أطلقت إصدارات ترشيد التربويّة كتابها الأوّل الذي حمل عنوان "عقليّة التساؤل"، من تأليف تريفور ماكنزي وربيكا بوشبي وترجمة علي عز الدين. ويدور كتاب عقليّة التساؤل حول تمكين المتعلّمين من الأدوات والمفاهيم والمهارات لإحداث فرق في العالم، ويوضّح عمليّة التساؤل وكيف يمكن استخدامها في الصفوف المدرسيّة، وما الذي يكتسبه المتعلّمون منها على مدار العام. ويضمن الكتاب حسب مؤلفه في حال طبّق المدرّس فلسفة التساؤل، تغييرًا في طريقة التدريس ووجهة نظر المتعلّمين عن التعليم إلى الأبد.
ينطلق المؤلّف من تجربة ذاتيّة كأب ينظر إلى ابنه بصفته طالبًا فريدًا ومميّزًا، ما قاده إلى التمعّن في ممارسات التدريس التي ينتهجها هو نفسه كمدرّس، متخذًا قرارًا بالنظر في الاحتياجات والاهتمامات الفريدة لكلّ المتعلّمين لديه، وبناء على ذلك بدأ يتعامل مع جميع المتعلّمين بصفتهم فريدين يستحقّون التكريم، وبالمقابل استجاب الطلّاب وساعدوه في تشكيل دوره كمعلّم.
في اثني عشر فصلًا تغطي بصورة عمليّة ونظريّة موضوع التساؤل وتنمية عقليّة التساؤل، يوفّر كتاب عقليّة التساؤل دليلًا عمليًّا معزّزًا بالأنشطة والموادّ البصريّة لكلّ مدرّس مشغول بتطوير التساؤل عند طلّابه. يبدأ الكتاب بالمدرّس المتسائل وصفاته، ثم يخصّص فصلًا لعشرة أسباب لاستخدام التعلّم القائم على التساؤل، ثم يقدّم ما يسمّيه "دورة التساؤل" بخطواتها ومراحلها معزّزة بحالات دراسة لكلّ مرحلة. ويتناول الفصل الرابع أنواع التساؤل الأربعة لدى المتعلّمين ومنهجيّة للتعامل مع كلّ نوع منها وتنظيمه وتطويره مع مجموعة من الأنشطة والمصادر لصفوف من المراحل جميعها. أمّا الفصل الخامس فيركّز على نوع التساؤل الأقوى والأكثر فعاليّة، وهو التساؤل الحرّ، الذي يبدو كرحلة تحتاج خريطة يقدّمها الكتاب في قالب مبتكر من الأسئلة التي يطرحها المدرّس على طلابه للوصول بالتساؤل الحرّ إلى أقصى ممكناته العمليّة التي تربطه بالتعلّم والمنهج.
وفي الفصل السادس يضع الكتاب أركان التساؤل الأربعة ويستشرفها من خلال موادّ مساندة كأفلام وثائقيّة وموادّ بصريّة. وانطلاقًا من فكرة أنّ "أقوى تحوّل يمكن إجراؤه لتبنّي التساؤل في ممارسة المدرّس هو أن يبدأ التعلّم بسؤال"، يبيّن في الفصل السابع دور الأسئلة بكلّ أنواعها خلال عمليّة التساؤل، بدءًا من تصنيفها وتقديم أنشطة وأدوات ومصادر مساندة لتفعليها في عمليّة التساؤل.
