كيف تتخيّلين شكل التعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التعليم عن بُعد؟
بعد جائحة كورونا فُرض التعليم عن بُعد كشكلٍ رئيسيّ وشائع للتعلّم، وهذا الشكل الجديد للتعليم سيتطوّر أكثر وينتشر بشكل أوسع بسبب الظروف الراهنة والتطوّر التكنولوجيّ، والذي سهل الحصول على المعلومات ومكَّنَ التلاميذ من التعلّم الذاتيّ، بغض النظر عن غياب الخبرات الاجتماعيّة ومخالطة الأقران التي توفّرها المدارس.
ومع أهمّيّة المدرسة، في كونها بيئة تعليميّة واجتماعيّة تُقدّم للطفل ما هو أبعد من المعلومات، بل أيضًا تجارب وخبرات وتواصل اجتماعيّ ومكان للتفريغ الانفعاليّ ومخالطة الأقران، لكن على ما يبدو أنّ دورها يتراجع شيئًا فشيئًا أمام ثورة التعليم الإلكترونيّ.
ما هي أوّل نصيحة تنصحين بها مُعلّمًا جديدًا؟ لماذا؟
أنصح أيّ معلّم جديد بأن يُمكّن نفسه من وسائل التكنولوجيا، ويطوّر نفسه دائمًا، ذلك ليكون قادرًا على مواكبة التغييرات المتسارعة في العمليّة التعليميّة، ويتمتّع بالصبر وبُعد النظر ويبتعد عن الروتين والتعليم التقليديّ، لأنه، بذلك، لن يكون قادرًا على الاستمرار في عمله ما لم يمتلك خبرات المعلّم العصريّ.
ما هو تعريفكِ للدهشة؟ وكيف وصلتِ إلى هذا التّعريف؟
الدهشة تأتي من الأشياء والمواقف غير المألوفة.
الدهشة هي شعور فجائيّ بالخوف أو الفرح أو الحزن وغيرها من المشاعر التي تعتري الفرد عند تعرّضه لخبرة غير مألوفة. وفي المجال التعليميّ، نجد الكثير من التلاميذ يُصابون بالدهشة عند سماعهم لمعلومات جديدة حول مواضيع تثير اهتمامهم أو فضولهم، ونجد ردّات الفعل مُترافقة مع مشاعر الفرح أو الحزن.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتكِ التعليميّة؟ لماذا؟
مصادر إلهامي هم المعلّمون المبدعون الذين مرّو في حياتي تاركينَ بصمة لا تُمحى. أتذكّر، إلى اليوم، مواقفَ كثيرة من طفولتي على مقاعد الدراسة وكيف تأثرت بهؤلاء المعلّمين. هذا الأمر كان له أثرًا كبيرًا في ممارستي لمهنة التعليم، فأنا أحرص على مشاعر المتعلّمين، وأراقب جيّدًا تصرفاتي وطريقة كلامي وأسلوبي معهم باستمرار لأني أعرف تمامًا بأنّ الطفل يتذكّر هذه المواقف ويتأثّر بها إلى حدٍّ كبير.
من هو الطالب المُتميّز برأيكِ؟ لماذا؟
الطالب المتميّز هو صاحب الفكر الخلّاق الذي يَخرج من الإطار التقليديّ، ويبدع أفكارًا جديدة ويحاول تطبيقها ولو بأبسط المواد. الطالب المتميّز هو الذي يُحاور المعلّم فيما يجهله، ويحفز المعلّم ليذهب بالدرس إلى أبعد ممّا هو موجود في الكتاب والمقرّر المدرسيّ.
حسب معاييرك، كيف تصفين المُعلّم المُلهِم؟
هو المعلّم الذي يحفّز التلاميذ على الإبداع والتفكير، ويخرج بهم افتراضيًّا خارج جدران الصفّ للانطلاق بالتّفكير بما هو أبعد من المنهاج، ويمنحهم فرصة التطبيق العمليّ في الحياة اليوميّة. المعلّم الملهم هو المربّي والمدرّب والموجّه وليس فقط المعلّم.
ما هو الموقف الذي تندمين عليه في مسيرتك التعليميّة؟
موقف محزن، ولكن لا يرتبط بالندم إنما بمشاعر الحزن، بسبب مغادرتي للمدرسة التي أعمل بها مع مطالبة التلاميذ ببقائي عندما كنتُ معلّمة لمادّة العلوم. كانت كلماتهم جميلة ومؤثّرة وبقدر ما كانت إيجابيّة بقدر ما شعرت بالحزن.
برأيكِ، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
علاقة الإدارة والمعلّم علاقة حسّاسة جدًّا، وتؤثّر، إلى حدٍّ كبيرٍ، على عطاء المعلّم وشعوره بالراحة داخل صفّه. الإدارة المتفهّمة هي التي تدعم المعلّم وتساعده وترشده وتتابع معه كلّ ما يتعلّق بعمله داخل الصفّ وخارجه.
ما الذي تُريدين محوه من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
أريدُ، وبشدّة، مسح القوالب الجاهزة في التعليم التي يتم فرضها علينا من قبل الإدارة المركزيّة، لأنّ التلاميذ أذكى بكثيرٍ ممّا يتوقّع الجميع، ولا يجب على المعلّم كبح جماحهم، إنما تشجيعهم وتحفيزهم للإبداع والتفكير على نحو أوسع.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليكِ وعلى تجربتكِ في الحياة؟
القرآن الكريم بأبعادهِ التعليميّة له تأثير كبير عليّ، فهو قبل أن يكون كتابًا دينيًّا هو كتاب تعليميّ توجيهيّ، وهو الكتاب الأوّل بالنسبة لي. أما الكتاب الذي أثّر فيّ كثيرًا، وبمرحلة مبكّرة من حياتي، هو كتاب كليلة ودمنة لابن المقفّع، فقد قرأته وأنا أبلغ 12سنة، وتأثّرت به كثيرًا لما فيه من حكم ومواقف تعليميّة ونصائح أخلاقيّة. لذا أجد أن على كلّ مدرسة أن تهتمّ بمكتبتها، وتوجّه التلاميذ لقراءة الكتب الهادفة، والتي من شأنها أن تربّي الطفل وتوجّهه وتترك فيهِ أثرًا بعيد المدى.