إذا أردتُ تعريف الثقة بالنفس، فهي الشعور بالثقة بقدرات الطلّاب وصفاتهم وحكمهم، كذلك هي نظرة متوازنة إلى الطالب، والاعتزاز بقدراته مع إدراك عيوبه. يستطيع الطلّاب الذين يتمتّعون بإحساس بالثقة بالنفس أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم، ويعرفوا أنهم يستحقون الاحترام من الآخرين.
ما أهمّيّة الثقة بالنفس لدى الطلاب؟
أهمّ أهدافها تقليل الخوف والقلق لدى الطلّاب، والذي يمكن أن يكون ضارًّا جدًا بالحياة الأكاديميّة والاجتماعيّة. وتحسين الدافع لدى الطلّاب، لأنّ انخفاض الثقة بالنفس يؤدّي إلى شعورهم بأنّهم من المستحيل أن يحقّقوا أهدافهم وأحلامهم، أو أنّهم لا يستحقّون تحقيق تلك الأحلام. وأيضًا الشعور بالكفاية والقدرة على اتّخاذ القرار في مواجهة مشاكل الحياة، وبتقبّل الفرد لنفسه والآخرين واحترامهم، والشعور بتقبّل الغير له، والمشاركة في الحياة العامّة، وبالطمأنينة والاتّزان الاجتماعيّ.
ما أسباب عدم الثقة بالنفس؟
باعتقادي غالبًا ما يحدث هذا عندما يمرّ الطلبة في مراحل أو تحدّيات مختلفة في الحياة. كما قد تؤثّر فيهم بعض الضغوطات الأخرى المختلفة، مثل: وسائل التواصل الاجتماعيّ، والتنمّر، والامتحانات، والمشاكل الأسريّة، وسوء المعاملة، وأيضًا مقارنة أنفسهم مع الآخرين بطريقة سلبيّة، والشعور الدائم بعدم الكفاءة، وزيادة الضغط عليه، وتصوّره بأنّه مرفوض من الآخرين.
ما طرق تحسين الثقة بالنفس لدى الطلّاب؟
مساعدة الطلّاب على ممارسة قبول الذات: ينبغي على المعلّم تشجيع الطلّاب على فحص نقاط قوّتهم وضعفهم، وعليه تعليمهم أنّهم يمتلكون القدرة على معالجة نقاط ضعفهم، وجعلهم يتعرّفون إلى قيمتهم، كذلك التركيز على الإنجازات الصغيرة. ينبغي على المعلّم التربويّ تخصيص بعض الوقت للجلوس مع الطلّاب، وإعداد قائمة بالأشياء التي تمّ تحقيقها بالفعل في الحياة، حيث لا يهمّ مدى صغر إنجازاتهم أو ضخامتها. إنّ إنشاء هذه القائمة يساعد الطلبة على تطوير الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس، وتحديد أهداف يمكن إدارتها، والبحث عن التجارب الإيجابيّة؛ فعلى المعلّم التربويّ أن يساعد الطلاب على إحاطة أنفسهم بالتجارب الإيجابيّة، والأشخاص الإيجابيّين والمُلهمين لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
يستطيع المعلّم من خلال صور كثيرة، تقييم الطالب الواثق من نفسه من الطالب غير الواثق. فالأنشطة المدرسيّة تتيح الفرصة للأطفال لإظهار خبرات سلوكهم الاجتماعيّ وأنماطه، ومدى تكيّفهم خلال النشاط الرياضيّ أو الاجتماعيّ أو الفنّيّ، وتمايز الأطفال كلًّا حسب شخصيّته في مدى استجابتهم لهذه الأنشطة. كما سيكتشف المعلّم نمط الطلّاب الذي يقع في وسط هذين النمطين، وهو المتردّد؛ إذ إنّ بعض الأطفال يتردّد في الانخراط في الأنشطة المدرسيّة، ولكنّهم، في الوقت نفسه، يرغبون في مشاركة الجماعة نشاطاتهم. هؤلاء يندفعون إلى الجماعة بشكل عشوائيّ، آخذين أيّ نمط من أنماط السلوك التي تحقّق تقبّل الجماعة لهم؛ هؤلاء يمكن تصنيفهم كالأطفال الأقرب إلى الثقة بالنفس، مع الحاجة إلى غرسها وتدعيمها وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير هذا الجانب الإيجابيّ فيهم.
علينا أن نقتنع أن كلّ طالب يختلف عن الآخر، وقد يكون هذا الاختلاف في بعض الأمور، أو اختلافًا كلّيًّا. وهو ما يعني أنّه يمكنك تعزيز تقدير طفل لذاته بسهولة، وقد تصعب هذه المهمة عند التعامل مع طفل آخر. وإضافةً إلى ذلك، وهذا أمر مهم، ستبعدك هذه القناعة عن أسوأ أمر قد تفعله خلال مرحلة تدريسك، وهو "مقارنته بغيره". لذا عليك العمل بلا كلل أو ملل بعيدًا عن المقارنات، فما تفعله الآن سيكون له عظيم الأثر في طلابك في المستقبل، سواء بالإيجاب أو السلب.
وإليك بعض الخطوات التي ستساعدك على تعزيز تقدير طالبك لذاته وثقته بنفسه:
1. تشجيع طلّابك على تعلّم أشياء ومهارات جديدة، ومساعدتهم في المراحل الأولى من تعلّم المهارة الجديدة.
2. إتاحة الفرصة لهم للتجربة بأنفسهم ومتابعة تقدمهم، وفي حال وقوعهم في الخطأ، يمكن البَدْء بالإرشاد والتصحيح.
3. أنت قدوة حسنة لطلابك، عليكَ الابتعاد عن النقد والسخرية، والتركيز على نِقَاط القوّة؛ فقد يظنّ بعض المعلّمين أنّه من أجل تعزيز تقدير الطفل لذاته أو ثقته بنفسه، علينا التركيز بشكل مستمرّ على نِقَاط الضعف، وتجاهُل تطوير نقاط القوّة ودعمها، وهو أمر غير صحيح؛ إذ إنّ نِقَاط القوة هي التي تحتاج إلى تركيز مستمرّ، وهي التي ستساعد على التخلّص من نقاط الضعف مع الوقت.
4. وضع بعض المسؤوليّة ضمن مهامه، فالمشاركة في أنشطة اجتماعيّة في المدرسة، ستعمل بشكل إيجابيّ على تعزيز تقدير الطلاب لأنفسهم، وتطوير مهارات التواصل.