ويخصّص الكتاب الفصل الثامن لأمين المكتبة المعلّم كحليف رئيس للتساؤل، وفي هذا الفصل كيفيّة تحويل المكتبة إلى مساحات متنوّعة للتساؤل. أما "كيف نجعل التساؤل مرئيًّا" فهو موضوع الفصل التاسع، وفيه استعراض لتقنيّات حديثة للتسجيل المرئيّ والصوتيّ ومعالجة للموادّ البصريّة ليحضر التساؤل من خلالها في فضاء المدرسة ويرافق المتعلّمين بشكل مستمرّ. وصولًا إلى "العروض العامّة" مادة الفصل العاشر والتي من خلال أنواعها المختلفة، في المتحف والسينما والمدرسة ومعارض التصميم، يتحقّق الفهم ويظهر، وباستخدام الأدوات الرقميّة يتعزّز، وعلى رأسها "التدوين" الذي يقترحه الكتاب بأمثلة تفصيليّة تبدأ من صفوف الروضة إلى كل المراحل التعليميّة الأخرى. وفي الفصل الحادي عشر "بيئة التساؤل" مقترحات عمليّة لتحويل المدرسة إلى بيئة للتساؤل بكلّ عناصرها الماديّة. ويأتي الفصل الأخير لطرح التساؤل ضمن رؤية للتربية الدامجة، على قاعدة أنّ "كلّ المتعلّمين لديهم الفرصة لتشكيل تعلّمهم، ويمكنهم النجاح بشكل لا يصدّق عند منحهم الفهم والمهارات العقليّة للقيام بذلك"، ضمن قناعة بفعالية التصميم العالميّ للتعليم وشموله، مع إضاءة على خطط التعليم الفرديّ، وكيفيّة الوصول إلى التمايز من خلال التساؤل في بيئة دامجة ترى المتعلّمين متعلّمين على الدوام ويطوّرون وعيهم بنقاط قوتهم وكذلك باحتياجاتهم ضمن إطار تعاونيّ مراعٍ.
وفي نهاية كلّ فصل دعوة: "عقلية التساؤل: هيا نتشارك"، وهي دعوة للتشارك بين المدرّسين عبر سؤال أو نشاط أو تبادل خبرة يمكن طرحه في وسائل التواصل الاجتماعيّ أو في مجتمعات الممارسين المختلفة. واختتم المترجم والتربويّ علي عز الدين الكتاب بمسرد للمصطلحات التربويّة الواردة فيه مع تعريفها للتسهيل على القراء وضمن مساهمة ورؤية من إصدارات ترشيد التربويّة في ضبط المصطلحات المستخدمة في المجال التربويّ باللغة العربيّة.
يقع الكتاب في 208 صفحات من القطع المتوسّط، ويوزّع من خلال شراكة مع المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، ويتوفّر في مختلف الدول العربيّة ومعارض الكتب. ولمزيد من التفاصيل عن الكتاب وتوزيعه تابعوا إصدارات ترشيد التربويّة على وسائل التواصل الاجتماعيّ:
فيسبوك
تويتر
انستغرام
لينكد إن
ـــــــــــــــــــــــ
نبذة عن المؤلّفين:
تريفور ماكنزي
حائز على جائزة أفضل مدرّس لغة إنكليزيّة في مدرسة Oak Bay High في كندا. يؤمن بتمكين المتعلّمين ومشاركتهم في عمليّة التعلّم واستخدام التكنولوجيا ما يساعد تلاميذه على تولّي أدوار مهمة في القرن الحادي والعشرين.
ربيكا بوشبي
معلّمة لغة فرنسيّة لرياض الأطفال في كندا، لديها شغف لتشجيع المتعلّمين على طرح الأسئلة العميقة التي ترتبط بهم وباهتماماتهم. تعتمد على التساؤل داخل فصلها لتنمية عقليّ التساؤل لدي المتعلّمين. ريبيكا تقوم برسم المخطّطات وهي مدوّنة تتشارك أفكارها مع الجميع.
المترجم:
علي عز الدين
مستشار تربويّ لمنظمة البكالوريا الدوليّة ومدرّب معتمد للتعلّم من خلال المفاهيم من لين أريكسون. لديه خبرة طويلة في مجال التربية والتعليم في المرحلة الابتدائيّة. يتقن العربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة. يعشق أدب الأطفال وألّف بعض القصص. يزور العديد من المدارس من أجل التدريب أو الاستشارة أو فقط من أجل مشاركة كتاباته مع الأطفال.