عقدت منهجيّات حوارًا مع الطالب الغزّيّ عبد الرحمن الريس، حول مبادرته "حقّي أن أتعلّم"، لتعريف الجمهور العربيّ بهذه المُبادرة، ودعمه في تحقيق أهدافها المهمّة، والمُلهمة في تعزيز الفاقد التعليميّ للطلبة، وتسريع عقد امتحانات الثانويّة العامّة استثنائيّة، تؤمّن لطلّاب المرحلة عدم ضياع سنتهم، شكلًا من أشكال الصمود وعدم الانصياع لرغبة الاحتلال بوقف أشكال الحياة والتطلّع إلى المستقبل.
1. عرّفنا عن نفسك، وعن مبادرتك.
أنا عبد الرحمن محمّد منذر الريس، فلسطينيّ من مدينة غزّة، طالب في الثانويّة العامّة الفرع العلميّ، أطلقت مبادرة "حقّي أن أتعلّم"، ليستكمل طلبة الثانويّة العامّة في غزّة تعليمهم بشتّى الوسائل المُمكنة، في ظلّ ظروف الحرب المُستمرّة، ليكونوا بذلك جاهزين للامتحانات متى ما تقرّر وتيسّر عقدها.
2. أخبرنا ما الذي دفعك إلى تأسيس المبادرة؟
ما دفعني إلى تأسيس هذه المبادرة هو حبّي وشغفي للتعليم. اليوم بعد 9 شهور من الحرب وانقطاعنا عن التعليم، بات الطالب الفلسطينيّ أقرب لفقدان الكثير من المعارف المهمّة، والدرجات الضروريّة. وكلّ يوم نمرّ بهِ دون تعليم، تتّسع فجوة الفاقد التعليميّ، ما يُشكّل خطرًا مستمرًّا على فلسطين ومستقبل أبنائها.
ومن هُنا، فكّرت كيف أستطيع الإسهام بسدّ فجوة الفاقد التعليميّ، ولئلّا نخسر، زملائي وأنا، حقّنا في التعليم الذي نصّت عليه المواثيق الدوليّة والشرائع الدينيّة.
3. ما هي الخطوات التي قمت بها حتّى الآن لتنفيذ هذه المبادرة؟
الخطوات التي قُمت بها حتّى الآن:
- - لأنّني كنت أتطلّع إلى نتائج المُبادرة من منطق وطنيّ فلسطينيّ، قمنا بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم، وما زلنا على تواصل.
- - أعلنّا عن المُبادرة وفتحنا باب التسجيل.
- - أنشأنا صفوفًا افتراضيّة على منصّة "جوجل كلاس رووم"، ومجموعات على "واتساب" و"تيليغرام" لمساعدة الطلبة في التدريس.
4. هل شكلت مجموعة من طلاب التوجيهي للعمل معك على المبادرة؟ إذا نعم حدثنا عن المجموعة.
بشكل رسميّ لا. ولكن هناك تواصل بيني وبين مجموعة من الطلبة في مختلف مناطق القطاع. أتواصل مع هذه المجموعة لمعرفة ظروف الحياة، وإمكانيّة تطبيق أي خطوة في منطقة سكن الطلبة أو نزوحهم، ومن ثم نقرّر على يتم تطبيق الفكرة أم لا، ونتواصل فيما بيننا كلجنة للإشراف على إمكانيّة تطبيق الخطوة.
5. هل تحدّد المبادرة منطقة جغرافيّة معيّنة؟ وضّح للمهتمّين هذا الموضوع لو سمحت
صحيح، تحدّد المبادرة منطقة جغرافيّة معيّنة، هي المحافظات الفلسطينيّة الجنوبيّة (قطاع غزّة)،
الشمال؛ غزّة؛ الوسطى؛ خانيونس؛ رفح. وكلّ شخص مؤهّل للتقدّم لامتحانات شهادة الثانويّة العامّة لعام 2024، ومتواجد داخل القطاع، هو ضمن الفئة المستهدفة في المبادرة.
