لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟
لو كنت طالبة اليوم، وكنت في مرحلة الدراسة في الصفوف الأولى، سأرغب أن يكون تعلّمي ممتعًا، ويعتمد على أساليب متنوّعة، تجعلني أحبّ الذهاب إلى المدرسة كلّ صباح، لأنّي متشوّقة. فأنا لديّ توقّعات عالية بأنّ معلّمتي التي تعرفني جيدًا، وتعطيني لمسة حنان، مصحوبة بابتسامتها كلّ يوم، سوف تجهّز نشاطًا جديدًا، أتعلّم من خلاله وألعب، ولا أحسّ بمرور الوقت. أمّا لو كنت في مرحلة الدراسة الثانويّة، فسأرغب في أن أتعلّم من خلال مشروع لمجموعة تعلّم تعاونيّ، أؤدّي فيه دورًا محوريًّا، أبرز فيه قدراتي وإمكانيّاتي على الإبداع واﻻبتكار.
إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟
يترافق تعليم المعارف مع اكتساب الطالب مهارات اجتماعيّة، ليكون تعلّما فعّالًا، ناتجًا عن تواصل فعّال بين المعلّم والطالب الذي يكتسب مهارات الاتّصال والتواصل والقيادة في مجموعات العمل التعاونيّ. فوفق البرامج التعليميّة الحديثة، يكون الطالب محور العمليّة التعليميّة، وكلّ الاستراتيجيّات الحديثة تركّز على إكساب الطالب مهارات التفكير العلميّ والتفكير الناقد، والقدرة على الإبداع واﻻبتكار والقيادة، ومهارات البحث العلميّ.
كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟
دوري كمعلّمة هو أن أوجّه طالباتي، وأن أيسّر لهنّ اكتساب المعارف والمهارات، من خلال التنويع في استراتيجيّات التدريس، كالتعلّم النشط، والإيماءات الرمزيّة، وإغناء المنهاج، والاستقصاء العلميّ، والتعلّم المدمج. كما أدعم تميّزهنّ، وأعزّز تعلمهنّ من خلاله، وأبرز مواهبهنّ، وأستخدمها في خدمة تعلمهنّ، وتعزيز الثقة لديهنّ. وأمكّنهنّ تكنولوجيًّا بشكل مباشر، من خلال تدريبهنّ على التطبيقات، واستخدامها في الحصّة، وبشكل غير مباشر من خلال استخدامي لها، وتعريفهنّ إليها. أصنع منهنّ خبيرات، من خلال إتاحة الفرصة لهنّ لتدريب طالبات أخريات. أعمل على تعريفهنّ إلى المواقع الموثوقة، وحقوق الملكيّة الفكريّة، والتربية الرقميّة.
متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟
الإشراف التربويّ يكون مفيدًا للممارسات التعليميّة عندما يكون داعمًا حقيقيًّا لكلّ معلّم متميّز، بإبراز تميّزه، وتوجيه التنمية المهنيّة وتيسيرها للمعلّمين، من خلال دراسة حاجاتهم التدريبيّة، وعقد دورات وورش ذات فائدة حقيقيّة وأثر كبير في إكساب المعلّمين القدرة على تفعيل استراتيجيّات التدريس والتقييم الحديثة، وتفعيل التكنولوجيا في التعليم، جنبًا إلى جنب مع إكساب الطلّاب مهارات مختلفة.
ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟
أفضل طريقة لحلّ النزاعات بين الطلّاب في الغرفة الصفّيّة هي خلق الجوّ الإيجابيّ منذ البداية، لتفادي حدوث هذه النزاعات، ووضع قوانين منذ البداية تحدّد واجبات الطلّاب ومهامّهم وحقوقهم (قوانين الصف). وبعد هذا كلّه، إذا وقعت نزاعات، فالحلّ هو النقاش الودّيّ الذي تسوده ثقافة التسامح والمودّة والأخوّة.
هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟
ما يحدّد متى يكون استخدام التكنولوجيا في التدريس إيجابيًّا أم ﻻ، هو طريقة استخدامها وتفعيلها، والضوابط التي تُحدّد مسبقًا بالاتّفاق مع الطلّاب. وعدم الاكتفاء بذلك؛ فلا بدّ من مراقبة تصفّحهم، وتوعيتهم مسبقًا بأخلاقيّات التربية الرقميّة، وحقوق الملكيّة الفكريّة والمواقع الموثوقة.
هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟
تدخّل أولياء الأمور أفضل دعم لتعلّم أبنائهم. بل يجب أن تكون علاقة المعلّم بأولياء الأمور علاقة تشاركيّة، لدعم تعلّم أبنائهم، وليكونوا جزءًا من هذا التعلّم، فهم المعاونون والداعمون لتعلّم أبنائهم في كلّ الأوقات.
هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟
لا يمكن أبدًا التخلّي عن الكتاب المدرسيّ في أيّ مرحلة من مراحل التعلّم؛ لأنّه ينظّم تعلّم الطلبة؛ فيحدَّد المنهاج والدروس والأنشطة المناسبة، ويترك للمعلّم مساحة لإبداعه بإضافة أنشطة وإثراء للمنهاج.
كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟
مدّة الدوام الرسميّ يجب أن تكون من الساعة الثامنة حتّى الثالثة عصرًا، تتخلّلها فترة استراحة للغداء والصلاة، وذلك لأنّ زيادة الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة يساعد المعلّم على تنويع الأنشطة وزيادة ملاءمتها لأنماط الطلبة، وبعدها يعود الطالب لإكمال دراسته بطاقة ونفسيّة متجدّدتين.
صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.
الخيميائيّ (بالإنجليزيّة: The Alchemist)، رواية للمؤلّف باولو كويلو، اخترتها كعنوان لأصف عبرها تجربتي كمعلّمة، فالبطل فيها يبحث عن كنز مفقود ثمين، وهذا ما أقوم به دائمًا مع طالباتي مذ بدأت مسيرتي كمعلّمة سنة 2000م وحتّى الآن. فعندما أنظر إليهنّ أرى غراسًا خضراء، يمكن إنباتها في بيئة جاذبة محفّزة للإبداع واﻻبتكار؛ لتصنع لنا جنّة خضراء مثمرة ومبهرة.
خلال مسيرتي كمعلّمة، حرصت دومًا على تنمية ذاتي مهنيًّا، من خلال الالتحاق بالدورات والورش والمنتديات، والحصول على دبلوم الدراسات العليا في الإدارة المدرسيّة، ممّا أكسبني مهارات جديدة، ساعدتني على أن أكون متميّزة عن غيري من المعلّمات، وساعدتني أيضًا على اكتساب الثقة العالية بالنفس، والقدرة على التأثير في طالباتي بشكل إيجابيّ، والمشاركة في مؤتمرٍ وويبنار عالميّ، وأن أكون جزءًا من فيديوهات مصوّرة لمنظّمة اليونيسف العالميّة. وها أنا الآن بخبرة تقارب 24عامًا وما زلت أحرص على التنمية المهنيّة، وسأظلّ هكذا حتّى يفنى العمر.