وعي الأطفال البيئيّ: كيفيّة زرع الوعي بالبيئة في نفوس الأطفال
وعي الأطفال البيئيّ: كيفيّة زرع الوعي بالبيئة في نفوس الأطفال

يُعدّ زرع الوعي البيئيّ في الأطفال استثمارًا في مستقبلهم ومستقبل كوكب الأرض عامّةً، إذ يمكِّن الوعي بالبيئة والمخاطر التي تُحدّق بها الجيل القادم من اتّخاذ خيارات بيئيّة صحّيّة، واتّخاذ إجراءات عمليّة قد تسهم في حماية العالم الطبيعيّ.

 

أهمّيّة التثقيف وزرع الوعي البيئيّ في الأطفال 

بصفتهم صانعي القرار في المستقبل، يحتاج الأطفال إلى تطوير عقليّة بيئيّة منذ صغرهم، لمواجهة التحدّيات البيئيّة، مثل تغيّر المناخ والتلوّث وندرة الموارد. لذلك، فزرع الوعي البيئيّ في نفوس الأطفال مفتاحُ خلق عالم أكثر استدامة. ويمكن تلخيص أهمّيّة التثقيف وتوعية الأطفال البيئيّة على النحو الآتي: 

  • - يثير الاتّصال المتكرِّر بالطبيعة والتعرّف إلى عجائبها فضول الطفل الطبيعيّ؛ ممّا ينمّي عنده ثقافة التساؤل والبحث. 
  • - يساعد التعليم البيئيّ الأطفال على تنمية الاتّصال والارتباط بالطبيعة منذ الصغر؛ ممّا يقودهم إلى الرغبة في حماية البيئة في وقت لاحق من حياتهم. 
  • - يساعد تعليم الأطفال حول القضايا البيئيّة والممارسات المستدامة في سنّ مبكرة على تشكيل سلوكاتهم وقيمهم على المدى الطويل، إذ يمتصّ الأطفال العادات البيئيّة التي يتعلّمونها ويطبّقونها. لذلك، من الضروريّ للوالدين والمعلّمين تقديم نموذج وخيارات صديقة للبيئة. 
  • - يعزِّز التعليم البيئيّ تفكير الأطفال النقديّ ومهاراتهم في حلّ المشكلات، ويلهمهم ليصبحوا أكثر انخراطًا في مجتمعاتهم. كما أنّ لزرع الوعي البيئيّ في نفوس الأطفال تأثيرات إيجابيّة في أدائهم الأكاديميّ في موضوعات أخرى، مثل الرياضيّات والعلوم. 

 

كيفيّة زيادة وعي الأطفال البيئيّ

السبيل إلى جعل الطفل يولي اهتمامًا بالبيئة، جعلُ الوعي البيئي جزءًا طبيعيًّا من حياته اليوميّة، وذلك بالمناقشة المفتوحة والتعلّم العمليّ عن البيئة. ويمكن تطبيق بعض الاستراتيجيّات لزرع وعي الأطفال البيئيّ، منها:

  • - التعليم بالقدوة: الطريقة الأكثر فعّاليّة لتعليم الأطفال عن الوعي البيئيّ هي نموذج السلوكات المستدامة والصديقة للبيئة. على سبيل المثال، يمكن للوالدين إعادة التدوير، وإطفاء الأنوار غير المستخدمة، واستخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام، مع ضرورة أن يشرحوا لهم سبب القيام بهذه السلوكات. 
  • - إضافة المتعة إلى التعليم: يتعلّم الأطفال تعلّمًا أفضل باللعب والأنشطة العمليّة. لذلك، يُنصَح بدمج الألعاب والتجارب والاستكشاف في الهواء الطلق، لتعليم الأطفال عن الطبيعة وإعادة التدوير بطريقة ممتعة. 
  • - شرح الأسباب الكامنة وراء الإجراءات البيئيّة: لا يكفي إخبار الأطفال بإعادة التدوير فحسب، بل يجب على الوالدين والمعلّمين شرح أين تذهب المواد القابلة لإعادة التدوير؟ وكيف يعاد استخدامها؟ ولمَ يعدّ ذلك مهمًّا للكوكب. 
  • - الرحلات الاستكشافيّة: يساعد قضاء الوقت في الطبيعة الأطفال على تطوير الاتّصال بالبيئة، ويمكن للوالدين والمدارس تنظيم نشاطات في أحضان الطبيعة، مثل المشي لمسافات طويلة، أو زرع حديقة، أو مشاهدة النباتات والحيوانات المتواجدة في بيئة الطفل. 
  • - إشراك الأطفال في صنع القرار: يكون ذلك بالسماح لهم بالتفكير بخيارات أكثر استدامة، مثل المنتجات الصديقة للبيئة التي يجب شراؤها. هذا يساعدهم على الشعور بالتمكين والمسؤوليّة في حماية البيئة. 
  • - تعليم أسس الاستدامة: تقديم مفاهيم مثل الموارد المتجدّدة، مقابل الموارد غير المتجدّدة، يساعد على زرع وعي الأطفال البيئيّ وفهمهم قضايا البيئة فهمًا أفضل. 
  • - استخدام الموارد المتاحة على الإنترنت: هناك العديد من مقاطع الفيديو والتطبيقات والألعاب التعليميّة التي يمكن أن تقدِّم دروسًا حول البيئة تقديمًا ممتعًا وتفاعليًّا. 

 

هوايات تنمّي وعي الأطفال البيئيّ

يكمن المفتاح في اختيار الهوايات التي تجعل الأطفال يشاركون بنشاط، في الطبيعة والاستدامة. مع بعض الإبداع، يمكن أن تكون الهوايات الصديقة للبيئة ممتعة وتعليميّة وجيّدة للكوكب.

