كيف تتخيّلين شكل التعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التعليم عن بُعد؟
أظنّ أن المدارس أثبتت الآن أنها أكبر من فكرة "مكان"، المدرسة مجتمع، يتواصل فيه الطلبة مع بعضهم بعضًا، ومع الأساتذة، والعاملين، والإدارة، وهذه التواصلات جميعها تشكّل التجربة والخبرة المكتسبة من التعلُّم في المدرسة.
مع أني أؤمن، أيضًا، أنّنا نهدر أعمار أطفالنا وطاقاتهم في منظومة التعليم الحاليّة، لكنّي لا أرى أن تجربة التعليم عن بُعد بديل كافٍ، بل ما أرجوه فعلًا أن يأخذ التعليم المدرسيّ جانبًا آخر، وأن يخلق حافزًا حقيقيًّا في الطلبة يدفعهم نحو التعلّم.
ما هي أوّل نصيحة تنصحين بها مُعلّمًا جديدًا؟ لماذا؟
أن لا يكترث بانطباعات المعلّمين السابقين عن طلبته، وأن يكون مُستمعًا جيّدًا للطلبة وصديقًا مفيدًا لهم.
ما هو تعريفكِ للدهشة؟ وكيف وصلتِ إلى هذا التّعريف؟
ترتبط الدهشة لدي بإدراك الفكرة؛ العميقة والمألوفة، بغيابها عن أذهاننا، لأي ظرفٍ، وشعورنا بها كأنّها المرَّة الأولى.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتكِ التعليميّة؟ لماذا؟
قصص الطلاب، محاولاتهم، جهدهم، يأسهم وفرحهم، تمرّدهم والتزامهم، كل هذه الأشياء تلهمني.
وزياد خدّاش معلّم في فلسطين، تجربته مُلهمة في بلدٍ يدعوك كل ما فيه إلى أن تكون حرًّا.
من هو الطالب المُتميّز برأيكِ؟ لماذا؟
قد تبدو إجابة أن كل طالب متميّز فعلًا إجابة نمطيّة، لكنّها صادقة إذا ما أدرك المعلّم أن يقارن الطالب بنفسه ومهاراته وتطويره لها.
حسب معاييرك، كيف تصفين المُعلّم المُلهِم؟
المعلّم القادر على تحويل المعرفة والمعلومات إلى حوار حقيقيّ صادق مع الطلبة.
ما هو الموقف الذي تندمين عليه في مسيرتك التعليميّة؟
ليس موقفًا بعينه، بل فكرة كنت أتبنّاها في التعليم إلى أن أدركتُ فظاعتها. كنتُ أعتقد أن المعلّم المصدر الوحيد للمعرفة في الغرفة الصفّيّة، أنّه وحده القادر على قبول ودحض الأفكار، وتأكيد المعلومات، ثم أدركت أن الغرفة الصفّيّة تحتاج إلى رشاقة ذهنيّة عالية من طرفين، قادرة على تحويل كل سؤال لإجابة، وقادرة على خلق سؤال من كل إجابة، وأن كل فرد في الصفّ يؤدّي دورين؛ دور المعلّم والمتعلّم في آنٍ.
برأيكِ، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
إذا ما وجد المعلّم إدارة تدعم وتعزّز سلوكه المهنيّ ستجده منطلقًا نحو تحقيق أهداف وقيم مع طلبته، أما إذا وجد إدارة متسلّطة ومتربّصة فستجد إما معلّمًا مقيّدًا ومحبطًا فيخلق جيلًا محبطًا، أو معلّمًا تابعًا يهتمّ بما يرضي إدارته على حساب الطلبة، أو معلّمًا متمرّدًا يستند إلى أرضيّة أقوى من إدارته فيخلق جيلًا لا يحقّق مطالبه إلّا بالتمرّد.
ما الذي تُريدين محوه من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
عبادة الدرجات، وأخذها كدليل بيّن على تحقيق التعلّم.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليكِ وعلى تجربتكِ في الحياة؟
"المسخ" لكافكا... أخاف أن أكون مسخًا أو أكون سببًا في تكوين مسخٍ ما.