كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟
كما كان عليه الأمر قبل ظهور المدرسة كمؤسّسة مُهيكلة، سيكون التعليم عبارة عن تجارب يتناقلها الأجيال أو اكتشافات شخصيّة ناتجة عن الملاحظة وتأمّل الأشياء. أظنّ أنّ المدرسة كفضاء تحكمه ضوابط ثابتة ستختفي من الوجود نظرًا لما وصلت إليه التكنولوجيا، ونظرًا لتبنّي عديد الأسر في الدول المتقدّمة نمط التعليم عن بُعد والتعليم الذاتيّ، ذلك لمرونته.
ما هي أوّل نصيحة تنصح بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟
أوّل ما أنصح به المعلّم حديث التخرّج من معاهد التكوين هو أن يضع نفسه مكان المتعلّم أثناء إعداد دروسه، وذلك ليقف عند العقبات التي يمكن للمتعلّم مواجهتها في فهم الدرس أو إنجاز التمارين والواجبات. هذه الطريقة تجعله يراعي مستويات المتعلّمين المتفاوتة، وظروفهم الاجتماعيّة.
ما هو تعريفك للدهشة؟ وكيف وصلت إلى هذا التّعريف؟
الدهشة بالنسبة لي هي إحساس ينتج عند اكتشاف شي جديد، أو طريقة جديدة للوصول لنتيجة ما. تعريفي هذا نابع من تجربتي الشخصيّة. أكون مندهشًا عندما أكتشف شيئًا جديدًا أو غير مسبوق.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتك التعليميّة؟ لماذا؟
أوّل مصدر إلهام لي هو والدي رحمة الله عليه. كان مدرّسًا، وكان إنسانًا عصاميًّا. كان يصطحبني إلى صفّه عندما كنت طفلًا، ثم بعد أن ولجت المدرسة، أعجبت كثيرًا بمدرّسي اللغة الفرنسيّة حيث كانوا مختلفين جدًا عن باقي المدرّسين. لذلك قرّرت أن أُدرّس اللغة الفرنسيّة.
من هو الطّالب المُتميّز برأيك؟ لماذا؟
بالنسبة لي الطالب المتميّز هو الذي لا يكتفي بما يعطيه له المعلّم في الصفّ. الطالب المتميّز هو الذي يبحث ويسائل معارفه. التميّز لا يعني أن تكون مثل الآخرين، بل أن تتفرّد بشخصيّتك وبطريقة عملك وبالنتائج التي تحصدها.
حسب معاييرك، كيف تصف المُعلّم المُلهم؟
المعلّم الملهم هو من يعطي المتعلّمين حافزًا للتعلّم، وهو من يجعل المتعلّم راغبًا في التعلّم بشخصيّته، وبتعامله، وبطريقته المتميّزة في العمل، وهو الذي يكون كذلك قريبًا من طلّابه.
ما هو الموقف الذي تندم عليه في مسيرتك التعليميّة؟
الشيء الوحيد الذي أندم عليه كان عدم اغتنام فرصة تغيير المحيط الذي أعمل فيه. كنت أودّ خوض تحدٍ جديد في مجال التدريس في بلد آخر، لكن هذا لم يؤثّر أبدًا على تركيزي في العمل.
برأيك، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
على الإدارة التربويّة توفير الظروف الملائمة ليتمكّن المُدرّس من تأدية واجبه على أحسن وجه. عندما لا يكون للإدارة حضور وازن داخل المدرسة يكون هناك تأثير سلبيّ على العمليّة التعليميّة التعلّميّة. وبالإضافة إلى الظروف الملائمة، يحتاج المعلم للتشجيع والمصاحبة لينجح في مسيرته. لقد سمعنا كثيرًا عن معلّمين انطفأت شعلتهم بسبَبِ إداريٍّ غير متمكّن كان وراء اختفاء رغبتهم في العمل.
ما الذي تُريد أن تمحوهُ من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
النقط الرقميّة؛ العلامات، لأنها لا تعبّر بتاتًا عن مستوى المتعلّمين، ولا تُمكّن المعلّم من الوقوف على مكامن القوة ومكامن الضعف لدى المتعلّم.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليك وعلى تجربتك في الحياة؟
"Le maître ignorant" للكاتب والفيلسوف الفرنسيّ Jacques Rancière. في هذا الكتاب، يثور Rancière على لسان Joseph Jacotot على مفهوم "الشرح" داخل الفصل باعتباره يُقسّم المتعلّمين إلى فئتين: الأولى تَعْرِف والثانية لا تَعْرِف شيئًا. كما يُقسّم مفهوم الشرحِ المتدخلينَ في العمليّة التعليميّة إلى قسمين: الذي يشرح والذي يسمع ويتعلّم. بالنسبة ل Rancière، القائمون على التعليم، بتبنّيهم الشرح كوسيلة تعليميّة، يُشجّعون ويُكرسون هذه التراتبيّة داخل الفصل وداخل المجتمع ككلّ.