الرئيسية

في هذا العدد

العدد (18) خريف 2024

خريفنا الرابع... ونزداد شبابًا العدد الثامن العشر من منهجيّات هو خريفنا الرابع، الذي بدأت به دورة وجود مجلّة تربويّة عربيّة، حدّدت منذ البداية أفقها: نحو تعليم عربيّ معاصر. ولأنّنا نؤمن أنّ مستقبلنا سيصنعه أبناؤنا، على رغم غبار الدمار والقتل الذي يلفّنا، كان ملفّ عددنا بعنوان "التعليم التحرّري: بدائل واستراتيجيّات". عن التعليم التحرّريّ: لماذا نعلّم أطفالنا؟ في حين ننشغل بأحسن الطرق لشرح كذا، وأهمّ الاستراتيجيّات لضمان فهم المتعلّمين هذه المعادلة، يغيب عن بالنا سؤال الغاية، خصوصًا أنّ إتقان الموادّ الدراسيّة والمعادلات المعقّدة ليس بالضرورة أمرًا لطيفًا، فمن بنى أسلحة الدمار الشامل كانوا من العباقرة! من هنا، ينطلق التعليم التحرّريّ من الربط بين الإنسان وظروفه، وقدرته على فهم المحيط، وتدريبه على إيجاد الإجابات والحلول بناء على ما هو موجود. إنّه ربط عمليّة التعليم بالغاية من جعل الإنسان متعلّمًا، أي عارفًا بعلمه، وعارفًا أنّ المعرفة أداه تغيير يطال المجتمع. وبغير ذلك يصير التعليم وسيلة تُشيّئ الروح الجميلة الحرّة الكامنة في صدور الصغار، ليكبروا غير مهتمّين إلّا بخلاصهم الذاتيّ، ولا تعنيهم إلّا المنافسة لوصول الـ"أنا" بغير احتساب الكلفة على المحيط الذي حضنها. هل نعلّم أطفالنا ليصيروا براغي في أنظمة لم ينشئوها؟ أو لنعدّهم للتصدير بحيث نُحرم ممّا عندهم من طاقات وقدرات فاعلة؟ 

ملفّ العدد القادم

دعوة للكتابة في الأعداد القادمة

للمساهمة والكتابة في أعداد المجلّة القادمة، نستقبل مقالاتكم حول المواضيع التربويّة المختلفة عبر البريد الإلكترونيّ:  [email protected] تعالج مواضيع المقالات العامّة التربويّة في المجلّة قضايا التعليم والإدارة المدرسيّة وتطوير المعلّمين. وقد يكون موضوع المقال منطلقًا من تفكُّر ذاتيّ؛ تأمُّل في تجربة ما أو مراجعة لها أو مُشاركة لتجارب وأفكار مُختلفة، أو قد يكون نتاجًا لورشة أو ندوة أو مؤتمر، وربّما يكون مراجعة لكتاب أو مقالة استطاع الكاتب أن يختبر مقتضياتها في الصفّ، وأن يُدخل عليه ما يتناسب ووضع الصفّ والمدرسة بشكل عامّ، وأن يلمس بيده وروحه ما أدّت إليه في مسار المتعلّمين. المعارف، على أهمّيّتها، موجودة وباتت متاحة بلغات مختلفة، لكن تجربتكم الشخصيّة في تحويل المعرفة إلى ممارسة يوميّة أو استراتيجيّة ناجحة تلائم الواقع، هي الشعلة التي نرغب في نقلها إلى المُمارسين التربويّين في الحقل التعليميّ. للاطلاع على سياسات النشر في المجلّة سياسات منهجيات | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)، وفريق منهجيّات سيكون داعمًا وموجودًا للتواصلِ والمتابعة والمجاورة.  

أخبار تربويّة

إطلاق الجزء الأوّل من مشروع "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"

أطلقت إصدارات ترشيد التربويّة الجزء الأوّل من كتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، والذي حمل عنوان "عبور مسارات التفكير النقديّ: منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ"، من تأليف: د. وائل كشك، يتبعهُ ثلاثة أجزاء ستُنشر تِباعًا مُتمّمةً المشروع. يتكامل هذا المشروع بأجزائه الأربعة ليقدّم منهجيّة تعليميّة شاملة تعزّز التفكير النقديّ، والتحليل البصريّ أو التاريخيّ، أو السرديّ. ومن خلال الربط بين هذه الأجزاء، يقدّم رؤية متكاملة تتيح للطلّاب والمعلّمين تطبيق المعارف والمهارات بطرائق متعدّدة ومتنوّعة، ممّا يثري العمليّة التعليميّة ويجعلها أكثر فاعليّة وتفاعلًا مع تحدّيات العصر الحديث.   الجزء الأوّل: عبور مسارات التفكير النقديّ.. منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ يضمّ الجزء الأوّل فصلًا تأسيسيًّا تمهيديًّا يهدفُ إلى تقديم إطار شاملٍ يمهّد لفهم محتويات الكِتاب وأجزائه الأربعة على نحو أعمق، ووضع أساس مفاهيميّ للنقاشات والمفاهيم التي سيجري تناولها بطريقةٍ تفصيليّة في الأجزاء اللاحقة. ويَستندُ هذا الفصل إلى مجموعة من الأعمدة المفاهيميّة التي تشكّل ركائز الكتاب الأساسيّة، ومن شأن ذلك أن يُكسب القارئ نظرة شاملة ومنهجيّة في نظرته إلى المواضيع المتنوّعة التي يعالجها هذا الكتاب. ويقدّم هذا الجزء مزيجًا متوازنًا من النظريّات الأساسيّة والتطبيقات العمليّة عبر ثلاثة أقسام تهدف إلى تعزيز فهْمٍ التفكير الناقد، وفهْم قدرته على إحداث إزاحة حقيقيّة في منهجيّة التفكير. ويستعرض الجزء في رحلته في عالم التفكير الناقد، أسس هذا النوع من التفكير وتطبيقاته العمليّة في الحياة اليوميّة والمجالات الأكاديميّة، إضافةً إلى دوره الحاسم في مواجهة المعلومات المضلّلة والخرافات. يقع الكتاب في 240 صفحة، ضامًّا ثلاثة أقسام، هي: التفكير الناقد: أسسه وتطبيقاته، تفنيد الخرافات وتفكيك العلوم الزائفة، والكشف عن اضطراب المعلومات والمحتوى الزائف.   نظرة عامّة على أجزاء كِتاب "عبور التخصّصات والخِطابات" الأربعة يُمكن النظر إلى كلّ جزء من الأجزاء الأربعة بوصفهِ كِتابًا مُستقلًّا بذاتهِ، على الرغم من الترابط والتعالق بين الأجزاء كلّها. وفي هذا السياق نُقدّم لمحةً توضيحيّة عن العلاقة التراتبيّة بين الأجزاء، وعنوان كلّ منها: الجزء الأوّل بعنوان "عبور مسارات التفكير النقديّ: منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ" يُعدّ بمنزلة قاعدة أساسيّة، وفيه تتوفّر الأدوات والمفاهيم الأساسيّة التي يستخدمها الطلّاب والمعلّمون لتحليل المعلومات وتقييمها تقييمًا نقديًّا ومنطقيًّا. وهذه المهارات ضروريّة لفهم محتويات الجزء الثاني والثالث والرابع وتطبيق هذه الأجزاء. الجزء الثاني بعنوان "عبور الخطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة" يستفيد مباشرة من المهارات النقديّة المكتسبة في الجزء الأوّل؛ إذ يطبّقها في تفسير الخطابات البصريّة المختلفة وفي تحليلها، وهذا يعزّز قدرةَ الطلّاب على فهم الرموز والدلالات في الأعمال الفنّيّة والصور والأعمال الكاريكاتوريّة والأفلام. الجزء الثالث بعنوان "عبور الخطابات التاريخيّة والسرديّة إلى البيئات التعليميّة" يتناول تطبيق التفكير النقديّ على النصوص التاريخيّة والسرديّة، ممّا يتيح للطلّاب تفسير الأحداث والقصص وتحليلها بعمق. وتسهم المهارات، التي جرى تطويرها في الجزء الأوّل، في فهم السياقات التاريخيّة والمعاني الأدبيّة. الجزء الرابع بعنوان "التعليم المتكامل: النهج التكامليّ على جسور التخصّصات"  يستخدم المفاهيم والنظريّات التي جرى استكشافها في الأجزاء الثلاثة الأولى لتطوير مشاريع تعليميّة تكامليّة. ويدمج النهج التكامليّ والتطبيقات التعليميّة بين المعارف النقديّة والبصريّة والتاريخيّة والسرديّة، وكلّ ذلك يعزّز تجربة التعلّم الشاملة.   ويعدُّ الجزء الأوّل من هذا المشروع تاسع إصدارات ترشيد التربويّة، بعد الإصدارات التالية: "عقليّة التساؤل" 2022، و"حلول مبتكرة لمشكلات سلوك الطلّاب في المدرسة" 2022، و"نحو معلّم فاعل في التعليم الوجاهيّ والإلكترونيّ" 2022، و"الممارسات المهنيّة للمدرّسين: بين النظريّة والتطبيق" 2023، و"ما الذي يحدث داخل المدرسة؟" 2023، و"التعليم الدامج للطلّاب ذوي الإعاقتين: البصريّة والسمعيّة" 2023، و"تطوير برامج التربية العمليّة لمعلّمي ما قبل الخدمة في ضوء المدخل التأمّليّ السرديّ" 2023، و"التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرفٍ صفّيّة مفكّرة"، 2024.   و"إصدارات ترشيد التربويّة" برنامج يهدف إلى نشر كتب متخصّصة في الحقل التربويّ العربيّ، وهو أحد برامج "ترشيد" التي أنشئت من قِبل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات. تبادر "ترشيد" إلى تعزيز بيئات تعلّم مُستدامة من خلال مجموعة مشاريع تستجيب إلى حاجات المُجتمع التعلّميّ القطريّ بشكلٍ خاصّ، والعربيّ بشكلٍ عامّ، كما إلى احتياجات المعلّم العربيّ، عبر حوارٍ مُستمرّ معه، ومعرفة دقيقة وعميقة باحتياجاته، لزيادة فعاليّة خدمات المشاريع وضمان استدامتها.

تعليق الدراسة الحضوريّة في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

قرّرت الحكومة اللبنانيّة، بداية هذا الأسبوع، تعليق التدريس الحضوريّ في كلّ المدارس والمعاهد والجامعات، الرسميّة والخاصّة، في العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها الإثنين والاستعاضة عنه بالتعليم عن بُعد. كما قرّرت إتاحة خيار التعليم عن بُعد حتى نهاية العام، وذلك بسبب "الأوضاع الخطرة الراهنة" الناجمة عن الغارات الإسرائيليّة المتواصلة. وقال وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية إنّه قرّر "تعليق التدريس الحضوريّ" في كلّ المؤسّسات التعليميّة الواقعة في "بيروت الإداريّة وساحل المتن الشمالي وساحل الشوف وساحل بعبدا (...) وذلك يوم الإثنين". وأضاف، بحسب ما نقلت عنه الوكالة، أنّه قرّر أيضا تمديد "مفاعيل التعميم الذي ألزم بموجبه المؤسّسات التربوية الخاصّة التي تعتمد التعليم الحضوريّ، بأن يتلازم ذلك مع التعليم من بُعد، حتى نهاية كانون الأوّل/ ديسمبر 2024". وأوضح الوزير أنّ هذه التدابير هدفها "المحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليميّة والأهالي، في ظلّ الأوضاع الخطرة الراهنة". ويأتي هذا القرار بعدما شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ سلسلة غارات جوّيّة عنيفة على مبان في أحياء عدّة في ضاحية بيروت الجنوبيّة. وكانت السلطات اللبنانيّة قد حوّلت عددًا من المدارس والمعاهد إلى مراكز لإيواء النازحين، مع فرار عشرات آلاف العائلات من منازلهم. ولم يقتصر القرار على المدارس اللبنانيّة، الرسميّة والخاصّة، بل شمل المدارس التابعة لوكالة "أونروا"، بعد أن ضمّتها إسرائيل إلى قائمة الاستهداف والإخلاء، خصوصًا في مخيّمات صور الثلاثة، البص والرشيديّة والبرج الشماليّ، وبعض التجمّعات الفلسطينيّة القريبة من المدينة، إلى جانب مدارس مخيّمات برج البراجنة وصبرا وشاتيلا، والتي تصل إليها شظايا القصف الذي يستهدفها أو يستهدف ضاحية بيروت الجنوبيّة.

لبنان: دعمٌ من اليونيسف لإعادة 387 ألف طفل إلى المدارس رغم الحرب

أعلنت اليونيسف دعمها لوزارة التربية والتعليم العالي في لبنان لإعادة حوالي 387 ألف طفل إلى المدارس تدريجيًّا. ويشمل هذا الدعم الأطفال الذين يعيشون في مراكز الإيواء والمجتمعات المضيفة. وتشكّل هذه المبادرة جزءًا من خطّة الاستجابة للطوارئ التي تهدف إلى فتح وتشغيل 326 مدرسة رسميّة لم تُستخدم لإيواء النازحين، ما يضمن حصول جميع الأطفال في سنّ الدراسة في لبنان على التعليم. وفي بيان لها بداية هذا الأسبوع، أكّدت اليونيسف أنّ خطّة الاستجابة صمّمت لتوفير الدعم التعليميّ الأساسيّ لجميع الأطفال خلال هذه الأوقات الصعبة ولتعزيز تشغيل المدارس الرسميّة. وستتلقّى هذه المدارس تمويلًا ماليًّا من الصندوق الائتمانيّ للتعليم (TREF) التابع لوزارة التربية والتعليم العاليّ واليونيسف، لضمان توفير الموادّ التعليميّة الضروريّة، مثل الكتب المدرسيّة، وتقديم خدمات الدعم النفسيّ والاجتماعيّ، والفحوصات الطبّيّة لمساعدة الأطفال في التعامل مع آثار الحرب. من جهته، أشار ممثّل اليونيسف في لبنان، إدوارد بيجبيدر، إلى أنّ "التأثير السلبيّ للنزاع على الأطفال والمعلمين والمدارس كارثيّ بالفعل. ويجب مواجهته لمنع ضياع عام دراسيّ قد يعرّض رفاهية الأطفال، وسلامتهم، وآفاقهم المستقبليّة وتعافي البلاد للخطر". وأضاف أنّ "العودة إلى المدرسة ليست ضروريّة فقط لتعليم الطفل ونموه، بل لتساعده أيضًا على الشعور بالاستقرار الاجتماعيّ والنفسيّ الذي تشتدّ الحاجة إليه خلال هذه الأوقات الصعبة". وكان من المقرّر أن يبدأ العام الدراسيّ الجديد في الأسبوع الأول من تشرين الأوّل/ أكتوبر، لكنّ الحرب الإسرائيليّة المدمّرة على لبنان أدّت إلى تأجيله. ويواجه استئناف التعليم في المدارس الرسمية تحدّيات كبيرة، حيث تقع حوالي 60% من مراكز إيواء النازحين داخل المدارس، ما أجبر العديد من المعلّمين والطلّاب على الانتقال بعيدًا عن مدارسهم الأساسيّة. وبدعم من اليونيسف، ستوفّر 326 مدرسة رسميّة فرصًا تعليميّة حضوريّة ومختلطة عالية الجودة، لمساعدة الأطفال والشباب على تعويض ومواصلة رحلاتهم التعليميّة. كما سيتاح التعلّم عبر الإنترنت، من خلال المنصّة الرقميّة لوزارة التربية والتعليم العالي. وسيكون من المهم دمج التدخّلات الخاصّة بالأطفال ذوي الإعاقة، والفتيات، واللاجئين، لضمان حصول كل طفل على فرصة التعليم. وأدّى العدوان الإسرائيليّ على لبنان إلى "قلب حياة الأطفال رأسًا على عقب، ما يتسبّب بإصابات جسديّة خطيرة وندوب نفسيّة عميقة"، وفقًا لبيان سابق من اليونيسف. وفي آخر تحديث صادر عن وزارة الصحة اللبنانيّة، سُجّل استشهاد 185 طفلًا وجرح 1202 آخرين منذ تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 حتى 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الحاليّ. وأفادت اليونيسف بأنّه "منذ 4 تشرين الأوّل/ أكتوبر من هذا العام، يُقتل طفل واحد على الأقل كل يوم ويُصاب 10 آخرون. كما يعاني آلاف الأطفال الذين نجوا جسديًّا من أشهر من القصف المستمر من ضيق نفسيّ حادّ نتيجة تصاعد العنف والفوضى المحيطة بهم".

