- لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمّة التعليم برأيك؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقّق ذلك؟
أعتقد أنّه سيحلّ الذكاء الاصطناعيّ محلّ المعلّمين حينها، وذلك لأداء مهمّة التفاعل مع الطلّاب داخل "الصفّ"، ويكون الذكاء الاصطناعيّ مربوطا على الشبكة المعلوماتية، ويستطيع الإجابة عن أي سؤال باستغلال المصادر التي أنتجها سابقا المعلّمون البشريّون والبشر عموما، وهذا لأنّه لا شيء يمكن أن يحلّ محلّ المعلّم سوى أن يكون محتويا على المعارف التي يحوزها المعلّم، وتبقى أساليب التدريس التي يمكن تعليمها للذكاء الاصطناعيّ.
أمّا عن شكل المدرسة، فأتوقّع مستلهما الظروف الحالية أنّ المدارس ستكون عاملة من المنزل، وسيختفي حينها حرم المدرسة، وقد تستغلّ مساحات المدارس في مهمّات أخرى.
عموما، هذا كان تخيّلا قديما عندي، وكنت أتخيّل كيف لن يكون ثمة كتب وورق ودفاتر، حيث تستغل الوسائل الإلكترونية للتواصل. لا بدّ من ذكر أنني أرى هذا خطرا على الأجيال القادمة، والشيء الخطر هو أن الطلبة سيفقدون التفاعل الاجتماعيّ وهذا يضرّ بنموّهم العاطفيّ، وقد تكون هذه أوّل خطوة سيطرة الذكاء الاصطناعيّ على البشر، إذ يفقدون جزءا من إنسانيّتهم.
- لو ملكت القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تود محوه؟ وما الموقف الذي تخشى أن يمحى؟
ما سأمحوه هو أنّني في بداية مهنتي معلّما استخدمت العنف، ذلك لأنني رأيت هذا في المدارس عندما كنت صغيرا، وهو خطأ شنيع. لقد تعلّمت خلال المسيرة المهنية أنّه ثمّة أساليب أخرى أتمنّى لو عرفتها سابقا، كما أتمنّى أنّني لم أعرف العنف في المدرسة. تخيّل أنّني كرهت اللغة العربيّة بسبب صفعة من الخلف من مدرسة قالت: "ضع القلم"، ولم أسمعها لأنني كنت مستغرقا في الإجابة.
الموقف الذي أخشى أن أنساه هو عموم أيام الجامعة، لا سيّما المسرحية التي مثّلتها مع الزملاء تحت إشراف دكتورة. هذه النشاطات هي التي جعلتني أشعر بالثقة والارتياح في استخدام اللغة الإنجليزية أمام جمهور، الأمر الذي كان هاجسا مخيفا قبلها.
- ما هي أكثر عشر كلمات تتكرّر على مسمعك يوميّا بوصفك معلّما؟
الخطّة الدراسية، التحضير، أنماط التفكير، الطلاقة، الاستبدادية، ديستوبيا، بطّئ كلامك، بالك طويل، الدروس المسجّلة، الدروس التفاعليّة.
- لديك القدرة على التخفّي ليوم واحد، ماذا ستفعل؟
تحاول أن تستدرجني لقول شيء لا أريد قوله. حسن، سأدور بين الطلبة وأستمع لأحاديثهم الخاصّة لأعرف ما الذي يثير اهتمامهم، لكي أستطيع أن أصل إليهم بصورة أفضل، بما أنّهم ينتمون إلى جيل آخر غير جيلي.
- كيف ترد على تلميذ يظلّ يطلب منك مزيدًا من الشرح؟
ليس عندي مشكلة بالإجابة عددا معقولا من المرّات، ولكن أخاف أن يكون سؤاله نوعا من المضايقة أو حيلة للمماطلة، ولذلك أطلب من هذا الطالب أن يزورني في الساعة المكتبية أو أثناء الفرص لأشرح له، لأنّ هذا اختبار حقيقي لكونه يحتاج الشرح فعلا أم لا، إذ إنّ الوقت سيقتطع من وقت راحته، وفيّ الحالتين أكون قد أوقفت إعاقة الحصّة.
- ما شخصية الرواية أو الفيلم أو المسرحية التي تحبها؟
(د. فاوست) في مسرحية كريستوفر مارلو، تحديدا في نسختها التي قدّمها مسرح شكسبير العالمي. لقد استمتعت بذلك الأداء وكيفيّة إدخال الملائكة والشياطين والأمور الروحانية التي يصعب تقديمها على المسرح، المؤثرات الصوتية والمرئية، وأهم ما في الأداء اللغة الإنجليزية القديمة التي أحبّ.
- ما هي مواصفات الصفّ الذي ترغب بتدريسه؟
أحب أن أدرّس صفّا مليئا بالتساؤلات، يجعلني أخرج عن خطة الحصّة، لنتحاور ونتعلّم معا من خلال أسئلتهم الذكيّة.
- ما هي أغرب نصيحة سمعتها من زميل عمل؟ ماذا كان الموقف؟
قد لا تبدو غريبة جدّا، لكنها نوع من اللامبالاة. كان الموقف أنني اشتكيت أمام زميل من عدم التزام الطلبة. أمّا نصيحة أحد رؤساء الأقسام فكانت: قم بعملك ولا تهتم للطلبة، إذا تعلموا أو لا!
- عندما كنت طالبًا في المدرسة، كيف كان يرى المعلمون جيلكم؟
ليس ثمة مجال للتعميم، فالمدرّسون مختلفون، بعضهم نظر لنا بوصفنا لا فائدة منا وتهكّم علينا، وثمّة آخرون كان لهم نظرة تفاؤلية، وتحمّلوا الكثير ليصلونا إلى برّ الأمان.
- ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وعن أي شيء يتحدث؟
رواية اسمها "الحدس"، وهي رواية خيال علمي لليافعين، تولّيت ترجمتها إلى الإنجليزيّة. تحكي الرواية قصّة مستقبلية تحدث في زمنين بعيدين، عن شاب عربيّ متورّط في عالم الأحلام والتقنية معا، يحاول أن يحافظ على إنسانية الإنسان.