الرئيسية

في هذا العدد

العدد (20) ربيع 2025

الأهل والمدرسة: علاقة تكامليّة لم تكتمل بعد، طرحت منهجيّات موضوع الشراكة بين الأهل والمدرسة لخطورته، والتي يشكّل الاعتقاد السائد بأنّ "العلاقة الطبيعيّة" بين الأهل والمدرسة، تكمن في سؤال الأهل عن أبنائهم وتحصيلهم وسلوكهم، وحضور بعض الاجتماعات مع المعلّمين.  في هذا الاعتقاد تنمو إشكاليّتان مقلقتان الأولى تتجسّد في تخلّي الأهل عن حقّهم في مشاركة تخطيط تعلّم أبنائهم، وترك الأمر لإدارات المدارس. وهنا نقع في إشكاليّات نوع المدرسة، وتوجّهها، ومنهجها المُعتمد، وقدراتها، وغير ذلك ممّا يبني شخصيّة المتعلّمين وربّما يتحكّم في مستقبلهم وسلوكهم اللاحق. أمّا الثانية، فتكون في انفصال المدرسة عن محيطها، واختيارها منفردة ما يصل إلى أيديها من توجّهات ومناهج ومقاربات قد لا تكون بالضرورة مرتبطة بالمحيط الاجتماعيّ، ما ينمّي شعور الاغتراب في نفوس المتعلّمين، والذين يطّلعون على عالم مختلف عن بيئاتهم المتنوّعة. أضف إلى ما يشكّل ذلك من هدر لطاقات وتجارب اجتماعيّة يمكن للأهل أن ينقلوها إلى مجموع المتعلّمين، وذلك بورشات عمل ومحاضرات وأنشطة، تربط المتعلّمين بحيواتهم الحقيقيّة لا المتخيّلة، ولا سيّما مع واقع عيش المتعلّمين حيوات افتراضيّة في هواتفهم.

ملفّ العدد القادم

دعوة للكتابة في الأعداد القادمة

للمساهمة والكتابة في أعداد المجلّة القادمة، نستقبل مقالاتكم حول المواضيع التربويّة المختلفة عبر البريد الإلكترونيّ:  [email protected] تعالج مواضيع المقالات العامّة التربويّة في المجلّة قضايا التعليم والإدارة المدرسيّة وتطوير المعلّمين. وقد يكون موضوع المقال منطلقًا من تفكُّر ذاتيّ؛ تأمُّل في تجربة ما أو مراجعة لها أو مُشاركة لتجارب وأفكار مُختلفة، أو قد يكون نتاجًا لورشة أو ندوة أو مؤتمر، وربّما يكون مراجعة لكتاب أو مقالة استطاع الكاتب أن يختبر مقتضياتها في الصفّ، وأن يُدخل عليه ما يتناسب ووضع الصفّ والمدرسة بشكل عامّ، وأن يلمس بيده وروحه ما أدّت إليه في مسار المتعلّمين. المعارف، على أهمّيّتها، موجودة وباتت متاحة بلغات مختلفة، لكن تجربتكم الشخصيّة في تحويل المعرفة إلى ممارسة يوميّة أو استراتيجيّة ناجحة تلائم الواقع، هي الشعلة التي نرغب في نقلها إلى المُمارسين التربويّين في الحقل التعليميّ. للاطلاع على سياسات النشر في المجلّة سياسات منهجيات | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)، وفريق منهجيّات سيكون داعمًا وموجودًا للتواصلِ والمتابعة والمجاورة.  

أخبار تربويّة

إديوليبيا تُعلن عن ندوة جديدة بعنوان التعليم لتوسيع الآفاق

أعلنت شبكة إديوليبيا (EduLibya) عن أوّل ندواتها، بعنوان: "التعليم لتوسيع الآفاق: إعادة التفكير في دور التعليم في ليبيا". وستُعقد الندوة يوم الأحد الموافق 25 أيّار، عند السّاعة 18:00 بتوقيت ليبيا، 19:00 بتوقيت القدس. ستُناقش الندوة موضوعات مُختلفة، منها تجارب المعلّمين في التدريس، والتخصّصات الأكاديميّة والتطوير المهنيّ، وتفاعل الطلاّب في المدارس، والمباني والتجهيزات التعليميّة وتأثيرها على جودة التعليم. لحضور الندوة، يُمكنك التسجيل عبر الرابط هُنا.

منتدى SWANA للعدالة الاجتماعيّة يعلن عن ندوة حول التعليم في اليمن

أعلَن منتدى (SWANA) للعدالة الاجتماعيّة عن ندوة مفتوحة بعنوان "التعليم في اليمن: تحدّيات وآمال"، وذلك افتراضيًّا عبر زووم، الجمعة الموافق 30 أيّار/ مايو، 5:00 مساءً بتوقيت بريطانيا، 7:00 مساءً بتوقيت القدس. تستضيف الندوة هيلين لاكنر، باحثة وكاتبة عن اليمن، والمعتصم القادحي، باحث في جامعة إكستر في بريطانيا. للمشاركة في الندوة اضغط هُنا.

أوامر إسرائيليّة بإغلاق 6 مدارس تابعة للأونروا في القدس الشرقيّة

قال المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، فيليب لازاريني إنّ مسؤولين إسرائيليّين من بلديّة القدس، برفقة قوات الأمن الإسرائيليّة، اقتحموا ست مدارس تابعة للوكالة في القدس الشرقيّة، وقاموا بتسليم أوامر بإغلاق هذه المدارس خلال 30 يومًا. وفي منشور على منصّة إكس، قال لازاريني إنّ مدارس الأونروا في القدس الشرقيّة المحتلة تعد منشآت تعليميّة تقدّم التعليم لأطفال لاجئي فلسطين. وأضاف أنّ حوالي 800 طالب وطالبة سيتأثرون بشكل مباشر بهذه الأوامر، ومن المرجّح ألّا يتمكنوا من إكمال عامهم الدراسيّ. وأضاف لازاريني أنّ مدارس الأونروا محميّة بموجب امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، ويعد الدخول غير المصرح به وإصدار أوامر الإغلاق انتهاكًا لهذه الحماية، ويمثلان نقضًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدوليّ. وأشار المسؤول الأمميّ إلى أنّ أوامر الإغلاق غير القانونيّة هذه تأتي في أعقاب تشريعات من الكنيست الإسرائيليّ تهدف إلى تقويض عمل الأونروا. وأكّد التزام الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالبقاء وتقديم التعليم والخدمات الأساسيّة الأخرى للاجئي فلسطين في الضفة الغربيّة، بما في ذلك القدس الشرقيّة، وفقًا لتفويض الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة.   المصدر (الأمم المتحدة).

في كلّ عدد تختار منهجيّات قضيّة أو مفهومًا تربويًّا تخصّص له ملفًّا يشارك فيه خبراء وأكاديميّون ومعلّمون في مقالات وتجارب وتحليلات، تتناول الموضوع من جوانبه المختلفة. يشكّل الملفّ رافدًا مهمًّا للمعلّمين والباحثين والمهتمّين.

إشراك الأهل في العمليّة التعليميّة نعمة لا بدّ منها!
ينبغي الانتباه إلى أنّ المؤسّسة التربويّة الناجحة تسعى لتعزيز التفاعل مع الأهل، ومشاركتهم الفاعلة في مختلف القضايا، لا سيّما صياغة رؤية ا... تابع القراءة
أولياء الأمور الشركاء الأهمّ للمدرسة في عمليّة تربية الأبناء وتعلّمهم
يعدّ السياق التربويّ الفلسطينيّ في أمسّ الحاجة إلى النهوض بهذه الشراكة مع أولياء الأمور، فقد أسفرت التحدّيات الكبيرة التي واجهها القطاع ا... تابع القراءة

مقالات عن تجارب وتأمّلات وتقنيّات تعلّميّة – تعليميّة، غير مرتبطة بموضوع أو قضيّة محدّدة، ومفتوحة للمُشاركة دائمًا.

تأمّلات معلّمة الدراما منهج لتعلّم اللغة العربيّة
تعدّ الدراما وسيلة قويّة لتعزيز التعاون والتواصل، إذ تمتلك القدرة على تغيير طرق التفاعل والتعبير بين الأفراد. كما أنّها جزء أصيل من الثقا... تابع القراءة
التغذية الراجعة البنائيّة: صوت المتعلّم في تطوير تعلّمه
التغذية الراجعة، ببساطة، هي المعلومات المقدّمة من قبل معلّم، بخصوص جوانب الأداء أو الفهم لدى المتعلّم، والتي توفّر له تصوّرًا واضحًا حول ... تابع القراءة

الندوة القادمة

دعوة إلى ندوة: تعزيز صوت الطالب من منظور الإدارة.. من المشاركة الرمزيّة إلى التفعيل الحقيقيّ للقيادة الطلّابيّة

تدعوكم منهجيّات، بالتعاون مع شبكة تمام المهنيّة، إلى حضور ندوة شهر حزيران/ يونيو 2025، بعنوان "تعزيز صوت الطالب من منظور الإدارة: من المشاركة الرمزيّة إلى التفعيل الحقيقيّ للقيادة الطلّابيّة". وذلك يوم الأربعاء 18-06-2025، في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت القدس.   محاور النّدوة - إعادة التفكير في مفهوم صوت الطالب من منظور الإدارة: الأسس النظريّة وسوء الفهم الشائع. - ممارسات من الميدان: تجارب مدرسيّة في تفعيل صوت الطالب. - نحو هياكل مستدامة لتعزيز صوت الطالب: إعادة توزيع السلطة وبناء شراكات فاعلة. يُمكنكم التسجيل لحضور الندوة عبر الرابط هُنا.

ندوة منهجيّات الشهريًّة مساحة نقاش مفتوح يتناول موضوعًا يتجدّدُ، يشارك في الندوة مختصّون تربويّون ومعلّمون خبراء في موضوع الندوة.

