ، لأنّ ذلك يبني لديه أساسًا متينًا يرافقه طيلة حياته، ويعلّمه كيفيّة الحفاظ على أمواله وإدارتها. تستطيع تحقيق ذلك بوضع قوانين للشراء تحكم طلباته المتكرّرة وغير المنطقيّة في معظم الأحيان.    4. لا تنجز أعماله عنه تعليم طفلك المدلّل المسؤوليّة خطوة ممتازة لتقويم سلوكه، وذلك بتكليفه ببعض المهمّات التي من شأنها زرع الإحساس بالمسؤوليّة في داخله تجاه احتياجاته الخاصّة، وعدم الاتكال على أهله في إنجاز كلّ صغيرة وكبيرة.   5. اختر توقيت استنكارك لتصرّفاته بعناية  القرارات التي تؤخذ في حالة الغضب قد لا تصبّ في مصلحة الموقف، بقدر ما تزيده سوءًا. احرص دائمًا على اختيار التوقيت المناسب لتأنيبه تربويًّا، حول أيّ سلوك غير مرغوب به. انتظر حتّى تهدأ أنت وطفلك، قبل أن تتّخذ أيّ قرار تهذيبي بحقّه.     6. اختر كلماتك بعناية  للكلمة دور ذهبيّ في إنجاح قراراتك التربويّة، والاحترام مفتاح انتقاء كلماتك التي من شأنها الضغط عليه لتحسين سلوكه، ولكن من دون التقليل من احترامه أو المسّ بتقديره ذاته. السرّ يكمن في استخدام الشدّة والاحترام معًا.    7. علّم طفلك معنى المشاركة  حثّ طفلك على مشاركة ما يحبّ مع من يحب. على سبيل المثال، يمكنك أن تلعب مع طفلك ألعابًا تتضمّن المشاركة والأخذ والعطاء بين الطرفين، حتّى يفهم أنّ المشاركة أمرٌ طبيعيّ، وقد يكون مسليًّا في بعض الأحيان.     8. لا تعطه فرصًا أكثر من اللازم  الفرص الكثيرة تفسح لطفلك المجال لارتكاب المزيد من الأخطاء والممارسات السلبيّة، لاعتقاده أنّك ستسامحه في نهاية المطاف. مثلًا، توقّف عن العدّ من واحد إلى ثلاثة قبل إصدار عقابك، أصدره وكن حازمًا مع طفلك حتّى يدرك تمامًا نتيجة أخطائه، من دون تساهل غير مشروط.     9. لا تتفاوض معه نقاشك مع طفلك مهمّ، ولكنّ محاولة مساومته في أمر مرفوض يدفعه إلى استغلال فرصته في الحصول على مبتغاه، واستغلال قبولك الدائم المنبعث من محبّتك تجاهه. لهذا، ارفض واثبت على موقفك التربويّ.   * * * من الصعب أحيانًا رؤية طفلك يعيش لحظات الحزم الصارمة التي تقابل تصرّفاته بها، لكنّ هذا النوع من الشدّة ضروريّ لتربّي طفلًا يقدِّر جهود مَن حوله في توفير الحياة الكريمة له، وتنشئ شابًا يرى العالم بنظرة أكثر عقلانيّة ومنطقيّة، مع ضرورة تقييم ما يستحقّ، مقابل ما يبذله من مجهود لاستحقاقه.    اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   https://wowparenting.com/blog/deal-with-spoiled-children/  https://www.whattoexpect.com/toddler/ask-heidi/spoiled-children.aspx  https://www.parents.com/toddlers-preschoolers/development/behavioral/toddlers-do-not-need-to-share/  https://www.psychologytoday.com/us/blog/constructive-wallowing/202101/never-call-child-selfish#:~:text=Children%20are%20selfish.&text=That's%20normal%20in%20the%20first,collaborative%20and%20less%20selfish%20ways.  https://bestlifeonline.com/spoiled-child/   

أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟

قد يلجأ معظم الآباء إلى الصراخ على الأطفال من وقتٍ إلى آخر، إذ يعتبرونه من أساليب التربية. وهناك اختلاف في وجهة النظر هذه، إلّا أنّه من المؤكّد أنّ استمرار الصراخ على الطفل وتطوّره، أمرٌ له العديد من السلبيّات.   يعرض هذا المقال آثار الصراخ النفسيّة، قصيرة المدى وطويلة المدى، في الأطفال. بالإضافة إلى الآثار السلبيّة الأخرى التي تصيب الطفل ومحيطه. كما يتطرّق إلى وجهات النظر التي لا ترى مشكلة في الصراخ على الأطفال في حالات معيّنة، ويقدّم بعض المقترحات والحلول.    أنوع الصراخ الثلاثة  يُقسِّم خبراء التربية الصراخ على الأطفال إلى ثلاثة أنواع:   1. الصراخ المرافق للحديث الصارم: ينتج هذا الصراخ في أوقات الحديث الجاد أو الصارم مع الأطفال، ويكون برفع نبرة الصوت أكثر من اللازم. لا يؤثّر هذا النوع غالبًا في الأطفال، لأنّه لا يولّد الخوف فيهم.   2. الصراخ الناجم عن الغضب: يميل بعض الآباء إلى الصراخ على أطفالهم تعبيرًا عن غضبهم من تصرّف ما. قد يكون هذا النوع من الصراخ مخيفًا للأطفال، فيؤثِّر فيهم صحيًّا وعاطفيًّا، ولا سيّما إن كان ذلك يحصل دائمًا.   3. الصراخ الجيّد: يستخدم الآباء هذا النوع عندما يكون الطفل على وشك الوقوع في ما يؤذيه، كأن يصرخ الأب على طفله عندما يحاول قطع الشارع من دون انتباه، أو عند محاولته اللعب بأدوات حادّة على سبيل المثال.     الآثار النفسيّة قصيرة المدى للصراخ على الأطفال  معظم الآثار الصحّيّة والنفسيّة الناتجة عن الصراخ لا تظهر على الطفل بعد الصراخ عليه مباشرة، إذ هناك بعض الآثار التي يمكن للآباء ملاحظتها خلال فترة قصيرة، مثل انسحاب الطفل من المحيط الذي يعيش فيه، أو شعوره بالقلق، أو إظهاره بعض السلوكيّات العدوانيّة أحيانًا.   في دراسة أجريت على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8-12 عامًا، أظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين كانت تلجأ أمّهاتهم إلى العقاب البدنيّ والصراخ، أعربن عن خيبة أملهنّ، إذ أصبح أطفالهنّ أكثر عدوانيّة. وأشارت نتائج الدراسة نفسها إلى تفاقم أعراض القلق عند هؤلاء الأطفال، عندما تعرّضوا إلى الضرب، وأعربت أمّهاتهم عن خيبة أملهنّ وخجلهنّ منهم.     الآثار النفسيّة طويلة المدى للصراخ على الأطفال  قد يؤدّي الصراخ على الأطفال إلى آثار وخيمة بعد فترة طويلة من وقوع حوادث الصراخ. أظهرت دراسة نُشرِت في مجلّة أنّ الأطفال الذين نشأوا في منازل يوجد فيها صراخ مستمرّ، كانوا أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والتوتّر، ولأزمات عاطفيّة أخرى، على غرار الآثار التي تظهر في الأطفال الذين يتعرّضون للضرب بشكل متكرّر.   ووفق دراسة أجريت على طلّاب المدارس الإعداديّة، لاكتشاف آثار اعتداء الأمّهات لفظيًّا على أبنائهنّ، بدا أنّه من الممكن أن يتسبّب الصراخ على الأطفال بآثار نفسيّة طويلة الأجل، وقد يظهر على الطفل بعض العلامات الآتية:  1. القلق.   2. النظرة السلبيّة إلى الذات.   3. تدنّي احترام الذات.   4. المشكلات الاجتماعيّة.   5. المشكلات السلوكيّة.   6. العدوانيّة.   7. التنمّر.   8. الاكتئاب.   كما أشارت نتائج الدراسة إلى أنّ الأطفال يميلون إلى معاملة الآخرين بالطريقة نفسها التي يُعاملون بها، فالأطفال يطوّرون عادات وتصرّفات في مراحل الطفولة تتبعهم إلى مراحل البلوغ وما بعدها. الصراخ على الأطفال قد يدفعهم إلى الصراخ على الآخرين، وفي حالات متطوّرة قد يدفعهم إلى التنمّر عليهم، لأنّهم تربّوا على منظور مشوّه لما يجب أن تبدو عليه العلاقات الصحّيّة.     لماذا يُعتَبر الصراخ على الأطفال أسلوبًا تربويًّا خاطئًا؟  أظهرت بعض الأبحاث النفسيّة أنّ الأسلوب اللفظيّ القاسي يخلق سلوكيّات عدوانيّة وغير متوافقة لدى الأطفال في مختلف الأعمار. كما أظهرت الدراسات الآثار الضارّة لهذا الأسلوب، عدم فعّاليّته. وتعدّ زيادة العدوانيّة والتمرّد لدى الأطفال من أبرز المخاوف الرئيسة الناتجة عن الأسلوب اللفظيّ القاسي وتعرّضهم للصراخ. وعندما يكون الصراخ مزمنًا، تزيد فرص تمرّد الأطفال على آبائهم، ما يثير المزيد من ردّات الفعل اللفظيّة القاسية من الوالدين، والتي يمكن أن تتطوّر إلى الضرب، وغيره من أشكال العنف البدنيّ.  تشمل الأساليب اللفظيّة القاسية الأخرى ما يلي:   - التخويف اللفظيّ، وهو الصراخ.   - اللغة المبتذلة التي لا تخلو من الشتم.   - الإذلال، وذلك بوصف الطفل بالغبيّ أو الكسول، أو بغير ذلك من الصفات المهينة.  بالإضافة إلى ما يؤدّي إليه الصراخ على الأطفال من خلق سلوك عدوانيّ وحالة من التمرّد لديهم، ثمّة آثار سلبيّة أخرى وخيمة وحادّة، تتمثّل بالآتي:     1. القلق والاكتئاب وتدنّي احترام الذات   وجدت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتعرّضون إلى الصراخ أكثر عرضة للقلق من غيرهم، بالإضافة إلى معاناتهم المرتفعة والمتزايدة من الاكتئاب. يقول الخبراء النفسيّون إنّ الأطفال يلتقطون القلق من والديهم، وإنّ الطريقة التي يتفاعل فيها الوالدان مع الأخطاء التي يرتكبها الأطفال، تعمل على تهدئتهم أو تحفيز قلقهم. لذلك، فإنّ الصراخ ليس أسلوبًا مهدِّئًا أبدًا.     2. تكسير الروابط العائليّة   يؤدّي الصراخ الدائم على الأطفال إلى زيادة الخلاف بين الآباء وأطفالهم، ويُشعِر الأطفال بأنّ الوالدين ليسا بجانبهم. كما يولّد الصراخ على الأطفال تحديًّا بينهم وآبائهم، قد يؤدّي في نهاية المطاف إلى انفصال الطفل عاطفيًّا عن والديه.     3. الإضرار بحياة الطفل المدرسيّة والمجتمعيّة   أوضحت عدّة دراسات كيف أنّ الصراخ على الأطفال يؤثِّر في تحصيلهم الدراسيّ، وخلصت إحدى الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يؤدَّبون في المنزل بالصراخ المستمرّ، إنجازاتهم المدرسيّة عادة ما تكون سيّئة. كما أظهر الأطفال الذين يتعرّضون إلى صراخ مستمرّ في المنزل مشكلات سلوكيّة في التعامل مع أقرانهم، قد تصل إلى حدّ التنمّر. بالإضافة إلى ذلك، استنتجت دراسة أنّ الإساءة اللفظيّة والصراخ المتكرّر على الأطفال، يمكن أن يغيّر الطريقة التي يتطوّر بها دماغ الطفل.     4. مهارات الاتّصال الضعيفة   يواجه الأطفال صعوبة في تعلّم تنظيم عواطفهم الخاصّة، إذا لم يظهِر لهم آباؤهم كيفية ذلك. والآباء الذين يفقدون أعصابهم ويصرخون على أطفالهم في كلّ مرّة يشعرون فيها بالضيق، يعلّمون أطفالهم المبالغة في ردّة الفعل بالمثل، عندما يواجهون مواقف محبطة خاصّة بهم.     متى يكون الصراخ على الأطفال مناسبًا؟   في الوقت الذي يتّفق فيه الخبراء والمؤسّسات الاجتماعيّة على أنّ الصراخ على الأطفال ضار، يعتقد خبراء آخرون أنّه لا بأس من الصراخ في الظروف المناسبة. وبرغم أنّ الصراخ على الأطفال لا يحفّزهم على تغيير سلوكهم أو تصحيحه، إلّا أنّ الصوت المرتفع يسمح للوالدين بالتعبير عن إحباطهم أو مشاعرهم. ومع ذلك، إذا اضطرّ الآباء إلى أن يصرخوا على أطفالهم، عليهم دائمًا الامتناع عن الشتائم والإذلال والتهديدات.   من ناحية أخرى، يمكن أن تكون حاجة الطفل إلى تغيير سلوك معيّن مسألة حياة أو موت، كما لو كان الطفل يركض إلى الشارع خلف كرة قدم، إذ تحتاج لحظة خطر كهذه يمكن أن تهدّد حياة الطفل، إلى صراخ أحد الوالدين على الطفل لجذب انتباهه إلى الخطر.     هل ينتشر الصراخ على الأطفال لدى ثقافات أكثر من غيرها؟  من المؤكّد أنّ تعامل الآباء مع أطفالهم يختلف باختلاف الثقافات التي ينتمون إليها، والصراخ على الأطفال قد يكون منتشرًا أو مقبولًا في مجتمعات أو ثقافات أكثر من غيرها، لكنّ ذلك لا يجعل من الصراخ على الأطفال أمرًا صحيحًا أو صحيًّا. لذلك، وبغضّ النظر عن الخلفيّة الثقافيّة والمجتمعيّة للأب أو الأم، يجب أن ينتبه الوالِدان إلى العواقب قصيرة الأمد وطويلة الأمد التي قد تؤثّر في الأطفال، نتيجة الصراخ عليهم.     نصائح للتوقّف عن الصراخ على الأطفال  يفقد الصراخ فاعليّته بمرور الوقت، إذ لا يعلّم الأطفال كيفيّة إدارة سلوكهم؛ فتعرّض الطفل إلى الصراخ بسبب ضربه شقيقه، لن يعلّمه كيفيّة حلّ المشكلات سلميًّا. وإليك بعض النصائح التي تعين على ضبط الطفل من دون اللجوء إلى الصراخ:    1. تحديد العواقب في وقت مبكّر   اشرح عواقب كسر القواعد السلبيّة لطفلك في وقت مبكر. استخدم المهلة، أو سلب الامتيازات، أو العواقب المنطقيّة لمساعدة طفلك على التعلّم من الانزلاق السلوكيّ. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "إذا لم تنجز واجباتك المنزليّة قبل العشاء، فلن يُسمَح لك بمشاهدة التلفاز ليلًا". فيُترَك الأمر لطفلك لاتّخاذ خيارات جيّدة، نظرًا إلى أنّ الكرة في ملعبه، وبالتالي، تكون أقلّ عرضة للصراخ عليه. فكِّر في العواقب التي من المرجّح أن تكون أكثر فاعليّة. ضع في اعتبارك أنّ العواقب التي تنجح مع طفل قد لا تنجح مع طفل آخر.      2. اعتماد التعزيز الإيجابيّ   حفِّز طفلك على اتّباع القواعد باستخدام التعزيز الإيجابيّ. إذا كانت هناك عواقب سلبيّة لخرق القواعد، فتأكّد من تقديم عواقب إيجابيّة لاتّباعها. امدح طفلك لاتّباعه القواعد. قل له مثلًا: "شكرًا لك على القيام بقائمة الأعمال المنزليّة الخاصّة بك مباشرة عندما وصلت إلى المنزل اليوم. أنا أقدّر ذلك". وامنح طفلك الكثير من الاهتمام للحدّ من سلوكيّات البحث عن الانتباه. كما يمكنك أن تخصّص بعض الوقت كلّ يوم لتحفيز طفلك على مواصلة العمل الجيّد.   تعمل أنظمة المكافآت، مثل مخطّطات الملصقات، عملًا مؤثِّرًا في الأطفال الأصغر سنًّا، كما يمكن للأطفال الأكبر سنًّا أن يبلوا بلاءً حسنًا مع أشكال اقتصاديّة رمزيّة أخرى.     3. فحص الأسباب التي تجعلك تصرخ   إذا وجدت نفسك تصرخ على طفلك، فحاول معرفة سبب تفاعلك بهذه الطريقة. إذا كنت تصرخ لأنّك غاضب، فتعلّم استراتيجيّات لتهدئة نفسك. يساعدك ذلك على تقديم نموذج يحتذى به في إدارة الغضب.  خذ وقتًا متفرّقًا لجمع أفكارك، ما لم يكن الوضع خطيرًا، انتظر حتّى تهدأ لتأديب طفلك. إذا كنت تصرخ لأنّ طفلك لا يستمع إليك في المرّة الأولى التي تتحدّث فيها، فجرّب استراتيجيّات جديدة لجذب انتباه طفلك والحفاظ عليه. قد ترغب في التدرّب على إعطاء تعليمات فعّالة من دون أن ترفع صوتك.    أخيرًا، إذا كنت تصرخ بدافع السخط، فضع خطّة واضحة لمعالجة سوء سلوك الطفل. في كثير من الأحيان، يصرخ الآباء بتهديدات فارغة لا يخطّطون أبدًا لمتابعتها، ولكنّهم لا يعرفون ما عليهم فعله.    4. تقديم تحذيرات عند الحاجة   حذّر طفلك عندما لا يستمع إليك، بدلًا من الصراخ عليه. إذا كنت تستخدم "متى... ثمّ" عبارة، تتيح لهم معرفة النتيجة المحتملة بمتابعتهم. قل لهم مثلًا: "عندما تلتقط ألعابك، ستتمكّن من اللعب بكذا بعد العشاء".     استراتيجيّات تعينك على التوقّف عن الصراخ  تؤثِّر ممارسات الأبوّة والأمومة تأثيرًا مباشرًا في الصحّة النفسيّة للأطفال. لذلك، إذا وجدتَ نفسك تصرخ على أطفالك صراخًا متكرًّرًا، ففكّر في صحّتهم على المدى الطويل، وفي العلاقة التي تبنيها معهم. ومن أهمّ الاستراتيجيّات التي تعينك على التوقّف عن الصراخ:     1. فهم سلوك طفلك   أثبت علماء النفس أنّ سوء سلوك الأطفال غالبًا ما يكون موجّهًا نحو الهدف، أي أنّ هناك حاجة كامنة عنده يجب تحديدها وفهمها والاهتمام بها، واستخدام الانضباط اللفظيّ القاسي يجعل ذلك مستحيلًا. يذكر علماء نفس الأطفال أنّ سوء سلوك الأطفال يقع عمومًا ضمن المجالات الأربعة الآتية: القوّة، والاهتمام، والثأر، وعرض عدم الكفاية. يمكن للوالدين البدء بتحديد أطفالهم وفهمهم والاهتمام بهم اهتمامًا مناسبًا.     2. توقّف مؤقّتًا قبل الردّ   أخذ نفس عميق، وترك مساحة بين ما يحدث واستجابتك، يمنحانك فرصة لتركيز عواطفك وقدرتك على الاستجابة بعقلانيّة، بدلًا من ردّة الفعل السريعة والمتهوّرة.    3. استخدم الحديث الذاتيّ والإيجابيّ    ذكّر نفسك بالحقيقة وفكّر بوجهة نظر طفلك، باستخدامك تعبيرات، مثل "هذا أيضًا سيمر"، أو "أنا موافق"، أو "هذا مؤقّت"، أو "هل كان يومه سيّئًا؟" تمنحك هذه الممارسة القدرة على تحدّي أفكارك ومشاعرك وعلى توضيح استجابتك. وتذكّر أنّ عدم قدرتك على تحقيق ذلك يضعك في موقف ردّة الفعل.    4. التحدّث إلى شخص بالغ آخر    تحدّث إلى زوجتك أو صديقك أو قريبك عن مشاعرك. فوجود منفذ يمكنك من خلاله تفريغ مشاعرك، ثمّ معالجتها، يمكن أن يضعك في الحالة الذهنيّة الصحيحة للتحدّث مع طفلك، وإيجاد طرق صحّيّة لتأديبه عند الضرورة.     5. حوِّل وجهة نظرك نحو طفلك   لديك القدرة على الاستماع بانفتاح إلى طفلك. يدلّ ذلك على الاحترام والدعم، ويمكن أن يساعدك الاستماع إلى طفلك وفهم وجهة نظره على حلّ المشكلات، ويمكنك تحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى مزيد من الانضباط بعد فهم وجهة نظره عن الأشياء.    6. تدريب الوالدين   المعالجون الأسريّون ومدرّبو الوالدين محترفون، يمكنهم تقديم إرشادات وحلول موضوعيّة وعمليّة لتغيير عادات الأبوّة والأمومة غير الصحّيّة، بما في ذلك تلك التي تنطوي على الانضباط اللفظيّ والقاسي. يؤدّي معالج الأسرة أدوارًا رئيسة، فهو ميسّر وداعية ومعلّم، من أجل تحسين ديناميكيّة عائلتك.    7. التقييم والتسهيل   يجب الكشف عن احتياجات الأطفال والآباء لفهم المهارات والموارد اللازمة للتوصّل إلى حلّ. في بعض الحالات، يعاني الآباء من عجز في النضج. يظهر هذا العجز في الآباء الذين ليست لديهم المهارات المناسبة للتعامل مع أطفالهم خلال المواقف الصعبة، فيلجؤون إلى الصراخ ويصابون بالإحباط والتهديدات، بدلًا من ممارسة السلوكيّات الحازمة والداعمة. مع هذه التجارب، يفتقر الأطفال إلى الاستقلاليّة والشعور القويّ بالذات، وتظهر أوجه القصور والاحتياجات في مرحلة التقييم.     8. الدعوة والتدخّل   يسمح دور المحامي بإيجاد حيّز يتيح للأطفال التعبير عن احتياجاتهم وشواغلهم، من دون التعرّض إلى تهديد أو ترهيب. ينضمّ معالج الأسرة إلى الأسرة ويدعم الطفل والوالدين، ويدعوهم إلى التعبير عن الاحتياجات التي تُتجاهل في المنزل.     9. توفير التثقيف  يتمتّع معالج الأسرة بفرصة فريدة لتوفير التثقيف النفسيّ حول احتياجات الأطفال التنمويّة والاجتماعيّة والعاطفيّة. وإذا لم يعترف الآباء بهذه الاحتياجات على النحو الصحيح، يمكن أن تكون مصدرًا للصراع، لأنّ الأطفال يمرّون بسنوات المراهقة. يمنح التعليم النفسيّ الآباء فهمًا لحاجتهم إلى تعديل أسلوب الأبوّة والأمومة، والأهمّ من ذلك، كيف يمكنهم إجراء التغيير مع تقدّم الأطفال في العمر.    وعليه، حاول ألّا تكون قاسيًا جدًّا على نفسك إذا كنت تصرخ من حين إلى آخر. فكّر في الذهاب إلى الطفل بعد فترة وجيزة من الصراخ، واشرح ما أزعجك واعتذر. إذا كنت تعمل على التوقّف عن الصراخ، فمن المحتمل أن يكون هناك عدد أقلّ من المواقف التي تستدعي صراخًا في المستقبل.     اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com  

كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد

يبحث الكثير من الآباء عن كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد، في سبيل إيجاد طرق وأساليب للتعامل مع عناد أطفالهم وعصبيّتهم المُفرِطة، والتي عادةً ما تظهر لديهم خلال سنوات الطفولة والمراهقة؛ علمًا أنّها يمكن أن تظهر في أيّ عمر. ومن الجدير بالذكر، أنّ العناد قد يكون جزءًا من شخصيّة الطفل، ممّا يستدعي تعليمه كيفيّة إدارته، أو قد يكون مجرّد وسيلة لاختبار الحدود وتأكيد الحرّيّات، أو للتعبير عمّا يحدث معه. وبناءً على ذلك، يقع على عاتق الوالدين، والهيئة التعليميّة في المدارس كذلك، مسؤوليّة تعليم الأطفال العنيدين التعبير عن أنفسهم والتعامل مع ضغوطهم بطرقٍ صحّيّة، بالإضافة إلى تأديب الطفل العنيد بالتزام الهدوء، والاستماع الجيّد إليه وفهمه، واختيار قدوة جيّدة للسلوك المقبول، للتعلّم منه والاقتداء به.    التعامل مع الطفل العنيد في البيت   يقع على عاتق الوالدين مسؤوليّة خاصّة في التعامل مع الطفل العنيد، وتعليمه كيفيّة إدارة عناده وعصبيّته والسيطرة عليها. ومن النصائح التي تٌقدَّم إلى الوالدين للتعامل مع الطفل العنيد في البيت:  التواصل الجيّد مع الطفل: إذا كنتَ تريد أن يستمع طفلك إليك فعليك أن تكون على استعداد تامّ للاستماع إليه أولًا؛ إذ غالبًا ما يكون لدى الأطفال العنيدين آراء قويّة، ويميلون إلى المجادلة والتحدّي عند شعورهم بأنّه لا يُستَمَع إليهم. لذا، يعدّ الاستماع إلى الأطفال العنيدين وإجراء محادثة مفتوحة حول ما يزعجهم، من العوامل المساعدة على إيجاد حلّ مناسب.  إشراك الطفل في العمل: في كثير من الأحيان، يُخبِر الآباء الأطفال بما يجب عليهم فعله، مقابل إشراكهم في العمل معهم؛ إذ إنّ الأطفال العنيدين غالبًا ما يعانون حساسيّةَ مفرطة من الكلام والسلوك ونبرة الصوت والموقف العامّ تجاههم، الأمر الذي يجعلهم أكثر تحديًّا ورفضًا وغضبًا وإحباطًا. لذا، فإنّ إشراكهم في العمل يساعد على السيطرة على عنادهم والتعامل الجيّد معهم.  التفاوض مع الطفل: من الجيّد أن يكون الوالدان أكثر تفهّمًا لتصرّفات الطفل العنيد، والتفاوض معه ومناقشته في ما يحدث وما يريد، من أجل الوصول إلى نقطة مشتركة.  إلهام الطفل العنيد: في الواقع، يتأثّر الأطفال كثيرًا بكلام والديهم وأفعالهم وما يرونه من حولهم. لذا، يمكن استخدام ذلك وسيلةً للتعامل معهم، بسرد القصص المؤثِّرة والمُلهِمة، والتي تُحفّز الطفل على التخلّص من عناده والاستماع أكثر إلى نصائح والديه.  الحفاظ على السلام في المنزل: من الضروريّ أن يكون المنزل الذي يقيم فيه الطفل مُفعمًا بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات، والتأكّد من التعامل اللبق والمُهذَّب مع كلّ شخص في المنزل، ولا سيّما بين الزوجين. يتعلّم الأطفال بملاحظة ما يجري حولهم، ومن المحتمل أن يقلّدوا ما يرونه. لذا، يتوجّب على الوالدين أن يحافظا على السلام، ويتجنّبا الجدال وتبادل الإهانات أمام الطفل.  احترام الطفل العنيد: غالبًا ما يرفض الطفل العنيد القيام بما يريد والداه، بمجرّد أن يُفرَض عليه ذلك، وفي ما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها احترام الطفل:  - اطلب التعاون منه، ولا تُصرّ على الالتزام بالتوجيهات.  - ضع قواعد متّسقة لجميع الأطفال.  - تعاطف مع الأطفال ولا تتجاهل مشاعرهم أو أفكارهم.  - دع الأطفال يفعلون ما بوسعهم لأنفسهم، وتجنّب إغراءهم بالقيام بشيء من أجلهم لتخفيف العبء عنهم. - قل ما تقصده وافعل ما تقوله.  - كن قدوةً طيبةً وجيّدةً لطفلك طوال الوقت.    التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة  في الآتي بعض النصائح والإرشادات التي تعين المعلّمين على التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة والتفاهم الجيّد معه:  الاستفادة من اهتمامات الطفل وتضمين اختياراته: يمكن للمعلّمين في كثيرٍ من الأحيان تعديل الأساليب التعليميّة لتلبية احتياجات الطلّاب. يُعدّ ذلك أحد أبسط الطرق وأكثرها فعّاليّة لكسب الطلّاب العنيدين؛ إذ يضمن بناء علاقة قويّة معهم، ما يشعرهم بالأمان للحديث عن أنفسهم.  تشجيع الطفل العنيد على مشاركة تجاربه: يُنصَح دائمًا بإشراك تجارب الطفل العنيد الذي أثبت نجاحه فيها، حيث تصبح مصدر إلهام وتمكين لغيره من الأطفال. الأمر الذي يُحفّزه على العطاء، ويؤدّي إلى النجاح والتطوّر والمُضي قُدمًا.  استخدام التكنولوجيا: من المفيد دمج العديد من الأدوات والألعاب التي لا يستطيع الأطفال العنيدين الاستغناء عنها؛ والتي يمكن أن تساعد الطفل العنيد على الانخراط أكثر في بيئة المدرسة.  منح الطفل العنيد بعض الوقت والتعاطف معه والتحلّي بالصبر: تُعدّ هذه الإستراتيجيّة الأبسط والأكثر فاعليّة في التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة، إلّا أنّها تتطلّب إخراج المعلّم نفسه من الموقف، وإدراك أن لا علاقة له بسلوك الطفل العنيد على الإطلاق، ما يجعله أكثر صبرًا وتفهّمًا.  التحلّي بالصدق في التعامل مع الطفل: يضمن صدق المعلّم الدائم بناء علاقة قويّة وثابتة مع طالبه العنيد، كما يتمكّن المعلّم المُتفهِّم من الوصول إلى حلّ وصولًا أسرع مقارنةً بغيره.    المشكلات الأكثر شيوعًا التي يعانيها الطفل العنيد   هناك العديد من المشكلات التي يعانيها الطفل العنيد، والتي تتطلّب من الوالدين الصبر والتفهّم لإدارتها وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأكثر هذه المشكلات انتشارًا: المشكلات المتعلّقة بتناول الطعام: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إرضاء أطفالهنّ عندما يتعلّق الأمر بالطعام. لذا، يُنصَح بمحاولة تقديم أجزاءٍ صغيرةٍ من الأطعمة المختلفة للطفل، والسماح له باختيار ما يريد تناول المزيد منه. كما تمكن تجربة العديد من الطرق لجعل الطعام ممتعًا، بابتكار وصفاتٍ جديدة بمكوّنات صحّيّة. بالإضافة إلى إشراك الطفل في الأعمال المنزليّة، مثل إعداد وجبات الطعام، أو إعداد الطاولة، ومكافأته بتقديم الحلوى المفضّلة لديه عند الانتهاء من واجباته.  المشكلات المتعلّقة بالواجبات المنزليّة: إذا واجه الطفل صعوبة في إكمال الواجب المنزليّ، يمكن تقسيمه إلى أجزاء أقصر ليتمّها على مراحل. كما قد يؤدّي أخذ فترات راحة قصيرة بين الواجبات إلى إنجازها إنجازًا أسرع ممّا ينجزها في جلسة واحدة.   المشكلات المتعلّقة بارتداء الملابس: من الشائع أن يحدث خلاف بين الطفل ووالدته عندما يتعلّق الأمر بارتداء الملابس المناسبة، ويمكن أن يساعد ترتيب ملابس الطفل وتبديلها كلّ أسبوعين، وإبعاد الملابس غير المناسبة للموسم، أو منح الطفل خيارين أو ثلاثة من الملابس، على تقليل عناد الطفل والخلاف معه، وجعله أكثر سعادة لاتّخاذه القرار بنفسه.  المشكلات المتعلّقة بالنوم: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إخلاد أطفالهم للنوم. يمكن أن يساعد إغلاق التلفاز، وإطفاء الأنوار قبل حوالي 30 دقيقة من موعد النوم، وجعل الطفل يرتدي ملابس النوم، وتشغيل بعض الموسيقى الهادئة، على حلّ هذا الخلاف.  اقرأ أيضًا كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع  https://parenting.firstcry.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-child/  https://theartofeducation.edu/2015/09/10/5-effective-tips-for-working-with-stubborn-students/  https://www.momjunction.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-kids_0076976/#gref  https://www.psychologytoday.com/us/blog/creative-development/201301/the-highly-sensitive-and-stubborn-child 

الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه

يُعرَف الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال غالبًا باسم اضطراب القلق الاجتماعيّ، إذ يتجاوز مجرّد الخوف من تكوين الأصدقاء أو التواصل معهم. كما يوصَف بالخوف العميق الذي يصيب الطفل ممّا يصدره الآخرون من أحكام عليه في الظروف الاجتماعيّة المختلفة. وتعدّ حالات، مثل التحدّث أمام الآخرين، والقراءة بصوت عالٍ، والدخول في محادثة مع الغرباء، بعضًا من مثيرات القلق الشديد عند الأطفال الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعيّ.     كيف تعرف أنّ طفلك مصاب بالرهاب الاجتماعيّ؟   قد يكون طفلك خجولًا بطبيعته، ولا سيّما في بداية طفولته، ولكن إذا كان يعاني من الرهاب الاجتماعيّ، فمن المفترض أن تظهر عليه بعض الأعراض الآتية، أو كلّها: 1- الخوف من التجمّعات  تظهر علامات الرهاب الاجتماعيّ عند طفلك في حالة القلق الشديد عند دخول الأماكن الاجتماعيّة. وقد يعبِّر طفلك عن هذا الخوف بزيادة تشبّثه بك، أو بدخوله في نوبات غضب شديدة، أو بتلعثمه بالكلام.   2- صعوبة التحدّث مع أقرانه  يجد الطفل المصاب بالرهاب الاجتماعيّ صعوبة في مقابلة الأطفال الآخرين، أو الانضمام إلى مجموعاتهم. وغالبًا ما ينتهي به المطاف إلى اتّخاذ زاوية يراقب منها كلّ ما يحدث عن بعد.   3- قلّة الأصدقاء  يستصعب الطفل الذي يعاني الرهاب الاجتماعيّ أن يكوّن صداقات عديدة، فهو يكتفي بصديق واحد أو اثنين. كما يخشى محاولة التحدّث مع زملائه الذين لا يعرفهم.    4- يمتلك شخصيّة منسحبة وانطوائيّة  الانطوائيّة دليل على كلّ ما سبق ذكره من أعراض الرهاب الاجتماعيّ، والتي قد يعانيها طفلك؛ فتجده معظم الأحيان يقضي وقتًا بمفرده، محاولًا تسلية نفسه بنفسه دون الانخراط في محيطه.     ما أسباب الرهاب الاجتماعيّ عند الطفل؟  إليك أهمّ الأسباب التي تجعل طفلك قَلِقًا اجتماعيًّا:   1- مروره في تجربة محرجة  قد يكون سبب الرهاب الاجتماعيّ الذي يعانيه طفلك تعرّضَه إلى موقف ما أثّر فيه نفسيًّا، ولا سيّما إذا تعرّض للإحراج بين جموع من الأشخاص الذين لا يعرفهم.   2- قضاء وقت طويل أمام الأجهزة الإلكترونيّة  تشكّل الهواتف الذكيّة عادةً مجموعة من التحدّيات أمام الأهالي، من تطبيقات الوسائل الاجتماعيّة إلى الألعاب وارتباطها بالمشكلات العقليّة والمهارات الاجتماعيّة، حيث إنّ للعالم الرقميّ تهديدًا موازيًا لتهديد العالم الماديّ. 3- العامل الوراثيّ من الشائع جدًّا انتشار اضطرابات القلق في العائلات، إلّا أنّه لا يمكن التمييز بسهولة بين كون السلوك متوارثًا بسبب الجينات، أم مكتسَبًا من المواقف والمشاعر المختلفة.  4- البيئة المحيطة  قد يكون اضطراب القلق الاجتماعيّ سلوكًا مكتسَبًا، كما من الممكن أن يكون هناك ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعيّ وتحكّم الآباء بأطفالهم، ما يجعلهم أكثر التصاقًا بالمحيط العائليّ الذي ينتمون إليه.     كيف تتعامل مع طفلك المصاب بالرهاب الاجتماعيّ؟    1- أشعر طفلك بالدعم  جهّز طفلك للمواقف التي تجعله يشعر بالقلق أو الخوف. مثِّل الموقف في المنزل ومارس الأشياء المتوقَّع حدوثها، لتقبّلها وتسهيل التعامل معها.   2- شجّع طفلك على البوح بمشاعره   أخبر طفلك عن الأوقات التي شعرت فيها بالقلق في المواقف الاجتماعيّة، وكيف استطعت مواجهة مخاوفك. يساعد هذا طفلك على تقبّل التحدث عن مشاعر القلق، موقنًا أنّك تفهمه وتدعمه.   3- حثّه على الانخراط في المجتمع  لا تكفّ عن تشجيع طفلك على المشاركة في المواقف الاجتماعيّة، والتصرّف بأريحيّة أمام الآخرين، والقيام بنشاطات جديدة مشتركة مع أقرانه.  4- أعطه وقته   الضغط على طفلك لن يأتي بنتيجة مرضية. إذا كان طفلك قلقًا من موقف ما، أشعره بالأمان دون أن تضغط عليه، وحاوِل معه مرّة أخرى باستعداد أفضل.  5- لا تأخذ دور طفلك  التحدّث نيابةً عن طفلك في كلّ موقف يجعله اتّكاليًّا، كما يفقده هذا التصرّف قوّة شخصيّته الكامنة خلف هدوئه. اسمح له بإطلاق العنان لقوّته في التعبير عن امتعاضه أو استحسانه لما حوله بشكل مباشر وصريح.    6- لا تنتقده  مهما شعرت بالإحباط، تجنّب انتقاد طفلك أو التصرّف معه تصرّفًا سلبيًّا بشأن الصعوبة التي يواجهها في المواقف الاجتماعيّة، لأنّ ذلك يزيد الوضع سوءًا.   7- تجنّب وصفه بالخجل  تجنّب وصف طفلك بأنّه "خجول" إذا علّق أشخاص آخرون على سلوك طفلك في المواقف الاجتماعيّة، فيمكنك أن تستبدلها بقولك: "في الحقيقة، ابني منفتح تمامًا مع الأشخاص الذين يعرفهم جيّدًا"، بتركيزك على الجانب الإيجابيّ في شخصيته، لأنّ لاختلاف بعض الصفات تأثيرًا كبيرًا في نفسيّة طفلك.   8- الجأ إلى مختصّ إن لم تنجح جميع الاستراتيجيّات التي سبق ذكرها في التعامل مع طفلك الانطوائيّ، يمكنك اللجوء إلى مختصّ نفسيّ، يعرف تمامًا كيف يتعامل مع هذا النوع من الحالات، من وجهة نظر نفسيّة طبّيّة بحتة.     رسالة منهجيّات لك  نقدّر جهودك المبذولة في تنشئة طفلك في ظلّ التحدّيات التي تواجهها كلّ يوم، خصوصًا بعد تأثير القيود الوبائيّة في الصحّة النفسيّة للأطفال والبالغين على حدّ سواء، ولا سيّما المعرّضون للقلق الاجتماعيّ. قد لا تدرك مدى أهمّيّة جلوسك مع طفلك والتحدّث معه ومحاولة فهمه، ولكن كلّ يوم تجلس فيه مع طفلك تصبح مشاركته في الفصل أقلّ رهبة، ويصبح إجراؤه محادثة مع أصدقائه أكثر متعة. أتح الفرصة له للتعلّم والنموّ واكتشاف قدرته على التعامل مع المواقف الاجتماعيّة غير المريحة، ودعونا نكن جميعنا مصدر أمان وملجأ حقيقيًّا لملائكتنا الصغار.    اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com المراجع https://raisingchildren.net.au/toddlers/health-daily-care/mental-health/social-anxiety   https://www.psycom.net/social-anxiety-how-to-help-kids   https://www.anxietycanada.com/disorders/social-anxiety-in-children/   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/social-anxiety-disorder/symptoms-causes/syc-20353561    

كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟

لا شكّ أنّك، كأيّ أب أو أم، تريد تنشئة طفل قويّ الشخصيّة، يعرف تمامًا كيف يدافع عن نفسه في المواقف التي يكون فيها ضحيّة التنمّر. ذلك أنّ عدم ردّ طفلك على أيّ تصرّفات هجوميّة من أقرانه، أو ممّن حوله، يسمح للمتنمِّر بمواصلة تصرّفاته العدوانيّة والتمادي فيها. لذلك، هناك تدابير معيّنة يمكنك اتباعها لتعليم طفلك كيف يحمي نفسه من المتنمّرين بطرق سلميّة وغير عنيفة.   ما مدى جاهزيّة طفلك للتعامل مع المتنّمرين؟ قبل أن تقبل على اختيار أساليب الدفاع السلميّة لتعلّمها طفلك، عليك أن تعرف أوّلًا مدى استعداده للتعامل مع المتنمِّر، وجاهزيّته لتعلّم الأساليب التي تريده أن يتعلّمها. قد يكون طفلك، مثلًا، قويّ الشخصيّة، لكنّه غير قادر على الردّ بالطريقة الصحيحة على من يتنمّر عليه، أو قد يكون طفلك خجولًا وبحاجة إلى دعم نفسيّ يعرّفه بأحقّيّته في الدفاع عن نفسه، وأنت وحدك من يستطيع تحديد طبيعة طفلك حتّى تتعامل معه بالطريقة المناسبة.   كيف تعرّف طفلك بأحقّيّته في الدفاع عن نفسه؟   تستحقّ هذه الخطوة اهتمامًا أكبر من أيّ خطوة أخرى، إذ يجب عليك أوّلًا تعزيز ثقة طفلك بنفسه وتعريفه بقيمته الحقيقيّة وأنّه يستحقّ أن يُقابل بالاحترام والتقدير، بغضّ النظر عن سنّه. يمكنك، مثلًا، ترديد عبارات تزيد من وعيه تجاه قيمته، كأن تتجنّب توبيخه كلّما أخطأ، ومحاولة إعطائه مساحة من الحرّيّة، يستطيع خلالها اتّخاذ قرارات لا تتعارض مع عمره.      كيف يميّز الطفل بين المزاح والتنمّر؟ يجد الأطفال أحيانًا صعوبة في التمييز بين المزاح والتنمّر، لأنّهم لا يعرفون العوامل التي يمكن من خلالها تحديد مدى تجاوز الشخص حدوده، وقد يتعامل مع سلوك غير مقبول يقوّض ثقته بنفسه من دون أن يدري. يمكنك مساعدة طفلك في التعرّف إلى علامات التنّمر من خلال مجموعة من العوامل الأساسيّة، كأن تخبره أنّ ما خُلِق عليه وما يتصرّفه ليسا محطّ استهزاء، وأنّ كلّ من يستهزئ بالخصال التي تميّزه هو متنِّمر، وأنّ التنمّر غير مقبول في أيّ حال من الأحوال.    كيف يمكن لطفلك أن يدافع عن نفسه بطريقة سلميّة؟ ابدأ بتعليم طفلك أنّ هناك طرقًا غير عنيفة للتعامل مع المتنمّرين، وأنّ العنف يضرّ أكثر ممّا ينفع، لأنّك بالطبع لا تريد أن يتحوّل طفلك إلى متنمِّر كردّ فعل على تعرّضه للتنّمر. ومن استراتيجيّات الدفاع عن النفس التي يمكنك أن تعلّمها طفلك:   -استخدام لغة الجسد  يُعدّ إظهار ابنك الصغير الثقة، والإحساس القويّ بقيمة الذات، من أفضل الاستراتيجيّات التي تساعد على وقف التنمّر. ذلك أنّ الأطفال الذين يعانون من ضعف احترام الذات أكثر عرضة لحوادث التنمّر. يمكنك مساعدة طفلك على تطوير لغة الجسد بتقديم النصائح الآتية:  1- المشي بثقة للابتعاد عن مصدر التنمّر أسلوب بسيط يزوِّد الطفل بطاقة إيجابيّة حازمة، حيث يمكنك تدريب طفلك على المشي بأكتاف مسترخية للخلف، ورأس مرفوع، مع تركيز نظره إلى الأمام.   2- التواصل البصريّ بطريقة محايدة، وليست عدوانيّة، مع من حوله، يبرز القيادة والثقة.   3- الابتسامة التي تنعكس على مظهر الطفل أمام الآخرين، تنتج إحساسًا بالتواصل مع تعزيز احترام الذات. كما أنّها تساعد أيضًا على درء العزلة الاجتماعيّة، والتي يمكن أن تلعب دورًا في التنمّر.  4- التحدّث بنبرة واضحة وواثقة، إذ غالبًا ما يكون التحدّث بصوت هادئ مع المِّتنمر أمرًا فعّالاً للغاية. فلا يحتاج طفلك إلى الردّ على أيّ تعليقات سلبيّة، بل يمكنه التغاضي عنها بإجراء تواصل بصريّ مباشر، وتجاهل كلّ ما يقوله المتنمِّر.   -الانضمام إلى مجموعة من الأصدقاء  التواجد ضمن مجموعة يدعم طفلك نفسيًّا ويبعد المتنمِّرين عنه، ولا سيّما في أماكن التجمّع التي تشجّع المتنمِّر على المبادرة بالتصرّفات المسيئة، مثل الكافتيريا والملعب والحافلات والحمّامات وغرف تبديل الملابس.   -الوثوق بالحدْس  علّم طفلك الصغير أن يتّبع غرائزه ويغادر، إذا كان الموقف مقلقًا ولا يشعره بالراحة. كما أنّه من المهم اعتماد تقنيّات بديلة، مثل التحدّث واستخدام لغة الجسد والصوت الهادئ الدالّ على الثقة. -التجاهل  قد لا يدرك طفلك أحيانًا أنّ التجاهل قوّة وليس ضعفًا. ساعده على تحديد المواقف التي تتطلّب تجاهله والسير بعيدًا. طمئن طفلك بأنّ تفادي المواقف العدوانيّة يتطلّب شجاعة كبيرة، وأن ليس كلّ من أدار ظهره جبانًا.   -طلب المساعدة من الأهل  علّم طفلك أن يخبرك بكلّ ما يمر به، وأن يطلب المساعدة منك عندما يحتاج إليها، أو من أيّ شخص راشد آخر، يكون مسؤولًا وحاضرًا في الموقف، لأنّه من الطبيعيّ والمتوقَّع أن يتوقّف المتنمِّر عمّا يفعله إذا لُفِت الانتباه إلى الموقف. تُعدّ هذه الاستراتيجيّة إحدى أكثر الطرق سلميّة، والتي يمكنك أن تعلّمها لطفلك في المواقف المشابهة.    * * * أثناء تأديتك مهمّة تعليم طفلك الأساليب السلميّة في الدفاع عن النفس، قدّم له أدوات النموّ التي يحتاج إليها ليصبح شخصًا بالغًا مستقلًّا، يعرف كيف يدافع عن نفسه وعن إنسانيّته. والتنمّر، مع الأسف، لا ينتهي بالضرورة عند انتهاء سنوات الدراسة، فقد يكون الجار متنمِّرًا، أو المدير، أو الشريك... تذكّر أنّ ما تزرعه من وعي حول الذات في عقل طفلك يحصد ثماره غدًا في مرحلة شبابه، عندما يحتاج إلى أن يميّز بين من يحبّه حقًا، ومن يسعى إلى أذيّته.    اقرأ أيضًا أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ألعاب الذكاء للأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://community.asisonline.org/blogs/vincent-hughes1/2020/07/17/5-non-violent-self-defense-strategies-kids-can-use   https://www.verywellfamily.com/how-kids-can-defend-themselves-against-bullies-460789   https://ellismartialarts.com/blog/selfdefence-strategies-kids-can-use-to-ward-off-bullies    

مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها

تؤثِّر مشكلات الصحّة النفسيّة التي تظهر عند المراهقين وغيرهم في طريقة التفكير، فضلًا عن تأثيرها في التصرّفات والسلوكيّات والشعور. تكمن أهمّيّة المحافظة على الاستقرار النفسيّ عند المراهقين في الحدّ من عدّة أمراض جسديّة، تنشأ نتيجة الضغوطات والمشكلات النفسيّة؛ مثل السكّري وأمراض القلب، وفي تحسين جودة حياة المراهق، وضبط سلوكيّاته وتصرّفاته ضبطًا صحيحًا، وضمان استقرار مشاعره.     أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين   هناك العديد من المشكلات النفسيّة التي يمكن أن تظهر عند المراهقين، وتستدعي التعامل معها كي لا تؤثِّر في نشاطات الحياة اليوميّة، أو صحّة المراهق. تتضمّن القائمة الآتية بعضًا من أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين، مع الإشارة إلى أنّ النسب المذكورة فيها عائدة إلى دراسات أُجريت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، والتي تكاد تكون غائبة عن عالمنا العربيّ:  - اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: يصيب هذا الاضطراب الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2-17 سنة بنسبة 9% تقريبًا. هناك عدّة مشكلات تصاحب هذا الاضطراب، ومن أهمّها صعوبة إتمام المصاب المشاريع المختلفة.  - الاضطراب المُعارِض المُتحدِّي (Oppositional Defiant Disorder): عادةً ما يظهر هذا الاضطراب في المراحل الابتدائيّة المُبكِرة. لكنّه يصيب المراهقين بنسبة تتراوح بين 1-16%، ويمكن أن يتحوّل إلى اضطراب السلوك الأكثر خطورةً إذا تُرِك من دون علاج.   - القلق: استنادًا إلى إحصائيّات المعهد الوطني للصحّة العقليّة في الولايات المتّحدة، يصيب القلق 8% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 سنة. يمكن لحالات القلق الشديدة منع المصابين من مغادرة المنزل أحيانًا، فضلًا عن تأثيرها في الحياة اليوميّة.   - الاكتئاب: تصاب الإناث بالاكتئاب عادةً أكثر من الذكور، ويؤثِّر الاكتئاب في حياة المراهقين الاجتماعيّة والأكاديميّة بنسبة كبيرة. لذا، لا بدّ من التعامل مع هذه المشكلة في وقت مُبكِر، لأنّ أعراضها تزداد سوءًا عند تركها من دون علاج.   - اضطرابات الأكل: هناك عدد من أنواع اضطرابات الأكل التي يمكن أن تصيب المراهقين. منها اضطراب فقدان الشهيّة. تنتشر عادةً هذه الاضطرابات عند الإناث أكثر من الذكور.     الضغوطات المُسبِّبة للمشكلات النفسيّة عند المراهقين   يتعرّض المراهقون إلى العديد من الصعوبات والضغوطات التي يمرّون بها في حياتهم اليوميّة، والتي قد تؤدّي بدورها إلى إصابتهم بالمشكلات النفسيّة المختلفة. ومن هذه الضغوطات:  - التفوّق في الدراسة: هناك العديد من المراهقين يتعرّضون إلى ضغوطات كبيرة جدًّا من أجل التفوّق في المدرسة، والحصول على درجات جيّدة. وقد يتعرّضون، كذلك، إلى ضغوطات من أجل القبول في الكليّات أو الجامعات التي تدرس فيها النخبة.   - السعي إلى النجوميّة: يطمح كثير من المراهقين إلى الوصول إلى مرحلة الشهرة والنجوميّة في الرياضة أو المسرح أو النشاطات اللامنهجيّة الأخرى. يولِّد ذلك ضغطًا إضافيًّا يمكن أن يُسبِّب بعض المشكلات النفسيّة.   - اكتظاظ الجدول اليوميّ: يلتزم بعض المراهقين بجداول زمنيّة مُكتظَّة وصعبة، ما يمنعهم من إيجاد الوقت الكافي للاسترخاء والراحة وممارسة النشاطات التي يستمتعون بها. قد يؤدّي هذا النوع من الضغوطات إلى مشكلات نفسيّة.  - التعرّض إلى التنمّر: يُولِّد التنمّر ضغطًا كبيرًا عند المراهقين أحيانًا. الأمر الذي يؤول إلى تطوّر المشكلات والأمراض والاضطرابات النفسيّة، وذلك سواءً أكان التعرّض إلى التنمّر تعرّضًا مباشرًا، أم عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.   - التخوّف من بعض القضايا: من المراهقين مَن يتخوّف من بعض القضايا والمشكلات التي يعانون منها في واقعهم. أبرزها القضايا الاقتصاديّة والمشكلات الماليّة التي تعانيها العائلة. يؤدّي ذلك إلى زيادة الضغط عليهم.   - التمييز: في بعض الأحيان، يلاحظ المراهق التمييز بينه والآخرين على أساس العرق، أو الجنس، أو الوزن، أو الإعاقة، أو العديد من العوامل والأُسس الأخرى. وهذا الأمر يؤدّي إلى زيادة الضغط النفسيّ الذي يتسبّب ببعض المشكلات النفسيّة أحيانًا.  - الصعوبات الاجتماعيّة: قد تؤدّي الصعوبات الاجتماعيّة إلى تطوّر المشكلات النفسيّة عند بعض المراهقين، مثل الفقر، أو عدم توفّر المسكن المناسب والآمن، أو نقص الطعام اللازم لتلبية احتياجات الجسم من الغذاء.     أعراض المشكلات والضغوطات النفسيّة عند المراهقين   ينبغي على الآباء الانتباه إلى أبنائهم جيّدًا، ومراقبة الأعراض التي تشير إلى إصابتهم بالضغوطات والمشكلات النفسيّة، حتّى يُتعامَل معها في وقت مبكر، ويُضمَن عدم تطوّرها إلى مشكلات أكثر خطورة على حياة المراهق أو جودة حياته. ومن أبرز هذه الأعراض:    - عدم الاهتمام بالنشاطات المُفضَّلة: تؤدّي الضغوطات والمشكلات النفسيّة أحيانًا إلى توقّف المراهق عن الاهتمام بالنشاطات والهوايات التي كان يفضّلها سابقًا.   - الابتعاد عن النشاطات الاجتماعيّة: قد يدلّ تفضيل المراهق الانفراد والعزلة وعدم الرغبة في الانخراط في النشاطات الاجتماعيّة على الإصابة ببعض الضغوطات والمشكلات، والتي تؤثِّر بدورها في حالته النفسيّة.   - التغيّرات في الأكل: تزداد شراهة بعض المراهقين في الأكل، فتزداد كمّيّات الطعام التي يتناولونها عند التعرِض إلى المشكلات النفسيّة. مقابل ذلك، تنخفض الشهيّة وتقلّ كمّيّات الطعام التي يتناولها المراهقون أحيانًا، بدلًا من زيادتها، بسبب المشكلات النفسيّة.  - الصراع مع الدراسة: تدلّ التغيّرات الكبيرة في أداء المراهق الدراسيّ على المشكلات النفسيّة. من هذه التغيّرات الفشل في الاختبارات التي تُجرَى في الموضوعات المفضّلة لدى المراهق سابقًا، أو رفض حلّ الواجبات المنزليّة التي كانت سهلة بالنسبة إليه.   - ظهور علامات تعاطي المخدِّرات: تشير علامات تعاطي المخدِّرات، أو شرب الخمر، أو غيرها من المواد المشابهة، إلى معاناة المراهق بعضَ المشكلات والضغوطات النفسيّة أحيانًا.    من الممكن أيضًا ظهور أعراض نفسيّة مُقِلقة؛ مثل:   - إيذاء النفس: تؤدّي المشكلات النفسيّة التي يتعرّض إليها المراهقون أحيانًا إلى رغبتهم في أذيّة أنفسهم، وذلك بجرح أنفسهم، أو حرق جلودهم، أو التفكير في الانتحار نتيجة الضغوطات النفسيّة.   - الاعتقاد بسماع أشياء لا يسمعها الآخرون: إذا ادّعى المراهق أنّه يسمع بعض الأشياء التي لا يسمعها الآخرون، أو ظنّ أنّ عقول الناس تتحكَّم بها قوّة خارجيّة؛ دلّ ذلك على مواجهتهم بعض المشكلات النفسيّة.     إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة   بعد التحقّق من إصابة المراهق بأيّ من المشكلات النفسيّة، أو تعرّضه إلى ضغوطات نفسيّة؛ ينبغي على الأبوين السعي إلى التعامل مع هذه المشكلات وحلّها في وقت مبكر. تتضمّن القائمة الآتية أبرز إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة:   - التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها: تنشأ المشكلات النفسيّة أحيانًا عن الضغوطات؛ مثل عدم الحصول على القسط الكافي من النوم، أو تفويت وجبات الطعام. في هذه الحالة، يمكن التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها بالطريقة المناسبة.   - توفير المساحات الآمنة للتحدّث: لا بدّ من توفير المساحات الآمنة للتحدّث، حتّى يتواصل الآباء مع أبنائهم تواصلًا مريحًا ومناسبًا. لذلك، يجب التعرّف إلى المشكلات التي يعانونها، وحلّها بطريقة مناسبة.  - تعريف المراهق بطريقة استخدام وسائل الإعلام بأمان: يقضي المراهقون كثيرًا من أوقاتهم في متابعة وسائل الإعلام، أو شبكات التواصل الاجتماعيّ؛ ممّا يسبّب مزيدًا من الضغوطات النفسيّة أحيانًا. لذلك، ينبغي تعريفهم بطريقة التعامل الآمنة مع هذه الوسائل.   - الحصول على الاستشارة: يجب على الأبوين، في بعض الحالات، الذهاب إلى مختصّ بالصحّة النفسيّة، والحصول على الاستشارة المناسبة. يقترن ذلك عادةً بوصف أدوية محدّدة، ويقتضي الالتزام بتوفيرها للمراهق من أجل تحسين حالته النفسيّة.   - تأدية بعض النشاطات المناسبة: يمكن أن يؤدّي المشي، أو الحصول على عناق من أحد الأشخاص الذين يحبّهم المراهق، إلى التخلّص من آثار المشكلات النفسيّة، مثل التوتّر، والتقليل من حدّتها والتعامل معها.       اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://www.cdc.gov/mentalhealth/learn/index.htm   - https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/adolescent-mental-health   - https://www.verywellfamily.com/common-mental-health-issues-in-teens-2611241   - https://opa.hhs.gov/adolescent-health/mental-health-adolescents   - https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/teen/Pages/Mental-Health-and-Teens-Watch-for-Danger-Signs.aspx   - https://www.verywellmind.com/signs-your-teen-is-stressed-out-2611336   - https://www.pennmedicine.org/updates/blogs/health-and-wellness/2017/may/teens-mental-health   - https://www.health.harvard.edu/blog/the-mental-health-crisis-among-children-and-teens-how-parents-can-help-202203082700   - https://www.verywellmind.com/tips-to-reduce-stress-3145195     

كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء

في الواقع، يسأل الأطفال كثيرًا عن معظم الأمور التي تجري من حولهم، ويُعدّ ذلك بمثابة وسيلة للتعلّم والاكتشاف والتواصل مع محيطهم الخارجيّ. إلّا أنّ المبالغة في الطلب تتطلّب تدخّلًا من الوالدين للسيطرة عليه وإدارته.  يتناول هذا المقال، كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء، ويقدِّم بعض النصائح والتوجيهات المفيدة التي من شأنها أن تُساعِد على تهذيب الطفل وتدريبه، للحدّ من طلباته المستمرّة، بغضّ النظر عمّا إذا كانت تلك الطلبات سيّئة أم جيّدة.    الطريقة الأنسب لقبول ما يريده الطفل   إذا كان الأبوان موافقين على الطلب الذي يريده الطفل، فعليهما اتّباع التوجيهات الآتية للتعبير عن ذلك:  -الاستماع إليه: من المفيد الاستماع جيدًا إلى الطفل، والانتظار قليلًا للتفكير في طلبه قبل إجابته؛ إذ من المرجِّح أن يقبل الطفل الإجابة عندها. كما يمكن أن يساعد ذلك على إظهار بعض التعاطف، حتّى لو لم تكن نيّة الأهل القبول. -التوقّف قليلًا واتّخاذ القرار: يساعد التمهّل في اتّخاذ القرار على منح فرصة للتفكير في طلب الطفل. كما أنّه يوحي إلى الطفل بأنّ الوالدين لا يزالان يُفكِّران في طلبه.  -الإجابة وفق أسلوب الطفل في طلبه: إذا كان أسلوب الطفل لبِقًا ومهذّبًا في طلبه، يُنصَح بمدح أخلاقه الحميدة، ممّا يُشجِّع الطفل على استخدام هذا الأسلوب دائمًا في طلباته.    الطريقة الأنسب لرفض ما يريده الطفل ثمّة عدد من الأساليب والنصائح التي قد تساعد على رفض ما يريده الطفل. أهمّها: -برّر الرفض: إذا قرّرت الرفض، فإنّ إبداء السبب يساعد الطفل على فهم القرار. ويُنصَح بإبداء سبب واضح ومُختصَر. -التزم بالقرار: تغيير القرار بعد إبداء الجواب يعلِّم الطفل أنّ الرفض ليس جوابًا نهائيًّا، وأنّ الأمر يستحقّ الجدل. لذا، إذا استسلم الأهل عندما يلحّ الطفل على طلبه ويبدي انزعاجه من الرفض، فسيلجأ دائمًا إلى ذلك للحصول على ما يريد. -قدّم خيارات بديلة إن أمكن: مثال ذلك، يمكن استبدال "لا يمكنني شراء هذا لك لأنّه مكلف للغاية"، بـ"دعنا نذهب إلى المنزل ونفكّر بأشياء أخرى نقدر على أن نشتريها". -امنح الطفل ملاحظاتٍ هادفة: إذا قبل الطفل الرفض، يُنصَح بالثناء عليه لما أبداه من تصرّف.     نصائح لتدريب الطفل الذي يريد كلّ شيء وتهذيبه  نعرض هنا بعض النصائح المفيدة في كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء، وتدريبه على أن يصبح أقلّ تطلبًّا، وأكثر تهذيبًا عندما يريد شيئًا ما:  -اجلس مع الطفل، وناقش الفرق بين السلوك الذي يتّبعه في طلبه، والأسلوب الذي ينبغي اتّباعه. مع ضرورة إرشاده وتوجيهه إلى تعديل صياغة نبرة صوته عند طلب شيءٍ ما.  -دع الطفل يعرف أنّه سيحصل على بعض طلباته التي قُبِلت، وتقبُّل الرفض لبعض طلباته الأخرى. -علّم الطفل آداب الحديث والتواصل مع الآخرين، بما في ذلك قول "من فضلك" و "شكرًا".  -لا تستسلم إلى مطالب الطفل المستمِّرة أبدًا.  -تجاهل السلوكيّات غير المقبولة التي يظهرها الطفل أثناء طلبه، واستجب لطلباته التي يطلبها بتهذيب. لأنّ ذلك يُعزِّز لديه السلوك المهذَّب للحصول على ما يريد. -دع الطفل يشعر بأنّه يجذب انتباهك عندما يتصرّف تصرّفًا مناسبًا. -ابقَ هادئًا، ولا تستخدم القوّة الجسديّة كردّة فعل لمطالب الطفل، إذ يمكن أن يؤثِّر ذلك في سلوك الطفل مع مرور الوقت. -علّم الطفل كيف يميّز الصواب من الخطأ بالكلمات والأفعال الهادئة، واسرد له عددًا من النماذج السلوكيّة الهادفة التي توّد أن يمارسها. -ضع قواعد واضحة ومتّسقة يمكن للطفل اتّباعها بسهولة، وتأكّد من شرح هذه القواعد بمصطلحات تناسب عمره، كي يفهمها ويستوعبها. -اشرح بهدوء وحزم العواقب الناتجة عن تصرّف الطفل غير المتّسق. على سبيل المثال، أخبره أنّه إذا لم يجمع ألعابه، فسيُحرم منها لبضعة أيّام.  -خصّص وقتاً للاختلاء بالطفل. ويُفضّل التركيز عليه أثناء اختلائك به، والابتعاد عمّا يشتّت انتباهك مثل التلفاز والهاتف الشخصيّ. فضلًا عن ضرورة التحدّث معه بما يلائم مستواه وتفكيره.  -ابتكر بعض الأساليب لإلهاء الطفل الذي يريد كلّ شيء. اجعله ينخرط في نشاطات أكثر إيجابيّة، والتي تهدف إلى صرف طاقته في مجالات أكثر نفعًا وفائدة.  -تجاهل السلوك الخاطئ للطفل، طالما أنّه لا يفعل شيئًا خطيرًا، وامنحه اهتمامًا كبيًرا عندما يبدي سلوكًا جيّدًا؛ إذ إنّ تجاهل السلوك الخاطئ يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لإيقافه، ولتعليم الأطفال العواقب المُحتملَة لأفعالهم.  -اثنِ على أفعال الطفل الحميدة؛ إذ إنّ الثناء والمدح يزيد من حبّه والديه، كما يشعر بأنّه مميّز عندهم، والذي بدوره يُحفِّز السلوكيّات الحميدة لديه، ويُقلّل من الحاجة إلى اللجوء إلى معاقبته، إن تصرَّف تصرّفًا غير لائق.  -استمع جيّدًا إلى الطفل واجعله يشعر بانتباهك وتركيزك في كلّ ما يقوله، قبل المساعدة في حلّ المشكلة، مع ضرورة الانتباه للأوقات التي يمتاز فيها السلوك السيّئ بنمط معيّن. إذا كان الطفل يشعر بالغيرة، مثلًا، لا بدّ من التحدّث معه حول هذا الأمر، بدلًا من فرض العواقب.    نصائح إضافيّة حول كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء  بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض النصائح والتوجيهات المفيدة في التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء: -تزويد الطفل بالتنبيهات: إذا كنتَ لا تخطّط لشراء طعام من الخارج للطفل، على سبيل المثال، يجب إخباره مُسبقًا وتنبيهه إلى ذلك.  -المحافظة على الهدوء: يُعزِّز فقدان الطفل الهدوء قدرته على الإزعاج ليحصل على كلّ ما يريد، فكلّما زاد إحباط الأب أو الأم زادت احتماليّة غضبهما أو قول شيء قد يندمان عليه. لذا، من الجيّد أخذ أنفاس عميقة أو الابتعاد قليلًا للحفاظ على الهدوء عندما يسيء الطفل التصرّف. -عدم الاستسلام للطفل: يميل معظم الأطفال منذ صغرهم إلى إزعاج والديهم للحصول على كلّ ما يريدون. ففي كلّ مرّة يستجيب فيها الأبوان لإصرار الطفل على تلبية طلباته، يزيد اقتناع الطفل بأنّ المضايقة طريقة جيّدة للحصول على ما يريد. -التسوّق من دون الطفل: يمكن أن يكون تجنّب الذهاب إلى السوق مع الطفل الذي يريد كلّ شيء مُناسبًا في بعض الأحيان.  -مكافأة الطفل بالنشاطات وليس بالأشياء: يُنصَح بمكافأة الطفل الذي يريد كلّ شيء بمكافآتٍ معنويّة، بما في ذلك قصص ما قبل النوم، أو رحلة إلى المنتزه، بدلاً من الأشياء المادّيّة. -تعليم الطفل طرق صحّيّة للتعامل مع المشاعر: في كثير من الأحيان يُضايِق الأطفال والديهم رغبةً في اكتشاف طريقهم بمفردهم، أو تنفيسًا لشعور سيّئ اعتراهم. الأمر الذي يدفعهم إلى مضايقة والديهم للحصول على ما يريدون، محاولين تجنّب الشعور بالحزن أو خيبة الأمل. وبالتالي، يقع على عاتق الوالدين تعليم الطفل كيفيّة التعامل مع المشاعر غير المريحة، بما في ذلك القلق والحزن والغضب.    اقرأ أيضًا كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  https://www.healthychildren.org/English/family-life/family-dynamics/communication-discipline/Pages/Disciplining-Your-Child.aspx  https://www.unicef.org/parenting/child-care/how-discipline-your-child-smart-and-healthy-way  https://familiesforlife.sg/parenting/Toddlers/Pages/ToddlersDevelopment/ToddlersCommunication/Toddlers_Ask_for_Things.aspx  https://raisingchildren.net.au/toddlers/family-life/shopping-with-children/when-children-ask-for-things  https://www.whattoexpect.com/toddler/ask-heidi/greedy-kids.aspx  https://www.verywellfamily.com/stop-your-child-from-pestering-1094978  https://www.empoweringparents.com/article/how-to-talk-to-the-demanding-child-12-tips-to-use-right-away/     

طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال

يعاني الأطفال بعض المشكلات التي تؤدّي إلى نقص التركيز، أو مواجهة صعوبة في التركيز فترة طويلة. يؤثِّر هذا الضعف في أداء الطفل الدراسيّ، كما يؤثِّر سلبًا في حياته اليوميّة أحيانًا. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلّمين معرفة الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف التركيز والتعامل معها، بالإضافة إلى اتّباع الطرق الفعّالة التي تساعد الأطفال على زيادة التركيز، لتحسين أدائهم.     أعراض ضعف التركيز عند الأطفال   يجب على الآباء الانتباه إلى الأعراض التي تدلّ على وجود مشكلة في التركيز عند أطفالهم، لمعرفة سبب ذلك في وقت مبكر، والتعامل معه قبل أن يتطوّر إلى مشكلة أكبر. من هذه الأعراض: عدم القدرة على الجلوس، وسهولة التشتّت، ومواجهة مشكلات في التنظيم. يمكن أن تنشأ بعض السلوكيّات غير المرغوب فيها عند الأطفال، بسبب ضعف التركيز. أبرزها مواجهة مشكلات في تكوين الصداقات، وكثرة التقلّبات في المزاج.     أسباب ضعف التركيز عند الأطفال   بالإضافة إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف التركيز عند الأطفال، وأهمّها:   - القلق: يمكن أن يسبِّب القلق العديد من المشكلات للأطفال، مثل مشكلة التشتّت وضعف التركيز. ينتج القلق من عدّة أسباب تتعلّق بالأسرة أو الطفل، كخشية الانفصال عن الأبوين، أو الخوف من الإحراج.   - اضطراب الوسواس القهريّ: يعاني بعض الأطفال من اضطراب الوسواس القهريّ، ما يؤثِّر في جودة الحياة وفي التركيز تأثيرًا كبيرًا، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائيّة.  - التعرّض إلى صدمة عاطفيّة: يتعرّض الأطفال إلى أعمال العنف أحيانًا، أو يمرّون بتجارب صعبة ومزعجة. يؤثِّر ذلك فيهم تأثيرًا كبيرًا، ويولّد شعورًا بعدم الأمان أحيانًا، وقد يكون سببًا في ضعف القدرة على التركيز.   - تناول الأدوية: توجد العديد من الأدوية التي تؤثِّر في الدماغ، وتتسبّب بضعف التركيز. إذا تناول الأطفال أيًّا من هذه الأدوية، فمن المحتمل ظهور بعض مشكلات التركيز عندهم.     أهمّ طرق زيادة التركيز عند الأطفال   هناك عدّة طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال، أثبتت قدرتها على ذلك بحسب العديد من الأخصّائيّين والدراسات ذات العلاقة. من هذه الطرق:  - بدء المهمّة مباشرة: تزداد صعوبة تركيز الطفل على المهمّة كلّما تأخّر في البدء بها. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلّمين تقسيم المهمّة إلى أجزاء، والبدء بالجزء الأوّل منها مباشرةً؛ حتّى يستطيع الطفل تأديتها بتركيز وبدون صعوبة.   - عدم الإكثار من التوجيهات المتزامنة: يصعب على الأطفال استيعاب عدّة توجيهات متزامنة عند التعرِّض إلى ضعف في التركيز. وعليه، ينبغي طلب توجيه واحد أو توجيهين على الأكثر في الوقت نفسه.   - توفير البيئة المناسبة للطفل: يزداد تركيز بعض الأطفال عند توفير بيئة هادئة، بينما يتحسّن تركيز بعضهم الآخر وسط الضجيج. ومن المفيد هنا سؤال الطفل عن البيئة الأنسب وتوفيرها له، ليُحافَظ على تركيزه.   - الإفادة من استراتيجيّات استعادة التركيز: عندما يذهب عقل الطفل بعيدًا، ويضعف تركيزه أثناء تأدية واجباته؛ من المفيد اعتماد استراتيجيّات استعادة التركيز المناسب، لإيقاف الشرود الذهنيّ عنده.   - ممارسة الألعاب التي تنمّي التركيز: هناك العديد من أنواع الألعاب التي يمكن أن تساعد الأطفال على زيادة مستويات التركيز لديهم، ومنها ألعاب الذاكرة المخصّصة للأطفال، والألغاز.   - تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة: تنخفض مستويات تركيز الأطفال عادةً، عندما يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشة. لذلك، من المحبَّذ تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة، للمحافظة على تركيز الأطفال الذين يعانون من مشكلات التركيز.   - تطوير روتين الواجبات المدرسيّة: ينبغي على الآباء وضع جدول لأطفالهم، يتضمّن وقتًا لحلّ الواجبات المدرسيّة، حيث يساعد الروتين على تقليل مشكلات التركيز مع الوقت.  - الإفادة من عدّاد الوقت: من الأهمّيّة بمكان معرفة الوقت الذي يستطيع الطفل خلاله المحافظة على تركيزه، واستخدام المؤقِّت للقيام بالواجبات خلال فترة زمنيّة مناسبة، ثمّ زيادة المدّة تلقائيًا ليتحسّن تركيز الطفل مع الوقت.   - توفير فترات للراحة: لا بدّ من توفير أوقات يرتاح الطفل فيها، حتّى يستطيع استعادة تركيزه من جديد. يمكن أن تكون الاستراحة لتناول الفاكهة، أو التحدّث مع أفراد العائلة لفترة قصيرة قبل متابعة الواجبات.   - التخلّص من المُشتِّتات: تزداد صعوبة التركيز عند الأطفال في حالة وجود المُشتِّتات الذهنيّة حولهم. لذلك، ينبغي توفير بيئة خالية من المشتّتات، إذا ما أردنا من الطفل تأدية واجباته التي تحتاج إلى تركيز.     إرشادات لمساعدة الطفل على التركيز في التعلّم عن بُعد   ربّما تزداد مشكلات ضعف التركيز عند الأطفال عندما تُعتمَد أنظمة التعليم عن بُعد. لكن هناك العديد من الإرشادات التي تساعد على زيادة تركيز الأطفال في التعلّم عن بُعد. من أبرزها التخلّص من المُشتتِّات المحيطة، وتقديم التحفيز الإيجابيّ للطفل عندما يقضي الوقت المحدّد لإنجاز الواجبات الدراسيّة، كما يمكن أن يكون التحفيز بوضع نجمة، أو غير ذلك.   ينبغي على المعلّمين والآباء مراعاة الفروقات العمريّة بين الأطفال، عند تحديد الأوقات التي يقضونها في التعلّم أمام الشاشة. فالأطفال الأكبر سنًّا أكثر قدرةً على البقاء أمام الشاشة، خلافًا للأطفال الصغار. كذلك، يستطيع الآباء تشجيع الطفل على الحركة قبل بدء الدرس، كي لا يحتاج إلى التحرّك أثناء فترة التعليم عن بُعد.     إرشادات لمساعدة الأطفال على التركيز في المدرسة   على المعلّمين والآباء اتّخاذ العديد من الإجراءات، واتّباع العديد من الاستراتيجيّات، للمحافظة على تركيز الأطفال الذين يعانون من صعوبات التركيز في الفصل الدراسيّ. وفيما يأتي بعض من هذه الإجراءات والاستراتيجيّات:   - جلوس الطفل في مكان مناسب: من المهمّ إجلاس الطفل في مقدّمة الفصل الدراسيّ، لزيادة مستويات تركيزه. ينبغي، كذلك، اختيار طالب هادئ للجلوس بجانبه، حتّى لا يشتّت انتباهه أثناء الدراسة.   - المساعدة الفرديّة: تقع على عاتق المعلّم مسؤوليّة المساعدة الفرديّة مساعدةً مناسبةً للأطفال الذين يعانون من مشكلات في التركيز. وذلك من أجل أن يتمكّنوا من تجاوز هذه المشكلات، أو التعامل معها من دون التأثير في أدائهم الدراسيّ.   - منح الطفل فترة من الراحة: لا تقتصر إرشادات توفير فترات الراحة للطفل على المنزل فحسب، بل ينبغي على المعلّمين كذلك مراعاة توفير فترة راحة للطفل الذي يعاني مشكلة في التركيز، ليتمكّن من استعادة تركيزه من جديد.   - توفير الوقت الإضافيّ وتقليل الواجبات: ينبغي منح الطفل الذي يعاني صعوبة في التركيز مزيدًا من الوقت لإنجاز المهمّات الدراسيّة. كما يجب عدم الإكثار من الواجبات المنزليّة على هذه الفئة من الأطفال.    صعوبة التركيز واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه   يعدّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أكثر الاضطرابات التي تظهر على الشخص في مرحلة الطفولة، وهي من أسباب ضعف التركيز. يَسهُل تشتيت الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب مقارنةً بالأطفال الآخرين، ولا توجد أدلّة واضحة حول سبب الإصابة بهذا الاضطراب حتّى الآن، ولكن ثمّة عدة طرق للتعامل معه، أهمّها تناول الأدوية المناسبة بعد استشارة الطبيب.     اقرأ أيضًا: اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وسُبُل تجاوزه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com   المراجع   - https://www.understood.org/en/articles/how-to-improve-focus-in-kids   - https://www.understood.org/en/articles/child-trouble-focusing   - https://www.wikihow.life/Keep-Children-Focused   - https://education.jhu.edu/2020/04/8tipsforfocus/   - https://blogs.rch.org.au/drmargie/2015/10/21/why-cant-my-child-concentrate-at-school/   - https://www.nhsggc.org.uk/kids/resources/ot-activityinformation-sheets/attention-and-concentration/   - https://kidshealth.org/en/parents/adhd.html   - https://www.cdc.gov/ncbddd/adhd/facts.html   - https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/adhd/symptoms-causes/syc-20350889   - https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/adhd/diagnosis-treatment/drc-20350895   - https://childmind.org/article/not-all-attention-problems-are-adhd/   - https://www.oxfordlearning.com/why-cant-my-child-focus/   - https://www.webmd.com/add-adhd/why-cant-i-focus    

أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال وسُبُل تجنّبها

لم يعد الأطفال يمضون أوقات فراغهم في الحدائق والملاعب كما كانت حالهم قديمًا، عندما كانت الألعاب تبني أجسادهم وتنمّي شخصيّاتهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة. يمضي أولادنا اليوم معظم أوقاتهم أمام شاشات الحاسوب والهاتف منشغلين بألعابهم التي تستهلك أوقات فراغهم. يتّفق معظم الناس على أنّ لهذه الألعاب الإلكترونيّة آثارًا سلبيّة في الأطفال من نواحٍ مختلفة. فما هذه الآثار والأضرار؟   أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال  يمكن أن يؤدّي جلوس الأطفال أمام الشاشة للعب بالألعاب الإلكترونيّة إلى العديد من الأضرار والمشكلات. من أهمّها: - المشكلات البدنيّة: ترتبط بعض المشكلات البدنيّة التي يُصاب بها الأطفال بممارسة الألعاب الإلكترونيّة، مثل الإصابة بالسمنة، وهشاشة العظام، بالإضافة إلى تشوّهات العمود الفقريّ، فضلًا عن الإصابة بأضرار في العين.  - ضعف السلوك الاجتماعيّ: عندما يمارس الطفل الألعاب الإلكترونيّة لفترات طويلة، يتراجع أداؤه الاجتماعيّ تراجعًا ملحوظًا. -قلّة تواصل الآباء مع أطفالهم: يمكن أن تقلّل الألعاب الإلكترونيّة تواصل الآباء مع أطفالهم لمعرفة مشكلاتهم، وتعزيز الترابط بينهم. الأمر الذي يؤدّي إلى تراجع القدرة على معرفة احتياجات الأطفال وتأمينها لهم. - ضعف التحصيل الدراسيّ: عندما يقضي الطالب وقتًا طويلًا في اللعب أمام الشاشة، يتأثّر تحصيله الدراسيّ تأثّرًا كبيرًا، إذ تتراجع درجاته في كثير من الأحيان. تزداد نسبة ظهور هذه المشكلة عند ممارسة الألعاب المتّسمة العنف.  - ظهور سلوكيّات عنيفة: في بعض الأحيان، تظهر على الأطفال بعض السلوكيّات العنيفة والإجراميّة، وذلك نتيجة ممارسة بعض الألعاب الإلكترونيّة التي تتضمّن مثل هذه السلوكيّات. - ضعف التركيز: يمكن أن تؤدّي كثرة ممارسة الأطفال الألعاب الإلكترونيّة، ولا سيّما في السنوات المبكرة من العمر، إلى تطوّر اضطرابات تؤثِّر في تركيزهم في بعض النشطات الحياتيّة، بما في ذلك الدراسة.  - الفجوة الثقافيّة: تؤدّي ممارسة الألعاب الإلكترونيّة إلى وجود فجوة بين ثقافة الأطفال الذين يمارسونها وثقافتهم المحلّيّة. تنشأ لديهم عادات ثقافيّة غريبة ومُضرّة في كثيرٍ من الأحيان، مثل انتشار ثقافة الشتائم أو المقامرة.  - التنمّر: في الوقت الراهن، تنتشر العديد من الألعاب الإلكترونيّة التي تُمارَس مع لاعبين آخرين عبر شبكة الإنترنت، وقد يتعرّض الطفل فيها إلى التنمّر إذا لم يكن أداؤه جيّدًا في اللعبة. قد يكون التنمّر بالشتم، أو الإقصاء من اللعب، أو غير ذلك من السلوكيّات.  - الاحتيال: يمكن أن يتعرض بعض الأطفال إلى عمليّات الاحتيال، أو استغلال المعلومات الشخصيّة للاعبين الآخرين في نشاطات غير مشروعة.   سُبُل تجنّب أضرار الألعاب الإلكترونيّة ينبغي اتّخاذ العديد من التدابير لحماية الطفل الذي يمارس الألعاب الإلكترونيّة. فرغم أنّه من الجيّد أن يمارس الطفل بعض الألعاب الإلكترونيّة باعتدال، لجني بعض الفوائد، ولكن لا بدّ من تجنّب الأضرار التي يمكن أن تسبّبها هذه الألعاب. وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد في الحدّ من أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال:  - تجنّب وضع أجهزة اللعب في غرفة الطفل: لن يستطيع الآباء التحقّق من الوقت الذي يقضيه أطفالهم في اللعب بالألعاب الإلكترونيّة إذا كانت أجهزة الألعاب في غرفتهم. لذلك، ينبغي وضع هذه الأجهزة في مكان تسهل مراقبته.  - التعرّف إلى طبيعة الألعاب: من الجيّد مراقبة الألعاب الإلكترونيّة التي يقضي الطفل وقته في لعبها. وذلك لضمان تجنّب الألعاب التي تتّسم بالعنف، أو الألعاب التي تتضمّن سلوكيّات غير لائقة، ومن المُحتمَل أن تؤثِّر في سلوكيّات الطفل.  - البحث عن السلوكيّات المقلقة والتعامل معها: ينبغي على الآباء التعرّف إلى السلوكيّات المقلقة التي تظهرها بعض الألعاب الإلكترونيّة عند الأطفال، والتعامل معها بلطف عند ملاحظتها، مثل الانفعال وضعف الأداء الأكاديميّ. - مراعاة الفئات العمريّة للألعاب: تُصنَّف العديد من الألعاب بأنّها مناسبة لفئة عمريّة معيّنة. وعليه، يجب مراعاة هذه الفئات العمريّة، وضمان تجنّب الطفل ممارسة الألعاب الإلكترونيّة المُخصَّصة للأطفال الأكبر سنًّا.  - تخصيص وقت لفصل جميع الأجهزة: من الجيّد أن يفصل الأبوان جميع أجهزة الألعاب الإلكترونيّة بين الحين والآخر، حتّى يتخلّص الطفل من الإدمان على هذه الألعاب. ويمكن أن يكون ذلك طيلة عطلة نهاية الأسبوع مرّة كلّ شهر، أو كلّ ثلاثة أشهر.  - التعليم بالقدوة: يستطيع الآباء ممارسة بعض الألعاب الإلكترونيّة مع أطفالهم أحيانًا، حتّى يستطيع الطفل تنمية بعض السلوكيّات الجيّدة عند رؤية الأبوين والاقتداء بسلوكيهما.   - مراقبة الطفل أو اللعب معه: من المفيد مراقبة الطفل أثناء اللعب، أو مشاركته اللعب أحيانًا؛ لمعرفة طبيعة اللعبة، وما يتعرّض إليه الطفل فيها، من أجل تقديم الإرشادات المناسبة لذلك.  - التعرّف إلى مخاطر الألعاب: على الآباء معرفة الوسائط والمجتمعات الرقميّة والتطبيقات التي يستخدمها الطفل أثناء اللعب، والتعرّف إلى مخاطرها الأمنيّة، ثمّ اتّخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها والمحافظة على أمن الطفل.  - مساعدة الطفل في ضبط إعدادات الخصوصيّة: تكمن أهمّيّة ضبط إعدادات الخصوصيّة في المحافظة على أمن الطفل عند اللعب عبر شبكة الإنترنت، حيث يحدّ ذلك من تعرّضه إلى الاختراق.  - تعليم السلوك الرقميّ الآمن: تُقلِّل معرفة الطفل السلوكيّات الرقميّة الآمنة من تعرّضه إلى الاختراق أو عمليّات الاحتيال. لذلك، من الضروريّ تعليم الأبوين أطفالهما هذه السلوكيّات عند ممارسة الألعاب الإلكترونيّة عبر شبكة الإنترنت.    علامات عادات اللعب غير الصحّيّة عند الأطفال  تظهر بعض العلامات والأعراض على الطفل عندما يمارس العادات غير الصحّيّة أثناء اللعب بالألعاب الإلكترونيّة. ولا بدّ من الانتباه إلى هذه العلامات، للتعامل معها في وقت مبكر، والمحافظة على سلامة الطفل. من بين هذه العلامات: - الهوس بالألعاب: يكون الطفل مهووسًا أحيانًا بالألعاب الإلكترونيّة، حيث يؤدِّي منعه عن اللعب إلى شعوره بالحزن والقلق والتوتّر والانفعال. - التأثير في النشاطات الأخرى: يدفع التعلّق بالألعاب الإلكترونيّة عند بعض الأطفال إلى ترك النشاطات الحياتيّة المهمّة، أو النشاطات التي كانوا يستمتعون بها سابقًا؛ لقضاء المزيد من الوقت أمام الشاشة. - الرغبة في المزيد من الألعاب: يرغب الأطفال في ممارسة المزيد من الألعاب، ويفقدون قدرتهم على التوقّف عن ممارستها. تشير هذه العلامة إلى عادات اللعب الخاطئة التي ينبغي تغييرها.    فوائد ممارسة الألعاب الإلكترونيّة باعتدال  توفِّر ممارسة الأطفال الألعاب الإلكترونيّة باعتدال العديد من الفوائد المختلفة. من أهمّها التحفيز الذهنيّ الذي يَنتُج عن التفكير في حلّ الألغاز، أو غيرها من الأمور المعقّدة أثناء اللعب. يؤدِّي التفاعل مع الآخرين، كذلك، عند اللعب عبر شبكة الإنترنت، إلى تحسين الأداء الاجتماعيّ إذا روعيت إرشادات اللعب الآمن. بالإضافة إلى ما يمكن أنّ تسهم به الألعاب الإلكترونية من تحسين مرونة الطفل العاطفيّة، وأدائه في التعامل مع الفشل.    اقرأ أيضًا أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  - https://www.webmd.com/parenting/are-video-games-safe-for-children  - https://www.verywellfamily.com/aggressive-behavior-and-video-games-1094980#citation-5  - https://www.health.harvard.edu/blog/the-health-effects-of-too-much-gaming-2020122221645  - https://kidshealth.org/en/kids/video-gaming.html  - https://www.mayoclinichealthsystem.org/hometown-health/speaking-of-health/are-video-games-and-screens-another-addiction  - https://www.cisa.gov/uscert/sites/default/files/publications/gaming.pdf  - https://www.stopbullying.gov/cyberbullying/cyberbullying-online-gaming  - https://www.healthychildren.org/English/family-life/Media/Pages/Unhealthy-Video-Gaming.aspx  - https://www.webmd.com/mental-health/mental-health-benefits-of-video-games   

