تدريس التاريخ البديل: استكشاف المسارات التاريخيّة البديلة
تعدّ المسارات التاريخيّة البديلة وسيلة ممتعة لاستكشاف الثقافات والحضارات المختلفة، حيث يمكن للطلّاب التخيّل كيف كانت الحياة في مجتمعات مختلفة لو اتُّخِذت مسارات تاريخيّة مختلفة.
تدريس التاريخ البديل: استكشاف المسارات التاريخيّة البديلة
تعدّ المسارات التاريخيّة البديلة وسيلة ممتعة لاستكشاف الثقافات والحضارات المختلفة، حيث يمكن للطلّاب التخيّل كيف كانت الحياة في مجتمعات مختلفة لو اتُّخِذت مسارات تاريخيّة مختلفة.
مروان أحمد محمود حسن | عضو هيئة تحرير منهجيّات-مصر

تاريخ البشريّة مليء بالقرارات المهمّة التي اتّخذها كلّ من الأفراد والحكومات، والتي كان لها تأثير كبير في مسار التاريخ. ومع ذلك، يمكن أن نتخيّل كيف كانت الأمور لو اتُّخِذت قرارات أخرى، وهذا ما يُسمَّى بالتاريخ البديل، حيث إنّه مفهوم يُعنَى باستكشاف المسارات التاريخيّة البديلة التي قد يتّخذها العالم لو حدثت أحداث مختلفة في الماضي.  

يساعد تدريس التاريخ البديل الطلّاب على تطوير مهارات التفكيرين النقديّ والتحليليّ، بطرح سؤال "ماذا يحدث لو"، إذ تُحلَّل الأحداث التاريخيّة وفق سيناريوهات مختلفة، حيث يتعيّن عليهم تقدير الأسباب والنتائج لكلّ حدث تاريخيّ. ويساعدهم ذلك على فهم أنّ القرارات التي يتّخذونها اليوم يمكن أن تؤثِّر في مستقبلهم كثيرًا (Lanetta, 2019 & Fitzgerald).  

تعدّ المسارات التاريخيّة البديلة وسيلة ممتعة لاستكشاف الثقافات والحضارات المختلفة، حيث يمكن للطلّاب التخيّل كيف كانت الحياة في مجتمعات مختلفة لو اتُّخِذت مسارات تاريخيّة مختلفة. يمكن لهم أيضًا استكشاف مفهومات، مثل الحرّيّة والعدالة والديمقراطيّة، بتحليل كيفيّة تطوّر هذه المفهومات في الماضي (Rodwell, 2018).  

 

فلسفة التاريخ البديل  

يعتمد التاريخ البديل على الخيال إلى حدٍّ كبير، إذ ينشئ الطلّاب أحداثًا مختلفة في جدول زمنيّ بديل، تكون مستمدّة من حدث رئيس "نقطة التحوّل" في التاريخ الفعليّ، ويؤثِّر في جميع الأحداث اللاحقة. لذلك، يمكن أن تمتدّ روايات التاريخ البديل إلى المستقبل، ولكن، يتغيّر المستقبل بسبب بعض التغييرات في الجدول الزمنيّ التاريخيّ الأصليّ (Choi-Fitzpatrick, 2020).   

ويجسِّد التاريخ البديل صراعًا مستمرًّا بين البنية والصلاحيّة، ويعتمد على النقاشات شبه الأبديّة حول نتائج المعارك، أو الاغتيالات الشهيرة، ولا نهاية منطقيّة لتلك النقاشات، وترتكز عمليّة تدريس التاريخ البديل على عدّة مبادئ، وأفكار أساسيّة، حدّدها Parsons & Westlake (2023) فيما يلي:  

 

التعدّدية التاريخيّة 

يعدّ التاريخ البديل وجهة نظر تعدّدية للتاريخ، إذ يؤمن بوجود أكثر من سيناريو ممكن للأحداث التاريخيّة، وتُعزَّز فكرة أنّ التاريخ ليس مجرّد قائمة من الأحداث الثابتة، ولكنّه يتأثّر بالعوامل المتعدّدة، والتفاعلات المعقّدة.  

