الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ تصدر بيانًا بشأن الهجمات على التعليم
الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ تصدر بيانًا بشأن الهجمات على التعليم
2025/01/12

أصدرت الأمانة العامّة للشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ (الآيني) بيانًا بشأن الهجمات على التعليم، جدّدت فيهِ تضامنها الثابت مع جميع المتضرّرين في فلسطين جرّاء الحرب المستمرّة على قطاع غزّة والعنف المتصاعد في الضفّة الغربيّة، وكذلك الأزمة في لبنان. وأعربت الشبكة عن تعاطفها العميق مع الأرواح التي دمرتها الصدمات المتكرّرة والموت والنزوح المستمرّ.

وأضافت الشبكة في بيانها "نشعر بقلق عميق على أعضائنا وعائلاتهم في فلسطين ولبنان الذين يواجهون معاناة وخسائر هائلة، وخاصّة الطلّاب والمتعلّمين الذين يعانون من اضطراب وفاقد تعليميّ غير مسبوق. تقف (الآيني) معكم في هذه اللحظة الصعبة وتتقدم إليكم وإلى جميع المواطنين المتضرّرين بأسمى آيات التعاطف والتضامن الكامل معكم".

وتابعت "تسبّبت العمليّات والغارات العسكريّة الإسرائيليّة المستمرّة وغير المسبوقة على قطاع غزّة منذ أكتوبر 2023 في مقتل أكثر من 44,000 فلسطينيّ، وإصابة ما لا يقل عن 106,000 آخرين. كما حولت هذه العمليّات أجزاء واسعة من غزّة إلى ركام، ملحقة أضرارًا جسيمة أو دمارًا كلّيًّا بالعديد من المنازل والمدارس والمستشفيات والبنية التحتيّة المدنيّة الأخرى".

وأشار البيان "لقد شهدنا على مدار الأشهر الماضية نمطًا مدمّرًا ومثيرًا للقلق من الهجمات ضدّ المتعلّمين الفلسطينيّين والمرافق التعليميّة والعاملين في التعليم. وتكشف هذه الهجمات عن تدمير ممنهج يهدّد نظام التعليم الفلسطينيّ ويثير القلق العميق. ففي غزّة، حُرم المتعلّمون (ومعظمهم من الأطفال) من التعليم لمدة أكثر من عام كامل، الأمر الذي قد يلقي بظلاله على حياتهم ومستقبلهم لفترة طويلة".

وتابع البيان "في أكتوبر 2024 وحده، أثّرت الغارات الجويّة وعمليّات النزوح القسريّ والقصف والحرق المتعمد على المدارس، حيث تم تسجيل 57 حادثة. وتساهم هذه الحوادث في الواقع المأساويّ المتمثل في قلّة أو انعدام البنية التحتيّة التعليمية في غزّة. حيث ان جميع المدارس تضررت او دمرت تقريبًا، وتحتاج 88% منها (496 مدرسة من أصل 564 مدرسة) إلى إعادة بناء كاملة أو أعمال إعادة تأهيل كبيرة، دون أي احتمال لإعادة فتحها".

وجاء في البيان "لم تقتصر هذه التداعيات للحرب الإسرائيليّة غير المسبوقة على قطاع غزّة فقط من حيث جسامة حصيلتها من الموت والدمار، بل امتدت أيضًا إلى الضفّة الغربيّة المحتلة حيث يستمر العنف والعمليّات العسكريّة في تصاعد مما أدى إلى انتهاك حق الأطفال في التعليم".

وانتقل البيان إلى جنوب لبنان حيث أدت الهجمات العسكريّة الإسرائيليّة في شهري أكتوبر ونوفمبر إلى مقتل وإصابة الآلاف ونزوح أكثر من 1.3 مليون شخص في الأشهر الأخيرة قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في شهر نوفمبر الماضي. وقد أثر هذا الوضع بشكل خطير على استمراريّة التعليم ونوعيته، حيث تضررت المرافق التعليميّة نتيجة للغارات الجويّة.

وعن الأوضاع في لبنان أوضح البيان "تم تأجيل بدء العام الدراسيّ 2024-2025 في المدارس الحكوميّة، لا سيما في جنوب لبنان، وجنوبي بيروت، ومنطقة البقاع، حيث لم تفتح العديد من المدارس أبوابها اعتبارًا من أيلول/ سبتمبر. وقد تم تحويل العديد من المدارس الحكوميّة إلى مراكز إيواء للنازحين بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، حيث تضرر أكثر من مليون طالب و45 ألف معلم بشكل مباشر من النزاع، ولم يتمكن 95% من معلميّ التعليم العام من الذهاب إلى المدرسة.

 

أكّدت الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ إدانتها جميع عمليّات استهداف المتعلمين والعاملين في التعليم والمنشآت التعليميّة باعتبارها تدين الهجمات على المتعلمين والعاملين في مجال التعليم والمرافق التعليميّة. لافتة "عندما يتعرض التعليم للهجوم ولا يُحترم القانون الدولي الإنسانيّ، يصبح من المستحيل إعمال حق جميع المتعلمين في الحصول على تعليم منصف وجيد. ويضمن القانون الدوليّ الإنسانيّ حماية المتعلمين والعاملين في مجال التعليم والمرافق التعليميّة من الهجمات العشوائيّة وغير المتناسبة ويفرض التزامًا على أطراف النزاع بتيسير الوصول إلى التعليم".

واختتمت البيان "نضم صوتنا إلى شركائنا في قطاع العمل الإنسانيّ بالدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار".

وجدّدت الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، دعوتها إلى الالتزام واحترام القانون الإنسانيّ الدوليّ والقانون الدوليّ لحقوق الإنسان. كما حثّت جميع الأطراف على الامتناع عن استعمال المدارس والجامعات بأيّ شكل في دعم الجهود العسكريّة، انسجامًا مع إعلان المدارس الآمنة. وأكّدت على أنّه لا يمكن القبول بأنّ يصبح استهداف المتعلّمين، والعاملين في مجال التعليم، والمرافق التعليميّة، أمرًا اعتياديًّا في السياقات التي تشهد صراعات وحروب.

 

المصدر (الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ).