يبحث الكثير من الآباء عن كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد، في سبيل إيجاد طرق وأساليب للتعامل مع عناد أطفالهم وعصبيّتهم المُفرِطة، والتي عادةً ما تظهر لديهم خلال سنوات الطفولة والمراهقة؛ علمًا أنّها يمكن أن تظهر في أيّ عمر. ومن الجدير بالذكر، أنّ العناد قد يكون جزءًا من شخصيّة الطفل، ممّا يستدعي تعليمه كيفيّة إدارته، أو قد يكون مجرّد وسيلة لاختبار الحدود وتأكيد الحرّيّات، أو للتعبير عمّا يحدث معه. وبناءً على ذلك، يقع على عاتق الوالدين، والهيئة التعليميّة في المدارس كذلك، مسؤوليّة تعليم الأطفال العنيدين التعبير عن أنفسهم والتعامل مع ضغوطهم بطرقٍ صحّيّة، بالإضافة إلى تأديب الطفل العنيد بالتزام الهدوء، والاستماع الجيّد إليه وفهمه، واختيار قدوة جيّدة للسلوك المقبول، للتعلّم منه والاقتداء به.
التعامل مع الطفل العنيد في البيت
يقع على عاتق الوالدين مسؤوليّة خاصّة في التعامل مع الطفل العنيد، وتعليمه كيفيّة إدارة عناده وعصبيّته والسيطرة عليها. ومن النصائح التي تٌقدَّم إلى الوالدين للتعامل مع الطفل العنيد في البيت:
- التواصل الجيّد مع الطفل: إذا كنتَ تريد أن يستمع طفلك إليك فعليك أن تكون على استعداد تامّ للاستماع إليه أولًا؛ إذ غالبًا ما يكون لدى الأطفال العنيدين آراء قويّة، ويميلون إلى المجادلة والتحدّي عند شعورهم بأنّه لا يُستَمَع إليهم. لذا، يعدّ الاستماع إلى الأطفال العنيدين وإجراء محادثة مفتوحة حول ما يزعجهم، من العوامل المساعدة على إيجاد حلّ مناسب.
- إشراك الطفل في العمل: في كثير من الأحيان، يُخبِر الآباء الأطفال بما يجب عليهم فعله، مقابل إشراكهم في العمل معهم؛ إذ إنّ الأطفال العنيدين غالبًا ما يعانون حساسيّةَ مفرطة من الكلام والسلوك ونبرة الصوت والموقف العامّ تجاههم، الأمر الذي يجعلهم أكثر تحديًّا ورفضًا وغضبًا وإحباطًا. لذا، فإنّ إشراكهم في العمل يساعد على السيطرة على عنادهم والتعامل الجيّد معهم.
- التفاوض مع الطفل: من الجيّد أن يكون الوالدان أكثر تفهّمًا لتصرّفات الطفل العنيد، والتفاوض معه ومناقشته في ما يحدث وما يريد، من أجل الوصول إلى نقطة مشتركة.
- إلهام الطفل العنيد: في الواقع، يتأثّر الأطفال كثيرًا بكلام والديهم وأفعالهم وما يرونه من حولهم. لذا، يمكن استخدام ذلك وسيلةً للتعامل معهم، بسرد القصص المؤثِّرة والمُلهِمة، والتي تُحفّز الطفل على التخلّص من عناده والاستماع أكثر إلى نصائح والديه.
- الحفاظ على السلام في المنزل: من الضروريّ أن يكون المنزل الذي يقيم فيه الطفل مُفعمًا بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات، والتأكّد من التعامل اللبق والمُهذَّب مع كلّ شخص في المنزل، ولا سيّما بين الزوجين. يتعلّم الأطفال بملاحظة ما يجري حولهم، ومن المحتمل أن يقلّدوا ما يرونه. لذا، يتوجّب على الوالدين أن يحافظا على السلام، ويتجنّبا الجدال وتبادل الإهانات أمام الطفل.
- احترام الطفل العنيد: غالبًا ما يرفض الطفل العنيد القيام بما يريد والداه، بمجرّد أن يُفرَض عليه ذلك، وفي ما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها احترام الطفل:
- - اطلب التعاون منه، ولا تُصرّ على الالتزام بالتوجيهات.
- - ضع قواعد متّسقة لجميع الأطفال.
- - تعاطف مع الأطفال ولا تتجاهل مشاعرهم أو أفكارهم.
- - دع الأطفال يفعلون ما بوسعهم لأنفسهم، وتجنّب إغراءهم بالقيام بشيء من أجلهم لتخفيف العبء عنهم.
- - قل ما تقصده وافعل ما تقوله.
