شيماء محمّد الددا- معلّمة- فلسطين
شيماء محمّد الددا- معلّمة- فلسطين
2025/02/13

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟

التعلّم التعاونيّ من أكثر الاستراتيجيّات فعّاليّة في الغرفة الصفّيّة. يتمثّل ذلك في تقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة للعمل معًا على نشاط أو مشروع معيّن، حيث يكون لكلّ طالب دور محدّد يُسهم في نجاح الفريق. على سبيل المثال، استخدمتُ استراتيجيّة "جيغسو" (Jigsaw)؛ قسّمتُ الدرس إلى أجزاء، وطلبت من كلّ مجموعة دراسة جزء معيّن، ثم تقديمه لباقي الصف بطريقة تفاعليّة، ما أشعر الطلّاب بالمسؤوليّة تجاه التعلّم، وأسهم في تعزيز التفاعل بينهم.

تجاوب الطلبة: أبدى الطلّاب حماسًا كبيرًا، خصوصًا أنّهم شعروا بأنّهم أصحاب دور أساسيّ في العمليّة التعليميّة. ولاحظتُ تحسّنًا في التعاون بين الزملاء، وتبادل الأفكار بشكلٍ إيجابيّ. أصبحت المعلومات أكثر رسوخًا لديهم، لأنّهم كانوا يتعلّمون من زملائهم بطريقة غير تقليديّة.

 

كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟

يكون ذلك باستخدام التكنولوجيا أداةً مكمّلة لا بديلة، مثل استخدام التطبيقات والمنصّات التعليميّة لتقديم المفاهيم الأساسيّة، بينما يُخصّص الوقت في الصفّ للنقاشات والتفاعل الإنسانيّ. وأيضًا تصميم أنشطة تجمع بين التكنولوجيا والتفاعل الإنسانيّ، مثل استخدام أدوات على غرار الواقع الافتراضيّ أو الألعاب التعليميّة، لتعزيز التعاون بين الطلّاب في مجموعات صغيرة، ما يُعزّز التواصل والتفاعل بينهم.

 

في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟

الإفراط في استخدام أسلوب المحاضرة

الخطأ: الاعتماد على الشرح المباشر طريقةً أساسيّةً للتدريس. وهو ما يؤدّي إلى شعور الطلّاب بالملل، وعدم تفاعلهم مع الدرس.

التصحيح: استخدمتُ استراتيجيّات متنوّعة، مثل التعلّم التعاونيّ، وحلّ المشكلات، والأنشطة التفاعليّة.

 

افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟

1. تنمية الذكاء العاطفيّ للمعلّم.

2. استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ في التعليم.

3. إدارة الصفّ وضبط البيئة التعليميّة.

4. مبادئ التعلّم بالحُبّ.

 

هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟

نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين في العالم العربيّ مهمّان جدًّا في خضمّ الأزمات التي يمرّ فيها التعليم، مثل نقص الموارد، والتحدّيات الاقتصاديّة، والصعوبات التكنولوجيّة، والتغيّرات الثقافيّة والاجتماعيّة. ويعتبر تبادل الخبرات والتعاون بين المعلّمين فرصة قويّة لتطوير استراتيجيّات تعليميّة مبتكرة، ومواجهة التحدّيات بشكل جماعيّ، وتقديم الدعم المتبادل.

مبادرة لتحقيق التشبيك بين المعلّمين:

"شبكة المعلّمين العرب" هي مبادرة تهدف إلى إنشاء منصّة رقميّة، أو منتدى يتيح للمعلّمين في العالم العربيّ التواصل والتعاون. تتضمّن هذه المبادرة ما يلي:

1. منصّة إلكترونيّة: لتبادل الأفكار والممارسات التعليميّة، ونشر المقالات والدراسات، والبحث عن حلول مبتكرة للتحدّيات التربويّة.

2. ورش عمل ودورات تدريبيّة عبر الإنترنت: تنظيم ورش عمل ودورات تعليميّة جماعيّة بقيادة معلّمين وخبراء في مجالات مختلفة.

3. لقاءات دوريّة: عقد لقاءات افتراضيّة أو حضور مؤتمرات دوريّة تجمع المعلّمين من مختلف البلدان العربيّة، لمناقشة القضايا التعليميّة.

4. مجموعة دعم معلّمين: إنشاء مجموعات دعم مهنيّة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، مثل فيسبوك أو واتساب، لتسهيل التواصل اليوميّ.

5. مشاريع مشتركة: إطلاق مشاريع تعليميّة مشتركة، مثل تطوير مناهج تعليميّة، أو إعداد محتوى تعليميّ تعاونيّ يمكن استخدامه في الفصول الدراسيّة.

 

كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟

أستعمل الخطوات الآتية:

1. التواصل الفعّال والمستمرّ، بحيث لا يقتصر التواصل مع أولياء الأمور عند حدوث مشكلة فقط، بل إبلاغهم بالتقدّم الأكاديميّ لأبنائهم بانتظام، وتعزيزهم باستمرار.

2. بناء علاقة من الثقة والاحترام.

3. إشراكهم في العمليّة التعليميّة.

4. تعزيز الشعور بالمسؤوليّة المشتركة.

 

كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟

أوّلًا: تخصيص ساعة بعد صلاة الفجر مباشرة للمشي على شاطئ البحر من شأنها أن تعطيني طاقة إيجابيّة لباقي اليوم.

ثانيًا: الحفاظ على نمط حياة صحّيّ بدءًا بالتغذية الصحّيّة وممارسة الرياضة.

ثالثًا: التواصل الاجتماعيّ والدعم من العائلة والأصدقاء. وأخذ فترات للرفاه النفسيّ نهاية كلّ أسبوع برفقة الأصدقاء.

رابعًا: الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة.

 

ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟

من خلال تبنّي استراتيجيّات تنظيم الوقت، مثل تحديد الأولويّات، وتقسيم المهام، واستخدام أدوات إدارة الوقت، يمكننني التعامل بفعاليّة مع الأعباء المتزايدة، وتقليل التوتّر الناتج عن ضغوط العمل. كما يساعد تنظيم الوقت الجيّد على تحقيق التوازن بين الحياة العمليّة والشخصيّة، ما يُعزّز الإنتاجيّة والراحة النفسيّة.

 

اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.

الأثر الإيجابيّ

الإلهام والتأثير الإيجابيّ: مهنة التعليم توفّر فرصة لمساعدة الآخرين على التعلّم والنموّ. هذا الإحساس بالإسهام في تطوير مهارات وقدرات الطلّاب، يعزّز شعور الرضا الشخصيّ والفخر بعملي. الشعور بأنّني أستطيع أن أكون مصدر إلهام لطلّاب يحقّقون النجاح، يمكن أن يكون له تأثير كبير في معنوياتي.

الأثر السلبيّ

التحدّيات في التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة: مهنة التعليم قد تتطلّب الكثير من الوقت والجهد، ما يجعل من الصعب أحيانًا تخصيص وقت كافٍ للأنشطة الشخصيّة أو العائليّة. قد يؤدّي ذلك إلى الشعور بالضغط والإرهاق، وتأثير ذلك في جودة الحياة الشخصيّة.

 

ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟

في أحد المواقف الصفّيّة كنت قد شرحت للطلّاب عن قوّة الشخصيّة، والتأثير في الآخرين، وتجنّب الخوف.

وبعد فترة قصيرة بينما كنت أشرح دخل الفصلَ فأرٌ، فإذ بي أصرخ بجنون وأقفز فوق الطاولة، ما أدّى إلى ضحك الطلّاب عليّ ووصفوني بالجبانة.