ما بدائل الهاتف للأطفال؟
ما بدائل الهاتف للأطفال؟

يواجه الأهل مشكلة إدمان أطفالهم على استخدام الهاتف المحمول، نتيجة سهولة الوصول إلى التكنولوجيا. وبرغم أنّ البعض يرى أنّ قضاء الأطفال وقتًا على الهاتف، لممارسة الألعاب، أو مشاهدة الفيديوهات، أو الدردشة مع الأصدقاء، أمرًا غير ضارٍّ، إلّا أنّ الإفراط فيه يحمل مخاطر كبيرةً، تشمل التأثير السلبيّ في النموّ البدنيّ، وضعف المهارات الاجتماعيّة، وتراجع الصحّة العقليّة، إضافةً إلى مشكلاتٍ مثل تشوّش الرؤية، وآلام الرقبة، وضعف التركيز. 

سنناقش في هذا المقال بدائل الهاتف المحمول للأطفال، والتي ستساعد طفلك على بناء علاقةٍ متوازنةٍ مع التكنولوجيا، وتعويض وقت الموبايل بأنشطةٍ ممتعةٍ، ومفيدةٍ للصحّة البدنيّة والعقليّة، بجانب الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة حول استخدام الأطفال للهاتف. 

 

بدائل الموبايل للأطفال 

- ممارسة الرياضة: تعدّ الرياضة بديلًا رائعًا لانتزاع الموبايل من يدي طفلك، إذ تشعره بالسعادة والتحدّي، وتساعده في بناء علاقاتٍ مع أقرانه، لا سيّما الألعاب الجماعيّة، مثل كرة القدم، وكرة السلّة، والسباحة. 

- الرسم والأنشطة اليدويّة: تساعد الفنون طفلك على إطلاق العنان لإبداعه بعيدًا عن الهاتف. يمكنك أن تمنح طفلك ساعاتٍ من المتعة باستخدام أقلام الرصاص، وبعض الألوان والأوراق، مع تعزيز حماسه باقتراح موضوعٍ للرسم، وتخصيص مكافأةٍ له عند إتمامه العمل بشكلٍ مميّز.  

- قراءة الكتب: تعدّ القراءة طريقةً رائعةً لإثارة خيال الطفل وإبعاده عن الهاتف. ببساطةٍ قُم باختيار كتبٍ مناسبةٍ لعمر طفلك، وساعده في تخصيص وقتٍ يوميٍّ للقراءة، وكُن بجانبه وتناقش معه، وشجّعه على الاشتراك في مكتبةٍ، أو أنشطةٍ خاصّةٍ بمناقشة الكتب في المدرسة أو خارجها. إذا كان طفلك ما يزال صغيرًا على القراءة بمفرده، سيكون عليك أن تخصّص وقتًا لتقرأ له، أو أن تختار الكتب المصوّرة التي ستجذب انتباهه لمحاولة فهمها. 

- الكتابة: إذا كان طفلك في المرحلة الابتدائيّة، فإنّ تشجعيه على الكتابة سيحفّز قدراته العقليّة، ويساعده على تشكيل مشاعره تجاه العالم. كما سيدعم تركيزه ومهاراته في التعبير عن نفسه. شجّع طفلك على الكتابة يوميًّا، سواء عن يومه، أو أيّ أفكارٍ تخطر في باله، ولو لفترةٍ قصيرة. ومع تقدّم عمر طفلك، ستلاحظ تطوّر مهاراته الكتابيّة بشكلٍ أعمق وأكثر نضجًا.  

- التطوّع: يمكن استغلال وقت فراغ طفلك في تشجيعه على التطوّع في نشاطٍ خيريٍّ، حيث يتعلّم مشاعر التعاطف في سنواته الأولى، مهما كان العمل التطوّعيّ بسيطًا، مثل تنظيف شوارع الحيّ. 

- المساعدة في أعمال المنزل: بجانب أهمّيّة مساعدة الطفل لوالديه في أعمال المنزل في تعزيز شعوره بالمسؤوليّة، فهي فعّالةٌ أيضًا في إشغاله عن الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ يعبث بالموبايل. إذا أراد الطفل تناول كعكةٍ، يجب أن تطلب منه الأمّ أن يساعدها في إعدادها. 

