كيفيّة التعامل مع سلوكيّات الأطفال غير المنضبطة بطرق تربويّة
كيفيّة التعامل مع سلوكيّات الأطفال غير المنضبطة بطرق تربويّة

غالبًا ما يمثِّل تأديب الطفل تحديًّا للوالدين، ولا سيّما إذا كان الطفل يعاني مشكلات سلوكيّة. وبرغم أنّ العديد من سلوكيّات الأطفال غير المنضبطة جزء طبيعيّ من نموّهم، إلّا أنّ هذه المرحلة تتطلّب منك اتّباع بعض الاستراتيجيّات التربويّة لإدارة سلوك طفلك. تساعدك هذه الاستراتيجيّات على إقامة علاقة أقوى مع طفلك بطريقة تعزِّز ثقته بنفسه واحترامه ذاته والآخرين.

 

أسباب سلوكيّات الأطفال غير المنضبطة

يستخدم الطفل سلوكه للإفصاح عن شعوره وأفكاره منذ فترة الرضاعة، وحتّى إتقانه الكلام. في كثير من الأحيان، يلجأ الطفل إلى التعبير بالتصرّفات عن الأشياء التي لا يستطيع التعبير عنها باللفظ. ولكن، عند تحديد استراتيجيّة التعامل مع سلوكيّات الأطفال غير المتوازنة، عليك أن تعرف أوّلًا الأسباب الرئيسة المرتبطة بها، وهي:

جذب الانتباه 

عندما يتحدّث الوالدان بالهاتف، أو يزوران الأصدقاء أو العائلة، أو يُشغلون بأمور أخرى، يشعر الأطفال بالإهمال. يعدّ الغضب أو الأنين أو ضرب الأخ طرق يعتمدها الطفل لجذب الانتباه. 

تقليد الآخرين  

يميل الأطفال إلى مراقبة تصرّفات الآخرين وتقليدها، سواء أكان هؤلاء الأشخاص في المدرسة أم المنزل. فإذا وجدت طفلك يتصرّف تصرّفًا غير مقبول لسبب ما، فإنّه على الأغلب يكرِّر تصرّفًا رآه أمامه في موقف معيّن.

التحدّي  

عندما تضع القواعد التي تخبر طفلك بما لا يُسمَح له بفعله، يرغب في معرفة ما إذا كنت جادًّا أم لا. لذلك، يختبر الحدود لمعرفة ما ستكون عليه العواقب عندما يخالف القواعد. 

افتقاره إلى المهارات الاجتماعيّة 

ترتبط عادةً مشكلات السلوك بنقص مهارات الطفل الاجتماعيّة. قد يضرب الطفل طفلًا آخر من أجل حصوله على لعبة، لأنّه يفتقر إلى المهارات الاجتماعيّة التي تمكنّه من الحصول على مراده من دون اللجوء إلى العنف. 

محاولة إظهار استقلاليّته 

عندما يتعلّم الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة تأدية بعض الواجبات، يدفعه ذلك إلى إظهار مهاراته الجديدة، حتّى لو اضطر إلى كسر بعض القواعد والتصرّف بقلّة احترام. 

 

استراتيجيّات التعامل مع سلوكيّات الأطفال غير المنضبطة

توصي منهجيّات باستراتيجيّات التأديب الإيجابيّة التي تعلّم الطفل كيفيّة إدارة سلوكه وتحميه من الأذى، مع تعزيز نموّه الصحّيّ.

كن صريحًا في قواعدك 

الصراحة هي أوّل أسلوب تتّجه إليه لتعليم طفلك الصواب من الخطأ، بالكلمات والأفعال الهادئة، لترسم له أنموذج السلوكيّات التي تودّ أن تراها فيه. مثال ذلك، عندما ترى طفلك يواصل سلوكه غير المقبول، احرمه من جميع حقوقه وحرّيّاته التي يتمتّع بها. اجعله يفهم أنّه إذا أراد استعادة الأشياء الجيّدة، فيتعيّن عليه التصرّف بشكل صحيح. يجب أن يستمع إليك، وألّا توافق على شروطه ما لم يستمع إليك. 

أعطه وقتًا ليراجع أخطاءه 

تعمل هذه الإستراتيجيّة بفعّاليّة شديدة، فعندما لا يأخذ طفلك إرشادك بعين الاعتبار، مثلًا، اطلب إليه مغادرة المكان والجلوس بمفرده. في هذه الأثناء، اضبط مؤقِّتًا للفترة التي تريده فيها أن يجلس بمفرده، وعندما يخرج لا تذكر أيّ شيء عن مدى غضبك من سوء سلوكه، ودعه يكتشف خطأه بنفسه.

