الرئيسية

في هذا العدد

العدد (19) شتاء 2025

كان تصوّرنا عند طرح الموضوع، أنّ مقالات الملفّ ستكتظّ بالتجارب التنفيذيّة اليوميّة حول استعمال الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، انعكاسًا لاكتظاظ الدورات والورش والمؤتمرات حول الموضوع. لكن، في المحصّلة، انصبّت معظم المقالات حول أسئلة - شديدة المشروعيّة – عن استعمال هذه التكنولوجيا في التعليم، ولا سيّما في العالم العربيّ، والقدرة البنيويّة على ذلك. ربّما تنطلق هذه الأسئلة المشروعة من كوننا مستهلكين لمنتج هطل علينا كمثل معظم المنجزات والتحقّقات العلميّة، والنظريّات التربويّة. لذا بادرنا إلى البحث عن إجابات أسئلة الـ"كيف" وأهملنا أسئلة الـ"لماذا". وهذا طبعُ المستهلكين الذين تخلّوا عن حصانة الانتقاء، وانجرّوا نحو ما يُقدّم إليهم بوصفه وصفة النبوغ وترياق النجاح. لكنّ بعض الأسئلة تتجاوز ثنائيّة الإنتاج والاستهلاك، ليخوض في لبّ الموضوع: هل الذكاء الاصطناعيّ إرهاص تطوّرنا الفكريّ، أم انزياح عن الذكاء البشريّ؟ السؤال يخوض في أساس فهمنا الذكاء البشريّ، وتعقيد تكوينه، ودمجه "الذكاء النفعيّ" بالقيم والمفاهيم والعواطف، في مقابل ذكاء اصطناعيّ لا يرى في 1 + 1 إلّا اثنين. هل فعلًا استنفدنا ذكاءنا البشريّ لنحتاج إلى ذكاء اصطناعيّ، أم أنّ الموضوع مرتبط بشركات تبغي الربح على حساب قيم وحسابات أخرى؟

ملفّ العدد القادم

دعوة للكتابة في الأعداد القادمة

للمساهمة والكتابة في أعداد المجلّة القادمة، نستقبل مقالاتكم حول المواضيع التربويّة المختلفة عبر البريد الإلكترونيّ:  [email protected] تعالج مواضيع المقالات العامّة التربويّة في المجلّة قضايا التعليم والإدارة المدرسيّة وتطوير المعلّمين. وقد يكون موضوع المقال منطلقًا من تفكُّر ذاتيّ؛ تأمُّل في تجربة ما أو مراجعة لها أو مُشاركة لتجارب وأفكار مُختلفة، أو قد يكون نتاجًا لورشة أو ندوة أو مؤتمر، وربّما يكون مراجعة لكتاب أو مقالة استطاع الكاتب أن يختبر مقتضياتها في الصفّ، وأن يُدخل عليه ما يتناسب ووضع الصفّ والمدرسة بشكل عامّ، وأن يلمس بيده وروحه ما أدّت إليه في مسار المتعلّمين. المعارف، على أهمّيّتها، موجودة وباتت متاحة بلغات مختلفة، لكن تجربتكم الشخصيّة في تحويل المعرفة إلى ممارسة يوميّة أو استراتيجيّة ناجحة تلائم الواقع، هي الشعلة التي نرغب في نقلها إلى المُمارسين التربويّين في الحقل التعليميّ. للاطلاع على سياسات النشر في المجلّة سياسات منهجيات | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)، وفريق منهجيّات سيكون داعمًا وموجودًا للتواصلِ والمتابعة والمجاورة.  

أخبار تربويّة

منتدى SWANA للعدالة الاجتماعيّة يعلن عن ندوة حول التعليم في غزّة

أعلَن منتدى (SWANA) للعدالة الاجتماعيّة عن ندوة مفتوحة بعنوان "التعليم في غزّة: تجربة حيّة لمعلّم"، وذلك افتراضيًّا عبر زووم، الجمعة الموافق 28 آذار/ مارس، 12:30 مساءً بتوقيت بريطانيا، 02:30 بتوقيت القدس. تستضيف الندوة الأستاذة أسماء مصطفى، معلّمة لغة إنجليزيّة في وزارة التربيّة والتعليم في غزّة منذ عام 2008. وحاصلة على جائزة المعلّم العالميّ في عام 2020، وجائزة أفضل معلّم في فلسطين عام 2022، كما فازت بجائزة المعلّم المبدع في فلسطين عام 2022. تشارك مصطفى خلال الندوة، تجربتها بالتعليم الشعبيّ في زمن الإبادة الجماعيّة بأساليبها التربويّة المختلفة الممكنة، خلال الأشهر الستة عشر الماضية. كما ستتحدث عن الأولويّات والاستراتيجيّات والظروف التي عملت بها. للمشاركة في الندوة اضغط هُنا.

الجزائر: قانون جديد يُحدث تغييرات جذريّة في قطاع التعليم الجزائريّ

أصدرت وزارة التربيّة الوطنيّة في الجزائر، قانونًا جديدًا يهدف إلى إعادة هندسة العلاقة بين المعلّمين والطلّاب وتحسين جودة التعليم. وتسعى الوزارة من خلال هذا القانون، لتحقيق التوازن بين حقوق ومسؤوليّات الأطراف المختلفة، وضمان استقرار المنظومة التعليميّة.  وفي ظل الشائعات المتداولة، أصدرت الوزارة توضيحات رسميّة لشرح التعديلات الجديدة التي ستؤثر مباشرة في الأطر التعلّيمية والطلّاب. وتعمل الحكومة الجزائريّة من خلال هذا القانون، على الارتقاء بمهنة التعليم وضمان بيئة عمل متوازنة وعادلة. ومن أبرز التعديلات التي تم تقديمها: - تمكين المعلّمين من التقاعد بمجرد وصولهم السن القانونيّ، مع اختيار الاستمرار في العمل إذا رغبوا. - اعتماد آليّات جديدة لتطوير الترقية الوظيفيّة، ما يمنح المعلّمين فرصًا لتحسين وضعهم المهنيّ بناءً على كفاءتهم وأدائهم. - استحداث رتبة "الأستاذ المميّز" التي تهدف إلى تكريم المعلّمين الملتزمين، وتحفيزهم على تقديم مستويات أعلى من الأداء. وأكدّت وزارة التربيّة الوطنيّة أنّ التعديلات الجديدة تأتي ضمن استراتيجيّتها لضمان حقوق العاملين في القطاع ومواجهة الشائعات المتداولة حول القرارات الجديدة.  المصدر (رادار).

تعليق الدوام في مدارس غزّة حتى إشعار آخر

علّقت وزارة التربيّة والتعليم العالي في قطاع غزّة، اليوم الثلاثاء، الدوام في جميع المدارس والمؤسّسات التعليميّة حتى إشعار آخر، بسبب الانتهاك المستمر للهدنة من الاحتلال الإسرائيليّ، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 352 شهيدًا في غارات جويّة عنيفة استهدفت مختلف مناطق القطاع. وجاء قرار الوزارة نظرًا للظروف الأمنيّة الصعبة؛ وذلك حفاظًا على سلامة الطلبة والمعلّمين في ظل القصف المكثّف على قطاع غزّة. واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيليّ عدوانه على قطاع غزّة، فجر اليوم الثلاثاء، في خرق فاضح للهدنة، حيث استهدفت الغارات الجويّة مناطق متفرقة في القطاع؛ أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 342 فلسطينيًّا وإصابة المئات من الفلسطينيّين، وذلك في اليوم الـ 58 من اتفاق وقف إطلاق النار. واستشهد 13,054 طالبًا وأصيب 21,991 آخرون منذ بدء العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة والضفة الغربيّة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق ما أفادت به وزارة التربيّة والتعليم العالي، وتأتي هذه الأرقام قبل سريان وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/ يناير 2025.   المصدر: (المركز الفلسطينيّ للإعلام).

في كلّ عدد تختار منهجيّات قضيّة أو مفهومًا تربويًّا تخصّص له ملفًّا يشارك فيه خبراء وأكاديميّون ومعلّمون في مقالات وتجارب وتحليلات، تتناول الموضوع من جوانبه المختلفة. يشكّل الملفّ رافدًا مهمًّا للمعلّمين والباحثين والمهتمّين.

المتعلّم بين الذكاءين
عندما جلست لأكتب هذا المقال، أردت أن أبدأ بمثالٍ واقعيٍّ حول تأثير الذكاء الاصطناعيّ في قدرات الإنسان التحليليّة والإبداعيّة. سرعان ما وج... تابع القراءة
الذكاء الاصطناعيّ في التعليم: فرصةٌ أم تحدٍّ؟
تشير دراسة أعدّتها شركة ماكنزي وكومباني، إلى أنّ ما يقرب من 50٪ من وقت المعلّم يُستهلك في المهام الإداريّة، مثل إعداد خطط الدروس، وتصميم ... تابع القراءة

مقالات عن تجارب وتأمّلات وتقنيّات تعلّميّة – تعليميّة، غير مرتبطة بموضوع أو قضيّة محدّدة، ومفتوحة للمُشاركة دائمًا.

دقائق الصباح الذهبيّة
أنا أؤمن كثيرًا بأهمّيّة البدايات، وأرى أنّها الأساس الذي نبني عليه بقيّة يومنا، وحياتنا أيضًا؛ فالبدايات، بالنسبة إليّ، ليست مجرّد لحظات... تابع القراءة
الأنشطة اللاصفّيّة: منعطف إيجابيّ في حياة المتعلّم
شُكّلت مجموعةٌ مصغّرةٌ لإدارة النشاط، تضمّ مدير المدرسة وعددًا من المعلّمين، وأُبلغ أولياء الأمور بالخطّة التي لاقت ترحيبهم وتعاونهم لحما... تابع القراءة

الندوة القادمة

ندوة منهجيّات الشهريًّة مساحة نقاش مفتوح يتناول موضوعًا يتجدّدُ، يشارك في الندوة مختصّون تربويّون ومعلّمون خبراء في موضوع الندوة.

