برأيك، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

إنّ الإدارة المدرسيّة السليمة أصبحت لها قواعدها وأسسها التي تقوم عليها، فهي من تحدّد المبادىء والأهداف والأطر التي تسهم جميعها في جودة وتكامل العمليّة التعليميّة. وهذه السياسات هي في خدمة المتعلّم والمعلّم، لأنّهما جوهر العمليّة التعليميّة ونواتها، والمتعلّم هو الأمل في صناعة المستقبل المنشود. 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم عن بُعد وأبقيت عليها الآن؟

في فترة التعليم عن بُعد تعلمت، على الصعيد الشخصيّ، استعمال أدوات كثيرة للتواصل الصحيح مع طلابي، ذلك لتحفيزهم على إيجاد الطرق المتعدّدة للتعلّم، وحاولت مواكبة الوسائل المتاحة لإنجاح عمليّة التعليم والتعلّم.

فعلى سبيل المثال، كنت أركّز على أن يكون الدرس أقرب للدرس الوجاهيّ من خلال استعمال برنامج "زووم"، ووضع لوح للشّرح. غير أنني لم أكن أقوم بعمليّة تحميل الدرس، لأنّ حجم الفيديو يكون كبيرًا عادة، ولذلك عمدت إلى إنشاء قناة على "يوتيوب" أحمِّل عليها الدرس وفق أسلوب يدمج بين الصوت (صوتيّ) والمعلومات (ما شرحته صباحًا) من خلال فيديو قصير مدته بين 4 و7 دقائق؛ أحمّله على القناة، وأرسل رابطه للطلّاب لمزيد من الاطلاع على الشرح.

أمّا ما أبقيت عليه فهو التواصل اليوميّ مع الطلّاب من خلال مجموعات واتساب أنشأتها لكلّ شعبة، أسمح لهم بالاستفسار عن أي موضوع بعد الظهر، لمعالجته بشكل فوريّ، أو ترك المعالجة للحصّة القادمة.

كيف تخاطِب الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

أؤمن بأن الفنّ والموسيقى والرياضة هي وسائل للتعبير عن الذات. وأشجّع الطلّاب على التوفيق بين الموهبة وتطويرها وفق أصولها، وبين الدراسة العلميّة والشهادة الجامعيّة أو الثانويّة، لأن ليس كلّ شغف يتحوّل إلى المهنة التي يكتسب منها الإنسان رزقه. أمّا طريقة المخاطبة، فتتنوّع بين متعلّم وآخر، لأن العوامل المحيطة بكل فرد منهم ليست بالضرورة تصلحُ للآخر.

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

متابعة المستجدات علم التربية ليست شرط وحيدًا للمعلّم الناجح، بل محاولته توظيفها بشكل صحيح وسليم وفق السياقات التي تحيط به هي الأهم، لأن ليس كل أمر نظريّ قابل للتوظيف، وليس كل توظيف يأتي بناتج تعليم صحيح، إنّما الحنكة والمهنيّة بآليّات التوظيف واستراتيجيّاته القويمة والتقويم المستمرّ لها.

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمر هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

من أهم التغيّرات هي قدرتهم على استعمال الوسائل التكنولوجيّة بشكل سلس، لأنهم أبناء جيل التطبيقات، وكذلك انقيادهم نحو أي أمر تندمج فيه الحواس (السمع والبصر والحسّ)، وبالتالي فإنّ تعريفهم إلى فيديوهات مصمّمة بشكل حرفيّ تخدم الدرس، سيساعدهم على فهم أعمق له، وهذا ما أحاول أن أوظفه دائمًا.

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّف هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

من وجهة نظري إن الفروق الفرديّة بين الطلّاب هي أمر حقيقيّ، وعليه فإن كل طالب هو طالب شغوف بالتعلّم، ولكن وفق وسائل على المعلّم والأهل والمدرسة أن تعمد إلى إتاحتها له.

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

أحبّذ ارتداء الزيّ الموحّد لأنه دلالة على الانضباط والعدالة صورة المظهر الخارجيّ للمتعلّمين، على أن لا يكون مبالغ فيه من ناحية الجودة، ولا مبتذل لأن الدخل العائليّ بين عائلة وأُخرى.

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

أبذل جهدًا لأكون مُحيطًا بخلفية طلّابي وذويهم الاجتماعيّة والعلميّة والعمليّة، بما ينعكس على إنجاح العمليّة التعليميّة التعلميّة. كما أحرص على مساندة زملائي بعدّة طرق، وأحيانًا أتقاسم مع بعضهم ما أقوم به لنفسي من تحضير للدرس وطرق عرضه والاستراتيجيّات التي استعملها، غير أنني أعترف أن هُناك معوّقات تحدُّ مفهوم الرفاه المدرسيّ هي صنيعة المنهج والسياسات التربويّة. 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمح أن تشارك بها؟ لماذا؟

كون المادة التي أدرّسها هي الرياضيّات والتي تتفاوت آراء المتعلّمين حولها، فإنّني أطمح إلى دمج التكنولوجيا والبرمجيّات الحديثة في تدريسها، في المرحلة الثانويّة تحديدًا، لسبب أن الغاية من الرياضيّات في هذه المراحل قد يكون معرفة المعادلات واستراتيجيّات حلّ المسائل، ولكن جوهرها حلّ المشكلات.

بماذا تنصح شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟

أنصحه بأن يكون صبورًا مجتهدًا وباحثًا مثقفًا، وأن يعمد إلى تطوير مهارات ويتعلّم أخرى، وأن يواكب ما هو جديد ويتعلّم من تجارب المدرّسين حول العالم، فالتكنولوجيا سمحت لنا أن ننتمي للكرة الأرضيّة بمجملها.