  • - البستنة وزراعة النباتات: تعدّ زراعة حديقة المنزل، أو زراعة نباتات في الشرفة، أو على الشبّاك، طريقة رائعة للأطفال للتعرّف إلى الطبيعة والبيئة. يمكن للأطفال زراعة الخضروات أو الأعشاب أو الزهور، باستخدام ممارسات البستنة المستدامة. يحبّ الأطفال مشاهدة نباتاتهم تنمو، ويشعرون بالإنجاز عند تناول الخضروات التي نضجت على أيديهم. 
  • - مراقبة الطيور الطبيعة: يساعد تشجيع الأطفال على مراقبة الطيور والحشرات والحياة البرّيّة الأخرى في حديقة المنزل، أو في الحدائق العامّة، إن كانت متوفّرة، على تقدير العالم الطبيعيّ. يمكن للوالدين توفير غذاء للطيور ومشاركة الأطفال في إطعامهم. 
  • - فنون إعادة التدوير وحرفها: يمكن للوالدين والمعلّمين مشاركة الأطفال في صنع مشاريع فنّيّة من المواد المعاد تدويرها، مثل الورق والزجاجات البلاستيكيّة وقصاصات القماش. هذا يعلّمهم إعادة استخدام المواد التي قد ينتهي بها الأمر في سلّة المهملات وتوظيفها.
  • - مغامرات في الهواء الطلق: استكشاف الطبيعة بالمشي لمسافات طويلة والتخييم والسباحة والأنشطة الخارجيّة الأخرى المتاحة، حيث يساعد التواجد في الطبيعة الأطفال على زيادة الوعي البيئيّ. 
  • - مشاريع العلوم: تشجيع الأطفال على المشاركة في مشاريع العلوم التي تنظّمها المدرسة؛ ممّا يسمح للأطفال بالإسهام في البحث العلميّ الذي يُشركهم في الوعي البيئيّ.

 

أنشطة بسيطة لتعليم الأطفال إعادة التدوير 

تعليم الأطفال عن إعادة التدوير يغرس فيهم الوعي البيئيّ والعادات المستدامة. كما يوفِّر لهم فرصًا تعليميّة عمليّة ويشجِّعهم على الإبداع. بالإضافة إلى أنّ سلوكات إعادة التدوير تُعزِّز المواطنة الأخلاقيّة. وهذا ضروريّ لتربية جيل قادم من الأفراد المهتمّين بالبيئة. 

يمكن للوالدين أو المعلّمين مشاركة الأطفال في العديد من الأنشطة الإبداعيّة والجذّابة، والتي يمكن أن تساعدهم على فهم أهمّيّة إعادة التدوير وتقديرها. وفي ما يلي بعض الطرق لجعل إعادة التدوير ممتعة للأطفال: 

  • - صناديق إعادة التدوير: تلوين أو تزيين صناديق إعادة التدوير بألوان وملصقات ممتعة، لجعلها جذّابة بصريًّا. يمكن أن يشجِّع ذلك الأطفال على استخدام صناديق إعادة التدوير. 

  • - المشاريع الإبداعيّة: إشراك الأطفال في المشاريع الإبداعيّة باستخدام المواد المعاد تدويرها. على سبيل المثال، صناعة سيّارة لعبة من صناديق ورق مقوى وأغطية زجاجات العجلات البلاستيكيّة، أو صنع فسيفساء من نفايات البلاستيك الملوّنة. 
  • - الحرف المعاد تدويرها: تشجيع الأطفال على صنع الحرف اليدويّة باستخدام مواد معاد تدويرها، مثل صناعة حافظة أقلام مكتبيّة من بقايا لفّافات ورق المرحاض. 
  • - فرز الألعاب: مشاركة الأطفال في ألعاب الفرز، لتعليمهم العناصر التي تمكن إعادة تدويرها، والتي لا تمكن إعادة تدويرها.
  • - البدائل الخالية من النفايات: تعليم الأطفال البدائلَ الخالية من النفايات. 
  • - الأنشطة التعليميّة: استخدام الأنشطة التعليميّة، مثل بناء الروبوتات من صناديق الكرتون وحاويات الزبادي، وقراءة كتب حول إعادة التدوير. 
  • - الرحلات الميدانيّة: تنظيم رحلات ميدانيّة إلى الحدائق المحلّيّة، لجمع المواد القابلة لإعادة التدوير. كما يمكن تنظيم رحلات مدرسيّة إلى مراكز إعادة التدوير إن توفّرت، والتعرّف إلى عمليّة إعادة التدوير. 

 

* * *

في النهاية، يشكِّل زرع الوعي البيئيّ في نفوس الأطفال خطوة مهمّة على طريق الحفاظ على البيئة ومنعها من التدهور أكثر، بالإضافة إلى إسهام الأطفال أنفسهم في الحفاظ على البيئة، ليكونوا بعد سنوات أفرادًا فاعلين في مجتمعاتهم، ويمكنهم التأثير في محيطهم وقيادته نحو سلوكات صديقة للبيئة. 

 

المراجع

https://naturpac.org/news/why-is-environmental-education-so-important-to-children/ 

https://naitreetgrandir.com/en/feature/raising-children-environmental-awareness/ 

https://www.ecoideaz.com/expert-corner/how-to-cultivate-environmental-awareness-in-children 

https://bester.energy/en/how-to-create-environmental-awareness-in-our-children/ 

https://smallandwild.com/blogs/small-wild/5-eco-friendly-creative-activities-for-winter-half-term 

https://runwildmychild.com/sustainability-activities-for-kids/ 

https://naturespath.com/blogs/posts/19-activities-kids-learn-recycling 

https://www.howlifeunfolds.com/sustainability/how-teach-kids-make-recycling-habit