كيف توفِّر الرعاية لطفلك في ظلّ الكوارث الطبيعيّة؟
كيف توفِّر الرعاية لطفلك في ظلّ الكوارث الطبيعيّة؟

يمكن للكوارث الطبيعيّة، مثل الأعاصير والزلازل وحرائق الغابات والفيضانات، أن تضرب بشكل غير متوقع، ممّا يترك العائلات في حالة من الفوضى والضيق. وعندما يشارك الأطفال، تصبح الحاجة إلى التخطيط والدعم الدقيقين أكثر أهمّيّة. يعدّ ضمان سلامة طفلك ورفاهيّته وصحّته العاطفيّة خلال هذه الأوقات الصعبة أولويّة قصوى. نناقش في هذا المقال كيفيّة تقديم الرعاية لطفلك أثناء الكوارث الطبيعيّة، وفق ما يساعدك على الاستعداد لما هو غير متوقّع. 

 

أنواع الكوارث الطبيعيّة

يمكن أن تسبّب الكوارث الطبيعيّة الكثير من الأضرار، وتدمّر المنازل والأشياء الثمينة. كما تؤدّي إلى وقوع إصابات وخسائر في الأرواح، تتطلّب منك قوّة في التعامل معها، مع توفير الرعاية لطفلك. ومن أكثرها شيوعًا:  

  • - الزلازل 
  • - الفيضانات 
  • - العواصف 
  • - الأعاصير 
  • - حرائق الغابات 
  • - الجفاف 
  • - تفشّي الأمراض المعدية 

 

ردود فعل الطفل العاطفيّة أثناء وقوع كارثة طبيعيّة

تتباين طريقة تعبير الطفل عن مشاعره في ظلّ الكوارث الطبيعيّة، إلّا أنّ المشاعر بحدّ ذاتها تبقى مشتركة بين معظم الأطفال. إليك أهمّ ردود الفعل العاطفيّة التي تصدر من طفلك في ظلّ الكوارث الطبيعيّة:  

  • - الحزن الشديد على فقدان المنزل أو أحد أفراد العائلة أو الممتلكات. 
  • - الشعور بالمسؤوليّة عن الكارثة والارتباك والشعور بالذنب، ولا سيّما إذا تجاوز الطفل الكارثة دون الآخرين. 
  • - الشعور بالوحدة. 
  • - الغضب وسرعة الانفعال. 
  • - صعوبة في النوم. 

 

كيف تدعم طفلك أثناء الكارثة؟ 

يحتاج طفلك إلى مساعدتك لفهم ما يحدث أثناء وقوع كارثة طبيعيّة، فقد تكون لديه مخاوف خفيّة لا تتوقّعها، أو قد يعبِّر عن مخاوفه بطرق جديدة. وقد يكون من الصعب على طفلك أن يشرح ما الذي يثير قلقه. 

طمئنه  

قبل أيّ شيء ذكّر طفلك بحبّك ورعايتك له، ودعه يعرف أنّك ستستمرّ بدعمه حتّى انتهاء الكارثة، وأنّك، بغض النظر عن حجم الكارثة، موجود لحمايته. 

اخلق مساحة آمنة 

يعدّ إنشاء بيئة آمنة أمرًا بالغًا في الأهمّيّة لحماية طفلك. لذلك، حاول تخصيص مساحة آمنة داخل منزلك، بعيدًا عن النوافذ والمخاطر المحتمَلة، واضمن راحته وشعوره بالحياة الطبيعيّة. 

حافظ على التواصل معه 

من أهمّ خطوات دعم طفلك أثناء الكوارث الطبيعيّة بدء التواصل المفتوح والصادق، بشرح الوضع بما يناسب عمره، والردّ على أسئلته ومخاوفه. كما أنّه من الضروريّ استخدام لغة مطمئنة والتأكيد على وجودك الدائم للحفاظ على سلامته. 

اهدأ أمام طفلك 

من الطبيعيّ جدًا أن تشعر أنت أيضًا بالتوتّر والقلق، ولكن حاول قدر المستطاع أن تحافظ على هدوئك وتماسكك عندما تكون مع طفلك. يمكن أن يساعد استقرارك العاطفيّ في طمأنته وتهدئته. 

عالج احتياجاته العاطفيّة

قد يشعر الأطفال بمجموعة من المشاعر المتضاربة أثناء وقوع كارثة طبيعيّة، بما في ذلك الخوف أو الغضب أو الحزن. حاول تشجيع طفلك على التعبير عن مشاعره، بالتحدّث أو الفنّ أو الكتابة، وأكّد له بأنّ هذه المشاعر طبيعيّة للغاية، وذكّره بوقوفك بجانبه وقتما أراد التحدّث عنها.  

أشركه في الاستعداد 

يمكن لإشراك طفلك في عمليّة الاستعداد أن يحدّ من قلقه. تدرّب معه على طريقة الإخلاء الآمن، وما يجب فعله في حالات الطوارئ المختلفة، حيث تساعده هذه المعرفة على شعوره بالسيطرة على الموقف والطمأنينة. 

لا تعرّضه كثيرًا للمصادر الإخباريّة 

قد يكون التعرّض المستمرّ للتغطية الإخباريّة والصور أمرًا مربكًا طفلك. لذلك، حدّ من تعرّضه لوسائل الإعلام، وانتقِ المعلومات التي تشاركها معه، وركّز على الجوانب الإيجابيّة للدعم المجتمعيّ.

 

كيف تدعم طفلك بعد الكارثة؟  

في الوقت الذي قد يبدو فيه طفلك على ما يرام أثناء الكارثة الطبيعيّة، قد يواجه صعوبة في التأقلم بعد وقوعها. حاول أن تفهم كيف يشعر طفلك، وزوّده بالمعلومات المناسبة لعمره ومرحلة نموّه. من الأفضل له أن يعرف الحقائق، بدلاً من أن يترك خياله يصوِّر له الأسوأ. في ما يلي بعض الطرق لرعاية طفلك بعد وقوع الكارثة الطبيعيّة: 

  • - شجّع طفلك على تناول الطعام والحصول على قسط جيّد من النوم. 
  • - حافظ على الروتين قدر الإمكان لمساعدة طفلك على الشعور بالأمان. 
  • - اسأل طفلك عن شعوره وأفكاره. 
  • - شجّع طفلك على اللعب والمرح، حيث يمكن أن يساعده ذلك على الشفاء. 
  • - مارس مع طفلك أنشطة لطيفة كلّما استطعت ذلك. 
  • - ساعد طفلك على البقاء على اتّصال مع أصدقائه قدر المستطاع.  
  • - حاول استخدام تقنيات التهدئة مع طفلك، مثل اليقظة الذهنية أو التنفّس المريح. 

 

* * *

بينما تسعى جاهدًا إلى دعم صغيرك في أعقاب الكارثة وأثنائها، لا تنسَ نفسك من بعض الاهتمام. يمكنك، بطلب المساعدة وممارسة الرعاية الذاتيّة والتواصل مع شبكات الدعم، التأكّد من جهوزيّتك العاطفيّة والجسديّة لتوفير الحبّ والطمأنينة التي يعتمد عليها طفلك في ظلّ الأوضاع الصعبة. 

اقرأ أيضًا

أثر الحرب في الطفل بين الفقر والحرمان من الطفولة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثالثة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

المراجع

https://www.seattlechildrens.org/health-safety/keeping-kids-healthy/development/coping-with-trauma-disaster/ 

https://www.savethechildren.org/us/charity-stories/help-children-cope-with-disaster