ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
استخدمتُ كثيرًا من الاستراتيجيّات التعليميّة، ووظّفتها وفقًا لطبيعة الدرس ومتطلّباته. وأرى أن الأكثر فعاليّة كانت استراتيجية (المعلّم الصغير)، إذ أظهر كثيرٌ من الطلّاب في مختلف المراحل الدراسيّة التي درّستها، استعدادًا للمشاركة في شرح الدرس وتوضيحه لزملائهم، ما أسهم في تعزيز التفاعل الإيجابيّ داخل الصفّ.
كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
يعدُّ تحقيق هذا التوازن تحدّيًا لكلّ معلّم، فتُوفّرُ التكنولوجيا فرصًا كثيرة للتعلّم والتعليم. وتُقدِّمُ أدوات تعليميّة مفيدة جدًّا. ولكنّها بالطبع لا تغني عن التفاعل الشخصيّ. حيث أستطيع تحقيق التوازن من خلال توظيف أدوات التكنولوجيا وتطبيقاتها، بما يساند العمليّة التعليميّة، بالتزامن مع استمرار التواصل بيني وبين الطلّاب، حتّى أتمكّن من تحقيق التفاعل المطلوب لإيصال المعلومات إليهم.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
أي مُمارسة خاطئة ارتكبتها بالتأكيد لم تكن مقصودة، وجاءت نتيجة قلّة الخبرة في بداية مسيرتي الوظيفيّة. وأرى أنّي أخطأتُ عندما بدأتُ عملي معلّمًا باعتماد طريقة التدريس التقليديّة؛ أي التلقين. فكانت الحصّة مملة، وبطيئة، وغير تفاعليّة، ولكن استطعتُ التخلّص من ذلك بعد اكتساب الخبرة والمهارات اللازمة، لتوظيف أدوات التعليم التفاعليّة واستراتيجيّاته بأفضل الطرق والوسائل.
افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
ستكون ورشة العمل عن استراتيجيّات التقويم وأدواته، فكثيرٌ من المعلّمين، تحديدًا الجُدد منهم، قد يجدون صعوبة في تقييم أداء الطلّاب، أو لا يوظّفون أدوات التقويم المناسبة لكل نتاج من نتاجات الدروس. من هُنا، ستساعد مشاركتهم في ورشة عن التقويم وأدواته، على اكتساب مهارات رصد أداء كلّ طالب بصورةٍ حقيقيّة وواقعيّة.
هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
نعم، أرى أنّ التشبيك والتواصل بين المعلّمات والمعلّمين من الأمور الضروريّة جدًّا، إذا إن تبادل الآراء والخبرات بينهم يُقدمُ حلولًا لكثيرٍ من القضايا التربويّة والتعليميّة. ومن الممكن إطلاق مبادرة التشبيك بينهم من خلال عقد لقاءات مستمرّة، باستخدام تقنيّات الاتّصال الرقميّ الحديث وتطبيقاته، وزيادة عدد مجتمعات التعلّم الإلكترونيّة.
كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
أحرصُ على استمرار التواصل معهم، سواء من خلال اللقاء المباشر أو الهاتف أو تطبيقات التواصل الاجتماعيّ، ما يُساعدُ في اطّلاعهم على تعليم أطفالهم، وتحديد أوضاعهم الدراسيّة، ومتابعة أيّ ملاحظات على أدائهم. وهكذا يتحقّق التعاون بين أولياء الأمور والمعلّمين، والذي يكون في مصلحة الطلّاب وتعليمهم.
كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
أحرصُ على الفصل بين العمل وحياتي الشخصيّة، إذ أخصّص وقت العمل للقيام بالمهام المتعلّقة به. أما باقي اليوم، فأُنفّذُ فيه نشاطات مختلفة، كالخروج مع الأصدقاء، وقراءة الكتب، ومشاهدة التلفاز أحيانًا، ما يُساعدني في الحفاظ على توازن في صحّتي.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
أُوزّعُ الأنشطة والمتطلّبات اليوميّة وفق الأولويّات، بحيث أُنهي المطلوب منّي في العمل، ثم أنفّذ الأنشطة المتبقّية. وأحرصُ على التدوين حتّى لا أنسى شيئًا، وأستطيع تنظيم الوقت بأفضل طريقة.
اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
من الآثار الإيجابيّة لمهنة التعليم في حياتي عملي معلّمًا، ودوري في تنشئة أجيالٍ من الطلّاب، والمشاركة في إثراء معلوماتهم وثقافتهم. أما الآثار السلبيّة، فتأتي أحيانًا بسبب غياب بعض الوسائل التعليميّة لتنفيذ نتاجات الدروس.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
من الحوادث الطريفة التي حصلت معي، أنّني في بداية عملي في التعليم، كنتُ أكتب أسماء الطلّاب في دفتر العلامات والذي ينتهي عند الرقم 25. وبينما كنت أكتب الأسماء توقفت عند الرقم 25 في الصفحة، وكان عدد طلّاب الصفّ أكثر من ذلك، فارتبكتُ وتوقفتُ عن الكتابة، وسألتُ أكثر من معلّمٍ في وقتٍ واحد عن حلّ هذه المعضلة التي واجهتني، فضحكوا، علمًا بأنّهم كانوا أكبر منّي في العمر، وكنتُ أصغرهم. وأجابوني أنّ الحلّ بسيط، أن أكمل كتابة أسماء الطلّاب على الصفحة التالية، بداية من الرقم 26 إلى أن ينتهي عدد طلاب الصفّ.