ندوة: تعليم العلوم والرياضيّات وظيفيًّا

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر أيار/ مايو 2025 بعنوان "تعليم العلوم والرياضيّات وظيفيًّا".  وركّزت على المحاور الآتية: المحور الأوّل: التعليم المفاهيميّ في تعليم الرياضيّات والعلوم. المحور الثاني: ربط العلوم والرياضيّات بالحياة العمليّة. المحور الثالث: الذكاء الاصطناعيّ في تعليم العلوم والرياضيّات.  المحور الرابع: العلوم والرياضيّات في عالم متغيّر.   استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هم: الدكتور سهيل حسين صالحة، أستاذ في جامعة النجاح الوطنيّة، فلسطين؛ الأستاذة لمى شوقي دبّوس، مُعلّمة كيمياء لمرحلة الدبلوم وعلوم للمرحلة الثانويّة، قطر – لبنان؛ الأستاذة جنى صبّوح الحاج سليمان، مديرة مدرسة مدينة السلطان قابوس الخاصة، سلطنة عمان – لبنان. أدارت الندوة المستشارة التربويّة في مؤسّسة النيزك، الدكتورة د. ريام كفري - أبو لبن، من فلسطين. استهلّت الدكتورة ريام الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثريّة والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعت جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأوّل: في معنى تعليم الرياضيّات والعلوم وظيفيًّا افتتحت الجلسة الدكتورة ريام بالتأكيد على أنّ أحد أهم أهداف تعليم العلوم والرياضيّات هو أن يكون تعليمًا وظيفيًا، يثري المتعلّم ويُعدّه للحياة الواقعية. وطرحت في هذا السياق سؤالًا محوريًا: ما معنى تعليم العلوم والرياضيّات وظيفيًا؟ أوضح الدكتور سهيل صالحة أنّ التعليم الوظيفيّ يعني الربط بين المفاهيم العلميّة والحسابيّة والحياة اليوميّة، بهدف تنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعيّ، والقدرة على حلّ المشكلات، الأمر الذي ينعكس إيجابيًّا على كفاءة المتعلّم في المواقف الحياتيّة، الحاضرة والمستقبلية. من جانبها، شدّدت الأستاذة جنى سليمان على أنّ هذا النوع من التعليم ينقل الطالب من مجرد تلقّي المعرفة النظريّة إلى التفاعل مع واقع الحياة، ليصبح مستكشفًا نشطًا للمعرفة بدلًا من متلقٍّ سلبيّ. وأكّدت أنّ جعل الطالب محور ال عمليّة  التعليميّة يتطلّب بالضرورة تعليم العلوم والرياضيّات بأساليب  عمليّة ووظيفيّة . وقدّمت الأستاذة لمى دبّوس رؤية متكاملة حول المفهوم، موضّحة أنّ التعليم الوظيفيّ للعلوم والرياضيّات يرتكز على الفهم العميق للأفكار الكبرى التي تنضوي تحتها المهارات. وأضافت أنّ هذا النوع من التعليم يعزّز التفكير النقديّ، والذي يُعدّ من الأهداف الأساسيّة المرجوّة. وأشارت إلى أنّ طرح الأسئلة العميقة أحد أبرز الاستراتيجيّات لتحقيق هذا الهدف، حيث يسهم في ربط المفاهيم ببعضها البعض، وربطها بسياقات واقعيّة. وضربت مثالًا توضيحيًّا: بدلًا من سؤال الطالب: ما مصادر الطاقة؟ يمكن سؤاله: كيف نستخدم مصادر الطاقة بطريقة مستدامة؟ هذا النوع من الأسئلة، بحسب أ. لمى، يحرّك التفكير، ويقود المتعلّم نحو تطبيق معرفته في مواقف حياتيّة حقيقيّة. وفي السياق ذاته، قدّم الدكتور سهيل صالحة عرضًا معمّقًا سلّط فيه الضوء على أهمّيّة التركيز على الفهم العميق مرتكزًا أساسًا في التعليم الوظيفيّ للعلوم والرياضيّات، موضّحًا أنّ هناك مفاهيم أساسيّة مثل الكتلة والوزن والقوّة والنمط والعلاقات والاقترانات، تشكّل الأساس المعرفيّ الذي تُبنى عليه الخبرات التعليميّة في هذين المجالين. وأشار د. سهيل إلى أن التعلّم المبنيّ على المفاهيم لا يقتصر على معرفة "ماذا"، بل يمتدّ إلى فهم "لماذا" و"كيف"، ما يُمكّن المتعلّم من تطبيق المعرفة في سياقات متنوّعة وجديدة. واستشهد بمفهوم "التناسب" كمثال حيّ، حيث يمكن توظيف الطهو في مجالات مثل الفيزياء أو الاقتصاد، ما يُبرز قيمة نقل المعرفة من سياق إلى آخر. وأكدّ كذلك أنّ هذا النهج يُراعي الفروق الفرديّة وأنماط التعلّم المختلفة، ويُتيح تنوّعًا في طرق التعليم، ما يجعل المحتوى أقرب وأسهل للفهم عند جميع المتعلّمين. وأشار إلى أنّ المفاهيم الكبرى تنمّي لدى الطالب رؤية شموليّة للعلوم والرياضيّات باعتبارها أنظمة مترابطة، لا مواضيع منفصلة، ما يزيد من عمق الفهم ويُعزّز الاستعداد للتعلّم المستقبليّ. واختتم د. سهيل مداخلته بالتأكيد على أنّ التعليم المفاهيميّ بوّابة حقيقيّة لنقل أثر التعليم، وتحقيق نواتج تعلّم ممتدّة وفعّالة.   المحور الثاني: ربط العلوم والرياضيّات بالحياة العمليّة  في انتقال نوعي من الطرح النظريّ إلى الجانب العمليّ، ناقشت المشاركون سؤالًا محوريًّا: كيف يمكن تعليم العلوم والرياضيّات في المرحلة الابتدائيّة بشكل فعّال ومرتبط بحياة الأطفال؟ أجابت الأستاذة جنى سليمان بأنّ المرحلة الابتدائيّة تُعدّ مرحلة شديدة الحساسيّة في تكوين شخصيّة الطالب، ما يتطلّب مقاربات تعليميّة تتجاوز التلقين إلى الفهم والاستكشاف. وأوضحت أنّ تعليم العلوم في هذه المرحلة يجب أن يبدأ بربط المفاهيم بالمواقف الحياتيّة اليوميّة، وبالاعتماد على الاستكشاف والاستقصاء، وطرح المشكلات على الطلّاب لإيجاد الحلول بأنفسهم، الأمر الذي يعزّز دور الطالب بوصفه محورًا للعمليّة  التعليميّة، ويجعل المعلم موجّهًا لا ملقّنًا. كما أكّدت أهمّيّة استخدام الحواس في التعلّم، وإضفاء الطابع الممتع على الدروس من خلال الألعاب والحركة والتجارب المسلّية، بهدف خلق بيئة تعلّم محفّزة. وركّزت على ضرورة فهم المفاهيم بدلًا من حفظها، وأن تكون الحصّة مزيجًا من التعليم والمتعة. أما في ما يخصّ الرياضيّات، فشدّدت على ضرورة أن يفهم الطالب سبب استخدام العمليّات الحسابيّة في الحياة قبل حفظ آليّاتها، مثل استخدام الضرب في البيع والبناء أو العدّ. كما دعت إلى الابتعاد عن أسئلة التذكير التقليديّة، والاعتماد على أسئلة تفكير عليا تحفّز النقد والتحليل، حتى إن لم يُجِب الطلّاب عنها مباشرة، فمجرد التفكير بها يُثري عقولهم. عقّبت الدكتورة ريام بأنّ من أهمّ الاستراتيجيّات التي تُنمّي مهارات التفكير العليا، استراتيجيّة الاستقصاء الاستنتاجيّ، حيث لا يُطلب من الطالب تطبيق القانون، بل اكتشافه من خلال التجربة. وبيّنت أنّ هذه المقاربة تقلب التسلسل التقليديّ، فتبدأ من التحليل وصولًا إلى الفهم والتذكّر، ما يعكس فهمًا عميقًا للمفاهيم. وفي السياق، شدّد الدكتور صالحة على أهمّيّة وجود سياسة تعليميّة واضحة من قبل صانعي القرار، تضمن تطبيق التعليم الوظيفيّ في الرياضيّات والعلوم على مستوى المناهج وتدريب المعلّمين، لضمان تحقيق تعلّم حقيقيّ ومستدام لدى الطلبة. أما في ما يخصّ المرحلتين المتوسّطة والثانويّة، فطرحت د. ريام سؤالًا على الأستاذة لمى دبّوس حول المبادئ الأساسيّة لتعليم العلوم والرياضيّات في هذه المراحل، وكيف يمكن ربط المفاهيم بالحياة اليوميّة، مع مراعاة خصوصيّة هذه المرحلة العمريّة. أكدت أ. لمى أنّ الشغف والحب والعطاء هي المحرّكات الأساسيّة التي تدفع المعلّم إلى الاستمرار والعطاء الحقيقيّ داخل الصفّ، مشيرة إلى أنّ قائمة المبادئ التي يجب أن يقوم عليها التعليم تبدأ من الابتعاد عن التلقين، والاتّجاه نحو الأساليب التطبيقيّة، مع ربط المعلومات بالسياقات الواقعيّة، سواء المحلّيّة أو العالميّة، لتعزيز شعور الطالب بالانتماء والدافعيّة نحو التعلّم. أوضحت كذلك أنّ كثيرًا من الطلّاب يطرحون تساؤلات، مثل: "لماذا نتعلّم هذا؟ وأين سنستخدمه؟"، ومتى استطاع الطالب أن يجيب عن هذه الأسئلة وأن يدرك قيمة ما يتعلّمه، يصبح أكثر ارتباطًا بالمعلومة وحرصًا على الاستفادة منها. أضافت أ. لمى أنّ من المبادئ المهمّة في تعليم العلوم في هذه المرحلة، اعتماد الطالب على المنهج العلميّ في التفكير والاستقصاء. وقدّمت مثالًا على ذلك طلبة الدبلوم الذين يُكلّفون بإعداد تحقيق علميّ من 3000 كلمة يعتمد على أفكارهم وتفسيراتهم الخاصّة، ويقومون بتحليله واستخلاص نتائجه، وهو ما يعكس بناءً سليمًا لمهاراتهم البحثيّة منذ المراحل الدراسيّة المبكّرة. من جانبها، عقّبت د. ريام على ما طُرح، مشيرة إلى أنّ الطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى وقت أطول وجهد خارج الصفّ، حتّى يكون فعلًا محور العمليّة  التعليميّة، ولا سيّما أنّ المرحلة الثانويّة ترتكز على الاختبارات النهائيّة. وتساءلت: كيف يمكن تحقيق التوازن بين متطلّبات الاختبارات، وخلق فرص تعلّم أصيلة تتمحور حول الطالب؟ أجابت أ. لمى باستعراض أبرز التحدّيات التي تواجه معلّمي المرحلة الثانويّة، مثل ازدحام المناهج وضيق الوقت، وضغط الامتحانات الرسميّة، ما يُضطَّر المعلم إلى التركيز على التدريب على نمط الأسئلة بدلاً من التعلّم الإبداعيّ. كما أشارت إلى تفاوت قدرات الطلّاب داخل الصفّ، وهو ما يجعل من الصعب تصميم تجربة تعليميّة تصلح للجميع ضمن الوقت المتاح. واقترحت مجموعة من الحلول، من بينها مواءمة التعليم الاستقصائيّ مع أهداف المنهج والاختبار، واستخدام التقييمات التكوينيّة والتدريب الذكيّ لتقليل عنصر المفاجأة في الامتحانات. كما شدّدت على أهمّيّة التخطيط العكسيّ، أي تدريب الطالب منذ مراحل مبكرة على مهارات التحليل، واستخدام المصادر، والتوثيق، ما يخفّف الضغط لاحقًا، ويوفّر الوقت والجهد على الطرفين، المعلّم والطالب. هنا، أكّدت د. ريام أنّ طرح هذه التحدّيات والحلول لامس واقع الميدان التربويّ، وأسهم في تسليط الضوء على أهمّيّة خلق فرص تعليميّة حقيقيّة تُثري الطالب وتمنحه تجربة تعلّم ذات معنى.   وفي سياق الحديث عن المناهج التعليميّة الحديثة، انتقل النقاش إلى أحد الاتّجاهات المعاصرة في التعليم، وهو دمج أكثر من مجال علميّ بطريقة تطبيقيّة وتفاعليّة ضمن إطار STEM وSTEAM، حيث سألت د. ريام: هل يُعدّ هذا الدمج نموذجًا واقعيًّا قابلًا للتطبيق، أم إنّه لا يزال في إطار الحلم؟ وهل يناسب السياق العربيّ، أم إنّه محصور في البيئة الغربيّة فقط؟ جاءت إجابة الأستاذة جنى مؤكّدة على أنّ هذا الدمج ليس حلمًا، بل هو واقع ضروريّ وحتميّ، لكنّ تطبيقه بنجاح يتطلّب أوّلًا الإجابة عن عدد من التساؤلات الجوهريّة، مثل: هل المدرسة مهيّأة لتبنّي نظام STEM؟ وهل النظام التعليميّ والمعلّمين مستعدّون لاستيعابه وتطبيقه؟ وعرضت تجربة مدرسة السلطان قابوس الخاصّة في سلطنة عمان، كونها أوّل مدرسة في السلطنة تمتلك مختبر STEM، وجميع معلّميها حاصلين على اعتمادات متخصّصة في هذا المجال، ما يتيح بيئة تعليميّة مؤهّلة لهذا النوع من التعلّم. من جانبها، أضافت أ. لمى أنّ نظام STEAM يمثّل نهجًا حيويًّا وتكامليًّا، حيث يدمج بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيّات. لكنّه في الوقت نفسه، يحتاج إلى تدريب متخصّص، وإمكانات مادّيّة، وميزانيّات داعمة. وعلى رغم هذه التحدّيات، إلّا أنّ نتائجه التربويّة دائمًا ما تكون مبهرة في صقل مهارات الطلبة، وتعزيز تفكيرهم النقديّ والإبداعيّ.   أما د. سهيل، فدعا إلى إدماج هذا التوجّه داخل البنية التعليميّة الرسميّة، واقترح أن يكون هناك كتاب مخصّص لمنهج  STEM، يدمج بين الموادّ المختلفة بشكل منظّم ومنهجيّ، حتّى لا يبقى هذا التوجّه معزولًا عن النظام التعليميّ العامّ، بل يُصبح جزءًا أصيلًا من المناهج، ويسهم في إعادة إحياء العلاقة بين العلوم والرياضيّات والتكنولوجيا في إطار تربويّ متكامل. وفي هذا السياق، علّقت د. ريام على أنّ الفصل بين التخصّصات لم يكن جزءًا من التاريخ المعرفيّ الإنسانيّ، بل هو ناتج عن الثورة الصناعيّة الأولى، حيث بدأت التخصّصات تنفصل تدريجيًّا. وأوضحت أنّ المعرفة في جذورها كانت تكامليّة: فالفيلسوف كان طبيبًا، والفنان كان عالمًا. وكان العلم والفنّ يسيران جنبًا إلى جنب. وهذا ما يدفعنا اليوم إلى السعي لاستعادة هذا النهج التكامليّ في التعليم، ولا سيّما في مجالات العلوم والرياضيّات.   المحور الثالث: الذكاء الاصطناعيّ في تعليم العلوم والرياضيّات مع الثورة الصناعيّة الرابعة التي أدخلت الذكاء الاصطناعيّ وسهّلت الوصول إلى المعلومة، جاء المحور الثالث من الندوة ليسلّط الضوء على هذه التقنيّة الحديثة، إذ طرحت د. ريام سؤالًا مهمًّا: كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعيّ في تعليم العلوم والرياضيّات، وهل من أمثلة على ذلك؟ أجابت أ. لمى بأن الذكاء الاصطناعيّ لا يُعدّ بديلًا من المعلّم، بل هو أداة تعزّز دوره وتوسّع من إمكاناته، بشرط استخدامه بوعي وذكاء. فقد حسّن الذكاء الاصطناعيّ من جودة المعلومة والاستكشاف، وصار يمكن للمعلم إدخال البيانات ليقوم الذكاء الاصطناعيّ بتحليلها وإيجاد المخرجات. فعلى سبيل المثال، في مادّة العلوم، يُمكن استخدامه لتفسير الظواهر المعقّدة بطريقة بصريّة، كشرح الروابط الكيميائيّة والذرّات، باستخدام تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ والواقع الافتراضيّ (VR). كما يسهم في طرح أسئلة تراعي الفروقات الفرديّة بين الطلبة ومستوياتهم الدراسيّة المختلفة. وجّهت د. ريام سؤالًا آخر لأ. جنى: هل استخدام الذكاء الاصطناعيّ في المرحلة الابتدائيّة مهمّ، أم ينبغي تأجيله إلى المراحل اللاحقة؟ أجابت أ. جنى بأنّ استخدام الذكاء الاصطناعيّ في المراحل المبكّرة أمر مهمّ، بشرط أن يتمّ بشكل مدروس وموجّه، من دون عزل الطالب عن بيئته. وأكّدت على أهمّيّة أن يكون المعلّم على دراية كاملة بالمحتوى الذي يقدّمه من خلال الذكاء الاصطناعيّ، وأن يُحسن اختيار الأدوات المناسبة. وأشارت إلى أنّ الأطفال بطبيعتهم يتفاعلون بشكل بارع مع التكنولوجيا، كما إنّهم يستخدمون الذكاء الاصطناعيّ بالفعل في منازلهم، لذلك لا ينبغي فصلهم عنه في بيئة التعلّم. والذكاء الاصطناعيّ يمكن أن يكون بديلًا آمنًا من التجارب الكيميائيّة الخطرة داخل المختبرات، وقد يُنتج مخرجات يصعب على المدارس تنفيذها أو الوصول إليها بسبب نقص الموادّ أو الموارد في بعض الأحيان. وفي ختام المحور، وجّهت د. ريام سؤالًا للدكتور سهيل: هل يمكن للذكاء الاصطناعيّ أن يستبدل الأنشطة الحسّيّة في العلوم والرياضيّات؟ أشار د. سهيل في إجابته إلى وجود تخوّف من أن يتمّ إدخال الذكاء الاصطناعيّ في العمليّة التعليميّة بشكلٍ متأخّرٍ، ما قد يؤدّي إلى فجوة بين الواقع التكنولوجيّ والمحتوى التعليميّ في المناهج الدراسيّة، حيث تصبح غير قادرة على مواكبة هذا التغيير السريع. وسلّط الضوء على أنّ هناك فرصة واعدة في دمج مفهوم "هندسة الأوامر" ضمن مناهج العلوم والرياضيّات والتكنولوجيا، موضّحًا أنّ هذا المفهوم امتداد لما كان يُعرف سابقًا بتصميم الخوارزميّات عند تطبيق التكنولوجيا في التعليم، حيث أصبح يُشار إليه في عصر الذكاء الاصطناعيّ بـ"هندسة الأوامر"، وهو تطبيق فيزيائيّ يعتمد على نماذج رياضيّة دقيقة، ويمكن استغلاله لتعزيز مهارات الطلبة العلميّة والتحليليّة. وأكّد ختام مداخلته على أهمّيّة تعليم الذكاء الاصطناعيّ للأطفال منذ المراحل المبكرة، معتبرًا أنّ هذا التوجّه ضروري لتجنّب الوقوع في فجوة معرفيّة مستقبليّة، ولتمكين الأجيال القادمة من التفاعل بفعّاليّة مع التحوّلات الرقميّة المتسارعة.   المحور الرابع: العلوم والرياضيّات في عالم متغيّر طرحت د. ريام سؤالًا افتتاحيًّا: ما دور تعليم العلوم والرياضيّات في ظلّ الكوارث التي تحدث، تحديدًا في غزّة في ظلّ الإبادة؟ شدّد الدكتور سهيل على أنّ التعليم يمثّل بارقة الأمل في أحلك الظروف. فهو ليس وسيلة للمعرفة وحسب، بل أداة للابتكار تحت الضغط، وللاستقلاليّة، والتماسك النفسيّ والاجتماعيّ. وأوضح أنّ التعليم هو ما يوفّر للأطفال والشباب والنساء حماية من الاستغلال والضياع، وهو من يصنع بيئة آمنة تُمكّن من المشاركة والتطور، وبناء الجيل القادر على إعادة الإعمار. وأضاف: إذا كان التعليم هو الحياة، فإنّ العلوم والرياضيّات هما أدوات هذه الحياة"، مشيرًا إلى أنّهما الوسيلتان لفهم الواقع، والتخطيط ضمن موارد شحيحة، واتّخاذ قرارات مصيريّة: كيف نوزّع الغذاء؟ كيف نحمي أنفسنا من الأمراض والفيروسات؟ كيف نولّد الكهرباء؟ كيف نبني الملاجئ والخيام؟ وكلّها تساؤلات لا تمكن الإجابة عنها من دون أسس علميّة ورياضيّة. كما أشار إلى الدور الكبير للمؤسّسات المحلّيّة والدوليّة في الحفاظ على العمليّة  التعليميّة في غزّة والضفّة الغربيّة، مؤكّدًا على أهمّيّة تعزيز "عقليّة النمو"  والتي تُؤمن بعدم الاستسلام، وبقوّة الإرادة، والقدرة على حلّ المشكلات، وهي جوهر تعليم العلوم والرياضيّات في الأوقات الاستثنائيّة. من جهتها، اختتمت د. ريام حديثها بأنّ الإصرار الشعبيّ في غزّة على تعلّم العلوم والرياضيّات هو ما يُبقي الأفراد والمؤسّسات قادرين على العمل على رغم التحدّيات. وأضافت أنّنا أمام مسؤوليّة جماعيّة تحتّم علينا الاستمرار وعدم الاستسلام. وأكّدت على ضرورة التكامل بين المدارس الحكوميّة والخاصّة ووزارة التعليم، لتحقيق مخرجات تعليميّة تصبّ في مصلحة الطالب. وشدّدت في الختام على أنّ الخيال يسبق كلّ نظريّات العلوم والرياضيّات، مستشهدة بكلمات ألبرت آينشتاين: "الخيال أهمّ من المعرفة، فالمعرفة محدودة، أمّا الخيال فيحيط بالعالم".

