أطلقت إصدارات ترشيد التربويّة الجزء الأوّل من كتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، والذي حمل عنوان "عبور مسارات التفكير النقديّ: منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ"، من تأليف: د. وائل كشك، يتبعهُ ثلاثة أجزاء ستُنشر تِباعًا مُتمّمةً المشروع.
يتكامل هذا المشروع بأجزائه الأربعة ليقدّم منهجيّة تعليميّة شاملة تعزّز التفكير النقديّ، والتحليل البصريّ أو التاريخيّ، أو السرديّ. ومن خلال الربط بين هذه الأجزاء، يقدّم رؤية متكاملة تتيح للطلّاب والمعلّمين تطبيق المعارف والمهارات بطرائق متعدّدة ومتنوّعة، ممّا يثري العمليّة التعليميّة ويجعلها أكثر فاعليّة وتفاعلًا مع تحدّيات العصر الحديث.
الجزء الأوّل: عبور مسارات التفكير النقديّ.. منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ
يضمّ الجزء الأوّل فصلًا تأسيسيًّا تمهيديًّا يهدفُ إلى تقديم إطار شاملٍ يمهّد لفهم محتويات الكِتاب وأجزائه الأربعة على نحو أعمق، ووضع أساس مفاهيميّ للنقاشات والمفاهيم التي سيجري تناولها بطريقةٍ تفصيليّة في الأجزاء اللاحقة. ويَستندُ هذا الفصل إلى مجموعة من الأعمدة المفاهيميّة التي تشكّل ركائز الكتاب الأساسيّة، ومن شأن ذلك أن يُكسب القارئ نظرة شاملة ومنهجيّة في نظرته إلى المواضيع المتنوّعة التي يعالجها هذا الكتاب.
ويقدّم هذا الجزء مزيجًا متوازنًا من النظريّات الأساسيّة والتطبيقات العمليّة عبر ثلاثة أقسام تهدف إلى تعزيز فهْمٍ التفكير الناقد، وفهْم قدرته على إحداث إزاحة حقيقيّة في منهجيّة التفكير. ويستعرض الجزء في رحلته في عالم التفكير الناقد، أسس هذا النوع من التفكير وتطبيقاته العمليّة في الحياة اليوميّة والمجالات الأكاديميّة، إضافةً إلى دوره الحاسم في مواجهة المعلومات المضلّلة والخرافات. يقع الكتاب في 240 صفحة، ضامًّا ثلاثة أقسام، هي: التفكير الناقد: أسسه وتطبيقاته، تفنيد الخرافات وتفكيك العلوم الزائفة، والكشف عن اضطراب المعلومات والمحتوى الزائف.
نظرة عامّة على أجزاء كِتاب "عبور التخصّصات والخِطابات" الأربعة
يُمكن النظر إلى كلّ جزء من الأجزاء الأربعة بوصفهِ كِتابًا مُستقلًّا بذاتهِ، على الرغم من الترابط والتعالق بين الأجزاء كلّها. وفي هذا السياق نُقدّم لمحةً توضيحيّة عن العلاقة التراتبيّة بين الأجزاء، وعنوان كلّ منها:
الجزء الأوّل بعنوان "عبور مسارات التفكير النقديّ: منهجيّات العقل والوعي الاجتماعيّ"
يُعدّ بمنزلة قاعدة أساسيّة، وفيه تتوفّر الأدوات والمفاهيم الأساسيّة التي يستخدمها الطلّاب والمعلّمون لتحليل المعلومات وتقييمها تقييمًا نقديًّا ومنطقيًّا. وهذه المهارات ضروريّة لفهم محتويات الجزء الثاني والثالث والرابع وتطبيق هذه الأجزاء.
الجزء الثاني بعنوان "عبور الخطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة"
يستفيد مباشرة من المهارات النقديّة المكتسبة في الجزء الأوّل؛ إذ يطبّقها في تفسير الخطابات البصريّة المختلفة وفي تحليلها، وهذا يعزّز قدرةَ الطلّاب على فهم الرموز والدلالات في الأعمال الفنّيّة والصور والأعمال الكاريكاتوريّة والأفلام.
الجزء الثالث بعنوان "عبور الخطابات التاريخيّة والسرديّة إلى البيئات التعليميّة"
يتناول تطبيق التفكير النقديّ على النصوص التاريخيّة والسرديّة، ممّا يتيح للطلّاب تفسير الأحداث والقصص وتحليلها بعمق. وتسهم المهارات، التي جرى تطويرها في الجزء الأوّل، في فهم السياقات التاريخيّة والمعاني الأدبيّة.
الجزء الرابع بعنوان "التعليم المتكامل: النهج التكامليّ على جسور التخصّصات"
يستخدم المفاهيم والنظريّات التي جرى استكشافها في الأجزاء الثلاثة الأولى لتطوير مشاريع تعليميّة تكامليّة. ويدمج النهج التكامليّ والتطبيقات التعليميّة بين المعارف النقديّة والبصريّة والتاريخيّة والسرديّة، وكلّ ذلك يعزّز تجربة التعلّم الشاملة.
ويعدُّ الجزء الأوّل من هذا المشروع تاسع إصدارات ترشيد التربويّة، بعد الإصدارات التالية: "عقليّة التساؤل" 2022، و"حلول مبتكرة لمشكلات سلوك الطلّاب في المدرسة" 2022، و"نحو معلّم فاعل في التعليم الوجاهيّ والإلكترونيّ" 2022، و"الممارسات المهنيّة للمدرّسين: بين النظريّة والتطبيق" 2023، و"ما الذي يحدث داخل المدرسة؟" 2023، و"التعليم الدامج للطلّاب ذوي الإعاقتين: البصريّة والسمعيّة" 2023، و"تطوير برامج التربية العمليّة لمعلّمي ما قبل الخدمة في ضوء المدخل التأمّليّ السرديّ" 2023، و"التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرفٍ صفّيّة مفكّرة"، 2024.
و"إصدارات ترشيد التربويّة" برنامج يهدف إلى نشر كتب متخصّصة في الحقل التربويّ العربيّ، وهو أحد برامج "ترشيد" التي أنشئت من قِبل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات. تبادر "ترشيد" إلى تعزيز بيئات تعلّم مُستدامة من خلال مجموعة مشاريع تستجيب إلى حاجات المُجتمع التعلّميّ القطريّ بشكلٍ خاصّ، والعربيّ بشكلٍ عامّ، كما إلى احتياجات المعلّم العربيّ، عبر حوارٍ مُستمرّ معه، ومعرفة دقيقة وعميقة باحتياجاته، لزيادة فعاليّة خدمات المشاريع وضمان استدامتها.