أبرز أسباب الكذب عند الأطفال

من غير الطبيعيّ أن يتجاوز طفلك مراحل طفولته الأولى من دون أن يكذب، فجميع الأطفال يكذبون لعدّة أسباب تعكس طبيعتهم البشريّة. ولا يشكّل هذا السلوك المبكِر، في معظم الأحيان، أيّ عوامل سلبيّة مُحتمَلة، ولكن عندما يبدأ طفلك باختلاق أكاذيب خادعة معظم الوقت، يدعو الأمر إلى إعادة النظر في الثغرات التي سهوت عنها، في الوقت الذي تطوّرت فيه عادة الكذب لديه.     ما أسباب الكذب عند الطفل؟   منذ سنّ مبكِرة، يُعلَّم الأطفال أنّ الكذب فشل أخلاقيّ. ويطلب العديد من الآباء أطفالهم عدم تشويه الحقيقة، مؤكِّدين لهم أهمّيّة الصدق، ولكنّهم، يقدِّمون، في الوقت نفسه، رسائل أخرى مناقضة. على سبيل المثال، قد يزعمون أنّه من المقبول أحيانًا قول الأكاذيب البيضاء لحماية مشاعر الآخرين، حتّى تختلط في ذهن الطفل المفاهيم المرتبطة بالكذب، ولا يدري بعد ذلك إن كان الكذب عادة سيّئة أم لا.   أمّا أهمّ الأسباب التي تدفع بطفلك إلى الكذب، فتتمثّل بالآتي: التستّر على شيء ما  قد يشعر طفلك خلال عامه الثالث أو الرابع بالشغف بتجربة أشياء جديدة قد حذّرتَه منها سابقًا، وقد يدفعه هذا الشغف إلى مخالفة أوامرك في كثير من الأحيان، حتّى ينتهي به الأمر إلى محاولة التستّر على فعله بالكذب.  اختبار ردّة فعل ذويه  يميل الطفل بفطرته إلى التمعّن والإدراك، ولا سيّما الإدراك المتعلّق بتصرّفات والديه وردّة فعلهما. فحينئذٍ يبدأ الطفل، لا إراديًا، باختبار صبرك تجاه ما يقوم به من أفعال وأقوال، من ضمنها الكذب.   إضافة الحماس إلى سردهم  في معظم الأحيان، يكون جذب الانتباه السبب الرئيس وراء إضافة طفلك التحريفات على القصص التي يرويها لمن حوله، إذ ينجح فعلًا في الحصول على هذا الاهتمام بعد أن يدفعه جموحه إلى إكمال القصص من خياله.   تجربة اختلاق فكرة ما   يعشق طفلك الخيال، ففي داخله كثير من الأفكار والتخيّلات التي يعبّر عنها تعبيرًا مختلفًا يرضي خياله الواسع، ويفتح له أبوابًا أخرى من الإبداع الخياليّ. الحصول على مبتغاه   قد يزوِّر طفلك، بطبيعته البريئة، بعض الحقائق من أجل الحصول على مبتغاه، كأن يخبرك بأنّه رتّب غرفته في الوقت الذي لم يقم بذلك، من أجل الحصول على قطعة الحلوى التي وعدته بها. تجنُّب جرح مشاعر شخص ما  يندرج هذا التصرّف تحت مسمّى "الكذبة البيضاء" التي نشجِّع أطفالنا عليها من دون قصد، ومن الطبيعيّ أن يغفل الطفل عن التمييز بين الكذبة "السوداء"، والكذبة "البيضاء" التي نلجأ إليها للتعبير، مثلًا، عن إعجابنا المزيَّف بطبق تناولناه عند الأقرباء، حتّى يصبح الكذب لديه عادة أكثر منه حاجة.   متى يبدأ الطفل بالكذب؟  يبدأ الطفل بالكذب عندما يدرك أنّك لا تستطيع قراءة أفكاره، وبقدرته على إخبارك بمعلومات غير صحيحة من دون أن تعرف ما يدور في عقله، ويكون ذلك في عمر الثالثة. ينجح الأطفال في الكذب في هذا العمر، بقدرتهم على مناسبة تعابير وجوههم ونبرة أصواتهم مع ما يقولونه.    ما مراحل الكذب عند الأطفال؟  كما ذكرنا سابقًا، لا تكون أيّ كذبة يتفوّه بها طفلك مدعاةً لاتخاذ تصرّف حازم تجاهه، ولكن في بعض المراحل يصبح توجيهه ملزِمًا. وإليك أهمّ ثلاثة مراحل للكذب يمرّ فيها طفلك:   المرحلة الأولى  أبسط مراحل الكذب هي عندما يكذب طفلك من أجل جذب اهتمامك، كأن يخبرك بأنّه أحرز عشرة أهداف مع أصدقائه في المدرسة، وأنت تعلم لسبب ما أنّ المعلومة غير صحيحة. فلا تحاول كشف كذبته، إذ تكون هذه الكذبة نابعة من تدنّي ثقته بنفسه ومحاولته إثبات العكس أمامك.     كيف تتعامل مع طفلك في هذه المرحلة؟   عندما يتعلّق الأمر بالكذب الساعي إلى لفت الانتباه، فمن الأفضل لك تجاهل تصرّفه بدلاً من مقابلته بقسوة. عليك أن تعرف أنّ طفلك قد يفعل أيّ شيء مقابل حصوله على الاهتمام، لذلك، احرص على انتقاء كلامك انتقاءً لطيفًا من دون إدانة قاسية.      المرحلة الثانية    يصبح اختلاق القصص عادة متجذّرة في شخصيّة طفلك، ولكّنه لا يؤذي أحدًا بها. في هذه المرحلة بالذات، يتجاوز الأمر مجرّد محاولته لفت انتباهك، ليصبح طبيعة وأسلوب حياة لديه.   كيف تتعامل مع طفلك في هذه المرحلة؟   عندما يبدأ طفلك بالمبالغة في اختلاق القصص، لا بأس من توبيخه توبيخًا بسيطًا غير مبالغ فيه، إشارةً منك إلى سوء التصرّف الذي يقوم به، ومن المفترض في هذه الحالة أن يبدأ الطفل بإدراك سوء الكذب وعواقبه.      المرحلة الثالثة  هي أكثر المراحل حساسيّة، إذ من الممكن أن تستمرّ عادة الكذب مع طفلك، حتّى بعد أن يتجاوز أولى مراحل الطفولة، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة أكثر احترافيّة في تشويه الصور الحقيقيّة للأشياء والأشخاص والمواقف.    كيف تتعامل مع طفلك في هذه المرحلة؟   عندما يستمرّ طفلك بتزوير الحقيقة بعد تجاوزه مرحلة الطفولة المبكرة، يصبح التدخّل التربويّ إجباريًّا، ولا سيّما عندما يصبّ الكذب في مصلحتهم على حساب مصلحة غيرهم. ويمكنك في هذه الحالة التصرّف بصرامة تامّة وعدم التهاون بالعقاب، حتّى يكون واضحًا لطفلك أنّ المرفوض في المنزل مرفوض أيضًا في المجتمع الخارجيّ.   كيف تشجّع طفلك على قول الحقيقة؟  يعتبر تمييز طفلك بين ما هو صحيح وما هو خطأ أولى خطوات تشجيعه على قول الحقيقة. وفي ما يلي بعض الطرق التي تستطيع بها، في أيّ مرحلة سبق ذكرها، تشجيعه على قول الحقيقة:   اعكس الآية  من منّا يحبّ أن يُكذَب عليه؟ لا أحد. انطلق من هذه النقطة واسأله إن كان سيحبّ أن تكذب عليه بخصوص اللعبة التي أخبرته بأنّك اشتريتها له، من دون أن تشتريها في الحقيقة. ساعده على تجنّب الكذب  ساعد طفلك على تجنّب المواقف التي يشعر فيها بالحاجة إلى الكذب. على سبيل المثال، إذا سألت طفلك إن كان مَن سكب الحليب، فقد يشعر بالرغبة في الكذب. يمكنك، لتجنّب هذا الموقف، الاستعاضة عن السؤال بسؤال آخر: "أرى أنّ هناك مَن سكب الحليب. دعونا ننظّفه معًا"، حتّى لا تسهم في زرع الخوف المرتبط بالحاجة إلى الكذب لدى طفلك.     امدحه على قول الحقيقة  عبّر عن رضاك الصريح عن طفلك عند اعترافه بفعل شيء خطأ. على سبيل المثال، "أنا سعيد جدًّا لأنّك أخبرتني بما حدث، لنعمل معًا لتسوية الأمور".   كن قدوة له  رسّخ في ذهن طفلك البساطة في قول الحقيقة، قل له على سبيل المثال: "ارتكبتُ خطأ في تقرير كتبته اليوم. فأخبرتُ مديري حتّى نتمكّن من إصلاحه".  استخدم أسلوب المزاح  استخدم مزحة لتشجيع طفلك على الاعتراف بالكذب، فعندما يقول طفلك: "كسرت دميتي الصحن"، يمكنك أن تردّ عليه مازحًا: "أتساءل لماذا فعلت دميتك ذلك؟" استمرّ في المزاح حتّى يدرك طفلك أنّك تعرف تمامًا كذبته، وأنّها مرفوضة وغير منطقيّة.   * * * لم يفت الأوان بعد لبناء عادات صحّيّة في منزل يتعامل أفراده بالصدق، من أكبرهم حتّى أصغرهم، مع الانتباه إلى الفرق بين تربية طفل يسعى إلى فعل الشيء الصحيح، وتربية طفل يحاول الابتعاد عن المشكلات أو تجنّب العقاب. دورك هنا أن تنشئ طفلًا يؤمن بقداسة الصدق، ويبغض كلّ مشوِّه للحقيقة.     اقرأ أيضًا أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع - https://www.parentingforbrain.com/why-do-kids-lie/   - https://raisingchildren.net.au/preschoolers/behaviour/common-concerns/lies   - https://childmind.org/article/why-kids-lie/