لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟
التعليم الأحبّ بالنسبة إليّ، هو التعليم الذي يكون به المعلّم ميسّرًا فقط للعمليّة التعليميّة التعلّميّة، مستخدمًا مجموعة متنوّعة من وسائل التعلّم، بحيث يكون هناك وقت أطول مخصّص للطلّاب، للبحث والقراءة، واستكشاف الموضوعات التي يهتمّون بها بشكل أعمق، بالإضافة إلى تشجيع المشاركة الفعّالة، والتجارب والتطبيقات العمليّة والمناقشات النقديّة؛ لتعزيز فهم الطلّاب، وتطوير مهارات التفكير النقديّ لديهم.
أؤمن بأنّ التجربة التعليميّة المثاليّة، هي التي تعزّز وتركّز على التطوير الشخصيّ للطلّاب، من خلال توجيههم نحو تطوير مهاراتهم الشخصيّة، كمهارات الاتّصال، وحلّ المشكلات، والعمل الجماعيّ، والقيادة.
إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟
التوازن يعتبر أمرًا مهمًّا لضمان تطوّر طلّابنا؛ ليكونوا أعضاء ناجحين في المجتمع، وفاعلين في مجالاتهم المهنيّة. ويمكن تحقيق هذا التوازن من خلال تشجيع التفكير النقديّ، وتوجيه الطلّاب، ودعمهم النفسيّ أثناء التعلّم القائم على التجربة، وحلّ المشكلات، والعمل التعاونيّ. لذلك، يجب على المعلّمين تصميم خبرات تعليميّة حقيقيّة وواقعيّة، تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باحتياجات الطلّاب، والقيام بالتقييم والتقويم المستمرّيْن للعمليّة التعليميّة، والمهارات الاجتماعيّة والعمليّة للطلّاب، فيجب استخدام تقييمات متنوّعة، مثل تقييم المشاركة في المناقشات، والمشاركة في المشروعات الجماعيّة، إلى جانب الأداء في الاختبارات الأكاديميّة.
كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟
للمعلّم دور ذو أهمّيّة كبيرة في هذا العصر، على الرغم من تطوّر التكنولوجيا وثورة الذكاء الاصطناعيّ. فعلى المعلّم فهم احتياجات الطلّاب، والعمل على تحديث وسائل التعليم والتقييم المتنوّعة حسب هذه الاحتياجات؛ لتحفيز التفكير النقديّ والإبداع، وتعزيز القيم الإنسانيّة والأخلاق في التعليم والتوجيه الشخصيّ، ومساعدة الطلّاب في فهم أهمّيّة الأخلاق، والمسؤوليّة الاجتماعيّة، وتنمية المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة عند الطلّاب. فعلى سبيل المثال، يمكن للمعلّمين تعليم الطلّاب كيفيّة تقييم مصادر المعلومات عبر الإنترنت، وحماية خصوصيّتهم على الإنترنت.
في رأيي، بدلًا من أن تكون التكنولوجيا تهديدًا لوظائف المعلّمين، يمكن للمعلّمين استخدام التكنولوجيا كأداة إضافيّة لتعزيز تجربة التعلّم، وتوفير موادّ تعليميّة متنوّعة ومثيرة. كما تكمن الفرص في تكامل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ مع الدور التعليميّ البشريّ؛ لتحقيق تجربة تعليميّة شاملة وفعّالة.
متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟
بشكل عامّ، الإشراف التربويّ يمكن أن يكون مفيدًا لتطوير ممارسة التعليم وتحسينها، سواء كان ذلك من خلال توجيه مهنيّ، أو دعم نفسيّ، أو تقييم المهارات وتطويرها. يجب أن يكون هذا الإشراف مبنيًّا على التعاون، والتفاعل الإيجابيّ بين المعلّم والمشرف التربويّ.
ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟
يجب أن تكون عمليّة حلّ النزاعات داخل غرفة الصفّ عمليّة تشاركيّة، تشمل المعلّمين والطلّاب، والمشرفين وأولياء الأمور عند الضرورة. الهدف توفير بيئة تعليميّة سلميّة ومحفّزة لجميع الطلّاب. يجب على المدرسة والمعلّمين توضيح القوانين واللوائح المدرسيّة، وتطبيقها بشكل منصف. كما أنّ المعلّم يؤدّي دورًا مهمًّا في مراقبة النشاط داخل الصفّ وتوجيه الطلّاب؛ للحدّ من حدوث النزاعات. ويجب على المعلّم تعليم الطلّاب كيفيّة التواصل بشكل فعّال، واحترام آراء الآخرين وأفكارهم. ذلك يمكن أن يشمل مهارات الاستماع الجيّدة، والتعبير عن الأفكار بشكل لبق ومحترم. كما يمكن تنظيم جلسات جماعيّة، تشارك فيها الأطراف للتحدّث بشكل مفتوح حول مشكلاتهم، ومحاولة الوصول إلى حلول توافقيّة، وتدريب الطلّاب على استخدام استراتيجيّات لحلّ النزاعات. وفي حالات النزاعات الشخصيّة أو النفسيّة، يمكن أن تكون هناك حاجة إلى دعم نفسيّ واجتماعيّ للطلّاب، من قبل مستشاري المدرسة أو المعالجين النفسيّين.
هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟
الاستخدام الناجح للتكنولوجيا في التدريس يعتمد على توازن مناسب بين الفوائد والتحديّات، وعلى توجيه مناسب للمتعلّمين؛ لضمان استخدامها بشكل فعّال وملائم. يجب أن تكون التكنولوجيا واحدة من أدوات التعليم، وليست الهدف النهائيّ، ويجب عدم الاعتماد الزائد على التكنولوجيا بشكل يؤدي إلى إدمانها، أو التأثير السلبيّ في صحّة الطلّاب وسلامتهم، أو تفاعلهم وتواصلهم الاجتماعيّ.
هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟
تدخّل الأهل في تعلّم أبنائهم يمكن أن يكون فعّالًا عندما يتمّ بروح التعاون والدعم والتفهّم، وعندما يكون مصمّمًا على تعزيز النموّ الشخصيّ والأكاديميّ للأطفال. وبالنسبة إلى التوقيت المناسب للتدخّل، يجب أن يكون التوقيت مرنًا، وملائمًا لاحتياجات الأسرة والأطفال. يمكن أن يكون التدخّل مستمرًّا على مدار العام، ويمكن أن يتعلّق بالمراجعة اليوميّة للواجب المدرسيّ، أو الدعم في الفترات التي يواجه فيها الطفل صعوبة في موادّ معيّنة.
هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟
لا أعتقد أنّ بإمكاننا التخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل إلى الآن؛ لأنّه ما زال يعدّ مصدرًا مرجعيًّا مهمًّا للطلّاب والمعلّمين، ويجب أخذ احتياجات الطلّاب والمنهج بعين الاعتبار عند اختيار المصادر والموادّ التعليميّة، إلا أنّ استخدام التكنولوجيا والوسائل الرقميّة مكمّل مفيد للكتب المدرسيّة، ويمكن استخدام الوسائل الرقميّة لتوفير موادّ تعليميّة تفاعليّة، ومحتوى إضافيّ يساعد في تحفيز الطلّاب وتوسيع فهمهم.
كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟
مدّة الدوام تعتمد على الفئة العمريّة، وأهداف المنهاج، والموارد المتاحة. فالمرحلة الابتدائيّة تحتاج إلى وقت أقلّ للدروس، ويجب أن يتضمّن الدوام استراحات قصيرة. أمّا في المراحل العليا من التعليم، فيمكن أن يزيد وقت الدوام المدرسيّ من 6 إلى 8 ساعات يوميًّا أو أكثر، بحيث يتضمّن مزيدًا من الموادّ الدراسيّة، والنشاطات الاختياريّة التي تضمن تطوير المهارات الاجتماعيّة عند الطلاب.
صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.
تجربتي كمعلّمة ورئيسة قسم في مدارس دوليّة تجعلني أفكّر بقصّة الكاتب يحيى حقّي "قنديل أم هاشم". أحرص دائمًا على التوفيق بين الأصالة والحداثة عند اتّخاذ القرارات، سواء في اختيار الموادّ التدريسيّة والوسائل التعليميّة المناسبة للطلّاب، أو في تطوير العمليّة التعليميّة، فالقديم والتقليديّ ليس شرًّا كلّه، والحديث والجديد ليس خيرًا كلّه. لذا، من الضروريّ معرفة خصائص الطلّاب وحاجاتهم وثقافة مجتمعهم؛ لضمان نجاح العمليّة التعليميّة التعلّميّة وتطوير التعليم، فأيّ عمليّة إصلاح أو تغيير يجب أن تتمّ تدريجيًا، وبالرفق والإقناع لجميع الأطراف، مع مراعاة ظروف المجتمع المادّيّة والروحيّة والثقافيّة.