- - كن قدوةً طيبةً وجيّدةً لطفلك طوال الوقت.
التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة
في الآتي بعض النصائح والإرشادات التي تعين المعلّمين على التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة والتفاهم الجيّد معه:
- الاستفادة من اهتمامات الطفل وتضمين اختياراته: يمكن للمعلّمين في كثيرٍ من الأحيان تعديل الأساليب التعليميّة لتلبية احتياجات الطلّاب. يُعدّ ذلك أحد أبسط الطرق وأكثرها فعّاليّة لكسب الطلّاب العنيدين؛ إذ يضمن بناء علاقة قويّة معهم، ما يشعرهم بالأمان للحديث عن أنفسهم.
- تشجيع الطفل العنيد على مشاركة تجاربه: يُنصَح دائمًا بإشراك تجارب الطفل العنيد الذي أثبت نجاحه فيها، حيث تصبح مصدر إلهام وتمكين لغيره من الأطفال. الأمر الذي يُحفّزه على العطاء، ويؤدّي إلى النجاح والتطوّر والمُضي قُدمًا.
- استخدام التكنولوجيا: من المفيد دمج العديد من الأدوات والألعاب التي لا يستطيع الأطفال العنيدين الاستغناء عنها؛ والتي يمكن أن تساعد الطفل العنيد على الانخراط أكثر في بيئة المدرسة.
- منح الطفل العنيد بعض الوقت والتعاطف معه والتحلّي بالصبر: تُعدّ هذه الإستراتيجيّة الأبسط والأكثر فاعليّة في التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة، إلّا أنّها تتطلّب إخراج المعلّم نفسه من الموقف، وإدراك أن لا علاقة له بسلوك الطفل العنيد على الإطلاق، ما يجعله أكثر صبرًا وتفهّمًا.
- التحلّي بالصدق في التعامل مع الطفل: يضمن صدق المعلّم الدائم بناء علاقة قويّة وثابتة مع طالبه العنيد، كما يتمكّن المعلّم المُتفهِّم من الوصول إلى حلّ وصولًا أسرع مقارنةً بغيره.
المشكلات الأكثر شيوعًا التي يعانيها الطفل العنيد
هناك العديد من المشكلات التي يعانيها الطفل العنيد، والتي تتطلّب من الوالدين الصبر والتفهّم لإدارتها وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأكثر هذه المشكلات انتشارًا:
- المشكلات المتعلّقة بتناول الطعام: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إرضاء أطفالهنّ عندما يتعلّق الأمر بالطعام. لذا، يُنصَح بمحاولة تقديم أجزاءٍ صغيرةٍ من الأطعمة المختلفة للطفل، والسماح له باختيار ما يريد تناول المزيد منه. كما تمكن تجربة العديد من الطرق لجعل الطعام ممتعًا، بابتكار وصفاتٍ جديدة بمكوّنات صحّيّة. بالإضافة إلى إشراك الطفل في الأعمال المنزليّة، مثل إعداد وجبات الطعام، أو إعداد الطاولة، ومكافأته بتقديم الحلوى المفضّلة لديه عند الانتهاء من واجباته.
- المشكلات المتعلّقة بالواجبات المنزليّة: إذا واجه الطفل صعوبة في إكمال الواجب المنزليّ، يمكن تقسيمه إلى أجزاء أقصر ليتمّها على مراحل. كما قد يؤدّي أخذ فترات راحة قصيرة بين الواجبات إلى إنجازها إنجازًا أسرع ممّا ينجزها في جلسة واحدة.
- المشكلات المتعلّقة بارتداء الملابس: من الشائع أن يحدث خلاف بين الطفل ووالدته عندما يتعلّق الأمر بارتداء الملابس المناسبة، ويمكن أن يساعد ترتيب ملابس الطفل وتبديلها كلّ أسبوعين، وإبعاد الملابس غير المناسبة للموسم، أو منح الطفل خيارين أو ثلاثة من الملابس، على تقليل عناد الطفل والخلاف معه، وجعله أكثر سعادة لاتّخاذه القرار بنفسه.
- المشكلات المتعلّقة بالنوم: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إخلاد أطفالهم للنوم. يمكن أن يساعد إغلاق التلفاز، وإطفاء الأنوار قبل حوالي 30 دقيقة من موعد النوم، وجعل الطفل يرتدي ملابس النوم، وتشغيل بعض الموسيقى الهادئة، على حلّ هذا الخلاف.
اقرأ أيضًا
كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
المراجع
https://parenting.firstcry.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-child/
https://theartofeducation.edu/2015/09/10/5-effective-tips-for-working-with-stubborn-students/
https://www.momjunction.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-kids_0076976/#gref