ندوة: الشراكة مع الأهل.. استكشاف مفاهيم، وتجارب وتحدّيات وفرص

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر شباط/ فبراير 2025 بالتعاون مع شبكة تمام المهنيّة، بعنوان "الشراكة مع الأهل: استكشاف مفاهيم، وتجارب وتحدّيات وفرص". وركّزت على محاور مختلفة، هي: 1. مفهوم الشراكة مع الأهل. 2. تجارب ميدانيّة. 3. التحدّيات والفرص لبناء الشراكة مع الأهل. استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هم: أ. رضا العيّاش، مديرة المدرسة الأهليّة، لبنان؛ أ. شيخة الجفيليّة، مديرة مدرسة حيل العوامر، عُمان؛ د. نورة محمّد، اختصاصيّة نفسيّة في مدرسة الظعاين الابتدائيّة الإعداديّة للبنات، مصر/ قطر؛ د. بدر العتيبي، مدير ثانويّة ابن النفيس- السعوديّة. أدارت الندوة أ. ريان قاطرجي، منسّقة ومصمّمة برامج وباحثة في شبكة تمام المهنيّة - لبنان/ الإمارات. استهلّت أ. قاطرجي الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثريّة والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعت جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأوّل: مفهوم الشراكة مع الأهل قدّمت أ. ريان للمحور بأنّ الشراكة مع الأهل مفهومًا لم يعطَ حقّه قديمًا في مجال الأبحاث والدراسات، ولكن اليوم، ازداد الاهتمام به من قِبل التربوييّن والمختصّين، ومن هُنا، طرحت أ. ريان سؤالًا تأطيريًّا للمحور، هو: ما هو مفهومكم للشراكة الناجحة مع الأهل؟ استهلّت أ. رضا العيّاش حديثها بمشاركة تجربة المدرسة الأهليّة في لبنان، والتي تقوم أساساتها على الشراكة مع الأهل. واعتبرت أنّ مفهوم الشراكة الناجحة يجب أنّ يُبنى على إطار محدّد ذي أسس معيّنة، ومترجم عمليًّا على الأرض. وهو مفهوم يختلف من مدرسة إلى أخرى، إذ يتنوع بين مدارس يقتصر فيه المفهوم على سلوكيّات الطالب وتحصيله العلميّ، أي إنّ الطالب محورُ هذه الشراكة فقط. ومدارس تشارك الأهل في الأنشطة المدرسيّة مثل الفعّاليّات والمناسبات، وصولًا إلى مفهوم الشراكة التي تنفّذه مدارس مثل المدرسة الأهليّة، وهي الشراكة في صنع القرار. وتابعت بأنّ التواصل عنصر أساسيّ في الشراكة الناجحة، ويجب أنّ تكون طرقه متّفقًا عليها بين المدرسة والأهل. وهُنا على المجتمع المدرسيّ الانتباه إلى جاهزيته لهذا التواصل بطريقة مهنيّة، حيث يمكن أنّ تشارك الكوادر التعليميّة بتدريبات تطوّر لديهم مهارة التواصل مع الأهل، من أجل تحقيقه بأفضل طريقة ممكنة. من جانب آخر، على الأهل أن يكوّنوا فهمًا واضحًا للشراكة مع المدرسة، ليكونوا جاهزين.   ما أهمّيّة الشراكة مع الأهل بالنسبة إلى المدرسة؟  أجاب د. بدر العتيبي عن السؤال منطلقًا من أهمّيّة التفاعل الإيجابيّ بين الأهل والمدرسة، ودور استخدام مواقع التواصل في الأغراض التعليميّة، وتقليل المشتّتات التي تواجه الطالب في القرن الحاليّ، ولا سيّما تلك المشتّتات المرتبطة بهذه المواقع. ليصبح دورها تعليميًّا عوضًا عن التسليّة فقط. وأضاف د. العتيبي، أنّ التعاون البنّاء بين الأسرة والمدرسة يواجه التحديّات التي تحدث مع الطالب من بداياتها، إذ يحدث مشاركةً في تعديل السلوك، فكلّما كان هذا التعاون فعّالًا ومندمجًا وفي مراحل مبكرة من المشكلات النفسيّة والسلوكيّة للطالب، كان التعامل مع هذه المشكلات أسهل وأكثر إيجابيّة.   ما أشكال الشراكة الناجحة مع الأهل؟ أشارت أ. شيخة الجفيليّة انطلاقًا من تجربتها، إلى أنّ التقنيّات الحديثة سهّلت كثيرًا الشراكة مع الأهل، إلى جانب فتح المدارس أبوابها لأوليّاء الأمور. كما أشارت إلى وجود لجنة للأمّهات في مدرستها، مع اختيار رئيسة لها. تسهم هذه الرئيسة بوضع الخطّة المدرسيّة لتمثّل صوت الأهالي فيها. وتعقد الاجتماعات الحضوريّة مع الأهالي في بداية الفصل الدراسيّ ونهايته، للتشاور في العمليّة التعليميّة. إلى جانب عقد اللقاءات بشكل فرديّ مع أولياء الأمور خلال العام الدراسيّ. وأكدت أ. الجفيليّة أنّه، في مدرسة حيل العوامر التي تديرها، كان دور الأهل غير محصور بشراكتهم مع المدرسة في تحسين جودة التعلّم، بل امتدّ ليطال دورهم في القضاء على بعض الظواهر السلبيّة في المجتمع، مثل التنمّر. ذلك إضافة إلى أدوار أخرى للأهل، في الفعّاليّات الخاصّة بالمدرسة، مثل يوم المعلّم، والمناسبات الدينيّة، وتكريم الطلّبة المتفوّقين. ولفتت أ. الجفيلية إلى أنّ المدرسة أيضًا كانت عنصرًا مشاركًا في فعّاليّات مجتمعيّة مختلفة، مثل فعّاليّات في الجامعة ووزارة الصحّة، وفعّاليّات أخرى فنيّة وتقنيّة بالتعاون مع مؤسّسات مختلفة. كلّها كانت فعّاليّات تتناول قضايا لها دور مباشر في التأثير في الطالب والمجتمع بشكل عامّ. فكانت العلاقة تبادليّة، والمنفعة مشتركة بين المدرسة ومحيطها.   الشراكة مع الأهل مسؤوليّة مَن في مدرستكم؟ تحدّثت د. نورة محمّد عن تجربتها في مدرسة الظعاين، وعن أهمّيّة وجود لجان في المدارس تختصّ بالشراكة المجتمعيّة، مؤكّدة على أنّ الشراكة مع الأهل مسؤوليّة مشتركة بين جميع أطراف العمليّة التعليميّة من إدارة ومعلّمين. كما ذكر د. محمّد توزيع استبيانات للأهالي في بداية العام الدراسيّ لأخذ آرائهم حول المشاركة في الأنشطة، وما لديهم من أفكار في تطوير المدرسة، ومن هُنا يتمّ تحديد الأهالي الراغبين في المشاركة في مجلس الأمّهات.   المحور الثاني: تجارب ميدانيّة كيف يمكن أن تستفيد المدارس من دعم الجهّات الرسميّة لتفعيل شراكتها مع الأهل؟ هل يمكنك اختيار مبادرة تعكس هذا التعاون في السياق المحليّ؟ قالت أ. الجفيلية إنّ أيّ نظام إداريّ واعٍ سيعمل على تحسين العلاقة بين المجتمع والمدرسة، وهذه العلاقة يجب أنّ تعمل على تحقيق ما تصبو إليه المؤسّسة التعليميّة. وانطلقت من تجربتها في سلطنة عُمان، إذ تركّز المؤسّسات التعليميّة على تقديم تعليم عالي الجودة، وتخريج طالب متميّز مغروسة فيه الأخلاق والثقافة العاليّة، ليكون عضوًا فعّالًا ومنتجًا في المجتمع. شاركت أ. الجفيلية تجربتها في سلطنة عُمان، مع وجود نظام البوّابة التعليميّة الإلكترونيّة، وفي هذه البوابة، كلّ ما يخصّ المدارس في مختلف المراحل الدراسيّة. ومن ضمن لجان هذه المدارس في البوّابة، لجنة "مجالس أوليّاء الأمور". ويتمّ تقييم دور هذه المجالس من خلال تنفيذها للشراكة الناجحة مع أوليّاء الأمور والمجتمع. وتنبثق منها مجموعة من اللجان: - اللجنة الماليّة. - لجنة التعليم. - اللجنة الاجتماعيّة. - لجنة الأنشطة. ولفتت أ. الجفيلية إلى أنّ الجهّات الرسميّة في عُمان حاضرة وداعمة لمجالس أوليّاء الأمور في العديد من الأنشطة، ويتمّ تكريم مجالس أوليّاء الأمور الداعمة والمؤثّرة في المدرسة، على مستوى سلطنة عُمان، وعلى مستوى المديريّات. كما ذكرت أ. الجفيليّة تجربة "الاختبار المريح"، وهو أحد مشاريع لجنة التعليم في اللجان المدرسيّة. إنّ فكرة الاختبار المريح تقوم على إبعاد القلق عن الطالب أثناء دخوله الامتحان، حيث خصّصت المدرسة أماكن لتواجد الأمهات لدعم بناتهنّ قبل الامتحان، وتشجيع الطالبات على تقديم أفضل ما عندهنّ. كما توفّر الأمهات وجبات صحّيّة للطالبات في كلّ امتحان، لإعانتهنّ على التركيز والحفاظ على صحّتهنّ العقليّة والجسديّة. من المبادرات أيضًا مبادرة " الحيل تتدبّر"، حيث تقوم إحدى الأمهات بتلاوة آية قرآنيّة في الطابور الصباحيّ، ويرددها كافّة من في الطابور المدرسيّ بمن فيه من معلّمين وطلّاب. ونتدبّر هذه الآية التي نختار موضوعها إمّا عن العلم أو المعرفة، أو غرس القيم الاجتماعيّة الطيّبة، أو غيرها من الموضوعات التي تمسّ الطالبات بشكل مباشر. كما تحدّثت أ. الجفيليّة عن التعاون مع الأمّهات صاحبات المهارات والرياديّات في تدريب الطالبات على ريادة الأعمال، مثل تقديمهنّ ورشًا للتطريز في المدرسة، علّمت فيها الأمهات مهارة التطريز اليدويّ، وأصبح هذا التطريز مصدر دخل لبعض الطالبات.   هل تمكن مشاركة مبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقة بين الأهل والمدرسة؟ ذكر د. العتيبي مبادرة "جسور" وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز قيمة الأسرة ومكانتها في المجتمع المدرسيّ، وتأكيد رعايتها للأفراد في بيئة تحترم دورهم وتلبّي احتياجاتهم عبر شراكات مجتمعيّة نوعيّة، ضمن برامج محفزّة تخدم الأغراض التعليميّة وترفع الوعيّ المجتمعيّ. ووضّح د. العتيبي، خطّة سير هذه المبادرة، حيث بدأت بتوزيع استبيانات على أوليّاء الأمور تبحث في رغبة الأهالي بالمشاركة في مسارات المبادرة المختلفة، والخدمات التي يمكنهم تقديمها خلال هذه المسارات للمدرسة. لتجهيز قاعدة بيانات ضخمة لهؤلاء الأهالي والعودة إليها عند تنفيذ البرامج. من الأمثلة على المسارات التي نفّذتها المدرسة بالتعاون مع الأهالي، المسار المجتمعيّ الذي انبثقت منه البرامج العلميّة والعمليّة التي تدعم المنهج وتجهّز الطلبة للمرحلة الجامعيّة، إذ تمّ في أحد هذه البرامج استقطاب ولي أمر طالب، وهو مُدرّس أكاديميّ في إحدى الجامعات، وقدّم محاضرة علميّة بعنوان "الطاقة والبيئة". ومن هذه البرامج أيضًا تقديم أحد الأساتذة الجامعيّين محاضرة بعنوان "البيئة الجامعيّة ومهارات النجاح". كما نُفذّت المبادرة المسار التوعويّ، والتي أسهمت في رفع الوعي الفكريّ لدى الطلبة، ويقدّمها أولياء الأمور أيضًا. إضافة إلى المسار التطويريّ الذي يعمل على تطوير الطلّبة بالشراكة مع الأهل في جوانب عدّة، ومنها الجانب التجاريّ وجانب ريادة الأعمال. وعلى صعيد المسار الصحّيّ، قدّم أولياء الأمور في القطاع الطبيّ محاضرات في المدرسة تتعلّق بالتغذيّة وسلامة الأسنان والصحّة. ولفت د. العتيبي إلى تنفيذ المسار التشاركيّ مع أولياء الأمور، حيث يشاركون بهجة التخرّج والاحتفال في نهاية العام الدراسيّ. ومن البرامج التشاركية أيضًا، برنامج ربط الأجداد بالأحفاد، حيث يحضر الأجداد إلى المدرسة لمشاركة خبراتهم وتجاربهم مع الطلّاب.   من جهتها شاركت د. محمّد تجربة مدرستها في مبادرة "أسرتي مجتمعيّ"، وترتكز رؤية المبادرة على ترسيخ القيم الأخلاقيّة في الأسرة لبناء مجتمع مدرسيّ رياديّ. وتقوم رسالة المبادرة على تعزيز الشراكة الواعية بين الأسرة والمدرسة، في تنشئة الطالبات على الأخلاق الحسنة والقيم الفاضلة وعادات وتقاليد المجتمع القطريّ. وبحسب د. محمّد تكمن أهمّيّة المبادرة في تعزيز الشراكة الواعيّة بين الأسرة والمدرسة في تنشئة الطالبات، وتحقيق الشراكة المجتمعيّة في دعم عمليتَي التعليم والتعلّم. وتأكيد رعاية الأسرة لأفرادها في بيئة تحترم كلّ فرد منها وتلبّي احتياجاته. وتحدّثت د. محمّد عن تنفيذ جوانب متعدّدة لخطّة المبادرة، حيث كان للخطّة جوانب سلوكيّة وصحّيّة وبيئيّة. وكانت لكلّ جانب أنشطة معيّنة على مدار العام، ينفذ هذه الأنشطة أطراف من المدرسة أو أوليّاء الأمور أو مؤسّسات مجتمعيّة خارج المدرسة، وذلك من خلال ورش عمل وأنشطة متنوّعة. وأشارت د. محمّد إلى نشاط بعنوان "فنجان قهوة"، تُدعى فيه الأمّهات إلى المدرسة، وتُعقَد جلسات معهنّ لتوعيتهنّ بوجود اختصاصيين، في ما يتعلّق بالطريقة الأمثل لتعاملهنّ مع أبنائهنّ وبناتهنّ، وتعزيز أدوارهنّ الإيجابيّة في الأسرة بما يدعم الطلّاب والطالبات. كما عرّجت د. محمّد على مجموعة من الأنشطة التي نفّذتها المدرسة ضمن هذه المبادرة، ومنها: - ورشة عمل تفاعليّة للأمّهات قدّمتها اختصاصيّات، حول سبب غياب الطالبات. - في اليوم البيئيّ نشاط أنا أزرع مع أمّي، حيث تقوم الأمّ وابنتها بزراعة نبتة في المدرسة. - في اليوم الرياضيّ تمّ استدعاء الأمّهات للمشيّ مع بناتهنّ حول المدرسة. - تكريم الطالبات المتوفقات والموهوبات بحضور أولياء الأمور.   المحور الثالث: تحدّيات وفرص لبناء الشراكة مع الأهل تأثير الاختلافات الثقافيّة والاجتماعيّة بين بيئة الأهل والمدرسة، في بناء شراكة بين الطرفين أشارت أ. العيّاش إلى أنّ المدرسة الأهليّة، منذ بداية تأسيسها بشراكات بين الأهل والمعلّمين، تحمل رسالة التنوّع. وهي مدرسة علمانيّة تجمع بين كلّ فئات المجتمع. كما قالت إنّها تمثّل صورة مصغّرة عن لبنان، كما نأمل أنّ تكون الحياة في لبنان ذي التنوّع الثقافيّ الكبير. نحاول تنفيذ هذه الآمال بشكل مصغّر في مدرستنا بأسلوب مبنيّ على الاحترام. وتحدثت أ. العيّاش عن مثال نُفّذ في المدرسة، حيث جًهّزت إقامة سكن للطلّاب، جمعت الإدارة فيه طلّابًا من طوائف وأماكن مختلفة، ليكون هذا التنوّع فرصة للتعلّم، إذ لا تقتصر العمليّة التعليميّة على الكتاب أو الأستاذ، أيضًا الطلّاب يتعلّمون من بعضهم. كما يُحتفَل بالمناسبات الاجتماعيّة والدينيّة في هذه البيئة الخصّبة بالتنوّع، من دون أنّ تكون هذه الأنشطة موجهّة لفئة معيّنة، بل يتمّ إشراك الطلّاب كلّهم بهذا الاحتفال. وقالت أ. العيّاش إنّ المدرسة الأهليّة لا تهدف للربح، وإنّ الأقساط التي يدفعها الأهل تذهب إلى تحسين العمليّة التعليميّة وتطويرها، وهذا بحدّ ذاته مشاركة فاعلة لهم في المدرسة. كما يذهب قسم من القسط المدرسيّ إلى تسديد بقيّة أقساط الطلّاب الذين لا يمتلكون القدرة على دفع القسط كاملًّا، ما يضمن التكافل بين الأهالي من مختلف طبقاتهم الاجتماعيّة.   التحديّات التي تواجه بناء الشراكة بين الأهل والمدرسة مع وجود اختلاف الثقافات؟ أكدّت أ. العيّاش على حتميّة وجود تحديّات تواجه بناء الشراكة بين الأهل والمدرسة، في ظلّ التنوّع الثقافيّ. فعند انتقال الطالب من مدرسة تختلف في سياساتها عن مدرستنا، يكون هناك اختلاف في توقّعات الأهل من المدرسة، وتوقّعات المدرسة من الأهل. وهذا الاختلاف في التوقّعات يبدّده التواصل الفعّال من أجل تحديد شكل العلاقة بين الأهل والمدرسة. وذلك من خلال تخصيص اجتماعات - على سبيل المثال - لأهالي الطلبة المنتسبين حديثًا للمدرسة، أو تخصيص لقاءات فرديّة أو تواصل إلكتروني، أو عبر الهاتف، وعلى المدرسة أنّ تفهّم طريقة التواصل التي يفضّلها الأهالي. وقالت أ. العيّاش إنّ هذا التواصل مع الأهالي ليس هدفه الحديث عن أداء الطالب الدراسيّ وحسب، بل أيضًا يهدف إلى أن تتعرّف المدرسة إلى ثقافة الأهل، وخبراتهم وتطلّعاتهم من المدرسة، لبناء فرص للشراكة معهم. من جهتها، قالت أ. الجفيلية إنّ الإدارة متى ما اقتنعت بأهمّيّة شراكة الأهل مع المدرسة، فإنّها تؤثر في المعلّمين وفي الأهل أيضًا، وهذا يحتاج إلى الصبر والتأنّي، لأنّ أوليّاء الأمور من بيئات مختلفة ودول مختلفة، لكنّ الشراكة في هذه الأيام لم تعد صعبة كالسابق، مع وجود وسائل التواصل الكثيرة والمتنوّعة التي بنت جسورًا بين الأهل والطالب. ومتى ما وجد وليّ الأمر أنّ المدرسة تسعى لبناء هذه الجسور، نجد اقترابًا من الأهل منها.   كيف يمكن لاختلاف التوقّعات وفهم الأدوار بين الأهل والمدرسة أنّ يؤدّي إلى تحديّات في بناء الشراكة بينهم؟ أكدّ د. العتيبي في بداية إجابته عن هذا السؤال، أنّ التعليم خدمة تقدّمها المدرسة، ويتلقّاها الطالب والأهل، وكلّ وليّ أمر يتوقّع هذه الخدمة بطريقة مختلفة، ووظيفة المدرسة فهم هذه التوقّعات، والبحث في خلفيّات الأهالي الثقافيّة المختلفة، من أجل الوصول إلى خدمة تتلاءم معهم. وتابع د. العتيبيّ بأنّ التحدّي الثاني هو أنّ أيّ مؤسّسة تعليميّة، دورها الأساسيّ تخريج طالب يمتلك المهارة والمعرفة والسلوك الإيجابيّ، وهذا الدور يجب أنّ توضحه المدرسة للأهل، حتّى لا تكون هناك فجوة بين الدور الذي تقدّمه المدرسة، وتوقّعات ولي الأمر منها.  وأكمل بأنّ على المدرسة أنّ تمتلك خطّة تبدأ بالمدرسة وتنتهي بالأسرة، توضّحها لأولياء الأمور، وتبيّن فيها كيف يكون دور الأهل فاعلًا في تطوير عمليّة التعليم.   ما الفرص التي يمكن استثمارها لتطوير الشراكة بين المدرسة والأهل؟ قالت د. محمّد إنّ من أهمّ الفرص استغلال الأيّام والمناسبات الوطنيّة والعالميّة، من أجل التعرّف بشكل أكبر إلى الأهل، مثل يوم الثقافات، حيث تحضر الأم برفقة ابنتها، مع ارتداء الزيّ الشعبيّ لكلّ دولة، وتشارك الطعام التقليديّ لبلدها.   ما الخطوات المستقبليّة التي يمكن اتّخاذها لتفعيل الشراكة مع الأهل؟ أكدّت أ. العيّاش على ضرورة إكمال الخطوات التي بدأت بها المدرسة لتفعيل الشراكة مع الأهل، وتوسيعها بشكل أكبر وذلك باستغلال كلّ الفرص لبناء الثقة بين المدرسة والأهل، وإشراكهم في اتّخاذ القرارات التي تنفّذها المدرسة، مثل نوعيّة المناهج المعتمدة، لأنّ أوليّاء الأمر هم من سيحافظون على استمراريّة جودة التعليم في المستقبل. الأمر الذي يحتاج إلى عمل دائم وجهد وتخطيط لبناء هذا التواصل الفعّال بما يفهم احتياجات الطالب والأهل. في خِتام الندوة، قدّمت أ. قاطرجي تلخيصًا للندوة التي سلّطت الضوء على شراكة المدرسة مع الأهل، بجوانبها المُختلفة. وشكرَت المُشاركات والمُشاركين على مداخلاتهم المهمّة، والجمهور على تفاعله واستفساره. وأشارت إلى أنّ المبادرة التي ينفّذها مركز تمام حاليًّا، تهدف إلى خلق تناغم بين ثقافة المدرسة وثقافة البيت وتحقيق احترام وتكامل بين أدوار المدرسة والعائلة، وإيجاد سُبل للتعاون والتشارك بينهما، وصولًا إلى رؤية الشراكة الناجحة والحقيقيّة بين المدرسة والأهل.