ندوة: مدير المدرسة في مواجهة التحدّيات.. استراتيجيّة التأقلم والتطوير

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر نيسان/ أبريل 2025، بعنوان "مدير المدرسة في مواجهة التحدّيات: استراتيجيّة التأقلم والتطوير".  وركّزت على محاور مختلفة، هي: المحور الأوّل: الموارد الماليّة ووضع المدرسة وبنيتها. المحور الثاني: ظروف العمل مع العنصر البشريّ (الأهل والطلّاب والموظّفين) المحور الثالث: ظروف العمل مع السلطة والاستجابة للمتغيّرات والسياسات التعليميّة ،من منهاج أو تغيير توجّه في التعليم وغير ذلك.   استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثات، هنّ: أ. عصمت لمعي، رئيسة مجلس إدارة مجموعة مدارس أوازيس الدوليّة، مصر؛ د. أليس عبود، مديرة مدرسة الأهليّة والمطران - الأردن؛ أ. سلافة كركلّا، مديرة ثانويّة بعلبك الرسميّة للبنات- لبنان. أدار الندوة أ. محمود عمرة، مدير عام الأكاديميّة العربيّة الدوليّة في قطر. واستهلّ الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّةً تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثريّة والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعا جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأوّل: الموارد الماليّة ووضع المدرسة وبنيتها. استهلّ أ. محمود بالقول إنّ من أبرز التحدّيات التي تواجه المدارس، هو التوفيق بين محدوديّة الموارد الماليّة وتغطية النفقات المتعدّدة، مثل الصيانة، والبنية التحتيّة، وتوفير الموارد التعليميّة وغيرها. وانطلاقًا من هذا الواقع، طرح سؤالًا محوريًّا: كيف يمكن التعامل مع تحدّيات الموارد الماليّة وترشيد الإنفاق؟ في هذا الإطار، شاركت أ. أليس عبود تجربة مدرسة الأهليّة والمطران في الأردن، حيث تُعدّ الأقساط المصدر الرئيس لتمويل المدرسة، ما يشكّل تحدّيًا في ظلّ المنافسة مع المدارس الخاصّة الربحيّة، ولا سيّما في ما يخصّ استقطاب المعلّمين. كما تواجه المدرسة صعوبات تتعلّق بالموقع والبنية التحتيّة، إذ تقع في منطقة تشهد ازدحامًا مروريًّا في مدخل عمّان الغربيّ، ما يصعّب الوصول إليها ويحدّ من إمكانيّة التوسعة. وأضافت أنّ المدرسة تعاني أيضًا قِدمَ بعض مرافقها، وحاجتها إلى بنية تكنولوجيّة متطورّة. وعن استراتيجيّات مواجهة هذه التحدّيات، أوضحت أ. عبود أنّ المدرسة تعتمد خطّة إنفاق مدروسة ومبنيّة على ترتيب الأولويّات لتعزيز الكفاءة التشغيليّة. فعلى سبيل المثال، تُحدَّث الملاعب بشكل تدريجيّ وفقًا لخطّة الإنفاق. كما حرصت الإدارة على بناء علاقات قويّة مع مؤسّسات المجتمع المدنيّ، واستثمار موقع المدرسة لتعزيز الشراكات مع جهات قريبة، مثل المعهد الوطنيّ للموسيقى، ومسرح البلد، والمتاحف، وغيرها. كما سعت المدرسة لتجديد مرافقها بطرق ذكيّة، وبناء بنية تحتيّة تكنولوجيّة قويّة، مع إدماج تدريجيّ وآمن لبرامج الذكاء الاصطناعيّ في العمليّة التعليميّّة. وفي السياق نفسه، أضافت أ. عصمت لمعي أنّ مدرسة أوازيس، خلال السنوات العشر المنصرمة، وقّعت اتّفاقيات مع وزارة التربية والتعليم ومنظّمة البكالوريا الدوليّة (IB)، تهدف إلى إدماج برامج البكالوريا الدوليّة في المدارس الحكوميّة. وقد تبنّت المدرسة مدرسة حكوميّة لضمان التعاون بين القطاعين العامّ والخاصّ، من خلال مشاركة الدورات التدريبيّة، واعتماد برنامج "التربية الإيجابيّة" منهجًا تربويًّا موجّهًا إلى الطلبة وأولياء الأمور والإداريين. وقد أثبت هذا التعاون أنّ المدارس الحكوميّة قادرة على تحقيق أهداف المدارس الخاصّة نفسها، بل ونقل التجربة الناجحة إلى مدارس حكوميّة أخرى. وأسهم القرب الجغرافيّ بين المدرستين في تسهيل التعاون، ما عزّز تطوّر العلاقة بين الطرفين، وأنتج فوائد متبادلة لكليهما.   ماذا عن التحدّي في الجانب المالي والتعامل مع السلطات التعليمية؟ أجابت أ. كركلّا أنّ الرسوم المفروضة من المدرسة تقتصر على رسوم التسجيل فقط، مع توفير الموارد الأساسيّة من قبل الجهات الرسميّة. ويتمثّل التحدّي الرئيس في قدرة مدير المدرسة على تحديد الأولويّات الماليّة وترشيد النفقات، وذلك بالاعتماد على صندوق الأهل وصندوق الثانويّة، واللذَين يُستخدمان لتغطية خدمات متعدّدة، مثل النظافة والخدمات الإلكترونيّة ووسائل التدفئة والتجهيزات الأخرى. ويتمّ ذلك من خلال وضع خطط ماليّة دقيقة، وتقديم موازنات واضحة لوزارة التربية والتعليم مع بداية كلّ عام دراسيّ، لتوفير الاحتياجات الأساسيّة، مع إمكانيّة التقدّم بطلبات إضافيّة خلال العام الدراسيّ في حال ظهور نفقات طارئة.   المحور الثاني: ظروف العمل مع العنصر البشريّ (الأهل والطلّاب والموظّفين) ما التحدّيات المرتبطة بالعنصر البشريّ في المدرسة، وكيف تمّ التعامل معها؟ أشارت أ. عصمت لمعي إلى أنّ التحدّي الأكبر يتمثّل في التغيّرات المجتمعيّة السريعة الناتجة عن التفكّك الأسريّ، والثورة الرقميّة، الأزمات العالميّة، والتغيّر المناخيّ، والتي أثّرت بشكل مباشر في الصحّة النفسيّة للطلّاب. وأوضحت أنّ الدراسات أثبتت تدهور الصحّة النفسيّة بسبب هذه العوامل، حيث أشارت تقارير منظّمة الصحّة العالميّة (أكتوبر 2024) إلى أنّ واحدًا من كلّ سبعة أفراد، بين سنّ 10 و19، يعاني اضطرابات نفسيّة تمثّل نحو 15% من عبء الأمراض في هذه الفئة. ويُعدّ الاكتئاب والقلق من أبرز أسباب المرض والإعاقة، بالإضافة إلى أنّ الانتحار ثالث سبب رئيس للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة. وفي مواجهة هذه التحدّيات، قدّمت المدرسة برنامج "التربية الإيجابيّة"، وهو برنامج يهدف إلى معالجة جذور المشكلات السلوكيّة والنفسيّة، من خلال فهم أسباب الأخطاء بدلًا من الاعتماد على العقاب. وقد شارك الطلاب في فيديو عبّروا فيه عن تأثير البرنامج في حياتهم الدراسيّة، حيث تعلّموا السيطرة على الغضب، وازدادت مشاركتهم الفعّالة في المدرسة. كما شمل البرنامج أولياء الأمور والمعلّمين، ما ساعد في جعل العمليّة التعليميّة أكثر جذبًا وانفتاحًا، حيث يُمنح الطالب حرية اختيار الطريقة التي تناسبه في إنجاز مهامه، الأمر الذي أسهم في تنمية مهارات التواصل الاجتماعيّ لديهم، وجعل المدرسة بيئة تعليميّة مفتوحة.   ما التحدّيات التي تواجهها المدرسة مع المعلّمين؟ أشارت د. أليس عبود إلى أنّ التحوّلات السياسيّة والاقتصاديّة والتكنولوجيّة المتسارعة، إلى جانب تراجع القيم الإنسانيّة، أثرت سلبًا في جميع مكوّنات المجتمع المدرسيّ، من طلبة ومعلّمين وأهالي. وأكدّت أنّ دور مدير المدرسة يتجاوز الإدارة التقليديّة، ليشمل القيادة المجتمعيّة وصناعة ثقافة تربويّة. كما عبّرت عن رؤية مدرسة الأهليّة والمطران التي تهدف إلى تمكين الطلبة من القيَم الإنسانيّة، للتعامل مع تحدّيات القرن الحادي والعشرين، مع التركيز على ربط التعليم بالحياة الواقعيّة. واستشهدت بتقارير اليونسكو لسنة 2021، والتي تسلّط الضوء على الضغوطات النفسيّة والتنظيميّة، والتحوّل الرقميّ المفاجئ، التفاوت الاجتماعيّ والاقتصاديّ، وضعف التمويل، وتراجع القيم التربويّة، وهي تحدّيات تواجه معظم المدارس. أمّا على مستوى المدرسة تحديدًا، فكان من أبرز التحدّيات عزوف الجيل الجديد عن مهنة التعليم، ما أدّى إلى عدم الاستقرار في الكادر التدريسيّ، وصعوبة تحقيق الأهداف التعليميّة نتيجة الانتقال المتكرّر للمعلّمين بين المدارس. كما أنّ العلاقة المتباينة بين الأهل والمدرسة، والانفتاح على التنوّع الثقافيّ، فرضا الحاجة إلى إعادة تعريف الهويّة المدرسيّة. وللتعامل مع هذه التحدّيات، طوّرت المدرسة رؤية تربويّة متجدّدة، تقوم على ترسيخ قيم العدالة والانتماء والانفتاح، وتهيئة بيئة عمل جاذبة للمعلّمين بفهم التحدّيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي يواجهونها. كما عُزّزت العلاقة مع الأهل من خلال خلق ثقافة حواريّة، وتصميم برامج شاملة للعافية النفسيّة والاجتماعيّة، ترتكز على فلسفة تربويّة إنسانيّة تقبل التنوّع والاختلاف.   كيف تمّت مواجهة تحدّيات العنصر البشريّ في المدارس الحكوميّة؟ من جانبها، أوضحت أ. كركلّا أنّ الرؤية والرسالة التي تتبناهما المدارس الحكوميّة ترتكزان على توجيهات وزارة التربية والتعليم. وأشارت إلى أنّ التحدّي الأساس في هذه المدارس يتمثّل بتطبيق القوانين الصادرة عن وزارة التربية والتعليم العالي. لذا، ينبغي على المدير أن يكون ملمًّا بهذه القوانين ويلتزم بها، إلى جانب دوره في متابعة المدرسة والإشراف التربويّ، نظرًا إلى أثرها المباشر في المجتمع وفي سير العمليّة التعليميّة. كما بيّنت أنّ كلًّا من وزارة التربية والتعليم ومجالس الأهالي يضطلع بدور مهم في هذا الجانب، حيث تُشكَّل مجلس الأهل بدعوة تُرسل إلى أولياء الأمور الذين لديهم الرغبة والمقدرة على المشاركة. ولفتت إلى وجود صندوق خاصّ يُعنى بدعم المدرسة، ويقوم على مبدأ التعاون مع أولياء الأمور، ويُستخدم لتمويل مشاريع ومبادرات لمواجهة التحدّيات، مثل تقديم مساعدات مادّية توفّر العديد من الاحتياطات والمستلزمات، منها: الألواح البيضاء، أنظمة الصوت داخل الصفوف، شاشات العرض، التدفئة وغيرها من الموارد التشغيليّة، ما يسهم في توفير بيئة سليمة تُساعد على التعلّم. أما بالنسبة إلى الطلبة، فيُدعمون أيضًا بالتعاون مع الجهات المختصّة بالصحّة النفسيّة والاجتماعيّة، وتقديم محاضرات توعويّة في مجالات متنوّعة مثل الدين والأسرة والسلوك والوقاية من الأمراض وغيرها، بالتعاون مع جهات مثل البلديّة.   المحور الثالث: ظروف العمل مع السلطة التعليميّة والاستجابة للمتغيّرات والسياسات التعليميّة كيف هي ظروف العمل مع السلطة التعليميّة؟ وما أبرز التحدّيات؟ أوضحت د. أليس عبود أنّ التحدّيات تتركّز في الجوانب التنظيميّة ومقاومة التغيير والابتكار، بالإضافة إلى صعوبة التعامل مع تعدّد الجهات التي تضع المناهج، مثل الوزارات ومنظّمة البكالوريا الدوليّة. وللتعامل مع هذه التحدّيات، تبنّت المدرسة مبدأ "الشراكة لا التنافس"، مؤكّدة أهمّيّة التعاون مع الجهات الرسميّة بطريقة تحفظ استقلاليّة المدرسة وتحترم رسالتها التربويّة. وعلّق أ. محمود أنّ من أهم ركائز النجاح بناء الثقة بين المدرسة والمجتمع المحليّ، وهو ما يعدّ من مسؤوليّات إدارة المدرسة، لما لهذا التعاون من أثر إيجابي في دعم المدرسة وتحقيق أهدافها التربويّة.   كيف ترسم المدرسة الحدود المناسبة في العلاقة مع أولياء الأمور؟ أجابت أ. عصمت لمعي أنّ تباين أنماط الأهل بين من يتدخّل في كلّ التفاصيل ومن يترك المسؤوليّة كاملة للمدرسة، يتطلّب وضوحًا في سياسة المدرسة. من أبرز الوسائل لتحقيق ذلك، إرسال تقارير دوريّة عن أداء الطلاب، وتنظيم جلسات حواريّة توعويّة تساعد الأهل على فهم أهميّة العلاقة الإيجابيّة مع الأبناء خارج الإطار الأكاديميّ. كما أكّدت د. عبود على أهمّيّة بناء ثقافة حواريّة قائمة على التعاون بين المدرسة والأهل، إذ إنّ نجاح العمليّة التعليميّة يعتمد بشكل كبير على هذا التفاعل الثلاثيّ بين الطالب والأهل والمدرسة. أضافت أ. كركلّا أن التحدّيات تكون أكثر وضوحًا في المرحلة الثانويّة، إذ تتطلّب مشاكل مثل الرسوب أو الغياب المستمرّ، تواصلاً مباشرًا ومكثّفًا مع الأهل، مؤكّدة أنّ مشاركة الأهل أمر ضروريّ لضمان مصلحة الطالب. وأكدّت على دور المدرسة في دعم الطلبة نفسيًّا ومعنويًّا، بمشاركتها في مبادرات ومناسبات مجتمعيّة، مثل: الفوز بجائزة المدرسة العالميّة، المشاركة في مسابقة "العقول المستدامة" بالتعاون مع الجامعة الأمريكيّة، مسابقات تروّج للتعايش المسيحيّ –الإسلاميّ، والاحتفال بأيّام وطنيّة مثل يوم الاستقلال ويوم المرأة، ما ساعد على خلق بيئة تعليميّة أكثر إيجابيّة وتوازنًا. بعد ذلك أجابت المشاركات عن بعض الأسئلة من الحضور: هل تختلف التحدّيات بين المدارس الحكوميّة والخاصّة؟ اتّفق كلّ من أ. لمعي ود. عبود على أنّ التحدّيات متشابهة في جوهرها بين المدارس الحكوميّة والخاصّة، لكن تختلف في بعض التفاصيل مثل أعداد الطلبة، ومرونة تنظيم ورش العمل والتدريب للمعلّمين، حيث تتمتّع المدارس الخاصّة أحيانًا بمساحة أكبر من الحرّيّة في هذا الجانب.   ماذا عن التحدّيات في السياق الفلسطينيّ؟ تحدّثت د. عبود عن خصوصيّة الواقع الفلسطينيّ، مشيرة إلى أنّ التحدّيات في المدارس هناك تتجاوز كلّ ما تواجهه المدارس في الدول العربيّة الأخرى، نظرًا إلى انعدام الأمن والسلم. ورغم ذلك، يُعدّ صمود المدارس الفلسطينيّة مصدر إلهام وأمل لبقيّة العالم العربيّ في مواجهة التحدّيات مهما كانت صعبة.   في ختام الندوة، قدّم أ. عمرة تلخيصًا لأهمّ ما جاء فيها، مؤكّدًا على تنوّع التحدّيات التي يواجهها مدير المدرسة من الجوانب الماليّة والبشريّة والتنظيميّة، كما شكر المشاركات على مداخلاتهنّ القيّمة، والجمهور على تفاعله ومشاركته. كما أشار إلى أنّ أحد التحدّيات الأساسيّة الأخرى، دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصّة في البيئة المدرسيّة، والعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، بما يضمن شموليّة التعليم للجميع.

مساحة تعبيريّة مفتوحة للمعلّمين والمختصّين، تتمحور حول عرض أفكار ووجهات نظر نقديّة وأحلام شخصيّة انطلاقًا من تجربة تعليميّة، ولا تتوقّف عند ذلك.

التعليم في فلسطين: من سؤال "ماذا لو؟" إلى سؤال "ماذا بعد؟"
في زمن يتّسم بعدم اليقين، وعدم الاستقرار، وانسداد الأفق، وتلاشي مفردات الأمل المنشود جرّاء حالة التجرّد من القيم الإنسانيّة التي ناضل من ... تابع القراءة
الحفظ والفهم: تكامل لا تقابل في عقل المتعلّم
لا تزال العلاقة بين الحفظ والفهم تشكّل محورًا للجدل في قضايا التربية والتعليم: هل يجب أن نُقدّم الحفظ باعتباره المدخل الأوّل لبناء المعرف... تابع القراءة

حوار مباشر مع معلّمات ومعلّمين، يتمّ بالإجابة عن مجموعة أسئلة عن الحياة في المدارس، وتجارب مختلفة وتحدّيات يوميّة. كلّ المعلّمين مدعوّون إلى المشاركة في الدردشة لنقل آرائهم ومقارباتهم الخاصّة.