 

التحليل النقديّ 

يشجِّع تدريس التاريخ البديل الطلّاب على التفكير النقديّ والتحليل، لفهم أسباب الأحداث التاريخيّة المختلفة ونتائجها. كما يُشجِّعهم على وضع تساؤلات حول الرؤى التقليديّة، والمفهومات المقبولة، واستكشاف البدائل الممكنة.  

 

الاهتمام بالمهمّشين 

يسعى تدريس التاريخ البديل إلى تسليط الضوء على الثقافات والأحداث والشخصيّات التاريخيّة التي قد تُتجاهَل، أو تُهمَل في الرواية التاريخيّة التقليديّة. ويُركَّز على توسيع نطاق القصص التاريخيّة لتشمل أصواتًا ومنظورات متنوّعة.  

 

مشاركة الطلّاب النشطة 

يعزِّز تدريس التاريخ البديل مشاركة الطلّاب النشطة في عمليّة التعلّم، إذ يُشجَّعون على البحث والاستقصاء والتفكير الذاتيّ، وتُوفَّر فرص للتعاون والنقاش، لتوسيع فهمهم وتطوير مهاراتهم التاريخيّة.  

 

التأثير في الوعي التاريخيّ 

يهدف تدريس التاريخ البديل إلى التأثير في وعي الطلّاب التاريخيّ، وتعزيز فهمهم العميق للقضايا الحاليّة، والمشكلات الاجتماعيّة والثقافيّة الحاليّة بالاستفادة من دروس التاريخ.  

 

ما تجب مراعاته في تدريس التاريخ البديل 

تجب مراعاة عدّة نقاط عند التفكير في أحداث تاريخيّة بديلة منشقّة من الجدول الزمنيّ الأصليّ، حدّدها Peckham (2023) في ما يأتي:  

  • - لا بدّ من البدء بحدث تاريخيّ حقيقيّ، ثمّ ينتهي هذا الحدث بنتيجة مختلفة عمّا حدث في الواقع، وهذه تكون نقطة البداية لبناء عالم مختلف بسبب هذا التغيير.  

  • - التركيز على تغيير واحد ومحدّد للأحداث التاريخيّة، وجعل التغيير الفرديّ الدافع إلى كلّ الإجراءات التي تحدث لاحقًا، فتغيير العديد من العناصر قد يسبّب انحراف في الأحداث عن الواقع.  

  • - إجراء العديد من الأبحاث التي تتجاوز الحدث الفرديّ الذي سيتمّ تغييره، فلا بدّ من معرفة طبيعة العصر الذي سيتمّ تغيير أحداثه.  

  • - لا بدّ من اتّباع التسلسل الهرميّ للقصّة والشخصيّات، وبناء العالم البديل، فالأمر مهمّ بأهمّيّة الحدث التاريخيّ.  

 

آليّات تطبيق تدريس التاريخ البديل 

هناك عدّة آليّات يمكن استخدامها في تطبيق تدريس التاريخ البديل. نعرضها في ما يأتي:  

استخدام المصادر المتنوّعة 

يمكن توظيف مجموعة متنوّعة من المصادر التاريخيّة، بما في ذلك الكتب، والمقالات، والوثائق، والصور، والأفلام، والمواد التعليميّة المتاحة على الإنترنت. كما يمكن استخدام هذه المصادر لإثراء تجربة التعلّم، وتقديم وجهات نظر مختلفة.  

