لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟
إنّ دمج أنشطة المتعة العلميّة في الدروس يساعد الطلّاب على الفهم والتجاوب مع المعلّمين، فيبعد الملل في الحصّة، ويزيد من مشاركة الطلّاب، كما أنّ دمج التكنولوجيا في التعليم يساعد على الاستمتاع والانخراط في التعلّم. فبدلًا من التلقين والحفظ، يكون الطالب قادرًا على الاستفادة من التكنولوجيا بطريقة صحيحة، ويساعده ذلك على البحث عن المعلومات وتخزينها.
ومن الممكن أيضًا القيام بتكوين المجموعات التعاونيّة التي تسهم في تنمية مهارات التواصل بين التلاميذ، وتنمّي روح التعاون والمشاركة، وأيضًا يستفيد الطلّاب من مهارات بعضهم البعض، فيساعد ذلك على تنمية طريقة تفكير كلّ طالب وتطويرها.
إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟
يمكننا التوفيق بينهما، كما يمكن للمهارات الاجتماعيّة أن تساعدنا على فهم المعارف العلميّة، حيث تمكن الاستفادة من هذه المهارات خلال الشرح، فيكون ذلك تجسيدًا لما يتعلّمه الطالب من معارف علميّة، فمن خلال مهارات كلّ طالب يمكن أن يساعد زملاءه في فهم الدروس، وخصوصًا في المجموعات التعاونيّة. هنا يكمن الإبداع والتجديد في كلّ مجموعة، فلكلّ شخص أفكار ومهارات تختلف عن الآخر، ما يساعدنا على فهم المعارف العلميّة بأكثر من طريقة مختلفة.
كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟
ما زال المعلّم يؤدّي دورً ا مهمًّا، مع ما يشهدُه عصرنا من ثورة في الذكاء الاصطناعيّ. فالمعلّم يساعد في تطوير المهارات والإبداع لدى الطالب، على الرغم من أنّ الذكاء الاصطناعيّ يقدّم المعرفة، إلّا أنّ ما يقدّمه المعلّم من عطاء وحبّ وحنان، ومن تحفيز لطلّابه من أجل النجاح والإكمال والإصرار للحصول على المراكز العليا، لا يمكن للذكاء الاصطناعيّ أن يقدّمه للطلّاب.
متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟
الإشراف التربويّ مفيد جدًّا لنجاح الممارسة التعليميّة، ولا سيّما في الحالات التي تستدعي في بعض الأحيان، إغلاق المدارس. هنا يأتي دور الإشراف التربويّ من أجل إكمال الرسالة، وعدم إبعاد الطلّاب عن جوّ الدرس والاستفادة. فيمكن أن نأخذ، مثلًا، جائحة كورونا التي كان لها تأثير سلبيّ على جميع الأصعدة، ومنها على الصعيد التربويّ. لكنّ الإشراف التربويّ لم يسمح بتدمير التعليم، ولجأ إلى التعليم عن بعد، وهي خطّة نفّذت، وساعدت على استكمال الممارسة التعليميّة، من دون تعريض الطلّاب إلى خطر الإصابة بهذا الوباء.
ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟
في حال حدوث نزاع بين الطلّاب في الصفّ على المعلّم أن يعمل على فكّ النزاع، وذلك من خلال وضع الأطراف المتنازعة مقابل بعضهم، والتعامل معهم بالحوار والهدوء؛ لإبعاد التوتّر وعدم تشتيت باقي الطلّاب. وعلى المعلّم أن يسمع من المتنازعين سبب النزاع، ويحاول إصلاحهم مع بعضهم البعض، وذلك بمساعدة الناظر؛ من أجل المحافظة على الهدوء، وعدم إزعاج الصفوف الباقية.
هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟
لاستخدام التكنولوجيا في التدريس إيجابيّات وسلبيّات، إلّا أنّ إيجابيّاته تساعد على تنمية مهارات الطلّاب في استخدام التكنولوجيا، والتعامل معها بشكل فعّال، ما يساعدهم في مستقبلهم الوظيفيّ. كما أنّ التكنولوجيا توفّر بيئة تعليميّة متطوّرة ومبتكرة، تجعل الطلّاب يستمتعون بالتعليم. لكن من المؤكّد أنّه يجب استخدام التكنولوجيا بحدود؛ من أجل ألّا نعتمد بشكل زائد عليها، وألّا نتحوّل إلى مدمنين.
هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟
إنّ تدخّل الأهل بشكل متوسّط في تعلّم ابنهم، وتشجيعهم له، يؤثّران إيجابًا في تفكيره، فيعزّزان ثقته بنفسه، ويساعده ذلك على الإبداع والتألّق، واكتشاف مهارات جديدة. كما أنّ الثقة التي يعطيها الأهل لابنهم تساعده على العمل أكثر فأكثر. وللمحافظة على هذه الثقة، وعدم السماح بزعزعتها وهدمها، يمكن للأهل أن يتدخّلوا في تعلّم ابنهم عند مواجهته صعوبة في فهم بعض الدروس، والتدخّل لإعطائه جرعة أمل، تساعده على إكمال الطريق للوصول إلى الهدف المرجوّ، وهو النجاح والتفوق.
هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟
لا يمكن أن تتخلّى عن الكتاب المدرسيّ بشكل نهائيّ ودائم، وذلك لأهمّيّة هذه الكتب، ودورها كأداة للمعرفة والثقافة. يحصل الطالب بقراءة الكتاب على ما يجهله، لذا هو مصدر التعليم الأوّل لأيٍّ كان، فلا أفضل من الكتاب لتعلّم العلوم على اختلافها، فالتلميذ بالكتب يستطيع تعلّم كلّ شيءٍ، عن مكان ما، أو عن علوم الطبيعة، والبيولوجيا، واللغة، والعلاقات العامّة، والتاريخ، والأديان، أو أيّ أمرٍ كان. كما أنّ الكتاب خير وسيلة لتنمية ثقافة الإنسان، وزيادة وعيه بالأمور من حوله.
كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟
إنّ مدة الدوام المدرسيّ اليوميّ يجب ألّا تزيد عن ستّ حصص؛ وذلك لإبقاء التلميذ نشطًا، وعدم ضغطه بالدروس والتخصّص، فالهدف كسب المعلومات وتخزينها، لا زيادة الحصص وعدم قدرة الطلّاب على الاستيعاب. لذلك، من المهمّ والضروريّ عدم إكثار الحصص والدوام اليوميّ؛ لمساعدة الطلّاب على اكتشاف مهاراتهم وتنميتها.
صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.
"ونصيبي من الأفق".
رواية للكاتب عبد القادر بن الشيخ، تحدّث فيها عن جمال القرية وبساطتها، ونقاء سكّانها، وقد تحدّث على المدينة وتعقيدها، وبشاعتها وقسوتها، وتحدّث عن لا مبالاة سكّانها، وعن البعد والفردانيّة في المدن. فها أنا على الرغم من الفرص التي حصلت عليها في المدينة، إلّا أنّ حبّي لقريتي، وخوفي من الابتعاد عن أهلي وأحبّتي، وخوفي الأكبر من التحوّل من شخص يحبّ التعاون والمشاركة، إلى شخص انطوائيّ بعيد عن الجميع، كلّها أسباب تمنعني من الانتقال إلى المدينة.
وقد كان دخولي إلى المدرسة في قريتي بصفتي معلّمةً، نقطة تحوّل كبيرة في حياتي، فها أنا متعلّقة جدًّا بتلاميذي، متعاونة معهم، وأساعدهم على التطوّر والتقدم إلى الحلم والأمل.