- ممارسة ألعابٍ منزليّة: تتعدّد اختيارات الألعاب التي تمكن ممارستها في المنزل، مثل الألعاب اللوحيّة المختلفة، أو تقليد أصوات الحيوانات، أو تمثيل المواقف. 

-تعليم الطفل بالتقليد: يمكن أن يتعمّد الأب والأمّ أن يظهرا للطفل أنّهما لا يستخدمان الموبايل طوال اليوم، أو أنّهما يخصّصان وقت الليل لإطفائه، ما يشجّع الطفل على تقليدهما في هذا السلوك. 

 

أسئلةٌ شائعةٌ حول استخدام الأطفال للموبايل 

كم ساعةً يمكن للأطفال استخدام الهاتف في اليوم؟ 

تعرض لنا الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال قواعد استخدام الهاتف بناءً على العمر، وهي إرشاداتٌ عامّةٌ، يستطيع الآباء والأمّهات تحديد الأفضل من بينها لاحتياجات أطفالهم وأسلوب حياتهم. وهي كالتالي: 

- الأطفال في عمر سنتين أو أقلّ: يوصى بتجنّب استخدام الهاتف تمامًا، باستثناء مكالمات الفيديو للتواصل مع العائلة. 

- الأطفال بين 2 و5 سنوات: يمكن لهم استخدام الهاتف لمدّة ساعةٍ واحدةٍ يوميًّا، مع التركيز على أن يكون المحتوى الذي يشاهدونه على الهاتف تعليميًّا وليس ترفيهيًّا، وأن يشارك أولياء الأمور المشاهدة، لضمان فهم أطفالهم المحتوى المعروض. 

- الأطفال من 6 سنوات فأكثر: يمكنهم استخدام الهاتف لمدّةٍ تتراوح بين ساعةٍ إلى ساعتين يوميًّا، بما يشمل الألعاب، مع ضرورة تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الأخرى، مثل القراءة والرياضة، لتوفير التوازن. يُستثنى من هذا الوقت المهام الدراسيّة التي تنجز باستخدام الأجهزة اللوحيّة، مثل التابلت. الهدف النهائيّ بناءُ روتينٍ متوازنٍ، يضمن أنّ وقت استخدام الطفل لشاشة الهاتف لا يؤثّر في نومه، أو نشاطه البدنيّ، أو تفاعله الاجتماعيّ. 

  

ما العمر المناسب للهاتف؟ 

لا يوجد عمرٌ مناسبٌ لجميع الأطفال لبدء استخدام الهاتف، ولكن يوصي الكثير من الخبراء بالانتظار حتّى وصول الطفل إلى عمرٍ ما بين 12 إلى 14 سنةً، ليحصل على هاتفه الشخصيّ، استنادًا إلى مستوى وعي الطفل واحتياجاته. العنصر الأهمّ هو الحاجة الحقيقيّة إلى الهاتف. إذا كانت الأسرة ترغب في الاطمئنان على الطفل بشكلٍ متكرّرٍ، يمكنه استخدام هاتفٍ عاديٍّ، يقوم بوظيفة الاتّصال الأساسيّة، بدلًا من هاتفٍ ذكيٍّ يتحوّل إلى وسيلةٍ تسبّب الإدمان للطفل.  

 

هل يسبّب الجوال عصبيّة الأطفال؟ 

أظهرت العديد من الدراسات أنّ الإفراط في استخدام الموبايل، خصوصًا لتصفّح وسائل التواصل الاجتماعيّ، وممارسة الألعاب الإلكترونيّة، يمكن أن يؤدّي إلى زيادة مستويات القلق والتوتّر لدى الأطفال. يعود هذا إلى أسبابٍ مختلفةٍ، منها: 

- المقارنة الاجتماعيّة: غالبًا ما تؤدّي وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى المقارنات، ما يجعل الأطفال يشعرون أنّهم بحاجةٍ إلى مواكبة أقرانهم أو المؤثّرين، في الألعاب، والملابس، والأنشطة، وغيرها، الأمر الذي قد يسبّب لهم التوتّر، وتدنّي احترام الذات. 

- اضطرابات النوم: قد يعاني الأطفال الذين يستخدمون الهواتف حتّى وقتٍ متأخّرٍ من الليل، دورات نومٍ متقطّعةٍ، ما قد يسبّب زيادةً في ردود أفعالهم العنيفة. 

