التعليم عن بعد - ماذا يقول مديرو المدارس حول تجربتهم الراهنة؟
التعليم عن بعد - ماذا يقول مديرو المدارس حول تجربتهم الراهنة؟

 

نظمت مجلة منهجيات ندوة إلكترونية تحت عنوان " التعليم عن بعد - ماذا يقول مديرو المدارس حول تجربتهم الراهنة؟". وجاءت هذه الندوة في ظروف تعليمية صعبة، فرضتها جائحة كورونا، وعاشها كل المعنيين بالشأن التعليمي. وعُقدت هذه الندوة الإلكترونية لاستقصاء تجارب مديري المدارس في تدبيرهم لعملية التعليم عن بعد في ظل جائحة كوفيد 19، والانفتاح على رؤاهم بخصوص مستقبل التعليم.

 

حاور الأستاذ محمود عمرة، المدير العام للأكاديمية العربية الدولية، المشاركين في الندوة. وقدمت السيدة رنا شعبان من الأردن، إجمالا للإجراءات التي اتُّخذت للتعامل مع الظرف الطارئ، وأهمها: عقد اجتماعات مكثفة، ومنح الاعتبار لصحة المجتمع المدرسي، وتفعيل المنصات التعليمية، ومراجعة المناهج الدراسية، وغيرها. وأفادت السيدة شعبان أن هذا الظرف الاستثنائي يتطلب المرونة والشجاعة، مصرحة بأن نجاح المدرسة، التي تديرها، في التقدم السريع في عملية التعليم عن بعد، كان بفضل جاهزيتها للتعلم الإلكتروني. وأكدت أنها اعتمدت الحصص التفاعلية الإلكترونية للاطئنان على صحة الطلاب النفسية وعافيتهم وظروفهم البيتية، وخلقت الفرص للتفاعل، والتقييم، وشرح الدروس. وقدّمت السيدة شعبان استراتيجيات لإنجاح عملية التعليم عن بعد.

 

من جانبها أشارت السيدة عهود البرغوثي من فلسطين إلى التخبط الحاصل بسبب غياب التخطيط والانتقال المفاجئ نحو التعليم عن بعد. مشيرة إلى الافتقاد لكادر قادر على التعليم عن بعد والتواصل مع الأهل. وقالت السيدة البرغوثي: "إن أكبر مشكلة واجهتنا هي عدم توفر شبكة الإنترنت لدى كل الناس، فلم يكونوا جميعهم قادرين على استخدام البرامج والأجهزة التكنولوجية التي تتيح للطالبات التواصل مع المعلمات والمدرسة، وإنجاز المهمات الموكلة لهن". كما صرحت بأن عملية التقييم أربكت الطالبات والمعلمات، نظرًا لعدم وجود أي خطة سابقة. وعلّقت على ما يحدث قائلة: "التعليمات كانت تأتي مباشرة من مديرية التربية، وكنا مضطرين لتنفيذها بغض النظر عن توفر الإمكانات لدينا، وكنا نتشاور كمعلمات وإدارة معا ومع زميلاتنا في مدارس أخرى لإنجاز موضوع ما عن قرب".

 

أكد الدكتور أنور كوثراني من لبنان على خصوصية الأزمة، إذ أفرزت مجموعة من القضايا لم تُواجه من قبل، مثل نوع القرارات التي يجب اتخاذها، ومدى قبول هذه التجربة لدى الطلاب، ودرجة الاستقرار المالي، والملاءمة ما بين المنهج المباشر والمنهج الذي يقدم عن بعد، وجاهزية الطالب ودرجة قبوله للتغيير في نمط التعليم، وتكييف السياسات والعمليات. وكشف الدكتور كوثراني عن الإجراءات التي فُعّلت على مستوى المدرسة والجامعة، وتمثلت في إجراء اتصالات مباشرة مع اللجنة المنبثقة والأهالي لتعريفهم بالسياسة الجديدة، والتواصل أيضا مباشرة مع الطلاب في الجامعة، وتشكيل لجنة تُعنى بالصحة على صعيد الجامعة عملت على إعداد فيديوهات كل أسبوع على مدار الساعة، وتقديم فيديوهات وبروشورات ومقالات عن كيفية التعامل مع التلميذ ومع الكورونا. إذ قام كل أستاذ بتفعيل صف جوجل (google classroom) وكان لديه المساعد، والمنسق، والمنسق المساعد، إضافة إلى المديرين الذين كانوا يدخلون مباشرة إلى صف جوجل ليروا مدى تفاعل الطالب. وعن التقييم قال الدكتور كوثراني: "يعتبر التقييم مشكلة كبرى إلى هذه الساعة، لا نعرف كيف نحل مشكلة التقييم لأن وزارة التربية في لبنان لم تشرعن إلى الآن أنماط التقييم عبر الإنترنت، وهي مشكلة كبيرة".