آيات عدنان- كاتبة ومعلّمة- الأردن
آيات عدنان- كاتبة ومعلّمة- الأردن
2025/03/08

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟

هنالك العديد من الاستراتيجيّات الفعّالة، أذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر:

  • - استراتيجيّة النمذجة، وهي ذات فعّاليّة عالية جدًّا، وقمت ببحث استقصائيّ، وممارسات عمليّة أثبتّ فيها جدارتها بكلّ أنواعها.
  • - توظيف التكنولوجيا والألعاب التعليميّة ومنصّات القراءة لخدمة اللّغة العربيّة بكافّة مهاراتها: استماع، تحدّث، قراءة، تعبير.
  • - العصف الذهنيّ، وما وراء التعلّم، وربط التعلّم بالحياة والواقع، وتوظيف التعلّم.

 

كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ يفتحان الباب على مصراعيه للخيال والإبداع. ولا أجد أجدر بالذكر من المثال الحيّ الذي طُبِّقَ في حصّة التعبير، عندما ألّف الطلبة والمعلّمة نصًّا يُعبّر عن لوحة فنّيّة ما، ثمّ طُلِبَ من الذكاء الاصطناعيّ تجسيده في لوحة، ما أثار دافعيّة الطالبات إلى كتابة أكثر خياليّة وإبداعيّة لتحويل النصّ المكتوب إلى صورة فعليّة، ودبّت روح المنافسة، من لوحتها أجمل، وبالتالي تعبيرها أعمق.

 

في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟

العلامة ليست معيارًا للطالب، ولا سيفًا حادًّا يسلَط عليه. والسعي نحو كمال العلامة وتمامها ليس ضرورة، بقدر سعينا نحو المحاولة والاستمرار، فالبناء العظيم أوّل ما شُيّد بلبنة واحدة.

كنتُ أسعى بشكلٍ مبالغٍ فيه لرفع تحصيل العلامات لدى الطالبات، ومنحهنّ إيّاها عند استحقاقهنّ المطلق لها، من دون الأخذ بعين الاعتبار ما يكتسبن من مهارات معي طوال الفصل. ولكن، الحمد لله تخلّصتُ من هذا التعنّت، فعلى سبيل المثال منحتُ جزءًا من العلامة لمن يتحدّث بثقة أكبر، ويوظّف التنغيم الصوتيّ، ومن يشترك بتصميم مشاريع للغة العربيّة. وصرت أحترم أيّ محاولة لرفع العلامة يقدمها الطالب وأقدّرها. لم تعد العلامة شيئًا مقدّسًا لا يمكنني المساس به، إذ صارت أمرًا نسبيًّا قابلًا للتعديل.

 

افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟

1. توظيف أدوات التقويم، نتبادل الخبرات والاجتماعات بخصوصها.

2. التعلّم الوظيفيّ، أحاول مرارًا التعمّق فيه، وبالتأكيد استراتيجيّات التدريس، وربط الطالب بالقراءة المستدامة.

 

هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟

 طبعًا مهمّ، فلكلّ بلد تجربته وطابعه العامّ، وتبادل الخبرات مُثمر على جميع الأصعدة، خصوصًا في محاكاة التجارب الناجحة. وأقترح الندوات والسفر بين البلدان لحضور المؤتمرات وورش العمل وتطبيقاتها. على سبيل المثال، مشاركتي في مؤتمر قطر للتعليم عن بُعد، حيث استفدتُ منه كثيرًا، وأضافت المشاركةُ خبراتِ معلّمين ومستشارين إلى تجربتي المتواضعة. كما كان لاشتراكي في منصّة متواجدة بدبيّ أثر كبير لأخذ فكرة متنوّعة عن طبيعة المناهج هناك. وأرى أنّ الاشتراك الوجاهيّ بين المعلّمين في الدول المختلفة سيثمر بشكل أكبر.

 

كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟

من خلال مجموعات التواصل الاجتماعيّ، وإيجاد عالم أوسع من حدود الكتاب؛ عالم مشترك بين المعلّم والطالب والمكتبة والمؤسّسات الثقافيّة وغيرها العديد. أجتمع مع أولياء الأمور وأخبرهم عن الطرق اللّازمة لدعم الطلبة، بالإضافة إلى ربطهم بمجريات العمليّة التعليميّة، من خلال صفحة "فيسبوك" ومجموعات "واتساب". ومثال ذلك عرض مبادرتي الشخصيّة "القراءة حياة" بكلّ تطوّراتها مع الطلبة، ومجرياتها الأسبوعيّة على أولياء الأمور، وتعاونهم معي بشراء الكتب للطلبة، ومساعدتهم بالتلخيص، وغيرها العديد.

 

كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟

أوّلًا: الصبر وعدم اليأس من المستوى الأكاديميّ في النطاق الحكوميّ، ثمّ رفد نفسي بخبرات وقراءات متنوّعة ودورات، والإبحار في عوالم الكتب لأنهل منها ما استطعت زادًا لرحلتي. إضافة إلى مواكبة التطوّرات والاشتراك الدائم بالدورات، لقدرتها على إعطاء حلول لمشاكل مستمرّة ولتحدّيات تعليميّة، ومثال ذلك أنّني عنصر دائم الاشتراك ومتطوع على منصّة "نحن". كما أشارك دائمًا في دورات وندوات مؤسّسة الملكة رانيا لتدريب المعلّمين.

وأستمدُّ طاقتي المتجددة أيضًا من تخصيص وقت كافٍ للقراءة والمطالعة في كافة الميادين، ما يجدّد طاقتي التي استنزفت، ويرفدني بكلّ ما هو جديد وقيّم، وبعدها أعود أقوى إلى ميدانيّ.

 

ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟

 التعاون بين الطالب والمعلّم في كمّ الواجبات المفروضة في المنهج، والتواصل عن بعد لما يوفّرهُ من وقت واتّصال دائم ومصادر تعلّم متنوّعة.

 

اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.

من ناحية إيجابيّة فعّلَّت مهارات التواصل لديّ، وعملت على رفدِ شخصيّتي بقدرات مختلفة وصلبة. كما تخلّصت من التوتّر والرهاب الاجتماعيّ، واطّلعت على ثقافات وفضاءات مختلفة. أمّا من ناحية سلبيّة، فكان لضغط العمل جوانب سلبيّة نوعًا ما على صحّتي.

 

ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟

طالب في الصفّ السادس من المتفوّقين، لكنّه في مهارة التعبير يفتقر إلى أسس النجاح الأوّليّ. كانت صدمته أنّه حصل على علامة تلامس الصفر في التعبير، ولشدّة صدمته، قمتُ بخطّة تطويريّة قائمة على القراءة والمطالعة، تضمّنت قراءة أكثر من 65 كتابًا تجاوز عدد صفحات الواحد منها 200 صفحة في سنة واحدة. وكانت عناوين الكتب من اختياري وإشرافي حتى يتوسّع مخزونه اللغويّ. بعدها حصل الطالب على المركز الأوّل والعلامة التامّة، وهي نادرة جدًا في مهارة التعبير، آخر العام كان صدمة لي شخصيًّا.