تقرير: أضرار التعليم في غزّة تقدّر بمبلغ 341 مليون دولار
تقرير: أضرار التعليم في غزّة تقدّر بمبلغ 341 مليون دولار
2024/05/13

أصدر مركز إبداع المعلّم، بالشراكة مع الهيئة الوطنيّة للمؤسّسات الأهليّة والائتلاف التربويّ الفلسطينيّ، تقريرًا بعنوان "الانتهاكات بحق التعليم في فلسطين"، يسلّط الضوء على واقع التعليم في قطاع غزّة بسبب العدوان الإسرائيليّ الأخير، ويقوم برصد الانتهاكات الإسرائيليّة وتحليل الآثار الكارثيّة بحقّ التعليم وتحديد احتياجات التعافي الإنسانيّ.

وأُعِدّ التقرير من قبل مجموعة من الباحثين ممّن عايشوا الأزمة مباشرةً في قطاع غزّة، إذ يسعى مركز إبداع المعلّم جاهدًا ليكون له دور فعّال في مناقشة جميع جوانب الوضع الحاليّ، سواء من خلال التواصل مع المتطوّعين في مراكز الإيواء، أو من خلال المشاركة في النقاشات المحلّيّة والإقليميّة والدوليّة، بالإضافة إلى الانخراط في جهود الائتلاف التربويّ والحملة العربيّة للتعليم، التي تعمل على مناقشة جميع القضايا المتعلّقة بالتعليم في قطاع غزّة وفلسطين بشكل عام.

ويهدف التقرير إلى تحليل الوضع الراهن وتوثيقه، مع التركيز على الآثار البشريّة والمادّيّة للعدوان، بالإضافة إلى التنبؤ بالمستقبل بهدف توجيه الانتباه إلى الحقائق المقدّمة وتشجيع أصحاب القرار على تحمّل مسؤوليّاتهم في حماية حقوق الأفراد، خصوصًا حقّ التعليم الذي كان يُفترض بقدسيته، ولكنّه الآن يتعرّض للتهديد والتخريب، تمامًا كما تعرضت المدارس في قطاع غزّة للتدمير والخراب.

ويعتبر هذا التقرير بمثابة أداة في إطار المساءلة والرصد، بالإضافة إلى التوثيق، إذ يسعى إلى بناء قاعدة بيانات توثّق الانتهاكات الصارخة ضدّ المنظومة التعليميّة ككلّ.

 

ويظهر التقرير البيانات المتعلقة بالعدوان الحالي على غزة أنّ (264) من المعلّمين والإداريّين سقطوا شهداء حتى تاريخ 20/2/2024 وأن (846) أصيبوا بجراح بالغة للفترة ذاتها، وأنّ (98) من رؤساء وأساتذة مؤسّسات التعليم العالي اغتيلوا من قِبل الاحتلال الإسرائيليّ بشكل مخطّط حتى التاريخ نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، يقدّر التقرير التكلفة الإجماليّة للأضرار في قطاع للتعليم بمبلغ 341 مليون دولار، ويظهر التقرير تصنيفًا دقيقًا للأضرار الواسعة التي لحقت بمباني المدارس في قطاع غزّة، حيث تعرّضت المدارس في قطاع غزة لاستهداف مباشر وجزئيّ، حيث بلغت نسبة الاستهداف المباشر للمباني المدرسيّة 61٪ للمدارس الحكوميّة، و44٪ للمدارس التابعة لوكالة الأونروا، و44٪ للمدارس الخاصّة. وتشير بيانات التقرير إلى تفاوت معدلات الدمار في المدارس من منطقة لأخرى، حيث بلغت نسبة الدمار الكلّيّ والجزئيّ في المدارس 62.9٪ في شمال غزّة، و28.6٪ في غزّة، و14.3٪ في وسط غزّة، و22.9٪ في خانيونس، و17.1٪ في رفح.

ويؤكّد هذا التقييم على الدمار واسع النطاق الذي تعرّض له القطاع التعليميّ في غزّة، ما أثّر على مجموع 813 مدرسة تعمل في هذه المباني.

 

ويركّز التقرير أيضًا على الانتهاكات الإنسانيّة والخسائر البشريّة الجسيمة، حيث يشمل العدد الإجماليّ للشهداء 30365 شهيدًا و74925 جريحًا، من بينهم أكثر من 5000 طالب و240 معلّمًا، حتى تاريخ إعداد التقرير. وعُلّقت العمليّة التعليميّة بسبب إغلاق 563 مدرسة في قطاع غزة، ممّا حرم ما يقرب من 620,000 طالب من حقّهم في التعليم. كما أدّى النزوح القسريّ إلى تحويل 288 مدرسة إلى مراكز إيواء للنازحين، بما في ذلك 155 مدرسة تابعة للأونروا.

وامتدّ الدمار إلى ما بعد الخسائر البشريّة إلى البنية التحتيّة والإسكان، حيث دمّرت 355,000 وحدة سكنيّة تدميرًا كاملًا، وتم شن 622 هجومًا على المرافق الصحّيّة. كذلك تعرّض الأكاديميّين وطلّاب الجامعات في قطاع غزّة إلى استهداف مباشر ومتعمّد، حيث أدّى ذلك إلى استشهاد 98 شخصيّة أكاديميّة علميّة وفكريّة. بالإضافة إلى ذلك، استهدف الاحتلال الإسرائيليّ جميع الجامعات الـ 12 في غزة، سواء بتدميرها تمامًا أو تحويلها إلى ثكنات عسكريّة ومراكز احتجاز ومراكز تحقيق.

 

ويوضح التقرير بأن الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة أحدثت آثارًا نفسيّة عميقة على الطلّاب والمعلّمين، ما يفاقم الظروف الصعبة القائمة. وكشفت الدراسات التي أجرتها الأونروا ومؤسّسة إنقاذ الطفل، عن معدلات مرتفعة من الصدمة والضغط النفسيّ بين الطلّاب، مع تفاقم الوضع الحاليّ.

وتستهدف قوّات الاحتلال الإسرائيليّ بشكل متعمّد المعلّمين، ما يعرّضهم لحالات من المعاناة والصدمة. علاوة على ذلك، يتعرّض الطلّاب في غزّة لتأثيرات نفسيّة خطيرة، بما في ذلك الضغط النفسيّ والصدمة والقلق والاكتئاب والذعر وفقدان الأمن النفسيّ.

 

وفي الختام، يأمل الفريق المشارك في التقرير أن يكون له تأثير إيجابيّ في تسليط الضوء على واقع التحدّيات التي تواجه التعليم في قطاع غزّة، ويدعو إلى تحمّل المسؤوليّة المشتركة في حماية حقّ الأفراد في التعليم العادل والشامل، ويشدّد على ضرورة تكثيف الجهود لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانيّة اللازمة للمتضرّرين.