برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟
تلعب المدرسة وإدارتها دورًا أساسيًّا في بناء البيئة الحاضنة لكلّ ما يساعد على نهوض وتطوير أركان المدرسة من معلّمين ومناهج وبنى تحتيّة وخدمات متنوّعة تصبّ جميعها في خدمة الطلاّب والمدرسة، وتُسهم بدورها في تكامل العمليّة التّعليميّة.
بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟
في التّعليم عن بعد عامّةً لا بدّ من استخدام وسائل وتقنيّات متنوّعة لجذب الطّلّاب وشدّ انتباههم. وبالنّسبة للّغة العربيّة الفصيحة، بشكلٍ خاصّ، كونها لغةً لم يعتد الطلّاب على التّداول بها أو استخدامها بحياتهم اليوميّة كان لابدّ من تنويع وسائط التّعلّم، ما استدعى استخدام العديد من التقنيّات الّتي تساعد على استحواز انتباه الطلّاب وتحفيزهم كصناعة دروس عبر "Near pod" الذّي مازلنا نقوم باستخدامه. كما بدأ الطلاّب أيضًا باستخدامه لتطبيق أنشطتهم من خلاله، بالإضافة للتقنيّات المتعلّقة بالتّقييم وبالاحصاءات أبرزها "Google Forms"، وغيرها.
كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟
لكلٍّ منّا في الحياة ميول واهتمامات، ولكن لا نتكامل إلّا معًا ولا نستطيع بناء أجيال عبر اللّغات فقط بمعزلٍ عن العلوم، أو بالعلوم بمعزل عن الفنون والموسيقى والرّياضة وغيرها من المواد الّتي تساهم في نموّ الطّلاب روحيًّا، جسديًّا، معرفيًّا... فعندما يكون حِسّ الأستاذ منكّهًا ومُطعّمًا بتلك المهارات يعكس للطلّاب ذوقًا وشغفًا وينمّي إبداعاتهم وينقل محتواه التّعلّميّ بحُلّة جديدة، ورأينا ذلك على وسائل التّواصل لدى معلّمة حوّلت دروسها باللّغة العربيّة إلى أناشيد مع موسيقى جميلة وحركاتٍ إيقاعيّة وكان واضحًا تفاعل الطّلّاب وحماسهم.
هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟
لنجاح الأستاذ لا بدّ له من متابعة مستجدّات علوم التّربية طبعًا، ولكنّ الأهمّيّة تكمن في قدرته على معرفة احتياجات طلّابه ونقل معارفه بشكل ملائم لهم مع تنويع أساليب وطرائق التّعليم وربط المحتوى الذي يقدّمه بالحياة. فالمعلّم لا يخضع لشرط وحيد لتقييم مدى نجاحه بل هناك العديد من المعايير الّتي تُبنى لديه مع الخبرة وتصويب الأهداف والمتابعة والممارسة والتّنظيم... فيحقّق من خلالها نجاحه.
ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟
كان للتّعليم عن بعد، كما لغيره من الطّرق التّعليميّة، سلبيّات وإيجابيّات، وأدّى إلى تغييرات كثيرة عند الطّلبة كاكتسابهم لمهارات جديدة "الاستكشاف" و"البحث"، فأصبحوا في فضاءٍ واسعٍ من المعلومات الذي يلعب فيه الأستاذ دور الموجّه والمرشد. كما نمت مهارة "التّواصل" التي ساعدت كثيرًا في تعميق العلاقة بين الطالب والمعلّم من جهة، والطلّاب فيما بينهم من جهة أخرى.
كلّ المهارات والتغيّرات أسهمت في بناء شكلٍ جديدٍ للتعلّم. فأصبح الطلّاب يستقلّون في تأدية بعض الأعمال بأنفسهم، وساعدت التقنيّات الإلكترونيّة المستحدثة والفيديوهات المسجّلة في تبسيط المهام وجعلها أكثر سلاسةً.
من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟
الطّالب الشّغوف بالتّعلّم هو ذلك الذي يسعى لإغناء معارفه وللمشاركة بحيويّة واندفاع في الفصل الدراسيّ، وهو المستكشف عن كل ما يعمّق فهمه فيجعله "باحثًا" يفكّر خارج الصندوق.
هذا النّوع من الطلّاب يساعد الأستاذ عبر تفاعله وتوسيعه للآفاق في الحصّة الدراسيّة، كما يساعد أقرانه عبر مساعدته لهم ونقله لشغفه في أرجاء الصفّ.
ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟
أنا أدعم ارتداء الطّلّاب زيًّا موحّدًا، ذلك لأنّ المدرسة هي مكان يبنى على القوانين ويُأسّس على المساواة، هذا لا يعني بأنّني ضدّ الحرّيّة الشخصيّة، ولكن أفضّل بأن يصبّ تركيز الطلّاب على التعلّم والمعرفة بدل أن يتشتّت بالموضة وبالأزياء التي بإمكانها أن تشعر بعض الطّلّاب بالنّقص.
ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسي؟
"كل يوم هو يوم جديد للتعلّم"، هذه الجملة أطبّقها على نفسي قبل أن أطبّقها على طلّابي فمع كل يوم تتجدّد المعلومات وتتوسّع في الفضاء المعرفيّ، بالإضافة لذلك أدعم نظريّة "التّعلّم من الخطأ"، فلا نقف إلّا بعد أن نتعثّر. وأخيرًا الباب الأساسيّ نحو كلّ الطرق والذي أعدّه من أبرز ممارساتي اليوميّة التي اتّبعها هو "تنظيم الوقت".
ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟
أطمح بالمشاركة في منصّة خاصّة بالقصص الرّقميّة للأطفال بالّلغة العربيّة، لأنّ لغتنا الأم تواجه تحدّيات عدّة وعلينا تعزيزها، خاصّةً في ملرحلة الطّفولة لأنّها تسهم في تأسيس وبناء أبناء الغد.
بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟
أنصح من يريد بأن يصبح معلّمًا بأن يضع نفسه دائمًا بوضعيّة التعلّم وبأن لا تحدّه حدود فصله ومادّته الّتي تخصّص بها. كما أنصحه بمراعاة الاختلافات الفرديّة بين الطّلّاب وبأن يكون مربّيًا قبل أن يكون معلّمًا.