ضع حدودًا 

ضع قواعد واضحة ومتّسقة يمكن لطفلك اتّباعها، وتأكّد من شرحها بمصطلحات مناسبة لعمره كي يفهمها.  

وضّح له العواقب 

اشرح لطفلك بهدوء وحزم العواقب المترتِّبة على سوء تصرّفه، ولكنّ الأهم من ذلك التزامك بتنفيذها عند اللزوم. 

لا تستخدم العقاب السلبيّ 

من الطبيعيّ أن يفقد الآباء هدوءهم عندما يواجهون سلوكيّات أطفالهم الطائشة، ولكن لا يجوز، بأيّ حال من الأحوال، أن تلجأ إلى الإساءة الجسديّة أو اللفظيّة مع طفلك، فالصراخ أو الضرب هو أسلوب عقاب سلبيّ لا يُحبّذ استخدامه في التربية. قد يؤدِّي هذا الأسلوب إلى الإساءة الجسديّة أو العقليّة في إصابة طفلك بصدمة عاطفيّة تبقى في ذاكرته طويلًا. ننصحك بأن تحاول قدر الإمكان أن تكون هادئًا أثناء التعامل مع طفلك، لأنّ لهدوئك تأثيرًا إيجابيًّا في طفلك.  

اتّبِع أسلوب التجاهل المُمنهَج 

كما ذكرنا سابقًا، يكمن السبب الرئيس لسلوك طفلك العشوائيّ في رغبته في جذب انتباهك. لذلك، في مثل هذه الحالات، يصبح التجاهل المخطَّط هو أفضل طريقة للتعامل مع طفلك. يعمل التجاهل المخطَّط له عندما تتجاهل سلوك طفلك غير المنضبط بشكل متكرِّر وبنمط معيّن، لكن من الأفضل عدم استخدام أسلوب التجاهل عندما تنتاب طفلك مشاعر قويّة. يُفضَّل ألّا يزيد هذا التجاهل عن مدّة ثلاثين ثانية للأطفال الصغار، ودقيتين للأطفال الأكبر سنًّا، حتّى يكون ضمن المدّة التي تؤدّي إلى النتائج الإيجابيّة المرغوبة.  

-كافئه على حسن السلوك 

يحبّ الأطفال المكافآت، وذلك يضع بين يديك كنزًا تربويًّا ثمينًا، يمكنك الإفادة منه لتعليم طفلك الانضباط السلوكيّ. يمكنك الإفادة بكلّ سهولة من رغبته بالمكافأة، لتشجيعه على السلوكيّات الجيّدة والتخلّي عن تلك العشوائيّة.  

لا تبالغ في ردّة فعلك 

نعلم أنّه من الصعب أن تبقى هادئًا عندما يكرِّر طفلك السلوك غير المقبول مرّة تلو الأخرى، إلّا أنّه من الأفضل أن تحافظ على هدوئك أمام طفلك، لأنّ ردة فعلك المبالغ فيها تعود بك إلى نقطة جذب الانتباه التي يمارسها طفلك لاختبار مدى صبرك. ننصحك، عندما يتراكم غضبك، أن تلجأ إلى التحدّث إلى الآباء الآخرين، بدلًا من تفريغ هذا الغضب في وجه طفلك.  

 

* * *

تعدّ سلوكيّات الأطفال غير المنضبطة جزءًا من نموّ الطفل الاجتماعيّ، ولأنّك تحتاج إلى التعامل معها بمهارة عليك باتبّاع هذه الإستراتيجيّات البسيطة والذكيّة لضبط سلوكه. وتذكّر دائمًا أنّ طفلك الصغير مشروعك الكبير، فاحرص على أن تعرف كيف تستخدم الأدوات المناسبة لتنشئته، وتجنّب الأساليب التي تؤدّي بدورها إلى نتائج عكسيّة. 

 

اقرأ أيضًا

كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://psychotherapypartnersmn.com/top-10-smart-strategies-to-reduce-bad-behavior-in-children/  

https://launchpad-ee.com/6-solutions-to-manage-bad-behaviors-with-children/  

https://parentingscience.com/correcting-behavior/  

https://www.verywellfamily.com/surprising-reasons-why-kids-misbehave-1094946