موريس ج. إلياس Maurice J. Elias
يقضي طلّاب المدرسة الثانويّة معظم وقتهم وهم يفكّرون بهُويّتهم، وما ستكون عليه حالهم في المستقبل، وما سيتّخذونه من قرارات بخصوص الكلّيّات التي يسجّلون فيها، والوظائف التي سيضطلعون بها. بفعل هذا الانشغال، يتولّد لديهم طبيعيًّا القلقُ من "أنا". ويجب على المربّين ضمان حضور "نحن" في الصورة أيضًا. لذلك من الضروريّ تشجيع التعاطف لدى طلّاب المدرسة الثانويّة.
ثماني طرائق لمساعدة طلّاب المدرسة الثانويّة لإبداء التعاطف
أولًا: أتِـحْ للطلّاب فرصة التعبير عن أحاسيسهم بشأن مصابهم. فحين لا يشعر المراهقون بالانتماء يتولّاهم اليأس. وعلى البالغين، في الوقت الراهن، أكثر من أيّ وقت مضى، أن يدركوا مقدار المصائب التي يمكن أن تزعزع استقرار طلّاب المدارس الثانويّة لأنّها تهزّ شعورهم بالانتماء: إنّهم يتحمّلون طوال الوقت فقدان أحد أفراد العائلة، والعجز عن التفاعل مع الأصدقاء، والافتقاد إلى الفِرَق وأداء المجموعات... وأكثر. لذلك، وبشكل استثنائيّ، حين يعودون في الخريف، في بداية العام الدراسيّ، تعاطفْ معهم، وامنحهم فرصة الكتابة حول مصابهم. يمكنك تذويته، أي ربطه بذواتهم، أو دعه يكون افتراضيًّا، بحيث يتمكّن الطلّاب من ضخّ مشاعرهم الحقيقيّة فيه نثرًا، أو شعرًا، أو بشكل آخر من أشكال التعبير الفنّيّ.
ثانيًا: استخدم المحفّز: "كيف تخمّن شعور هذا الشخص/ هؤلاء الأشخاص؟" بغضّ النظر عن مجال الموضوع _قراءة رواية، والحديث عن الإنجازات العلميّة، واستعراض الأحداث التاريخيّة، وقراءة القصص التي تحكي عن العالم المعاصر_ فإنّ مطالبة الطلّاب بفهم مشاعر الأشخاص المعنيّين يمرّن لديهم قوى التعاطف. وبعد فترة، سيبدؤون بطرح هذا السؤال على أنفسهم دون تحفيز - وهو أحد جوانب التعاطف الأساسيّة.
ثالثًا: برمج حوارًا. يسير التعاطف، جنبًا إلى جنب، مع تبنّي وجهات نظر الآخرين. لذا، نسّق لطلّابك إجراء حوارات منتظمة _عبر تقنيّة الحوار بين الصفوف التي يتيحها Zoom، أو باستخدام الورق أو بالبريد الإلكترونيّ_ مع الأشخاص الذين ينحدرون من خلفيّات متباينة ويعيشون أوضاعًا مختلفة [...].
رابعًا: اجعل الطلّاب يتبوّؤون مواقع شخصيّات مأخوذة من الكتب. سيستمتعون ويتعلّمون إذا طلبت منهم أن يتبوّؤوا مواقع شخصيّات يقرؤون عنها، أو أن يصبحوا هم تلك الشخصيّات. اطلب منهم وصفَ هيئاتهم، وأنماط حديثهم، ووجهة نظرهم. ثمّ اجعلهم يعقدون مقارنةً بين وجهات نظر زملائهم في الصفّ حول الشخصيّات نفسها، ومناقشة مبرّرات تفسيراتهم. ولمزيد من التحدّي، اطلب منهم صياغة حوار يتوقّعون حدوثه في فصول الكتاب القادمة من خلال الاسترشاد بأسلوب المؤلّف في الكتابة.
إنّه تمرين يتطلّب حرصًا شديدًا عند استخدامه: الغرض منه هو مساعدة الطلّاب للانتباه إلى وجهات النظر الأخرى، لكن ثمّة خطر في أن يعمد الطلّاب، بدلًا من ذلك، إلى الحطّ من قدر الآخرين، بمحاكاة الصور النمطيّة، أو مظاهر الإجحاف مثلًا.
خامسًا: أصغِ إليهم، أصغِ إليهم حقًّا. من الطبيعيّ والشائع جدًّا أن ينتاب الطلّاب في الصفوف الدراسيّة، وضمن المجموعات قلقٌ وهم يفكّرون في الذي سيقولونه بينما يهملون كلام الآخرين. إليك بحلّ بسيط: اطلب منهم تكرار ردّ أحد زملاء الصفّ قبل تقديم الإجابة (قال أفغولي: "أعتقد... ")، فقد لاحظ إيرف سيجل (Irv Sigel)، العالم في حقل علم النفس المعرفيّ، في دراسة مستفيضة لمسألة طرح الأسئلة وتقديم الإجابات، أنّه لا حاجة للقيام بذلك طول الوقت، إذ مجرّد المواظبة على إقحام هذا النوع من المطلب في الصفّ، وعلى فترات، يبدأ الطلّاب بترقّبه، والإصغاء باهتمام أكبر.