في كلّ عدد تختار منهجيّات قضيّة أو مفهومًا تربويًّا تخصّص له ملفًّا يشارك فيه خبراء وأكاديميّون ومعلّمون في مقالات وتجارب وتحليلات، تتناول الموضوع من جوانبه المختلفة. يشكّل الملفّ رافدًا مهمًّا للمعلّمين والباحثين والمهتمّين.

تربية التعليم التحرّريّ وتراتيب علاقات القوّة
لم يكن ارتباط التعليم التحرّريّ بالشعوب المقهورة أكثر من غيرها وليدًا عضويًّا متلازمًا؛ ففكرة التحرير فكرة مستمرّة في كلّ مجتمع، سواءً أك... تابع القراءة
التفاعل الناشئ بين التربية التحرّريّة-النقديّة والبيئة الاجتماعيّة
قدّم فريري فلسفته التحرّريّة التي جعلت الميدان التربويّ مركّبًا رئيسًا في المجتمع، حيث نادت الفلسفة التحرّريّة بالتغيير الاجتماعيّ القائم... تابع القراءة

مقالات عن تجارب وتأمّلات وتقنيّات تعلّميّة – تعليميّة، غير مرتبطة بموضوع أو قضيّة محدّدة، ومفتوحة للمُشاركة دائمًا.

أصداء الدردشة: التعليم بلا مدارس.. الحاجة إلى الإبداع والتعليم البديل
تؤدّي المدارس دورًا مهمًّا في تشكيل وعي الأفراد والمجتمعات، بإتاحة بيئة منظّمة للتعلّم والتنمية، فهي المؤسّسات الرئيسة التي تقدّم المهارا... تابع القراءة
بناء مجتمع أصيل خلال الاجتماعات
بدلًا من القيام بنشاطات كسر الجليد، يمكن للميسّرين تقديم أنشطة تشجِّع المشاركين على إقامة روابط حقيقيّة مع بعضهم. تابع القراءة

الندوة القادمة

ندوة منهجيّات الشهريًّة مساحة نقاش مفتوح يتناول موضوعًا يتجدّدُ، يشارك في الندوة مختصّون تربويّون ومعلّمون خبراء في موضوع الندوة.

