كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟
لا بدّ من وجود مكان مُخصّص للتعليم، فالتعليم ليس فقط تلّقي المعلومات إنّما مشاركة اجتماعيّة مع أقران الطالب. وباعتقادي لا يُمكن الاعتماد الكامل على تجربة التعليم عن بُعد، إنّما من الضروري وجود مكان لاجتماع الطلبة بمعلّميهم. بغياب هذا المكان، والاعتماد على التعليم عن بُعد، سنبتعد تدريجيًّا عن التعليم المُثمر والطلّاب المتميّزين.
ما هي أوّل نصيحة تنصحين بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟
من الضروريّ أن يكون لدى المعلّم الشَّغف للتعليم، والثقافة العميقة لفهم مختلف شخصيّات الطلاب وطرق التأثير فيهم وجذبهم للمادّة، إضافة إلى التحلّي بالصبر والقدرة على تحمّل النقد والتذمّر والاعتراض أحيانًا من الطلاب.
سيكون أيّ مُعلّم جديد بحاجة إلى المرونة والثقافة والمهارات والحبّ ليتمكّن من التعامل مع الطلبة.
ما هو تعريفكِ للدهشة؟ وكيف وصلتِ إلى هذا التّعريف؟
الدهشة هي وصول المعلّم إلى مرحلة الثقة في قدرات الطالب الكامنة واكتشافها.
من تجربتي مع طالباتي، تُدهشني طاقاتهم الكامنة وإبداعاتهم اللامتناهية فأصل إلى الدهشة، مثلًا، من أداء مُبدع وخلّاق لطالبة ما في إحدى المجالات، وأؤمن أنّ لكلّ طالب ما يميّزه، والحكمة أن نكتشف هذا التميّز ونثق بقدراته حتّى يدهشنا.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتكِ التعليميّة؟ لماذا؟
أكبر مصدر للإلهام في مسيرتي التعليميّة هنّ طالباتي. كلّ يوم أتعلّم شيئًا جديدًا منهنّ، وكلّ فكرة جديدة أتناقش بها معهنّ هي مصدر إلهام ومصدر بحث وموضع اهتمام بالنّسبة لي، خصوصًا أنّها تُشكّل مؤشّرًا، إلى حدٍّ ما، لِما تحتاجه الطالبات، ولما يحتاجه التعليم.
من هو الطّالب المُتميّز برأيكِ؟ لماذا؟
هو الطالب المثابر المجتهد الدي يتميّز بتفكيره النَّاقد ورؤيته الثاقبة واستمراريّته في التطوّر وفهم ما يدور حوله من أحداث.
حسب معاييرك، كيف تصفين المُعلّم المُلهِم؟
هو المُعلّم المؤثّر إيجابيًّا في شخصيّة الطلبة، والذي يواظب على تشجيعهم باستمرار لا نقدهم بشكلٍ سلبيّ، إنّما تحفيزهم وتقديم كلّ ما هو جديد ومفيد ومهمّ لهم.
ما هو الموقف الذي تندمين عليه في مسيرتك التعليميّة؟
أندم على عدم توثيق كتابات طالباتي في سجلّات خاصّة في المكتبة أو نشرها. تأخّرت في معرفة كيفيّة إيصال كتابات وأفكار طالباتي إلى النشر والخروج للضوء.
برأيكِ، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
تؤثّر في تسهيل مهام المعلّم، يجب أن يتمتّع المعلّم بالذكاء الاجتماعيّ، والذي يُمكّنه من وجود علاقة مرنة بينه وبين الإدارة. العلاقات الجيّدة والجميلة تخلقُ أجواءً رائعة للعمل والإنتاج.
ما الذي تُريدين محوه من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
أريد أن أمحو فكرة تقييم الطالب برقم وعلامة، فهو ليس مُجرّد رقم إنّما كيان وشخصيّة متكاملة، لديه ما يميّزه وعلينا الاهتمام بإبداعاته وتعزيزها، فهي ما يميّزهُ فعلًا، وأنا أشعر أنّ هُناك إهمال بهذه الجوانب في مدارسنا.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليكِ وعلى تجربتكِ في الحياة؟
كتاب "إنسان جديد" لمصطفى حسني.
يتحدّث عن الحياة كرحلةٍ طويلةٍ مليئةٍ بالأحداث والناس والصراعات والحبّ، وفي وسط كلّ ما نمرّ به، تترسّخ أفكار جديدة في عقولنا كلّ يوم، ونتعلّم كيف نتعامل بنجاح مع الأحداث ونتقبّلها بكل حبّ.