ندوة: تقييم أداء المعلّم.. المعايير والأهداف والممارسات

عقدت منهجيّات ندوتها لشهر كانون الثاني/ يناير 2025، بعنوان "تقييم أداء المعلّم: المعايير والأهداف والممارسات". وركّزت على محاور مختلفة، هي: 1. ما الهدف من تقييم أداء المعلّم؟ 2. وجهات نظر وممارسات في التقييم 3. كي يكون هذا التقييم ناجحًا... استضافت الندوة مجموعة من المتحدّثين، هم: أ. ياسمين حسن نائبة مدير للتعليم الخاص، ومدرّبة التخطيط الإستراتيجيّ، مصر؛ أ. منى مجذوب، قائدة ومستشارة تربويّة في منظّمة البكالوريا الدوليّة، لبنان/ قطر؛ أ.رينيه مزاهرة مشرفة أكاديميّة في المدرسة المعمدانيّة/ المرحلة الابتدائيّة، الأردن؛ أ. إياد رفيدي، مدير المدرسة الإنجيليّة الأسقفيّة العربيّة، فلسطين. أدار الندوة أ.يسري الأمير رئيس تحرير مجلّة منهجيات ومستشار تربويّ في تعليم اللغة العربيّة. استهلّ أ.الأمير الندوة بالتعريف بمنهجيّات مجلّة تربويّة إلكترونيّة دوريّة، موجّهة لكلّ العاملين في القطاع التربويّ في السياق المجتمعيّ. تعمل المجلّة على نشر المساهمات العربيّة والعالميّة المثرية والملهمة دوريًّا، وبأشكال تعبير مختلفة ووسائط متعدّدة، وتتابع المستجدّات في الحقل، وتشجّع الحوار الذي يثري التجربة التربويّة في العالم العربيّ، ويجعل منها مصدرًا إنسانيًّا ومعرفيًّا قيّمًا للأفراد والمؤسّسات. ودعا جمهور الندوة إلى متابعتها والمُشاركة في أقسامها.   المحور الأوّل: ما الهدف من تقييم أداء المعلّم؟ قدّم أ. يسري الأمير تقييم أداء المعلّم، في بداية الحوار على أنه أداة لتحسين الأداء وفسحة لتطوير، إلا أنّ تنفيذ التقييم على الأرض يصطدم أحيانًا كثيرة بعقبات تزيحه عن هدفه الأسمى وتحوله أداة ضغط وتهديد للمعلّم، ومن هذا السياق طرح أ. الأمير سؤاله الأوّل:   هل يجب الخوض في تقييم أداء المعلّم؟ ما الهدف من تقييم أداء المعلّم؟ أكدّت أ. رينيه مزاهرة على أهمّيّة عمليّة تقييم أداء المعلّم باعتبارها عمليّة تنمويّة جادّة، تركّز على تطوير أداء المعلّم الأكاديميّ، وبها يمكن ضبط جودة مخرجات المدرسة بشكل كامل. والهدف من تقييم أداء المعلّم هو البحث في امتلاكه الأدوات اللازمة للقيام بعمليّة التعليم على أكمل وجه، ودراسة عمليّة التطوير المهنيّ اللازم له، لأنّ جودة أداء المعلّم، تنعكس بطبيعة الحال على المتعلّمين. ولفتت أ. منى مجذوب إلى أنّ التقييم ممارسة يوميّة نستخدمها جميعًا، وهي أداة لتحسين كلّ مناحي الحياة. وهذا ينطبق على مكان العمل في المجتمع المدرسيّ، فلا شكّ في عدم قدرتنا على الاستغناء عن تقييم أداء المعلّم لأنّ التقييم هو الوسيلة لتطوير العمليّة التعليميّة وتحسينها. وذكرت أ. مجذوب أنّه عند تأسيس صرح تربويّ، نقوم بإعداد الرؤية والرسالة والمبادئ الأساسيّة لهذا الصرح. والركيزة الأساسيّة التي تترجم كلّ تلك المبادئ إلى ممارسات تعلّمية في الصفوف الدراسيّة هي المعلّم، وهو صاحب القدرة على ضمان تعلّم الطلّاب وتحسينهم أكاديميًّا. وارتكزت أ. مجذوب في كلامها على دراسة للباحث النيوزلنديّ جون هيتي، يعتبرها الكثير من الخبراء من أهمّ الدراسات في مجال التعليم في القرن الحاليّ. جمع هيتي في دراسته بيانات حول العوامل التي تؤثّر في تحصيل الطلّاب. ومن النتائج الرئيسة للدراسة أن ّالمعلّمين بكلّ ممارساتهم، هم الأكثر تأثيرًا، وليس حجم المدرسة أو الظروف الاقتصاديّة أو دعم الأهل. فإذا كان هدفنا رفع مستوى التلميذ العلميّ والأكاديميّ، علينا بشكل أساسيّ تحسين مستوى أداء المعلّم، وذلك باستعمال التقييم، لأنّه يحدّد مدى قدرة المعلّم على توظيف خبراته، والتعليم بشكل فعّال، وخلق بيئة صفيّة داعمة ومحفّزة، وبناء علاقات إيجابيّة مع الطلّاب والزملاء والأهل، ما يعزّز الثقة عند المعلّم وينعكس إيجابيًّا على تحصيل الطلّاب.   هل الهدف من التقييم واحد مع كلّ معلّم، أم يختلف بحسب الخبرة، وفترة وجود المعلّم في المؤسّسة؟ أكدّ أ. إياد رفيدي أنّ معايير تقييم المعلّم القديم والمعلّم الجديد هي ذاتها، لكنّ التوقّعات تكون أعلى من المعلّم القديم؛ على سبيل المثال في مجال الإدارة الصفّيّة، المعلّم صاحب خبرة العشر سنوات قدرته على إدارة الصفّ أكبر بكثير من المعلّم المستجدّ. كذلك الحال في معرفة المعلّم بموضوع تخصّصه، فهي تتطوّر أثناء تدرسيه، إضافة إلى تطوّر نظرته إلى الأهل والبيئة المدرسيّة على مرّ السنين. وأشار أ. رفيدي إلى أنّه عند تقييم المعلّم صاحب الخبرة يتمّ طرح تساؤلات حول تطويره الذاتيّ، هل يحسّن من أدائه ويبحث عن مصادر تحسّن من نوعيّة العمليّة التربويّة؟ وهل يستخدم التكنولوجيا الحديثة؟ وغيرها من الأسئلة المرتبطة بسنين عمله الطويلة والتطوّر المهنيّ الذي يجب أن يرافقها.   ما معايير تقييم المعلّمين؟ هل للمعلّم دور في وضع هذه المعايير؟ عرفّت أ. ياسمين حسن تقيم أداء المعلّم بأنّه مجموعة من المؤشّرات والمعايير التي تهدف إلى تقييم الكفاءة المهنيّة للمعلّم وأدائه، سواء داخل الغرفة الصفّيّة أو خارجها. وهذه المعايير مجموعة من المحاور، هي: - المهارات التدريسيّة للمعلّم: سواء من خلال التخطيط للدرس أو التصميم للأنشطة التعليميّة، بالإضافة إلى تنفيذه بعض الاستراتيجيّات المناسبة للمحتوى العلميّ الذي يقدّمه، ولإمكانيّات المتعلّمين. - الكفاءة الأكاديميّة: وتعني مدى معرفته بالمادة الدراسيّة التي تُدرّس داخل الصفّ، بالإضافة إلى تحديثه للمعلومات والمناهج التي تتماشى مع التطوّرات العلميّة من حوله. - قدرته على التواصل والتفاعل مع الطلّاب وأولياء الأمور: ليتمكّن من بناء علاقات إيجابيّة معهم واستخدام مهارات الاستماع والإقناع لإدارة النقاشات الصفّيّة. - إدارة الصفّ: أنّ تكون لدى المعلّم القدرة الكافية على ضبط النظام داخل الصفّ، وخلق بيئة تعليميّة تشجّع على التعلّم الفعّال.  - التنمية المهنيّة: وتتحقّق بمشاركة المعلّم في الدورات التدريبيّة وورش العمل التي تحسّن من أدائه، بالإضافة إلى اطّلاعه المستمرّ على أفضل الممارسات التربويّة التي يمكن تطبيقها داخل الصفّ. - تقييم الطلّاب: باستخدام المعلّم أدوات تقييم متنوّعة، يتمكّن من خلالها من قياس مدى تعلّم الطلّاب مستعملًا أساليبه التدريسيّة، وبتقديمه التغذيّة الراجعة البنّاءة لتحسين تحصيلهم الأكاديميّ. - القيم الأخلاقيّة والتربويّة: عن طريق التزام المعلّم بأخلاقيّات المهنة، واحترام التنوّع الثقافيّ والاجتماعيّ، وتعزيز قيم التعاون والمسؤوليّة بين الطلّاب. - إمكانيّة استخدام أساليب الإبداع والابتكار: وذلك باستخدام التقنيّات الحديثة، والتطوير على أساليب التدريس، بالإضافة إلى تقديمه أفكارًا ومبادرات تسهم في تحسين العمليّة التعليميّة. هذه المعايير متوفّرة في المراجع التربويّة، والنظريّات والأدبيّات، ويمكن الاطّلاع عليها. لكنّ الأهمّ من ذلك، تطبيقها بصورة واقعيّة ومدروسة. في بعض الأحيان، يمكن أنّ يُعرّض التطبيق غير المدروس المعلّم إلى بعض التحدّيات، مثل: - أن يكون التقييم غير شامل لكلّ المعايير، مثل الاعتماد فقط على النتائج الأكاديميّة للطلّاب، وتجاهل المهارات الشخصيّة للمعلّم. - التحيّز الشخصيّ، والاعتماد على العلاقات الشخصيّة في التقييم. - تعرّض المعلّم إلى ضغط العمل نتيجة للتقييم المكثفّ والمتكرر، ما يشعره بالإحباط والقلق، الأمر الذي يؤدّي إلى تراجع أدائه. - استخدام أدوات تقييم تقليديّة، ما يفقد عمليّة التقييم الناحية الموضوعيّة والحياديّة. ولفتت أ. مزاهرة إلى وجوب أن يكون للمعلّم دور في وضع معايير التقييم، من خلال خطّة استراتيجيّة داخل المدرسة، تشاركها الإدارة مع المعلّمين منذ بداية السنة الدراسيّة، على أنّ يكون التقييم جزءًا من هذه الخطّة. وشاركت أ. مزاهرة تجربتها في المدرسة المعمدانيّة، حيث يشارك قسم الموارد البشريّة في المدرسة معايير التقييم كافّةً مع المعلّمين منذ بداية السنة الدراسيّة، لتكون لديه القدرة على مراجعة هذه المعايير. وإذا كان له رأي في تعديلها أو تغييرها، يُدرَس هذا الرأي. وأكّدت أنّ معايير تقييم أداء المعلّم مستمرّة ومتغيّرة؛ فمع دخول التكنولوجيا، ظهر تطوّر مستمرّ في التعليم، ما يقودنا إلى إضافة بعض المعايير الجديدة أو تغيير القديم منها. لفتت أ. مزاهرة إلى أنّ مشاركة المعلّم هذه المعايير منذ بداية السنة الدراسيّة، تجعله يسأل نفسه التساؤلات التي يطرحها هذا التقييم؛ فبالإضافة إلى المعايير التي ذكرَتها أ. ياسمين، نركّز على مراعاة المعلّم للحاجات الفرديّة للطلّاب، فنحن لا نعمل فقط على تنمية المهارات التعليميّة، بل أيضًا المهارات الحياتيّة عند المتعلّمين. وأشارت أ. مزاهرة إلى ضرورة توفير المداس تدريبات للمعلّمين لرفع كفاءتهم المهنيّة، وذلك بزيارات صفّيّة من قبل الإدارة ورؤساء الأقسام يسجّلون فيها احتياجات المعلّمين لتنمية مهاراتهم المهنيّة. إضافة إلى ذلك، يمكن للمعلّم الشغوف الحصول على تدريبات من منصّات متنوّعة تُعنى بالشأن التربويّ.  وأكدّ أ. رفيدي ضرورة اطّلاع المعلّم على معايير تقييمه في المدرسة، وأن يكون متّفقًا معها؛ إذ قد تغفل بعض الإدارات عن معايير هامّة في عمليّة التقييم، والتي يبذل فيها المعلّم مجهودًا كبيرًا، وعن مشاركته المعايير قبل بدء عمليّة التقييم، والتي قد تتيح له الفرصة للتعبير عن وجهة نظره.   ما أثر التقييم الخارجيّ وممارساته، والذي تقوم به هيئات التعليم الرسميّة من خارج المدرسة؟ أجابت أ. مجذوب أنّ التقييم الخارجيّ الذي تنظّمه هيئات التعليم الرسميّة، عنصر أساسيّ لتحسين جودة التعليم، لأنّه جزء من استراتيجيّة وطنيّة لضمان تكافؤ الفرص، ولضمان التعلّم الفعّال للجميع. وليس هدف التقييم الخارجيّ تربويًّا فقط، بل تكون له أهداف مجتمعيّة ووطنيّة بعيدة المدى. التقييم الخارجيّ يضمن حصول الطلّاب في جميع المدارس، وبكافة اختلافاتها، على تعليم بمستوى متقدّم يحقّق تكافؤ الفرص والمساواة للجميع. هنُا أشارت أ. مجذوب إلى ضرورة التقييم الخارجيّ من الهيئات الرسميّة، لأنّه يساعد على وضع خطط تطويريّة بالاستناد على البيانات التي يتمّ الحصول عليها بهذا التقييم، لتحسين النظام التعليميّ في الدولة بشكل عامّ. وقد أشار العديد من الدراسات في منظّمة التعاون والتنمية الدوليّة والبنك الدوليّ، إلى أنّ التقييمات الخارجيّة تساعد على تحديد نقاط القوّة لدى المدارس، والمجالات التي تحتاج إلى تطوير، ما يدفع الإدارات إلى اعتماد ممارسات أفضل، بسبب تعزيز الشفافيّة والمساءلة. لكن يجب بناء التقييم الخارجيّ على معايير واضحة، مع أخذ سياقات المدارس المختلفة وأوضاعها بعين الاعتبار، وألّا يكون التقييم بهدف المساءلة فقط، بل من أجل إصلاح الأنظمة وتطويرها. وتحدّثت أ. مجذوب عن شقّ آخر من التقييم الخارجيّ، وهو التقييم من جهات دوليّة، التي تعطي الاعتماد للمدارس. وقدّمت منظّمة البكالوريا الدوليّة مثالًا على هذه المؤسّسات، حيث تقوم هذه المنظّمات كلّ خمس سنوات بزيارة المدارس المعتمدة من قِبلها، من أجل مساعدة المدرسة على تقييم نفسها ذاتيًّا، والاحتفال بنقاط القوّة التي تحقّقت، ومساعدتها في وضع خطط وبرامج تطويريّة للسنوات الخمس القادمة. وأكدّ أ. الأمير على أنّ التقييم، حتّى لو كان خارجيًّا، يجب أن تكون له معايير واضحة، وأن يكون أسلوب المشرف أو المقيّم قريبًا من المعلّم ومحترمًا له، وألّا تكون هناك رهبة للتقييم، أو أن يتمّ في حصّة واحدة فقط، لأنّ ذلك لن يكون موضوعيًّا.    المحور الثاني: وجهات نظر وممارسات في التقييم من يقوم بعمليّة تقييم أداء المعلّم؟ تحدّث أ. رفيدي في إجابته عن قيام الجهة صاحبة السلطة في أغلب الأوقات بعمليّة التقييم، إمّا الإدارة مباشرةً، أو من خلال أشخاص منتدبين عنها، أو سلطة أعلى من المدرسة مثل مديريّات التربية التي تشرف على سير المناهج المدرسيّة. وأكّد أ. رفيدي أنّ التقييم يجب ألّا ينحصر في أصحاب السُلطة، فنحن بحاجة إلى أخذ وجهة نظر الطلّاب والأهل والزملاء فيه. ونوّهت أ. مزاهرة إلى أنّ هناك أطراف كثيرة تمارس تقييم أداء المعلّم، بدايةً من تقييم المعلّم لنفسه، بتأمّل ممارساته داخل الغرفة الصفّيّة من أجل الاستثمار في نقاط قوّته، والعمل على تحسين نقاط الضعف لديه، باللجوء إلى التدريبات والمصادر المتنوّعة. كما ذكرت أبرز الأطراف الجوهريّة في عمليّة التقييم، وهم إدارة المدرسة ورؤساء الأقسام من خلال الزيارات الصفّيّة خلال الفصل الدراسيّ، على ألّا يكون هدف الزيارات المراقبة، بل المساعدة في تطوير أداء المعلّمين. وبالاستناد إلى تجربة أ. مزاهرة، تقوم الإدارة باجتماعات متكرّرة مع رؤساء الأقسام، للخروج بتوصيات تُنقل إلى قسم التطوير المهنيّ المختصّ بتوفير تدريبات للمعلّمين. ولم تغفل أ. مزاهرة عن أهمّيّة شهادات الأهل والطلّاب في عمليّة التقييم، لكنّهم ليسوا الطرف الجوهريّ فيها.   