ندوة: مصادر التعليم المتنوّعة.. تعزيز الكتاب المدرسيّ أم استبداله

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر كانون الأوّل/ ديسمبر 2024، بعنوان "مصادر التعليم المتنوّعة: تعزيز الكتاب المدرسيّ أم استبداله". وركّزت على محاور مختلفة، هي: 1. أثر الاعتماد بشكل كامل على الكتاب المدرسيّ في التعليم 2. لماذا نستخدم مصادر إضافية؟ ما تلك المصادر؟ 3. دور الإدارات المدرسيّة في تشجيع استخدام المصادر التعليميّة المتنوّعة. استضافت الندوة مجموعة من المتّحدّثين، هم: أ. ألين كرم، معلّمة لغة إنجليزية ودراسات اجتماعيّة في مدرسة الأهليّة، لبنان؛ أ. غادة معلوف مستشارة تربويّة في المدرسة العربيّة الدوليّة، لبنان/ قطر؛ أ. شيرين الجبالي، مديرة ومشرفة تربويّة لقسم التربية والتعليم في بلدة الطيّبة، فلسطين؛ أ. خالد عبده، معلّم لغة عربيّة في مرحلة السنوات المتوسّطة في مدرسة الأهليّة والمطران، الأردن. أدار الندوة أ. محمود عمرة، الحاصل على شهادة الماجستير في الفيزياء من جامعة "لايبزغ" بألمانيا وشهادة الماجستير في التربية من جامعة بيرزيت، وعضو الهيئة التأسيسيّة في منهجيّات. استهلّ أ. عمرة الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر االإساهمات العربيّة والعالميّة المثرية والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعا جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأول: أثر الاعتماد بشكل كامل على الكتاب المدرسيّ في التعليم. بدأ أ. عمرة كلامه بالحديث عن اعتماد الجهات التربويّة في العالم العربيّ على الكتاب المدرسيّ بشكل أساسيّ، وأرجع ذلك إلى الأنظمة المركزيّة. مشيرًا إلى وجود حجج قويّة عند من يرى الإيجابيّات والسلبيّات في الاعتماد على الكتاب المدرسيّ. ومن هنا انطلقت أ.غادة معلوف في حديثها على شكل الكتاب المدرسيّ وتأثير استعماله في العمليّة التعليميّة، وعرّفته بأنّه نصّ ثابت، أي رسالة ثابتة لا بديل منها. تعتمد هذه الرسالة على وجهة نظر معدّي الكتاب، باعتبار وجهة النظر هذه حقيقة مطلقة لا يوجد سواها.   ما سلبيّات الاعتماد على الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ تحدثت أ. معلوف عن الصرامة أثناء الاعتماد على الكتاب المدرسيّ، وهذا النوع من التدريس لا يجعل الطالب منفتحًا على تجارب مختلفة، لأنّه يرتكز على طريقة تعلّم محدودة، تعتمد على مادّة واحدة فقط لا على دمج موادّ مختلفة. فعندما نعتمد على كتاب واحد لكل مادّة، يجزّئ ذلك التعليم، ويحدّ من التفكير العابر للموادّ والربط بينها. واستعمال الكتاب وحده يحرم الطالب من التمييز الحسّيّ والعاطفيّ، وقد أثبتت الدراسات أنّ عمليّة التعلّم لا يمكن أن تكتمل من دون هذين العنصرين. يمنع الكتاب المدرسيّ الطالب من الابتكار، فهو يطلب من المتعلّم الالتزام بنصّ واحد ومهام محدّدة، من غير السماح له بالتفكير النقديّ من أجل الوصول إلى تفكير خاصّ به بعد الاطّلاع على وجهات نظر مختلفة. وعن التعليم العميق قالت أ. معلوف إنّه لا يمكن تنفيذه إلّا من خلال خلق علاقة بين التعلّم وحياة التلميذ. وإذا كان الكتاب مستوردًا من دول أجنبيّة فهذه مشكلة، لأنّ هذا الكتاب لا يعرف تفاصيل البيئة التي يعشيها الطالب، ما يجعل الكتاب منفصلًا عن الحياة اليوميّة. من ناحية أخرى، يتعارض الكتاب الموحّد مع وضع كلّ متعلّم على حدة، فهو يتوقّع مستوى محدّدًا من كلّ المتعلّمين، من غير مراعاة الاختلافات بين المتعلّمين على مستوى الشخصيّة والاحتياجات. وتطرّقت أ.معلوف إلى أثر التكنولوجيا في التعليم وإلى حصول الطالب على معرفة كبيرة خارج إطار الكتاب والمدرسة، ومن خلال وسائل التكنولوجيا المختلفة. وعندما نجبر الطالب والمعلّم عل الالتزام بالكتاب فقط، فنحن نضيّق عليهما، ونمنع المتعلّم من المخاطرة الإيجابيّة. من ناحيتها عبرّت أ. شيرين الجبالي عن تخوّفها من الكتاب المدرسيّ الذي قد يحوّل العلاقة بين المعلّم والطالب إلى علاقة مقهور وقاهر؛ إذ يغيب التفاعل بينهما، وهو واحد من أهمّ العوامل لنجاح عمليّة التعليم، وذلك بدوره يحرم الطالب من الوصول إلى عمليّة التعلّم الذاتيّ والاستقلاليّة، ويحرمه من التواصل مع الأقران لاستكمال عمليّة التعلّم التعاونيّ، ولا ينمّي الجانب الاجتماعيّ عند الطالب. كما يحدّ من استخدامه المهارات الذهنيّة، فلا تتوفّر عنده آليّات للتشبيك بين المعلومات والممارسات اليوميّة في حياته. ولأنّ مناهج الكتب عادةً تكون موحّدة لجميع الطلبة وجميع المدارس، فقلّما نجد فيها مراعاة للفروقات الفرديّة والاجتماعيّة، وبناءً على ذلك سيكون الطالب بحاجة إلى طرق خارجيّة مساعدة لاكتمال العمليّة التعليميّة، فالكتاب ليس المصدر الأساسيّ للمعلومة، بل أحد مراجعها.   المحور الثاني: لماذا نستخدم مصادر إضافيّة؟ وما تلك المصادر؟ أشار أ. خالد عبده إلى عدّة أهداف تدفع إلى تعزيز الكتاب المدرسيّ بمصادر متنوعة، وهي: - مراعاة الفروق الفرديّة والمستويات الأكاديميّة المختلفة - توسيع آفاق ومدارك المتعلّمين وتحفيز خيالهم. - ربط التعلّم بالحياة الواقعيّة. من جانبها استذكرت أ. ألين كرم بدايات مشوارها في مهنة التعليم، مؤكّدة على اعتمادها في ذلك الوقت على الكتاب في تنظيم الحصص الدراسيّة، وبصفتها معلّمة للغة الإنجليزيّة، حدّد الكتاب لها النصوص والأسئلة والأنشطة، وحتّى الأوقات المخصّصة لكل مهمّة. لكنّ هذا الاعتماد رسم حدودًا كثيرة للمعلّم والطالب، وتحوّل دور المعلم إلى ناقل للمعلومة فقط، مع تجاهل دوره في تحفيز المتعلّم على طرح الأسئلة والتفكير الناقد والإبداع. وشاركت تجربتها في تدريس اللغة الإنجليزيّة والدراسات الاجتماعيّة ودمجهما معًا، حيث طلبت من متعلّمي الصفّ السادس ابتكار البلد المثاليّ لهم، وذلك من خلال الاعتماد على روايتين باللغة الإنجليزيّة تتحدّثان عن اليوتوبيا والديستوبيا -المدينة الفاضلة وعكسها. وشجّعت أ.كرم طلبتها على المناقشة والقراءة في الغرفة الصفّيّة، ثمّ الخروج بمشروع نهائيّ هو البلد المثاليّ الخاصّ بكلّ طالب، بعدما تعلّموا في الدراسات الاجتماعيّة معظم الأنظمة الاقتصاديّة المعروفة، واطّلعوا على خرائط دول العالم. جعل هذا المشروع المتعلّمين خلّاقين، حيث عبّروا عن أنفسهم بطرائقهم الخاصّة مع تقبّل الرأي الآخر. ولفتت أ. كرم إلى أنّ مثل هذا النشاط ينمّي عند الطلبة مهارات مختلفة، من بينها القدرة على التعبير، والتفكير النقديّ، وتقبّل الرأي الآخر بل التعلّم منه. ومثل هذه المهارات تساعد الطالب في مختلف مناحي حياته، وتساعده على بناء مستقبل أفضل له.   ما المصادر الأخرى التي يمكن اعتمادها لتعزيز الكتاب المدرسيّ؟ شارك أ. خالده عبده تجربته الخاصّة في استخدام مصادر متنوّعة لعمليّة التعلّم لتعزيز الكتاب المدرسيّ، وتراعي التجربة أنماط التعلّم المختلفة السمعيّة والبصريّة والحركيّة، وهذه المصادر قائمة على ثلاثة محاور رئيسة: 1. تعزيز المحتوى الموجود داخل الكتاب المدرسيّ، وأسقط أ. عبده المثال على درس يتحدّث على الرواية، حيث دعم الكتاب المدرسيّ بالآتي: - نصوص مرئيّة وسمعيّة تراعي أنماط التعلّم (من منصّة يوتيوب). - استراتيجيّات صفّيّة تعزّز العمل الجماعيّ والتفكير النقديّ. مثل استراتيجيّة فين للتفرقة بين القصّة القصيرة والرواية. - أوراق عمل ومهام إضافيّة (ورقيّة أو رقميّة) تراعي اختلاف مستويات الطلبة. 2. تعزيز الكتاب المدرسيّ بمثال تطبيقي؛ ولهذا شارك أ. عبده متعلّميه لدرس الرواية، نموذج رواية تتحدّث على طفل ضرير ينتقل إلى معهد خاصّ للدراسة، وعزّز هذا المثال التطبيقيّ بأنشطة منهجيّة، مثل: - عرض أمثلة تطبيقيّة ونماذج للمعلومات المذكورة في الروايّة، حيث كانت تتحدّث على لغة برايل للمكفوفين، وأحضر نماذج كتب مكتوبة بلغة برايل. واستخدم الفيديوهات وأوراق العمل والنصوص السمعيّة في الأنشطة المنهجيّة. - استراتيجيّات صفّيّة تعزّز العمل الجماعيّ والتفكير النقديّ. مثل: استراتيجيّة تقشير الفاكهة لتعزيز الفهم العميق للرواية والوصول إلى لبّ الحدث. 3. تعزيز المثال التطبيقيّ بأنشطة لا منهجيّة، مثل الزيارات الميدانيّة والاندماج في مشاريع خدمة المجتمع، وذكر أ. عبده عددًا من الأنشطة لتعزيز المثال التطبيقيّ، ومنها: - لقاءات مع أشخاص مكفوفين والتعرّف إلى قصص نجاحهم، والتحدّيات التي واجهوها. - زيارة (المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة) للتعرف إلى أبرز احتياجاتهم وطرق تيسير حياتهم، والتحدّيات التي تواجه المكفوفين، والتوعيّة بسبل مساعدتهم والطريقة الأمثل في التعامل معهم. هنا أكّدت أ. معلوف على أنّ استخدام وسائل تعلّم من الحياة تجعل هذا التعلّم أعمق. وذكرت على سبيل المثال استعمال الجريدة وفاتورة السوبر ماركت ووصفة الطبيب في العيادة، فكلّما استعملنا هذه الوسائل ساعد ذلك عمليّة التعليم.  وتطرّقت إلى التكنولوجيا وأهمّيّتها وسيلةً مساعدة. كما لفتت إلى ضرورة الاستفادة من الكتب غير المنهجيّة. ووَضّحت أ. شيرين الجبالي عددًا من أساليب التدريس التي يمكن دمجها مع الكتاب المدرسيّ، والتي تحاكي فئات الطلبة المختلفة، منها: - الصفّ المعكوس: أن يُحَضّر الطالب الدرس في المنزل، ويجمع عنه المعلومات، ثمّ يعرضه على زملائه في الصفّ. - التعلم التعاونيّ: من خلال تقسيم الطلبة إلى مجموعات مختلفة، وكلّ مجموعة تأخذ مهمة مختلفة في الموضوع ذاته. - التعلّم خارج الصفّ: ولا سيّما في المواضيع العلميّة كونها شديدة الارتباط بحياتنا اليوميّة، ويمكن تنفيذ أنشطة خاصّة بهذه المواضيع في الحدائق والشوارع وغيرها. - إدماج التكنولوجيا: داخل الفصل الدراسيّ وخارجه. - التعلّم بالبحث والاستقصاء. - إدماج الفنون وتداخلها في كلّ المواضيع التعليميّة، سواء اللغات أو العلوم أو غيرها، ولا سيّما الفنون الحسيّة والحركيّة، مثل إدماج الدراما بتمثيل دروس مادّة اللغة العربيّة.   المحور الثالث: دور الإدارات المدرسيّة في تشجيع استخدام المصادر التعليميّة المتنوّعة.    افتتح أ. محمود عمرة المحور بتصوّره مديرًا لمدرسة حكوميّة فيها عدد كبير من الطلبة، وهو يؤمن بضرورة استخدام المصادر التعليميّة المتنوّعة. لكنّ هناك عددًا من التحدّيات التي سيواجهها مع الأساتذة في مثل هذه المدرسة، من بينها مستويات المعلّمين المختلفة، وضرورة وصول المعلومات للطلبة بطريقة تضمن اجتيازهم الامتحانات الرسميّة المعتمدة على الكتاب المدرسيّ. وانطلاقًا من هذا المثال طرح أوّل أسئلة المحور:   كيف يمكن تشجيع استخدام المصادر التعليميّة المتنوّعة مع وجود تحدّيات مختلفة؟  في إجابتها، أكّدت أ. معلوف على ضرورة النظر إلى مصادر العمليّة التعليميّة باعتبار الكتاب المدرسيّ مرجعًا للمادّة الأساسيّة، مع ضرورة التركيز على أهمّيّة المعلّم نفسه وخبراته ومعرفته. وأشارت إلى ضرورة تعاون المعلّمين معًا من أجل تبادل الأفكار والخبرات لتخطيط جماعيّ غنيّ. ثم نوّهت بضرورة الاستفادة من الموارد الحياتيّة التي تساعد في العمليّة التعليميّة، من دون تكاليف باهظة. وفي السياق ذاته شدّدت أ. كرم على ضرورة إعطاء المعلّمين المساحة للتجربة والاختبار، مع وجود هدف واضح للمخرجات التعليميّة. وتجربة المعلّمين هذه في التخطيط والتفكير تنتقل بالضرورة إلى الطلبة، ليكون معلّموهم نموذجًا لهم في الإبداع والعمل الجماعيّ.   ما ردود فعل الأهالي عندما يقوم المعلّم باستخدام مصادر أخرى؟ وهل استخدام المصادر المتنوّعة يشكل عبئًا إضافيًّا على المعلّمين؟ داخل أ. عبده حول ردود فعل الأهالي، ووصفها بأنّها كانت إيجابيّة في أغلبها، والشاهد على ذلك أنّ الطلبة بمختلف مستوياتهم، كانوا يفهمون المعلومة بواحدة من المصادر المختلفة على الأقلّ. أمّا من ناحية المجهود الإضافيّ على المعلم، وضَّح أ. عبده أنّ كثيرًا من المعلمين في أيّامنا هذه أصبحوا يؤمنون بأنّ التعلّيم بات يرتكز على الطلبة أكثر من المعلّم. وأكّد على ضرورة الاستثمار بالمعلّم من خلال الورش التعليميّة والدورات التدريبيّة القادرة على خلق تغيير في عقليّة المعلّمين وطريقة تفكيرهم نحو طرق التدريس.   كيف يمكن أن تشجّع الإدارات المدرسيّة المعلّمين على استخدام المصادر المتنوّعة؟ داخلت أ. الجبالي حول ضرورة العودة إلى صنّاع المناهج في هذا الموضوع، قبل الإدارات المدرسيّة. فهؤلاء الصنّاع ينتمون بالتأكيد إلى أيديولوجيّات وسياسات محدّدة، يرغبون في إدراجها ضمن هذه المناهج. وهذه السياسات تنعكس على مخرجات التعليم بطبيعة الحال. ويجب أن يتبنّى صنّاع القرار اتّجاهات معيّنة، مثل تطوير المناهج وتخطيط البرامج التربويّة والاهتمام بالعاملين في قطاع التعلّيم والعمل على نماء المعلّم ذاتيًا ومهنيًا. وهؤلاء العاملين في القطاع التربويّ، يشملون أيضًا القادة التربويّين، من مديري مدارس ومشرفين. وأضافت أنّ الجدير بالذكر هنا، ضرورة التفات أصحاب القرار إلى تقديم الدعم الكافي لفئات الطلبة المختلفة والمتنوّعة، ومراعاة التمايز بينهم، وتوفير الموارد اللازمة. والقصد بالموارد هنا، تلك التي تسّهم في تحسين البيئة التعليميّة الصفّيّة والمجتمعيّة، وتوفير الموازنات الكافية لتدعيم المدارس بالبرامج اللامنهجيّة التي تساعد في تفعيل الطلّاب حركيًّا واجتماعيًّا. وأشارت أ. جبالي إلى أنّ تمكين كلّ عنصر في هذه المنظومة المتكاملة، يساعد في تجذير الرؤية لتصبح نمط حياة مدرسيّ كامل ومتكامل. من هنا، يجب أن يكون تصميم المناهج على يد صنّاع القرار بروح الرؤية التكامليّة للمنظومة، وأن تدور محاور هذه المناهج حول الأنشطة التفاعليّة بين الطلّاب أنفسهم، وبين الطلّاب ومعلّميهم والمجتمع، وهنا، يكون المعلّم مرشدًا وموجهًا ووسيطًا للمعلومة، وليس مجرّد ملّقن لها. ويكون الطالب فاعلًا، ونشطًا ومتعلّمًا ذاتيًّا ومستقلًّا. وذكرت أ. الجبالي أمثلة على مجموعة من الدول التي لا تعتمد على الكتب المدرسيّة، وإنّما تصمّم مناهج بمحتوى ومضامين تراعي الفئات العمريّة، وخصوصًا في المراحل الأساسيّة، لكنها تهتمّ بتدريب المعلّمين وتأهيلهم على كيفيّة تمرير هذه المناهج. ومن هذه الدول نيوزلندا التي تعتمد مصادر متنوّعة للمعلومات، ويُمكَّن الطلاب فيها من البحث عن هذه المصادر واستقصاء المعلومات بالاعتماد على أساليب تعليم غير نمطيّة، بحيث تسهّل على الطالب تشبيك المعلومات في حياته اليوميّة، وكذلك الحال في بريطانيا. أمّا في فنلندا، فلا يمسك الطالب القلم قبل عامه التاسع، قبل ذلك يُحضَّر عاطفيًّا واجتماعيًّا بأنشطة حركيّة داخل المدرسة وخارجها. وفي سان دييغو، هناك مدارس لا تستخدم الكتب أبدًا، وتعتمد منهاجًا خاصًّا يتمحور حول العدل الاجتماعيّ وتكافؤ الفرص لكلّ طالب. ويُدرّب العاملون في هذه المدارس على كيفيّة تصميم مضامين هذه المناهج وتمريرها للطلبة، بتدريب من الإدارات التربويّة التي تعتمد على هذه الرؤية، والتي تُصمّم برامج تعتمد أسس النماء الذاتيّ والمهنيّ للعاملين في الميادين التربويّة، بحيث يُمكَّنون من الابتكار والخروج عن النمطيّة، وهذا يقع على عاتق أصحاب القرار. عندما يكون أصحاب القرار هم القاهرين والمعلّمون المقهورين، حتمًا الكتاب سيكون آلة للقهر، فيصير الرهان على المعلّمين والمعلمات، وعلى ابتكارهم وإبداعهم الذاتيّ مع طلّابهم.   أسئلة الجمهور - إلى أي مدى يمكن للذكاء الاصطناعيّ إلغاء الكتب المدرسيّة؟ أجابت أ. معلوف عن هذا السؤال بالتفرقة بدايةً بين الدول التي تستعمل الكتاب المدرسيّ، والمدارس الخاصّة التي تستعمل الكتاب المدرسيّ. فمن ناحية الدول، استعمال الكتب وتوزيعها أسهل بكثير من ناحية التكاليف والتخطيط من استخدام الذكاء الاصطناعيّ. وإذا أردنا استخدام الذكاء الاصطناعيّ، يجب التأكّد من أنّ التكنولوجيا تصل إلى كلّ التلاميذ؛ فعلى سبيل المثال، في وقت جائحة كوفيد 19، لاحظنا أنّ العديد من التلاميذ والمناطق يفتقرون إلى وجودها. وحتّى الذين تتوفّر عندهم التكنولوجيا، لا يتمتعون بالضرورة بالتفكير النقديّ والإبداع لاستعمالها بشكل سليم، فمن دون تفكير نقديّ، لا يختلف الذكاء الاصطناعيّ عن الكتاب. يجب التفكير بالذكاء الاصطناعيّ بكونه مصدرًا يمكن استعماله. وأيّ مصدر نستخدمه، يجب أن نمتلك التفكير النقديّ عند استعماله. وفي الموضوع، أشار أ. عبده إلى أنّ الثابت الوحيد في هذا الكون هو التغيير، ولا بدّ من إيجاد طرق مختلفة خارج الصندوق للقدرة على الاستمرار. وفي ما يتعلّق بالذكاء الاصطناعيّ، لا يمكن أن يحلّ مكان الكتاب، وهو سيكون جزءًا من الأدوات المساعدة. وإذا كان المعلم يركّز على المهارات وليس على المحتوى، هنا نصنع الفرق. من ناحيتها، اتّفقت أ.  كرم مع أ. عبده في ما يخصّ مسؤوليّة المعلّم في التركيز على المهارات التي يمكن أن تعلّم بكافة الطرق، لا أن يركّز فقط على إيجادها في الكتاب المدرسيّ، مع وجود حالة تعلّم دائم بين المعلّم والمتعلّمين، حتى تُطوّر عمليّة التعلّم. وقبل ختام الندوة أشارت أ. الجبالي إلى ضرورة تطوير الكتاب وتخطيطه وتصميمه بطرائق مختلفة، تُقدّم إلى الطالب استراتيجيّات تعلّم مختلفة تساعده على توسيع مداركه، مع الاستعانة بكلّ مصدر يمكن أن يعطي المعلومة. والرهان هنا على العاملين في الميادين التربويّة بالحفاظ على الإبداع والابتكار.  من جهتها، أكّدت أ. معلوف على أنّ المعلّم هو من يقرّر الطريقة التي يستخدم بها الأستاذ الكتاب، فهو من يمتلك القدرة على مساعدة التلميذ في التفكير، ومن واجبه التفكير في الجانبين الحسيّ والعاطفيّ، وتقديم التفكير النقديّ والابتكاريّ، واستعمال استنتاجات تساعد على التفكير، إلى جانب استعمال الكتاب.   في خِتام الندوة، شكرَ المُشاركات والمُشاركين على مداخلاتهم المهمّة، والجمهور على تفاعله واستفساره. ودعا إلى أن تشكّل الندوة أساسًا لاتّخاذ خطوات فعليّة وعمليّة لتطوير مصادر التعلّم المختلفة.