حنان كزبر- مدرّبة تعليم رياضيّات- لبنان/ قطر

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ استراتيجيّات التفكير المرئيّ هي الأكثر فاعليّة في الغرف الصفّيّة، فهذه الاستراتيجيّات (فكّر، زاوج، شارك، ودوائر وجهات النظر) كلّها تساعد المتعلّمين على الخوض في المفاهيم المطروحة بعمق، في سبيل نقلها في الموادّ الدراسيّة وعبرها.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ التكنولوجيا لا تلغي أهمّيّة الجوانب الإنسانيّة في التعليم، بل يجب أن تكون مكمّلًا لها. لذلك، أحرص على استخدام الأدوات التكنولوجيّة والذكاء الاصطناعيّ لتحسين تجربة التعلّم، ولكن من دون المساس بتفاعل الطلّاب الشخصيّ. أركّز على بناء بيئة صفّيّة تشبه ورش العمل التفاعليّة، حيث يتبادل الطلّاب الأفكار، يناقشون، ويتعاونون في إيجاد الحلول. هذا يضمن أن يتطوّر الطلّاب ليس فقط من الناحية الأكاديميّة، بل أيضًا من خلال المهارات الاجتماعيّة التي تظلّ أساسيّة في التعلّم الفعّال.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في بداية مساري المهنيّ، اكتشفت أنّني كنت أفصل بين مفاهيم الرياضيّات من دون ربطها ببعضها، أو بالموادّ الأخرى، أو بالحياة اليوميّة. كنت أدرّس كلّ مفهوم بشكل منفصل، ما جعل من الصعب على الطلّاب رؤية كيف تتداخل المفاهيم الرياضيّة مع بعضها من جهة، ومع الموادّ الأخرى من جهة أخرى. بعدما أدركت هذا، قمت بتعديل طريقة تدريسي لربط المفاهيم الرياضيّة ببعضها، وكذلك بربطها بالموادّ الدراسيّة الأخرى مثل العلوم والفنّ، إضافة إلى ربطها بتطبيقات الحياة اليوميّة. هذا التغيير جعل الطلّاب يرون الرياضيّات جزءًا متكاملًا وملموسًا من العالم الذي يحيط بهم.   افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ في ورشة العمل التي سأعدّها للمعلّمين، سيكون التمايز في تدريس الرياضيّات أحد الموضوعات الأساسيّة التي سأركّز عليها. سأناقش كيف يمكن للمعلّمين تكييف أساليب تدريسهم لتلبية احتياجات الطلّاب المختلفة في فهم المفاهيم الرياضيّة. بما أنّ الطلّاب يتفاوتون في أنماط التعلّم والقدرات، فإنّ التمايز في التعليم يوفّر فرصًا للطلّاب بأن يتعلّموا وفقًا لسرعتهم وطريقتهم المفضّلة.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، أرى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمين والمعلّمات في العالم العربيّ أمر بالغ الأهمّيّة، خصوصًا في ظلّ الأزمات التي يمرّ فيها التعليم، سواء كانت أزمات اقتصاديّة أو اجتماعيّة، أو حتّى التحدّيات المتعلّقة بالجائحة. هذا التشبيك يسهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين المعلّمين، ويتيح لهم الفرصة لتعلّم استراتيجيّات جديدة في التدريس، ويساعد في تطوير المهارات المهنيّة لكلّ منهم.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ للتعامل مع أولياء الأمور وتشجيعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم، أحرص على بناء علاقة شراكة قائمة على التواصل المستمرّ والمفتوح. أبدأ بتوفير قنوات تواصل، مثل الاجتماعات الدوريّة والتواصل بالتطبيقات المدرسيّة، بحيث يكونون دائمًا على اطّلاع على تقدّم أبنائهم. بالإضافة إلى ذلك، أشجّعهم على المشاركة في الأنشطة الصفّيّة، ما يعزّز دورهم في العمليّة التعليميّة. كما أقدّم إليهم أدوات واستراتيجيّات لدعم التعلّم في المنزل، وأستمع دائمًا إلى ملاحظاتهم لتقديم الحلول المناسبة. وأحرص على تقديم ملاحظات بنّاءة ومشجّعة تسهم في تحفيزهم على دعم أبنائهم.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ للحفاظ على عافيتي وصحّتي النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة، أحرص على تخصيص وقت لنفسي بعيدًا عن ضغوط العمل والمهامّ اليوميّة. أبدأ يومي بممارسات تساعدني على الاسترخاء، مثل التأمّل أو ممارسة الرياضة الخفيفة، والتي تسهم في تحسين مزاجي وزيادة طاقتي. كما أحرص على تحديد أولويّاتي بوضوح، ما يساعدني في تجنّب الشعور بالإرهاق أو الضغط المستمرّ. التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة هو المفتاح، لذلك أخصّص وقتًا للأشياء التي أحبّها، مثل القراءة أو قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء، ما يساعدني على تجديد طاقتي.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ لتنظيم وقتي بشكل فعّال عند مواجهة الأعباء المتزايدة، أتبنّى بعض الاستراتيجيّات التي تساعدني على تحقيق التوازن بين المهامّ المختلفة. أوّلاً، أبدأ بتحديد الأولويّات، حيث أركّز على المهامّ الأكثر أهمّيّة وعاجلة، وأترك المهامّ الأقلّ أهمّيّة لاحقًا. ثانيًا، أستخدم تقنيّات إدارة الوقت، مثل طريقة "بومودورو" (العمل لمدّة 25 دقيقة مع استراحة قصيرة)، ما يساعدني على الحفاظ على تركيزي وتجنّب الإرهاق. ثالثًا، أقوم بتقسيم المهامّ الكبيرة إلى أجزاء أصغر، وأحدّد لها أوقاتًا محدّدة للإنجاز، ما يجعلها أكثر قابليّة للإدارة. كما إنّني أحرص على تخصيص وقت للراحة بين فترات العمل، لضمان الحفاظ على طاقتي طوال اليوم. أخيرًا، أتعلّم أن أقول لا عندما تتراكم المهامّ بشكل يفوق طاقتي، ما يساعدني في الحفاظ على جودة العمل وتجنّب الإجهاد.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. أثّرت مهنة التعليم إيجابيًّا في حياتي الشخصيّة، فقد منحتني شعورًا عميقًا بالرضا الشخصيّ. إنّ رؤية الطلّاب يحقّقون النجاح والتطوّر بفضل إرشادي واهتمامي، تمنحني شعورًا بالإنجاز والفخر. كما ساعدتني في تطوير مهارات التواصل وحلّ المشكلات، وجعلتني أكثر صبرًا ومرونة في التعامل مع المواقف المختلفة. أمّا بالنسبة إلى الأثر السلبيّ، فهو أنّ مهنة التعليم قد تؤدّي أحيانًا إلى الإرهاق النفسيّ والبدنيّ، بسبب الأعباء المتزايدة والضغوط المستمرّة. ساعات العمل الطويلة، سواء داخل الفصل أو في التحضير والتصحيح، قد تؤثر في وقتي الشخصيّ وتقلّل من قدرتي على الراحة أو التفاعل مع العائلة والأصدقاء   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ أثناء درس عن الأعداد السالبة، كنت أطلب من الطلّاب تمثيل  -3 على خطّ الأعداد. فجأة، رفعت إحدى الطالبات يدها وقالت بحيرة: "لكنّ مسطرتي ليس عليها أعداد سالبة!" ابتسمت وسألتها: "وأين يبدأ الصفر على مسطرتك؟" فأشارت إلى بدايتها. عندها قلت: "تخيلي أنّ المسطرة تمتدّ إلى اليسار أيضًا، ولكن بأعداد سالبة!" نظرت إلى مسطرتها للحظة، ثمّ ابتسمت قائلة: "آه، إذًا الأعداد السالبة موجودة، لكنّها غير ظاهرة على المسطرة!" كانت تلك لحظة جميلة جعلت الجميع يفكر بطريقة مختلفة، وأدركت حينها أنّ أبسط التساؤلات قد تقود إلى أعمق لحظات الفهم!

أحمد الخليل- تربويّ ومختصّ في تكنولوجيا التعليم وأنماط التعلّم- ليبيا

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ أكثر الاستراتيجيّات الفعّالة عندي استراتيجيّة ثلاثيّة السرد القصصيّ والإسهام والإدماج. نحن البشر لم نعرف وسطًا لنقل سرديّات معلومات أقوى من القصّة. القدرة على السرد القصصيّ، خصوصًا في تاريخ العلوم، من أقوى المهارات في تصوّري، والتي تعزّز التركيز والاندماج وفرصة المشاركة وترسيخ المعلومة.   كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ الذكاء الاصطناعيّ من أكثر الأدوات التي تسهم في رفع سقف التوقّعات المنجزة في الصفّ. يمكن أن يساعد كلّ من الطلبة والمعلّمين في بناء جسر تواصل بين الأجيال. لكن يجب دائمًا التركيز على الفهم والتفسير. في الصفّ، يجب أن يساعد الذكاء الاصطناعيّ على القيام بالمهام أسرع، وهو ما يتيح وقتًا أكبر للتأمّل والتفكير داخل الصف. التأمّل والتفكّر والتحليل والتفسير صفات إنسانيّة تعزّز الفهم. وأستشهد بعجز بيت للمتنبي لتنبيه المعلّم إلى أنّ الشرح والتفسير يجب أن يكونا: "على قدرِ القرائحِ والعلومِ".   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ من الممارسات التي كنت أعتقد بصحّتها واكتشفت العكس، هي الشرح المستمرّ من دون فواصل. أعتقد أنّ الطلبة بشكل عامّ، يملكون أيّامًا مختلفة، وأنّ السياق يؤثّر في قدرتهم على التركيز والاستيعاب. لذلك، كان عليّ أن أقدّر متى أسترسل في الشرح، ومتى أكسر الروتين بنشاط يحفّز وينشّط.   افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ طبعًا، في هذه الحالة الورشة ستكون مصمّمة بناءً على مصطلح أندراغوجيا (Andragogy)، وهو فنّ أو أسلوب تعليم البالغين، أو مساعدتهم وتمكينهم من التعليم بشكل فعّال، وستكون في المحورين الآتيين: - القيادة الصفّيّة الفعّالة. - استخدام التكنولوجيا لتعزيز الفهم بشكل إنسانيّ وفعّال.   هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، بكل تأكيد، خصوصًا في مجال التعليم في حالات الطوارئ. وأيضًا لوضع أُسس مشتركة لرفع قيمة التعلّم، وإصلاح أنظمة التعليم في الدول العربيّة، وتغيير الصورة النمطيّة للتعليم والإدارة المدرسيّة، ورسم سياسات داعمة لحوكمة التعليم وارتباطه بالاقتصاد والقيم العُليا للدول العربيّة والإسلاميّة والعالميّة. أوّلًا، بصفتي مؤسّس فريق "برو-تون"، حاليًّا أعمل مع فريقي على مشروع "برو-تون"، وهو في صُلبه يعمل على مشروع طويل الأمد لإنشاء اختبار "تقرير برو-تون" لتحليل قدرات طالب ما قبل الجامعة. وبناءً على المتغيّرات الآتية: الأداء الأكاديميّ؛ قياس الذكاءات المتعدّدة؛ الميول المهنيّة والشخصيّة؛ المواهب؛ السلوكيّات خارج المدرسة، يُحدّد أفضل أفق للتخصّصات المحتملة المتوافقة مع نتائج التحليل للطالب. هذا باب بحث كبير، ومع المعرفة والتكنولوجيا، أُقترح أن يُعمَل عليه. وأنا مهتمّ جديًّا بهذا النوع من المعرفة، وأرى أنّه مفتاح لفتح باب القدرات والإمكانات لأبنائنا في هذه المنطقة. أُقترح أن نعمل على إنشاء أكاديميّة لتخريج القيادات المدرسيّة، وأن تشمل متطلّبات قبولها السِمات القياديّة، والتعليم المناسب، والأهمّ: الدافع المناسب. أيضًا، أُقترح أن تُنظَّم قمّة سنويّة للمعلّمين والتربويّين، لمناصرة قضيّة التعليم أولويّةً في الدول.   كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ دائما ما أبدأ بالتركيز على نقاط القوّة، أو المواهب والسمات الجيّدة التي يمتلكها أطفالهم. ومن ثمّ أُحفّزهم على تخيّل أفضل السيناريوهات الممكنة بشأن مستقبل أطفالهم. هذا يخلق رابطًا قويًّا بيني وبينهم. إضافةً إلى العمل معهم في الاجتماعات الدوريّة والمشاريع المشتركة بين الأهل والأطفال، والتي يمكن أن تناسبهم حسب بيئتهم وظروفهم.   كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ أدرك أن الله يضع للإنسان أكثر من دور في الحياة، ولاحظت أنّ فئة من المعلّمين يضعهم المجتمع في صورة المعلّم فقط، وهذا محلّ تقدير؛ لكنّه قد يُشعِر المعلّم أحيانًا بضغط غير ضروريّ وغير مفيد. لذلك، أفضّل أن تكون لي اهتمامات مختلفة، مثل الرياضة والتكنولوجيا والاطّلاع على المجالات الأخرى، وكذلك التدوين ومشاركة التجارب بنَفَسٍ إنسانيّ وبعقليّة صاحب التجربة لا المعلّم، هذا أيضًا ممّا يفيد.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ بشكل عام لا أنجح دائمًا، للأمانة، في وضع خطّة ثابتة والالتزام بها. ولكن أبقي مسار عامّ للأسبوع، وأحاول التركيز على التقدّم المحرز بدلًا من التقييد بالزمن اليوميّ.   اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. أعتقد أنّ التعليم والتعلّم أضافا إلى وعيي الكثير، وأتاحا لي العمل في مناخ رائع، ووضعا معنى لحياتي يتجاوز الإسهام في مستقبل الطلبة أفرادًا، إلى إيضاح قيمة السعي لهدف نبيل: خلق مجتمع أكثر وعيًا، وأكثر مرونة، وأكثر قدرة على التغيير نحو الأصلح والأنفع. أمّا الجانب السلبيّ، فهو تطلّب بعض الناس التغيير السريع في مستوى أبنائهم، وهو ما يخالف معنى كلمة "تربية" (والتي تعني النمو والتدرّج): "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ"، أي أنّ التأثير غير ملحوظ على المدى القريب. أيضًا، في الأحداث العامّة في بلدي التي تتعلّق بالسياسات، لا أحد يهتمّ فعليًّا بالتعليم، حتّى إنّ الطبقات العليا تعتقد أنّه مهمٌّ للصغار والأسر فقط، وغير مهم على مستوى الدولة، وهو أمرٌ يُشعر به، وهذا يؤثّر في إحساسي بالتفاؤل بشأن المستقبل.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ من أطرف الحوادث التي مرّت، عندما كان لديّ درس في مادّة الفيزياء للصفّ الأوّل الثانويّ، وكان في جيبي - بالصدفة البحتة - تفّاحة. كانت الحصة الخامسة، ولسببٍ ما، كان الطلبة يشعرون بالضجر! المهم، كان الدرس ذلك اليوم عن: الجاذبيّة. فسألتهم: "هل تعرفون نيوتن؟" فردّ أحد الطلبة: "هذاك اللي طاحت عليه تفاحة؟" فقمت فورًا بإخراج التفاحة من جيبي وقلت: "زي هذي؟" فاندهش الطلبة، وضحك البعض من السيناريو غير المُعدّ. واسترسلتُ في الشرح بعدها بشكل سلس جدًّا، بفضل هذه الصدفة غير المرتّبة.