ما دور كلّ من الإدارة أو المنتدَب/ المنتدبين منها، والأهل والمتعلّمين، والمعلّمين أنفسهم؟ أشارت أ. حسن إلى مجموعة من الأدوار التي يقوم بها المقيّمون في هذه العمليّة، بحسب كلّ طرف للتقييم، بالآتي: - الإدارة: يقوم دور الإدارة على الإشراف العام، حيث تبدأ بوضع معايير التقييم، وتحاول تطبيقه بصورة عادلة ومنهجيّة. إضافة إلى التنسيق والتوجيه، حيث تعيّن مندوبين مُدربين على معايير التقييم التي حدّدتها. ومن خلالهم نتحصّل على تغذية راجعة بملاحظات بنّاءة على أداء المعلّم، وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين، بالإضافة إلى دعم التنمية المهنيّة للمعلّم عن طريق بناء خطط لتدريب المعلّمين. - الأهل والمتعلّم: أدوارهم متقاربة، ولا سيّما أنّ أولياء الأمور يتأثّرون بوجهات نظر أولادهم، وتحصيلهم الدراسيّ. ويمكن للطالب التعبير عن وجهة نظره في المعلّم من خلال استبيانات تسمح بالاطّلاع على أساليب التدريس التي ينفّذها المعلّم، كما تظهر مدى تفاعل الطلّاب داخل الصفّ، ما يعكس جودة أداء المعلّم. وجدير بالذكر أنّ تقييم الطلّاب للمعلّمين قد يكون غير موضوعيّ بسبب تأثرهم بالعواطف أحيانًا، أو بمواقف شخصيّة تعرضوا إليها مع المعلّم.  - تقييم المعلّم لنفسه: يمكن للمعلّم أن يحلّل أداءه الذاتيّ، وتحسين نقاط الضعف والاستثمار في نقاط القوّة خلال فترة معيّنة، ووضع خطط للحصول على التدريبات التي يحتاج إليها، فهو على دراية باحتياجاته كمعلّم. ويمكن أنّ يحسّن من أدائه بالتغذيّة الراجعة التي يحصل عليها، سواء من الطلّاب أو الإدارة أو أولياء الأمور. إضافة إلى تقديمه اقتراحات للتحسين.   هل التقييم مرحلة واحدة أم خطوات؟ هل كلّ هذه الخطوات أساسيّة؟ أكدت أ. منى مجذوب ضرورة بناء خطوات متتالية هدفها توفير صورة شاملة ودقيقة عن أداء المعلّم، ليكون التقييم عادلًا. وكلّ خطوة لها دور في نجاح عمليّة التقييم، وهذه الخطوات: 1. التخطيط للتقييم: وهو عمليّة تشاركيّة مستمرّة، لأنّ لكلّ معلّم طريقته الخاصّة وخبرته وتحدّياته التي يواجهها. ويجب العمل مع المعلّم منذ بداية السنة لوضع الخطّة والمعايير، لتحديد أهدافه الشخصيّة والمهنيّة التي يرغب بتحقيقها، بما يتناسب مع قدراته ومستواه المهنيّ. 2. إرشاد المعلّم: قبل البدء بالزيارات الصفّيّة، تُنظّم اجتماعات فرديّة مع كلّ معلّم، للتأكّد من فهم المعلّم معايير التقييم، وقبل كلّ زيارة صفيّة يُعلَم بالهدف منها والمعايير التي سيتمّ تقييمها في هذه الزيارة. 3. الزيارات الصفّيّة: ليس بالضرورة أنّ يكون المقيّم في الزيارة مدير المدرسة، بل ممكن أن يكون مشرف القسم أو زميلًا. 4. الاستفسار التقديريّ والتفسيريّ: نطرح على المعلّم أسئلة حول نقاط القوّة في حصّته، ويهدف هذا الاستفسار إلى تحديد مجال نموّه، حتّى لا تكون هناك أوامر مفروضة على المعلّم بطريقة فوقيّة. وعلى المقيّم أيضًا جمع بيانات تفصيليّة، حتّى تكون ملاحظاته مبنيّة على مؤشّرات علميّة تظهر في إدارة المعلّم للصفّ، وتفاعل الطلبة وتحصيلهم العلميّ.    كيف نجعل عمليّة التقييم هذه أبسط وأسهل وأكثر فاعليّة؟ أكدّ أ. رفيدي ضرورة التركيز على نقاط القوّة لدى المعلّمين، لأنّ الإنسان بشكل عامّ من حقّه الحصول على تقدير لإنجازاته واجتهاده، سواء من الإدارة أو الطلّاب. لذلك التشجيع ركيزة أساسيّة في عمليّة التقييم من أجل الاستفادة منه أداةً للتحسين. كما أشار أ. رفيدي إلى اختيار المسمّيات بشكل لطيف وإنسانيّ، كأن لا نقول نقاط ضعف، بل نقاط تحتاج إلى تحسين.   المحور الثالث: كي يكون هذا التقييم ناجحًا... ما آثار عمليّة تقييم سيّئة في المعلّمين وأدائهم؟ نوهت أ. مزاهرة بضرورة ألّا يكون هناك أثر سلبيّ لعمليّة التقييم في المعلّم؛ إذ يجب على المدرسة ممثّلة بالإدارة ورؤساء الأقسام والمعلّمين، العمل بروح فريق واحدة، هدفه تحسين جودة التعليم المقدّمة إلى الطالب. وحتّى لا يكون هناك تأثير سلبيّ في المعلّم أثناء تقييم أدائه، يجب أن يكون هناك تشجيع للمعلّم الذي لديه نقاط قوّة. والمعلّم الذي لديه بعض النقاط التي بحاجة إلى التحسين، يجب أنّ يكون معه مرشد يساعده ويدعمه مهنيًّا. وأكدّت أ. مجذوب على أنّ التقييم السيّئ للمعلّمين يعطّل جميع أهداف التقييم، لأنّه لا يساعد في تطوّر المعلّم، والذي يعتبر العنصر الأكثر تأثيرًا في التحصيل العلميّ للطلّاب، بل على العكس، يقلّل من عزيمة المعلّم ويزيد من توتّره وإحباطه، ويشعره بالخوف من الرقابة. وعندما يظلّ المعلّم في موقف الدفاع عن نفسه، سيرفض التغذية الراجعة، ويتجنّب التفاعل مع الزملاء والإدارة، ما يؤدّي إلى خسارة الكثير من المبادرات التطويريّة، وتحسين أسلوب التعلّم. ونوّهت أ. حسن إلى أنّ التقييم السيّئ للمعلّم يجعله متجنّبًا المخاطرة أو التجديد في التدريس، فيلتزم بالأساليب التقليديّة حتّى يتجنّب الانتقادات. ويؤدّي أيضًا إلى ضعف علاقة المعلّم مع الإدارة والزملاء والطلّاب، ما يولّد صراعات داخل بيئة العمل، وصولًا إلى الهجرة المهنيّة، حيث يترك المعلّم عمله بسبب عدم القدرة على الاستمرار في بيئة يُمارس فيها التقييم السيّئ باستمرار.   ما مخاوف المعلّمين من عمليّة تقييم أدائهم؟ ذكرت أ. ياسمين وجود عدد من المخاوف التي يشعر بها المعلّمون من عمليّة التقييم، وهي: - الخوف من التحيّز: قد يعتمد التقييم على الانطباع الشخصيّ، أو المصالح الشخصيّة. - القلق من العواقب السلبيّة للتقييم: قد يتحوّل التقييم إلى وسيلة عقابيّة، أو وسيلة إرهاب تتسبّب في تقليل الراتب، أو نقله من مكان إلى آخر، أو فقدان ترقيّة. - الضغط النفسيّ بسبب التقييم المستمرّ أو المفاجئ. - الشعور بعدم التقدير. أكّدت أ. مزاهرة على ضرورة تطبيق سياسة الباب المفتوح بين المعلّم والإدارة منذ بداية العام الدراسيّ، يشارك فيها المعلّم مخاوفه والمشاكل التي تواجهه داخل الغرفة الصفيّة، أو أي شيء يؤثر في مسار العمليّة التعليميّة، من أجل التوصّل إلى حلول، والحصول على تقييم عادل في ختام السنة الدراسيّة   كيف نضمن موضوعيّة التقييم؟ شدّدت أ. مجذوب على ضرورة تبنّي المؤسّسات منهجيّات خاصّة للتقييم، وهناك العديد من المنهجيّات العالميّة المدروسة في هذا الخصوص. وعلى المدرسة اختيار المنهجيّة التي تناسب ظروفها والسياقات التي تعمل فيها. إنّ الالتزام بهذه المنهجيّات يضمن الموضوعيّة والعدالة في التقييم. ولضمان الموضوعيّة أيضًا، يمكن توزيع استبيانات على الطلّاب أو الأهل.  كما تجدر الإشارة إلى ضرورة وجود أكثر من شخص في عمليّة التقييم الواحدة، فكل شخص مرتبط بالمجتمع المدرسيّ، له صوت في تحسين عمليّة التعليم. واتّفق أ. رفيدي مع أ. مجذوب على ضرورة عدم الاعتماد على الإدارة في عمليّة التقييم، لأنّ المدير وحده لا يكفي، وبطبيعة الحال هو يأخذ التغذية الراجعة من الطلّاب والزملاء. ولضمان موضوعيّة التقييم، يجب أن تكون اللجنة المنتدبة من الإدارة لجنةً مؤهّلة لأداء هذه المهمّة.   في حال إشراك الأهل والمتعلّمين، كيف نضمن التزامهم بمعايير محدّدة؟ نوهت أ. حسن بضرورة التزام الأهل بمعايير محدّدة لعمليّة التقييم، لتحقيق الموضوعيّة والعدالة فيه، وذلك مرورًا بعدد من الخطوات، وهي: 1. التوعية بالمعايير والأهداف الخاصّة بعمليّة التقييم للأهل والمتعلّمين، من خلال توفير المدرسة جلسات تعريفيّة توضح ذلك، لمحاولة ضبط عمليّة الانحياز، أو أنّ يكون التقييم غير موضوعيّ. 2. أن تُصمّم أدوات واضحة وموجّهة، مثل استخدام الاستبيانات المدروسة. 3. توفير أمثلة عمليّة لنماذج استُخدِمت عمليّة التقييم فيها، مع شرح كيفيّة تطبيقها، ما يمكّن الأهل والمتعلّمين من فهم كيفيّة تقييمهم الأداء بناءً على المعايير المحدّدة للتقييم. 4. تشجيعهم على استخدام عبارات موضوعيّة ومحدّدة، وتجنّب استخدام العبارات العامّة والتحيّز. 5. استخدام نظام رقابيّ، من خلال استخدام آليّات مراجعة داخليّة لمقارنة الملاحظات التي جُمعت من الأهل والمتعلّمين، مع أداء المعلّم في المدرسة. 6. التشجيع على الحوار المستمرّ. اعتبرت أ. مزاهرة أنّ الأهل ليسوا طرفًا رئيسًا في تقييم أداء المعلّم، إذ تعطي شهاداتهم مجرّد تلميحات عن أدائه. أمّا الأطراف الرئيسة فهي الإدارة ورؤساء الأقسام والمعلّم نفسه. بينما أكّد أ. رفيدي على أنّ دور الأهل في عمليّة التقييم يتلّخص في توفيرهم التغذية الراجعة عن شعور الطالب، وتأثير المعلّم فيه.   كيف نقيّم عمل هيئة تقييم أداء المعلّمين؟ تحدثت أ. مجذوب عن أهمّيّة قياس تأثير هذا التقييم في التطوير والتحصيل الأكاديميّ للمتعلّم. من هنا، تمكن معرفة إذا ما كان تقييم هذه الهيئة ناجحًا أم لا. وقياس هذا التأثير يعدّ المؤشّر لالتزام هيئة التقييم بالمعايير والخطوات المحدّدة مسبقًا، وفق منهجيّة متّفق عليها.  وأضافت أ. مجذوب أنّ رضا المعلّمين والطلاب وأولياء الأمور، أداة ناجحة لتقييم هيئة التقييم، ويمكن قياس ذلك باستبيانات دوريّة مدروسة وموضوعيّة، ويمكن تقييم نتائجها. وذكرت أ. مزاهرة أنّه يمكن تقييم أداء هيئة المقيّمين بملاحظة تغيير في أساليب التدريس عند المعلّم، وبحصوله على الدورات والتدريبات، وبتطوّر أدائه المهنيّ، وملاحظة تطوّر في سلوكه داخل الغرفة الصفّيّة. كما تجب ملاحظة التشاركيّة بين الأطراف، وتواجد المقيّم لدعم المعلّم بشكل دائم، واستماعه لملاحظاته واحتياجاته. كما أكدّ أ.رفيدي أنّ المهمّ في عمليّة التقييم هو النتيجة الجيّدة على المعلّم والطلّاب، بغضّ النظر عن التزام المقيّمين بخطوات التقييم بحذافيرها. ونوّهت أ. حسن بضرورة وجود لجنة تقييم هيئة التقييم، لتراجع أعمالها بشكل دوريّ، واستخدام أنظمة إلكترونيّة تحلّل هذه التقييمات لضمان الدقّة وتقليل التحيّز.   أسئلة الجمهور من يحدّد إذا كانت عمليّة التقييم سيّئة؟ أشار أ.الأمير إلى أنّ عمليّة التقييم تكون سيّئة عندما يكون التقييم غير قائم على مناهج علميّة، واطّلاع مستمرّ على أداء المعلّم، أو قائمًا على انطباعات وعلاقات شخصيّة. هل يمكن تقييم أداء المعلّم بشكل موضوعيّ في صفوف متهالكة وظروف غير مناسبة للعمليّة التعليميّة؟ أجابت أ. مجذوب أنّ تقييم المعلّم ليس هدفه النقد، بل الهدف الأوّل هو مساعدته، فالتقييم هُنا لمساعدته في البيئة التي يواجهه فيها الكثير من التحديّات، وتوجيه الدعم له. ما مدى تأثير الراتب المتنبّي في أداء المعلّم؟ أكدّ أ. رفيدي على ضرورة التقييم، بالذات في المدارس المتهالكة ذات الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة الصعبة، من أجل تحسين العمليّة التعليميّة في هذه البيئات. أمّا بالنسبة إلى الدخل، فيجب أنّ تكون رسالة التعليم واحدة بغضّ النظر عن الدخل. إذا كان أداء المعلّم هو المحدّد لتقييمه، لماذا يختلف التقييم باختلاف المشرِف؟ أرجعت أ. حسن اختلاف التقييم باختلاف المشرف، إلى شكل العلاقة بينه وبين المعلّم، وستؤثّر أيّ خلافات بينهما على التقييم، فالطبيعة البشريّة لا تُطبّق التقييم بشكل موضوعيّ دائمًا. ونصحت أيّ معلّم بأن يقدّم العمل المطلوب منه، وأن يبدعه إذا تمكّن من ذلك، بغضّ النظر عن التقييم. كيف نستفيد من أداء المعلّم الذي وصل إلى درجة الاحتراق الوظيفيّ؟ أكدّت أ. مزاهرة على أنّ وجود فريق متعاون يستمع إلى المعلّم، ويتناقش معه في مشاكله وظروفه داخل الغرفة الصفّيّة، يمنعه من الوصول إلى الاحتراق الوظيفيّ. هل المناهج التعليميّة تؤثر في أداء المعلّمين، وبالتالي في تقييمهم؟ أشارت أ. حسن إلى التأثير السلبي لتغيير المناهج باستمرار، خصوصًا مع عدم وجود الدورات التدريبيّة الكافية أو الخطط الممنهجة، ليتأقلم المعلّم مع هذه المناهج الجديدة، ما يجعل المعلّم أمام مشكلة في تطبيق المنهاج الجديد في المدّة الدراسيّة المحددة.   في خِتام الندوة، قدّم أ. الأمير تلخيصًا للندوة التي سلّطت الضوء على تقييم أداء المعلّم، بجوانبها المُختلفة. وشكرَ المُشاركات والمُشاركين على مداخلاتهم المهمّة، والجمهور على تفاعله واستفساره. ودعا إلى أن تشكّل الندوة أساسًا لاتّخاذ خطوات فعليّة وعمليّة لتحسين عمليّة تقييم أداء المعلّم.  