ندوة: التنمّر في الحياة المدرسيّة.. أسباب ونتائج ومعالجات

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بعنوان "التنمّر في الحياة المدرسيّة: أسباب ونتائج ومعالجات". وركّزت على محاور مختلفة، هي: 1. التنمّر في المدارس- المفهومات والأسباب 2. تأثيرات التنمّر في الطلّاب والمجتمع المدرسيّ 3. في مواجهة التنمّر   استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هم: د. جالا رزق، محاضرة وباحثة في علم النفس الإكلينيكيّ في جامعة غلاسكو، فلسطين؛ أ. أميرة فهمي، مساعدة مدير عام مجموعة مدارس أوازيس الدوليّة، مصر؛ أ. أنضوني عطالله هنديلة، مرشد في المرحلة المتوسّطة في مدرسة الأهليّة والمُطران، الأردن؛ أ. شادي عمّاري، مشرف الإرشاد المدرسيّ في الأكاديميّة العربيّة الدوليّة، قطر/ الأردنّ. أدار الندوة د. مروان حسن، كاتب ومؤلّف متخصّص في مجال التربية والعلوم الاجتماعيّة، وعضو هيئة تحرير مجلّة منهجيّات. استهلّ د. حسن الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثرية والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعا جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأوّل: التنمّر في المدارس- المفهومات والأسباب قدّم د. حسن للمحور بأنّ هُناك خلطًا للمفاهيم في أوساط الأهالي والمعلّمين والطلبة، بين التنمّر ظاهرةً مُحدّدة وسلوك عدوانيّ بين الطلّاب. يؤثّر هذا الخلط في حلّ المشكلة الموجودة، ما يؤدّي إلى طرح حلول أقلّ فعّاليّة لحلّها، ومن هُنا، طرح د. حسن سؤالًا تأطيريًّا للمحور، هو:   ما مفهوم التنمّر في المدارس؟ وكيف يمكن تميّيز التنمّر عن السلوك العدوانيّ بين الطلّاب؟ قدّمت د. رزق تعريفًا للتنمّر على أنّه "الأذى المُتكرّر والمُتعمّد لشخص أو مجموعة، أو من قِبل شخص أو مجموعة، حيثُ تعرّف العلاقة باختلال توازنيّ في القوى". وأشارت إلى أنّ التنمّر قد يكون جسديًّا أو لفظيًّا أو نفسيًّا، وقد يحدث وجهًا لوجه، أو عبر الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ. وأطّرت العناصر الأساسيّة لمفهوم التنمّر على أنّها التكرار، والنيّة المتعمّدة، والاختلال في توازن القوى. ومن هذا المنطلق، تطرّقت د. رزق إلى ضرورة الاعتماد على هذه العناصر للتفريق بين سلوك تنمّر أو سلوك غير تنمّر، فالتدخّل المُناسب مبنيّ على تحديد السلوك وتأطيره. وأضافت أنّه لا يمكننا اعتبار أيّ سلوك غير مرغوب بهِ أو عدوانيّ تنمّرًا. وفي الوقت نفسه، على المجتمع المدرسيّ أن يكون حذرًا وأن يتعامل مع التنمّر، كون تجاهل التعامل مع التنمّر يعزّز وجوده وانتشاره. وعند النظر إلى العناصر الأساسيّة المذكورة، نرى أنّ تكرار السلوك مهمّ، فلا نعتبر، مثلًا، خلافًا بين أصدقاء سببه اختلاف وجهات نظر تنمّرًا. وكذلك، هناك عنصر الاختلال في توازن القوى في العلاقات، على سبيل المثال، قد يكون هذا الاختلال بين طلبة من أعمار أو أحجام مختلفة، وقد يقع ضمن أشكال أُخرى أكثر صعوبةً في تحديدها وتمييزها، مثل الطلبة الذين يعانون صعوبات تعلّميّة أو احتياجات خاصّة، وهذا قد يخلق اختلالًا في توازن القوى. وذكرت مواقف مختلفة للتمييز بين السلوك غير مقبول، والتنمّر أخذًا بعين الاعتبار العناصر الأساسيّة المذكورة إطارًا مُعرّفًا للتنمّر، وتمييزه عن سلوكيّات أُخرى.   ما أنواع التنمّر الشائعة التي نراها في المدارس؟ وما أشكاله؟ أجابت أ. فهمي أنّ المتنمّر شخص عانى خللًا في التربية أو في البيئة التي نشأ ضمنها. وأشارت إلى أنّ سلوك التنمّر يعودُ إلى أسباب مختلفة، منها الاختلال في التوازن، أو الرغبة بلفت الانتباه، أو الانتقام، أو الشعور بالعجز. ومن هُنا، يختار المُتنمّر أن يُمارس سلوكه بناءً على الاختلاف في المظهر أو الجنس أو العمر أو الديانة أو الجنسيّة أو الحالة الاجتماعيّة، أو ممّن لديهم مشاكل صحّيّة أو إعاقات، ويكون هذا السلوك مدفوعًا برغبة في إظهار القوّة وفرضها عبر اختيار أشخاص محدّدين لإشعارهم بنقطة العجز عندهم. وقد يكون التنمّر نتيجةً لإحساس بالغيرة من المتفوّقين أو الموهوبين، أو المنطوين والخجولين، أو وافدين جدد إلى بلد جديد أو مدرسة جديدة. ولفتت أ. فهمي الانتباه إلى أنّ التنمّر قد يمتدّ إلى مختلف فئات المجتمع المدرسيّ، فقد يُمارس من قِبل طالب تجاه معلّم، أو من معلّم تِجاه طالب. وذكرت أشكال التنمّر، فمنها تنمّر بدنيّ أو لفظيّ أو اجتماعيّ أو نفسيّ أو إلكترونيّ.   هُنا، أشار د. حسن إلى أنّ سلوك التنمّر دخيل على الطلّاب، وطرح سؤالًا: ما العوامل النفسيّة والاجتماعيّة التي قد تدفع الطالب إلى التنمّر على زملائه؟ تحدّث أ. عمّاري حول أنّ الأطفال أو الطلبة يُمارسون التنمّر لاعتقادهم بأنّه وسيلة فعّالة للحصول على ما يريدون، أو لعدم تفهّمهم مشاعر الآخرين، أو لإثبات الهيمنة الاجتماعيّة. ومع مرور الوقت، يصبح التنمّر حالة غير صحّيّة وغير تكيّفيّة بشكلٍ متزايد. وأشار إلى أنّ عدم التعامل مع السلوك العدوانيّ عند الأطفال بطريقةٍ سليمة، يفشل الأطفال لاحقًا في تطوير كوابح داخليّة لسلوكيّات عدوانيّة، فتصبح نمطًا أو أسلوبًا دائمًا. وفي مداخلته حول العوامل، ذكر أ. عمّاري أنّ العوامل الاجتماعيّة، كنقص المهارات، أو المنافسة الاجتماعيّة غير السويّة، أو الرغبة في السيطرة على الآخرين، كلّها أسباب تدفع الطالب إلى التنمّر على زملائهِ. وأضاف أنّ ضغوطات الأقران، كون الأطفال في سنّ المدرسة يتعرّضون إلى ضغوطات كبيرة ليظهروا بمظهر مرغوب لدى أقرانهم، واعتقادهم بأنّهم إن لم يُمارسوا التنمّر سيصبحون ضحيّة لهُ في ما بعد. وأشار إلى مجموعة عوامل عائليّة أُخرى، مثل سوء المعاملة أو الإهمال أو الطلاق؛ فالتنمّر طريقة الأطفال للتعبير عن غضبٍ مكبوت أحيانًا، أو عدم تقديم الأهل الدعم العاطفيّ والتواصليّ المُناسب إليهم. كما ذكر مجموعة عوامل نفسيّة - عاطفيّة، كتدنّي احترام/ اعتبار الذات، أو تضخّم لاحترام/ اعتبار الذات تصل بالفرد إلى الغرور والتعالي، وعدم إحاطة الطفل ولفت انتباهه إلى أهمّيّة التعاطف ومراعاة مشاعر الآخرين، إلى جانب أنّ التنمّر قد يكون نتيجة رغبة بإظهار الذات أو الغيرة، والتي تُنتج فروقات قوّة متخيّلة غير واقعيّة. وتحدّث أ. عمّاري حول دراسات تُشير إلى مشاكل سلوكيّة، مثل فرط الحركة، أو نقص الانتباه، على أنّ الأعراض المُبكرة قد تكون مرتبطة بالتنمّر نتيجةً. وذكر أ. عمّاري أنّ العوامل المدرسيّة مهمّة في هذا السياق، وشدّد على أهمّيّة معالجة السلوكيّات العدوانيّة مُعالجةً سليمة من أجل تجنّب الأثر والضرر الناتج عنها على المُتنمِّر والمُتنمَّر عليه. كما تحدّث عن الإعلام والثقافة المجتمعيّة على أساس أنّها عوامل مُسبّبة للتنمّر، فالأفلام العنيفة، وبعض الألعاب الإلكترونيّة، قد يكون لها دور في التأثير في سلوك بعض الطلبة ليصبحوا متنمّرين. وأشار أ. عمّاري إلى أنّ المتنمّر غالبًا ما يكون شخصًا ضعيفًا، يشعر بتدنّي أو تضخّم في اعتبار الذات، وهو بحاجة إلى دعم ومساعدة بشكلٍ حقيقيّ. واختتم أ. عمّاري بالإشارة إلى عدم وجود سبب وحيد يفسّر حدوث التنمّر، إذ يمكن أن يكون الطفل/ الطالب مُتنمّرًا لأسباب عديدة ومختلفة.   كيف تسهم بيئة المدرسة والثقافة المجتمعيّة في انتشار ظاهرة التنمّر؟ داخل أ. هنديلة حول أهمّيّة النظر إلى بيئة المدرسة والثقافة المُجتمعيّة كأساسين للتأثير في شخصيّة الطفل/ الطالب. فأشار إلى أهمّيّة النظر إلى بيئة المدرسة، والتي لها دور هامّ بالشراكة مع الأهل في الحدّ من ظاهرة التنمّر، من مناحٍ مختلفة: الأوّل وقائيّ، فمن المهم أن يكون للمدرسة قيم واضحة، كالاحترام وتقبّل الآخر، ورفع الوعي بهذه القيم، وهذه مهمّة لجميع أعضاء المجتمع المدرسيّ لحماية هذه القيم، وتطبيقها من خلال الأنشطة والمناهج، وفي الوقت نفسه، إيمان الأهل بهذه القيم وتطبيقها في البيت. والثاني تطبيق حصص تعلّم المهارات الاجتماعيّة الانفعاليّة، وهي مهارات متكاملة عبر السنوات، تهدف إلى رفع الوعي النفسيّ والاجتماعيّ للطلّاب، وتساعدهم على فهم التنمّر، وإيجاد حلول لمواجهة التنمّر، وأيضًا معرفة الوِجهة التي عليه أن يلجأ لها في حال احتاج إلى تدخّل. بالإضافة إلى أنّ هذه المهارات تُساعد الطالب على التعرّف إلى مشاعرهِ ووضع حدود شخصيّة ويحترمها، ما يُشكّل بمجملهِ أساسًا لبيئة مدرسيّة آمنة. والثالث تسليط الضوء على رفع مستويات تقدير الذات، من خلال مساعدة الطلبة على اكتشاف مواهبهم، وهذا دورٌ أساسيّ للأهل كذلك. ومن منحى آخر، رفع مستوى تقدير الذات للطالب يُساعده عند التعرّض إلى موقف تنمّر، على أن يتعامل مع هذا الموقف بكفاءة، من دون أن يقلّل هذا الموقف من تقديرهِ لذاته. وأضاف أ. هنديلة أنّه من المهم أن تتوفّر لدى المدرسة سياسة واضحة للضبط المدرسيّ، ما توفّر بُعدًا وقائيًّا تنظيميًّا لحياة الطلبة في المدرسة، وتساعد الطالب على معرفة التفاعلات الاجتماعيّة المقبولة في المدرسة، وتمييزها عن تلك غير المقبولة. وفي الوقت نفسه، للسياسة بُعدٌ يُساعد في تدخّل كوادر المدرسة عند وقوع سلوك تنمّر، للمحافظة على بيئة آمنة للطلّاب. وأمّا عن الثقافة المجتمعيّة، فسلّط أ. هنديلة الضوء على نقطة مهمّة في المجتمع العربيّ، وهي تطبيع المزاح القاسي، ما يقلّل من شأن الشكوى بخصوص هذا المزاح مثلًا، ما يحدّ، كذلك، من التعبير عن المشاعر والمواقف التي يتعرّض إليها الطلبة. وأشارَ إلى أزمة أمام المشكلة التعبيريّة عند الذكور، ما يحدّ من تعبيرهم عن مواقف تعرّضوا فيها إلى تنمّر، كونها وفقًا لصورة مجتمعيّة، تُقلّل من "رجوليّة" الطالب، وفيها اعتراف ضمنيّ بالضعف، وهذا أمرٌ خطأ.   المحور الثاني: تأثيرات التنمّر في الطلّاب والمجتمع المدرسيّ افتتح د. حسن المحور بالإشارة إلى أنّ ظاهرة التنمّر لا تؤثّر في الفرد وحسب، إنّما يمتدّ هذا التأثير ليشكّل تهديدًا للمُجتمع المدرسيّ بأكمله، وهو ما يثير عدّة تساؤلات، منها: من الفئات الأكثر عرضة إلى التنمّر في مدارسنا في العالم العربيّ؟ أكّدت د. رزق أنّ الحديث عن الفئة الأكثر تعرّضًا إلى التنمّر يهدف إلى تمكين الكادر التربويّ من حماية هذه الفئة، لتصبح البيئة المدرسيّة بيئة دامجة وشاملة وآمنة لجميع الطلّاب وقدراتهم. كما يهدف الحديث عن الفئات إلى رفع الوعي حولهم والانتباه إليهم، ولا يأتي ضمن إطار التعميم. ووفقًا للدراسات والخبرات، هناك فئات من الطلّاب يتعرّضون إلى التنمّر أكثر من غيرهم، وهم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصّة، أو الذين يعانون اضطرابات النموّ العصبي، مثل التوحّد، واضطراب نقص الانتباه، أو فرط الحركة (ADHD). وهنالك أبحاث طويلة المدى، يتابع فيها الباحثون تطوّر الطلّاب على مدى سنوات، تؤكّد أنّ شدّة هذه الاضطرابات تزيد من عرضة الطلّاب للتنمّر والصعوبات الاجتماعيّة. وأشارت د. رزق إلى أنّ الأبحاث تدرس أسباب عرضة هذه الفئات، وما العوامل المؤثّرة في تعرّضهم إلى التنمّر، وكيف تُمكننا مساعدتهم من خلال هذه العوامل، ومنها نقص الثقة بالنفس، وصعوبة التحكّم بالعواطف والسلوك، وصعوبات في المهارات الاجتماعيّة. هذه العوامل، والتي قد تُؤدّي إلى أن يكون الطالب مُتنمرًّا أو مُتنمَّرًا عليه، تقودُ إلى اختلال توازن القوى في العلاقات الاجتماعيّة. وأضافت د. جالا، أنّه على المجتمع المدرسيّ الانتباه إلى فئات الطلّاب الذين يتعرّضون إلى عُنف في منازلهم، أو إلى الطلبة اللاجئين، أو طلبة يعانون أوضاعًا اقتصاديّة صعبة، وهُنا تؤدّي هذه الاختلافات إلى حدوث التنمّر بناءً على الاختلاف. وهُنا، أكّدت د. جالا على أهمّيّة تحديد هذه العوامل ومناقشتها بين المعلّمات والمعلّمين، كون هذا التحديد والنقاش سيساعد في توفير دعم للطلّاب، وتدخّلات مختلفة لمعالجة سليمة وصحّيّة للظاهرة، عبر نمذجة سلوكيّات تعاطفيّة وترحيبيّة وتقبّليّة، تُسهم في تعزيز بيئة آمنة تحترم الجميع.   كيف يمكن أن يؤثّر التنمّر في الطالب الذي يتعرّض إليه؟ أشارت أ. فهمي إلى مجموعة آثار يُسبّبها التنمّر، وهي: - آثار نفسيّة، مثل القلق والاكتئاب، والشعور بالعجز وفقدان الثقة، وهو ما قد يؤدّي إلى تدهور الصحّة العقليّة والانطواء الاجتماعيّ، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى الانتحار. - آثار اجتماعيّة، مثل العزلة، وصعوبة التواصل مع الآخرين، وتدهور العلاقات الاجتماعيّة. - آثار أكاديميّة، مثل التوتّر والتشتّت الذهنيّ، وضعف التركيز، وانعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة. - آثار جسديّة: ندبات وجروح طويلة الأمد. وشاركت فكرة، هي احتماليّة أن يكون التنمّر مصدرًا لطاقة إيجابيّة تدفع إلى الأمام، وذكرت أمثلةً مختلفة من شخصيّات اعتبرتها ناجحة، تعرّضت إلى التنمّر، مُشيرةً إلى ضرورة معالجة من يتعرّض إلى التنمّر من خلال تحويل الإحساس بالذات إلى قوّة تدفع إلى الأمام. ما الآثار النفسيّة والاجتماعيّة التي يسبّبها التنمّر في الطلّاب المتنمّرين أنفسهم؟ وذكر أ. عمّاري مجموعة آثار على الطلبة المُتنمّرين أنفسهم: - صعوبة في التنظيم العاطفيّ، والتحكّم في الغضب. وقد تتصاعد هذه السلوكيّات العدوانيّة، إن لم تُعالج، إلى أفعال مُعادية للمُجتمع، مثل الإيذاء الجماعيّ، أو تخريب المُمتلكات العامّة، أو إشعال الحرائق، أو إيذاء الحيوانات. - قد يصيرون أكثر عُرضة لمشاكل الصحّة النفسيّة، مثل الاضطرابات أو القلق. - قد يصيرون أكثر عُرضة إلى مواجهة المشاكل القانونيّة والإدانات الجنائيّة، نتيجةً لمُمارسات مختلفة، مثل تعاطي المخدّرات. - صعوبات في تكوين علاقات صحّيّة حالية، وفي المُستقبل قد تتطوّر إلى إساءات وعنف تِجاه الشريك. - نتيجةً لسلوكيّاتهم، تُمارَس عليهم سياسات عزل وإقصاء من الطلبة، ما يؤثّر في حالتهم الشعوريّة تجاه المدرسة، والسعي للتسرّب منها. - قد يواجهون فشلًا في الاستمرار في الوظائف مُستقبلًا، وعلاقات متوتّرة مع أولياء الأمور. وأشار إلى ضرورة الانتباه إلى سلوك التنمّر، ومعالجته فورًا، لئلّا يتطوّر إلى أشكال وأنماط مختلفة. وأظهرت دراسات المركز الوطنيّ الأمريكيّ، أنّ أي شخص متنمّر أو متنمّر عليه، معرّض لخطر متزايد للإصابة بالاكتئاب. وأكّد على ضرورة تركيز التدخّلات على التعاطف والتفهّم في أثناء المعالجة، وأنّ نمكّنهم من آليّات تكيُّف ومعالجة أيّ مشاكل صحّيّة كامنة.   كيف يؤثر التنمّر في المناخ العام في المدرسة وفي أداء الهيئة التدريسيّة (الطالب – الطالب؛ المعلّم – الطالب؛ الطالب – المعلّم؛ الإدارة – الطالب)؟ استهلّ أ. هنديلة مداخلته بعبارة أنّ التنمّر يؤثّر بشكلٍ سلبيّ في المناخ العام في المدرسة، كون التنمّر يجعل الطلبة غير مرتاحين في المدرسة، ويقلّل من دافعيّتهم إلى التعلّم. هذه النتيجة معاكسة لمعنى المدرسة، فالمدرسة عليها أن توفّر بيئة آمنة، تُشجّع الطلّاب على التجريب، والتعلّم من الخطأ. أمّا عن التنمّر من طالب إلى طالب، فيؤدّي إلى جعل المدرسة مكانًا غير مُريح للطلبة المُتنمَّر عليهم، ويُشعرهم بالاغتراب. ومن معلّم إلى طالب، والذي قد يأخذ شكل تواصل غير مهنيّ ومدروس، وهو نوع خطير جدًّا لأنّ للمعلّم سُلطة تجعل من الطلّاب يتّخذونهُ قدوةً. كما إنّ المعلّم هو المَرجِع عند تعرّض الطالب إلى مثل هذي المواقف. وأشارَ أ. هنديلة إلى التنمّر من الطالب إلى المعلّم، مُتطرّقًا إلى الدور المهمّ الذي على المدرسة تأديته في اختيار المعلّم، وتمكينه من أجل التعامل بطريقة مهنيّة مع هكذا مواقف، وعدم التهاون مع الإساءة إلى المعلّم. وأمّا عن تنمّر من الإدارة إلى الطالب، فعلى الإدارة أن تكون بابًا مفتوحًا من أجل بناء علاقة سليمة بين عناصر مجتمع المدرسة.   المحور الثالث: في مواجهة التنمّر أشار د. حسن إلى أنّ مواجهة التنمّر بحاجة إلى تضافر جهود، واستراتيجيّات واضحة تحمي الطلّاب، وتعزّز بيئة تعليميّة آمنة. وطرح أوّل أسئلة المحور:  ما الخطوات التي يجب على الإدارة المدرسيّة اتّخاذها للتصدّي لظاهرة التنمّر؟ داخلت أ. فهمي حول مجموعة إجراءات، على المدرسة اتّخاذها للتصدّي لظاهرة التنمّر، وبناء مساحة آمنة للطلبة، وهي: 1. التعليم والتوعية - تعريف الطلبة إلى مفهوم التنمّر وأهمّيّة المساحة الشخصيّة التي لا يجوز اختراقها. - توعية الطلبة إلى أهمّيّة اللطف والتعاطف والاحترام من خلال الأنشطة وتبادل الأدوار. - تعليم الطلّاب كيفيّة حلّ النزاعات سلميًّا. - تنظيم حملات توعية ممتدّة متزامنة للمجتمع المدرسيّ بكلّ مركّباته. 2. سياسات واضحة   - وضع قواعد وعواقب لمكافحة التنمّر. - وضع سياسات واضحة لدمج الطلّاب الجدد والأجانب والموهوبين. - وضع سياسات واضحة لمتابعة الصحّة النفسيّة للطلّاب الذين تمّ التنمُّر عليهم، وذلك من خلال الاختصاصيّين النفسيّين في المدرسة، بالتعاون مع المعلّمين وأولياء الأمور. - تحليل سلوك الطالب المُتنمِّر للوصول إلى الدافع وراء السلوك.   3. بيئة داعمة - إنشاء مساحة آمنة حيث يُمكن للطلّاب الإبلاغ عن التنمُّر من دون خوف. وتحديد معلّم داعم/ مرجعيّ، يختاره الطالب بحرّيّة ويثق في اللجوء إليه وقت الحاجة. 4. تشجيع التواصل المفتوح - تشجيع الطلّاب وتدريبهم على التعبير، إذا تعرّضوا أو شاهدوا سلوك تنمّر.   كما شاركت أ. فهمي ظاهرةً، هي معالجة المعلّمين مشاكل الطلّاب بأنفسهم، وبالتالي عدم توفير فرصة لتدريب الطلّاب على التفكير، وحلّ المشكلات والتعاون معًا. وأشارت إلى ضرورة تشجيع الطلّاب وتدريبهم على التحدّث والتعبير المفتوح والمشاركة، وأشارت إلى استراتيجيّة محدّدة، هي: اجتماع الفصل - يعتبر أداةً من أدوات الانضباط الإيجابيّ لتدريب الطلّاب على التواصل وحلّ المشكلات. - وتخصّص له حصّة ثابتة أسبوعيًّا. - يديره الطلّاب ويكون المعلّم عضوًا من أعضاء الاجتماع، مثل الطالب. - له خطوات ثابتة. - له أدوات خاصّة به: أداة التحدّث؛ أجندة الأعمال؛ صندوق المشكلات. - توكل المسؤوليّات إلى الطلبة: قائد الاجتماع؛ الميسّر؛ مسؤول الوقت؛ الكاتب. وأشارت إلى أنّ دور هذا الاجتماع مهمّ في تعليم الطلّاب ملاحظة الجوانب الإيجابيّة في بعضهم، وتعزيز الروابط بين الطلّاب والمعلّمين، ورفع شعورهم بالانتماء، وتشجيعهم على التعبير عن المشاكل التي تواجههم، وبالتالي، المساعدة على حلّ المشكلات على جوّ من الاحترام الإيجابيّ.   كيف للمعلّمين أن يؤدّوا دورًا فعّالًا في رصد حالات التنمّر والتدخّل للحدّ منها؟ تحدّث أ. هنديلة أنّ دور المعلّم هو الأساسيّ في رصد الحالات، كونه المتفاعل الأوّل مع الطلّاب. ومن هُنا، من الضروريّ على المعلّم فهم إطار مفهوم التنمّر، والمحاور المذكورة من قِبل د. رزق تمهيدًا لعمليّة الرصد والمعالجة. كما عليه التعرّف إلى أنواع التنمّر، والانتباه إلى هذه الأنواع، كما إلى تكرار سلوك التنمّر وشدّته. كما أشار أ. هنديلة إلى ضرورة متابعة المعلّم النماء العاطفيّ والاجتماعيّ للطلبة، وإن لم توفّر الإدارة ذلك، على المعلّم أن يبحث ويطوّر من نفسه في هذا المجال. وقدّمَ شُكرًا لمنهجيّات كونها توفّر عددًا كبيرًا من المصادر بشكلٍ مجّانيّ ومفتوح. وداخل أ. هنديلة حول أهمّيّة الحديث مع الضحية، وتشجيعه على التعبير بأمان، من أجل أن تكون المدرسة مكانًا مريحًا له. وحتّى إن لم توفّر المدرسة سياسةً واضحة، على المعلّم إشراك الإدارة المدرسيّة، وتوجيهاتهم، والمبادرة إلى بناء سياسة استباقيّة إرشاديّة توجيهيّة لمساعدة المعلّمات والمعلّمين على التعامل مع هكذا مواقف، ورفع وعيهم لما يقع تحت التنمّر ويحتاج إلى تدخّل ومعالجة. كذلك، أهمّيّة الحديث مع المُتنمِّر لمساعدته ودعمه لتغيير السلوك إلى الأفضل. وفي الوقت نفسه، من الضروريّ إشراك أولياء الأمور، فهم ركن أساسيّ في معالجة المشكلة بالشراكة مع المدرسة.   هل من الممّكن أن يؤدّي أولياء الأمور دورًا في التصدّي إلى التنمّر؟ وكيف يُمكن للمدرسة التنسيق معهم لتحقيق ذلك؟ أكّدت د. رزق على أهمّيّة دور أولياء الأمور في التصدّي للتنمّر، فبإمكانهم تقديم المساعدة في تحديد سلوك التنمُّر ومراقبته. وهم شركاء نستطيع الاستعانة بهم لتعزيز استراتيجيّات التصدّي للتنمّر مع الأطفال في المنزل. وأشارت إلى أكثر من جانب تجعل من الأهل شركاء للمدرسة، منها: 1. إشراك الأهل ببناء سياسة المدرسة للتصدّي لظاهرة التنمّر. - من المهمّ اعتبار الأهل شركاء أساسيّين للحدّ من ظاهرة التنمّر. - تشكيل لجنة مدرسيّة تهتمّ بشؤون التنمّر ومعالجته، هذه اللجنة تشمل معلّمات ومعلّمين وأهل، وبالتالي يكون لهم دور أساسيّ في السياسة، وتطبيقها. - أن تعقد المدرسة مجموعة فعاليّات لتساعد أولياء الأمور على مراقبة سلوكيّات أبنائهم، وتقويّ قنوات التواصل بين المدرسة والأهل. 2. من المهمّ إبلاغ الأهل عند تعرّض الطالب إلى التنمّر، أو مشاركته في فعل تنمّر. ومن المهم أن يشعر الأهل أنّ المدرسة تعمل معهم، وستساعدهم في معالجة المشكلة. وشاركت د. جالا، في هذا السياق، مجموعة نصائح رئيسيّة مُحدّدة من تحالف مكافحة التنمّر، حول كيفيّة التعامل مع الأهل: 1. التعامل مع أهل الأطفال الذين يظهرون سلوك تنمّر - تجنّب وصف الطالب بالمتنمّر، ووصف السلوك، وإبداء الرغبة والشراكة لمعالجة هذا السلوك. - إعطاء الأهل مساحة تعبيريّة وافية. - التأكيد للأهل على صعوبة الموقف، والالتزام بإيجاد حلول لتحسين الوضع للجميع. - الوضوح بشأن سياسات المدرسة وتوقّعاتها، وتوضيح آليّات التعامل. 2. التعامل مع أهل الأطفال المتعرّضين للتنمّر - فتح المجال للإبلاغ عن التنمّر، وأخذ الموضوع بجدّيّة. - التأكيد على أنّ الأهل شركاء دائمًا، وسماع وجهات نظر الأهل والأطفال. - المحافظة على تواصل واضح ومستمرّ على أولياء الأمور، وهذا تأكيد ومصداقيّة على شراكة المدرسة.   ما الاستراتيجيّات التي يمكن استخدامها لزيادة الوعي بين المجتمع المدرسيّ (الإدارة – المعلّمين – الطلّاب) وأولياء الأمور حول مخاطر التنمّر وضرورة التكاتف لمكافحته؟ ذكر أ. عمّاري أهمّيّة وجود سياسات، ونشر هذه السياسات وتطبيقها، كسياسة الإرشاد، وسياسة حماية الطفل، والسياسة الإصلاحيّة.  كما أشار إلى أهمّيّة النظر إلى الإشارات المفتاحيّة، كدلائل أوّليّة على احتماليّة حدوث تنمّر، ورفع الوعي للمعالجة المبكرة، أو الوقائيّة. وتحدّث عن ضرورة تركيز الإشراف على بؤر ينتشر فيها الطلبة دون هيكليّة الصفّ، كالكافتيريا، وأماكن اللعب، والذهاب والإياب إلى المدرسة، فغالبًا ما يحصل التنمّر في هذه الأمكنة. ولفت أ. عمّاري النظر إلى الشاهدين على التنمّر، وأهمّيّة تحويل دورهم إلى دور إيجابيّ في إيقاف التنمّر، والدفاع عن المتنمّر عليهم. وعرّج على أهمّيّة عقد أنشطة مدرسيّة، وحملات وفعاليّات، لرفع الوعي بالتنمّر والحدّ من حدوثه، على سبيل المثال عقد مسرحيّات داخليّة بالتعاون مع معلّمي الدراما، والتعهّد بعدم التنمّر والبصمة المُشتركة الملوّنة لهذا التعهّد، وعقد دروس صفّيّة عن التنمّر وآثاره، ونشر توعية للأهل وكيف يكونون جزءًا من تجربة الطفل عبر الإنترنت، وكيف يُشكّل أولياء الأمور قدوة يُحتذى بها من خلال سلوكيّات لطيفة عمليّة، وتضمين موادّ الصحّة النفسيّة في المناهج الدراسيّة. وأضاف أ. عمّاري عن منهج مُعتمد في الأكاديميّة العربيّة الدوليّة في قطر، يقوم على اللطف كمنطلق للتأثير الإيجابيّ في الصحّة النفسيّة، وهو منهج العاطفيّ الاجتماعيّ، من مؤسّسة "أفعال عفويّة لطيفة"، ونالت الأكاديميّة ترخيصًا من هذه المؤسّسة، لمُمارسات مُستمرّة تجعل من اللطف مُمارسة سائدة. يركّز المنهج على ستّة عناصر أساسيّة، هي: احترام الذات والآخرين، والاهتمام بالرعاية والعناية بالذات والتعبير عن الامتنان، والنزاهة والأمانة، والمسؤوليّة والالتزام والانضباط، والشجاعة؛ أن تكون شجاعًا لتكون لطيفًا، والكره والتنمّر أسهل من اللطف والتواضع، والتي بحاجةٍ إلى شجاعة.   أسئلة الجمهور سلوك التنمّر سلوك طبيعيّ، وهو ردّ فعل لسلوك عدوانيّ، وبالتالي هل من المبرّر مُمارسة سلوك التنمّر؟ أجابت د. رزق أنّ التنمّر سلوك منتشر، ولكن هذا لا يعني أنّه سلوك طبيعيّ. أمّا عن كونه ردّ فعل لسلوك عدوانيّ، فهو أمرٌ غير دقيق، كون هناك دراسات كثيرة لا تحدّد أسباب ينطلق منها سلوك التنمّر. وأشارت إلى أنّنا علينا الحدّ سلوك التنمّر، لنتائجه السلبيّة على المدى القصير والطويل. كيف تمكن مواجهة التنمّر عبر الإنترنت، وخصوصًا وسائل التواصل الاجتماعيّ عبر عبارات صعبة أو تعليقات مسيئة على صور؟ أجاب أ. هنديلة أنّ في هذا الجانب الشراكة مهمّة بين المدرسة والأهل، وخصّ الأهل بفترة ما بعد الظهر، كون عليهم تأدية دور توجيهيّ لمسألة الهواتف النقّالة، خصوصًا بين أعمار 12-14، والذين يجب أن يتحمّلوا مسؤوليّة الهاتف النقّال، وإلّا فعلى الأهل سحب هذا الهاتف منهم، حتّى يتعاملوا بكلّ جدّيّة مع وجوده في حياتهم، والحرص على تعبيراتهم المُختلفة.   في الخِتام، قدّم د. حسن تلخيصًا للندوة، التي سلّطت الضوء على قضيّة التنمّر المدرسيّ، بجوانبها المُختلفة. وشكرَ المُشاركات والمُشاركين على مداخلاتهم المهمّة، والجمهور على تفاعله واستفساره. ودعا إلى أن تشكّل الندوة أساسًا لاتّخاذ خطوات فعليّة وعمليّة لمواجهة ظاهرة التنمّر.  

