الصداقة والتعاون قيمتان أساسيّتان تؤدّيان دورًا حاسمًا في نموّ الطفل الاجتماعيّ والعاطفيّ. وبينما يتنقّل الأطفال في عالم العلاقات المعقَّد، يصبح غرس هذه القيم أمرًا بالغ الأهمّيّة. في هذا المقال، نستكشف خمس خطوات مهمّة لتعزيز فهم الأطفال قيم الصداقة والتعاون، ووضع أسس علاقات إيجابيّة وذات معنى مع الآخرين.
وسائل تعزيز فهم الأطفال قيم الصداقة والتعاون
تنمّي مساعدة أطفالنا الصغار على تطوير الصداقات والحفاظ عليها، بالتواصل الوجاهيّ مع أقرانهم، مهاراتهم الاجتماعيّة والتعاونيّة، فضلًا عن غرس العديد من القيم الأخرى. إليك أهمّ خمس وسائل لمساعدتك على تعزيز فهم طفلك قيم الصداقة والتعاون.
دعم الطفل في تكوين الصداقات
بغضّ النظر عن مدى ارتياح طفلك مع أصدقائه في البيئات الاجتماعيّة، فقد يختلّ توازنه مع كثرة المواقف والاختلافات. ولأنّ طفلك حسّاس بطبيعته، يكون إرشاده أمرًا في غاية الأهمّيّة، إذ يمنحه الدعم الذي يحتاج إليه لتخطّي المواقف التي أثّرت في أدائه الاجتماعيّ مع أصدقائه. لذلك، تأكّد من مشاركة طفلك بعض تجاربك في تكوين صداقاتك في سنّ الطفولة، لأنّ سماعه ما مررت به من تجربة مماثلة يجعل الأمر طبيعيًّا بالنسبة إليه.
قراءة كتب عن الصداقات
هناك عدد لا يحصى من كتب الأطفال الملهِمة التي تحكي قصّة صداقات عظيمة. فيمكن لطفلك، بسرد قصص الشخصيّات المختلفة وتجاربها، التعرّف إلى أوجه التشابه بينه والشخصيّات، وتعلُّم أدوات واستراتيجيّات جديدة في تكوين الصداقات.
المشاريع الفنّيّة التعاونيّة
توفِّر المشاريع الفنّيّة التعاونيّة منصّة غنيّة للأطفال، للقاء أقرانهم من ذوي الاهتمامات المشتركة، وإطلاق العنان لإبداعهم في مسعى جماعيّ. عندما يسهم طفلك مع أصدقائه في خلق قطعة فنّيّة جماعيّة، سواء أكان ذلك الرسم أم الصناعة اليدويّة أم غيرها، يتعلّم قيم التعاون والتواصل وتقدير وجهات النظر المتنوّعة. ومن هنا، تشجِّعهم هذه العمليّة التعاونيّة على التعبير عن شخصيتهم الفرديّة مع احترام أفكار أقرانهم، وتعزيز شعور العمل الجماعيّ. علاوة على ذلك، يعدّ العمل الفنّيّ بمثابة تمثيل ملموس لجهودهم المشتركة، وشهادة مرئيّة على الروابط التي تشكّلت بالتعاون الإبداعيّ. فلا تعمل المشاريع الفنّيّة التعاونيّة على تعزيز المهارات الفنّيّة فحسب، بل تعمل على تهيئة بيئة داعمة أيضًا، حيث يمكن للأطفال بناء صداقات دائمة ترتكز إلى الإبداع المشترك والاحترام المتبادل.
إعداد مواعيد اللعب والتخطيط للأنشطة
يُعدّ إعداد لقاءات طفلك مع أصدقائه طريقة رائعة لمساعدته على بناء الصداقات، حيث تخصيص أوقات اللعب اللامنهجيّ أمر مهمّ للغاية. امنح طفلك مساحة خلق صداقات، ثم افسح المجال أمامه ليأخذ زمام الأمور.
تحديد فترات جلوس طفلك أمام الشاشة
قد ينجح العديد من الأطفال في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعيّ لتكوين صداقات، ولكن يمكن لطريقة استخدامها أن تؤثِّر سلبًا في صحّتهم الاجتماعيّة والجسديّة والعقليّة. فإذا كان طفلك يقضي الكثير من الوقت أمام الشاشة، قد ترغب في الحدّ من هذه العادة. لذلك، فكِّر في وضع حدود مقدار الوقت ونوع الوسائط التي يستعملها أطفالك. ساعدهم في العثور على بدائل للشاشة، سواء أكان ذلك بالاستماع إلى الموسيقى والذهاب في نزهة منفردة، أم تشجيع اللقاءات الشخصيّة الوجاهيّة.
متى يجب التواصل مع اختصاصيّ اجتماعيّ؟
إذا لاحظت أنّ طفلك يعاني عند محاولة التواصل الاجتماعيّ، أو يعبّر لك تعبيرًا صريحًا عن صعوبة الأمر، تكون الاستعانة بمعلّم أو اختصاصيّ اجتماعيّ قرارًا حكيمًا. فقد يستطيع الوالدان التعاون مع الاختصاصيّين الاجتماعيّين ومشاركتهم الأفكار حول كيفيّة حلّ المشكلة، وقد تتعلّم الكثير عن طفلك بمشاركة المعلومات مع شخص خبير في هذا المجال. وعليه، إذا كان طفلك يعاني صعوبات، يمكن أن يكون المعلّم مصدرًا رائعًا لربطه بزملاء الصفّ المناسبين لشخصيّته واهتماماته.
* * *
في الوقت الذي تشكّل فيه الصداقات جزءًا مهمًّا من تجربة الطفولة، يمكن لأطفالنا تكوين علاقات اجتماعيّة بطرق مختلفة. من هنا، يتوجّب علينا نحن، الوالدين، إعادة النظر في توقعّاتنا الخاصّة ومعرفة مدى توافقها مع شخصيّات أطفالنا المختلفة، وعدم جعل القلق الناجم عن مستوى أداء أطفالنا الاجتماعيّ يؤثّر فيهم. فيمكنك مساعدتهم بتزويدهم بالأدوات اللازمة لبدء بناء صداقات جديدة، ولكن تأكّد من منحهم الوقت والمساحة، للسماح لهم بالتطّور وفق شروطهم الخاصّة.
المراجع
https://www.mothermag.com/fostering-childhood-friendships/