تعدّ العطلة الصيفية هاجسًا عند بعض الأسر نتيجة عدم معرفتهم كيف يستغلّونها مع أبنائهم. فهذا الذي كان يقضي معظم وقته بالمدرسة، الآن وبعد أن أنهى موسمه الدراسيّ أصبح في عطلة أو سمّها إن شئت فراغ عطلة الصيف.
لذا فإنّ أهمّ البرامج الصيفيّة التي تعود بالفائدة لأبنائنا هي البرامج التي تنمّي شخصيّتهم في الجوانب جميعها (الجسميّة، النفسيّة، الاجتماعيّة، العقليّة)، وسأحاول هنا أن أقف على كلّ جانب من هذه الجوانب، مع أنّ الطفل ليس مطالبًا بكلّ هذه البرامج الصيفيّة، وإنّما على الوالدين اختيار نوع البرنامج الذي يتناسب مع احتياجات كلّ طفل حسب مرحلته السنّيّة، قصد تنمية جوانب القصور لديه، مثل إرشادهم كيفيّة التعامل الإيجابيّ مع الأجهزة الإلكترونيّة.
-
برنامج صيفيّ بيتيّ:
وأهمّ ما يمكن أن يستفيد منه الطفل في هذا البرنامج هو "تنمية المفاهيم الاجتماعيّة" وذلك من خلال تعزيز الزيارات الاجتماعيّة مثل: زيارة الأقارب، والأصدقاء.. مع توفير مساحة للطفل كي يتعلّم الحوار ويعرّف بذاته ويشاركهم مواضيع الكبار، خاصّة إذا كان الطفل من ذوي النشاط الاجتماعيّ. ولا بأس أن يربّي الطفل حيوانًا أليفًا في البيت ويعتني به خلال فترة الصيف، فيتعلّم خلاله الاعتماد على الذات وتحمّل المسؤوليّة والرأفة بالحيوان وكثيرًا من المعاني الأخرى التي يكتسبها الطفل خلال هذا النشاط.
-
برنامج صيفيّ علميّ:
وأهمّ ما يمكن أن يستفيد منه الطفل في هذا البرنامج هو "تنمية المفاهيم الفكريّة والعقليّة"، وذلك من خلال تنمية مهارة القراءة عند الطفل، وهي في حد ذاتها فنّ يحتاج إلى أساليب وطرق ترغب في المطالعة، كأن نصطحب الطفل إلى مكتبات لاقتناء بعض الكتب التي تتوافق مع ميوله ورغباته في شكل قصص أو ألعاب تركيبيّة فكريّة أو دمجه في قاعات المطالعة التابعة للمؤسّسات الاجتماعيّة المختلفة، أو إشراكه في مسابقات علميّة، أو كأن ينخرط بأحد مراكز تعليم اللغات تساعده في تحسين لغته.
-
برنامج صيفيّ روحيّ:
وأهمّ ما يمكن أن يستفيد منه الطفل في هذا البرنامج هو "تنمية المعتقدات والمفاهيم الدينيّة" وذلك من خلال أنشطة ولقاءات متصلة بالعبادات والقيم والنصوص الدينيّة، ما يساهم في تنمية الجوانب الروحيّة في نفوس الأبناء.
-
برنامج صيفيّ ترفيهيّ:
وأهمّ ما يمكن أن يستفيد منه الطفل في هذا البرنامج هو "تنمية المهارات الحسّيّة والنفسيّة والجسميّة" وذلك من خلال رحلات الأندية الرياضيّة أو الكشفيّة أو العائليّة شرط أن تكون هذه الرحلات هادفة، تتخلّلها أنشطة تزيد في روابط المحبّة والألفة بين الأفراد، وتساعد الطفل على اكتشاف مواهبه وتنمية قدراته الحسّيّة والنفسيّة والجسميّة.
-
برنامج صيفيّ إعلاميّ:
وأهمّ ما يمكن أن يستفيد منه الطفل في هذا البرنامج هو "تنمية التفكير الابداعيّ والابتكاريّ"، وذلك من خلال اختيار الحصص والبرامج الإعلاميّة المناسبة، وتقنيّات الألعاب الإلكترونيّة مع ضرورة تعزيز الضوابط الخلقيّة والمبادئ الاجتماعيّة عند الطفل أثناء ممارستها، وهذا ما أشارت إليه الدكتورة (حنان عبد الحميد العناني، 2005( أستاذ الطفولة المساعد بكلّيّة الأميرة عالية الجامعيّة- جامعة البلقاء التطبيقيّة في كتابها "تنمية المفاهيم الاجتماعيّة والدينيّة والأخلاقيّة في الطفولة المبكّرة": "في عصرنا الحالي الذي تنتشر فيه العولمة وتسعى للامتداد في المجال الثقافيّ لتغيّر ملامحه واتجاهاته، يصبح للتربية الاجتماعيّة والخلقيّة دور كبير في تبصير الأطفال ومنذ مرحلة الطفولة المبكرة بقيمهم، وتقوية ذاتهم القوميّة ومساعدتهم على فهم العالم الذي يعيشون فيه والمكان الذي يشغلونه في هذا العالم حتى يتمكنوا من مقاومة الصعوبات ومواجهة التحدّيات في مستقبل الحياة وتحقيق النموّ لذواتهم ولمجتمعهم".
-
برنامج صيفيّ تربويّ:
وأهمّ ما يمكن أن يستفيد منه الطفل في هذا البرنامج هو "تنمية الذات" وذلك من خلال تدريب الطفل على بعض المهارات مثل مهارة الحوار والتخطيط والمبادرة واتخاذ القرار وبناء العلاقات، وهذه الأخيرة مسؤوليّتها الكبرى تكون على عاتق الآباء وطريقتهم في التعامل مع أبنائهم، وما مدى إدراكهم لمراحل نموّهم العمريّة، وقد يتطلّب الأمر من الوالدين الاطلاع أكثر على خصائص كلّ مرحلة، كمطالعة أحد المراجع التربويّة، أو حضور بعض الدورات أو الندوات الخاصّة بالإرشاد الأسريّ أو تخصيص وقت للنقاش الأسريّ المثمر مع الأبناء لتعزيز روح التواصل والترابط، وتقوية أواصر المحبّة بين أفراد الأسرة الواحدة.