مساحة تعبيريّة مفتوحة للمعلّمين والمختصّين، تتمحور حول عرض أفكار ووجهات نظر نقديّة وأحلام شخصيّة انطلاقًا من تجربة تعليميّة، ولا تتوقّف عند ذلك.

هل كلّ معلّم يعدّ قدوة؟
يعتمدُ تكوين شخصيّة الطالب على عددٍ من العوامل، لا تقتصرُ على ما اكتسب في المنزل. والحقيقة أنّ للمدرسة دورًا لا يمكن إغفاله أو تغييبه، وي... تابع القراءة
من قلب غزّة، رسالتي
في يوم المعلّم الفلسطينيّ، أذكر ذلك اليوم تمامًا، يوم استطعت عقد أولى جلساتي التعليميّة مع الأطفال من حولي في الرابع من تشرين الثاني/ نوف... تابع القراءة

حوار مباشر مع معلّمات ومعلّمين، يتمّ بالإجابة عن مجموعة أسئلة عن الحياة في المدارس، وتجارب مختلفة وتحدّيات يوميّة. كلّ المعلّمين مدعوّون إلى المشاركة في الدردشة لنقل آرائهم ومقارباتهم الخاصّة.

دردشة عالي حمنا- معلّم- المغرب

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ التلميذ يتفاعل إذا أُعطيت له الفرصة لإبداء رأيه، لأنّه إن أحسّ بأنّ حرّيّته مقيّدة، لن يُظهِر كلّ طاقاته، وقد تخبو مع الوقت. أميلُ إلى استراتيجيّة "التعليم الفعّال"، والتي تجعل المتعلّم جزءًا فعّالًا في العمليّة التعليميّة، لا متعلّمًا جامدًا ينتظر المعلومة جاهزة. مكّنت هذه الاستراتيجيّة التلاميذ من المشاركة الفعّالة في عمليّة تعلّمهم، إذ أظهروا نوعًا من الاستقلاليّة والقدرة على البحث عن المعلومة ومشاركتها مع زملائهم.   كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ إدخال التكنولوجيا في التعليم فرض نفسه، وتطبيقات الذكاء الاصطناعيّ أصبحت حديث الجميع. لكنّني أرى أنّ هذه التقنيّات ما هي إلّا وسيلة للتعزيز ومساعدة المدرّس على تيسير المعلومة. كما تتيح للمتعلّم توسيع مداركه من دون انتظار الكثير من الأستاذ. سهّلت التكنولوجيا الوصول إلى المعلومة وبسّطت فهمها، إلّا أنّ إمكانيّة انعزال التلميذ عن محيطه تبقى واردة، إن لم يتدخّل الآباء والمدرّسون للتوجيه.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ اعتقدتُ أنّني كلّما أَطنبتُ في الشرح زادت الاستفادة. لكنّني اكتشفت العكس، فالإطناب يشتّت ذهن المتعلّم. ما قمت به هو أنّني تراجعت عن الاستفاضة في الشرح.   افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ كلّ موضوع يساعد على تنمية قوّة الشخصيّة لدى التلميذ، داخل المدرسة وخارجها، يعتبر موضوعًا هامًّا. أعتقد أنّ موضوع تطوير مهارات التواصل سيكون له أثره، لأنّ ربط الاختبار بيوم الامتحان يبقى محدود الأثر، بينما الاختبار الحقيقيّ يتمثّل بمواقف الحياة اليوميّة. كما أنّ موضوعات تدبير الاختلاف والقدرة على إبداء الرأي لها أهمّيّتها أيضًا.   هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ للتشبيك أهمّيّته بطبيعة الحال، لأنّه يفتح آفاق التعاون. أدعو إلى القيام بلقاءات عن بُعد في البداية، على أن تعقبها زيارات متبادلة وفق برنامج محدّد للوقوف على تجارب الزملاء. فما هو نظريّ ينتهي أثره بسرعة، أمّا الزيارات فيكون فيها الاحتكاك والوقوف على تجارب الآخرين، وهذا يعزّز أثرها واستدامته.   كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ دور أولياء الأمور مُكمّل لدور الأستاذ. لذلك يعجبني ولي الأمر الذي يراقب تطوّر ابنه، ويسألني عن التفاصيل. عكس ذلك الذي يترك مسؤوليّة ابنه كاملة للمدرسة، فهذا الأخير لا نراه إلّا عندما تدعوه الإدارة لاستفساره عن تغيّب ابنه أو تدني مستواه، فيأتي مُلقيًا باللَّوم على المُدرس. غالبًا ما أدعو الأهل عن طريق أبنائهم إلى زيارة المؤسّسة، كلّما سنحت لهم الفرصة. كما أدعوهم إلى لقاء انفراديّ للوقوف على التفاصيل، وأستقبلهم أثناء وقت الخروج أو الدخول أو وقت الاستراحة، وأُعلمهم بأنّ الزيارة أثناء الحصة غير مُحبّبة لديّ.   كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ في مهنة التدريس لا بدّ أن تؤثّر الوظيفة في الصحّة، خصوصًا مع الشرح وكثرة الوقوف على الأقدام. لكن، على المُدرّس أن يبحث عن الأسلوب المناسب له. فأَنْأى عن الخوض في أمور العمل خارج المدرسة، إضافة إلى أنّني اعتدت، غالبًا، على الذهاب إلى المدرسة مشيًا. كما أنّ وقت النوم والاستيقاظ لديّ مُحدّد ولا أحيد عنه إلّا لِمَامًا.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ استراتيجيتي تنبني على تحديد مدّة زمنيّة لكلّ مَهمّة، لأنّ تأثير ذلك سيكون أفضل على المدى البعيد. عكس انتظار اللحظة المناسبة التي قد لا تأتي، أو مواجهة ظروف تحول بيني وبين إنجازها.   اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. بالنسبة إلى الشِّقِّ الأوّل من السؤال، أعتقد أنّني صرت قادرًا، إلى حدٍّ بعيد، على الاستماع إلى أيِّ رَأي كيفما كان، لأنّني أتفاعل مع تلاميذ من مختلف الأوساط، وألتقي بأساتذة من مختلف التخصّصات، وأسمع أراء أولياء الأمور من مختلف البيئات، وأناقش المديرين والمفتّشين من مختلف الدرجات. فتولّدت لدي قدرة الاستماع. في السابق لم تكن لدي قابليّة لذلك. أما ما هو سلبيّ، فيتعلّق بذلك الشعور السلبيّ الذي أُحسُّه حين يعيد أحد تلاميذي السنة الدراسيّة، فأشعر من ذلك بأنّ جهدي ذهب سدًى، وربّما الطريقة التي اعتمدتها معه لم تكن مجدية.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ طرحتُ يومًا سؤالًا، وارتفعت الأصابع للإجابة، وإذا بتلميذة متفوّقة تصرخ عاليًا قائلة: "أبي، أبي". فقلت لها: الحمد لله أنّك لم تقولي "أمّي". ولم أستطع كتم ابتسامتي، فقهقهتْ، وانخرط الجميع في الضحك، ثم عادوا إلى رشدهم بعد هُنيهةٍ.  

زيد الخطيب- معلّم لغة إنجليزيّة- الأردن

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ كان لإضفاء الطابع الشخصيّ دور كبير في تفاعل الطلبة داخل الغرفة الصفّيّة. يمكن تطبيق هذه الاستراتيجيّة من خلال ربط المادّة التعليميّة بحيوات الطلبة، مثل ذكر أسمائهم في الأمثلة، وجعلهم يوظّفون المادّة التعليميّة في سياق حياتيّ. عندما يشعر الطالب أنّ المعرفة مرتبطة بهِ، يُقبل عليها.   كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ منطلقي في ذلك هو النظر إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، على أنّهما وسيلة لا غاية بحدّ ذاتها. لذلك، أستخدمهما بالقدر الذي يحقّق غاية العمليّة التعليميّة، ولا أجعلهما يسيطران على الحصة الصفّيّة. ولا أرى أنّ مجرّد استخدام الوسائل التكنولوجيّة سيحقق الغايات التعليميّة، بل لا بدّ من استخدامها بالطريقة الصحيحة، مقيّدًا بإشراف من المعلّم لحلّ أي مشكلات قد تطرأ، أو تعديل ما نحنُ بحاجةٍ إلى تعديلهِ.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في بداية مسيرتي، كنت أتوقّع التمام والمثاليّة في تعليمي، وكنت لا أصله لاستحالة بلوغ التمام في أيّ شيء، ما أحبطني. ولكن، الآن أقيّد نفسي بتوقّعات منطقيّة. على سبيل المثال، أفرح جدًّا بتقدّم الطالب، ولو كان تقدّمه بسيطًا، ولا أرضى إذا حقّقت النتائج المرجوّة، دون أن تسير الحصّة كما خطّطت لها تمامًا.   افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ تعليم المفاهيم في سياق شامل، بدلًا من عرضها بمعزل عن سائر المفاهيم المرتبطة بها. هذا الموضوع من شأنه أن يخلق التعلّم ذا المعنى المرتبط بحياة الطلّاب. وإذا ما ربطنا النقاط ببعضها فإنّنا سوف ننمّي مهارات التفكير النقديّ والإبداعيّ عند الطلبة.   هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ أرى أنّ لهذا التشبيك أهمّيّة عظيمة لتوليد الأفكار، والتي قد تصل بنا إلى حلول لما يواجهنا من تحديّات. في الوقت نفسه، أرفض مبدأ استيراد الحلول والأفكار من دون مراعاة خصوصيّة السياق الذي تحدث فيه عمليّة التعلّم.   كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ بعض أولياء الأمور يجهلون كيفيّة العمل على تحسين تعلّم أطفالهم مع رغبتهم في ذلك. أقدّم لأولياء الأمور مقترحات وخطوطًا عامّة لدورهم، وأزوّدهم بتغذية راجعة على أداء أبنائهم بالتفصيل من حيث السلوك نحو التعلّم والإنجاز الأكاديميّ.   كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ أحاول قدر الإمكان ترتيب أولويّاتي، ووضع أهداف عقلانيّة في ضوء الأولويّات، وأحاول تطبيقها بعيدًا عن المثاليّة. وأيضًا أحاول أن أفصل بين الحياة العلميّة والشخصيّة.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ أرى دومًا أنّ تقسيم المهمات الكبيرة إلى مهمات أصغر يؤدّي إلى تحقيق المطلوب ضمن جودة مقبولة.   اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. الأثر الإيجابيّ: أصبحت أكثر وعيًا بطبيعة الأفراد وأساليب تفكيرهم وأنماط شخصيّاتهم وحجم تباينها. الأثر السلبيّ: ارتفعت نبرة صوتي أثناء الحوارات اليوميّة.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ كنت أعلّم طلّاب مرحلة رياض الأطفال حرف (E)، وأخبرني أحد الطلّاب أنّ والده اسمه عماد وحرف اليوم هو حرف اسمه. هبّ باقي الطلّاب مندفعين بأسماء آبائهم التي لا تمتّ إلى حرف (E) بصلة.  

