كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟
أرى أن تخيّل شكل التعليم مع غياب وجود المدارس، سوف يحتاجُ إلى تفكيرٍ طويل؛ بسبب محدوديّة قدرات البدائل المتاحة حاليًّا لأخذ دور المدرسة في تعليم وتدريس الطلّاب بالشكل المطلوب، والمتوافق مع الفروقات الفرديّة والاجتماعيّة بينهم، كما أنّ المجتمعات، بصورةٍ عامّة، غير مستعدّة لتجربة تعليم خارج نطاق المدارس؛ إذ إنّ أيّ بديل عن التعليم داخل المدرسة يحتاجُ إلى دراسة وافية، وتحليل متطلّبات نجاح تنفيذه على المدى البعيد، أمّا مستقبل المدرسة كمكان، وتجربة التعليم عن بُعد أثناء جائحة كورونا، فقد أصبحت مقبولةً تقريبًا، ولكن مع ضرورة استمرار المدرسة بموقعها ومكانها؛ كمؤسّسةٍ تعليميّةٍ لا يمكن الاستغناء عنها الآن أو مستقبلًا، وأيضًا يمكن الاستفادة من تجربة التعليم عن بُعد؛ من خلال تنفيذ أسلوب تعلّمٍ يجمعُ ما بين التعليم المدرسيّ والتعليم عن بُعد بطريقةٍ متكاملة، وقادرة على تحقيق النتاجات المطلوبة بنجاح.
ما هي أوّل نصيحة تنصح بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟
أنصحهُ بالصبر وحُسن إدارة الصفّ؛ وهما من أهمّ الصفات التي يجب أن يمتلكها المعلّم، خاصةً عند تعامله مع طلابه وحواره معهم؛ لأن الطلّاب بطبيعة الحال عند لقائهم الأوّل مع معلمهم، سيشكّلون انطباعًا أولًا حول شخصيّته منذ لحظة دخوله غرفة الصفّ، ووقوفه أمامهم في بداية الحصة الدراسيّة، ومن هُنا عليه أن يُبدي حزمًا وجديّةً، ويتجنّب الانفعال السريع أو الغضب، ويحرص على تحقيق المرونة والبساطة في التعامل مع الطلّاب، وتحفيزهم للتفاعل مع الدرس، حتّى لا تتحوّل الحصّة إلى مجرد تلقين لا غير.
ما هو تعريفك للدهشة؟ وكيف وصلت إلى هذا التّعريف؟
الدهشة؛ هي الشعور بالمفاجأة الناتجة عن حدوث شيء غريب أو غير متوقّع سابقًا، ووصلتُ لهذا التعريف بناءً على معلوماتي الشخصيّة.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتك التعليميّة؟ لماذا؟
لديّ مجموعة من مصادر الإلهام، وأرى أنّ من أهمّها قصص نجاح الزملاء المعلّمين؛ تحديدًا أصحاب الخبرات الطويلة في مهنة التعليم، لذلك حرصتُ عند بداية عملي في التدريس أن أجلس مع المعلّمين، وأتعلّم من تجاربهم، وأقوم بزيارة بعضهم أثناء حصصهم الدراسيّة، بهدف الاكتساب من خبراتهم المتنوّعة.
من هو الطّالب المُتميّز برأيك؟ لماذا؟
أرى أنّ كلّ طالب متميّز، لأنّ كلّ طالب يمتلك موهبة أو هواية أو ميّزة قد لا يتشابه فيها مع زملائه الآخرين، كما برأيي يكون الطالب متميّزًا عندما يجدُ من يهتمّ به، ويشجعهُ على تحقيق طموحه وأهدافه.
حسب معاييرك، كيف تصف المُعلّم المُلهم؟
المعلّم الملهم: هو القادر على أن يوظّف في كلّ حصّة صفّيّة أسلوب تدريس مختلف عن السابق، وهو الذي يستطيع، من خلال شخصيّته وتجاربه، أن يكون قدوةً ومثالًا لطلّابه، كما يحرص على الأخذ بأيديهم، والسماع لآرائهم، وتقديم النصائح لهم، ليحقّقوا أحلامهم.
ما هو الموقف الذي تندم عليه في مسيرتك التعليميّة؟
لا أذكر موقفًا أندم عليه، ولكن قد أشعر بالندم بسبب تقصيري غير المقصود مع أحد الطلّاب إذا لم أسمعه بالشّكل الكافي، أو لم أظهر اهتمامًا برأيه أو فكرته أثناء الحوار معه خلال الحصّة الصفّيّة.
برأيك، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
أرى أنّها تؤثّرُ بشكلٍ كبير جدًا، فمن المؤكّد يساهم وجود إدارة واعية ومتفهّمة، وقادرة على توفير بيئة عمل تمتاز بالراحة والبساطة في زيادة دافعيّة المعلّم نحو الإنجاز والعطاء.
ما الذي تُريد أن تمحوهُ من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
لا أريد محو شيء بالمعنى الحرفيّ للكلمة، ولكن أريد تغيير وإضافة طرائق تدريس متنوّعة ومساندة للمعلم، مثل ضرورة استمرار توظيف التكنولوجيا في التعليم كأسلوب دراسة أكثر تفاعلًا، والحرص على التنويع في أساليب التقييم، وعدم اقتصارها على الامتحانات الشهريّة والفصليّة، بل إعطاء التجارب العمليّة والأبحاث والدراسات وزنًا أكبر في تقييم الطلاب.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليك وعلى تجربتك في الحياة؟
لا يوجد كتاب واحد فقط أثَّر في حياتي، بل كلّ كتاب قرأتُهُ كان له تأثيره الخاصّ، وحقَّق لي فائدة من خلال تعريفي بمعلوماتٍ جديدة أو اكتسابي مهارات أو خبرات ساهمت في بناء شخصيتي، وساعدتني على التطوّر والنجاح، ومن أهم الكُتب التي قرأتها، كتاب "أربعون" لأحمد الشقيري، الذي يتحدّث فيه عن تجربته الشخصيّة أثناء وجوده في جزيرة نائية مدّة أربعين يومًا، قرّر فيها أن يُفكّر في الماضي، ويتعلّم منه، ويخطّط بشكل أفضل للمستقبل.