مساحة تعبيريّة مفتوحة للمعلّمين والمختصّين، تتمحور حول عرض أفكار ووجهات نظر نقديّة وأحلام شخصيّة انطلاقًا من تجربة تعليميّة، ولا تتوقّف عند ذلك.

خطاب مفتوح إلى المعلّمين والمعلّمات
أيّها المعلّمون والمعلّمات السلام عليكم وعلى أحلامكم وآمالكم. تأكدّوا أيّها، المعلّمون والمعلّمات، أنّكم أجنِحتُنا التي سنطيرُ بها إلى زم... تابع القراءة
الإشراف التربويّ: دوره وأهمّيّته في تحسين جودة التعليم
المدرسة وسيلة لتغيير المجتمع ونموّه، وهذا التغيير يتطلَّب الاهتمام بتطوير العمليّة التعليميّة، تمهيدًا للوصول إلى النموّ، ولتحقيق هذا الت... تابع القراءة

حوار مباشر مع معلّمات ومعلّمين، يتمّ بالإجابة عن مجموعة أسئلة عن الحياة في المدارس، وتجارب مختلفة وتحدّيات يوميّة. كلّ المعلّمين مدعوّون إلى المشاركة في الدردشة لنقل آرائهم ومقارباتهم الخاصّة.

فراس شوّاخ- معلّم لغة عربيّة لمرحلتَي المتوسّطة والدبلومة- سوريا/ الإمارات العربيّة المتّحدة

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ إحدى الاستراتيجيّات الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، استراتيجيّة "فراير" التي تهدف إلى تعزيز الفهم من خلال توظيف خريطة المفاهيم بشكل منظّم. خطوات تطبيق الاستراتيجيّة 1.  اختيار مفهوم نحويّ أو أدبيّ من الدرس (مثل: الجملة الاسميّة، الاستعارة، أو الشخصيّة الروائيّة). 2.  توزيع ورقة عمل مصمّمة بأسلوب نموذج "فراير" تحتوي على أربعة أقسام: - تعريف المفهوم (بصياغة الطالب).  - خصائص المفهوم (سماته المميّزة).  - أمثلة (أمثلة صحيحة عن المفهوم). - لا أمثلة (أمثلة خطأ لا تنطبق على المفهوم). 3.  شرح النموذج مع تقديم مثال توضيحيّ للطلبة. 4.  تقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة لتعبئة النموذج باستخدام المفهوم المحدّد، أو العمل عليه فرديًّا.  5.  مناقشة النماذج المكتملة، وتبادل الأفكار بين الطلبة لزيادة الفهم وتعميقه.  تجاوب الطلبة - التفاعل مع النموذج كان ملحوظًا، حيث أبدى الطلبة اهتمامًا باستخدام نموذج "فراير" أداةً تنظيميّة للفهم. -  لاحظت زيادة في دافعيّة الطلبة لتطبيق المفهوم في سياقات مختلفة، ولا سيّما أثناء مناقشات الصفّ. -  عزّزت هذه الاستراتيجيّة الفهم العميق للمفاهيم النحوية والأدبيّة.  -  ساهمت في تحسين مهارات التفكير النقديّ لدى الطلبة من خلال تصنيف الأفكار وتحليلها.  - وفّرت فرصة لتعبير الطلّاب عن أفكارهم بوضوح، ما أدّى إلى تعزيز مشاركتهم في العمليّة التعليميّة.   كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ - تصميم الأنشطة بحيث تشمل استخدام التكنولوجيا (مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ) جنبًا إلى جنب مع العمل الجماعيّ والنقاشات الشخصيّة. - تحقيق تعلّم عميق وشامل يجمع بين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على الروح الإنسانيّة.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في بداية مسيرتي المهنيّة، كنت أظن أنّ التحكّم الكامل في الحصّة الدراسيّة وإدارة كلّ تفاصيلها بنفسي، هو الطريقة الأكثر فعّاليّة لضمان تحقيق الأهداف التعليميّة. كنت أمارس أسلوبًا يتسم بالإلقاء المباشر مع إعطاء مساحة محدودة لمشاركة الطلّاب وتفاعلهم مع المادّة. ثمّ اكتشفت أنّني أقوم بدور الشرطيّ المراقب، فعدّلت وخصّصت وقتًا في كلّ حصّة لتلقّي استفسارات الطلّاب ومناقشة آرائهم. كما اطّلعت على تجارب زملاء متمرّسين، واستفدت من نصائحهم.   افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ من الموضوعات المهمّة التي يجب اكتسابها هي إدارة الضغوط النفسيّة، وطرق الحفاظ على التوازن النفسيّ للمعلّم في بيئة العمل.   هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين والمعلّمات في العالم العربيّ يعدّ ضرورة مُلحّة، خصوصًا في ظلّ الأزمات التي يواجهها التعليم. وأقترح إنشاء منصّة إلكترونية تعليميّة تجمع المعلّمين والمعلّمات في العالم العربيّ لتمكينهم من التواصل، تبادل الخبرات، والتعاون في مشاريع تعليميّة.   كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ أبدأ بالتواصل الإيجابيّ مع أوليّاء الأمور من بداية العام الدراسيّ، برسائل ترحيب أو لقاءات تعريفيّة، وبالنشرات الأسبوعيّة والشهريّة التي أرسلها إليهم.   كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ تبنّي نمط حياة صحّيّ: - النوم الكافي: الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم لتعزيز الصحّة العقليّة والجسديّة. - التغذية المتوازنة: أتناول أطعمة غنيّة بالعناصر الغذائيّة التي تعزّز الصحّة النفسيّة، مثل الأطعمة الغنيّة بالأوميغا والفواكه والخضروات. - ممارسة تقنيّات الاسترخاء: مثل التنفّس العميق، التأمّل، أو اليوغا لتخفيف التوتّر. - ممارسة رياضة المشي يوميًّا لتحسين المزاج.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ - أضع برنامجًا وتقويمًا أسير عليه، فأضع فيه الأَولى فالأَولى: أبدأ يومي بتحديد المهامّ الأكثر أهمّيّة وإلحاحًا، وأركّز على إنجازها أوّلاً. يساعدني ذلك على استخدام الوقت بكفاءة وتجنّب الشعور بالإرهاق. - تقسيم المهامّ الكبيرة إلى أجزاء صغيرة: أقسّم المشاريع الكبيرة أو المهامّ المعقّدة إلى أجزاء أصغر، مع تخصيص وقت محدّد لكلّ جزء. هذا النهج يجعل العمل أقلّ رهبة، وأكثر قابليّة للإدارة.   اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. إيجابيًّا: مهنة الأنبياء والرسل معلّمي البشريّة الخيرَ؛ فمهنة التعليم تمنحني شعورًا عميقًا بالإنجاز والتأثير الإيجابيّ في الآخرين. ورؤية تطوّر الطلّاب ونموّهم الأكاديميّ والشخصيّ، تعدّ تجربة مُرضية لي للغاية. سلبيًّا: لم أجد في هذه المهنة أثرًا سلبيًّا سوى الضغط الناتج عن كثرة المسؤوليّات والالتزامات، مثل التخطيط للدروس، وتصحيح الواجبات، والتعامل مع متطلّبات أولياء الأمور والإدارة. يؤدّي الضغط إلى استنزاف الوقت والطاقة.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ عندما كنت أدرّس طلّاب الصفّ السادس قصّة كليلة ودمنة، وقف طالب وسألني: هل يستطيع الثعلب التحدّث بلغة إنكليزيّة؟! فضحكنا جميعًا. ثمّ تدخّلت وشرحت لهم بأنّ الكاتب يستطيع نسج شخصيّاته وإلباسها ما يريد، فيجعلها تتحدّث بأيّ لغة يريد، وبأنّ شخصيّات الحيوانات في قصّة كليلة ودمنة ترمز إلى الإنسان، فاجعلها تتحدّث بأيّ لغة تريد. تلك الحادثة كانت درسًا لي في كيفيّة تحويل المواقف غير المتوقّعة إلى فرص تعليميّة ممتعة.

مي نبيل الديني- معلّمة ومدرّبة- فلسطين

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ الدراما التكوّنيّة، عباءة الخبير، منحى STEAM. حيث أسهم توظيفها بتفعيل جميع الطلّاب على جميع مستوياتهم، وإدراك الطالب لقيمته ودوره داخل عمليّة التعلّم. وبالتالي، رفع ثقة الطلّاب بأنفسهم وإدراكهم لذواتهم. ثمّ ارتفاع مستوى التحصيل العلميّ ومستوى مخرجات التعلّم المحسوسة، وتطوير اتّجاهات الطلّاب نحو تعلّم العلوم وثقتهم بأهمّيّتها حياتيًّا، واكتساب العديد من المهارات العمليّة والعقليّة والتصميميّة والرقميّة. وقستُ تلك التطورات جميعها عبر تطبيق المقاييس والاختبارات ودراسة حجم الأثر.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ حين يتمّ دمج جوانب STEAM مع الدراما التكوّنيّة والعباءة، نحصل على تعلّم إبداعيّ متكامل. فالدراما التكوّنيّة تحاكي جوانب التفاعل الاجتماعيّ، والوعي الإنسانيّ، والتعاطف وفهم الآخر ودوافعه وأفكاره، وفهم الذات. إضافة إلى إدراك النموذج الذي نتعلّم منه كيفيّة الفعل، وتبنّي القيّم عن قناعة، والوصول إلى وعي كامل بالاستثمار الذي سنحقّقه أفرادًا لدينا الخبرة والكفاءة آنيًّا ومستقبلًا، لأنفسنا وللأسرة والمجتمع. وخلال ذلك، يمكننا دمج بعض التطبيقات الرقميّة التي تساعد في فهم جوانب البحث العلميّ، أو توظيف بعض التطبيقات، لتنظيم خلاصة أبحاثنا وعرضها، أو حتّى أداء المهام الموكلة إلينا عبر التفويض، بعد اكتمال خبرتنا في سياقات العباءة. كما يمكننا توظيف التكنولوجيا عبر تطبيقات التصميم الهندسيّ، والذي يعدُّ جزءًا من إعداد المحيط في الدراما الذي يسهّل تحقيق انخراط فعليّ للطالب في الدور.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ في البداية نظنُّ أنّنا لا بدّ أن نكون أشدّاء وحازمين جدًّا في التعامل مع الطالب، ليركّزوا في عمليّة التعلّم، ولتكون للمعلّم هيبته. ولكنّني اكتشفت أنّ الشدّة تُرهب الطالب فتقيّد إبداعاته. كما أدركت أنّ الطالب مهما خلت حياته من المسؤوليّات، يمرّ بالعديد من التغيّرات والظروف التي تحكم سلوكيّاته وتقدّمه. وأنّ الإنسان عمومًا، أكثر ما يحتاج إليه هو اللين واللطف، فصعوبات الحياة لا تقتصر على الكبار. وأدركت ضرورة مشاركة المعلّم لذاته مع طلّابه، ما يبني علاقة ودّيّة وتفاهمًا كبيرًا بين المعلّم والطلّاب، فيكون بمثابة الأخ والصديق، وهذا يشجّع الطلّاب على التعبير عن ذواتهم. لا بدّ للمعلّم أنّ يمرّ بالعديد من الأخطاء في طرائقه التدريسيّة، وهذه الأخطاء طبيعيّة عند تجربة الأشياء الجديدة. وكلّ خطأ فرصةٌ للتطوير، وليس عيبًا أو عائقًا يمنعنا من الاستمرار في التجريب. وفي كلّ طريقة تدريس جديدة، تكون هناك معيقات وصعوبات، بالتجربة نعرفها لنضع حلولًا وبدائل تيسّر العمل وتحقّق الفائدة المرجوّة.   افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ - مهارة مشاركة الذات مع الطلّاب وفق آليّة متدرّجة. - مهارات التدريس بنهجَي الدراما المدمجين مع منحى STEAM. - مهارة توظيف التقنيّات الرقميّة في التدريس بشكل محقّق للهدف، وليس لمجرّد التوظيف. - مهارة تطوير التعلّم بالمشروع لدى الطلّاب.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟ بالتأكيد فهو يحقّق تبادل الخبرات بين المعلّمين، خصوصًا في كيفيّة إدارة التعلّم في وقت الأزمات، والجوانب التي يجب أنّ يراعيها المعلّم في الطلّاب في مثل هذه الفترات، وكيفيّة تقديم تعليم ليّن يرفق بالطلّاب. وأقترح مبادرة تقدّم بعض المقترحات لتجاوز الضغط الداخليّ، والتفريغ النفسيّ للمعلّم ذاته، ثمّ كيفيّة التفريغ النفسيّ للطلّاب، وسط تقنيّات التعلّم المناسبة.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ يلاحظ وليّ الأمر حماس المعلّم وحرصه على جميع جوانب نموّ الطلّاب: النفسيّة والفكريّة والشخصيّة والسلوكيّة. كما يلاحظ التطوّرات الإيجابيّة التي تطرأ على طفله في هذه الجوانب، بعد المشاركة في فعّاليّات تعليميّة وسط الأزمات مثلًا. من هنا، ينطلق ولي الأمر تلقائيًّا إلى متابعة تعلّم الطفل، خصوصًا إن ارتفع مستوى الحماس لدى الطفل، وبدأ يقنع أهله بنفسه بمتابعة تعلّمه؛ مثل أنّ يطلب من الأم أنّ تدوّن له بعض التمارين ليكون متميّزًا في الحصّة الدراسيّة، ليعجب المعلّم ويمدح تطوّر أدائه. هذا المديح ينتقل تلقائيًّا من الطفل إلى وليّ الأمر، ما يحقّق شعورًا بالرضا والإنجاز، ليكون دافعًا إلى مزيد من الاهتمام. كما يشجّع التواصل المباشر مع المعلّم وليَ الأمر، بحيث يقدّم المعلّم إليه تقريرًا أسبوعيًّا حول تطوّرات الطفل، ما يسهم بإشراك وليّ الأمر في متابعة جوانب القوّة والضعف لدى الطفل. ينمّي ذلك شعورًا بالمسؤوليّة للبناء والتحسين، كما يشجّع المعلّم الطلّاب على الحوار مع الوالدين في الموضوعات التي تُناقَش، وأخذ آرائهم في بعض المهامّ المكلّف بها، ما يجعل ولي الأمر منخرطًا بشكل كامل في تعلّم الطفل.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ بالعمل ووضع المزيد من الأهداف وتوسيعها، كما أحرص على الجوانب الترفيهيّة واستكشاف المواهب وتنميّتها بتخصيص لقاءات مرتبطة بالمشاركات الإبداعيّة ضمن المبادرات. وأخصّص حوارات مرتبطة بجوانب يختارها الطلّاب، وتكون غالبًا اجتماعيّة أو شخصيّة مرتبطة بتبعات التحدّيات الراهنة، أو بتجارب صعبة عايشناها خلال الحرب. هذه اللقاءات تسهم بشكل كبير في التفريغ النفسيّ لنا، معلّمة وطالبات أيضًا. ولاحظت التطوّر الإيجابيّ الكبير عليّ وعلى طالباتي. على الصعيد الشخصيّ، تخلّصت من اليأس الذي ملأني لفترة طويلة خلال الحرب. كما لاحظت ذلك على طالباتي اللواتي عانى معظمهنّ من الفقد وتبعاته، فقد كنّ في بداية اللقاءات في حالة من الاستماع والصمت وعدم إبراز ما لديهنّ. ولكنهنّ الآن في كلّ مرة، يثبتن أنّ لديهن الكثير لتقديمه ومشاركته معنا بعد تجاوز كبير للأزمة النفسيّة.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟ جدولة الأعمال وتحديد الأولويّات. وفي حال الضغط الشديد، أقوم بإنجاز الأعمال الأسهل والأسرع لتخفيف كمّ الأعباء، ثمّ التركيز على المهامّ الأصعب. أستعين في بعض الأحيان بشخص خبير وثقة، لأستند إليه في المساعدة في بعض الأعمال.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. الأثر الإيجابيّ: ثقة أكبر بالنفس، وإدراك أعمق للقدرات والإمكانيّات، وفرصة عظيمة لتحقيق الإنجازات والرضا الذاتيّ عبر إفادة الآخرين وتنميتهم. ولا يوجد أثر سلبيّ.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ لا أذكر أطرف حادثة مع كثرتها. ولكنّي أذكر أوّل حادثة في أوّل شهر عمل لي، فقد كان لها أثر في نفسي وفي خبرتي. كان يوم اختبار قصير للعلوم، وبعد أن وزّعت الأوراق، وإذ بطالبة ترفع يدها بشكل غريب. ظننتها ستسألني، ولكنّها بدأت تتشنّج تشنّجات متكرّرة وسقطت أرضًا. لم أدرك ما يحدث وأصابني التوتّر، واستعنت بمعلّمة في صفّ مجاور، كان لها لحسن الحظّ خبرة في التعامل مع حالات الصرع. استطاعت أنّ تتعامل مع الحالة حتّى وصول المساعدة والأهل. كانت الطالبة متميّزة إلى الحدّ الذي لا يخطر ببالك أنّها تعاني مشكلة صحّيّة كهذه، وما زلت اتابع أخبارها وتطوّراتها عبر حسابها على "فيسبوك"، وقد أنهت دراستها الجامعيّة والتحقت بسوق العمل.  