هويدا خالد مصطفى- معلّمة لغة عربيّة- لبنان

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ وجدت أنّ استراتيجيّة "توارد المفردات"، هي الأكثر فعّاليّة في غرفة صفّي. تطبّق عند شرح مداخل المحاور التعليميّة، أو شرح نصّ جديد. وتتمّ عن طريق استخراج خمس مفردات من النّصّ ووضعها على اللوّح، ثمّ تنظيم الصّفّ في فرق، والطلب إليهم في ثلاث إلى خمس دقائق، أن يقدّموا أكبر عدد من المفردات أو العبارات التي تواردت إلى أذهانهم عندما يقرؤون هذه المفردات، ثمّ كتابتها على اللّوح. تجاوب طلّابي بحماس بالغ، فكلٌّ يريد أن يعبِّر عمّا يتبادر إلى ذهنه، ومنهم من يطلب الإذن أكثر من مرّة ليعبّر.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ التكنولوجيا عامّة، والذكاء الاصطناعيّ خصوصًا، سيف ذو حدّين، وتحديدًا إذا اعتُمد عليهما بشكل كامل. لذا، فإنّني أعتدل في توظيفهما في مادّتي، لأحافظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؛ فقد أستعين بتطبيق copilot، أو أطلب من المتعلّمين استخدامه من أجل تجميع معلومات حول موضوع معيَّن، بشرط صياغة هذه الأفكار والمعلومات بأسلوبهم الشخصيّ. ولا أقبل الأعمال المتشابهة، بل أعيدها إلى أصحابها للتعديل فيها.    في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في بداية مسيرتي التعليميّة كنت أعطي العلامات بسخاء، وذلك كي أجعل الطلّاب يحبّون المادّة. كما كنت أمنح علامات إضافيّة للطلّاب ذوي السلوك الحسن، ما جعل الطلّاب يهملون الدرس ويعتمدون على السلوك، كونهم ينالون العلامات بدون أيّ مجهود، فتراجع مستواهم في المادّة. طبعًا اكتشفت أنّني أخطأت، وغيّرت من أسلوبي؛ فتوقّفت عن منح علامات إضافيّة إلّا لمن يبذل مجهودًا، أو نشاطًا إضافيًّا في المادّة ويقوم بواجباته الكاملة. وبالنسبة إلى ضبط السلوك، أدخلت الحسم، وأبقيت على المكافأة، ووضعت سقفًا محدَّدًا لزيادة العلامات، أي اعتمدت طريقة الثواب والعقاب.   افترضي أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ الموضوعات المهمّة هي الموضوعات اللّازمة والضروريّة في جعلنا مواكبين علومَ الفترة الراهنة. وأبرز مثال على ذلك، موضوع إدخال الذكاء الاصطناعيّ وتوظيفه في التعليم لتطوير مهارات المعلِّمين التعليميّة، وتعريف الطلبة إلى تطبيقاته ووظائفها وكيفيّة استخدامها، واستثمارها في العمليّة التعليميّة. فلا ننسى أنّ المتعلّمين هم جيل التكنولوجيا، ولا بدّ من محاكاة مهاراتهم لجذبهم وتشويقهم إلى التعلّم.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ التشبيك بمعناه الأصليّ هو البحث الدؤوب عن علاقات، من أجل التعاون لتبادل الخبرات والمعلومات. وهو من المهارات العصريّة، إذ انتهى العمل الفرديّ وحلّ محلّه العمل التعاونيّ. والتشبيك أمرٌ ضروريّ جدًّا لتبادل الخبرات والآراء من أجل حلّ أزمات التعليم في العالم العربيّ. ومن هُنا، أقترح مبادرة إقامة جلسات حوار عبر منصّات، مثل "تيمز" أو "زووم" ، يطرح خلالها المعلّمون المشكلات، ويتبادلون الاقتراحات والآراء.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ بالنسبة إليّ، التواصل مع الأهل من أسس نجاح الطلّاب. وأنا أعتمده، إمّا بالهاتف، أو بحضور الأهل إلى الثانويّة. فأشجّعهم على المشاركة في تعليم أبنائهم، وأُظهِر لهم كم أحدث دورهم فرقًا في تقدّم أبنائهم، وأنَّ الفضل يعود إليهم، وأثني على أبنائهم، وعلى تجاوبهم الإيجابيّ.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ أعطي نفسي وقتًا خاصًّا، فأمارس رياضة المشي، وأهتمّ بعلاقاتي الاجتماعيّة، فأزور بعض الأقرباء، وأتواصل مع الأصدقاء الذين يمدّونني بطاقة إيجابيّة. كما ابتعد عن الأخبار المزعجة التي تسلبني طاقتي وقوّتي. وطبعًا لا أنسى تخصيص وقت للترفيه عن النفس كالقيام بنزهة. والأهمّ من كلّ ذلك، الاهتمام بالجانب الروحيّ كالعبادة والتوكّل على الله.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ عندما تتراكم الأعمال، أوَّلًا أحاول أن أحافظ على هدوئي، ثمّ أتَّبع استراتيجيّة تقديم الأوْلى والأهمّ، فأبدأ بإنجاز العمل الأكثر استعجالًا. وقد أطلب مساعدة ممّن أثق به.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. الأثر الإيجابيّ هو أنّني أحقّق ذاتي وكياني من خلال مهنة التعليم، فأشعر بأنّي أقدّم خدمة إلى الإنسانيّة، وأنّ هناك من ينتظر العون مني لأنوّره وأساعده. إذًا، أنا لست على هامش الحياة. أمّا الأثر السلبيّ، فهو أنّ التعليم وظيفة ليست كالوظائف الأخرى، ينتهي العمل فيها بمجرّد انتهاء الدّوام، فعملي يرافقني إلى بيتي، فتترتب عليّ ساعات عمل إضافيّة قد تكون على حساب عائلتي.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ حدث معي في الصفّ الحادي عشر العلميّ، حيث كنت أمهِّد لشرح مدخل محور "الإنسان والفنّ"، وكنت قد طلبت من المتعلّمين قبل يوم التحضير لهذا المدخل وتحميل أغنية لفيروز على USB. وعندما دخلت الصفّ، تفاجأت بطلّابي يعتمرون الكوفيّات، ويحملون السبحات بأيديهم، ويقفون منتظمين بصفّين مواجهين، وقام أحدهم بتشغيل أغنية "عالعين مولايّتين"، وبدؤوا حلقة الدبكة، ولم يتوقّفوا عن ذلك حتّى انتهت الأغنية. والأمر المستعجب أنّ الناظرة أتت لتطَّلع على مصدر الصوت، فإذا بها أخذت تشجّعهم وتصفّق لهم.  

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين المهتمّين بتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد، حيث تتناول المقالات معظم القضايا المرتبطة بالتربيّة والسلوك والمواقف المختلفة.

الرياضة وسيلةً لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة

تتجاوز فوائد الرياضة الصحّة البدنيّة، إذ تؤدّي دورًا في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، حيث يمكن أن يكون للمشاركة في الرياضة تأثير عميق في صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة. لذلك، يُنصَح الوالدان ومقدّمو رعاية الأطفال بتشجيع الأطفال على الانخراط في الأنشطة الرياضيّة والبدنيّة، وتمكن لهم مساعدة الأطفال على تطوير المهارات الأساسيّة، من أجل الصحّة البدنيّة العامّة والرفاه النفسيّ.    دور الرياضة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة سلّطت الكثير من الأبحاث الأكاديميّة الضوء على الرابط المهمّ بين الرياضة وتحسّن صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة، حيث تؤدّي الرياضة دورًا حاسمًا في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، وتقدِّم الألعاب الرياضيّة مجموعة من الفوائد التي تؤثِّر في صحّة الطفل تأثيرًا إيجابيًّا. في ما يلي بعض النقاط الرئيسة التي توضِّح كيف تساعد الرياضة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة:    تحسين الصحّة العقليّة والرفاه  - النشاط البدنيّ وتعزيز المزاج: تؤدّي ممارسة الرياضة إلى إطلاق الإندورفين. ومن المعروف أنّ الإندروفين من مواد الدماغ الكيميائيّة التي تُحسِّن المزاج؛ ممّا يؤدي إلى زيادة السعادة والاسترخاء.  - تحسين جودة النوم: يمكن أن يؤدّي الانخراط في الألعاب الرياضيّة إلى تحسين جودة نوم الأطفال؛ ممّا يؤدّي إلى أنماط نوم أصحّ، وبالتالي صحّة نفسيّة أكثر إيجابيّة.  - تقليل التوتّر والقلق: يمكن أن تساعد المشاركة في الرياضة الأطفال على إدارة التوتّر والقلق بإطلاق الإندورفين، وهي مواد كيميائيّة طبيعيّة تعزِّز الحالة المزاجيّة.  - تقليل معدّلات الاكتئاب: أظهرت الدراسات أنّ ممارسة الرياضة المعتدلة يمكن أن تقلّل من الاكتئاب، ولا سيّما بين المراهقين، والتي قد توصل إلى ظواهر مقلقة، تصل إلى الانتحار في بعض المجتمعات.  - التنظيم العاطفيّ: يمكن أن تساعد التمارين الرياضيّة الأطفال على تنظيم عواطفهم وإدارة تقلّبات المزاج.  - زيادة احترام الذات والثقة: ترتبط ممارسة الرياضة بتحسين احترام الأطفال والمراهقين ذواتهم والثقة بأنفسهم.  - تفاعل اجتماعيّ أفضل: تعزِّز الرياضات الجماعيّة المهارات الاجتماعيّة، مثل التعاطف والثقة والمسؤوليّة، وهي ضروريّة لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة.  - تحسين التركيز: يساعد النشاط البدنيّ المنتظم الأطفال على البقاء حادّين عقليًّا؛ ممّا يعزِّز المهارات المعرفيّة، مثل التفكير والتعلّم والحكم الجيّد. - الحدّ من تعاطي المخدّرات والسلوكات المحفوفة بالمخاطر: ارتبطت المشاركة الرياضيّة بانخفاض معدّلات تعاطي المخدّرات والسلوكات المحفوفة بالمخاطر بين المراهقين.  - تحسين الأداء الأكاديميّ: يمكن للنشاط البدنيّ، بما في ذلك الرياضة، تحسين الأداء العقليّ في المدرسة والإسهام في ارتفاع الأداء المعرفيّ.  - زيادة الإبداع: يمكن للرياضات غير المنظّمة أو غير التنافسيّة أن تعزِّز الإبداع بين الأطفال.    الرياضات الأفيد لصحّة الأطفال النفسيّة أيّ رياضة أو نشاط بدنيّ يجعل الأطفال يتحرّكون، يمكن أن تكون له آثار إيجابيّة في صحّتهم النفسيّة والعقليّة، حيث تساعد الأنشطة البدنيّة على إطلاق الإندورفين وتقليل هرمونات التوتّر. وبعد التعرّف إلى فوائد الرياضة ودور الألعاب الرياضيّة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، لا بُدّ للوالدين أو مقدّمي رعاية الأطفال اختيار النوع المناسب من الرياضات التي يمكن لأبنائهم ممارستها للحصول على أعلى إفادة منها. ويمكن تلخيص الرياضات الأفيد لصحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة بالآتي:  - الرياضات الجماعيّة: يمكن أن توفِّر المشاركة في الرياضات الجماعيّة، مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة، فوائد كبيرة لصحّة الأطفال النفسيّة. فتساعد الرياضات الجماعيّة في تنمية المهارات الاجتماعيّة، وبناء العلاقات وتعزيز الشعور بالمجتمع والانتماء له.  - الرياضة المنظّمة: ثبت أنّ البرامج الرياضيّة المنظّمة، سواء أكانت في المدرسة أم المجتمع، لها تأثير إيجابيّ في صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة. يمكن لهذه الأنشطة المنظّمة تقليل التوتّر والقلق، وخفض معدّلات الاكتئاب، وتحسين احترام الذات والثقة.  - الرياضات غير التنافسيّة: في حين أنّ الرياضات التنافسيّة يمكن أن تكون مفيدة، تشير الأبحاث إلى أنّ الرياضات والأنشطة البدنيّة غير المنظّمة أو غير التنافسيّة يمكن أن تعزِّز الإبداع والتمتّع بالنشاط البدنيّ بين الأطفال. ومن الأمثلة على الرياضات غير التنافسيّة للأطفال ركوب الدرّاجة الهوائيّة، والسباحة، والمشي لمسافات طويلة في الطبيعة، بالإضافة إلى الرقص. - الرياضات التي تحتاج إلى تطوير المهارات: الرياضة التي تتطلّب جهدًا والتزامًا مستمرّين، مثل الرقص أو الجمباز أو فنون الدفاع عن النفس، يمكن أن تساعد الأطفال على تطوير أخلاقيّات عمل قويّة والقدرة على التعامل مع النقد البنّاء. وهي مهارات حياتيّة قيّمة.    اختيار الرياضات المناسبة لتعزيز صحّة الأطفال النفسيّة يقع على الوالدين عاتق تشجيع الأطفال على المشاركة في مجموعة متنوّعة من الأنشطة الرياضيّة والبدنيّة التي يجدونها ممتعة وجذّابة، وذلك بتوفير فرص متنوّعة للأطفال، ليكونوا نشيطين بدنيًّا، سواءً في أماكن منظّمة أم غير منظّمة. ويمكن للوالدين ومقدّمي رعاية الأطفال تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة باختيار الألعاب الرياضيّة المناسبة. كما يتضمّن اختيار الرياضات المناسبة لاحتياجات صحّة الأطفال النفسيّة، النظر في عدّة عوامل. في ما يلي بعض النقاط الرئيسة لمساعدة الوالدين ومقدّمي رعاية الأطفال على اختيار الرياضة الصحيحة للطفل:    تقييم اهتمامات الطفل وقدراته يجب على الوالدين السماح للطفل باستكشاف رياضات مختلفة وتجربتها للعثور على ما يستمتع به ويتفوّق فيه، إذ يمكن أن يساعده ذلك على تطوير شغفه بالرياضة مدى الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات الطفل. فيجب التأكّد من أنّ الرياضة مناسبة لقدراته الجسديّة وعمره، حيث يسهم ذلك في منع الإصابات أو الحدّ منها، والحفاظ على اهتمامه بالرياضة التي اختارها.    الرياضات الجماعيّة مقابل الرياضات الفرديّة يمكن أن توفِّر الرياضات الجماعيّة، مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة، فوائد اجتماعيّة، منها: تحسين احترام الذات والتفاعل الاجتماعيّ الأفضل والشعور بالانتماء للفريق. بينما توفِّر الرياضات الفرديّة، مثل التنس أو السباحة أو الجمباز، شعورًا بالإنجاز الشخصيّ والثقة بالنفس، ولا سيّما للأطفال الذين يفضّلون الأنشطة الفرديّة.    الرياضة المنظّمة مقابل الرياضة غير المنظّمة  يمكن للبرامج الرياضيّة المنظّمة، مثل الفرق المدرسيّة أو البطولات المجتمعيّة، أن توفِّر بيئة منظّمة للأطفال لتعلّم الانضباط والعمل الجماعيّ وإدارة الوقت. في حين يمكن للرياضات غير المنظّمة، مثل الرقص أو فنون الدفاع عن النفس أو الأنشطة الترفيهيّة، أن تعزِّز الإبداع والاستمتاع بالنشاط البدنيّ، ولا سيّما للأطفال الذين لا يفضّلون الانضباط التامّ، ويذهبون إلى نشاطات رياضيّة أكثر مرونة.    اختيار البيئة الرياضيّة المناسبة يجب على الوالدين التأكّد من أنّ المدرّبين والبيئة المحيطة بالطفل داعمون له في ممارسة النشاط الرياضيّ، مع التركيز على ضرورة تطوير الطفل المهارات، والتركيز على المتعة، بدلاً من المنافسة والنقد.    المراقبة والتحسين يُنصَح الوالدان بتشجيع الطفل على مشاركة تجاربه ومشاعره حول الرياضة التي يمارسها، حيث تسمح المشاركة بمراقبة تقدّم الطفل وتعديل ممارساته إذا لزم الأمر، للحفاظ على اهتمامه بالرياضة، لتعزيز صحّته النفسيّة.    الحصول على الاستشارات إذا كان الطفل يعاني مشكلات في الصحّة العقليّة، أو لديه احتياجات محدّدة، يجب على الوالدين التشاور مع مدرّبين أو مهنيّين متخصّصين قادرين على تقديم إرشادات حول تكييف الرياضة، لتلبية احتياجات الطفل العقليّة والنفسيّة والبدنيّة.    * * * أخيرًا، النصيحة الأهمّ للوالدين، عدم جعل الوقت والمال أعذارًا لعدم بناء روتين رياضيّ لأطفالهم، إذ ليس مطلوبًا من الوالدين قضاء ساعات طويلة من اليوم في ممارسة الرياضة مع الأطفال. كذلك، هم غير ملزمين بتسجيل أطفالهم في صالات الألعاب الرياضيّة الفاخرة. يمكن للوالدين البدء بنشاطات صغيرة داخل المنزل، أو الخروج للمشيّ والركض في المنطقة المحيطة.    المراجع  https://www.webmd.com/mental-health/benefits-of-sports-for-mental-health  https://parentingnow.org/encouraging-your-child-to-play-sports/  https://www.raisingarizonakids.com/2022/09/5-mental-health-benefits-of-youth-sports/  https://childmind.org/article/what-role-do-sports-play-in-the-mental-health-of-children/  https://www.healthychildren.org/English/healthy-living/sports/Pages/mental-health-in-teen-athletes.aspx  https://www.hamiltonhealthsciences.ca/share/exercise-and-mental-health-in-children/  https://www.healthline.com/health-news/exercise-benefits-children-physically-and-mentally 

