لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟
لو كنت طالبة اليوم، لجعلت حروفي تبدع بكلّ شغف في كلّ الحصص. لما كنت سأظلّ خجولة، بل كنت سأعبّر بكلّ شخصيّة وقوّة لأبرز قوّة حروفي. وكانت ستكون نظريّتي المفضّلة، الذكاءات المتعدّدة، محور اهتماماتي؛ لأبحث في كلّ مرّة عن نفسي في عدّة مجالات. أؤمن بأنّ التعلّم لا يقتصر على الفصل الدراسيّ فقط، بل يجب أن يكون جزءًا من حياتنا.
إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟
يعتبر التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة والمعارف العلميّة أمرًا حيويًّا في البرامج التعليميّة الحديثة. فالتعليم الذي يركّز فقط على المعارف العلميّة من دون تعليم المهارات الاجتماعيّة، قد يؤدّي إلى إنتاج طلّاب وطالبات ذوي معرفة عالية، ولكنّهم في الوقت نفسه، يفتقرون إلى القدرة على التعامل بفاعليّة مع الآخرين.
في المقابل، إذا رُكّز فقط على تعليم المهارات الاجتماعيّة من غير تعليم المعارف العلميّة، فقد يؤدّي ذلك إلى إنتاج طلّاب وطالبات غير مؤهلين للمشاركة في العالم الحديث المتقدّم. لذلك، يجب أن تسعى البرامج التعليميّة الحديثة للتوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة والمعارف العلميّة، وتنميتهما بما يتّفق مع متّطلبات المجتمع والعالم الحديث.
كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟
ربّما يمكن للذكاء الاصطناعيّ تسهيل إعطاء المعلومات، لكنّ دور المعلّم لا يقتصر فقط في إعطاء المعلومة، بل أيضًا في زرع القيم والاخلاق، وربّما كذلك تصليح ما كسرته الظروف الصعبة في بعض التلاميذ. معلّم اليوم دوره المرشد والأب للطفل، فمعظم الوقت يقضيه الطفل في المدرسة، وهذا سيكون الخطوة الأولى لترسيخ القيم الحميدة.
متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟
عندما تواجه صعوبات في ممارستك التعليميّة، يمكن أن يكون الإشراف التربويّ مفيدًا جدًّا. الإشراف التربويّ يقدّم ملاحظات وتعليقات للمعلّمين حول أساليب التدريس والتعلّم الفعّالة، ويتحدّث عن الأفكار الجديدة والتقنيات التي يمكن استخدامها. علاوة على ذلك، يمكن للمشرف التربويّ العمل مع المعلّمين لمساعدتهم على تطوير خطط دراسيّة متكاملة وفعّالة، وتحسين مستوى التفاعل والمشاركة في الصفّ، وإدخال أنشطة تعليميّة مفيدة. بصفة عامّة، فإنّ الإشراف التربويّ يساعد على رفع مستوى الأداء والتحسين المستمرّ لعمل المعلّمين في ممارستهم التعليميّة.
ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟
من وجهة نظري، يجب تطبيق التعاقد التربويّ في بداية السنة، وهي مجموعة من القوانين والشروط الصفّيّة تفاديًا للمشاكل والنزاعات. وكذا ستكون طريقة مفيدة لتجنّب الغشّ والسرقة والكذب. ومن جانب آخر، لا ننسى دور الموجّه التربويّ في سماع مشاكلهم النفسيّة والاجتماعيّة، وإرشادهم إلى التغلّب عليها؛ كي لا تؤثّر فيهم في الصفّ. الأطراف المعنيّة في مثل هذه الحالات: المعلّم، له دور مهمّ في خلق جوّ إيجابيّ، وزرع مفهوم التسامح والصدق بينهما؛
الإدارة المدرسيّة، تتجلّى في تطبيق العقوبات، كي يعرف التلميذ ويقتنع بخطئه.
ولا ننسى دور العائلة الذي لا يقتصر فقط في الرعاية، بل كذا في التربية وفهم احتياجات أطفالهم، من حبّ واهتمام.
هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟
لكلّ الأدوات والوسائل الحديثة إيجابيّات وسلبيّات، لكنّ الفرق الوحيد يكمن فقط في كيفيّة استعمالها، وتحديد الوقت والزمن، وعدم الإكثار من استخدامها في حياتنا المهنيّة والخاصّة.
هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟
نعم، يعتبر دور الأهل هامًّا في بناء عقليّات أطفالهم. وكذا تطوير شخصيّتهم للأفضل، ويندرج تحت هذا الدور تحفيز أطفالهم وتشجيعهم نفسيًّا، كما التواصل معهم، والذي يمنحهم قيمة وافتخارًا بإنجازاتهم ومهاراتهم، لكن في إطار يظلّ فيه الطفل جاهزًا دائمًا للتعلّم، كي لا يدخل في متاهة النرجسيّة.
هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟
لا، الكتاب المدرسيّ هو الصديق الذي سيظلّ ونيس الطفل، خصوصًا في المرحلة الأولى التي تتطلّب معالجة عسر القراءة، والتي لا تمكن معالجتها بالحاسوب. لا يمكننا أن نعوّض الكتاب المدرسيّ، وصفحاته التي نجد فيها لذّة العلم والمعرفة، وتعطي طفلنا الأجنحة ليحلّق في سماء الخيال والابتكار.
كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟
لا يمكن تحديد ساعات الدوام؛ لأنّها تختلف من سنة إلى اخرى، لكن يمكن تخفيف الدروس، والاستعانة فقط بالموادّ الضروريّة حسب كلّ مستوى.
صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.
سأختار رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية"، لإبراهيم عبد المجيد. تتجسّد فكرتها في تقبّل الديانات، والتي سأربطها بالتعليم في بيئات متعدّدة الثقافات التي تسهم في تطوير التفكير النقديّ، وتعزيز التعلّم الشامل للطلّاب، ويمكن أن تترجم البيئات متعدّدة الثقافات إلى فرص للتعلّم اللغويّ، وتنمية المهارات الاجتماعيّة.
يعدّ التعليم متعدّد الثقافات أحد الأنماط التعليميّة الحديثة، والتي تساعد في تطوير مهارات الطلّاب، العقليّة والاجتماعيّة والثقافيّة، والتي تؤهلهم لتحقيق النجاح في مجتمع متنوّع ومتعدّد الثقافات.