آيات عدنان- كاتبة ومعلّمة- الأردن

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟ هنالك العديد من الاستراتيجيّات الفعّالة، أذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر: - استراتيجيّة النمذجة، وهي ذات فعّاليّة عالية جدًّا، وقمت ببحث استقصائيّ، وممارسات عمليّة أثبتّ فيها جدارتها بكلّ أنواعها. - توظيف التكنولوجيا والألعاب التعليميّة ومنصّات القراءة لخدمة اللّغة العربيّة بكافّة مهاراتها: استماع، تحدّث، قراءة، تعبير. - العصف الذهنيّ، وما وراء التعلّم، وربط التعلّم بالحياة والواقع، وتوظيف التعلّم.   كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ يفتحان الباب على مصراعيه للخيال والإبداع. ولا أجد أجدر بالذكر من المثال الحيّ الذي طُبِّقَ في حصّة التعبير، عندما ألّف الطلبة والمعلّمة نصًّا يُعبّر عن لوحة فنّيّة ما، ثمّ طُلِبَ من الذكاء الاصطناعيّ تجسيده في لوحة، ما أثار دافعيّة الطالبات إلى كتابة أكثر خياليّة وإبداعيّة لتحويل النصّ المكتوب إلى صورة فعليّة، ودبّت روح المنافسة، من لوحتها أجمل، وبالتالي تعبيرها أعمق.   في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟ العلامة ليست معيارًا للطالب، ولا سيفًا حادًّا يسلَط عليه. والسعي نحو كمال العلامة وتمامها ليس ضرورة، بقدر سعينا نحو المحاولة والاستمرار، فالبناء العظيم أوّل ما شُيّد بلبنة واحدة. كنتُ أسعى بشكلٍ مبالغٍ فيه لرفع تحصيل العلامات لدى الطالبات، ومنحهنّ إيّاها عند استحقاقهنّ المطلق لها، من دون الأخذ بعين الاعتبار ما يكتسبن من مهارات معي طوال الفصل. ولكن، الحمد لله تخلّصتُ من هذا التعنّت، فعلى سبيل المثال منحتُ جزءًا من العلامة لمن يتحدّث بثقة أكبر، ويوظّف التنغيم الصوتيّ، ومن يشترك بتصميم مشاريع للغة العربيّة. وصرت أحترم أيّ محاولة لرفع العلامة يقدمها الطالب وأقدّرها. لم تعد العلامة شيئًا مقدّسًا لا يمكنني المساس به، إذ صارت أمرًا نسبيًّا قابلًا للتعديل.   افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟ 1. توظيف أدوات التقويم، نتبادل الخبرات والاجتماعات بخصوصها. 2. التعلّم الوظيفيّ، أحاول مرارًا التعمّق فيه، وبالتأكيد استراتيجيّات التدريس، وربط الطالب بالقراءة المستدامة.   هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟  طبعًا مهمّ، فلكلّ بلد تجربته وطابعه العامّ، وتبادل الخبرات مُثمر على جميع الأصعدة، خصوصًا في محاكاة التجارب الناجحة. وأقترح الندوات والسفر بين البلدان لحضور المؤتمرات وورش العمل وتطبيقاتها. على سبيل المثال، مشاركتي في مؤتمر قطر للتعليم عن بُعد، حيث استفدتُ منه كثيرًا، وأضافت المشاركةُ خبراتِ معلّمين ومستشارين إلى تجربتي المتواضعة. كما كان لاشتراكي في منصّة متواجدة بدبيّ أثر كبير لأخذ فكرة متنوّعة عن طبيعة المناهج هناك. وأرى أنّ الاشتراك الوجاهيّ بين المعلّمين في الدول المختلفة سيثمر بشكل أكبر.   كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟ من خلال مجموعات التواصل الاجتماعيّ، وإيجاد عالم أوسع من حدود الكتاب؛ عالم مشترك بين المعلّم والطالب والمكتبة والمؤسّسات الثقافيّة وغيرها العديد. أجتمع مع أولياء الأمور وأخبرهم عن الطرق اللّازمة لدعم الطلبة، بالإضافة إلى ربطهم بمجريات العمليّة التعليميّة، من خلال صفحة "فيسبوك" ومجموعات "واتساب". ومثال ذلك عرض مبادرتي الشخصيّة "القراءة حياة" بكلّ تطوّراتها مع الطلبة، ومجرياتها الأسبوعيّة على أولياء الأمور، وتعاونهم معي بشراء الكتب للطلبة، ومساعدتهم بالتلخيص، وغيرها العديد.   كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟ أوّلًا: الصبر وعدم اليأس من المستوى الأكاديميّ في النطاق الحكوميّ، ثمّ رفد نفسي بخبرات وقراءات متنوّعة ودورات، والإبحار في عوالم الكتب لأنهل منها ما استطعت زادًا لرحلتي. إضافة إلى مواكبة التطوّرات والاشتراك الدائم بالدورات، لقدرتها على إعطاء حلول لمشاكل مستمرّة ولتحدّيات تعليميّة، ومثال ذلك أنّني عنصر دائم الاشتراك ومتطوع على منصّة "نحن". كما أشارك دائمًا في دورات وندوات مؤسّسة الملكة رانيا لتدريب المعلّمين. وأستمدُّ طاقتي المتجددة أيضًا من تخصيص وقت كافٍ للقراءة والمطالعة في كافة الميادين، ما يجدّد طاقتي التي استنزفت، ويرفدني بكلّ ما هو جديد وقيّم، وبعدها أعود أقوى إلى ميدانيّ.   ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟  التعاون بين الطالب والمعلّم في كمّ الواجبات المفروضة في المنهج، والتواصل عن بعد لما يوفّرهُ من وقت واتّصال دائم ومصادر تعلّم متنوّعة.   اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا. من ناحية إيجابيّة فعّلَّت مهارات التواصل لديّ، وعملت على رفدِ شخصيّتي بقدرات مختلفة وصلبة. كما تخلّصت من التوتّر والرهاب الاجتماعيّ، واطّلعت على ثقافات وفضاءات مختلفة. أمّا من ناحية سلبيّة، فكان لضغط العمل جوانب سلبيّة نوعًا ما على صحّتي.   ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟ طالب في الصفّ السادس من المتفوّقين، لكنّه في مهارة التعبير يفتقر إلى أسس النجاح الأوّليّ. كانت صدمته أنّه حصل على علامة تلامس الصفر في التعبير، ولشدّة صدمته، قمتُ بخطّة تطويريّة قائمة على القراءة والمطالعة، تضمّنت قراءة أكثر من 65 كتابًا تجاوز عدد صفحات الواحد منها 200 صفحة في سنة واحدة. وكانت عناوين الكتب من اختياري وإشرافي حتى يتوسّع مخزونه اللغويّ. بعدها حصل الطالب على المركز الأوّل والعلامة التامّة، وهي نادرة جدًا في مهارة التعبير، آخر العام كان صدمة لي شخصيًّا.  

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين المهتمّين بتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد، حيث تتناول المقالات معظم القضايا المرتبطة بالتربيّة والسلوك والمواقف المختلفة.

أسس التربية السليمة: ماذا تعني؟ وكيف يمكن تطبيقها؟

تُعدّ التربية السليمة من أكبر التحدّيات التي يواجهها الآباء والأمّهات، فهي رحلةٌ مليئةٌ بالفرح، والإحباط، والحبّ، والتعلّم، يكمن الغرض الأساسيّ منها في تنشئة أطفالٍ يتمتّعون بالسعادة، والمرونة، والقدرة على التكيف. تمثّل السنوات الأولى في حياة الطفل الفترة الأكثر حيويّةً وتشكيلًا لشخصيّته، يكون محاطًا خلالها بكلّ أنواع المؤثّرات. لهذا، تعدّ تهيئة البيئة المناسبة والاهتمام بالتربية السليمة، سببًا رئيسًا في نجاح الطفل وقدرته على الصمود.   تعتمد نتائج التربية السليمة للطفل منذ الولادة، على قدرة العائلة على إدارة احتياجاته وتوجيهه منذ اللحظة الأولى، إلى أن يصبح قادرًا على القيام بدوره في المجتمع بشكلٍ مستقلّ. كما تقع على عاتق مقدّمي الرعاية الأوّليّة مسؤوليّة تقديم رعايةٍ إيجابيّةٍ للصغار، تسهم في تطوّرهم الجسديّ والنفسيّ السليم.     ما التربية السليمة؟  تتمحور التربية السليمة حول نهجٍ يعزّز الاحترام المتبادل، ويشجّع على بناء بيئةٍ تقدّر الطفل وتحتويه وتستمع إليه. يسهم هذا النهج في تطوير طفولةٍ صحيّةٍ، مبنيّةٍ على التفاهم والتعاطف، ووضع حدودٍ واضحةٍ ومتّسقةٍ في الوقت ذاته، خلافًا للتربية التقليديّة التي تقوم على القواعد الصارمة والعقاب. فالتربية الحديثة السليمة تهدف إلى تعزيز الرفاهيّة العاطفيّة للطفل، ومساعدته في تطوير مهارات الانضباط الذاتيّ، وحلّ المشكلات، والشعور بالمسؤوليّة.     ما أسس التربية السليمة؟  هناك العديد من النصائح التي يمكن للآباء والأمّهات الجدد اتّباعها، من أجل تربيةٍ سليمةٍ لأطفالهم:   - تعزيز احترام الذات لدى الطفل:  يبدأ الطفل في تطوير إحساسه بنفسه كما يراها في عيون والديه. في هذه المرحلة كلّ شيءٍ ذو أهمّيّةٍ بالغةٍ أثناء التعامل مع الطفل: نبرة الصوت، ولغة الجسد، والتصرّفات. لذلك، يجب أن تكون جميع سلوكيّات الوالدَين مدروسةً وإيجابيّةً، فمثلًا عليهما الإشادة بإنجازاته مهما كانت بسيطةً، لأنّ هذا يشعره بالفخر. كما عليهما أن يسمحا له بفعل الأشياء بشكلٍ مستقلٍّ، فيشعر بالقدرة والقوّة. وعليهما أيضًا ألّا يستخدما معه الكلمات المحبِطة، وألّا يقارناه بأطفالٍ آخرين، فهذا يؤذيه بقدر ما يؤذيه الضرب الجسديّ. ومن الضروريّ أيضًا أن يتعاطفا مع طفلهما عندما يخطئ، وأن يعزّزا لديه ثقافة الاعتذار.   - وضع قواعد انضباطٍ وروتين منتظم:   يساعد الانضباط الطفل في اختيار السلوكيّات المقبولة، ويعلّمه ضبط النفس، والنموّ ليصبح بالغًا مسؤولًا. يمكن تعليم الطفل الانضباط، وتأسيس روتينٍ يوميٍّ باستخدام قواعد بسيطةٍ، مثل تأجيل مشاهدته التلفاز إلى حين انتهائه من الواجبات المنزليّة، والتأكيد على غسل يديه قبل الأكل، وتنظيف أسنانه، وترتيب سريره عند الاستيقاظ، وتناول الغداء بمجرّد العودة من المدرسة. ينبغي أن يكون الروتين اليوميّ متوازنًا، وألّا يكون صارمًا، فلا يحقّق النتائج المرجوّة.   - تجنّب العقاب:   يستخدم الكثير من الآباء والأمّهات أنواعًا مختلفةً من العقاب، مثل العقاب البدنيّ (الضرب)، واللفظيّ (الشتائم والصراخ)، والنفسيّ (تجاهل الطفل وإهماله)، من دون أن يدركوا الآثار النفسيّة السلبيّة لمثل هذه الأفعال. يمكن للعقاب أن يتسبّب في تشوّهاتٍ نفسيّةٍ وانحرافاتٍ سلوكيّةٍ لدى الطفل، وأن يجعل منه انتقاميًّا، أو سلبيًّا، أو متمرّدًا.   من الأفضل ربط أفعال الطفل بعواقب مناسبةٍ، فمثلًا إذا كان يحافظ على ألعابه، يمكن للوالدَين السماح له بالاحتفاظ بها، أمّا إذا كسرها، فيمكنهما حرمانه منها. من الضروريّ أيضًا التمييز بين العقاب والمكافأة؛ إذ أظهرت الدراسات أنّ تعويد الطفل على المكافأة، يفقده الحافز على القيام بالأنشطة التي يحصل بسببها على المكافأة، ما يجعل تأثيرها قصير الأمد. في المقابل، عندما يتعلّم الطفل ربط السبب (سلوكه) بالنتيجة (ردّ فعل الوالدَين على سلوكه)، يصبح أكثر قدرةً على فهم السلوكيّات المرغوبة، وأكثر التزامًا بها بشكلٍ تلقائيّ.   - تخصيص وقتٍ للطفل:   يمكن أن يكون سلوك الطفل السيّئ ناتجًا عن عدم حصوله على الاهتمام الكافي. لا يحتاج الاهتمام بالطفل إلى جهد خاصّ، إذ يكفي أن يقضي معه والداه وقتًا بسيطًا، وأن يقوموا معًا بنشاطاتٍ عائليّةٍ، مثل تناول الفطور، أو المشي، أو صنع قالبٍ من الحلوى أو الفوشار، أو الاستماع إليه بعد عودته من المدرسة. هذه الأحداث الصغيرة يمكنها أن تدخل السرور إلى قلب الطفل، وتُشعره بالاهتمام والقيمة.   - تطوير التواصل:   حاجة الطفل إلى التواصل مع والدَيه حاجةٌ أساسيّةٌ ويوميّةٌ، تشجّعه على التعبير عن مشاعره وآرائه بحرّيّة. لا توجد طريقةٌ واحدةٌ صحيحةٌ للقيام بهذا التواصل، فيمكن للوالدَين أن يشركا الطفل في اتّخاذ القرارات، أو في إدارة مصروف البيت ولو ليومٍ واحدٍ، فهذا سيجعله أكثر حماسًا والتزامًا بتنفيذ التعليمات.   - توفير قدوةٍ حسنة:   على جميع الآباء والأمّهات أن يكونوا قدوةً حسنةً لأطفالهم، فالأطفال يراقبون ويتعلّمون من والدَيهم باستمرار. أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يضربون أقرانهم، عادةً ما يقلّدون نموذجًا من البيت، مثل الأب أو الأمّ. لهذا يجب أن يجسّد سلوك الآباء والأمّهات ما يريدون لأطفالهم أن يتعلّموه، وأن يتعاملوا مع أطفالهم بالاحترام، والودّ، والصدق، والتسامح، فأطفالهم سيفعلون مثلهم تمامًا.   - البعد عن المثاليّة ومعرفة احتياجاتك باعتبارك أبًا أو أمًّا:   من الضروريّ أن يدرك الآباء والأمّهات أنّهم ليسوا مثاليّين، وأنّهم لن يتمكّنوا من تلبية جميع احتياجات أطفالهم. كما عليهم ألّا يشعروا بالذنب في حال لم يتمكّنوا من منح أطفالهم كلّ ما يريدون، فالتوازن في العطاء يجعل الأطفال أكثر استعدادًا للحياة، وأقلّ قابليّةً للشعور بالإحباط.   ليتمكّن الآباء والأمّهات من القيام بمتطلّبات الحياة، عليهم أن يهتمّوا برفاهيّتهم الشخصيّة، من دون الشعور بالأنانيّة أو الذنب، فهذا مهمّ للحفاظ على قدرتهم في ممارسة أدوارهم بفعاليّة، وتحقيق التوازن بين أدوارهم العديدة.   ***  لا تعني التربية السليمة أن يكون الطفل مثاليًّا، بل تعني توفير بيئةٍ داعمةٍ ومحفّزةٍ للنموّ السليم، تقوم على الدفء، والدعم، والاحترام، بيئةٍ تربّي أطفالًا واثقين بقدراتهم، ومجهّزين بالمهارات التي يحتاجون إليها لخوض تجربة الحياة.     المراجع معصراني، لاريسّا. (2022). كيف تربّي أطفال؟ إليك أهمّ أساليب التربية الإيجابيّة غير المباشرة للأبناء. الجزيرة نت.  تطمين. ماهي مبادئ التربية السليمة؟   Promoting Early Development: Building a Strong Foundation. Zero To Three.   Numerous KidsHealth. Nine steps to more effective parenting.