فرح الهبش- معلّمة موسيقى- لبنان

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ من الاستراتيجيّات الفعّالة التي استخدمتها هي التعلّم التعاونيّ. قمت بتقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة للعمل معًا في مشاريع موسيقيّة، مثل تحضير قطعة موسيقيّة، أو أداء جماعيّ. كان الطلّاب يبدعون عندما يتعاونون مع بعضهم، ويتشاركون الأفكار والمهارات. ساعدت هذه الاستراتيجيّة في تعزيز التواصل بينهم، وزيّنت روح التعاون في الصفّ، ما أسهم في خلق بيئة تعليميّة ممتعة ومحفّزة. كما شجّعت الاستراتيجيّة الطلّاب على الاستقلاليّة وتحمُّل المسؤوليّة الجماعيّة، ما جعلهم يشعرون بإنجازاتهم المشتركة.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ التوازن بين التكنولوجيا والتفاعل الشخصيّ يعتمد على استخدام التكنولوجيا أداةً داعمةً لا بديلة. على سبيل المثال، أستخدمُ التطبيقات الموسيقيّة التي تسمح للطلّاب بتسجيل مقاطعهم الموسيقيّة وتحليلها، أو حتّى لابتكار مقاطع موسيقيّة جديدة، ولكن، في الوقت نفسه، أحرص على التفاعل الشخصيّ والشرح وجهًا لوجه، والمناقشة حول كلّ تجربة، لتوفير فهم أعمق وأكبر للطلّاب.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في البداية، اكتشفت أنّني كنت أركّز كثيرًا على تقديم المعلومات، من دون مراعاة إيقاع الطلّاب واحتياجاتهم الفرديّة. أدركت أنّ للطلّاب مستويات مختلفة من الفهم والاستيعاب، وأنّ لكل طالب "مفاتيحه" الخاصّة للفهم أو التفاعل. لذلك، قرّرت تعديل استراتيجيتي بحيث أحرص على إبطاء وتيرة الدروس أحيانًا، وأوزّع الأنشطة وفاقًا لمستوى الطلّاب لضمان وصول الفكرة للجميع.   افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ أحد المواضيع التي أرى أنّها هامّة، هي دمج الموسيقى مع الموادّ الأخرى، وأثرها الكبير في عمليّة التعلّم. لتوظيف الموسيقى في الموادّ المختلفة، مثل الرياضيّات العلوم واللغة العربيّة، دور كبير في تعزيز الفهم وزيادة التحفيز. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأنغام والإيقاعات لتعليم المفاهيم الرياضيّة، مثل الأعداد والكسور، أو حتّى لشرح العمليّات العلميّة المعقّدة بطريقة ممتعة وسهلة. يساعد دمج الموسيقى في تحفيز الذكاء المتعدّد لدى الطلّاب، وخصوصًا الذكاء الموسيقيّ، ما يجعل العمليّة التعليميّة أكثر تنوّعًا ومتعة. كما يعزّز هذا الدمج قدرة الطلّاب على التفاعل مع الموضوعات بشكل إبداعيّ، الأمر الذي يؤدّي إلى تعلّم أكثر فعّاليّة وتواصلًا مع المحتوى.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين في العالم العربيّ أمر هامّ جدًّا، خصوصًا في ظلّ التحدّيات التي يواجهها التعليم. يمكن أن تكون الورش التعليميّة الرقميّة والمنتديات عبر الإنترنت مساحتين مُمتازتين للتبادل المعرفيّ والتعاون بين المعلّمين. يمكننا أيضًا التفكير في تأسيس شبكة تعليميّة موسيقيّة عبر الإنترنت، لربط المعلّمين مع بعضهم، ومشاركة الخبرات واستراتيجيّات التدريس وأساليبه.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ أحرص على تعزيز التواصل المستمرّ مع أولياء الأمور، من خلال اجتماعات الأهل مع المدرّسين التي تنظّمها المدرسة خلال العام الدراسيّ. هذه الاجتماعات تتيح لي الفرصة للتحدّث مع الأهل عن تقدّم أبنائهم، ومشاركتهم في عمليّة التعلّم. بالإضافة إلى ذلك، أستخدم التطبيق الذي توفّره المدرسة للتواصل المباشر مع الأهل، إذ يمكنني إرسال تحديثات مستمرّة حول الأنشطة والواجبات الموسيقيّة والإنجازات التي يحقّقها الطلّاب. هذا النوع من التواصل المباشر يعزّز التعاون بين المدرسة والأهل، ويشجّعهم على المشاركة الفعّالة في دعم تعليم أطفالهم في المنزل.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ تنظيم وقتي بين العمل والحياة الشخصيّة أهمّ شيء للحفاظ على صحّتي النفسيّة والجسديّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة. أخصّص وقتًا يوميًّا للاستماع إلى الموسيقى التي تساعدني على الاسترخاء وتحسين مزاجي. وأيضًا، أحاول أخذ قسط كافٍ من النوم يوميًّا، فذلك من الأمور الأساسيّة التي تساعدني في تجديد طاقتي، وتحسين قدرتي على التعامل مع الضغوط اليوميّة. بالإضافة إلى مشاركتي في الأنشطة الاجتماعيّة والفنّيّة التي تعزّز حالتي النفسيّة. هذه العوامل جميعها تُسهم في الحفاظ على صحّتي النفسيّة والجسديّة، ما يمكّنني من تقديم أفضل ما لديّ في عملي.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ أستخدم تقنيّة تحديد الأولويّات التي تساعدني على تحديد الأهمّ فالأهمّ. كما أقوم بكتابة هذه المهام والأنشطة التي يجب إتمامها بدءًا من الأهمّ إلى الأقلّ أهمّيّة.  وأيضًا أحرص على تقسيم المهام إلى مهام صغيرة يمكن إتمامها على فترات زمنية قصيرة، لتجنّب الشعور بالإرهاق.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. الأثر الإيجابيّ هو الشعور بالإنجاز الشخصيّ عند رؤية تقدم الطلّاب وتطوّرهم في مهاراتهم الموسيقيّة. أمّا الأثر السلبيّ فهو الضغط النفسيّ والتحدّيات اليوميّة التي قد تؤثّر أحيانًا في حياتي الشخصيّة، بسبب التحدّيات المستمرّة في العمل.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ أطرف حادثة حدثت معي كانت أثناء القيام بنشاط إيقاعيّ مع الطلّاب، كنّا نستخدم حركات جسديّة مع الموسيقى. وفي مرحلة معيّنة، شعرتُ بحاجة إلى حكّ جبيني، ففوجئت أنّ الطلّاب بدأوا بتقليد حركاتي الإيقاعيّة بدقّة. لكن، بعد أن حككت جبيني، ظنّ الطلّاب أنّها حركة إيقاعيّة أيضًا، فقاموا جميعهم بحكّ جبينهم معًا في تناغم، ما جعلني أضحك بشدّة. كانت لحظة مرحة للغاية، وتحوّلت إلى نشاط جماعيّ طريف أضفى كثيرًا من المرح على الصفّ.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين المهتمّين بتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد، حيث تتناول المقالات معظم القضايا المرتبطة بالتربيّة والسلوك والمواقف المختلفة.