أهمّيّة التواصل العائليّ: كيفيّة الحفاظ على التواصل الصحّيّ بين أفراد العائلة

يؤدّي التواصل العائليّ دورًا حيويًّا في تعزيز العلاقات الصحّيّة والمتناغمة داخل الأسرة. ويساعد التواصل الفعّال في فهم أفراد العائلة مشكلات بعضهم فهمًا أفضل، وحلّ المشكلات معًا، والحفاظ على روابط عائليّة قويّة.   فوائد التواصل العائليّ تكمن أهمّيّة التواصل العائليّ الصحّيّ في بناء علاقة صحّيّة ومتينة بين أفراد العائلة، وتشمل بعض فوائد هذا التواصل: - حلّ المشكلات: يساعد التواصل الجيّد على حلّ الخلافات وسوء الفهم بتوضيح المواقف وإيجاد أرضيّة مشتركة.  - تعميق الروابط: تعزِّز مناقشة الآراء الروابط العائليّة، وذلك بالسماح لكلّ فرد من أفراد العائلة فهمَ وجهات النظر المختلفة وتقديرها. - الدعم القويّ: عندما يكون التواصل جيّدًا، يشعر أفراد العائلة بثقة أكبر في مشاركة المشكلات الشخصيّة؛ ممّا قد يؤدّي إلى حصول الفرد على دعم عائليّ قويّ والوصول إلى حلول مشتركة.  - الثقة بالنفس: يخلق التواصل الصحّيّ داخل العائلة جوًّا من الأمن والأمان؛ ممّا يجعل جميع الأعضاء يشعرون بالتقدير ويزيد ثقتهم بأنفسهم.    أنواع التواصل العائليّ  لا يقتصر التواصل بين أفراد العائلة الواحدة على الكلام والحديث في ما بينهم، إذ يُصنِّف المختصّون التواصل العائليّ إلى ثلاثة أنواع: - الاتّصال اللفظيّ: تبادل الأحاديث بالمحادثات المنطوقة، سواء وجهًا لوجه أم بالمكالمات، إن لم تكن العائلة مجتمعة في المكان نفسه. - الاتّصال الكتابيّ: نقل المعلومات باللغة المكتوبة، مثل الرسائل عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعيّ. - التواصل غير اللفظيّ: التعبير عن الذات بإيماءات اليد، وتعبيرات الوجه، ووضع الجسم، وحركات العين.    نصائح لتحسين التواصل العائليّ  مفتاح التواصل العائليّ الصحّيّ جعلُ التواصل أولويّة، وخلق بيئة من التفاهم المتبادل، وممارسة الاستماع النشط والتعبير الواضح عن المشاعر. ويمكن أن يساعد تنفيذ الاستراتيجيّات الآتية على تعزيز العلاقات العائليّة: الاستماع الجيّد  - التركيز مع الفرد المتحدّث، والمحافظة على التواصل البصريّ لإظهار الاهتمام بالحديث.  - إعادة صياغة ما قاله المتحدّث لإظهار الفهم.  - تجنّب المشتّتات أثناء الحديث مثل الهواتف أو التلفاز.    التعبير عن المشاعر والاحتياجات بوضوح  - استخدام ضمير المتكلّم، مثل "أنا أشعر أنّه كذا.."، عوضًا عن إلقاء اللوم على أفراد العائلة الآخرين.  - تجنّب وضع افتراضات مسبقة حول أفكار أفراد العائلة الآخرين ومشاعرهم.   حلّ النزاعات حلًّا صحيًّا  - السماح لأفراد العائلة بالتناوب على التحدّث من دون مقاطعة.  - التركيز على إيجاد الحلول، بدلًا من لوم الآخرين.    خلق فرص للمحادثة  - زيادة وقت التواجد في المنزل، لتوفير وقت للتواصل مع أفراد العائلة.  - تناول وجبات عائليّة منتظمة يجتمع فيها أفراد العائلة مع بعضهم.  - جدولة وقت معيّن لمناقشة قضايا عائليّة.   استخدام التكنولوجيا لتعزيز التواصل العائليّ - إنشاء مجموعة عائليّة على تطبيقات الدردشة الإلكترونيّة.  - إرسال رسائل مشجِّعة أو تسجيل صوتيّ.    إنشاء تقاليد وطقوس عائليّة  - تطوير الروتين والأنشطة المنتظمة التي تجمع الأسرة معًا.    كيف يمكن للتواصل غير اللفظيّ أن يعزِّز الترابط العائليّ  يمكن للتواصل غير اللفظيّ أن يعزِّز الترابط والتواصل العائليّ بالطرق الآتية:  - الاتّصال العاطفيّ: يمكن للإشارات غير اللفظيّة، مثل التواصل البصريّ، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد أن تنقل المشاعر. وهذا التواصل مهمّ في تعزيز الروابط العاطفيّة وتعميقها بين أفراد العائلة.  - تعزيز العلاقات: يساعد الاهتمام بالتواصل غير اللفظيّ أفراد العائلة على فهم مشاعر بعضهم واحتياجاتهم فهمًا أفضل؛ ممّا يؤدّي إلى علاقات أكثر تعاطفًا، وبالتالي علاقات داعمة وقويّة.  - حلّ النزاعات: يمكن أن يوفِّر التواصل غير اللفظيّ سياقًا وفروقًا دقيقة مهمّة أثناء النقاشات العائليّة؛ ممّا يساعد على حلّ المشكلات حلًّا فعّالًا، بالكشف عن المشاعر الكامنة والأحاسيس غير المعلنة.  - زيادة الترابط: يمكن للتفاعلات غير اللفظيّة البسيطة، مثل العناق ومسك الأيدي واللمسات اللطيفة أن تخلق لحظات من العلاقة الحميميّة، والتي تقوّي الروابط بين أفراد العائلة.  - سدّ فجوات التواصل: بالنسبة إلى أفراد العائلة الذين قد يواجهون صعوبة في التعبير عن أنفسهم لفظيًّا، يمكن أن يكون التواصل غير اللفظيّ طريقة بديلة للتواصل ونقل الأفكار والمشاعر.  - نمذجة السلوك الإيجابيّ: يمكن للوالدين اللذَين يظهران تواصلًا إيجابيًّا غير لفظيّ، مثل الحفاظ على التواصل البصريّ واستخدام لغة الجسد، أن يكونا مثالًا يحتذي به أطفالهما؛ ممّا يعزِّز أنماط التواصل العائليّ الصحّيّة.  بالاهتمام بالتواصل غير اللفظيّ ودمجه بالتفاعلات العائليّة، يمكن للعائلات تعزيز شعور أعمق بالفهم والثقة والتقارب بين أفراد العائلة؛ ممّا يعزِّز في النهاية الجودة العامّة للعلاقات العائليّة.    أمثلة على التواصل الأسريّ الفعّال هنا الكثير من الأمثلة على التواصل الصحّيّ والفعّال بين أفراد العائلة، سواء أكان ذلك بين الوالدين وأبنائهما، أو بين الأخوة والأخوات. ومن الأمثلة على التواصل العائليّ الصحّيّ:  - سامية وابنتها: تسأل سامية ابنتها لماذا لا تريد العودة إلى المدرسة، وتكتشف أنّها خائفة من طفل آخر. وتكمن أهمّيّة هذا التواصل في العمل معًا على إيجاد حلّ المشكلة.  - سليم وأبناؤه: يتحدّث سليم مع أبنائه عن أهمّيّة الحفاظ على روابط عائليّة قوّيّة بينهم؛ ممّا يجعلهم يشعرون بالراحة والاطمئنان لوجود العائلة الداعمة.  - عائشة وأختها الصغرى: تطلب الأخت الصغرى من أختها الجامعيّة مساعدتها في الواجب المنزليّ، ونتيجة هذه المساعدة، تشعر الأخت الصغرى أنّ هناك من يدعمها وتزيد ثقتها بنفسها.  * * * باختصار، التواصل العائليّ ضروريّ لفهم أفراد العائلة بعضهم بعضًا، وحلّ النزاعات، والحفاظ على علاقات قويّة ومتينة. فبممارسة التواصل الجيّد، ووضع استراتيجيّات للتحسين، يمكن للعائلات بناء ثقافة الدعم والثقة بالنفس والأمان.    المراجع https://wellbeingmagazine.com/the-importance-of-family-communication/  https://www.onlinecoursesaustralia.edu.au/online-education-blog/4-reasons-why-family-communication-is-really-important/  https://theserenity.org/the-power-of-communication-building-stronger-family-bonds/  https://plantationrelationshipcounseling.com/power-of-non-verbal-communication/ 

أفضل 10 تطبيقات تعليميّة للأطفال الصغار في سنة 2024 

غالبًا ما يتذمّر الأطفال من الدروس المملّة التي يتلقّونها في صفوفهم المدرسيّة بطرق تقليديّة. لذلك، يصبح جذب انتباههم في المساعي التعليميّة مهمّة تقع على عاتق الآباء في المنزل. ومع ظهور تكنولوجيا التعليم، لم تعد هناك حاجة للجري خلف الأطفال لحملهم على الدراسة. تكشف هذه المقالة عن ميزات أفضل 10 تطبيقات تعليميّة موجِّهة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.     ما أفضل تطبيقات تعليميّة للأطفال؟   يمكنك تحويل ساعات الدراسة المملّة إلى ساعات تعليميّة يستمتع بها طفلك وفق هذه التطبيقات التعليميّة المصمَّمة لتلبية احتياجاته التعليميّة المختلفة:    منصّة ABCmouse   هي منصّة شاملة تُعدّ واحدة من أفضل التطبيقات التعليميّة للأطفال في عمر الأربع سنوات. تُقدِّم هذه المنصّة منهجًا واسعًا يضمن حصول الأطفال على تعليم فريد في مجالات القراءة والرياضيّات والعلوم والفنون. صُمِّمت المنصّة تصميمًا يُقدِّم محتوى يتحدّى معرفة الطفل في كلّ مرحلة، وبفضل الرسومات الملوّنة والأنشطة العديدة، فإنّها تجذب انتباه الطفل لحبّ التعلّم.     تطبيق Endless Alphabet   هو تطبيق تعليميّ يركِّز على الأبجديّة والمفردات بالرسوم المتحرّكة، ممّا يجعل تعلّم المفردات نشاطًا ممتعًا. يقدِّم التطبيق للأطفال عالمًا تكون فيه الحروف جاذبة للانتباه. وتضمن طبيعتها التفاعليّة أن يشارك الطفل مشاركة نشطة في عمليّة التعلّم.      تطبيق Peekaboo Bran   هو تطبيق يزيد معرفة الأطفال الصغار بعالم الحيوانات بطريقة جذّابة، حيث يُرحَّب بالطفل عند دخوله التطبيق من حيوانات مختلفة بأصواتها الفريدة. يشبه التطبيق قصّة رقميّة مليئة بالعلوم المعرفيّة حول عالم الحيوان.     لعبة Sesame Street   شارع سمسم هو تطبيق تعليميّ أطلِق قديمًا، ولا تزال شهرته تزداد مع اكتساب شخصيّاته شهرة واسعة بين الأطفال. يقدِّم التطبيق مزيجًا من مقاطع الفيديو والألعاب التفاعليّة والقصص التي تعزِّز معرفة الطفل بالأبجديّة والأرقام والمهارات الاجتماعيّة والفنون.     تطبيق Monkey Preschool Lunchbox   يُعدّ Monkey Preschool Lunchbox واحدًا من أمتع تطبيقات التعلّم للأطفال في عمر الثلاث سنوات، فيوفِّر بيئة مرحة يمكن للأطفال بها تعلّم مهارات ما قبل المدرسة الأساسيّة، مثل الألوان والأشكال والعدّ والمطابقة، حيث يرشدهم قرد ودود في كلّ لعبة من هذه الألعاب.      تطبيقات المفكِّرون الصغار   تقدِّم شركة المفكِّرون الصغار أو "Little Thinking Minds" مجموعة من التطبيقات التفاعليّة التي تهدف إلى تعزيز مهارات اللغة العربيّة لدى الأطفال. ومع التركيز على القراءة والكتابة والحساب والتطوير المعرفيّ، توفِّر هذه التطبيقات أنشطة وألعابًا ومقاطع فيديو جذّابة تعزِّز حبّ التعلّم. صمّم محتوى هذه التطبيقات خبراء تربويّون للتأكّد من أنّه يناسب أعمار الأطفال ويتّصل بثقافتهم، ممّا يجعل التعلّم نشاطًا ممتعًا وفاعلًا.     لمسة   هو تطبيق تعليميّ شامل للأطفال، ويضمّ مجموعة واسعة من القصص والألعاب والأنشطة التفاعليّة، ويغطِّي موضوعات مختلفة، مثل اللغة والرياضيّات والعلوم والمهارات الاجتماعيّة. صُمِّم ليحتوي رسومًا متحرِّكة ملوّنة وقصصًا جذّابة تأسر حواس الأطفال، وتساعدهم على تحسين مهاراتهم المختلفة، مع تطوير إبداعهم وتفكيرهم النقديّ أيضًا.     نهلة وناهل   هي منصّة تعليميّة تقدِّم مجموعة واسعة من المحتوى المميّز، تقدّمها شخصيّتا "نهلة وناهل" اللتان تجعلان العمليّة التعليميّة للطفل أكثر متعة. تتميّز هذه المنصّة بواجهة سهلة الاستخدام ومحتوى آسر يخدم عدّة مراحل عمريّة للطفل، ويقدِّم أنشطة في مهارات مختلفة.     منصّة كُتبي   هو تطبيق يربط الطفل بمكتبة واسعة من الكتب الإلكترونيّة، ويقدِّم مجموعة متنوّعة من القصص والكتب التعليميّة والمحتوى التفاعليّ الذي يلبّي مختلف الفئات العمريّة، وفق مستويات قراءة متفاوتة. يشجِّع هذا التطبيق على حبّ القراءة بالسماح للأطفال باستكشاف مختلف الأنواع والموضوعات، وتعزيز مهاراتهم في اللغة العربيّة، وتعزيز شغفهم بالتعلّم طويل المدى.     تطبيق إدراك   يعدّ أحد أفضل التطبيقات التعليميّة للكبار والصغار على حدّ سواء. وبتخصيص حديثنا عن الأطفال، هو تطبيق تعليميّ شامل موجَّه إلى مرحلة الروضة، وحتّى الصفّ الثاني عشر. ويوفِّر موارد تعليميّة مجّانيّة وعالية الجودة مصمَّمة للناطقين باللغة العربيّة. طوّرت البرنامج مؤسّسة الملكة رانيا، وهو يقدِّم مجموعة متنوّعة من الموضوعات التعليميّة، بما في ذلك الرياضيّات والعلوم وفنون اللغة، وفق ما يتماشى مع المناهج السارية. كما صُمِّمت الدروس والاختبارات والأنشطة التفاعليّة لهدف رئيس، يتمثّل في زيادة تفاعل الأطفال وتعزيز تجربة تعلّمهم.     * * *  في سنة 2024، تطوّّرت التطبيقات التعليميّة للأطفال الصغار لتقدِّم مجموعة متنوّعة من التجارب التي تلبّي احتياجات الطفل الفريدة في مرحلة مبكرة. توفِّر هذه التطبيقات التوازن بين الترفيه والتعليم، وتدعم الأطفال الصغار في تطوير المهارات الرئيسة مع الحفاظ على عمليّة التعلّم ممتعة.     المراجع  https://www.splashlearn.com/blog/educational-apps-for-preschoolers/