عودة الشّبح
عودة الشّبح
2024/09/05
عزّة الشيخ أحمد | مشرفة تربويّة وفنّانة تشكيليّة- فلسطين

هذا أنا، وأنا في العراء... لا أملك سوى دميتي ململمة الأطراف. يصدّع رأسي صوت الصمت المنبعث من فحيح الموت المتطاير من حولي.

لا تنظر إلى عينيّ مباشرة، ستُخيفك نظرة العتاب الطويل والغياب الأطول. إيّاك ولمس صورتي، ستُطاردك أشباح القرين الرابض فوق عنقي. طنين أصداء الموت المنبعث في كلّ الأنحاء من حولي، لن يدعك تنام قرير العين.

إن بحثت عنّي فلن تجدني بين الأحياء الآن، فأنا صدى صوت ميّت منبعث من بين حطام البيوت القابعة على السَّاحل. قد ذابت أحشائي وانتشرت الديدان تنهش قلبي وما تبقى من أطرافي، ولن تجدني... فلا تمعن البحث وأعدك بأنّك لن تنام. روحي ستقبض روحك أينما حلّت، وزفير أنفاسي السامّ سيحرق الوجوه الشاحبة من حولي، وفي النهاية أيضًا لن تجدني.

 

1

لوحة بعنوان: اليوم 200 للحرب. للفنّانة عزّة الشيخ أحمد، 2024.
نُشرت بإذن من الفنّانة.