خوف الأطفال من الامتحانات: أسبابه وحلوله

يُعدّ خوف الأطفال من الامتحانات من أكثر الظواهر شيوعًا في المدارس في جميع أنحاء العالم، فبينما تؤثِّر هذه المشكلة في أداء الطفل أكاديميًّا، تؤثِّر سلبيًّا في صحّته النفسيّة في معظم الأحيان. يقلق الطفل عندما يشعر بأنّ نجاحه في الحياة منوط بحصوله على درجات عالية، ويتفاقم هذا القلق لاحقًا ليؤثِّر في أدائه الأكاديميّ وغير الأكاديميّ. يمكنك تفادي تطوّر مشاعر الخوف المفرطة عند طفلك بتدارك هذه المشكلة مبكِرًا، وإيجاد حلول منطقيّة لها، بما يتناسب مع احتياجات طفلك العاطفيّة والنفسيّة.    ماذا يُسمَّى خوف الأطفال من الامتحانات؟  اصطُلِح علميًّا على تسمية الخوف من الامتحانات بـ"الرهاب من الامتحانات"، وهو الشعور بالخوف المفرط غير المبرَّر مع اقتراب موعد الامتحانات. يؤدّي هذا الخوف المفرط وغير العقلانيّ إلى زيادة مستويات القلق عند الطفل، ويزداد سوءًا عندما لا يُقدَّم للطفل التوجيه والمساعدة المناسبين في الوقت المناسب.    ما أسباب خوف الأطفال من الامتحانات؟ عند محاولتك حلّ مشكلة الخوف الذي يسيطر على طفلك أثناء فترة امتحاناته، عليك أن تعود خطوة إلى الوراء لتعرف سبب المشكلة. هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى خوف الأطفال من الامتحانات، أهمّها: - الضغط الاجتماعيّ يمكن أن يؤدِّي الضغط الاجتماعيّ وتوقّعات الأهل والمعلّمين العالية إلى زيادة خوف الطفل من الامتحانات. - الخوف من الفشل  يمكن أن يتسبّب الخوف من الفشل في زيادة القلق والتوتّر عند الأطفال، ولا سيّما إذا كانوا يعانون ضغوطات كبيرة لتحقيق النجاح في الحياة.  - عدم الاستعداد الجيّد  إذا لم يُوفَّر الدعم الكافي للأطفال، بما في ذلك الدعم الأكاديميّ والنفسيّ، فقد يصعب عليهم التحضير للامتحانات كما يجب. - عدم الشعور بالثقة بالنفس  يمكن أن يؤدّي القلق والتوتّر إلى تدنّي الشعور بالثقة بالنفس، ممّا يؤثِّر سلبًا في الأداء الأكاديميّ.   كيف تتعامل مع خوف طفلك من الامتحانات؟  باستراتيجيّات بسيطة، تستطيع دفع طفلك دفعًا إيجابيًّا نحو الشعور بالراحة تجاه الامتحانات، وتعزيز ثقته بنفسه، ومساعدته على الاسترخاء وتحسين أدائه في الامتحانات. إليك الطرق الصحيحة في التعامل مع خوف طفلك من الامتحانات: - اِخلق جوًّا إيجابيًّا في المنزل  يحتاج طفلك إلى الهدوء والشعور بالسلام الداخليّ، لجمع أفكاره والتركيز على دراسته. أغلق التلفاز، وأنهِ جميع أعمالك المنزليّة، واجلس معه لتدعمه في دراسة موضوعاته الدراسيّة.   - ساعده في إعداد خطط الدراسة  تساعد الخطط الدراسيّة على تقديم أهداف ملموسة لطفلك. لذلك، دع هذه الخطوة تترأّس قائمة استراتيجيّاتك في ما يتعلّق بمساعدة طفلك على تخطّي الشعور بالخوف من الامتحانات. تضمن بذلك الموازنة بين أوقات مرح طفلك وأوقات دراسته.   - حضّر لطفلك وجبات غذائيّة متوازنة   تأكّد من تناول طفلك وجبات الطعام في الوقت المحدّد، وحصوله على ما يكفي من الكربوهيدرات والبروتينات. امنعه من تناول وجبات تحتوي على الدهون والزيوت الضارّة، وقدّم له، بدلًا من ذلك، المكسّرات والفاكهة على فترات منتظمة. - اصطحبه في نزهات سريعة  قد لا تدرك مدى أهمّيّة الشمس والهواء النقيّ في تجديد نشاط طفلك، إلّا أنّهما أساسيّان في تحقيق توازن طفلك الذهنيّ، وتهيئته قبل قضاء الساعات القادمة في استقبال المعلومات. لذلك، تأكّد من أخذ طفلك في نزهة إلى الحديقة الأقرب إلى منزلك، أو إلى الشارع المقابل حتّى يحصل على جرعته اليوميّة من الهواء النقيّ أثناء فترة امتحاناته، من أجل تصفية عقله قبل بدء العمل الجاد.   - احرص على جعل طفلك ينام ساعات كافية   النوم الجيّد في الليل ضروريّ لصحّة عقل طفلك وجسده. لذلك، من المهمّ جدًّا أن تتأكّد من حصول طفلك على 8 ساعات من النوم كلّ ليلة، حتّى يتمكّن من الاستيقاظ نشطًا للدراسة في اليوم التالي. - ساعده على تحسين خطّ يده  يرتبط خطّ اليد بتحسين فرصة طفلك في تحقيق علامات جيّدة. يميل الطلّاب إلى تجاهل خطوطهم أثناء محاولتهم إنهاء كتابة إجاباتهم في الوقت المحدّد. - اهتم بجميع مواده الدراسيّة على حدّ سواء  خصِّص وقتًا محدّدًا لمراجعة كلّ مادة وموضوعاتها، مهما بلغت درجة صعوبتها أو سهولتها، إذ تضمن، بهذه الطريقة، فهم طفلك المواد التي يستصعبها، وتتأكّد من فهمه الموادّ التي لا يجد فيها صعوبة.    * * * لا يستوجب خوف الأطفال من الامتحانات قلقك، ولكنّه، حتمًا، يستوجب انتباهك. يمكن لخوف طفلك في الصغر أن يتطوّر في مراحل عمريّة متقدّمة من حياته. لذلك، تُعدّ تأدية دورك، أبًا أو أمًّا، أمرًا أساسيًّا في مساعدة طفلك على التغلّب على قلق ما قبل الامتحان، بتطبيق القواعد التربويّة التي ذكرناها، من توفير البيئة المريحة وغيرها، لزيادة احتماليّة تحقيق طفلك أداء أفضل في امتحاناته.     أقرأ أيضًا: الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://parenting.firstcry.com/articles/how-to-deal-with-exam-fear-in-kids/   https://bangalore.globalindianschool.org/blog-details/exam-phobia   https://www.careerindia.com/tips/tips-to-help-kids-overcome-fear-of-exams-013849.html  

تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ: أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ

يكتسب الأطفال الذين يحظون بتعزيز الشخصيّة والتطوير الذاتيّ العديد من العادات المميّزة التي تُعزِّز الثقة بالنفس، سواء أكان ذلك على المدى القصير في مرحلة الطفولة والمدرسة، أم على المدى البعيد في مرحلة الجامعة أو دخول سوق العمل.    أهمّيّة تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال  يؤدّي تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ دورًا حاسمًا في تشكيل نجاحهم ورفاهيّتهم في المستقبل، حيث يكتسب الأطفال مجموعة من المهارات والسمات، بما في ذلك الثقة بالنفس، وقدرات التواصل، والذكاء العاطفيّ، والمرونة، وصفات القيادة.    فوائد تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ - تحسين الثقة بالنفس والتعبير عن الذات.  - تعزيز مهارات الاتّصال والمهارات الشخصيّة.  - حلّ المشكلات بطريقة أفضل. - زيادة المرونة والقدرة على التكيّف.  - تعزيز القدرات القياديّة ومهارات العمل الجماعيّ.  - الصحّة النفسيّة.  - ​​تنمية التعاطف والشعور بالمحيطين.​​​    علامات تدنّي الثقة بالنفس عند الأطفال​  في ما يلي بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى انخفاض ثقة الأطفال بأنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار استشارة المختصّين للحصول على تشخيص دقيق للطفل:​​  ​​​1. الحديث السلبيّ عن الذات​​  غالبًا ما تشيع بعض العبارات عند الأطفال ذوي الثقة المنخفضة بأنفسهم، مثل: "أنا غبيّ"، أو "لا يمكنني فعل أيّ شيء بالطريقة الصحيحة"، أو "لا أحد يحبّني".​​  ​​​2. تجنّب التحدّيات​​  قد يتجنّب الطفل الذي يعاني ثقة متدنّية بذاته، تجربة أشياء جديدة أو مواجهة التحدّيات، خوفًا من الفشل والإحراج.​​  ​​​3. الهرب بسهولة​​  عندما يواجهون صعوبات، يسارعون إلى الاستسلام والابتعاد، بدلًا من الاستمرار في مواجهة التحدّي.​​ ​​​4. الحساسيّة للنقد​​  يأخذ الأطفال الذين يعانون ثقة متدنّية بالذات، النقد البنّاء على محمل شخصيّ للغاية، ويجدون صعوبة في قبول التعليقات.​​  ​​​5. الانسحاب الاجتماعيّ قد ينسحبون من المواقف الاجتماعيّة ويجدون صعوبة في تكوين صداقات.​​  ​​​6. عدم وجود مبادرة​​  قد يكون التردّد في أخذ زمام المبادرة أو التطوّع من علامات تدنّي الثقة بالنفس، ويفضّل هؤلاء الأطفال البقاء في الخلفيّة.​​  ​​​7. الكمال​​  قد يضعون معايير عالية لأنفسهم، وينزعجون من الأخطاء الصغيرة.​​  ​​​8. إلقاء اللوم على الآخرين​​  عندما يفشل الأطفال ذوو الثقة المتدنّية بالنفس، يميلون إلى إلقاء اللوم على العوامل الخارجيّة، بدلًا من تحمّل المسؤوليّة.​​  ​​​9. انخفاض الأداء​​  قد ينخفض أداؤهم الأكاديميّ أو اللامنهجيّ مع تضاؤل ثقتهم بأنفسهم.   أفضل طرق تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتحفيزهم الشخصيّ لتعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ، يمكن للوالدين استخدام العديد من الاستراتيجيّات الفعّالة، حيث تركِّز هذه الاستراتيجيّات على تهيئة بيئة داعمة، وتشجيع الطفل على الاستقلال، والاحتفاء بالإنجازات. في ما يلي بعض أفضل الطرق لتحقيق ذلك:  1. تشجيع الطفل على اكتشاف الذات  يمكن تعليم الطفل كيفيّة اكتشاف ذاته بمشاركته الأحداث والأخطاء الشخصيّة، لجعله يشعر بالثقة وعدم اهتزازها عند تصرّفه تصرّفًا خاطئًا. وتساعدهم هذه العادة على فهم أنّ كلّ شخص يرتكب الأخطاء. كما يبني هذا التصرّف علاقة أبويّة قويّة.    2. الحفاظ على علاقة متوازنة وصحّيّة  الحفاظ على توازن العلاقة مع الطفل بين الجدّ والمُزاح، لتجنّب إرهاق الطفل والحفاظ على مستوى ثقة صحّيّ بينه ووالديه. قد يؤدِّي دفع الأطفال بقوّة نحو أمرٍ ما إلى انخفاض ثقتهم بأنفسهم.    3. التحدّث عن اهتمامات الطفل  تحدّث إلى طفلك عن اهتماماته الحقيقيّة قبل تسجيله في الأنشطة. هذا يسمح له بالسيطرة على جدوله الزمنيّ، والقيام بما يحلو له حقًا؛ ممّا يعزِّز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ.    4. الانتباه إلى مكان التواصل مع الطفل  يمكن أن يؤدّي توبيخ الأطفال في الأماكن العامّة إلى شعورهم بالعار. بدلًا من ذلك، يُنصح الوالدون بمعالجة القضايا مع أطفالهم معالجة شخصيّة، وفي مكان خاصّ.   5. تعويد الطفل على أخذ زمام المبادرة  دع طفلك يأخذ زمام المبادرة في القرارات والمهمّات الصغيرة، حيث يعزِّز ذلك الاستقلاليّة والثقة بالنفس منذ سنّ مبكرة.    6. تفهّم الأخطاء والتعلّم منها  من أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ تفهّم الأخطاء وجعل الأطفال يتعلّمون منها. يساعدهم ذلك على تطوير إيجاد الحلول والثقة بقدراتهم.    7. الاحتفاء بالجهود والنجاح  الاعتراف بجهود الطفل ونجاحاته والاحتفاء بها يغرس الثقة بالنفس واحترام الذات العالي، ويمنح الطفل الحافز لمتابعة الأهداف.    8. التعامل مع الأخطاء على أنّها فرص للنموّ  اعتبار الأخطاء فرصًا للنموّ والتعلّم يساعد الأطفال على النموّ والتطوّر، ويجعلهم يثقون أكثر بقدراتهم.   9. توفير الفرص للقيادة والمسؤوليّة  يُنصح الوالدان بمنح الأطفال فرصًا لتولّي الأدوار والمسؤوليّات القياديّة، حيث يساعدهم ذلك على تطوير مهارات صنع القرار وحلّ المشكلات والتواصل؛ ممّا يعزِّز ثقتهم بأنفسهم.    10. دعم احترام الذات والتفاؤل  يساعد الوالدان الأطفال على تطوير صورة ذاتيّة إيجابيّة عن أنفسهم، بالتركيز على نقاط قوّتهم وإنجازاتهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على الإيمان بقدراتهم والاحتفال بنجاحاتهم.    11. تشجيع الاستقلال والاعتماد على الذات  منح الأطفال فرصة اتّخاذ القرارات وتحمّل مسؤوليّة أفعالهم يعزِّز الشعور بالتمكين والاستقلاليّة.    * * * أخيرًا، يجب على الوالدين الانتباه إلى أنماط مستمرّة من السلوكات المذكورة أعلاه، حيث يظهِر جميع الأطفال بعض هذه العلامات من حين إلى آخر. وقد يشير العرض المتّسق طويل الأمد إلى مشكلة أعمق تتعلّق بالثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ، والتي تجب معالجتها باستشارة المختصّين.    المراجع  https://sydneyinstitute.edu.au/importance-of-personal-development-in-students-life/  https://www.podareducation.org/blog-5-tips-for-parents-to-boost-their-kids-self-confidence  https://beyou.edu.au/fact-sheets/social-and-emotional-learning/building-confidence-in-children  https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/Pages/Signs-of-Low-Self-Esteem.aspx  https://www.greatschools.org/gk/articles/low-self-esteem-in-children/ 