6. ما هي التحدّيات التي تواجهها خلال رحلتك في المبادرة؟ وكيف تعتزم التعامل معها؟
التحدّيات اللي أواجه من مناحٍ عدّة:
أ. الجهة المقدّمة للمبادرة من غزّة
- - عدم استقرار المكان. بمعنى في أيّ لحظة قد تصلنا أوامر بالإخلاء، فنضطّر للتوجّه إلى مكان آخر.
- - جودة الإنترنت رديئة، لاستمراريّة التواصل مع الجهات المعنيّة، وفيما بيننا.
- - شحّ إمكانيّات التدريس بشكلٍ وجاهيّ، أو بالأحرى استكمال عمليّة التدريس بشكل عامّ.
ب. التحدّيات التي يواجهها الطلبة والمعلّمون
- - الظروف النفسيّة الصعبة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطينيّ بعد الأحداث الحاليّة، من فقدان الطلبة لذويهم وأقاربهم والأصدقاء والمعارف والزملاء.
- - النزوح وعدم الاستقرار.
- - الظروف المادّيّة الصعبة بسبب استمرار الحرب وانقطاع مصدر الدخل وغلاء الأسعار.
- - عدم توافر الكتب المدرسيّة بنسخ ورقيّة والقرطاسيّة.
- - عدم توافر البيئة الآمنة والمناسبة للدراسة.
ج. من وجهة نظري، هذه بعض التحدّيات التي تواجهها الجهات المقدّمة للامتحانات
- - الحصار الماليّ واقتطاع أموال المقاصة من قِبل الاحتلال الإسرائيليّ، ما يعني ارتفاع مديونيّة الحكومة.
- - تقسيم القطاع إلى قسمين، ومنع الحركة من الجنوب إلى الشمال، ما يعني صعوبة عقد الامتحانات في الجزء الشماليّ من القطاع.
- - عدم توافر البيئة الآمنة للتدريس، وعقد الامتحانات في حال استمرّ العدوان.
7. هل لديك خطط للتعاون مع الجهات المعنيّة لإيصال مبادرتك؟
صحيح قمت بإعداد خطط للتعاون مع الجهات المعنيّة، وسيتم مناقشتها في الوقت المناسب.
8. هل تتضمّن المبادرة اقتراحات لوضع الإجراءات المناسبة لتنظيم امتحان الثانويّة العامّة؟
نعم، تتضمّن المبادرة خططًا مقترحة لعقد امتحان الثانويّة العامّة في ظل العدوان، ذلك وفق اللوائح والقوانين المتعارف عليها.
9. كيف ترى التجاوب مع المبادرة؟
أبدت الجهات المعنية تجاوبها الإيجابيّ، وتأييدها لفكرة المبادرة. وأمّا عن التجاوب من قِبل الطلبة وأولياء الأمور والمعلّمين، فكانت نسبته متفاوتة بين الملاحظات. ولكنّ المتّفق عليه، أنّنا نحتاج إلى تهيئة الطالب ليستكمل دراسته في ظلّ الظروف الحاليّة، ونأمل أن يلتحق أكبر عدد من الطلبة.
10. ما هي الخطوة اللاحقة؟
- - استكمال التسجيل.
- - استكمال عمليّة التدريس.
- - وضع حلول مناسبة لاجتياز التحدّيات والعوائق التي نمرّ بها.
وفي الختام، أؤكد بأن وزارة التربية والتعليم العالي لم تتوانَ عن الحوار معنا، وأكّدت لنا أنّها ستعقد امتحانات الثانويّة استلحاقيّة بطلاب غزّة عن العام الدراسي 2023-2024، متى ما تيسّر عقدها وفق اللوائح والقوانين والإجراءات الناظمة، وأنّ الحقّ في التعليم محفوظ. كما ونطالب المجتمع الدوليّ بحماية الحق في التعليم وتوفير بيئة تعليميّة آمنة.