التعليم الإلكتروقليديّ مصطلحٌ أستخدمهُ للإشارة إلى التعليم الدامج بين نوعين من التعليم لا غنى لنا عنهما في وقتنا الحاضر، وهما: التعليم الإلكترونيّ والتعليم التقليديّ. ويمثّل هذا المصطلح، برأيي، التعلّمَ في العصر الحديث عبر الربط بين نوعَي التعليم، لينمّي لدى المتعلّمات والمتعلّمين مهاراتِ التفكير والإبداع والابتكار بتوظيف التطبيقات الإلكترونيّة ومواقع التواصل الاجتماعيّ من جهة، واللقاء التقليديّ المباشر في العمليّة التعليميّة من جهة ثانية.
ما فائدة التعليم الإلكتروقليديّ؟
يضعُنا التعليم في عصرنا الحاضر، بما يحتويه من انفجار معرفيّ وتقدّم سريع، أمام اتّجاهين: أوّلهما إلكترونيّ يمتلئ بتطبيقات لا متناهية، واستراتيجيّات حديثة عديدة، وأدوات تعلّميّة مُختلفة تجعلُ عمليّة التعليم مرغوبة وممتعة ومُحبَّبة في تنوّعها؛ وثانيهما تقليديّ يُحقّق ميزة التواصل المُباشر والثقة بالنفس لدى الطلبة وتقدير الذات والتغذية الراجعة الفوريّة. وبالملاحظة الشخصيّة، أرى أنّنا بحاجة إلى النوعين معًا، لتطوير العمليّة التعليميّة وجعلها قريبة من الطلبة، فتواكب أدوات عالمهم الجديد، وفي الوقت نفسه، تستفيد من تجربة التعليم الحضوريّ. وفي هذا تتمثّل فلسفة التعليم الإلكتروتقليديّ.
الإبداع والابتكار والتعليم الإلكتروقليديّ
يمثّل الإبداع أو الابتكار، في عصرنا الحالي، مطلبًا أساسيًّا لتنمية مهارات التفكير العُليا لدى المتعلّم كما وردت في مثلّث بلوم الحديث، وهي التحليل والتقويم والابتكار. ويساعد استخدام التطبيقات الحديثة والميسّرة على تنمية هذي المهارات، على غرار برمجيّتَي (Geogebra) أو (Mathsolver) في الرياضيّات، وبرمجيّات كثيرة في موادّ أخرى. وهي تعمل على اختصار وقت المتعلّمين وحلّ المعادلات وتمثيل البيانات بطريقةٍ أمتع وأسرع من الطريقة التقليديّة. ويؤدّي المعلّم، في هذا السياق، دورًا توجيهيًّا تيسيريًّا في متابعة المتعلّمين.
هُنا تبرز ضرورة العمل على التوازن الفكريّ والاجتماعيّ، لسدّ الفجوة بين عالم الطلبة الحديث وعالم المعلّمين الأقلّ حداثةً، في ظلّ التطوّرات ومتطلّبات العصر الحديث، بما يشمل من تدريب للمعلّم على تقنيّات تكنولوجيّة ليصبح استخدامها في الحصّة أمرًا روتينيًّا يوميًّا.
واستنادًا إلى تجربتي، أرى توزّع الأدوار في التعليم الإلكتروقليديّ يتمثّل بــِ:
أ- دور المعلّم:
1. البحث عن التطبيقات التي تخدم مادّة التعليم.
2. استخدام مواقع التواصل الاجتماعيّ المختلفة لجذب المتعلّم.
3. تشجيع الطالب على الإبداع والابتكار بتقديم النماذج المحفّزة والمُلهمة.
4. استخدام استراتيجيّات حديثة منوّعة في التدريس.
5. الربط بين التعليم الإلكترونيّ والتقليديّ.
ب- دور المتعلّم:
1. على المتعلّم أن يكون باحثًا، يربط المعلومة بكل ما هو جديد من البرمجيّات.
2. تقبُّل التطبيقات الحديثة التي تيسّر عليه الوقت والجهد.
3. أن يكون المتعلّم مبادرًا في عرض البرامج الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعيّ.
4. أن يطمح دائمًا إلى كلّ ما ينمّي لديه الإبداع والابتكار.
ج- دور المدرسة:
1. أن تكون المدرسة هي المحفّز والداعم الأساسيّ الذي يشجّع على التعليم الإلكتروقليديّ.
2. توفّر كلّ الموادّ والأجهزة التي تيسّر على المتعلّم والمعلّم الربط بين التعليم التقليديّ والإلكترونيّ.
3. مشاركة المجتمع المحلّيّ في أفكار غير تقليديّة في تقديم المادّة الدراسيّة بطرق تحاكي العصر الحديث.
4. تشجيع المعلّمين على استخدام الاستراتيجيّات الحديثة.
5. عقد دورات توضّح للمعلّم أهمّيّة استخدام التعليم الإلكتروقليديّ في تنمية الإبداع والابتكار.
وهُنا، أترك للمعلّم والمتعلّم بعض الأمثلة على استراتيجيّات أعتبرها مُفيدة ضمن العمليّة التعليميّة.