الأطفال ليسوا وهجًا مشعًّا من الشغف والطاقة، فحالهم كحال غيرهم. قد يشعرون بالكسل والخمول والتعب أحيانًا من تأدية بعض المهمّات اليوميّة المتعلّقة بهم أو بمن حولهم. هذا أمر طبيعيّ عليك معرفته قبل أن تصف طفلك بالكسل لأنّه نام ساعتين إضافيّتين في يوم إجازته. ولكن، متى يصبح الكسل عادة سيّئة عند طفلك يجب التنبّه إليها؟
كيف يؤثِّر الخمول في طفلك؟
يعدّ الخمول من أصعب الحالات التي قد يمرّ فيها طفلك خلال مراحل حياته، ولا سيّما في المرحلة المبكِّرة تمامًا، حين يجب أن يكون في قمّة نشاطه. وبالتالي، يؤثِّر هذا الخمول في نواحٍ عديدة من حياته الاجتماعيّة والدراسيّة والعائليّة، كما يؤثِّر في صحّته البدنيّة في حالات متقدّمة. فكيف تمكن معالجة ذلك؟
طرق معالجة الخمول عند طفلك
حدّد قواعدك وتوقّعاتك
لقواعدك المنزليّة دور كبير في بثّ النشاط في طفلك. تدفعه توقّعاتك المرتبطة بواجباته تجاه نفسه ومن حوله إلى تطبيقها وتعلّم ما عليه من مسؤوليّات كغيره من أفراد عائلته، حتّى ولو كان الأصغر سنًّا.
نمّي فيه الشعور بالمسؤوليّة
عندما يشعر طفلك بالمسؤوليّة تجاه أفعاله يقلّ كسله. لذلك، علّمه كيف يكون قادرًا على العناية بنفسه وفهمه عواقب إهمال مسؤوليّاته، كأن يفقد بعض أغراضه الشخصيّة، مثلًا، نتيجة إهمال وضعها في أماكنها المخصصّة. يساعده ذلك على تطوير حسّ المسؤوليّة الذي يشمل مجالات أخرى من حياته.
شجّعه على النشاط
يقلّ كسل طفلك عندما يمارس نشاطًا بدنيًّا ما. لذلك، شجّعه على المشاركة في النشاطات التي يستمتع بها، مثل الرياضة أو الرقص أو فنون الدفاع عن النفس. يساعده ذلك على البقاء بصحّة جيّدة جسديًّا وعقليًّا، كما يمنحه شعورًا مميّزًا بالإنجاز.
وفّر لطفلك فرص تعلّم جديدة
عادةً ما يكون الأطفال الذين يتعلّمون أشياء جديدة أقلّ كسلًا من الذين لا يبذلون جهدًا في التعلّم. لذا، وفّر لطفلك فرص تعلّم مهارات ومعارف جديدة، سواءً أكان ذلك عن طريق المدرسة أم النشاطات اللامنهجيّة أم التجارب اليوميّة. يُبقِي ذلك عقل طفلك نشطًا ومتفاعلًا، كما يساعده على شحن شغفه.
كن قدوةً حسنةً لطفلك
للأهل تأثير كبير في أبنائهم، فالأطفال يتعلّمون الكثير بمشاهدة ما يفعله والدوهم. من هنا، إذا أردتَ أن يكون طفلك أكثر نشاطًا ومسؤوليّة، امنحه مثالًا حسنًا يُحتذَى به، وأظهر له كيف يمكن للعمل الجاد والاجتهاد أن يعودا إلى صاحبهما بالمنفعة، وأنّهما السبيل إلى تحقيق أيّ شيء يفكّر فيه.
عبِّر عن رضاك من محاولاته
من المهمّ جدًّا الثناء على جهود طفلك لتعزيز شعوره بتقدير أبسط محاولاته، ومنحه الحافز لمواصلة عمله بنشاط. اجعل ثناءك عليه واضحًا، وكافئه من حين إلى آخر عندما يطابق توقّعاتك وتوقّعات نفسه من أفعاله.
شجِّعه على اتّباع عادات الطعام الصحّيّة
يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الصحّيّة في تعزيز مستوى الطاقة وتقليل الشعور بالخمول. وعليه، تأكّد من حصول طفلك على العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها ليبقى نشيطًا. يمكن أن يشمل الطعام الصحّيّ الفواكه والخضروات الطازجة، والوجبات المتوازنة، والوجبات الخفيفة الصحّيّة التي تمنح طفلك الطاقة ليبقى منتجًا طوال اليوم.
ساعده على إدراك تأثيره في الآخرين
عندما يرى طفلك كيف يؤثِّر خموله في حياته الخاصّة وتعامل عائلته معه، قد يوجِّه تفكيره نحو محاولة تصحيح المشكلة. على سبيل المثال، يمكنك إخبار طفلك بعدم استطاعتك شراء ألعاب جديدة له إذا لم يؤدِّ الواجبات المطلوبة إليه. وهكذا، يُدرِك طفلك أنّ العديد من نواحي حياته ومتطلّباته تتحقّق بنشاطه وتفاعله مع الآخرين.
مراجعة الطبيب
تعدّ مراجعة الطبيب خطوة متقدِّمة يمكنك اللجوء إليها إذا أثّر الخمول في صحّة طفلك البدنيّة والنفسيّة ونشاطاته اليوميّة والمدرسيّة. في هذه الحالة، يساعدك الطبيب على تشخيص المشكلة وإيجاد حلّ طبّيّ لها.
* * *
إنّ الأبوّة والأمومة مهمّتان شاقّتان، لأنّ الحفاظ على تحفيز طفلك طوال الوقت تحدٍّ كبير، ولا سيّما في الأوقات التي يكون فيها أحوج ما تكون إلى التحفيز، لكنّ ذلك ما يجعل مهمّتك هي الأصعب بإتيانها ثمارًا تستحقّ المكافحة. من هنا، كن صبورًا مع طفلك وامنحه حقّه من الاهتمام، ولكن في الوقت نفسه، كن معتدلًا في اهتمامك حتّى لا يعتاد الاتّكال وينسى واجباته تجاه نفسه ومن حوله.
اقرأ أيضًا
أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
المراجع
https://www.vizag.vignanschools.org/event/9-tips-to-get-rid-of-laziness-in-kids/