أبرز مصادر التعلّم الحديثة وأهمّها

في عالم اليوم سريع التطوّر، تكتسب عمليّة تنويع مصادر التعلّم أهمّيّةً أكبر من أيّ وقتٍ مضى، إذ نجد أنّ نموذج التعليم التقليديّ، المعتمد على الكتب المدرسيّة والفصول الدراسيّة الاعتياديّة، يتمّ تدعيمه - بل واستبداله في بعض الأحيان- بمصادر التعلّم الحديثة الغنيّة، والتي تشكّل بذاتها نموذجًا تعليميًّا مستقلًّا. يمكن أن تستخدم هذه المصادر منفردةً، أو يمكن دمجها داخل الفصل الدراسيّ، فتعمل على تلبية متطلّبات أنماط التعلّم المتنوّعة، ما يجعل التعليم أكثر تخصيصًا وجاذبيةً، وأسهل في الوصول إليه.    أهمّيّة مصادر التعلّم الحديثة  تُعدّ مصادر التعلّم الحديثة مهمّةً لكونها:  - تعزّز المشاركة والتفاعل: يضفي استخدام ألواح الكتابة التفاعليّة والتطبيقات التعليميّة جاذبيّةً على عمليّة التعلّم، ما يشجّع تفاعل الطلّاب ويزيد من تركيزهم.  - تجعل التعلّم شخصيًّا: تُتيح المنصّات الإلكترونيّة إمكانيّة تصميم التعليم ليلبّي احتياجات كلّ طالبٍ، ما يسمح له بالتعلّم بالسرعة والشكل اللذَين يناسبانه.  - تحسّن التعاون: تسهّل الأدوات الحديثة، مثل Google Classroom، وMicrosoft Teams، التعاون بين الطلّاب والمعلّمين، وتعزّز العمل الجماعيّ والتواصل الفعّال.  .تتيح مصادر غنيّةً من المعرفة: توفّر المكتبات الرقميّة والمنصّات الإلكترونيّة، وصولًا فوريًّا إلى مجموعةٍ واسعةٍ من الموادّ التعليميّة العالميّة، ما يوسّع فرص التعلّم أمام الطلّاب.  - تسمح بالحصول على ملاحظاتٍ في الوقت الفعليّ: توفّر أدوات التقييم الآليّة ونظم إدارة التعلّم ملاحظاتٍ فوريّةً، ما يساعد الطلّاب على تتبّع تقدّمهم وتحديد مجالات التطوّر.  - تتّسم بالمرونة وإمكانيّة الوصول: تتيح المصادر الحديثة الوصول إلى الموادّ التعليميّة في أيّ وقتٍ وأيّ مكانٍ، ما يجعل التعلّم أكثر مرونة ويسرًا، خصوصًا للطلّاب ذوي الجداول الزمنيّة المزدحمة، أو الذين يقطنون في مناطق نائية.  - تشجّع الإبداع: تحفّز التطبيقات الرقميّة وأدوات الوسائط المتعدّدة الطلّاب على التعبير الإبداعيّ، ما يسمح لهم بتقديم أفكارهم بطرقٍ مبتكرة.  - تتيح إدارة الفصول الدراسيّة بكفاءة: تمكّن مصادر التعلّم الحديثة المعلّمين من إدارة أنشطة الفصول الدراسيّة بفعاليّة، بدءًا من تتبّع الطلّاب، وصولًا إلى تنظيم المهام.  نستعرض هنا بعضًا من أهمّ مصادر التعلّم الحديثة التي يمكن استخدامها داخل الفصل الدراسيّ وخارجه.    مصادر التعلّم الحديثة داخل الفصل الدراسيّ  هي المصادر التي يستعين بها المعلّمون داخل الفصل الدراسيّ لتعزيز العمليّة التعليميّة، ومنها:  - الكتب المدرسيّة الرقميّة: توفّر محتوًى تفاعليًّا، ومعلوماتٍ حديثةً، وميزة سهولة الوصول، لتلبية احتياجات التعلّم المتنوّعة.  - الواقع الافتراضيّ (VR) والواقع المعزّز (AR): يمثّلان أدواتٍ قويّةً في التعليم الحديث. يمكن للواقع الافتراضيّ نقل الأطفال إلى أماكن وأزمنةٍ مختلفةٍ، ما يمنحهم تجارب غامرةً تتجاوز ما يمكن أن تمنحه الكتب المدرسيّة. على سبيل المثال، تتيح Google Expeditions رحلاتٍ ميدانيّةً افتراضيّةً إلى مواقع تاريخيّةٍ، أو إلى نُظُمٍ بيئيّةٍ تحت الماء، أو حتّى إلى الفضاء الخارجيّ، ما يوفّر تجربةً تعليميّةً غنيّةً وجذّابة. كما تتيح تطبيقات الواقع الافتراضيّ، مثل QuiverVision، للأطفال فرصة إضفاء الحيويّة إلى رسوماتهم، ودمج الفنّ المادّيّ مع العناصر الرقميّة بطرقٍ مبتكرة.  - الأجهزة اللوحيّة وأجهزة الحاسوب المحمولة: توفّر وسائل فعّالةً لإجراء البحوث، وتعزّز التعاون، وتتيح الوصول إلى مجموعةٍ واسعةٍ من الأدوات والموارد الرقميّة.  - برامج التعلّم التكيّفيّ: تضفي طابعًا شخصيًّا على التعلّم، بتقييم احتياجات الطلّاب الفرديّة، وتعديل المحتوى التعليميّ وفقًا لذلك.  - التكنولوجيا المساعدة: تدعم الطلّاب من ذوي الاحتياجات الخاصّة، باستخدام أدواتٍ تحوّل النصّ إلى كلامٍ، والكلام إلى نصٍّ، وتسمح بقراء الشاشة.  - أجهزة العرض الرقميّة: تعرض صورًا من شاشةٍ تقليديّةٍ على شاشةٍ أو حائطٍ، وتستخدم لتقديم العروض داخل الفصل الدراسيّ، لزيادة انتباه الطلّاب وتفاعلهم مع المادّة المعروضة.  - الألعاب التعليميّة: تضيف عنصرَيّ المتعة والتنافسيّة إلى العمليّة التعليميّة، وتزيد من إشراك الطلّاب، ولا سيّما في السنوات الدراسيّة الأولى.  - الموادّ السمعيّة والبصريّة: مثل مقاطع الفيديو والرسوم المتحرّكة، التي تعزّز فهم الطلّاب واستيعابهم للمفاهيم.    مصادر التعلّم الحديثة خارج الفصل الدراسيّ  هي المصادر التي يستطيع الطلّاب استخدامها بأنفسهم، سواء لتدعيم ما تعلّموه داخل الفصل الدراسيّ، أو للتعلّم الذاتيّ، ومنها:  - منصّات التعلّم الإلكترونيّة المختلفة: تقدّم منصّاتٌ مثل Coursera، وAlison، وUsacity، مجموعةً واسعةً من الدورات التعليميّة، تغطّي موضوعاتٍ ومراحل دراسيّةً مختلفة.  - البودكاست: تشمل مقابلاتٍ شخصيّةً ومحاضراتٍ ودروسًا يقدّمها خبراء في مجالاتٍ متنوّعة.  - الكتب الإلكترونيّة والصوتيّة: توفّر خياراتٍ واسعةً للقراءة والاستماع عبر الأجهزة الإلكترونيّة، ما يجعلها مُتاحةً وسهلة الاستخدام للمتعلّمين.    - التطبيقات التعليميّة: استخدامها متاحٌ على الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحيّة وأجهزة الحاسوب. وتوفّر تجارب تعليميّةً مخصّصةً، تشمل تمارين تدريبيّةً ومحتوًى مصمّمًا لتحفيز الطلّاب على التعلّم، أشهرها تطبيق Duolingo، وتتميّز ببراعتها في تعليم موادّ محدّدةٍ، مثل اللغات.    - منصّات الفيديو: تُعدّ مصادر تعليميّةً غير تقليديّةٍ للتعلّم. وبرغم كونها منصّاتٍ ترفيهيّةً في المقام الأوّل، لكنّها غنيّةٌ بالمحتوى التثقيفيّ والتعليميّ المناسب لجميع الأعمار، مثل منصّة YouTube.  - تكنولوجيا الواقع الافتراضيّ (VR): تمتاز بقدرتها على خلق بيئةٍ تفاعليّةٍ ثلاثيّة الأبعاد، توفّر للطلّاب تجربةً غامرةً، تنقلهم خلالها إلى عالمٍ افتراضيٍّ يبدو واقعيًّا. تمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا باستخدام نظّاراتٍ خاصّةٍ مستقلّةٍ، والتي تكون غالية الثمن، أو باستخدام النماذج الأقلّ تكلفةً، والتي تعمل باستخدام الهاتف الذكيّ.   - تكنولوجيا الواقع المعزّز (AV): تختلف عن الواقع الافتراضيّ في كونها تدمج بين العالمَين الافتراضيّ والواقعيّ، لتقديم تجربةٍ تعليميّةٍ فريدةٍ، تُتيح للطلّاب التفاعل مع عناصر رقميّةٍ تُدمج في بيئتهم الواقعيّة.     كيفيّة اختيار مصادر التعلّم الحديثة المناسبة  لتحقيق أقصى استفادةٍ من مصادر التعلّم الحديثة، يجب على أولياء الأمور الانتباه إلى احتياجات أطفالهم وأسلوب تعلّمهم. في ما يأتي إرشاداتٌ رئيسيّةٌ لاختيار المصادر الأكثر ملاءمةً:  1. فهم أسلوب التعلّم لدى طفلك  يتعلّم كلّ طفلٍ بطريقةٍ مختلفةٍ؛ فبعض الأطفال يتعلّمون بصريًّا، ويفضّلون الصور والرسوم البيانيّة ومقاطع الفيديو. والبعض الآخر يتعلّمون سمعيًّا، بالاستماع إلى التفسيرات أو القصص أو المناقشات. وبعض الأطفال يتعلّمون بالانخراط جسديًّا في المهام، مثل البناء أو الإبداع أو التجريب.  هذا تفصيلٌ سريعٌ لأساليب التعلّم لدى الأطفال: - المتعلّمون البصريّون: يفضّلون الصور والرسوم البيانيّة ومقاطع الفيديو، ويستفيدون من التطبيقات والكتب الإلكترونيّة التفاعليّة ذات العناصر البصريّة القويّة.  - المتعلّمون السمعيّون: يستجيبون جيّدًا للكتب الصوتيّة، والبودكاست، ومقاطع الفيديو التعليميّة ذات السرد الواضح.  - المتعلّمون الحركيّون: يتعلّمون من خلال الأنشطة العمليّة، مثل البناء، والألغاز، والألعاب التفاعليّة، ومجموعات STEM.  يعزّز اختيار الموارد التي تتوافق مع أسلوب التعلّم لدى طفلك من مشاركته، وتفاعله، واستيعابه للمعلومات.  2. مراعاة العمر ومرحلة النموّ  اختيار المصادر المناسبة لعمر الطفل أمرٌ بالغ الأهمّيّة؛ فغالبًا ما تكون أدوات التعلّم مصمّمةً لفئاتٍ عمريّةٍ محدّدةٍ، لذلك قد يتسبّب عدم مراعاة هذا الأمر في إحباط الطفل، وفقدانه الاهتمام بالعمليّة التعليميّة.   عند تقييم المصادر التعليميّة، اطرح الأسئلة الآتية:   - هل المحتوى مناسبٌ لعمر الطفل؟   - هل يعكس المحتوى مستوى قدرات الطفل المعرفيّة، ويثير اهتمامه؟   - هل يراعي المحتوى تطوّر الطفل، ويوفّر مسارًا متدرّجًا يساعد في تحسين مهاراته بمرور الوقت؟   3. توافق مصادر التعلّم مع اهتمامات الطفل  يشعر الأطفال بدافعٍ أكبر إلى التعلّم عندما يتعلّق الموضوع باهتماماتهم ويلفت انتباههم. لذلك، ضع اهتمامات طفلك في الاعتبار عند اختيار مصادر التعلّم. إذا كان طفلك يحبّ الديناصورات على سبيل المثال، فقد يستمتع بتطبيقات وأدوات استكشاف علم الحفريّات، مثل مجموعة "حفريّات الديناصورات" من ناشيونال جيوغرافيك. أمّا إذا كان مهتمًّا بالفضاء، فقد يبدع باستخدام مصادر مثل موقع Space Place التابع لوكالة ناسا، والمليء بالأنشطة والمعلومات المتعلّقة بالفضاء.  4. تقييم القيمة التعليميّة وأهداف التعلّم  على الرغم من أهمّيّة الجانب الترفيهيّ في إبقاء الأطفال مهتمّين بالتعلّم، يجب أن تأتي القيمة التعليميّة في المقام الأوّل عند اتّخاذ القرار. قد تكون الألعاب والتطبيقات ممتعةً، لكنّها قد لا تقدّم فرصًا تعليميّةً ذات قيمة. لذلك تأكّد من أنّ المصدر التعليميّ مصمّمٌ تبعًا لأهدافٍ أو مواضيع تعليميّةٍ محدّدةٍ، مثل الرياضيّات، أو العلوم، أو التفكير النقديّ.  5. تقييم التفاعل والمشاركة  يتعلّم الأطفال بشكلٍ أفضل عندما يتفاعلون ويكونون جزءًا من العمليّة التعليميّة، بدلًا من أن يتلقّوا المعلومات بشكلٍ سلبيّ. تنجح المصادر التعليميّة التي تسمح للأطفال بالتفاعل مع المحتوى - سواء من خلال الألعاب أو الاختبارات أو المشاريع العمليّة - في جذب انتباههم لفترةٍ أطول، وتعميق فهمهم.  عند اختيارك أداةً تعليميّةً، ابحث عن الميزات التي تعزّز التفاعل، فالتعلّم التفاعليّ يسهم في بناء مهارات التفكير النقديّ واتّخاذ القرار، واسأل: هل يشجّع التطبيق أو اللعبة حلّ المشكلات والإبداع؟ هل تساعد الأداة طفلك في استكشاف المفاهيم بشكلٍ مستقلّ؟   ***  شهد التعليم تحوّلًا جذريًّا مع ظهور مصادر التعلّم الحديثة، التي تقدّم للأطفال أدواتٍ متنوّعةً تلبّي احتياجاتهم واهتماماتهم المختلفة، وتناسب أنماط التعلّم المتنوّعة، والقدرات المتفاوتة للطلّاب.   توفّر التطبيقات التعليميّة والمنصّات الرقميّة وتجارب الواقع الافتراضيّ، فرصًا تعليميّةً أكثر ديناميكيّةً وشخصيّةً، قادرةً على إلهام العقول الشابّة وإشراكها، ما يعِد بمستقبلٍ واعدٍ للجيل القادم من المتعلّمين.     المراجع أنواع الوسائل التعليميّة الحديثة وأهمّ النصائح لتطبيقها. (2023). موقع واكب.   مجيد، أسماء. (2020). 8 من أهمّ أنواع مصادر التعلّم.. تعرّف أكثر على أهمّ ملامح منظومة التعليم. موقع إدأرابيا.  الحشّاش، مصطفى. (2019). 6 من أهمّ أنواع القتنيّات الحديثة في التعليم. موقع PraxiLabs.   Team Varthana. (2022). How teachers can use the best tools and resources available to create a modern classroom? Varthana.  