- التعرّض إلى المعلومات الزائدة: قد يشعر الأطفال بحالةٍ من التحفيز المستمرّ، بسبب التعرّض إلى الكثير من المعلومات والرسائل والإشعارات، ما يجعلهم يعانون الإرهاق وضعف التحصيل الدراسيّ. 

 

يمكن أن يساعد الحدّ من استخدام الهاتف، ومراقبة التطبيقات أو المحتوى الذي يتفاعل معه الأطفال، في تقليل هذه العوامل المسبّبة للتوتر. 

 

كيف أخلّص ابني من إدمان الهاتف؟ 

يمكنك القيام بالعديد من الأمور لمساعدة طفلك في كسر إدمانه على استخدام الهاتف. على سبيل المثال: 

-تخصيص وقتٍ خالٍ من الهاتف: كما ذكرنا آنفًا، فالأطفال يقلّدون آباءهم وأمّهاتهم، لذا، إذا كنت تريد لطفلك أن يقلّل استخدام الهاتف، فيمكن تخصيص ساعةٍ يوميًّا تقوم فيها الأسرة بأكملها بإيقاف تشغيل هواتفها، وممارسة نشاطٍ ممتعٍ معًا، ما يريح الطفل من الهاتف، ويقوّي الروابط العائليّة في الوقت نفسه. 

-تحويل الأمر إلى تحدٍّ: يمكن تحويل وقت الابتعاد عن الهاتف إلى تحدٍّ مع تقديم حافز. بمعنى أن تطلب من طفلك عدم استخدام الهاتف لمدّةٍ أطول - مثل يومٍ كاملٍ - وتقديم مكافأةٍ له عند الالتزام. 

-تصميم منطقةٍ خاليةٍ من الهاتف في المنزل: ساعد طفلك في تخصيص منطقةٍ خاليةٍ من الأجهزة الإلكترونيّة في غرفته، أو أيّ جزءٍ آخر من المنزل، لا يسمح فيه باستخدام أيّ جهازٍ إلكترونيّ. يمكن أن تحتوي المنطقة على أيّ عنصرٍ يعزّز الاسترخاء والإبداع، ما يجعل الابتعاد عن الهاتف ممتعًا ومنعشًا. 

-خطّط لقضاء عطلة نهاية أسبوعٍ في الهواء الطلق: احرص على تخطيط يومٍ عائليٍّ في الهواء الطلق، للانفصال التامّ عن الموبايل، مثل الذهاب في نزهةٍ في مكانٍ طبيعيٍّ، إذ يساعد الهواء النقيّ والنشاط البدنيّ على الاسترخاء، وعدم إحساس الطفل بالحاجة إلى الهاتف. 

 

*** 

يمكن القول إنّ أفضل بدائل الهواتف المحمولة للأطفال هي الأجهزة التي توفّر تجارب تعليميّةً ممتعةً، وتحدّ من التعرّض إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مثل الأجهزة اللوحيّة المزوّدة بتطبيقاتٍ تعليميّةٍ وأجهزة قراءةٍ إلكترونيّةٍ، تعزّز من الإقبال على القراءة. 

في نهاية المطاف، يتمثّل الهدف في إعطاء الأطفال الأدوات التي تمكّنهم من الاستكشاف والتعلّم والنموّ، وتعزّز استخدامًا متوازنًا للتكنولوجيا، يحقّق لهم الفائدة بعيدًا عن المخاوف المرتبطة بالهواتف الذكية. سواء كان طفلك يبني روبوتًا، أو يقرأ كتابًا إلكترونيًّا، أو يحلّ الألغاز باستخدام وحدات ألعابٍ تعليميّةٍ، فإنّ هذه البدائل يمكن أن تخلق بيئةً رقميّةً آمنةً وغنيةً لتطوير العقول الشابّة. 

 

المراجع

 

https://www.hindustantimes.com/lifestyle/relationships/5-interesting-activities-to-help-your-child-get-over-smartphone-addiction-101689149537410.html 

https://www.natgeokids.com/uk/parents/screen-time-for-kids/ 

https://findmykids.org/blog/en/what-to-give-your-child-instead-of-a-smartphone 

https://infokids.com.au/12-alternative-activities-to-keep-child-busy-other-than-watching-tv/