كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟
لقد تنوّعت أمكنة التعلّم، فوجدت في البداية في الكتاتيب والمساجد والبيوت والكنائس إلى أن أصبحت في المدرسة، فالمدرسة، بوصفها مكانًا للتعلّم، جاءت استجابة للتطوّرات الحياتيّة، فمثلما يوجد مكان للعبادة ومكان للصناعة صار لا بدّ من وجود مكان للتعلّم، فكانت المدارس، التي تطوّرت من صورة إلى صورة، حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
ولكن في ظلّ المتغيّرات التي شهدها العالم في السنوات القليلة الأخيرة، أصبح السؤال ملحًّا: أي مستقبل للمدرسة بعد تجربة التعليم عن بُعد؟
تنقسم الآراء في هذا الشّأن إلى قسمين: فمن قائل إنَّ حضور المدرسة والمدرّس يتّجه إلى الزوال، نتيجة انتشار وسائل مختلفة للتعليم، كالوسائل والتكنولوجيّات الحديثة، ورأي آخر يرى أنه حان الوقت للمدرسة لتضطلع بدورها المحوريّ في عمليّة التربية والتعليم، لأنَّ غياب المدارس يعني غياب التربية والتأطير الاجتماعيّ معًا.
ما هي أوّل نصيحة تنصح بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟
لعلَّ أول نصيحة أنصح بها معلّمًا جديدًا هي كن مبدعًا، لا تكتفي بالأساليب التقليديّة للتدريس، كن مطّلعًا على أساليب التدريس الحديثة، حسّن من أدائك سنة بعد أخرى، وكن مواظبًا على القراءة فهي سبيلك للرقيّ.
ما هو تعريفك للدهشة؟ وكيف وصلت إلى هذا التّعريف؟
الدّهشة شعورٌ ينتابُ الإنسان عند حدوث أمر غير متوقّع، أمر خارق للمألوف. إنَّ الدهشة إعلان عن القطيعة مع ما قبلها، وهي محور أساسيّ في عديد الفلسفات ومقاربات علم النفس.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتك التعليميّة؟ لماذا؟
الحقيقة مصادر الإلهام متنوّعة؛ فهنالك الكثير من المربّيين والأكاديميّين وحتى القادة الذين ألهموا مسيرتي التعليميّة، تعلّمت منهم الكثير، فأحيانًا أقرأ قصصًا ذات طابع قياديّ، أو أقرأ سيرة ذاتيّة لشخصيّة ملهمة، أو حتى جملة على وسائل التواصل تركّز على قيمة التعلّم والتعليم.
من هو الطّالب المُتميّز برأيك؟ لماذا؟
أعتقد أنَّ الطالب المتميّز هو الطالب الذي ما ينفك يطرح الأسئلة لا يكتفي بالإجابات الجاهزة، صاحب التفكير النّاقد، الذي يبحث عن حلول بطريقة مبتكرة للاستمرار في مسيرته التعليميّة.
حسب معاييرك، كيف تصف المُعلّم المُلهم؟
المعلّم المُلهم، هو المعلّم الذي يبقى أثره راسخًا في ذهن الطالب لسنوات عديدة، هو القدوة الذي يهتدي الطالب بسلوكه وعلمه. وهو أيضا المعلّم الذي يؤثر في طلّابه تأثيرًا إيجابيًّا حسنًا، والقادر على مد جسور الثقة بينه وبين طلابه. هو في النهاية المعلّم الشّغوف بعمله.
ما هو الموقف الذي تندم عليه في مسيرتك التعليميّة؟
في بعض الأحيان قد يدفعك ضغط المناهج وكثرة البرامج إلى أن تسير خلال الحصّة بنسق سريع، من أجل إتمام المحتوى الدراسيّ، وكثيرًا ما يكون ذلك على حساب التفاعل مع الطلاب، فتكتشف في لحظات الزمن العابرة أنك تهضم حقّ الطالب في التفاعل وإبداء الرأي من أجل أن تأتي على كلّ البرامج في نهاية السنة الدراسيّة.
برأيك، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
أعتقد أن المعلّم كلما كانت علاقته بالإدارة ومحيطه المدرسيّ جيّدة، يسودها جوّ من الألفة والتشجيع والاحترام، إلّا وانعكس كل ذلك على مردوده، وجعله إنسانًا مبدعًا مُحبًّا للعطاء.
ما الذي تُريد أن تمحوهُ من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
إنَّ الأمر الذي أريد محوه من طريقة التدريس والتقييم في مدارس اليوم، هو نظام العلامات والدرجات، الذي بات الشغل الشاغل للمتعلّم، بدل التعلّم. فعلى صعيد التّقييم يجب إلغاء كلمة امتحان واستبدالها بكلمة تقييم مُستمرّ يتبعه تقويم، ثمّ إعادة التقييم من خلال قياس المهارات المكتسبة وتطبيقها في الحياة. فكم من متفوّق في المدرسة فشِل في حياته العمليّة والاجتماعيّة.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليك وعلى تجربتك في الحياة؟
إن متصفّح الكتب والمطّلع على المكتبات، يقع تحت ناضريه العديد من الكتب التي يكون بعضها مؤثرًا في حياته، وأنا شخصيًّا قرأت عديد الكتب التي أعتبرها مؤثّرة، ومساعدة على بناء الشخصيّة، والتي خاصّة تهتمّ بمسائل بناء الذات، والقيادة، ومهارات التواصل.