ما بدائل الهاتف للأطفال؟

يواجه الأهل مشكلة إدمان أطفالهم على استخدام الهاتف المحمول، نتيجة سهولة الوصول إلى التكنولوجيا. وبرغم أنّ البعض يرى أنّ قضاء الأطفال وقتًا على الهاتف، لممارسة الألعاب، أو مشاهدة الفيديوهات، أو الدردشة مع الأصدقاء، أمرًا غير ضارٍّ، إلّا أنّ الإفراط فيه يحمل مخاطر كبيرةً، تشمل التأثير السلبيّ في النموّ البدنيّ، وضعف المهارات الاجتماعيّة، وتراجع الصحّة العقليّة، إضافةً إلى مشكلاتٍ مثل تشوّش الرؤية، وآلام الرقبة، وضعف التركيز.  سنناقش في هذا المقال بدائل الهاتف المحمول للأطفال، والتي ستساعد طفلك على بناء علاقةٍ متوازنةٍ مع التكنولوجيا، وتعويض وقت الموبايل بأنشطةٍ ممتعةٍ، ومفيدةٍ للصحّة البدنيّة والعقليّة، بجانب الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة حول استخدام الأطفال للهاتف.    بدائل الموبايل للأطفال  - ممارسة الرياضة: تعدّ الرياضة بديلًا رائعًا لانتزاع الموبايل من يدي طفلك، إذ تشعره بالسعادة والتحدّي، وتساعده في بناء علاقاتٍ مع أقرانه، لا سيّما الألعاب الجماعيّة، مثل كرة القدم، وكرة السلّة، والسباحة.  - الرسم والأنشطة اليدويّة: تساعد الفنون طفلك على إطلاق العنان لإبداعه بعيدًا عن الهاتف. يمكنك أن تمنح طفلك ساعاتٍ من المتعة باستخدام أقلام الرصاص، وبعض الألوان والأوراق، مع تعزيز حماسه باقتراح موضوعٍ للرسم، وتخصيص مكافأةٍ له عند إتمامه العمل بشكلٍ مميّز.   - قراءة الكتب: تعدّ القراءة طريقةً رائعةً لإثارة خيال الطفل وإبعاده عن الهاتف. ببساطةٍ قُم باختيار كتبٍ مناسبةٍ لعمر طفلك، وساعده في تخصيص وقتٍ يوميٍّ للقراءة، وكُن بجانبه وتناقش معه، وشجّعه على الاشتراك في مكتبةٍ، أو أنشطةٍ خاصّةٍ بمناقشة الكتب في المدرسة أو خارجها. إذا كان طفلك ما يزال صغيرًا على القراءة بمفرده، سيكون عليك أن تخصّص وقتًا لتقرأ له، أو أن تختار الكتب المصوّرة التي ستجذب انتباهه لمحاولة فهمها.  - الكتابة: إذا كان طفلك في المرحلة الابتدائيّة، فإنّ تشجعيه على الكتابة سيحفّز قدراته العقليّة، ويساعده على تشكيل مشاعره تجاه العالم. كما سيدعم تركيزه ومهاراته في التعبير عن نفسه. شجّع طفلك على الكتابة يوميًّا، سواء عن يومه، أو أيّ أفكارٍ تخطر في باله، ولو لفترةٍ قصيرة. ومع تقدّم عمر طفلك، ستلاحظ تطوّر مهاراته الكتابيّة بشكلٍ أعمق وأكثر نضجًا.   - التطوّع: يمكن استغلال وقت فراغ طفلك في تشجيعه على التطوّع في نشاطٍ خيريٍّ، حيث يتعلّم مشاعر التعاطف في سنواته الأولى، مهما كان العمل التطوّعيّ بسيطًا، مثل تنظيف شوارع الحيّ.  - المساعدة في أعمال المنزل: بجانب أهمّيّة مساعدة الطفل لوالديه في أعمال المنزل في تعزيز شعوره بالمسؤوليّة، فهي فعّالةٌ أيضًا في إشغاله عن الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ يعبث بالموبايل. إذا أراد الطفل تناول كعكةٍ، يجب أن تطلب منه الأمّ أن يساعدها في إعدادها.  - ممارسة ألعابٍ منزليّة: تتعدّد اختيارات الألعاب التي تمكن ممارستها في المنزل، مثل الألعاب اللوحيّة المختلفة، أو تقليد أصوات الحيوانات، أو تمثيل المواقف.  -تعليم الطفل بالتقليد: يمكن أن يتعمّد الأب والأمّ أن يظهرا للطفل أنّهما لا يستخدمان الموبايل طوال اليوم، أو أنّهما يخصّصان وقت الليل لإطفائه، ما يشجّع الطفل على تقليدهما في هذا السلوك.    أسئلةٌ شائعةٌ حول استخدام الأطفال للموبايل  كم ساعةً يمكن للأطفال استخدام الهاتف في اليوم؟  تعرض لنا الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال قواعد استخدام الهاتف بناءً على العمر، وهي إرشاداتٌ عامّةٌ، يستطيع الآباء والأمّهات تحديد الأفضل من بينها لاحتياجات أطفالهم وأسلوب حياتهم. وهي كالتالي:  - الأطفال في عمر سنتين أو أقلّ: يوصى بتجنّب استخدام الهاتف تمامًا، باستثناء مكالمات الفيديو للتواصل مع العائلة.  - الأطفال بين 2 و5 سنوات: يمكن لهم استخدام الهاتف لمدّة ساعةٍ واحدةٍ يوميًّا، مع التركيز على أن يكون المحتوى الذي يشاهدونه على الهاتف تعليميًّا وليس ترفيهيًّا، وأن يشارك أولياء الأمور المشاهدة، لضمان فهم أطفالهم المحتوى المعروض.  - الأطفال من 6 سنوات فأكثر: يمكنهم استخدام الهاتف لمدّةٍ تتراوح بين ساعةٍ إلى ساعتين يوميًّا، بما يشمل الألعاب، مع ضرورة تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الأخرى، مثل القراءة والرياضة، لتوفير التوازن. يُستثنى من هذا الوقت المهام الدراسيّة التي تنجز باستخدام الأجهزة اللوحيّة، مثل التابلت. الهدف النهائيّ بناءُ روتينٍ متوازنٍ، يضمن أنّ وقت استخدام الطفل لشاشة الهاتف لا يؤثّر في نومه، أو نشاطه البدنيّ، أو تفاعله الاجتماعيّ.     ما العمر المناسب للهاتف؟  لا يوجد عمرٌ مناسبٌ لجميع الأطفال لبدء استخدام الهاتف، ولكن يوصي الكثير من الخبراء بالانتظار حتّى وصول الطفل إلى عمرٍ ما بين 12 إلى 14 سنةً، ليحصل على هاتفه الشخصيّ، استنادًا إلى مستوى وعي الطفل واحتياجاته. العنصر الأهمّ هو الحاجة الحقيقيّة إلى الهاتف. إذا كانت الأسرة ترغب في الاطمئنان على الطفل بشكلٍ متكرّرٍ، يمكنه استخدام هاتفٍ عاديٍّ، يقوم بوظيفة الاتّصال الأساسيّة، بدلًا من هاتفٍ ذكيٍّ يتحوّل إلى وسيلةٍ تسبّب الإدمان للطفل.     هل يسبّب الجوال عصبيّة الأطفال؟  أظهرت العديد من الدراسات أنّ الإفراط في استخدام الموبايل، خصوصًا لتصفّح وسائل التواصل الاجتماعيّ، وممارسة الألعاب الإلكترونيّة، يمكن أن يؤدّي إلى زيادة مستويات القلق والتوتّر لدى الأطفال. يعود هذا إلى أسبابٍ مختلفةٍ، منها:  - المقارنة الاجتماعيّة: غالبًا ما تؤدّي وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى المقارنات، ما يجعل الأطفال يشعرون أنّهم بحاجةٍ إلى مواكبة أقرانهم أو المؤثّرين، في الألعاب، والملابس، والأنشطة، وغيرها، الأمر الذي قد يسبّب لهم التوتّر، وتدنّي احترام الذات.  - اضطرابات النوم: قد يعاني الأطفال الذين يستخدمون الهواتف حتّى وقتٍ متأخّرٍ من الليل، دورات نومٍ متقطّعةٍ، ما قد يسبّب زيادةً في ردود أفعالهم العنيفة.  - التعرّض إلى المعلومات الزائدة: قد يشعر الأطفال بحالةٍ من التحفيز المستمرّ، بسبب التعرّض إلى الكثير من المعلومات والرسائل والإشعارات، ما يجعلهم يعانون الإرهاق وضعف التحصيل الدراسيّ.    يمكن أن يساعد الحدّ من استخدام الهاتف، ومراقبة التطبيقات أو المحتوى الذي يتفاعل معه الأطفال، في تقليل هذه العوامل المسبّبة للتوتر.    كيف أخلّص ابني من إدمان الهاتف؟  يمكنك القيام بالعديد من الأمور لمساعدة طفلك في كسر إدمانه على استخدام الهاتف. على سبيل المثال:  -تخصيص وقتٍ خالٍ من الهاتف: كما ذكرنا آنفًا، فالأطفال يقلّدون آباءهم وأمّهاتهم، لذا، إذا كنت تريد لطفلك أن يقلّل استخدام الهاتف، فيمكن تخصيص ساعةٍ يوميًّا تقوم فيها الأسرة بأكملها بإيقاف تشغيل هواتفها، وممارسة نشاطٍ ممتعٍ معًا، ما يريح الطفل من الهاتف، ويقوّي الروابط العائليّة في الوقت نفسه.  -تحويل الأمر إلى تحدٍّ: يمكن تحويل وقت الابتعاد عن الهاتف إلى تحدٍّ مع تقديم حافز. بمعنى أن تطلب من طفلك عدم استخدام الهاتف لمدّةٍ أطول - مثل يومٍ كاملٍ - وتقديم مكافأةٍ له عند الالتزام.  -تصميم منطقةٍ خاليةٍ من الهاتف في المنزل: ساعد طفلك في تخصيص منطقةٍ خاليةٍ من الأجهزة الإلكترونيّة في غرفته، أو أيّ جزءٍ آخر من المنزل، لا يسمح فيه باستخدام أيّ جهازٍ إلكترونيّ. يمكن أن تحتوي المنطقة على أيّ عنصرٍ يعزّز الاسترخاء والإبداع، ما يجعل الابتعاد عن الهاتف ممتعًا ومنعشًا.  -خطّط لقضاء عطلة نهاية أسبوعٍ في الهواء الطلق: احرص على تخطيط يومٍ عائليٍّ في الهواء الطلق، للانفصال التامّ عن الموبايل، مثل الذهاب في نزهةٍ في مكانٍ طبيعيٍّ، إذ يساعد الهواء النقيّ والنشاط البدنيّ على الاسترخاء، وعدم إحساس الطفل بالحاجة إلى الهاتف.    ***  يمكن القول إنّ أفضل بدائل الهواتف المحمولة للأطفال هي الأجهزة التي توفّر تجارب تعليميّةً ممتعةً، وتحدّ من التعرّض إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مثل الأجهزة اللوحيّة المزوّدة بتطبيقاتٍ تعليميّةٍ وأجهزة قراءةٍ إلكترونيّةٍ، تعزّز من الإقبال على القراءة.  في نهاية المطاف، يتمثّل الهدف في إعطاء الأطفال الأدوات التي تمكّنهم من الاستكشاف والتعلّم والنموّ، وتعزّز استخدامًا متوازنًا للتكنولوجيا، يحقّق لهم الفائدة بعيدًا عن المخاوف المرتبطة بالهواتف الذكية. سواء كان طفلك يبني روبوتًا، أو يقرأ كتابًا إلكترونيًّا، أو يحلّ الألغاز باستخدام وحدات ألعابٍ تعليميّةٍ، فإنّ هذه البدائل يمكن أن تخلق بيئةً رقميّةً آمنةً وغنيةً لتطوير العقول الشابّة.    المراجع   https://www.hindustantimes.com/lifestyle/relationships/5-interesting-activities-to-help-your-child-get-over-smartphone-addiction-101689149537410.html  https://www.natgeokids.com/uk/parents/screen-time-for-kids/  https://findmykids.org/blog/en/what-to-give-your-child-instead-of-a-smartphone  https://infokids.com.au/12-alternative-activities-to-keep-child-busy-other-than-watching-tv/ 

Putting It All Together

مجموعة تدريبات رياضيّاتيّة حول العمليّات الحسابيّة المبسّطة. للوصول إلى التدريبات الرجاء الضغط على الرابط هنا.

Solid Shapes All Around Us

مجموعة دروس عن تعلّم الأشكال الهندسيّة واستخدامها في بناء أشكال أخرى. للوصول إلى الدروس الرجاء الضغط على الرابط هنا.