كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟
قبل وجود المدارس، كان كلّ راغب في العلم يتلقّاه عند رجل الدين، والقرآن الكريم كان الكتاب الموحّد لكلّ علومه، لم يكن التعليم محصورًا بمكانٍ اسمه مدرسة، بل كانت قاعات التدريس تحت السنديانة وفي دور العبادة.
لم تعد اليوم، وفي ظلّ التطوّرات والمستجدات، ترتبط المدرسة بمكانٍ جغرافيّ مُحدّد، بل باتت في منازل الطلبة مع انتشار التعلّم عن بُعد. وأعتبر أن جائحة كورونا شكّلت نقطة تحوّل في تاريخ التعليم ومسيرته، وأخرجته من كادر المكان والزمان وجعلته في متناول الجميع، بغضّ النظر عن ظروفهم الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟
في التعليم الحضوريّ، تشكّل شخصيّة المعلّم المحرّك الأساسيّ في عملية نقل المعلومات إلى المتعلّم، بصرف النظر عن الاسلوب الذي يستخدمه أثناء الشرح. وغالبًا ما يشكّل بعض التلامذة العنصر المتلقّي فقط في هذه العمليّة. أما في التعليم عن بعد، فقد فُرضت أدوار جديدة جعلت من المعلّم موجّهًا للعمليّة، وأعطت للتلميذ دورًا أكبر من المتلقّي وحثّته على التعلّم الذاتيّ، أو الفرديّ، ودفعتهُ ليكون أكثر فاعليّة. فالتعليم الحضوريّ يبقى الأفضل، والأهمّ إذا ارتبطَ بخطّة تطوير وإصلاح تقوم على مواكبة العصر التكنولوجيّ.
اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟
أُفضّل استبدال الحقيبة المدرسيّة بأجهزة الحاسوب، والاستغناء عن الرتابة الموجودة في بعض الكتب المدرسيّة، التي تعتمد على مناهج قديمة لا تتماشى والحاجات التربويّة والتعليميّة الراهنة. وأتمنّى ربط النظريّات الموجودة في بعض الموادّ بالواقع، لكي يكون العلم ذات منفعة، ولا يقتصر على حفظ المعلومات التي لا تمتُّ لقراءة الواقع بصلة.
برأيكِ، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟
لأنّ الموسيقى تهذّب الروح وتصقل الأحاسيس، ولأنّ الفنّ والرسم باحة للتعبير عن مشاعر الطالب ومساحة لتفريغ ما يختلج في نفسه، فمن الضروريّ اعتماد هذه الموادّ لتنمية مهارات الإبداع والتعبير لدى الطلبة.
إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟
أفضل معيار للتقييم يكون مجموع مسار ما حصّله الطالب خلال شهرين، ويضمّ كلّ مشاركاته في الأنشطة والاختبارات والأبحاث والنشاطات التربويّة. أرفضُ التقييم المرتبط بالعلامات، الذي يقتصر على علامة واحدة تقرّر مصير الطالب، وأُفضّل اعتمادَ معيار يرفع من معنويّات الطالب ويحفّزه لتحسين مستواه، وهذا يتطلّب متابعة مُستمرّة لكلّ طالب على حدةٍ، واكتشاف نقاط القوّة عنده.
كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟
من لم تفده عبرة مستقاة من تجاربهِ وأيّامه، كانَ العمى أولى بهِ من الهدى. انطلاقًا من هذا القول، يجب أن نوظّف ونستثمر ما تعلّمناه مع ومن الآخرين. ففي كلّ يوم نتعلّم ونكتسب مهارات ومعلومات جديدة تُضاف إلى معارفنا السابقة وتتراكم، ونحن بدورنا، علينا تقديمها ومشاركتها مع طلّابنا من خلال تقديم الدعم الاجتماعيّ لهم؛ القائم على التحفيز والتشجيع والمكافأة وإظهار الرضا عن سلوكيّاتهم، وأيضًا تقديم الدعم التقنيّ، من خلال تدريب الطلاب على كل ما هو جديد، لكي يستطيعوا السير في ركب التطوّر العلميّ والتقنيّ وتنمية مهارات التواصل الفعّال لديهم، وربطها بالتجربة والاستفادة منها لمعالجة المشكلات الطارئة التي تواجههم.
ما هو التعبير الذي تُحبّين رؤيته على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟
إنّ خلق مناخ إيجابيّ داخل غرفة الصفّ، بين المعلّم والطالب، تعزّز لدى الأخير قيمة الثقة والاحترام المتبادل، وتوطّد العلاقة بينهما القائمة على حلّ المشكلات بطريقة هادئة منضبطة محورها التعاطف والتواصل البنّاء. إنّ بناء علاقة إيجابيّة يجعل الطالب ينعم بالارتياح والحماس والعطاء، ويولّد لديه الاندفاع والرغبة في الاجتهاد، فتُتَرجم هذه العلاقة وتظهر من خلال تعلّقهِ بالمدرسة ورغبتهِ بالعودة إليها.
من هو الطالب المُلهم؟
التلميذ المُلهم لا يأتي من فراغ، بل هو وليد معلّم ملهم يتمتّع بقدرة علميّة عالية ويملك خبرات تربويّة ويعتمد طرائق نشطة ومبتكرة في مادّته، ومن بيئة تربويّة مدرسيّة مُلهمة، وأيضًا من أسرة داعمة ومحفّزة، وهو نفسه يملك القدرة والرغبة في التعلّم، ويعمل على تنمية مهاراته وإظهار إبداعاته، ويدرك مكامن القوّة عنده ويعمل على تغذيتها، ويشكّل الدافع لمعلّميه ورفاقه على إثارة جوّ التنافس والحماس العلميّ.
كصديقةٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟
"العلم يرفع بيوتًا لا عماد له.. والجهل يهدم بيت العزِّ والشَّرف". العلم ثمّ العلم ثمّ العلم.
إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟
دائمًا أُفضّل زيارة المعارض الدوليّة للكتاب.