سادسًا: كلّف طلّابك بكتابة مقال حول "أنا بأفضل حال". للمساعدة في تخفيف كلمة "أنا" بكلمة "نحن"، اطلب منهم كتابة مقال (بأيّ صيغة يتعلّمونها في صفوف مبحث اللغة) بالتركيز على التالي: متى أكون بأفضل حال؟ مع مَن؟ ومتى؟ وكيف يساعدني حضور الآخرين على أن أكون بأفضل حال؟ ولماذا؟
سابعًا: اسأل الطلّاب عن الفيلم الذي يثيرهم أكثر. ثمّ كلّفهم بإنجاز المهمّة أدناه. بمجرّد قيامهم بذلك، يمكنهم الانتظام في أزواج، وفي مجموعات صغيرة، وتقديم تقرير عن وجهات نظر بعضهم. هذا بالتأكيد سيكون ذا أثر كبير عليهم نظرًا لميل الطلّاب إلى الاعتقاد بأنّ الجميع سيشاهدون "فيلمًا مثيرًا" على طريقتهم.
• ما هو الفيلم؟
• لخّص الحبكة.
• سمّ الشخصيّات الرئيسة وصِفْها، خاصّةً في تعاملها مع الآخرين.
• حدّد ثلاثة أجزاء من الفيلم ولّدت لديك أقوى ردود الفعل العاطفيّة. ما هي المشاعر التي انتابتك؟ ولماذا؟
• عمَّ كان يدور الفيلم الذي جعلك تتعاطف معه كثيرًا؟ وهذا بقصد التعرّف على ردود الفعل التي قصدها الكاتب، والمخرج، والممثّلون.
ثامنًا: أر طلّابك كيف تنجح المقابلات وكيف تفشل. سيجري الطلّاب في الفترة التي يقضونها في المدرسة الثانويّة مقابلات لولوج أنواع مختلفة من الوظائف، وسيمهّد ذلك، في سنتهم الأخيرة، إلى مقابلات جامعيّة ومهنيّة. تعتقد لين أزارشي (Lynne Azarchi)، مؤلّفة كتاب ميزة التعاطف (The Empathy Advantage)، مصدر الإلهام لهذه المقالة، أنّ الطلّاب بحاجة إلى معرفة أنّ المستجوَبين يكونون أكثر نجاحًا عندما ينظرون بعيني المستجوِب. ومن الممكن، ضمن لقاءات المشورة والتوجيه الجماعيّ، تخصيص وقت لهذه الأسئلة: ما الذي يبحث عنه المستجوِبون؟ ما الذي لا تروقهم ملاحظته؟ بعد إجراء بعض المناقشة من قبل الطلّاب، تأكّد من تغطية النقاط الأساسيّة الآتية:
الصفات المرغوبة:
• التواصل الرسميّ الجيّد عبر البريد الإلكترونيّ.
• التحلّي بالاحترام على مدار المقابلة، والتحدّث إلى الموظّفين جميعهم.
• الإعداد. يعرّف عن الشركة، أو العمل، أو المدرسة.
• الالتزام بالعمل الجماعيّ.
• الاستعداد للخروج من منطقة الراحة.
• الاهتمام بالآخرين. يمكن أن يتحدّث الطالب عن اهتمامه ببعض القضايا الاجتماعيّة، أو البيئيّة، أو الخيريّة، أو الخدماتيّة، وعن الانخراط فيها.
الصفات غير المرغوبة:
• شرود العينين.
• المصافحة بيد مرتخية.
• تقديم إجابات قصيرة جدًّا.
• عدم القدرة على القراءة، وغياب التوافق مع المستجوِب من جهة جهارة الصوت، وسرعة الكلام، ووضعيّة الجلوس، وعدم الاهتمام بالإسهاب في الإجابة.
أصبح التعاطف _ومرادفه الحنوّ_ أكثر أهمّيّةً، ونحن نرى ما يحدث في العالم من حولنا. فلنحرصْ على إعداد طلّابنا في المدارس الثانويّة ليساهموا بوصفهم مواطنين أكثر مراعاةً لمشاعر الآخرين، وتعاطفًا معهم.
Originally published (April 9, 2021) on Edutopia.org. [How to Help High School Students Develop Empathy] was translated with the permission of Edutopia. While this translation has been prepared with the consent of Edutopia, it has not been approved by Edutopia and may therefore differ from the authentic text. In cases of doubt the authentic text should be consulted and will prevail in the event of conflict.