كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترى مستقبل المدرسة كمكانٍ؟
عرف شكل التعليم تطوّرًا كبيرًا في الوقت الحاضر، ذلك بفضل المدرسة بمرافقها وتجهيزاتها وأدوارها التربويّة والتأطيريّة. فلولا المدرسة كبنيةٍ، لاستمرَّ التعليم تقليديًّا لا يخرج عن إطار التلقين وتمحور حول شخص المُلقِّن، المعلّم، مع قلّة التفاعل. فبعد جائحة كورونا، التي نبّهت الإنسان إلى ضرورة الاستعداد للتغيُّرات المفاجئة، سيكثر في المستقبل الاعتماد على التكنولوجيا، كما سيتم تدريب المعلّمين على اكتساب مهارات تنظيم الأقسام الافتراضيّة، إضافة إلى اعتماد الاختبارات الرقميّة إلى جانب الاختبارات الورقيّة، هذا فضلًا عن اللجوء، في بعض الحالات، إلى المقرّرات الإلكترونيّة.
كيف تصف تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟
أظهرت تجربة التعليم عن بُعد، رغم علّاتها ونقائصها، التأخّر الحاصل في ميدان التعليم، وتأخّر البرامج المدرسيّة عن استيعاب تحوّلات العالم المعاصّر، ومنها الانشغال بالكمّ بدل الكيف، وإهمال المهارات التي يتطلّبها القرن الحادي والعشرين. فكان لِزَامًا العودة إلى التعليم الحضوريّ لأهمّيّته ولضرورته في الأنشطة الصفّيّة والأنشطة الموازية، الأمر الذي لم يكن ممكنًا خلال تجربة التعليم عن بُعد. فالتعليم الحضوريّ لا يمكن تعويضه بالتعليم عن بُعد، لأنّ، وباعتقادي، تفاعلَ المتعلّمين مع الأستاذ داخل الفصل لا يمكن أن ينجح افتراضيًّا.
اختر شيئًا واحدًا تودّ تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟
لو أُتيحت لي فرصة تغيير شيء في التعليم لكان التخفيف من ثقل المقرّرات؛ بمعنى الاقتصار على ما هو أساسيّ في المرحلة الابتدائيّة، والانتقال إلى التخصّص التدريجيّ في المراحل الأُخرى.
برأيك، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟
يُمكن توظيف الفنون بشكل عام في التعليم من خلال خلق فضاءات خاصّة بها داخل المؤسّسات التعليميّة، لاكتشاف ذوي المواهب الفنّيّة واحتضانهم منذ نشأتهم لكي يتربّوا في بيئة فنّيّة. كما يمكن اللجوء إلى مسرحة النصوص وتجسيدها، زد على ذلك، اعتماد الألعاب التقليديّة في تعليم الحساب.
إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟
أساليب التقييم متعدّدة وليست ثابتة، كما أنها تقتضي التجديد لتكون شاملة. بالنسبة إلي كمعلّم للمستويات الابتدائيّة، أميلُ إلى التقويم الذي يشترك فيه المتعلّمون؛ بمعنى التقويم الذي يحفّزهم ويدفعهم إلى التقدّم، وليس ذلك المبني على القدرة على الاحتفاظ بالمعلومة إلى يوم الامتحان ونسيانها بعده، لأنّ المعلومة متغيّرة. هذا النوع من التقييم سيكون أساسه المهارات الفكريّة والجهد الشخصيّ في البحث عن المعلومة، ويمكن اعتماد بطاقة خاصّة بكلّ متعلّم لقياس درجة التقدّم.
كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟
المدرسة جزء من المجتمع، وهي قادرة على التأثير فيه، بل تغييره. فهي تمدّ المتعلّمين بالمهارات الضروريّة لأداء وظائفهم داخل المجتمع بتفاصيله اليوميّة. يجب أن تنطلق المقرّرات من واقع المتعلّمين لبناء المفاهيم، فلا يمكن، مثلًا، أن نستفيض في ذكر مزايا "الترامواي" لتلميذ في قرية نائية. فتمثّلات المتعلّمين مُستقاة ممّا يسمعونه أو يشاهدونه في حياتهم اليوميّة، لذلك يجب على المدرسة أن توظّف هذه التفاصيل في تطوير التعليم ليصير مرتبطًا بالمجتمع.
ما هو التعبير الذي تُحبّ أن تراه على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّ أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟
لا شيء أفضل عند المعلّم من أن يرى ملامح الفرح على وجوه تلاميذه، ولا شيء يضاهي فَرحتهُ وهو يسمعهم يردّدون بزهِوٍ معلومة جديدة سمعوها منه خلال الحصّة.
من هو الطالب المُلهم؟
هو الذي يتّصف بالجرأة وروح المبادرة والمنفتح على محيطه والساعي للتعلّم.
كصديقٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟
أن يتعلّموا ويواكبوا مستجدّات العصر الذي يعيشون فيه.
إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختار؟
لن أجد أفضل من المدن التاريخيّة، كمرّاكش وفاس ومكناس. يجب أن يعرف التلاميذ تاريخ بلدهم ليفخروا بجذورهم، ويجب أن يعرفوا جغرافيّته، ليفهموا كيف عاش أجدادهم وكيف تفاعلوا مع الأرض.