مقدّمة
أدّت التكنولوجيا دورًا هامًّا في التعليم في فترة الجائحة التي غزت العالم منذ أعوام، والتي عطّلت الحياة لفترةٍ من الزمن. ومع أنّ التكنولوجيا سابقة على الجائحة، لكنّ أثرها في حينه جعل أنظار العالم أجمع تتّجه إلى التكنولوجيا حلّا بديلًا لممارسة الحياة العمليّة والتعليميّة.
ولأغراض تطوير التعليم، لا بدّ من التوجّه نحو التكنولوجيا بشكل فعّال. إلّا أنّه، وعلى الرغم من كلّ التطوّرات التي حدثت في العالم، ما زالت المؤسّسات التعليميّة في السودان تعاني عدم دمج التكنولوجيا في نظامها التعليميّ، وهذا ما جعل النظام التعليميّ يتوقّف بعد كلّ حدث يمرّ على البلاد.
ممّا لا شكّ فيه أنّ بدء إدخال التكنولوجيا في المنظومة التعليميّة بشكل كامل وفاعل، والحصول على الموارد التعليمية أصبح ضروريًّا جدًّا لمواكبة نظم التعليم المتطوّرة في العالم، والتي تسهم في الحصول على المحتوى التعليميّ في أيّ وقت وبأقلّ جهد، ما يساعد على توسيع المعرفة لدى المتعلّمين، والاستفادة من فرص التعليم والتعلّم المتاحة. والحقيقة أنّ صعوبة تأمين التجهيزات التكنولوجيّة في السودان، من حواسيب وبرامج تعليميّة متقدّمة، وأهمّ من ذلك كلّه سوء شبكة الإنترنت، أدّت إلى عدم استفادة جميع المتعلّمين من الاستفاضة في التكنولوجيا لتعزيز المهارات الرقميّة، وتحسين طرق التعلّم.
خلال الأربعة أعوام الماضية، باتت أهمّيّة توظيف التكنولوجيا في العمليّة التعليميّة في السودان أوضح، بعد أن مرّت البلاد بأزماتٍ عديدة أدّت إلى توقّف الدراسة لفترات طويلة.
التحدّيات تكمن في عدم الاهتمام بالتعليم، وعدم تخصيص ميزانيّة تكفي لتطوير قدرات الكادر التعليميّ؛ فيكون قادرًا على استخدام الوسائل البديلة في الدراسة عن بُعد، وفي تحسين جودة الإنترنت، حتّى يستطيع جميع الطلّاب الحصول على المحتوى التعليميّ الرقميّ.
تظلّ السياسات غير الداعمة، وعدم وجود استثمارات مناسبة لتهيئة المدارس، وتدريب الكوادر التعليميّة والمتعلّمين، تؤدّي إلى عدم تحسين نتائج التعليم والتعلّم، وتطوير قدرات المتعلّمين ومهاراتهم.
إنّ اتّباع النظام التعليميّ التقليديّ القديم أثّر سلبًا في المسيرة التعليميّة لدى الطلّاب، بسبب عدم دخول التكنولوجيا بشكل فاعل في العمليّة التعليميّة. وعدم إعداد الطلّاب يغيّب فكرة التعلّم الذاتيّ، ومحاولة الاكتشاف والبحث.
باتت المسيرة التعليميّة حياة يهدّدها أصغر حدث يحدث في البلاد، ما دفع طلبة كُثر إلى البحث عن فرص تعليميّة خارج البلاد، وآخرون على حافّة الانتظار. وباعتقادي، يمثّل هذا سببًا كافيًا للمطالبة بتطوير النظام التعليميّ، ورفض النظام التقليديّ المسيطر، وتهيئة المتعلّمين والمعلّمين لتعزيز التعليم في السودان.