 

تحليل السيناريوهات البديلة 

يمكن توجيه الطلّاب لتحليل السيناريوهات البديلة للأحداث التاريخيّة. على سبيل المثال: يمكنهم استكشاف "ماذا لو" حدثت تغيّرات في سياق تاريخيّ معيّن، وتأثّرت الأحداث تأثّرًا مختلفًا. ويمكنهم مناقشة الأسباب والتأثيرات المحتملة لهذه السيناريوهات، مثل:  

  • - ماذا لو لم تحدث نكسة حزيران؟ كيف سيؤثِّر ذلك في وضع دولة فلسطين حاليًّا؟  

  • - ماذا لو لم تنجح حركة حقوق المرأة في القرن العشرين؟ كيف كانت ستتغيّر المجتمعات والثقافات؟  

 

دراسة الشخصيّات والثقافات المهمّشة 

يمكن تخصيص وقت لدراسة الشخصيّات والثقافات التاريخيّة التي عادةً ما تكون مهمّشة، أو غير معروفة. كما يمكن للطلّاب التعرّف إلى قصص هؤلاء الأشخاص، والتعرّف إلى تأثيرهم في التاريخ، ودورهم في تشكيل الأحداث.  

 

المناقشة والحوار 

يمكن تعزيز المناقشة والحوار النشطين بين الطلّاب حول الأحداث التاريخيّة، وتفسيراتها المختلفة. كما يمكن تشجيع الطلّاب على طرح الأسئلة، وتبادل الآراء، والمناقشة المستنيرة حول الروايات التاريخيّة المختلفة.  

 

المشروعات البحثيّة 

يمكن تنظيم مشروعات بحثيّة تتيح أمام الطلّاب الفرصة لاستكشاف موضوعات تاريخيّة معيّنة وتحليلها من منظورات متعدّدة. كما يمكنهم تقديم أبحاثهم ونتائجهم تقديمًا إبداعيًّا، وتوجيههم لوضع تصوّراتهم البديلة.  

 

الزيارات الميدانيّة والتجارب التعليميّة 

يمكن تنظيم زيارات ميدانيّة إلى مواقع تاريخيّة ومتاحف ومعارض، لإتاحة تجارب تعليميّة واقعيّة. كما يمكن للطلّاب استكشاف المعروضات والمشاركة في الأنشطة التفاعليّة التي تزيد من فهمهم قصص التاريخ.  

يمكن للمعلّم استخدام هذه الآليّات والأساليب منفصلةً أو مجتمعة في تطبيق تدريس التاريخ البديل، فتدريس التاريخ البديل يهدف إلى تعزيز التفكير النقديّ، وتوسيع آفاق الطلّاب، وتعزيز فهمهم التاريخ؛ وذلك بالنظر إلى الأحداث والشخصيّات التاريخيّة، من زوايا مختلفة ومن تعدّدية المنظورات. 

 

المدرسة وتدريس التاريخ البديل  

عادةً ما تختلف مواقف تدريس التاريخ البديل من مدرسة إلى أخرى، وتتأثّر بالنظام التعليميّ والثقافة المحلّيّة. تشجِّع بعض المدارس تدريس التاريخ البديل جزءًا من مناهجها التعليميّة، ووسيلة لتوسيع الفهم التاريخيّ وتشجيع الطلّاب على التفكير النقديّ.  

كما تعتقد بعض المدارس أنّ تدريس التاريخ البديل يساعد الطلّاب على فهم الرؤى المتعدّدة للأحداث التاريخيّة، وأنّ الرواية التقليديّة ليست النهاية المطلقة، إلى جانب تعزيز التسامح والاحترام للتنوّع الثقافيّ وتعدّديّة الآراء.  

ومع ذلك، هناك مدارس أخرى قد تفضّل التركيز على الرواية التاريخيّة التقليديّة، وتجنّب تدريس التاريخ البديل. وقد يرجع ذلك إلى الاعتقاد بأنّ الرواية التقليديّة هي الأكثر قبولًا، ومعترف بها على نطاق واسع، أو بسبب القلق من أنّ تدريس التاريخ البديل قد يكون له تأثير غير مرغوب في الطلّاب، حيث يشوِّش تفكيرهم. 

 

تطبيق تنفيذيّ لتدريس التاريخ البديل 

خطّة درس: ثورة 1952 باستخدام تدريس التاريخ البديل. 

المستوى: المرحلة الثانويّة (الصفّ الثاني عشر). 

الهدف العام: تعريف الطلّاب بثورة 1952 في مصر، وتعزيز قدرتهم على التفكير النقديّ، وتحليل الأحداث التاريخيّة من منظور بديل.  

الأهداف التعليميّة: 

  • - استيعاب مفهوم التاريخ البديل وأهمّيّته في تحليل الأحداث التاريخيّة.  

  • - استكشاف أهداف ثورة 1952، والتغيير الاجتماعيّ المنشود.  

  • - تحليل الخيارات والسيناريوهات البديلة التي كانت يمكن أن تحدث خلال الثورة.  

  • - تطوير مهارات البحث والتحليل والتواصل بعمل مشروع تاريخيّ بديل عن ثورة 1952.  

 

الخطوات والأنشطة:  

1.  تقديم المفهوم (10 دقائق):  

- شرح مفهوم التاريخ البديل، وأهمّيّته في فهم الأحداث التاريخيّة.  

- توضيح اعتماد التاريخ البديل على الفروض والتصوّرات المختلفة لمسارات الأحداث التاريخيّة.  

 

2. ثورة 1952 (15 دقيقة):  

- مقدّمة عن ثورة 1952 وتأثيرها في مصر والمنطقة.  

- شرح تاريخيّ للأحداث الرئيسة التي أدّت إلى اندلاع ثورة 1952.  

- مناقشة تأثير الثورة في السياسة والاقتصاد والمجتمع.  

 

3. تحليل الأهداف (20 دقيقة):  

- تشكيل مجموعات صغيرة، وتكليف كلّ مجموعة بدراسة هدف محدّد لثورة 1952.  

- تحليل الأهداف المختلفة، ومدى تحقيقها، وتقديم نتائج الفصل تقديمًا مختصرًا.  

 

4. سيناريوهات التاريخ البديل (30 دقيقة):  

- يطرح المعلّم عدّة تساؤلات تحفيزيّة عن سيناريوهات بديلة، مثل:  

  • - ماذا لو لم تنجح ثورة 1952 في إقامة جمهوريّة جديدة، واستمرّت مصر مملكة، كيف ستكون التطوّرات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة في هذا السيناريو؟  

  • - ماذا لو توجّهت الثورة في اتّجاهٍ إيديولوجيّ مختلف؟ على سبيل المثال، ماذا لو تحوّلت إلى ثورة اشتراكيّة أو إسلاميّة؟ كيف ستتغيّر المؤسّسات والسياسة في هذا السياق؟  

  • - ماذا لو اندلعت حرب أهليّة في مصر بعد ثورة 1952، ما المجموعات أو الأطراف التي قد تشارك في هذه الحرب؟ وما أهدافها؟ وما النتائج المحتملة لهذه الحرب على البلاد والمنطقة؟  

  • - ماذا لو تسبّبت ثورة 1952 في تقسيم مصر إلى عدّة دويلات أو وحدات سياسيّة مستقلّة، كيف سيتمّ تقسيم البلاد؟ وما التداعيات المحتملة لذلك على الاستقرار السياسيّ والاقتصاديّ؟  

-  تقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة، وتكليف كلّ مجموعة بتصميم سيناريو بديل من الأسئلة المطروحة.  

-  يُطلَب إلى الطلّاب التفكير في الأحداث التي يمكن أن تكون حدثت حدوثًا مختلفًا، وتأثيرها في مصر.  

-  يُشجَّع الطلّاب على استخدام مصادر ذات مصداقيّة، والتفكير النقديّ في تصميم سيناريوهاتهم.  

 

5. مشروع التاريخ البديل (يمتدّ عدّة حصص):  

أوّلًا- التخطيط والبحث  

  • - توزيع المجموعات، وتحديد سيناريوهات التاريخ البديل التي سيقوم كلّ فريق بدراستها.  