ما أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه؟

من المهمّ لصحّة الطفل العقليّة والنفسيّة أن يكون قادرًا على الاندماج في منزله ومدرسته، ومع أقرانه. ومع ذلك، نجد أنّ بعض الأطفال يشعرون كما لو أنّهم غرباء في محيطهم، وينتابهم الشعور بعجزهم عن الانتماء إلى البيئة المحيطة بهم، بل نجدهم يجزمون بأنّهم لن يتمكّنوا من الانتماء في حياتهم.  في مقال اليوم، نتعرّف إلى أهمّ أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه، وآثار هذا الشعور، بالإضافة إلى أهمّ النصائح والأفكار التي تساعده على تكوين صداقات مع أقرانه وأبناء جيله.    ما الذي يترتّب على شعور الطفل بأنّه غير محبوب؟  يمكن أن يؤثّر شعور الطفل بأنّه غير محبوب سلبًا في نموّه العاطفيّ والنفسيّ، وقد تترتّب عليه عدّ نتائج سلبيّة، منها:  انخفاض الثقة بالنفس  عندما يكون الطفل غير قادر على الاندماج مع أقرانه، يتنامى في داخله تصوّر سلبيّ عن نفسه؛ ممّا يؤثّر في تقديره ذاته ويُضعف ثقته بقدراته وإمكاناته.  صعوبة تكوين الصداقات وبناء العلاقات  استمرار شعور الطفل بأنّه غير محبوب يجعل من الصعب عليه تكوين علاقات صحّيّة مع الآخرين مستقبلًا، سواء مع أقرانه أم مع البالغين. وذلك بسبب شعوره بالخوف من الرفض وتراجع ثقته بنفسه.  القلق والاكتئاب  نعم، عدم اندماج الطفل مع أقرانه، وعجزه عن تكوين صداقات معهم قد يطوّر لديه مشاعر القلق والتوتّر التي، إن استمرّت لفترات طويلة، قد تتحوّل إلى اكتئاب.  تزايد السلوكات العدوانيّة قد يلجأ الطفل إلى إظهار سلوكات عدوانيّة للتعبير عن ألمه وإحباطه نتيجة عدم قدرته على الاندماج مع أقرانه، أو قد يلجأ إلى الانسحاب والعزلة، لحماية نفسه من الشعور بمزيد من الألم والرفض.  ظهور ميول إرضاء الآخرين  عندما يفشل الطفل في تكوين صداقات مع أقرانه، قد يبدأ بتطوير ميول إرضاء الآخر على حسابه، معتقدًا أنّ ذلك هو الحلّ الأمثل لكسب الأصدقاء والشعور بالتقبّل.    ما أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه؟  اختلافات في البيئة المحيطة بالطفل  تتعدّد أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه وتختلف باختلاف البيئات والأشخاص والظروف. على سبيل المثال، في بعض الدول نجد الأطفال ذوي البشرة الغامقة يواجهون صعوبات في الاندماج مع أقرانهم. كذلك حال الأطفال المغتربين الذين ينتقلون إلى بلدان أخرى، تختلف كلّ الاختلاف في اللغة والثقافة عن بلدانهم الأصليّة.   قد يكون اختلاف مستوى العائلة الاجتماعيّ والماديّ أحد أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه، ولا سيّما إن كان الطفل من عائلة ذات مستوى أدنى بكثير من المجتمع المحيط به، أو المدرسة التي يرتادها.   بمعنى آخر، الاختلاف الكبير بين الطفل وبين البيئة المحيطة به قد يؤدّي إلى عدم اندماجه مع الأقران، سواء  أكان هذا الاختلاف خَلقيًّا (كما في حالة الأطفال ذوي البشرة المختلفة)، أم اجتماعيًّا، أم ثقافيًّا. المراحل الانتقاليّة الأكاديميّة  سبب آخر من أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه، يتمثّل في المراحل الانتقاليّة الأكاديميّة، كانتقال الطفل من مدرسة إلى أخرى، أو من المدرسة الابتدائيّة إلى المرحلة المتوسّطة أو الثانويّة.   الممارسات التربويّة الخاطئة  عندما يكبر الطفل وينمو في بيئة أسريّة تعزِّز لديه الشعور بالتفوّق على أقرانه، سواء بالتلميح المستمرّ بأنّه أغنى أو أذكى منهم، أم بالتدليل الزائد، فذلك يؤدّي إلى انعزاله عنهم وصعوبة الاندماج وبناء صداقات معهم. فبدلاً من رؤية أقرانه أصدقاء وشركاء في اللعب والتعلّم، يراهم منافسين أقلّ قيمة منه؛ ممّا يخلق حاجزًا نفسيًّا بينه وبينهم، ويحول دون بناء علاقات ذات مغزى معهم.   المشكلات الصحّيّة واضطرابات الشخصيّة  قد لا تعود عدم قدرة الطفل على الاندماج إلى شخصيّة الطفل، وإنّما إلى مشكلات أو اضطرابات صحّيّة ونفسيّة تعوق تفاعله مع أقرانه. على سبيل المثال:  - اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): يفتقر الأطفال المصابون بهذا الاضطراب إلى السيطرة على الذات، فهم مفرطو النشاط، وكثيرو الكلام، ويتحدّثون من دون تفكير، ولا ينتبهون لما يقوله الآخرون؛ ممّا يجعل من الصعب الاندماج معهم.  - مشكلات الأداء التنفيذيّ: فالأطفال المصابون بذلك غالبًا ما يواجهون صعوبة في المشاركة واتّخاذ الأدوار والتحكّم في عواطفهم، أو قبول وجهات نظر الآخرين. ولا يستطيعون بالتالي بناء صداقات مع أقرانهم.  - اضطرابات التعلّم غير اللفظيّ (NVLD): يعجز هذا النوع من الأطفال عادة عن ملاحظة لغة الجسد والتعبيرات ونبرة الصوت، فنجد أنّهم قد لا يفهمون الدعابة أو السخرية، وقد يأخذون ما يقوله لهم الآخرون حرفيًّا؛ ممّا يسبّب لهم مشكلات في علاقاتهم، ويصعّب اندماجهم مع الأقران.  - اضطرابات اللغة: عندما يعاني الطفل من اضطرابات اللغة، فقد لا يفهم قواعد المحادثة، أو ربّما يواجه صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة. وبالتالي، قد يتجنّب التحدّث عندما يكون مع أطفال آخرين.  - اضطراب معالجة السمع (APD): في هذه الحالة، يصبح من الصعب على الطفل معالجة ما يسمعه من الآخرين، وتتبّع التعليمات في الألعاب مثلاً؛ ممّا يؤثِّر في تواصله مع الأقران واندماجه معهم.    كيف تساعد طفلك على تكوين صداقات والاندماج مع الأقران؟ ممّا لا شكّ فيه أنّ كلّ أمّ وأب يريدان لطفلهما أن يكون اجتماعيًّا ومحبوبًا، وقادرًا على بناء علاقات إيجابيّة مع أقرانه. لذا، إن كنت تتساءل: كيف أساعد طفلي على الاندماج مع الأطفال؟ أو كيف أساعد طفلي على بناء صداقات؟ فالنصائح الآتية قد تكون مفيدة لك، بل وقد تمنحك أفكارًا أخرى لتحقيق هذا الأمر:  أشرك طفلك في النشاطات التي تهمّه  يعود أحد أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه إلى اختلافه الكبير عنهم، كما سبق أن ذكرنا، فربّما لطفلك اهتمامات فريدة مختلفة عمّا هو شائع من حوله. حاول اكتشاف هذا الاهتمام وأشرك صغيرك في نشاطات جماعيّة متعلّقة بهوايته، حيث يتعرّف بذلك إلى أطفال آخرين يشبهونه ويشاركونه شغفه، وتكون لديه فرصة أكبر للاندماج معهم وتكوين صداقات جديدة.  تواصل مع طفلك بفعّاليّة  تحدّث بصراحة مع طفلك، واشرح له أنّه ليس الوحيد الذي يواجه مثل هذا النوع من الصعوبات، وأنّ ذلك أمر اعتيادي حتّى عند الكبار. لكن، سِر معه في رحلة لتكتشفا معًا سبب ما يحدث معه، وبالتالي البحث عن طرق لعلاج هذه المشكلة.   يمكنك أن تقول له مثلًا: "هذا ليس خطأك، ولكن يمكننا أن نعرف المزيد عن أنفسنا بالتجارب السيّئة التي نمرّ فيها، وهكذا نتحسّن ونصبح أشخاصًا أفضل". طوّر لدى طفلك مهارات حلّ المشكلات  ضع طفلك في مواقف جديدة خارج منطقة الراحة الخاصّة به، وكن حاضرًا لمساعدته إن احتاج إلى المساعدة، ثمّ شجّعه على التعامل مع الموقف بمفرده مع التأكّد من دعمه إن احتاج. بهذه الطريقة تتحسّن ثقته بنفسه وتقديره لذاته، وهما أمران جوهريّان لبناء علاقات صحّيّة مع الآخرين مستقبلًا.  ثقّف طفلك حول ما تعنيه الصداقات الحقيقيّة وضّح لطفلك أنّ المهمّ ليس امتلاك عدد كبير من الأصدقاء، والاندماج مع كلّ الأقران من حولنا؛ بل ما يهمّ حقًا هو تلك الصداقات التي نشعر فيها بالراحة مع الآخرين، ونحسّ خلالها أنّنا أشخاص جيّدون.  شجّعه أيضًا على الابتعاد عن الأشخاص الذين يشعرونه بالسوء، وألّا يسعى إلى إرضائهم أو كسب محبّتهم على حساب حاجاته ورغباته وسعادته. توعية الطفل منذ سنّ مبكرة بهذا الأمر مهمّة جدًّا ليتجنّب الغوص في تصرّفات إرضاء الآخرين أو التملّق لهم.  تعاطف مع طفلك  شارك طفلك بعض المواقف التي واجهتك وشعرت فيها بصعوبة في الاندماج مع أقرانك، وحدّثه كيف تعاملت مع الأمر، وكيف واجهت هذه المشكلة. من المهمّ لطفلك أن يعرف أنّ هنالك أملاً للمستقبل، وأنّ هذه المواقف طبيعيّة لكي نكبر ونتعلّم ونصبح أوعى.  عوّد طفلك على التواضع وتجنّب المقارنات  علّم طفلك أن يكون متواضعًا، ووضحّ له أنّه، على الرغم من تميّزه وتفرّده، فإنّ ذلك لا يمنحه الحقّ بالتكبّر على الآخرين. عزّز لديه فكرة أنّ العلاقات تُبنى على الاحترام المتبادل، وأنّ أصدقاءه هم شركاؤه في اللعب، قد يتنافسون في بعض الأحيان، لكنّهم يبقون أصدقاء في نهاية المطاف، تجمعهم المحبّة والألفة. اغرس لديه فكرة أنّ كلّ شخصٍ مختلف ومتفرّد بطريقته؛ ممّا يجعلنا كلّنا متساوين ومتماثلين.  اطلب مساعدة مختصّ تربويّ إذا تبيّن لك أنّ السبب وراء عدم تفاعل طفلك مع أصدقائه يعود إلى أحد اضطرابات الشخصيّة الموضّحة سابقًا، يصبح التواصل مع الاختصاصيّين أمرًا لا بدّ منه. هنالك دائمًا علاج سلوكيّ لهذه الاضطرابات، ومع المتابعة المتخصّصة والصبر والتفهّم والدعم المعنوي، يتحسّن طفلك تدريجيًّا، ويصبح بإمكانه تكوين صداقات وعلاقات مع مجتمعه المحيط.  * * * خلاصة القول، إنّ أسباب عدم اندماج الطفل مع أقرانه قد تختلف بين عوامل بيئيّة محيطة وأخرى مرتبطة بمشكلات أو اضطرابات في شخصيّة الطفل. وعلى رغم أنّ هذا الأمر قد يكون مثيرًا للقلق، إلاّ أنّه من المهمّ أن نتذكّر أنّ مثل هذه الصعوبات شائعة بين الأطفال. وبالتوجيه السليم والتواصل المفتوح مع طفلك، قد يتحوّل هذا التحدّي إلى فرصة لتعزيز ثقته بنفسه وتنمية مهاراته الاجتماعيّة. تذكّر دائمًا أنّ صبرك ودعمك المستمريّن يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في حياة طفلك، ويمنحانه أساسًا قويًّا لبناء علاقات صحيّة ومثمرة مستقبلًا.   المراجع https://kidsmentalhealthfoundation.org/mental-health-resources/relationships/helping-children-who-feel-like-they-do-not-fit-in  https://goodmanpsych.com/why-cant-my-child-make-friends/  https://www.understood.org/en/articles/the-best-way-to-help-when-your-child-just-doesnt-fit-in  https://www.theyarethefuture.co.uk/when-child-doesnt-fit-in/   

Curse Reverse

لعبة تفاعليّة حول مغامر يسعى لإعادة الكنز إلى مكانه في أقلّ عدد من الحركات. للوصول إلى اللعبة الرجاء الضغط على الرابط هنا.