  • - تحديد المصادر الموثوقة المطلوبة للبحث، وجمع المعلومات حول الحدث التاريخيّ الأصليّ والسيناريو البديل.  

  • - تشجيع الطلّاب على التفكير النقديّ، وتحليل الأدلّة التاريخيّة المتاحة، وتقييم مصداقيّة المصادر.  

ثانيًا- تحليل السيناريو وتصميمه 

  • - تحليل المعلومات المجمَّعة، وتحديد النقاط الرئيسة التي تختلف في السيناريو البديل.  

  • - تصميم سيناريو الحدث التاريخيّ البديل تصميمًا مفصّلًا، بما في ذلك الأحداث، والشخصيّات المعنيّة والتغيّرات المحتملة.  

  • - توجيه الطلّاب إلى توثيق المصادر والأدلّة التي يستندون إليها في تصميمهم السيناريو.  

ثالثًا- عرض السيناريو والمناقشة  

  • - تقديم السيناريوهات البديلة من كلّ مجموعة أمام الفصل.  

  • - فرز وقت كافٍ للمناقشة والتفاعل بين الطلّاب حول السيناريوهات المقدَّمة.  

  • - يقدّم الطلّاب حججًا قويّة لدعم سيناريوهاتهم، وتوجيه الأسئلة إلى الفرق الأخرى لمناقشة نقاط الاختلاف والتشابه.  

رابعًا- التقييم والتعلّم من التجربة  

  • - ترك الطلّاب يقيّمون ويقدّمون تعليقات بنّاءة حول السيناريوهات البديلة التي قدّمها زملاؤهم.  

  • - مناقشة التشابهات والاختلافات بين الأحداث التاريخيّة الفعليّة والسيناريوهات البديلة مع الطلّاب، وتأثير ذلك في النتائج المحتمَلة.  

  • - تشجيع الطلّاب على استخلاص الدروس المستفادة من هذه التجربة وتطبيقها وفق فهمهم التاريخ، وتحليل الأحداث التاريخيّة.  

خامسًا- مشاركة الاستنتاجات والتقييم النهائيّ 

  • - الطلب إلى الطلّاب كتابة تقرير قصير يلخّص استنتاجاتهم وتجاربهم في مشروع التاريخ البديل.  

  • - تشجيع الطلّاب على مشاركة اكتشافاتهم، وأفكارهم الشخصيّة حول أهمّيّة التاريخ البديل، وكيف يمكن أن يؤثِّر في فهمهم التاريخ.  

  • - تقديم تقييم نهائيّ للمشروع، وتوفير ملاحظات بنّاءة لكلّ طالب ومجموعة.  

 

* * * 

في الختام، يمثّل تدريس التاريخ البديل خطوة مهمّة نحو توسيع آفاق الطلّاب، وتعزيز فهمهم التاريخ فهمًا شاملًا. وباستكشاف المسارات التاريخيّة البديلة، يمكن للطلّاب أن يدركوا أهمّيّة العوامل المختلفة التي تؤثِّر في تطوِّر الأحداث التاريخيّة، وتشكِّل الحاضر والمستقبل. لذلك، يجب على المعلّمين والباحثين الاستمرار في تعزيز هذا النهج التعليميّ، ودعم الطلّاب في استكشاف التاريخ البديل وسيلةً لتعميق فهمهم الماضي، وتأثيره في الحاضر والمستقبل.  

 

المراجع 

- Parsons, J. and Westlake, H. (2023). What if... Book of Alternative History. Future PLC.  

- Peckham, R. (2023). An Alternative History of the World. Profile.  

- Rodwell, G. (2018). Whose History? Engaging History Students through Historical Fiction. University of Adelaide Press.  

- Lanetta, M. & Fitzgerald, L. (2019). Writing Center Journal: An Alternative History. The Writing Center Journal, 30(1), 9-11.  

- Choi-Fitzpatrick, A. (2020). The Good Drone: How Social Movements Democratize Surveillance. The MIT Press.